كاتب الموضوع :
زارا
المنتدى :
الارشيف
اقووووووووووووووووووووووووول شووووووفووووووووووااا الفن.. وشووووفووووووووووواااااااااااااا الابدااااااااااع على اصووووووووووووله.. هذي تصبيره لي ولكم. تصبحون على الف خير...
اقتباس :-
|
فور خروجها اصطدمت عيناها بذاك الجسد الذي استحل معظم مساحة السرير بضخامته ،،
و انفجر التوتر في صدرها ..
لم تستطع تبين أنه كان نائما من مكانها ..
لذلك تحرّكت بهدوءٍ نحو طاولة الزينة و هي تنتزع المنشفة من رأسها تحرر شعرها الذي تبعثر في خصلاتٍ مبتلة ..
و تساقطت غرتها على جبينها ..
أبعدت المنشفة .. و هي تمرر يدا مرتجفة في شعرها .. تنتظر منه تعليقا أو كلمة قد يتفوه بها ..
لكنه استمر في رفع رأسه نحو السقف بصمتٍ كانت هي الأحوج له في تلك اللحظات ..
لم تكن في أفضل حالاتها و لا طاقة لها في مواجهته بالبرود الذي اعتادت ..
شدت على شفتيها بقوة ..
و شعورها بالضعف يزداد .. مع قوة حضوره الكاسحة ،،
راحت تتحرك في المكان بهدوء و مع كل خطوة و أي حركة تشعر بأنها ستتلقى تعليقا بصوته الفظ ..
أو كلمة ترتعد لها فرائصها ..
احساس الترقب و التوجس جعلها ترهف السمع لأي حركة قد يقوم بها ..
لذلك لم يكن صعبا عليها التقاط ذاك التغير الحاد في أنفاسه ..
تجاهلت الأمر في البدء .. فقد بدت كتنهيدات أو زفراتٍ متتالية ..
عبر مرآة الزينة راحت تنظر لجسده الملقي على الفراش ،، بهدوء .. دون ان تبالي ،،
استمرت في وضع المرطب على يديها و فركهما بهدوء ،،
لكنها توقفت عن ذلك عاقدةً جبينها و هي تصلب نظراتها على جسده ..
قشعريرة سرت على طول ظهرها حين استحالت التنهيدات فجأة إلى أنين خافت ،،
لتتجمد يديها .. و هي غير قادرة عن تحويل نظرها عن المرآة ..
لحظاتٍ فقط نجحت في تجاهل الأمر .. الا أن احساسها بالرعب راح يتزايد مع استمرار ذاك الأنين الضعيف ..
وضعت عبوّة الكريم بتوتر على الطاولة .. و هي تتساءل بقلق من مكانها بصوتٍ مرتجف ..
- بــــــلاك ..؟!
لكنه لم يرد ..
كان الصوت الصادر منه ضعيفا للغاية . و مثيرا للخوف و الشفقة ..
ما أثار ذعرها أنها اعتقدت لبرهة بأنه يصدر عن شيءٍ آخر خلاف الرجل الملقى على الفراش ..
و حين لم يجبها .. استدارت نحوه و تقدمت بخطى مرتجفة ..
صوتها يهتز و هي تحاول التحدث بلا مبالاة ..
- شوه ياك ..؟ شي يعوركـ .....
و علقت أنفاسها و هي تتبين ملامح وجهه ..
كان لصدمتها نائما ..
ملامحه تنكمش بضيق و فمه مفتوح .. فيما رأسه مرفوعٌ لأعلى ..
و صوت الأنين يتقطع من حلقه ..
راقبت برعب صدره الذي يعلو و يهبط بجنون .. الصوت الذي راح يصدره لا يشبه غلظة صوته التي اعتادت ..
صوتٌ ضعيف أفزعها للغاية ..
فجأة رفع يدا ترتجف و لوح بها أمام وجهه و كأنه يدفع أحدا أو يبحث عن شيءٍ يتشبث به.. ثم أسقطها بوهنٍ إلى جواره ..
جبينه الذي يتفصد عرقا كان ممتللأً بالعقد .. و أكثر ما أذهلها هو شيءٌ كالدمعة راح يرتعش على زاوية جفنه المطبق ..
كانت ملامحه مسودّة بشدّة ..!!
وضعت يدها المرتجفة على فمها .. و هي تهمس بخوف ..
- غيث ..؟!
بدا و كأنه يلفظ أنفاسه الأخيرة ..
رفعت شعرها المبعثر عن وجهها و هي تمد يدها لصدره تهزه قليلا بخوف ..
و كأنه سينقض عاويا عليها ..!!
- غيث ..؟ غيث ..؟ بسم الله ..
