لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القسم الادبي > منتدى الكتب > كتب المسرح والدراسات المسرحية
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

كتب المسرح والدراسات المسرحية كتب المسرح العربي - كتب المسرح العالمي - دراسات مسرحية


حامد أبوالنجا , على فين يا عوضين , جسر الخوف , ماذا نحن فاعلين

:flowers2:بسم الله الرحمن الرحيم السادة الأفاضل الأعزاء المحترمين القائمين على منتدانا الحبيب منتدى ليلاس دايما فوق الراس 000 أتمنى من الله العلى القدير أن أكون ضمن الخمسة المحظوظين

إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-04-09, 11:14 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jul 2008
العضوية: 83985
المشاركات: 140
الجنس ذكر
معدل التقييم: حامد أبو النجا عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حامد أبو النجا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : كتب المسرح والدراسات المسرحية
افتراضي حامد أبوالنجا , على فين يا عوضين , جسر الخوف , ماذا نحن فاعلين

 

بسم الله الرحمن الرحيم
السادة الأفاضل الأعزاء المحترمين
القائمين على منتدانا الحبيب
منتدى ليلاس
دايما فوق الراس
000
أتمنى من الله العلى القدير أن أكون ضمن الخمسة المحظوظين
من قبل منتدانا الحبيب الذين يتم إختيارهم لطبع أعمالهم
وفق الله الجميع
والشكر كل الشكر والتحية للسادة القائمين على المنتدى بصفة عامة
وعلى الفكرة القيمة لطبع أعمال الأعضاء بصفة خاصة
والأعزاء
( الزعيم ، أقدار )
ـــــــ
الأعمال التى أود فى عرضها على سيادتكم وأرجو أن تنال قبولكم
ثلاث مسرحيات
وهم من تأليفى وأقر بذلك
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مسرحية
على فين يا عوضين
تأليف
حامدعبدالنبىأبوالنجا






الشخصيات

• هنية – فتاة جميلة فى العشرينات من العمر اخت عوضين
• عوضين – اكبر من هنية طيب ساذج يعيش على الفطرة
• متولى – صاحب عوضين انهى الخدمة العسكرية – يبحث عن طموحاته على حساب الآخرين
• العمدة – فى الستينات من العمر – لا يحب سوى نفسة
• حسام – أبن العمدة .. شاب هوائى يعتمد على منصب والده
• بركات – نصاب يبحث عن المال بأى وسيلة
• مرضى – شيخ الكفر.. يتبع الحق اينما كان
• ضابط شرطه
• داؤد - مخبر
• الشاويش
• عبد الله – من اهل الكفر
• شبراوى – من اهل الكفر
• عرفات – من اهل الكفر
• رجب – من اهل الكفر
• رضوان – عسكرى شرطة
• الضرير – رجل ضرير مسن
• صلاح – فتى من اهل الكفر
• الغفر ( 1 ) و ( 2 ) و ( 3 ) و ( 4 )
• عمال كهرباء ( 1 ) و ( 2 ) و ( 3 )
• مجاميع


( على فين يا عوضين تحاكى التطلعات والطموح من جهة والطمع والظلم من جهة أخرى – وكيف يؤثر الفرد فى مجتمعة وكيف يؤثر المجتمع فى الفرد – وهل الموروث علينا التمسك به أم من الممكن أن نطورة حسب تطور ما حولة - قصة اجتماعية تدور أحداثها داخل كفر من ريف مصر )



المشهد الأول

المنظر .. عبارة عن ساحة فى الكفر يجتمع فيه الناس .. به بعض جذوع الشجر وبعض اكسسوارات توحى بأن الكفر بدائى.
الوقت .. بعد الظهر.

*****

عبد الله وشبراوى يجلسان بجوار جذع شجرة بساحة الكفريلعبان السيجى
الضرير - (مارا بالمسرح ) ما حدش شاف نورمعدى أوحتى ضوء
الدنيا عتمه على طول والشوف بقى غالى اليومين دول
عبد الله - بالك يا شبراوى الموضوع بتاع الواد عوضين ده مش
ح يعدى على خير
شبراوى - الأكادة انه مش باصص وراه خالص .. ولا أكن له اخت
عبد الله - والله صعبانة عليا البنت دى .. بس الواحد لو ماكنش ....
شبراوى - ( يقاطعة ) ايه ماكنش ايه ؟
عبد الله - بقول يعنى لو الواحد ما كنش خايف من كلام الناس .....
شبراوى - أيه .. كنت عملت ايه يا واد يا نمس انت ؟
عبد الله - لاء .. ما تفهمنيش غلط .. انى يعنى بقول كان الواحد
خدها تعيش مع العيال فى الدار
شبراوى - اهه الشيخ مرضى بعت للواد متولى علشان يسيب
عوضين فى حاله ويبطل يزن على دماغة .. سفر أيه
ونيلة أيه ؟
عبد الله - الا تفتكر يا شبراوى ان الواد متولى كلامه صحيح ..
شبراوى - أزاى ؟
عبد الله - يعنى الواحد لما يكون عايز يعيش عيشه احسن من اللى
هو فيها دى .. يسافرعلى مصر
شبراوى - تسافر مصر وتسيب الكفر
الضرير - يا خسارتك يا كفر .. بتربى فى رجاله مش بتوعك
شبراوى - ( يصفق يد على يد ) لا حول ولا قوة الا بالله
عبد الله - جرى ايه يا شبراوى انت يعنى شفتنى قمت سافرت
شبراوى - جاك خابط فى نافوخك .. وايه بقى العيشة اللى انت عايز
تعيشها ؟ هه .. ما يكنش عايز تلبس بنطلون وقميص ؟
هه يا سى عبد الله ؟
عبد الله - وليه لاء ؟ هو احنا مش زى ابن العمدة ؟ ولا احنا ولاد
الكلبه السوده
شبراوى - ( نسمع اصوات اشخاص من الخارج .. ينظر شبراوى
الى اتجاه الصوت فيرى العمدة قادم ومعه عرفات وخلفهم
الغفير ) ... ياريتك افتكرت ورقة معسل- اهه العمده
جه ومعاه عرفات .. استعدل يا وله
العمدة - ( يدخل عليهم ) السلام عليكم
شبراوى - وعليكم السلام يا عمدة
عبد الله - مرحب يا عمدة
عرفات - سلام عليكم
عبد الله - اهلا عرفات
العمدة - هو الواد متولى ما جاش
شبراوى - لاء ما جاش .. احنا قاعدين هنا من ساعتين ما لفتش
علينا
العمدة - ساعتين .. ليه ؟ ما عندكوش شغل ؟
عبد الله - لاء يا عمدة ما احنا خلصنا شغلنا .. دا هم يا دوب قيراط
ونص عمى يا عمدة .. شغلهم بيخلص فى ساعة زمن ..
( ينظر من تحت الى تحت لعرفات ) واحنا يعنى يا عمدة
عندنا ارض وهملناها
العمدة - ( مرتبكا ) هه .. آه .. ماهو لو الحكومة توزع عليكم
الارض اللى فى البر الشرقى للرشاح كان كل واحد
فيكم اشتغل وكفى بيته .. وما يبقاش عنده وقت للكلام
الفارغ .. ولا التفكير المنيل بتاع الواد متولى وعوضين
عبد الله - ما ارض البر الشرقى اتوزعت يا با العمدة .. ولا انت
ما عندكش علم ؟
العمدة - ( يذداد ارتباكا ) هه .. آه .. لاء .. دا 1000 فدان بس
هم اللى اتوزعوا .. واتوزعوا حسب القرعة .. والقرعة
كانت قدام الناس كلها
عبد الله - ايوه يا عمدة القرعة كانت قدام الناس كلها..بس القرعة
ما كنش فيها غير اسمك انت بس يا عمدة
العمدة - ( بضيق نفس ) لاء القرعة كانت فيها اسماء غير اسمى
عبد الله - ايوه صحيح كان فيها اسم ابنك حسام بيه والست حرمكم
( ينظرالى عرفات ) ويعنى الناس اللى تبعك يا عمدة
العمدة - الارض كتير فى البر الشرقى .. واللى ما خدش ارض
امبارح بكرة ياخد
الضرير - احيينى النهاردة وموتنى بكرة
عبد الله - احنا فى النهاردة يا عمدة
عرفات - ( بتوعد ) انت عايز ايه يا عبد الله ؟
شبراوى - عبد الله مش عايز حاجة يا عرفات .. ما تروح تستعجل
متولى .. خلينا نشوف المصيبة اللى ح تحل بالبت هنية
المسكينة دى
عرفات - اروح استعجل متولى يا با العمدة
العمدة - ( بخوف ) لاء تروح فين ؟ هو زمانه جاى .. .. اقعد
خليك معايا هنا
( نسمع اصوات اشخاص قادمة )
الغفير - ( ينظر الى اتجاه الصوت ) اهه الشيخ مرضى جه أهه
ومعاه ناس كتير
( يدخل الشيخ مرضى ومعه عوضين وهنية وبركات –
وبعض اهالى الكفر)
ش مرضى - السلام عليكم ورحمته وبركاته
الجميع - وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
العمدة - تعالى جنبى هنا يا شيخ مرضى
ش مرضى - يا عوضين حط عقلك فى راسك
عوضين - ما انى عقلى فى راسى اهه ( يمسك برأسه ) هو انى
كنت شيلته
العمدة - تعالى يا هنية يا بنتى تعالى اقعدى جنبى هنا
هنية - ( تبكى ) اقعد .. اقعد ايه يا حضرة العمدة .. ما نتاش
شايف الخيبة اللى انى فيها
العمدة - اهدى يا هنية يا بنتى اهدى
هنية - ( ببكاء ) اخويا ابن أمى وأبويا عايز يسافر ويسبنى
ش مرضى - اصبرى يا هنية يا بنتى كل عقدة ولها حلال
عوضين - ده دى هو انى يعنى كنت اول واحد يسافر .. ما هاشم
سافربقاله زمان ..
هنية - لاء انت مش زى هاشم .. انت اول واحد يسيب اخته
وحدانية ويهج
عوضين - وحدانية ازاى .. انت مش كل ما حد يكلمك تقولى انى
معايا ربنا .. اشمعنى دلوقتى بقيت وحدانية
العمدة - تعالى يا عوضين .. تعالى اقعد جارى هنا .. انى بس
عايز اعرف - انت عايز تسافر ليه ؟
عوضين - ما أنى ح أسافر مع متولى
شبراوى - ما احنا عارفين انك ح تسافر مع متولى .. حضرة
العمدة بيسألك .. انت عايز تسافر ليه ؟
عوضين - اهه .. ح سافر .. أسافر اشتغل .. أعمل قرشين ..
اتجوز وأجوز هنية اختى
عبد الله - وهو انت يا غلبان انت ح تعرف تعمل قرشين ومعاك
متولى .. دا مش بعيد يأخذ القرشين اللى معاك ويديك
بمبه
عوضين - وانت ايش اشحرك انت .. انت مالك .. هو انت كنت
اديتنى حاجة .. ولا كنت اديتنى حاجة
عبد الله - انى لا بدى ولا باخد .. عقلك فى راسك وانت حر
رجب - والله انت صعبان عليا يا عوضين واللى صعبان عليا
اكتر هنية اختك ما تستاهلش ده منك
عوضين - هى ايه الحكاية كلكم عليا ولا ايه ؟
ش مرضى - ما فيش حد عليك يا عوضين .. بس الأمر وما فيه
ان اختك هنية عروسة على وش جواز .. وعيب عليك
لما تسيبها وتمشى .. ملهاش حد غيرك يا عوضين
هنية - ( ببكاء ) دلوقتى بس حسيت بغلاوة الأب والأم يا عم
الشيخ مرضى .. ياريتهم كانوا خادونى معاهم
الضرير - مين قال ان الحنان بيموت .. الحنان عايش .. اللى جوانا
هو اللى بيموت
ش مرضى - استعينى بالله يا هنية يا بنتى
هنية - ونعم بالله يا عم الشيخ
عوضين - طب اقوم انى بقة علشان الحق اروح ادور على متولى
لجل ما نلحق ميعاد القطر
عرفات - انت معاك فلوس للسفر ده يا عوضين ؟
عوضين - ايوه معايا
رجب - طب سبت قرشين لأختك تصرف منهم .. لغاية لما
تشتغل وتبعت لها فلوس تصرف منها
هنية - يبعتلى .. ( تبكى ) دا ضربنى فى البيت وخد منى
الفلوس اللى كنت محوشاها
عبد الله - ( متحفزا ) ضربت هنية يا عوضين
عوضين - انى زغتها بس .. وبعدين انت محموء ليه – انت مالك
انت ؟
العمدة - اخص .. اخص عليك يا عوضين .. تمد ايدك على
اختك
رجب - والله ما يستاهل اللى احنا بنعمله علشانه ده
ش مرضى - قوم حب على راس اختك يا عوضين
عوضين - ( يقوم عوضين ويمسك برأس هنية ويقبلها ) خلاص
أمشى انى بقه
( هنية تمسك بطرف جلابية عوضين فى بكاء )
هنية - استحلفك بالله يا خويا ما تسبنى وتمشى ، انى محتجالك
شبراوى - ما تعقل بقه يا عوضين - الله
عوضين - ما انى عاقل يا سى شبراوى ولا يكنش اجننت وانى
مش دارى
عبد الله - ( متهجما على عوضين ) ايوه اجننت ياعوضين وعايز
اللى يعقلك
العمدة - ( بصوت مرتفع ) عبد الله .. ايه .. ما عدش عندك
خشه .. ما حدش مالى عينك فى الكفر ولا ايه ؟
عبد الله - ( بغيظ ) ما هو بصراحة يا عمدة
عرفات - ( يتقدم نحو عبد الله ) اقعد يا عبد الله ولمها
ش مرضى - ( يسرع بالوقوف بين عرفات وعبد الله ) .. اهدى بالله
يا عبد الله يا ابنى .. العمدة برضه كبير الكفر وكبيرنا
عوضين - انتم جايبنى هنا علشان تضربونى .. كلكم عليا
ش مرضى - كلنا بنحبك وخايفين عليك وعلى اختك هنية
الضرير - لحم الرجال بقى ناعم .. ولحم الحريم اخشن
والأسد فى عرينه نايم .. بكرة يقولوا انجن
بركات - متولى .. متولى ظهر .. جاى اهه
عوضين - ( فرحا ) متولى
هنية - عوضين
متولى - ( من الخارج ) عوضين
عوضين - متولى
هنية - عوضين
متولى - ( يدخل متولى ويقف فى ركن من الساحة ) سلام
عليكم .. عوضين
عوضين - (يذهب الى متولى ) انت فين يا متولى بقالى شويه
بدور عليك
متولى - جبت الفلوس
عوضين - ايوه جبت كل الفلوس اللى معايا واللى كانت مع هنيه
متولى - معاك قد ايه ؟
عوضين - معايا كله 140 جنية
متولى - ايه 140 جنية .. ودول ح يعملوا ايه ان شاء الله ..
دول ما يكفوناش يومين على بعض
عوضين - ما هو انى ما اعرفش اجيب غيرهم .. دا حتى هنية
كانت محوشة قرشين علشان تجهز نفسها بيهم انى
خدتهم منها
متولى - ( يأخذ الفلوس من عوضين ) ياأبنى احنا عايزين قد
دول ييجى عشر مرات .. هو انت مفكر السفر ده
لعبه .. دا احنا ان شاء الله لما ح نشتغل حنجيب قد
دول فى اسبوع
عوضين - ( يحاول ان يأخذ من متولى الفلوس لم يستطع يشاور
على الفلوس وهى بيد متولى ) قد دول فى اسبوع
متولى - آمال انت مفكر ايه هو فى حاجة بالساهل .. انت مش
عايز تبقى زى الواد هاشم
عوضين - هاشم ( يسرح مع نفسه ) نفسى افتح عينى وغمضها
القانى زى هاشم .. هاشم بيه
بركات - عوضين ندهته النداهه
الضرير - الزن على الودان أمر من السحر
وشياطين الأنس كلامهم مليان عطر
متولى - عوضين .. الوقت بيمر .. وميعاد القطر قرب
عوضين - طب وانى اعمل ايه .. اللى قدرت عليه عملته ..
ما عدش لا حيلتى ولا حيلة هنيه حاجة
متولى - اتصرف .. اعمل اى حاجه
عوضين - قول لى اعمل ايه .. انى مخى ضلم خلاص
متولى - بيع الأرض
الضرير - يا بايع الأرض والعرض ملعون اللى يخاويك
دمك حلال . . . وتراب المسلمين خسارة فيك
( لحظات صمت – ونظرات بين العمدة وعرفات
وبركات )
عوضين - أبيع الأرض
هنية - لاء يا عوضين
عوضين - أبيع نصيبى فى الأرض
هنية - ( تصرخ ) لاء
... ( تنخفض الأضاءة تدريجيا ... العمدة يخرج
فلوس من معه ويعطيها الى بركات - بركات يذهب
الى عوضين يعطيه مبلغ من المال- يبصم عوضين
على العقد – ويخرج عوضين ومتولى )
بركات - اكتب العقد بأسم الهانم يا عمدة
العمدة - لاء .. اكتب العقد بأسم هنية احمد عبد المقصود
هنية - ( تصرخ ) لاء
الضرير - لحم الغلابة فى نياب الديابه بتنهش فيه حوش يا حواش
هنية بوسط المسرح تلملم التراب على رأسها الجميع
يحاوطونها كما لو انها فريسه ثم يخرجون .
المسرح شبه مظلم هنية على الأرض .. يقف العمدة
فى وسط عمق المسرح وعلى جانبيه عرفات وحسام
( نسمع صوت قطار)
الضرير - وبقيت يا أرض يتيمة حابسة اشجانك
وبقيت يا أرض حزينة لابسه احزانك
اظلام

