المنتدى :
القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
وجبة عشاء لشخصين
- ما رأيك بالمفاجأة ؟؟ .. يا طليقتي العزيزة
- اليوم عيد الحب .. نحن بمفردنا بالبيت .. طاولة أنيقة عليها وجبة عشاء لطيفة لشخصين من مطعم آسيوي أراهن .. شموع .. موسيقى كلاسيكية وجو رومانسي .. هدية "سان فالونتان" كبيرة مغلفة بشريط ساتان وردي ينم عن ذوق .. نعم .. يمكن أن تقول إنها مفاجأة منك.
- حسن .. على الأقل انتزعت منك إطراءا .. فالأكل أنا من أعده .. وقد استغرق مني وقتا .. وصفة من المطعم التايلاندي ..
- ومتى كنت تدخل المطبخ ؟ ..
- أنا أجيد الطبخ بالفعل .. فقط أنا لم أجرب الطهي مذ تزوجنا .. لكن فترة فراقنا أعادتني إلى هوايتي القديمة ..
- لا بأس .. لحم طيب ..
منتدى ليلاس الثقافي
- يا لبرودك ..
- ماذا تتوقع ؟؟ .. هل تظن أنك بدعوتك هاته .. وبهذه الهدية التي لم أفتحها بعد يمكن أن تعيد الأمور كما كانت ؟
- أنا أحاول على الأقل .. لكن .. دعينا لا نفسد الوجبة .. تناولي طبقك ولنترك أمورنا العالقة لما بعد ..
(صوت مضغ .. استمتاع بالمضغ لو شئنا الدقة) ..
- هه .. ما رأيك ؟؟ أنا أجيد الطهي ؟
- نعم .. لو كان هذا من طهيك كما تدعي ؟
- لا تدركين كم يسعدني إطراؤك .. تريدين شرابا ؟
(صوت انسكاب شراب في الكأس .. تشرب بلذة)
- تريدين المزيد ؟؟.. (أصوات جولات الشوكة والسكين في الأطباق)
- يكفي .. لا أنكر أن اللحم لذيذ فعلا .. لكن هذا لا يعني أن تقتلني بالتخمة
- هههه .. لا تقولي ذلك .. لا أحد يموت بالتخمة ..
- هه .. (صوت مضغ) .. أيها الوغد .. إنه لذيذ فعلا .. أي لحم هذا؟
- قد لا يسرك أن تعلمي !!!!
- ظريف .. دعني أخمن .. له مذاق الدجاج لكنه أحمر .. الصلصلة المتبلة قوية النكهة لن تخدعني .. هذا لحم ديك رومي ..
- ههه ... ربما
- خفة دمك لا تقاوم ..
- هل تعلمين ؟ .. تبدين رائعة في هذا الثوب الأحمر على فكرة ..
- لم أرتده من أجلك ..
- أعرف .. وأعرف أنك ما كنت لتقبلين دعوتي لولا أنني سأتنازل عن حضانة البنت ..
- بطبيعة الحال .. لكنني أعترف أن الطعام طيب .. والجو شاعريا .. لقد بذلت مجهودا .. لكن مشاعري تجاهك بترت تماما
- أو حجزت لشخص آخر
- (صوت وضع الشوكة والسكين على الطبق) .. أظن أن هذا لم يعد من شأنك ..
- نعم .. نعم .. أدرك هذا .. أتساءل وحسب كيف انتهينا إلى ما نحن عليه الآن ؟ .. خطأ من حقيقة ؟ .. متى بدأت تشعرين بأنك لا تحبينني؟
- لن يقدم ذلك شيئا أو يؤخر .. أظن أنك تدرك هذا ؟
- نعم .. للأسف ..
- ستجد الإنسانة التي تفهمك وتحبك .. أرجو هذا لك من أعماقي
- ههه .. أنا أشعر بالأسف من أجلك
- ... أقنع نفسك بهذا .. كأس أخرى لو سمحت .. متى سينتهي هذا السخف ؟
- (صوت كأس تملأ بالشراب) .. ههه .. سينتهي كل شيء قريبا .. لا تقلقي يا حبيبتي .. السابقة ..
- أرجو ذلك .. فلدي موعد مع العاشرة ..
- لا تقلقي .. لم تتأخري عن موعدك .. هه .. ما رأيك برقصة على أنغام هذه الموسيقى الرائعة ؟
- تصدق؟؟ .. لم أشعر بها حتى اللحظة .. هل أنا مجبرة على الرقص معك؟
- لست مجبرة .. من الغريب أن الموسيقى الرائعة لم تؤثر فيك .. يا لك من امرأة .. سأجمع الأطباق ونتحدث قليلا ..
- (صوت حقيبة تفتح .. ضربات خفيفة .. ثم صوت قداحة تقدح لهبا) .. حسن يمكنني تدخين سيجارة في الانتظار
- خذي راحتك .. سأعود بعد لحظة
(صوت نفث دخان السجائر)
..........................
(صوت عبث بعلبة ما .. الموسيقى الهادئة تتصاعد في تلك اللحظة مضيفة تأثيرا سينمائيا عجيبا)
- أنت متشوقة لرؤية هديتك ..
