المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
ظل الشوك
ظل الشوك
الآن أمسك بقلمي بعدما انتهت الحكاية , لا لشيء إلا لأكتب الحقيقة و فقط الحقيقة .
الحقيقة التي لا يعرفها سواي .وأنا بذلك أزيح عن نفسي جبل من الهموم و أسجنه في هذه الأوراق لعلي أبدأ من جديد مثل العشب الأخضر الذي ينمو بعد ما ينتهي الشتاء .
كنت بنتا جميلة لوالدين طيبين وعندما كبرت كثر الخطاب و كما تقول صديقتي البضاعة السارة نصف مباعة , لقد انتقدتها على ذلك التعبير , ولكن صديقتي كانت حادة مثل السكين و تسمي الأمور بمسمياتها كما تعتقد.
وفي أحد الليالي
قدمت امرأة تخطبني لأخيها و السرور يشع من عينيها و السعادة تغمرها غمرا, و لكن حالما رأيت زوجها حتى ملك علي قلبي و لم أعد أرى إلا صورته .
لقد كان ضميري يؤنبني , وخاصة و أن زوجته كانت تكن لي كل الحب و التقدير , حاولت التشاغل و لكني كنت أرى زوجها في كل مكان كان يظهر حتى في أحلامي .
خطوت الخطوة الأولى و تبعتها الخطوات المتلاحقة حتى أنني أنا من كنت أبحث عن رؤيته و كنت أخرج حتى يراني صدفة.
لقد كنت أقنع بذلك و لكن مع الوقت لم يعد يكفيني ذلك المقدار من السعادة , فقررت أن أستولي على قدر السعادة لوحدي ولو على حساب الآخرين .
عندما كانت زوجته تزورني بتخطيط خبيث مني , كانت مشاعري عندما أنظر إليها تتباين بين الشفقة والغيرة و الحسد و الشماتة .
و في مرة كدت أقفز في وجهها و أقول لها أهربي فأنا وحش و لا تعودي مجددا .
و مع مرور الوقت بدأت مشاعر الشفقة لتلك المرأة بالزوال و امتلئ قلبي بالشر , لقد تعلمت الشر بدون معلم , حتى أنني كنت أندهش من نفسي و دهائي .
في النهاية و التي كانت في مخيلتي أنها النهاية و ما هي إلا بداية تزوجته رغم صدمة الجميع لم يكن لأحد أن يصدم بهذا الزواج لو أتى بصورة طبيعية و لكن زوج صديقة وأيضا زوجه سعيدة كان محيرا للجميع .
لقد كنت فرحة و لكن فرحة غاشم حتى أن صديقتي عندما قدمت لي صور العرس ارتعبت من تلك الابتسامة الشريرة على وجهي و قطعت الصور , كنت كمن يحاول أن يخفي آثار جريمته .
لقد تقبلت زوجته الوضع الجديد و لم تحاول أن تثر أية مشاكل
وبعد فترة انقشع الضباب الذي كان يعميني و سقطت على صخرة في مقتل .
لقد كنت أضن تلك المرأة تغرف من نعيم مقيم , و لكن لم أدر أن لكل سرور حزن يحمله على ظهره.
و الأدهى من ذلك أن الزوج لم يكن زوجا رائعا و لا حتى عاديا بل أقل من العادي , و كانت مساوئه تظهر أكثر و أكثر مع الوقت , و لو استمر الوضع على ذلك فستكون مصيبة .
لقد فهمت الآن و بعدما و صلت إلى أن أضرب و أهان من زوجي .
لقد رأيت تلك السعادة في يد تلك المرأة فطمعت بها و تمنيتها لنفسي و اعتقدت أنها بسبب زواجها السعيد .
ولكن الآن قد عرفت أن تلك السعادة مردها إلى شيء آخر بعيد كل البعد عن ذلك و هو أن تلك السعادة نتيجة الإيمان و الرضا و لو بالقليل و شكر النعمة .
لم أستطع أن أطلب الطلاق , و أن أصارح تلك المرأة بالحقيقة , لقد كانت خير عون لي تحت ظل الشوك .
و الآن أنا أعيش في هذا السر وحيدة أتحرى فرصة للبدأ مجددا و لكن في الشمس بدون ظلال أو أشواك .
|