المشهد الثانى

محطة سكه حديد – لافته معلقة مكتوب عليها لافته آخرى مكتوب عليها ( أبتسم فأنت فى القاهرة الكبرى ).. المحطه بها زحام شديد .. يدخل عوضين بظهرة من يمين المسرح – كذلك متولى يدخل بظهره ولكن من يسار المسرح (الوقت ليلا )

*********

عوضين - متولى
متولى - عوضين
عوضين - ( ببكاء ) متولى
متولى - دا ما يعرفش حاجة فى مصر
عوضين - انت فين يا متولى
متولى - المسكين راح – انى ح اعمل ايه دلوقتى – ح اقول ايه
لأهل الكفر – عوضين طيب – وبيصدق أى كلام –
والله صعبان عليا يا عوضين
عوضين - ( يذداد فى البكاء ) بقى كده يا متولى – ضحكت عليا
وانى أمنت لك .. تسبنى لوحدى فى التوهه دى وتفلسع
متولى - عوضين
عوضين - متولى
( يتلامسان من الخلف )
عوضين - ( بفزع ) أركب الهوى
متولى - ( بفزع ) هو لما يلهفك
عوضين - متولى .. حبيبى .. وحشتنى
متولى - وحشتك .. انت رحت فين ؟
عوضين - اسكت .. اسكت يا متولى .. الحمد لله انى لقيتك
متولى - ايوه الحمد لله .. بس انت كنت فين ؟
عوضين - انى بقى لما كنت انت كنت معايا .. بصيت عليك
فى كل حته بص فلح وتاب
متولى - بص ايه – وفلح ايه .. فص ملح وداب
عوضين - ايوه .. الناس كتير قوى يا متولى .. كلهم عايزين
ينزلوا محطة مصر .. وانى كل ما اقرب على الباب
الاقى نفسى رجعت تانى .. زى موج البحر يا متولى
لغاية لما جه واحد بسم الله ماشاء الله طول بعرض
وقف ورايا – وفضل يذق .. يذق .. لغاية لما نزلت
ربنا يسترها معاه .. لولا هو ما كنتش نزلت يومى
متولى - الله يكرمه – الحمد لله
عوضين - بس هو كانت نيته وحشه يا متولى
متولى - ازاى يعنى .. هو عمل ايه ؟
عوضين - خلاص بقى يا متولى .. اهه كل واحد راح لحاله
والحمد لله انى لقيتك
متولى - لاء .. انى عايز اعرف هو كانت نيته وحشه فى ايه
عوضين - الله ...... انت مصنن
متولى - ايوه لازم اعرف
عوضين - كان عايز يسرقنى .. بس انى ضحكت عليه
متولى - ضحكت عليه .. ضحكت عليه ازاى بقى
عوضين - الله .. انت ناسى .. ما أنى ما معيش فلوس ( يمد يده
على صدر متولى ) ما الفلوس كلها معاك يامتولى
متولى - شفت بقه .. يعنى لو الفلوس معاك .. كان زمنها
اتسرقت
عوضين - صحيح ادى العيش لخبازه ولو ياكله كله
متولى - المهم احكيلى بالتفصيلات ايه اللى حصل من ساعة
ما تهت منى
( متولى يتجه ناحية كراسى المحطة ويجلس وخلفه
عوضين )
عوضين - انى بقى لما نزلت من البتاع ده
متولى - ( لم ينتبه لكلام عوضين ) هه
عوضين - البتاع ده
متولى - بتاع ايه
عوضين - قول معايا
متولى - ( يبحث حوله ) بتاع ايه
عوضين - البتاع يا متولى
متولى - بتاع مين
عوضين - البتاع اللى احنا بنركبه ده
متولى - الحمار
عوضين - قول معايا
متولى - النورج
عوضين - لاء يا متولى البتاع اللى احنا لسه نزلين منه
متولى - القطر
عوضين - ايوه .. هو القطر ده
متولى - جاتك داهية .. وبعدين
عوضين - لقيت ايه بقى اجارك الله .. الناس يسدوا عيش النمس
متولى - عيش النمس .. آه قصدك عين الشمس
عوضين - ايوه .. قولوا لعين الشمس ما تحماشى لحسن أبن الكلب
راح ولا جاشى
متولى - كلب لما يلهفك
عوضين - الا قوللى يا متولى .. هى الناس دى كلهيتها طفشانه من
بلادهم وجاية تشتغل فى مصر
متولى - صدق اللى قال عليها أم الدنيا
عوضين - هى مين دى أم الدنيا ؟
متولى - مصر .. مصر يا مختلف
عوضين - مصر أم الدنيا
متولى - واحنا ولاد مصر
عوضين - وفين ابونا يا متولى .. يعنى ابونا يبقى مين ؟
متولى - فين ايه .. ومين مين .. خلينا فى موضوعنا .. انت لما
نزلت من القطر.. ايه اللى حصل ؟
عوضين - انى بقى لقيتها
متولى - لقيت مين ؟
عوضين - لقيت ايه .. البتاعة دى يا متولى
متولى - بتاعة ايه يا واله
عوضين - قول معايا يا متولى
متولى - البؤجه
عوضين - قول معايا
متولى - العمه
عوضين - قول معايا
متولى - تربته
عوضين - قول معايا
متولى - تا تو
عوضين - ( ينظر الى متولى بشوق ) الحمد لله ان احنا رجعنا
لبعض تانى يا متولى ( يعانقه ) الحمد لله
متولى - ياللا بقه علشان ناكل لقمة .. قبل أى حاجه
عوضين - ايوه يا متولى .. من ساعة ما طلعنا من الكفر واحنا
على لطم بحننا
متولى - انى فرحان قوى يا عوضين انك رجعت ليا .. وحاسس
كدة زى ما يكون عايز اطير
عوضين - ترفرف
متولى - ايوه والله يا عوضين
عوضين - ليه ؟ هو انت حمامه .. ولا كنت يعنى حمامه ح تطير
متولى - بقولك حاسس .. حاسس يا جاموسه
عوضين - طب ما أنى كمان حاسس
متولى - حاسس بأيه بقى يا حسيس
عوضين - حاسس انى سمكه وبعوم فى الرشاح اللى حدانا
متولى - أف .. رشاح .. الله يقرفك .. اعملنا اكل بقه خلينا نطفح
( المحطة تكاد تكون خاليه .. مصابيح المحطة تضىء
يمرمن خلف المحطة شاويش شرطة لحراسة المحطة
يظهر من حين لأخر )
عوضين - تستفتح بأيه .. لغم ولا ديناميت
( هذه العبارة تستوقف شاويش الشرطة بالخلف ويبداء
فى مراقبتهم ) .. ( متولى يشعربأن هناك حركةبالخلف)
متولى - انت سمعت خرفشة جايه من هناك
عوضين - تلاقى كلب ولا ديب
متولى - ( متولى يضرب عوضين على مؤخرة رأسه ) ديب ايه
يا متحف الشمع انت .. نهايته .. اعملى رغيف جبنه
عوضين - ( يعطى الخبزلمتولى ثم يذهب الى لافته قليوب ويقف
بجوارها ) تعرف تستقرا الكاتوبه دى يامتولى
متولى - ايوه اعرف مكتوب هنا محطة مصر
عوضين - ياسلام على العلام يا ناس
متولى - العلام حلو يا عوضين .. يعنى لو حدانا فى الكفر مدرسة
عوضين - وهو فيه حد فى الكفر كله فالح .. مافيش حد بيأرا الا ابن
العمدة .. دا حتى العمدة بيكسر فى الأرايه .. وأهم
عندهم كل حاجة .. ولا الواد هاشم لا بيعرف يأرى ولا
ولا حاجة وشوف بقه عامل ازاى .. بيلبس بنطلون جنز
وقميص كوز موز ولا الصندل اللى فى رجليه .. وكل ما
ييجى الكفر يسافر فى الشركة عمرة ما ركب القطر
متولى - ياد يا أهبل انت العلام حلو قوى على الأقل تعرف اللى لك
واللى عليك
عوضين - انى ليا معاك 1140 جنية يا متولى
متولى - ( بغضب ) جاهل .. أمى
عوضين - مالها امك يا متولى
متولى - أمى يعنى طور الله فى برسيمه يعنى ما بيعرفش حاجة
عوضين - اهه احمد اخو اذد احمد
( فترة صمت ) الا قوللى يا متولى .. هو هاشم بيشتغل
ايه ؟
متولى - هاشم .. هاشم بيشتغل العمدة بتاع الحته اللى هو فيها
عوضين - عمدة
متولى - آه
عوضين - يعنى هو اللى بيتحكم فى الكفر اللى هو قاعد فيه
متولى - ( بأرف ) كفر .. آه هو كده .. تعرف يا عوضين أى حد
عايز حاجة لازم يرجع لهاشم
عوضين - شوقتنى له .. نفسى اشوفه وهو فى الامله اللى هو فيها
دى .. وعقبال عندنا لما كل واحد فينا يبقى عمدة على
كفر
متولى - تعرف يا عوضين ان هاشم يقدريودينا السعودية نشتغل
هناك
عوضين - السعودية
متولى - آه .. السعودية
عوضين - لبيك اللهم لبيك .. لبيك اللهم لبيك
متولى - ( يمسك عوضين ) اقعد يا مجنون ح تلم علينا الغفر
عوضين - يعنى هاشم بيقبض قد ايه كل شهر
متولى - كل شهر .. قول كل يوم .. قول كل ساعة
عوضين - يا سنه بيضة يا عوضين .. هاشم بيقبض كل ساعة
متولى - أمال .. اللى يدخل يدفع واللى يخرج يدفع
عوضين - عامل زى عسكرى المرور اللى حدانا على اول الكفر
( يضحكان )
متولى - هاشم بيكسب فى اليوم قد اللى بيكسبه الكفر كله فى سنه
عوضين - ( يمسك بمتولى ) قوللى هاشم بيشتغل ايه يا متولى
متولى - هاشم يا عوضين بيشتغل ... بواب
عوضين - ( ضاحكا ) بواب .. يعنى بيسيق السلم ويجيب الخضار
للسكان
متولى - ياد يا أهبل انت البواب اللى انت خابرة ده بتاع زمان ..
اما البواب بتاع النهارده حاجة تانية .. دا حتى بيقولوا عليه
بواب فوق العادة .. دا هو احسن من صاحب البرج نفسه
عوضين - ( يهز رأسه ) وأيه البرج ده كمان يا متولى
متولى - مش عارف البرج يا واله .. البرج .. شوف يا سيدى
انت شفت دوار العمدة
عوضين - ايوه عارفه
متولى - مش الأوض كده داير مايدور وفيه فسحاية فى النص
عوضين - آه .. دى تيجى فدان ولا اكتر
متولى - اهم هنا علشان ربنا مضيقها عليهم .. بيحطوا الأوض دى
فوق بعضها ( يشاور بيده ) أوضه فوق أوضه فوق أوضه
لغاية لما يبقى برج عالى
عوضين - ( يتابع بنظرة ارتفاع يد متولى ) ودى يطلعوها ازاى دى
يا متولى
متولى - يطلعوها ازاى ( يفكر) شوف يا سيدى .. هم بيخرموها
من النص .. ويجيبوا صندوق كده عامل زى كشك المرور
اللى حدانا فى الكفر.. ويربطوه بحبل ( يؤدى بالحركة )
اللى عايز يطلع يشدوه واللى عايز ينزل يسيبوه .. اللى
عايز يطلع يعملوا ايه
عوضين - ( يؤدى بالحركة ) يشدوه
متولى - واللى عايز ينزل يعملوا ايه
عوضين - يسيبوه
متولى - ( ينظر الى اسفل ) يا نهارك اسود يا عوضين
عوضين - ( مرتبكا ) ايه يا متولى ايه فيه ايه ؟
متولى - الراجل مات
عوضين - راجل مين يا متولى
متولى - الراجل اللى انت سبته من ايدك مرة واحد
عوضين - ( ببكاء ) مش انت اللى قلت لما ييجى ينزل يسيبوه
يا خرب بيتك يا عوضين .. كان مستخبى لك فين ده
يا عوضين .. انى عايز ارجع الكفر يا متولى
متولى - يا واد يا أهبل انى كنت بضحك معاك .. لا فى حد مات
ولا يحزنون
عوضين - صحيح يا متولى
متولى - ياللا بقى علشان ننام لنا ساعتين علشان من اول النهار
ما يشقشق نشوف ح نعمل ايه
عوضين - انت ح تنام يا متولى
متولى - آمال ح نقعد كدة لغاية الصبح .. ايوه لازم أنام
عوضين - طب والفلوس يا متولى
متولى - الفلوس .. مالها الفلوس
عوضين - ايوه يعنى انت ح تنام .. انى بقول يعنى خليهم معايا اصل
انى مش ح نام
متولى - وافرض كبس على نفوخك النوم
عوضين - يعنى .. ابقى اصحيك تعنهم معاك
متولى - اتلهى .. جاك خابط فى نفوخك .. انى عاينهم فى مكان
( يشاور بيده على منطقة بجسده ) ما حدش يقدر يقرب
ما تخافش
عوضين - ( ضاحكا ) بس دى يا متولى ح تبقى ريحتها وحشه ولا
يمكن يتبلوا ميه وانت نايم كده يا متولى
متولى - انى استاهل ضرب المركوب علشان قلت لك .. تصبح
على خير
عوضين - ( يتفقد المكان ) يا وابور قلى رايح فين .. يا وابور قلى
جايبنى لفين
الشاويش - (متسحبا يمسك عوضين ) على الأسم يا خفيف
عوضين - ( بفزع ) اسم .. اسم النبى حرصك وصاينك .. انى
اسمى عوضين .. البعيد اسمه ايه بقى
الشاويش - البعيد .. قصدك ان انى البعيد .. يا شبرواقطع انت
عوضين - انى شبرواقطع يا برميل من غير مخلل انت
الشاويش - انى برميل ومن غير طرشى كمان .. اما كنت اخليك
تخلل فى الحجز الليله ( يبدأ الشاويش فى استعمال
صفارة الشرطة – يصفر )
عوضين - ( يضع يده على فم الشاويش ) ايه ايه .. ح تصحى متولى
الشاويش - وكمان مش لوحدك .. انتم باين عليكم من عتيد الاجرام
عوضين - ايوه طبعا كلنا عبيد الرحمن
الشاويش - دا انت وقعت فى ايد اللى ما يرحم ولا تقدر عليه
عوضين - يا سلام يا ست
الشاويش - ست .. واحد نايم وواحد قايم عملينها ورادى .. هه
عوضين - ورادى ايه .. هو احنا شغالين فى الدوده
الشاويش - وكمان دوده .. انجر قدامى ( الشاويش يذهب الى متولى
ممسكا بعوضين ) قوم .. اصحى ..
متولى - ( يستيقظ مفزعا ) هه – مين – فين - ليه
الشاويش - فين ايه ونيلة ايه .. قوم .. اصحى .. فزيا مجرم .. انتم
اكيد هربانين من عامله ولا يمكن ناويين تعملوا عامله ..
انى من ساعة ما شفتكم وانى مش مرتاح لكم .. انتم باين
عليكم كده والعياز بالله
متولى - لاء .. لاء يا شويش .. عيب .. احنا ولاد ناس.. ماتقول
حاجة يا عوضين
عوضين - ايوه احنا ولاد ناس .. آمال يعنى ولاد كلب .. ايوه ولاد
ناس .. مش انت برضه يا شاويش ولاد ناس
الشاويش - طبعا انى ولاد ناس
عوضين - متولى .. طلعنا قرايب ( عوضين يحتضن الشاويش )
الشاويش - ابعد يا مجرم ابعد ( يصفر بالصفارة ) عاملينها لوكانده
المنطقة اللى من اختصاصىعاملينها لوكانده ( الشاويش
يرفع البندقية فى وجه متولى وعوضين ) اقف ثابت
يا مجرم انت وهو ولا حركة ح اضرب فى المليان
( يصفر) .. فين الديناميت والنابالم اللى معاكم ؟
متولى - ( يلقى بالبؤجة التى كان يستخدمها كوسادة فى اتجاه
الشاويش – الجميع يخاف وينبطحون على الأرض –
الشاويش فى الوسط ومتولى وعوضين على جانبيه )
الشاويش - ( يرفع رأسه فيرى متولى وعوضين منبطحان يرتجفان
على الأرض ووجههما لأسفل – الشاويش يصفر )
هى الحكومه مش عايزه تيجى ليه ؟ ( يصفر)
عوضين - ( ينقض على يد الشاويش ويأخذ منه الصفارة ) انت من
الصبح قاعد تصفر .. هات انى شويه (عوضين يصفر
بالصفارة )
الشاويش - ( يطارد عوضين ) هات يا مجرم .. اقف مكانك يا مجرم
( يظل عوضين يصفر الى ان نسمع صوت سيارة نجدة –
يصطفوا الثلاثة صفا واحدا ظهورهم للجمهور )

اظلام

*********

















المشهد الثالث

نفس المنظر بالمشهد الأول .. مع اختلاف الأضاءة .. ولا ننسى بدائية الكفر ( من الممكن استخدام الأضاءة على شكل قمر ونجوم ...
أو استخدام كلوبات نور أو ما يترآى للمخرج ( الوقت ليلا )

*********

العمدة وعرفات وبركات والغفير – يقفون فى ركن من عمق المسرح يتناولون الحديث فيما بينهم – كما لو أنهم يتفقون على حدث يقومون به