دنت أكثر لتجلس جواره على الفراش .. و هي تهز كتفه بقوة أكثر ..
- غيث ..؟؟ غيث .. شي يعورك ..؟؟ نش .. يا الله ..!! غيــــث ..
و هزته بقوة أكثر .. ثم أطلقت صرخة خافتة خنقتها بيدها حين انتفض شاهقا ليجلس بسرعة .. و هو يلهث بقوة و كأنه توقف للتو من عدوٍ طويل ..
وضعت هي يدها على صدرها بخوفٍ شديد ..
و صوته يتحشرج بقوة غير منتبه لوجودها ،، كانت كلماته المبحوحة تتقطع مع لهاثه ..
- أعوذ بالله من الشيطان الرجيم .. بسم الله الرحمن الرحيم .. أعوذ بالله منك يا ابليس ..
ثم راح يخلع الفانيلة الداخلية و ما ان انتزعها حتى انتبه لتلك الجالسة بجنبه تطالع ملامحه برعبٍ فاضح ..
صدره القوي و عضديه الصلبين ابتلوا بالعرق الذي نضح من جسده ..
و بحركة غريبة مسح وجهه بالفانيلة القطنية يمسح العرق متجاهلا علبة المحارم الموضوعة على جانب السرير ..
جلوسها جواره هكذا لذع جسدها بحرارة ..
فانكمشت إلى رأس السرير ببطء ..و التفت إليها يتابع حركتها المضطربة ..
وضع يده الكبيره على وجهه مغمضا عينيه و هو يحاول جاهدا السيطرة على أنفاسه ..
و أتاه صوتها من وراء ظهره مرتعشا ..
- شي يعورك ..؟
شعر بكلمتها تلك تخترق صدره بعنف .. لتلامس شغاف قلبه برقة فائقة ..
التفت لها دون أن يجيبها ..
ذاك القلق و الخوف الذي كان يغشى عينيها .. لم يكن منه ..
بل كان عليه ..
لم يرد عليها .. استمر في النظر إليها يحملق في عينيها .. رغم عنف مشاعره الممزقة في تلك اللحظة ..
رأى تململها المعهود تحت وطأة نظرته .. و ابتلعت ريقها تعيد السؤال مجددا ..
- شي يعورك و الا كنت تحلم ..؟
بدت صغيرة للغاية ،، نظيفة ..
و طاهرة ..
تلملم جسدها الصغير الذي نحل كثيرا خلال هذا الشهر .. و تبعد شعرها المبعثر المبتل عن وجهها الصافي بخوفٍ لم تستطع اخفاءه ..
فجأة عادت حور ..
تلك الحبيبة التي يعرف ..
الروح النقية الفريدة التي قضى ليالٍ يسامرها ..
ينغمس حتى الغرق في لذّة أحاسيسه بقربها ..
و لم يعد في لحظة ضعفه تلك سوى التماس الحنين فيها مجددا ..
لذلك جرّ جسده نحوها ..
متجاهلا الفزع الذي لمع مجددا في مآقيها .. و تقلّص وجهها المذعور ..
قبل أن يدنو منها مستلقيا .. يلقي برأسه على دفء صدرها ..
لتخترق مسامعه عنف ضربات قلبها المجنونة ..
و علم أنها متأثرة بقربه ..
حتى و هي تحاول التظاهر بالبرود و ترفع يديها بعيدا عنه ..
خرج صوتها مرتجفا ..
- يوم ما فيك الا العافـ .......
و اختنقت كلماتها حين أمسك بكفّها يقبل باطنها .. و صوته الأجش يخرج من أعماق تبعثره .. و ضياعه بعد كابوسه ذاك .. ثم التماس الدفء فيها ..
- أووشششش ..!! بس صخي .. لااا تفكرين .. و لا ترمسين ..
و وضع نعومة كفّها الصغيرة الباردة على حرارة خدّه .. و هو يغلق عينيه بثقل ..
.
.
.
.
باتت عاجزة عن التنفس ،،
و قلبها يثب بجنونٍ في صدرها ..
غير قادرة حتى على منع الرجفة عن يدها التي ترتاح على خدّه ..
و قد لانت ملامحه الشرسة .. متعبة بشكلٍ رهيب ،،
حاجبيه الكثين .. و شاربه و لحيته الخشنة .. استطاعت تبين جذور شعيراتها من هذا القرب ..
أنفه المتكبّر و شفته يرتخون بارهاق ..
ما فجّر في داخلها دفقٌ هائل من الحنان ..
و لا تدري لما تدافعت الدموع لمآقيها في تلك اللحظة ..
احساسٌ غامرٌ بالحزن على حالها و حاله أنهكها ..
حتى نسيت كل شيءٍ آخر ..!!
* * * * *
|
|