- ههه .. هو الفضول وحسب .. اجلس وقل لي : ماذا تريد بعد ؟ يجب أن أنصرف.
- حسن .. لا ضير أن نتحدث بضعة دقائق قبل أن موعدك .. هل تسمحين بسيجارة ؟
( صوت اشتعال قداحة .. وجذب نفس عميق)
- هه ..عم تريد التحدث ؟
منتدى ليلاس الثقافي
- عنك .. وعن .. (تامر)
(لحظة صمت أبت الموسيقى إلا أن تلوثها بنغمات قلقة) .. ماذا عنه؟
- ألن تقولي لي بأنك على موعد معه في هذه الليلة .. ليلة السان فالونتان ؟
- ليس هذا شأنك مع من أتواعد على ما أظن .. لقد تطلقنا منذ زمن أذكرك .. ولولا بنتنا التي تربطنا لما رأيت وجهي مرة أخرى بعد فراقنا
- قاسية أنت يا حبيبتي .. عندما أتذكر الحب الذي جمع بيننا .. وسنوات زواجنا الأولى
- لا أخفيك أنها صارت ذكريات مؤلمة بالنسبة لي .. بعد خياناتك المستمرة والتي أبان لي اكتشافي لها كم كنت مغفلة .. كم كنت لا تستحق ذرة من حبي
- و(تامر) هو الذي يستحق ؟؟
- قلت لك ليس من شأنك .. لا يربطنا الآن سوى ابنتنا وقد وعدت بالتنازل عن حضانتها فكن رجلا مرة واحدة وأف بوعدك
- على فكرة .. لقد علمت بأنك كنت تعرفين (تامر) قبل زواجنا حتى .. بأنه كان زميل دراستك .. وربما قصة حب في الجامعة
- مهلا مهلا .. ما الذي تريد إثباتها هاهنا ؟ .. ما الذي شرع خيالك المريض يصوره لك الآن ..
(صوت الموسيقى يتفجر بجنون)
- ههه .. كل شيء انتهى الآن .. أعرف أنك كنت على علاقة معه .. اتهمتني بالخيانة بينما لم تكوني الزوجة الشريفة المصدومة كما تدعين
- يكفي .. لقد تجاوزت حدودك كثيرا هذه المرة .. سأنصرف حالا ..
(صوت كرسي يتحرك بعنف)
- ما لم تعلميه يا عزيزتي أنني عاقر ..
- ماذا ؟؟؟؟؟؟
(صوت جسد يتهاوى على الكرسي)
- نعم .. منذ البداية أدركت أن البنت لم تكن لي .. تصوري مبلغ الصدمة التي أصبت بها .. أظن أن خياناتي التالية كانت رد فعل طبيعي .. ترددت على أكثر من طبيب لنفي الشك وبحثا عن بارقة أمل .. ثم تأكدت عندما تحريت عن (تامر) هذا .. (تامر) الذي تذهبين لشقته الليلة ..
- ....
- لكنني وعدتك بأنك لن تخلفي ميعادك .. هل تعلمين لماذا اخترت وصفة من المطعم التايلاندي ؟
- لا أعلم .. كنت مخطئة بالحضور .. سأغادر حالا ...
- لا .. لن تفعلي .. ليس قبل أن تفتحي هديتك
- اترك ذراعي .. أنت تؤلمني .. اتركني .. لا شيء يربطني بك الآن .. أتركني
- اجلسي .. افتحي هديتك ثم انصرفي بعد ذلك ..
(صمت لحظات يقطعه صوت مناولة علبة .. فك الشريط .. صرخة رعب .. سقوط من كرسي بقوة)
- عااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااااااا
تااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااامر
- يدهشني أنك ميزت رأس الوغد بعد ما فعلته بملامحه ..
(بكاء .. وصرخات متتالية .. وللسخرية موسيقى هادئة مستفزة)
- يمكنك بقليل من الذكاء معرفة أن اللحم الذي تناولناه سوية بوجبة العشاء كان لحمه .. الوغد كان ممتلئا صحة .. ولم أجد عناء في العثور على قطع لحم كبيرة شهية ..
(صوت تقيؤ وسعال قوي مع تشنجات متواصلة و .. موسيقى هادئة)
- استعملت وصفة تايلاندية .. يقولون إن هناك مطاعم في التايلاند تقدم لحما بشريا .. فاستعملت وصفة من هناك .. اشتريت كتابا منذ أسبوع في المعرض الآسيوي .. فقد راقتني الفكرة وشرعت أنفذ الخطة
- لماذا ؟؟ .. (سعال قوي) .. أيها الوحش !!!! .. ماذا فعلت أيها المجنون ؟؟؟ (بكاء هيستيري وموسيقى متصاعدة)
- وحش ؟؟ .. ربما .. لكنك أنت من جعلني هكذا .. أنت هي الوحش
- ستدفع الثمن .. (صرخات هيستيرية) .. أيها الأحمق .. ترددت كثيرا في قبول دعوتك .. وتصورت أنك ستحاول اغتصابي فاستعددت للدفاع عن نفسي .. (صوت إبرة مسدس .. وطلقة )
- أيتها الـ ..
(سقوط جسد على الأرض بقوة .. وختام المقطوعة الموسيقية)
|