الضرير - فى الضلمة كلام بيتقال
والكفر حاله بقى حال
والشيطان شاطر
خلى العدل مال ..
الغفير - انى سامع حد جاى
العمدة - طب انى حامشى انى وعرفات وخليك انت يا بركات
شوف مين اللى جاى وايه اللى ح يحصل
بركات - حاضر يا عمدة
( يذهب العمدة وعرفات والغفير – ويتخفى بركات خلف
جزع شجرة )
( يدخل عبد الله وشبراوى ورجب )
رجب - انى صعبان عليا الواد عوضين
عبد الله - انى اللى صعبان عليا صحيح هنيه اخته
شبراوى - هنيه طول عمرها جدعه .. وهو عوضين كان بيعمل
لها ايه
عبد الله - اهه برضه عايشة على حس اخوها
( يسمعون صوت يأتى من اتجاه بركات )
رجب - مين .. مين اللى هناك
بركات - ( يأتى ) انى انى بركات
شبراوى - يعنى مش بركه واحدة لاء دا كله بركات .. مصائب
قوم
بركات - قصدك ايه يا شبراوى
شبراوى - لا قصدى ولا قصدك .. كل حاجة راحت خلاص
بركات - آمال لزمته ايه تلقيح الكلام ده
رجب - ده دى – انت بتقول شكل للبيع ولا ايه يا بركات
بركات - انت عايز ايه يا شبراوى .. ما تقول انت عايز ايه ؟
عبد الله - الله .. ايه يا بركات مالك .. شامم نفسك ليه فيه أيه ؟
بركات - ما انت شايف يا عبد الله .. عمال يرمى بكلام وانى
ساكت
عبد الله - سيبك من شبراوى .. قوللى العمدة كتب عقد شرا
الأرض بأسم مين ؟
بركات - بأسم هنيه
رجب - ويا ترى ايه التمن يا بركات المرة دى
بركات - اصل العمدة غاوى .. ( يتذكر انه ح يفشى سر ) الله
ايه اصله ده .. انت بتحوم حاولين ايه يا رجب
شبراوى - رجب بيحوم فى الترعة
( الجميع يضحك عدا بركات )
ش مرضى - ( يدخل الشيخ مرضى ومعه احد فتيان القرية ) السلام
عليكم ورحمة الله وبركاته
الجميع - وعليك السلام ورحمة الله وبركاته
عبد الله - اتفضل يا عم الشيخ
ش مرضى - سامعكم بتضحكوا .. خيران شاء الله
رجب - ما فيش يا عم الشيخ .. اصل كنا بنتسامر مع بركات
بنقول يعنى الواحد فينا محتاج بركه واحدة .. اما هو
واخد بركات الكفر كله
الجميع - ( يضحكون )
بركات - مدام هى الحكاية مألته يبقى انى ماليش قعاد معاكم
ش مرضى - اقعد يا بركات يا أبنى اخوانك وبيضحكوا معاك
بركات - المهم اللى يضحك فى الاخر
( يسمع اصوات تقترب )
بركات - اهه ابويا العمدة جه اهه .. مرحب يا عمدة
( يدخل العمدة ومعه عرفات وخلفهم الغفير )
العمدة - سلام عليكم يا شيخ مرضى
الجميع - وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ش مرضى - اتفضل يا عمدة
( عبد الله يقوم من مكانه بجوار الشيخ ويبتعد قليلا
عن المجموعة كما لو انه جالس لوحده )
عرفات - ( يهمس فى اذن العمدة )
العمدة - لاء .. لاء يا عرفات مش وقته الكلام ده
عرفات - بس ما حدش ح يخلص الموضوع ده الا انت ياعمدة
العمدة - انى مش عارف لك .. ما كانت قدامك .. اشمعنى الليله
عرفات - ما هو يا عمدة
العمدة - الموضوع ده مش فى ايدى يا عرفات
ش مرضى - موضوع ايه اللى مش فى ايدك يا عمدة .. بسم الله
ما هواش حسد يعنى ولا حاجة دا انت ايدك طايله
وطايله يا عمدة
عرفات - قول له يا عم الشيخ .. يعنى فى ايدك يا عمدة ..
سايق عليك النبى خلصنى يا عمدة
العمدة - ( بضيق نفس ) لاء يا عرفات .. انى عايزهه
عرفات - عايز مين ياعمدة
العمدة - ( مرتبكا ) انى عايزها توافق الأول
عرفات - طب ما تقولها يا عمدة
ش مرضى - هى ايه الحكاية .. ما تنورونا بدل ما احنا قاعدين زى
الطرش فى الزفه
العمدة - عرفات .. عرفات يا سيدى .. عايز هنية
( الجميع يفاجأ من الخبر )
عبد الله - ليه ح تشتريها يا عمدة وتكتب العقد بأسم عرفات
العمدة - اخرس قطع لسانك
عرفات - ( يمسك بالبندقية ويصوبها بأتجاه عبد الله ) ماتخلنيش
اخد اجلك قبل آوانه
عبد الله - ( يقف متحفزا ) الأعمار بأيد ربنا يا عرفات .. لا بأيدك
ولا بأيد العمدة
( الجميع يقف .. يسرع الشيخ مرضى بين عبد الله
وعرفات ويحجز بينهما )
ش مرضى - اخص عليك .. ايه اللى بتعملوه ده .. هو ما عدش فى
خشى ولا حيا .. ايه اللى جرالكم .. ايه يا عبد الله ايه
اللى انت هببته ده ؟
عبد الله - ماهو اصل حال الكفر ما بقاش حال يا عم الشيخ
العمدة - تعالى يا عرفات اخزى الشيطان دلوقتى واقعد
ش مرضى - عيب يا عبد الله تعالى اقعد ( يأخذ عبد الله لنفس مكانه
الذى يبتعد عن المجموعة قليلا )
عبد الله - لاء مش قاعد يا عم الشيخ .. انى ح امشى ح دورعلى
حته تانية اقعد فيها .. ولا يمكن اسيب الكفركله (ينظر
الى عرفات والعمدة ) اصل الكفر ما عدش يلز يا عم
الشيخ
ش مرضى - عيب يا عبد الله عرفات برضك اخوك .. والعمدة كبير
الكفر وكبيرنا .. وعيب عليك اللى انت بتعمله ده
عبد الله - يا شيخ البلد انت راجل طيب وما تعرفش حاجة
ش مرضى - هو ايه اللى ما اعرفوش يا عبد الله .. انطق قول
العمدة - اسمع يا واد انت قسما عظما ما اخلى الدبان الأزرق
يعرف لك طريق
شبراوى - جرى ايه يا عمدة .. ما كفياك بقه
العمدة - ( يتجه نحو شبراوى ويرفع يده على شبراوى ) انت
ح تعلمنى اتكلم امتى يا واله
رجب - ( يمسك يد العمدة ) ان كبر ابنك خاويه يا عمدة ..
ما تخليش الشيطان يلعب بيك
عرفات - ( يمسك يد رجب ويبعدها عن العمدة ) القوالب نامت
والأنصاص قامت يا كفر.. انت بتتجرأ وتمسك ايد
العمدة يا رجب
ش مرضى - ( الى عبد الله وشبراوى ورجب ) ما هو ده مش
اسمه كلام .. دا العمدة كبيرنا كلنا .. جرالكم ايه ؟
اتخبطوا فى راسكم دا العمدة كبير الكفر يا غجر
عبد الله - كان فين كبير الكفر لما انطخ ابراهيم أبو سالم يوم
دخلته
شبراوى - ( يتقدم ويقف بجوار عبد الله )
عبد الله - كان فين كبير الكفر لما هاشم هج وساب الكفروبيته
انخرب وارضه بقت بور

رجب - ( يتقدم ويقف بجوار عبد الله )
عبد الله - كان فين كبير الكفرلما اراضى البر الشرقى اتوزعت
واهل الكفر اللى بيحرسوها ما خدوش حاجة .. وغيره
وغيره يا عم الشيخ
الضرير - يا غراب البين فين طريقك لأجل ما نمشوش.. مليت
الكفر هم وغم وبلى ونعوش.. حوش يا حواش حوش
( التأثير يظهر على العمدة بصورة واضحة كذلك
عرفات وبركات والغفير )
عبد الله - ( للشيخ ) عن اذنك يا عم الشيخ .. القعدة هنا بقت
تعوص .. واحنا ما حدناش غير جلابيه واحد نعرق
فيها ونلبسها .. سلام عليكم
ش مرضى - لاء ما تمشيش قبل ما اعرف اللى ما اعرفوش .....
ايه حكاية الأرض دى ؟ اللى اعرفه ان نص الكفر
خد اراضى
شبراوى - واشتراها العمدة .. اصل القرعة جابت الناس اللى
ما عهاش فلوس يدفعوها .. العمدة دفعلهم وهم باعوله
ش مرضى - وايه حكاية ابراهيم ابوسالم هو مش الغفير صابر..
طلعت منه رصاصة غصب عنه وهو بينظف البندقيه
صابت ابراهيم الله يرحمه
( انهيار كامل للعمدة )
رجب ده اللى الكفر كله والحكومه تعرفه
عبد الله - وان كنت عايزتعرف الحقيقة .. العمدة عندك يقولها لك
( عرفات يقترب من العمدة يتهامسان ) – ( يخرج
عرفات فى هدوء )
شبراوى - عن اذنك يا عم الشيخ
ش مرضى - ايه الكلام اللى انت سمعته ده يا عمدة .. ابراهيم ابو
سالم مات بعيار طايش ولا مات مقتول ؟
( يتقدم عبد الله وشبراوى ورجب نحو الخروج )
ش مرضى - استنوا يا ولاد
رجب - احنا مش عايزين نسمع .. احنا عارفين
( يخرج عبد الله وشبراوى ورجب )
ش مرضى - اتكلم يا عمدة قول قول الحقيقة فين .. انطق ياعمدة
اتكلم
( نسمع طلق نارى )
العمدة - ( يأخذ نفس عميق )
ش مرضى - ( مرتبكا ) .. ( يمسك بالعمدة ) عملتها يا عمدة
الضرير - الظلم مالينا وعارفينه وعايشينه ..
ونياب الديابه فى لحم الغلابه غرزينه ..
امتى بقى نصحى من النوم ونقوم ..
دا النهار له نور بس ياخسارة مش شايفينه ..


اظلام




















المشهد الرابع

مكتب ضابط مباحث بقسم بوليس – مكتب بأكسسواره – ثلاث كراسى - لوحة عرض صور المساجين – لافته مكتوب عليها الشرطه فى خدمة الشعب – تليفون – سوط معلق – (عوضين ومتولى والشاويش) يقفون
ظهورهم للجمهور ووجوههم للجدار – رافعين ايديهم لأعلى (الوقت ص)

*********

الشاويش - اقف ثابت يا مواطن منك له
عوضين - ده دى ما حنا واقفين اهه من امبارح يا حضرة الشاويش
لغاية لما رجلينا ولعت .. وبعدين ما فيش حد فينا اسمه
مواطن .. انى اسمى عوضين وده اسمه متولى
متولى - ( يتألم لأنه يريد ان يذهب الى الحمام )
عوضين - انما قوللى يا شوش .. انت سرقت حاجة والعياز بالله
الشاويش - سرقت .. انت بتتهمنى يا مجرم انى حرامى
عوضين - ما انت واقف اهه زينا .. احنا معملناش حاجه ومتزنابين
شوف بقى انت شاويش ومتزنب تبقى عملت ايه ؟
الشاويش - هه .. ( ينظر لنفسه ) صحيح انى ايه اللى مزنبنى زيهم
كدة ( يتحرك ) اقف ساكت وانتباه من حديد
متولى - ( يتلوى من الزنقه – ويحاول ان يشرح للشاويش انه
يريد ان يذهب للحمام )
الشاويش - ايوه يا خويا ايوه .. اعملهم عليا .. ما انى فاهم لكم انتم
يا بتوع البرشام .. لما بتقوم عليكم تبقوا عاملين زى
الغوازى
عوضين - غوازى ايه وبرشام ايه يا شاويش .. متولى عايز يروح
بيت الراحة
الشاويش - أف .. الله يقرفك
( متولى يحس بألم شديد لدرجة انه يريد الجلوس على
الأرض )
متولى - آه
عوضين - امسك نفسك وحياة ابوك يا متولى .. الفلوس .. الفلوس
يا متولى .. ح تبقى ريحتها وحشة ومش بعيد تروح فى
بلة ميه
الشاويش - اقف ياواد انت منك له هو انى مش
( نسمع صوت من الخارج )
صوت - انتباه
( يدخل عسكرى يحمل صينية عليها كاب ضابط ويضع
الكاب على المكتب ثم يخرج )- ( الشاويش يؤدى التحيه
للكاب ، وكذلك عوضين يقلد الشاويش ، ومتولى يتألم)
( الجميع يفزع من دخلة الضابط المفاجئة – ومعه داؤد
المخبر )- ( الشاويش يؤدى التحية ويخرج )
الضابط - ( للمخبر ) العيال دى ما تكلمتش يا داؤد
المخبر - لاء يا باشا ما تكلمتش .. والحاجات دى لقيناها معاهم
واحنا بنفتشهم ( داؤد يضع بؤجة عوضين ومتولى على
مكتب الضابط )
الضابط - ( بأشمئزاز ) ايه الريحة دى ؟
عوضين - انت عملتها يا متولى
متولى - ( يتألم من عدم ذهابه الى الحمام )
عوضين - الفلوس يا متولى حق الأرض وتحويشة هنيه .. بليتهم
يا متولى .. نجستهم
الضابط - ( يتفقد محتويات البؤجة ) ايه ده .. جبنة حادقة .. وايه
ده كمان .. عيش .. وايه دى ( ممسكا بعلبة مغلقة )
المخبر - بعد اذنك يا باشا .. ( يأخذ العلبة من الضابط ويتجه الى
عوضين ومتولى ) العلبة دى فيها ايه ؟
متولى - فييييييييييييي ( لم يستطع الكلام من شدة الألم )
المخبر - ( بصوت مرتفع ) العلبة دى فيها ايه ؟
عوضين - ( بخوف – يقلد متولى ) فيييييييييييي
الضابط - ( بزهق ) فيها ايه ؟
عوضين - فيها فول ..فيها فول
المخبر - ( يفتح العلبة ) فول يا سعادة الباشا
الضابط - ( يتفقد باقى المحتويات ) وايه القماش ده كله ..
( ممسكا بأحد سراويلهم ) ايه ده .. الله يقرفكم ..
عوضين - ده بتاعى يا حضرة الضابط
الضابط - ( يلقى بالسروال فى وجه عوضين ) جاتكم الأرف
عوضين - الله يسامحك
الضابط - ( مازال يتفقد المحتويات فيجد لفافة من الورق ) وايه ده
كمان .. ( يتمعن فى الورقة ) الله .. داؤد .. تعالى شوف
كدة .. مش دى صورة المبنى اللى لقينا في المتفجرات
المخبر - ( ينظر فى الورقة ) هو هو نفس المبنى يا فندم
الضابط - طب هاتهم لى هنا
( يذهب داؤد الى عوضين ومتولى ويمسك بهما )
داؤد - قدامى .. قدامى منك له
متولى - ( بصعوبه ) انى عايز اروح بيت الراحة
داؤد - راحة .. دا انتم ح ترتاحوا على الأخر
عوضين - اصل متولى مزنوق ربنا ما يرميك فى زنقه .. وديه
وانى اجيب لك عسليه
داؤد - وكمان بترشينى .. امشى
( يقفون امام مكتب الضابط ) – ( يدخل العسكرى يحمل
صينية وعليها فنجان قهوه وكوب من الماء- يضع فنجان
القهوة على المكتب )
عوضين - ( يمد يده ويأخذ كوب الماء ويشربه – فى ذهول من
الجميع – ثم يضع كوب الماء على الصينية التى مازال
العسكرى يحملها ويقف ثم يتكرع – ويدعو للعسكرى )
روح يا شيخ ربنا يعلى مراتبك ( للضابط ) اصل اللغم
عامل عمايله
داؤد - انت ايه اللى هببته ده
الضابط - خلاص خلاص يا داؤد ( لعوضين ) شربت
عوضين - ايوه يا بيه ربنا يسقيك مية زمزم
الضابط - اقعد .. اقعد يا .. قلت لى اسمك ايه ؟
عوضين - اسمى عوضين .. عقبال امالتك ويعوض عليك ربنا
ويخليلك ميدو ابنك
الضابط - ( تهزه المفاجأة ) وانت ايه عرفك ان انا عندى اين اسمه
ميدو
عوضين - الفنجان .. الفنجان يا سعادة البيه الكبير
الضابط - وكمان بتعرف فى الفنجان
عوضين - ما هو اصل انى اتربيت مع ستى وهى اللى علمتنى الله
يرحمك يا سته .. ويجعل قرارك الجنه .. الفاتحة على
روحها
داؤد - ( يمسك عوضين من رقبته ) ما يكنش فاكرنفسك قاعد
على الترب
الضابط - خلاص .. خلاص يا داؤد .. اقعد يا عوضين اقعد
عوضين - طيب مادام بقى بقينا اصحاب .. انى بقول يعنى خلى
متولى يروح يعمل زى الناس بدل ما يعملها هنا ويغرقنا
انى عارف متولى يا بيه .. لو فتحت معاه ، حض الله
ما فى حاجة تردها .. انى عارفة
الضابط - خلاص بقه .. روح ( لمتولى ) روح روح .. خذه
يا داؤد
( داؤد يأخذ متولى ويخرجان )
الضابط - انت باين عليك جدع وشهم
عوضين - الله يكرمك ويبارك فى اصلك
الضابط - قوللى يا عوضين التذكرة دى بتاعتك
عوضين - ( يمسك تذكرة القطاروينظر فيها ) مش عارف يا بيه
اصل تذكرتى وتذكرة متولى زى بعض .. وانى مش
عارف دى بتاعة مين فينا
الضابط - ( يمسك بلفافة الورق ) الخريطة دى بتاعة مين فيكم ؟
عوضين - انى ما اعرفش حد اسمه خريطة .. يمكن يكون متولى
الضابط - طيب .. انتم جايين هنا ليه ؟
عوضين - احنا .. احنا ماجناش .. دا حضرة الشاويش هو اللى
جابنا هنا
الضابط - ( الضابط يقلب الفنجان ) انت تعرف تقرأ الفنجان صح ؟
عوضين - وأشوف الكف كمان
الضابط - ( يمد يده الى عوضين ) طب ورينى كده الترقيات -
والمكافآت والذى منه
عوضين - ( يمسك بكف الضابط ويبدأ فى التمعن فيه )
الضابط - ايه شايف ايه ؟
عوضين - الأيد دى كتبت زور وضربت ظلم .. الايد دى عايزة
قطعها
الضابط - ( الضابط يسحب يده بسرعة ) قطع لسانك .. انا ح
اعرفك ازاى تقول كده ( يدفع عوضين على الارض
ثم يجلس على المكتب ويخرج دفترويمسك قلم ويبدأ فى
الكتابة )
( لحظات صمت )
عوضين - ( ببكاء ) مش بقولك ضربت ظلم وبتكتب زور
الضابط - ( يتوقف عن الكتابة .. يضع القلم على المكتب يطبق
الورقة التى كان يكتبها ثم يلقيها فى سلة المهملات )
عوضين - ( ما زال يبكى ) اصل انى طيب .. واللى فى قلبى
على لسانى .. انى ما كنش قصدى انك تزعل .. انت
اللى قولت لى قول .. كان ينقطع لسانى قبل ما اقول
حاجة تزعلك
الضابط - لاء يا عوضين .. انا مش زعلان منك .. انا زعلان
على نفسى ( يقف الضابط ويتحرك بالغرفة )
( تنخفض الاضاءة أو تصاحبه اضاءة خاصه له )
اعمل ايه .. القانون .. القانون لازم يمشىعلى الكبير
والصغير.. كل يوم فيه اجرام .. نهب .. سرقة ..قتل
تخريب .. نصب ...... قواضى ... قواضى كل يوم
عايشينها ولازم نقف لها بالمرصاد .. فيه قواضى
يتنكشف .. وفى قواضى ما حدش يعرف مين الجانى
فيها .. وعلشان تعرف الحقيقة .. لازم تستعمل كل
الطرق .. المسايسة .. المحاولة .. الضغط .. واحيانا
الضرب .. لازم توصل للحقيقة .. لازم كل جانى -
يأخذ جزاءه .. وكل صاحب حق ياخد حقه .. وده ما
يجيش الا بالقانون .. والقانون لازم يكون قوى علشان
العدالة تتحقق.. والشك عندنا أول طريق المعرفه
( الضابط يخاطب الجمهور )
احنا مش زيكم – احنا لازم نسمع ونشوف ونتحقق ..
احنا لازم نكون جاهزين فى أى وقت ولأى مكان ...
احنا بنحاول نمنع الجريمة قبل وقوعها .. وفى نفس
الوقت المجرم بيدرس احدث الوسائل لأرتكابها بعيد
عننا .. لعبة القط والفار.. وللأسف انتم بتتفرجوا
وتصفقوا للفائز اذا كان من المجرمين أو من الشرطة
فى ناس منكم بتشوف الحرامى بيسرق وما تتكلمش ..
ومنكم ناس بتسمع عن جريمة ح تحصل وما تبلغش-
واحنا لا بنشوف الكف ولا بنقرا الفنجان .. لازم
تساعدونا .. لازم تنورونا .. لازم تحطوا ايديكم فى
ايدينا .. .. .. انا ح اسألكم سؤال وعايزمنكم اجابة
صريحة وصحيحة ( يذهب الضابط ويضع يده على
رأس عوضين ) عوضين ده له علاقة بتفجير المبنى
ولا لاء ؟ ( الضابط كما لو انه يحصل على اجابات
من الجمهور ) شفتم احنا مش عايزين غير كلمة حق
انتم اللى تقدروا تحكموا وانتم اللى تقدروا تقرروا مين
الجانى ومين المجنى عليه .. ارجوكم انتم شفتم كل
حاجة من البداية .. عوضين وصاحبه لهم علاقة
بالتفجير ولا لاء ؟
شفتم بقى ازاى احنا محتاجين لكم .......... كنا ح
نعرف منين .. ودلوقتى ( تعود الأضاءة كما كانت )
ما اقدرش اقول غير حاجة واحدة بس
( الضابط يضغط الجرس – يدخل العسكرى يؤدى
التحية )
العسكرى - تمام يا فندم
الضابط - خلى داؤد يجيب المتهم ( لعوضين ) صاحبك اسمه
ايه يا عوضين ؟
عوضين - متولى .. متولى يا بيه
الضابط - ( للعسكرى ) قول لداؤد يجيب متولى
العسكرى - حاضر يا فندم ( يؤدى التحية ثم يخرج )
الضابط - ( يذهب الى عوضين ويساعدة فى النهوض )
انت برىء يا عوضين انت وصاحبك .. قوللى بقى
لما ح تخرج من هنا ح تروح فين ؟
عوضين - ح اروح .. ح اروح على الكفر على طول
الضابط - مش ح تشتغل فى مصر
عوضين - ما هو الكفر بتاعنا فى مصر برضه .. وشغل هنا
شغل هناك .. ورب هنا رب هناك .. ورزق هنا
رزق هناك .. ارجع الأرض بتاعتنا اللى انى
بعتها واقعد مع هنية اختى .. على الأقل لو حد جه
يخطبها يلاقى راجل يكلمه
( يدخل داؤد ممسكا بمتولى من قفاه .. ونصف ثوب
متولى من الاسفل مبتل بالمياه )
داؤد - ادخل يا منبع القلق ( المخبر يضع متولى امام لوحة
صور المشبوهين والمجرمين – ويتقدم نحو الضابط
يؤدى التحية ) المتهم اهه يا سعادة الباشا بس انا وقفته
بعيد علشان لموأخذه يعنى ( يشاورعلى انه عمل حمام
على روحة )
الضابط - معلش .. اخلى سبيلهم وابعت معاهم حد يوصلهم
لمحطة القطر( متولى ينظرللصورثم الى عوضين –
عوضين - ربنا يخليك ويعلى مراتبك ويطرح البركه فيك وفى
بيتك ( للجمهور) ربنا يحميكم ويحمى مصربيكم
متولى - ( يشاور لعوضين )
عوضين - انت بتتفرج على الصور ( لداؤد) صورمين دى ؟
داؤد - دى صور المجرمين والمساجين والمسجلين خطر
الضابط - معاكم فلوس يا عوضين ؟
عوضين - ( بحسرة ) معانا يا سعادة البيه .. زمنها بقت مجارى
الضابط - يا للا يا جماعة مع السلامة
متولى - عوضين احنا ح نخرج
عوضين - على الكفر عدل
متولى - طب بص .. مين اللى فى الصورة ده ؟
عوضين - يا خرابى
( عوضين ومتولى فى صوت واحد ) دا هاشم
داؤد - انتم تعرفوه
( عوضين ومتولى فى صوت واحد ) لاء


اظلام


المشهد الخامس

محطة السكة الحديد نفس منظرالمشهد الثانى ( الوقت ص )

*********

( يصل عوضين ومتولى ومعهم العسكرى الذى يقوم
بتوصيلهم )
متولى - ( للعسكرى ) متشكرين يا اخ رضوان
رضوان - على ايه ده واجب .. ولو فيه حاجة اكتر من كده اعملها
عوضين - الله يبارك لك ويعلى مراتبك الف شكر الف شكر
رضوان - طيب عايزين حاجة
متولى - لاء .. متشكرين
عوضين - ( يحتضن رضوان )
رضوان - ( يسلم عليهم – ويذهب )
عوضين - ايه اخبار الفلوس يا متولى
متولى - ( مرتبكا ) الفلوس .. الفلوس فى الحفظ والصون .. بس
ياللا علشان اقطع لك التذكرة .. وتلحق تروح فى النهار
عوضين - وانت يا متولى .. مش ح تروح معايا ؟
متولى - لاء .. انى ح اقعد هنا وح ادور على شغل
عوضين - ح تعمل زى هاشم .. واخرتها يعلقوا صورتك جنبه
متولى - تف من بقك
عوضين - ( يبصق فى وجه متولى )
متولى - انت ايه اللى بتهببه ده ( يمسح وجهه )
عوضين - مش انت اللى بتقول تف من بقك
متولى - نهايته يا للا بينا
عوضين - والفلوس
متولى - ما قلت لك فى الحفظ والصون
عوضين - ايوه يعنى .. ما تجيبهم طيب
متولى - اجيب ايه
عوضين - الفلوس
متولى - انت انهبلت
عوضين - ليه بقه ؟
متولى - انت نسيت الراجل اللى كان عمال يزق فيك لغاية لما
نزلت من القطر.. هه ؟ اللى كان عايز يسرقك نسيته
عوضين - ايوه صحيح .. طب ح نعمل ايه بقى ؟
متولى - انت ما تشغلش بالك انت تروح النهاردة وانى ح ادور
على شغل واول ما استلم الشغل ح اجيب لك الفلوس
ع الكفر على طول
عوضين - زى بعضه .. بس ما تتأخرش عليا يا متولى علشان
ادى الفلوس للعمدة وارجع الأرض
متولى - لاء مش ح اعوء عليك
عوضين - بس انى لسه ما فطرتش يا متولى وما عيش فلوس
متولى - ( يخرج فلوس – ويعطى عوضين ) خد عشرة جنية
اهم ابقى هات لك صمتين فى القطر
( نسمع صوت قطار )
متولى - ( يمسك عوضين ويسرع ) ياللا يا عوضين القطر
ح يفوتك ( يخرجان )



اظلام












المشهد السادس

ساحة الكفر نفس منظرالمشهد الأول والثالث )
الوقت بعد العصر
يجلس شبراوى ورجب ومعهم الفتى صلاح يتحدثون

*********

رجب - الله يرحمك يا عبد الله .. الكفر ما عدش له طعم من غيره
صلاح - ( فى بكاء ) انى بحب عبد الله يا عم رجب اكنه اخويا
واكتر.. دا كان هو المدرسة اللى بتعلم منها والصدر
الحنين اللى برتاح عليه .. كان بيحب هنية وكان نفسه
يتجوزها .. بس كان خايف يقول لها احسن ما توافقش
كان بيقولى خلينى انى احبها وهى ما تعرفش احسن
شبراوى - الكفر كله كان بيحبه يا صلاح يابنى
صلاح - آمال الغفير ما بيحبوش ليه ؟ قتله ليه ؟
شبراوى - الغفير نفسه كان بيحبه .. انما ح نعمل ايه حكم القوى
رجب - ربنا ينتقم منه .. كل ما الكفر يقوم يهده .. ربنا يهده
صلاح - ما هو كلام الناس يا عم رجب مش زى بعضه .. ناس
بتقول عبد الله كان عايز ياخد السلاح من الغفير علشان
يقتل العمدة .. وناس بتقول عبد الله اتهجم على العمدة
والغفير لحقه .. وناس
شبراوى - ( يقاطعه ) الناس ما بتبطلش كلام يا صلاح يا بنى واللى
يدى ودانه للناس خسران .. العمدة أمر الغفير انه يقتل
عبد الله .. والغفير نفذ الأمر .. وعملوها قتل خطاء زى
غيرها .. الغفير بينظف البندقية طلعت رصاصة طايشه
قتلت عبد الله .. وما حناش عارفين بكرة الدور على مين
رجب - انى سامع فى حد جاى .. يا للا نقوم نمشى من هنا
( يستعدون للرحيل يدخل عليهم عرفات ومعه غفير)
عرفات - على فين يا جماعة دا انى جاى اقعد معاكم شويه
شبراوى - لاء .. يدوب كدة .. اصل اللى بيتأخر عن بيته اليومين
دول بينطخ
عرفات - اقعد اقعد يا شبراوى اقعد يا رجب يا خويا دا احنا كنا
اعز اصحاب .. انت نسيت يا رجب
رجب - لاء .. ما نسيتش ولا حاجة .. بس زى ما تقول كده الواحد
عايش علشان يجرب
عرفات - طيب اقعدوا علشان فى موضوع مهم عايز اتكلم معاكم فيه
شبراوى - ما فيش بناتنا مواضيع مهمه يا عرفات
عرفات - اقعد بقه يا- شبراوى الله ما تقوله يقعد يا رجب ( ينظر الى
صلاح ) تقعد يا صلاح ولا تروح انت
رجب - لاء .. يروح فين .. اقعد اقعد يا صلاح .. اقعد يا شبراوى
أما نشوف ايه الحكاية
شبراوى - وادى قاعدة ( يجلس ) اقعد يا صلاح جارى هنا
( الجميع يجلس عدا الغفير )
الغفير-2 - انى شامم ريحة حد جاى
بركات - ( يأتى من نفس مكان دخوله فى المشهد الثالث خلف جزع
شجرة ) انى بركات
عرفات - مرحب يا بركات يا وش السعد
بركات - انى لسه شايف الشيخ مرضى وهو رايح لهنيه
عرفات - طب ما ستنتش ليه لما يخرج عمك الشيخ
بركات - ما انى قلت اجى اطمنك الاول – واقول لك ان انى اتفقت
مع بتوع الزينة والمكرفون وأهم جايين ورايا أهم
رجب - هو ايه الموضوع اللى انت عايزنا فيه يا عرفات
عرفات - ماهو هو ده الموضوع
شبراوى - الزينه والمكرفون
عرفات - ايوه .. هو ده
الغفير- 2 - انى شامم ريحة حد جاى
( يدخل مجموعة من عمال الزينة )
العمال - سلامو عليكم – ( لعرفات ) مبروك يا عريس
عرفات - الله يبارك فيكم .. عقبال عندكم كلكم
عامل – 1 - ح نعلق الزينة زى كل مرة يا عرفات بيه
عرفات - لاء .. كل مرة .. انى عايز الزينه تملا الكفر كله
عامل – 2 - بسم الله ماشاء الله .. ليلتك ح تبقى نور على نور
شبراوى - هى ايه الحكاية ؟
عرفات - انى ح اتجوز هنية
الضرير - تعبان وبقى حية فى الكفرسارح وبكرة ح تخلى المطارح
حوش يا حواش
شبراوى - ( بأستغراب ) هنية
عرفات - هنية يا شبراوى
رجب - وهنية وافقت ؟
بركات - وما توافقش ليه ؟ هى ح تلاقى احسن من عرفات
عامل – 3 - ح نعمل الكوشه فين يا عرفات بيه
عرفات - الكوشه ( ينظر حوله ) استنى .. استنى لما تيجى هنية
تختار هى
الغفير- 2 - انى شامم ريحة ناس جايين
( يدخل الشيخ مرضى ومعه هنية ومعه مجموعة من اهل
الكفر )
ش مرضى - السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الجميع - وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
عرفات - اتفضل يا عم الشيخ مرضى ( يفرش له عبائته ) اقعد هنا
يا عم الشيخ ( لهنية ) اتفضلى يا هنية اقعدى هنا
ش مرضى - ( يظل واقفا ) بسم الله الرحمن الرحيم .. ومن آياته ان
خلق لكم من انفسكم ازواجا لتسكنوا اليها وجعل بينكم
مودة ورحمه ان فى ذلك لآيات لقوم يتفكرون .. ص
اسمعوا يا اهل الكفر .. بقى احنا طول عمرنا فى الكفر
ما نعرفش العيبه .. وكلنا فى الكفر زى بيت واحد ...
وكلمة الحق دايما على لسانا .. لكن من يوم ما عدينا
البر الشرقى للرشاح وعرفنا سكة القطر.. العفن دخل
كفرنا
عرفات - الله جرى ايه يا عم الشيخ مرضى .. هو كتب كتاب
ولا خطبة جمعة
ش مرضى - اسمعوا يا أهل الكفر عرفات طلب منى ايد هنية
( همهمات من كل الحاضرين ) وهنية مش قاصر ...
وانى سألتها وكان معايا الحاج ابوالعلا شاهد على كده
عرفات - ايه الكلام ده يا عم الشيخ .. انى قلت لك عايزاتجوز
هنية .. وانت اديتنى كلمة
ش مرضى - لاء .. انى قلت لك حاضر .. اشوف هنية .. وهنية
قالت كلمتها- لاء لاء يا عرفات
عرفات - لاء .. لاء ياشيخ الكفر.. اذا كنت انى كبرتك وطلبت
منك ايد هنية ، وفلت منك الزمام .. انى مش ح اقبل
لما هنية توافق ولا ترفض
شبراوى - قصدك ايه يا عرفات هو غصب ولا غصب ولا علشان
هنية وحدانية
ش مرضى - هنية مش وحدانية .. اذا كان اخوها سابها والعمدة
ما قدرش يحميها من ابنه .. هنية بنتى وانى ابوها -
واخوها وهى مسؤله منى وما فيش حد يقدر يمسها ولا
يغصب عليها بحاجة هى مش ريداها
صلاح - اللى يمس هنية بالميه اغرقه فى دمه
عرفات - والله عال .. العيال بقى لها لسان
رجب - اسمع كلام الشيخ يا عرفات واوعاه كويس
عرفات - انت ح تعلمنى اسمع ايه واوعى ايه يا رجب
شبراوى - من زمان وانى بستنى اليوم اللى نقف فيه قدام بعض
يا عرفات
(شبراوى وعرفات يتوسطان المسرح كل منهم يتوعد
ويستعد للاخر )
هنية - ( من الخارج ) لاء لاء ( تدخل هنية ) لاء .. لاء
ما تفضحونيش .. ما تخلوش الناس يعملوها قصة ..
يا ترى انتم ح تتقاتلوا علشان هنية ولا علشان الحقد
والغل اللى مالى قلوبكم من زمان .. ح تتقاتلوا علشان
هنية ولا علشان اللى بينكم .. انتم عايزين تجوزونى
ولا عايزين تفضحونى ..
اسمعوا يا أهل الكفر انى هنية بنت احمد عبد المقصود
ابويا عاش فقير ومات فقير بس ربانا على عفة النفس
وكلمة الحق .. انى مش عايزة الناس تقول ان ولاد
الكفر وقفوا لبعضهم علشان هنية لاء .. انتم كلكم اهلى
( تبدأ هنية فى الانهيارمن التعب ) واذا كان ابويا وامى
ماتوا من زمان واخويا سابنى وسافر .. انتم كلكم اهلى
( ترتمى فى احضان الشيخ مرضى ) انتم اللى لقيت
فيكم العوض انتم ابويا وامى واخواتى انتم اهلى وناسى
( تسقط على الأرض )
ش مرضى - شوية ميه يا صلاح ( يحاول ان ييقظها )
صلاح - ( يحضر قلة مياه ويرش على وجه هنية ) فوقى يا هنية
يا اختى دا انى ماليش غيرك
عرفات - الله .. هى ايه الحكاية هنية بقت فرخة بكشك دلوقتى
رجب - طول عمر هنية غالية علينا كلنا يا عرفات بس انت اللى
ما تعرفش علشان ما عندكش قلب زينا
عرفات - قسما عظما لو ما بطلت يا رجب انت وشبراوى ( يضع
يده فى صدرة ) ما انى مخلى النهار يطلع عليكم
شبراوى - قسما على قسمك ياعرفات ماأخلى الدبان الأزرق يعرف
لك طريق
ش مرضى - جرى ايه يا عرفات كفياك بقه
( تفوق هنية وبجوارها صلاح واحدى نساء الكفر )
ش مرضى - ( يتجه ناحية شبراوى ورجب ) ياللا ياللا يا شبراوى
يا ابنى انت ورجب روحوا .. اقصروا الشر لغاية كده
علشان خاطرى انى .. امشوا دلوقتى
هنية - لاء .. لاء يا عم الشيخ انى اللى ح امشى ح امشى من
الكفر كله .. قاعدين تتريقواعلى اللى بيسيب الكفرويمشى
ولو سألت كل واحد فيهم انت سبت الكفر ليه .. ح تلاقوا
كل واحد عنده جواب شكل .. اللى طفش واللى هرب
واللى اختفى ومن ايه ؟ من العيشة اللى عايشينها .. من
الذل اللى شايفينه .. من الغل والحقد والحسد اللى مالى
قلوبكم .. بقينا نبص لبعضينا واحنامغمضين زى مايكون
ما نعرفش بعض .. بقينا نتكلم على بعضينا زى ما يكون
ما كلناش لقمة سوى ، اللى ساب الكفريمكن يكون احسن
من اللى فضل فيه .. انى كمان ح اهرب ح اطفش بس
مش ح امشى علشان مش راضية قسمة ربنا لاء انى
ح امشى علشان ما ابقاش لعنة على كل لسان
( يدخل العمدة فى آخركلمة لهنية من الخلف ومعه اثنان
من الغفر )
عرفات - ح نتجوز يا هنية ونسيب الكفر ونمشى انى وانت
شبراوى - اللى لازم يسيب الكفرويمشى .. انت يا عرفات
عرفات - شبراوى انى العفاريت بتتنطط فى وشى .. وعلى العموم
يا سيدى ماشى ح اسيب الكفروامشى بس اتجوزهنية
العمدة - قسما بالله العظيم ما حد ياخد هنية غيرى ( العمدة يمسك
بهنية ويدفعها ناحية الغفر) انى دفعت مهرها لأخوها
عوضين قدامكم كلكم
ش مرضى - دا هنية قد اصغرمن ولادك يا عمدة
العمدة - بكرة تكبر
ش مرضى - دا انت على زمتك اربعة
العمدة - اطلق واحدة منهم دلوقتى .. الشرع بيقول كدة
ش مرضى - الشرع .. الشرع متبرى منك ومن امثالك
العمدة - مرضى .. كلمة زيادة ح اقطع لسانك خليك ساكت احسن
ولا قسما عظما
ش مرضى - ( مقاطعا ) لاء .. انت اللى لازم تسكت .. انت اتكلمت
كتير وجه الوقت اللى لازم تسمع وبس
العمدة - انت اتجننت يا مرضى
ش مرضى - طول عمرنا بنسمع كلامك وبنقدرك .. لكن لما بانت
حقيقتك .. وعرفنا انك فاسد وفاسق لازم نوقفك وندللك
لكن لما تكون راكب مخك .. ومش عايز تصحى وتفوق
وتفرق بين الصح والغلط .. نكب على وشك ميه ساقعه
تفوقك .. جه الوقت اللى لازم اقول لك فيه سيب الكفر
وامشى يا عمدة
العمدة - ( يضحك بصوت عالى ) أمشى .. اسيب الكفر وأمشى
( هيستيريا – يأخذ بندقية من احد الغفراء ) بقى انت
يا مرضى عايز ترشنى بالميه .. انى بقى ح اغرقك فى
دمك
صلاح - ( يقف امام الشيخ مرضى ) لاء عم الشيخ لاء
شبراوى - شيل سلاحك يا عمدة .. دا برضه عم الشيخ مرضى
شيخ الكفر
العمدة - انى اللى عملته ودلوقتى انى رفته.. وبكرة تطلع له
شهادة وفاة ( يصوب البندقية بأتجاه الشيخ )
هنية - ( تصرخ ) لاء
شبراوى - ( يتقدم امام الشيخ مرضى ) ان كان ولابد ياعمدة
اضربنى انى
العمدة - خسارة فيك الموت دلوقتى يا شبراوى ( اصبح الشيخ
مرضى خلف صلاح وشبراوى ) جبر ( احد الغفر)
جبر - ايوه يا عمدة
العمدة - طخ الشيخ
جبر - ( يترك هنية ويصوب البندقية نحو الشيخ )
هنية - ( تصرخ ) لا ( تسرع وتحتضن الشيخ )
العمدة - طخ يا واله
جبر - ( يتراجع عن التصويب ) ما هو يا عمدة
العمدة - جاك داهية ... ((( يصاحب هذا الموقف موسيقى
تصويرية))) ( يطلق العمدة رصاصة من البندقية تسكن
قلب هنية .. هنية تسقط على الأرض .. عرفات يقتل
العمدة .. الغفر يقبضوا على عرفات .. نسمع صوت
القطاراشارة الى قدوم عوضين .. الجميع يخرج من
اتجاه واحد فى مشهد جنائزى ... تختفى الأضاءة
تدريجيا مع خروج الموكب
( يدخل الضريرمن عمق المسرح )
الضرير - مات الخير
ومات الشر
ومافضلش فيهم غيرالكفر
وراحت ليالى العمر
وراح معاها نورالعين
وفين عبد الله وهنيه
وراح فين عوضين
...
بكرة ضلمة
والشمس باينها مش طاله
والعمر بيطول
والنفس ملياها الحسرة
( يدخل حسام أبن العمدة يرتدى ملابس والده وخلفه
اثنين من الغفر .. يقف على جانب من مقدمة المسرح
الضرير - حوش يا حواش .. حوش يا حواش
ثم يدخل بعد لحظات الفتى صلاح يقف على جانب
آخر من مؤخرة المسرح ناظرا لحسام والغفرمع بقع
من الضوء على كل منهما- ثم يخرجان
الضرير - النار والعة والترعة جفت ميتها
والناس – الناس تايهه .. مش قادرة تيجى ناحيتها
يدخل عوضين وهو فى شدة التعب – يتحرك يمينا
ويسارا والى الأمام والخلف كما لوأنه يبحث – ثم
يقرر أن يعود من حيث آتى
الضرير - (ناظرا للجمهور ) عوضين .. على فين يا عوض ؟
عوضين - مش عارف
الضرير - عايز تهرب تانى يا عوضين
عوضين - وأنى كنت هربت قبل كدة
الضرير - ما تضحكش على روحك .. ح تروح فين ؟
عوضين - ح اروح لمتولى
الضرير - ويمكن تروح حدا هاشم
عوضين - ( يرتبك ) السجن
الضرير - وليه لاء .. أنت مش عايز تطفش
عوضين - ح اقعد هنا لمين ؟ ومع مين ؟ كل حاجة راحت
الضرير - ما فيش حاجة راحت .. اللى مات – عمرة كدة
والأرض لسه تحت يدك .. والدارمستنياك
عوضين - ( بندم وحسرة ) الدار – ما خربت الداروراحوا
اللى فيها
الضرير - أقعد ازرع ارضك .. وونس دارك – بكرة تتجوز
وتجيب هنيه تانى يا عوضين
عوضين - عمر اللى راح ما ح يرجع تانى
الضرير - يرجع .. يرجع يا عوضين بس لو احنا عايزين
نرجعه
عوضين - ما عدش ينفع .. أنى ح ابيع الدار وأمشى
الضرير - ما تستعجلش يا عوضين .. خليك فى أرضك
ودارك .. واللى انت ناوى تعملة فى حته تانية
أعمله هنا
عوضين - أنت بتكلم مين ؟ ما بتبصليش ليه ؟ أنى عمال اكلمك
وابص لك وأنت مش معبرنى
الضرير - مش لازم نبص لبعض يا عوضين .. كفاية ان احنا
نحس ببعضينا
عوضين - نحس ببعضينا
الضرير - أيوه يا عوضين .. نحس ببعضينا ( يخرج الضرير)
عوضين - يسمع عوضين اصوات متداخلة تنادى عليه ( صوت
متولى – صوت هاشم – صوت عبد الله – صوت
العمدة – صوت الشيخ مرضى – صوت متولى يعاد
يستعد ان يتجه عوضين نحو صوت متولى – يوقفه
صوت هنيه وهى تنادى
ص هنيه - عوضين
عوضين - ( يلتفت نحو صوت هنية يتقدم عوضين الى مقدمة
المسرح ويخاطب الجمهور ) أعيش هنا وانى شايفها
ضلمة ولا أروح للمجهول ؟ لحظات ثم بلاك .....

*********
انتهت بحمد الله

*********
تأليف
حامد عبدالنبى ابراهيم أبوالنجا
بلبيس شرقية منشية أبو النجا
0107315834
2850748/055

ــــــــــــــــــــــــــــــ






مسرحية


شرخ في لوحة فنان



تأليف .....

حامد عبد النبي أبو النجا

!

شرخ في لوحة فنان – مسرحية يظهر فيها الصراع النفسي من جراء اختلاف الداخل والخارج وعلو درجة الآنا لدى كل شخص
فهي تخاطب الوجدان والعقل والحكمة التي يجب علينا أن نتحلى بها

الزمان : أي زمان

المكان : أي مكان

الديكور : عبارة عن قطعة قماش بيضاء تستخدم كسلويت ,
وكفن ، بالإضافة إلى أدوات فنان تشكيلي .

الإضاءة : الفنان التشكيلي له إضاءة خاصة به – مصنعة
يدويا عبارة عن كشافين يضيئان من خلال -
بطارية موتوسيكل أو حسب رؤية المخرج إذا
أمكن ذلك بحيث أن تكون إضاءة الفنان خاصة به
بالإضافة إلى الإضاءة العادية للعمل المسرحي ..
عدد الممثلين في هذا النص خمس ممثلين ....
الفنان التشكيلي وأربعة ممثلين يفضل أن يكونوا
ذو لياقة بدنية للدراما الحركية .












المسرح في هدوء تام

يدخل الفنان التشكيلي من الصالة أو من أي مكان آخر حسب رؤية المخرج .. يحمل كل أدواته معه – يخاطب الجمهور...

الفنان - السلام عليكم ( ينظر أليهم بابتسامة محب ) أسمحوا لي
أن نقضى بعضا من الوقت معا ....... أنا فنان تشكيلي
ارسم لوحات فنية .. أبيعها مرة وأخرى اهديها .. اسكن
صومعتي المتواضعة الصغيرة .. التي هي عالمي الكبير
وقد أتيت هذه الليلة لأرسم لوحة واهديها لواحد منكم ...
لصاحب النصيب ..
وبما أنني سوف اهدي لوحة هذه الليلة لشخص جالس
بينكم .. فأود أن تكون اللوحة نابعة منكم , من أفكاركم
انتم ... أنني دائما أرسم ما يجول بخاطري .. أرسم ما
يدور بداخلي .. لكنني اليوم قررت أن ارسم ما بخاطركم
انتم .. ما بداخلكم انتم , فأنتم أصحاب تلك اللوحة وانتم
من تقررون الشكل الذي سوف تكون عليه تلك اللوحة ,
ولا تنسوا أنها هدية لأحدكم .
أعيش في هذا العالم بين فرشاتي والواني وقصاصات من
الورق والقماش ... كل فترة ارسم عالما جديدا أعيش فيه
( أثناء ذلك يكون الفنان انتهى من وضع أدواته في ركن -
من المسرح – بشرط ألا يحجب رؤية المشاهد للسلويت )
الفنان - الآن نبدأ – هيا - فلنتخير معا اللوحة التي سوف ارسمها
( يتجول الفنان بين الجمهور أو يكتفي بمقدمة المسرح - -
ويبدأ الحديث مع احد المشاهدين )
أنت .. ماذا تريد أن ارسم في اللوحة ؟
شخص - ( احد المشاهدين يطلب رسم منظر له )
الفنان - ( ينتقل إلى شخص آخر) وأنت ماذا تريد أن ارسم لك ؟
شخص - ( يختار منظر آخر له )
الفنان - الاختيار ... صعب علينا أن نختار خاصة إذا توفرت لنا
حرية الاختيار ... لكننا لا بد وأن نختار – لابد وأن ندرب
داخلنا على الاختيار - أنا شخصيا من أنصار الاختيار
لكن المشكلة تكمن في ماذا نختار وكيفية الاختيار ......
( ثم ينتقل إلى شخص ثالث ) وأنت ماذا تريد ؟
شخص - ( يختار منظر آخر )
الفنان - هل الإنسان منا مسير أم مخير ... أنتم مثلا مصرح لكم
الاختيار ، أما أنا مسير لما تختارونه أنتم ، هذه اللحظة
تمنيت لو أنني مثلكم مخير ، لكنى قد حكمت على نفسي
أن أرسم لوحة من اختياركم ، وهكذا وضعت نفسي
بنفسي تحت طائلة التسيير وليس الاختيار 000 آه
( ثم ينتقل إلى شخص آخر - ويستمر الفنان في سؤاله
للمشاهدين إلى إن يحصل منهم على عدة اختيارات . مما
يصعب عليه تنفيذ متطلباتهم في لوحة واحدة فيظهر عليه
حالة من ضيق النفس والكئابة والاشمئزاز للاختيارات
المتضاربة المختلفة ) .
الفنان - أحيانا ندور حول ما نبحث عنه ولا نراه – وربما يكن ما
ما تبحث عنه في يدك ولكنك لا تشعر به - دائما ما يبحث
الإنسان عن نفسه في داخلة أو خارجة، إذن أنا ابحث عن
نفسي عندكم – وانتم أيضا تبحثون عن أنفسكم في أللوحه
التي سوف ارسمها وأعطيها لشخص منكم – إذن كلنا
نبحث عن بعضنا عند بعضنا – فلنبدأ معا في البحث
الفنان - ( يبدأ الفنان في استخراج فرشاه وألوانه وهو يحدث نفسه )
ما هذا ؟ ماذا بي ؟ لماذا اختلط على الأمر ؟ لما كل هذا -
الخلاف ؟ ما هو الداعي لكل تلك الصراعات ؟
إنني في حيرة من أمري .. اطلب أن ارسم لوحة واهديها
فأجد نفسي في مأزق – لا أدرى كيف الخروج منه .
(أثناء ذلك يرسم الفنان في اللوحة كل ما اختارة الجمهور
كل رسم فوق الأخرى إلى أن تتوه معالم اللوحة ألمرسومه
ثم ينظر إليها وهو متألم وفى حالة يرثى لها – أثناء رسم
الفنان للوحة تبدأ إضاءة السلويت – وكلما يرسم منظر على
اللوحة نرى الممثلين خلف السلويت يجسدوه على أن يكون
السلويت حر الحركة حتى يتمكن الممثلون بعد ذلك من نقله
للمسرح يلتحفون به ويظهرون للجمهور من تحته )
لماذا تشابكت الخطوط ؟ وتاهت النقاط ؟ واختلت الواني
عن مصداقيتها ؟ كيف أصبحت عاجزا أمام لوحاتي ؟ لا
إنها ليست لوحاتي .. كيف لي أن أرضى كل هؤلاء في -
لوحة واحدة ؟ إنهم يتصارعون .. وأنا أصبحت في صراع
( يبدأ الإعياء على الفنان ولم يعد متوازن الحركة – حينئذ
يكون الممثلين خلف السلويت قد شكلوا شكلا متشابكا معقدا
مع تقليل إضاءة ركن الفنان والتركيز على إضاءة الممثلين.
الفنان يسقط على الأرض وهو يردد )
أنهم يتصارعون – إنها لوحة صراع – صراع النفوس ..
( يتهاوى الممثل على الأرض رويدا رويدا بأحد أركان
المسرح مع تغيير الإضاءة وانتقالها من لوحة الفنان إلى
السلويت - وتتغير أيضا الموسيقى التصويرية لتواكب
الممثلين وأصواتهم وحركاتهم ، وأثناء سقوط الفنان يتحول
الممثلون من منطقة السلويت الخلفية إلى وسط المسرح
على شكل أشباح يلتحفون القماش الأبيض مع سماع أنين
وآهات وزمجرة تصاحبهم موسيقى تصويرية ومؤثرا
صوتية تخدم الحالة مع خروج الممثلين من أماكن مختلفة
لقطعة القماش كالأشباح تنعكس عليهم اختيارات الجمهور
المختلفة والمتضاربة - مع ضوء غير مباشر لا يؤثر على
الألترا - كما لو أن المناظر العشوائية التي رسمها الفنان
باللوحة ( من خطوط ونقاط واللوان ) تخرج منها وهى
متضررة وتريد الانتقام فنرى المشهد كله كالكابوس
بالنسبة للفنان ....

/
\
الممثلون : ( يخرجون من قطعة القماش كالأشباح )

1 - ما هذا ؟
2 - أين نحن ؟
3 - كيف تشابكنا هكذا ؟
4 - من الذي أتى بنا إلى هنا ؟
( الجميع ينظر حوله ثم يرون الفنان فيتجهون نحوه فى
خطوات انتقامية )
الفنان - ( بفزع ) من انتم ؟ ماذا تريدون ؟
1 - أنت الذي يجب أن تجاوب على هذا السؤال ..
2 - من أنت ؟
3 - ماذا تريد ؟
( الممثلون دائما في شكل ضغط جسدي على الفنان )
الفنان - أنا لا أريد شيئا
4 - إذن لماذا أتيت بنا إلى هنا ؟
الفنان - أنا .. أنا لم آت بكم إلى هنا
1 - الست فنانا ترسم ؟
الفنان - نعم -- أنا فنان ارسم
2 - إذن أنت الذي أتيت بنا إلى هنا متشابكين معقدين
الفنان - لم اقصد أن أؤذيكم .. صدقوني لم اقصد
3 - انك تلهو بعقولنا .. وتضيع وقتنا
الفنان - أرجوكم تمهلوا
4 - ولماذا نتمهل ؟
الفنان - تيقنوا
1 - ليس لدينا متسع من الوقت
الفنان - كل منكم يريد أن يأخذ ما له .. وأنا لا أستطيع أن أمنعكم ..
لكنى أشفق عليكم
2 - تشفق علينا
الفنان - نعم أشفق عليكم .. ( يبدأ الفنان في فك التشابك بين الممثلين
الأربعة – وكأنهم يستيقظون من ثبات عميق ) .. لماذا -
تتعجلون ؟ ماذا تريدون ؟ دنيتكم - غايتكم – أحلامكم -
أمالكم .. والى أين ستذهبون ؟ ألا تدرون ؟ ستسجنون ..
ستسجنون داخل برواز .. ترون الدنيا من خلف لوح من
الزجاج .. ثم تعلقون على جدار أصم .. أو ربما تهملون
في مخزن الزمن القديم
3 - ماذا تريد أن تقول ؟
4 - أفصح عما قلت
الفنان - الفن مدرسة للناس .. وقد رسمكم فنان وانتم جزء من هذا
الفن ..فلتستغلوا تلك الحرية المؤقتة قبل أن تباعوا في مزاد
للتحف والانتيكات
( ضحكات عالية من الممثلين الأربعة - مع تشكيلات حول
الفنان )
الفنان - لماذا تضحكون ؟ لماذا تسخرون من كلامي ؟
1 - لأننا خلقنا للبيع والشراء
2 - أما انتم أيها البشر تباعون وتشترون وربما اقل منا ثمنا
3 - ألم تسمع عن بيع البشر
الفنان - أيو سمعت .. بس ده برة مش عندنا هنا
4 - تعرف تقول لي فيه إيه برة مش موجود عندكم
الفنان - مش لازم كل حاجة برة تبقى من الضرورة وجودها عندنا
1 - لكن بالفعل موجودة .. وأنت تعلم ذلك
الفنان - ( محدثا الجمهور ) ليس هناك أقصى من الحالة التي تجد
فيها الإنسان وهوه يبحث عن نفسه دون جدوى ..........
إنها أقصى أنواع الضياع .. ضياع النفس البشرية ......
ألذات الإنسانية ..عندما نفقد الأشياء التي أهملناها في حياتنا
لا ندرك كم من الوقت نحتاج لاستعادة ما فقدناه .............
نحن في حاجة إلى الحب إلى الحنان .. في حاجة إلى لمسة
إنسانية .. لابد لنا أن نشعر أننا نعيش في وجدان الآخرين
1 - انه يهذى
2 - بل يحلم
3 - لا تجعلوه يخدعكم بكلماته
4 - إذن لا بد أن يحاكم
الفنان - ماذا فعلت من جرم ؟
1 - جعلتنا نتصارع في صورة سيئة – وهذا لم يحدث لنا من قبل
الفنان - ليس لي ذنب في هذا
2 - كيف وأنت الذي رسمت تلك الصورة التي ليس لها ملامح ؟
الفنان - لكنى لست المذنب
3 - انه يراوغنا
الفنان - صدقوني لست المذنب
4 - إذن من المذنب ؟

الفنان - (الفنان يواجه الجمهور موجها له الاتهام ) .. هم المذنبون
صدقوني .. أنهم هم المذنبون .. طلبت أن ارسم لوحة -
واهديها لشخص جالس بينهم .. على أن تكون اللوحة نابعة
منهم .. فاختلفوا فيما بينهم وتصارعوا في اختياراتهم ..وكل
منهم أراد أن يظهر ذاته في اختيار اللوحة .فطلب كل منهم
لوحة لنفسة .. وأنا لا امتلك سوى لوحة واحدة ، فتشابكت
أرائهم .. وتشتتت وجهتهم .. واختلفت هويتهم .. فاختلط –
على الأمر.. وحملوني ما لا أطيق .. وأردت أن أرضى -
الجميع .. فرسمت كل ما طلبوه منى ، حتى أرضيهم ..
فتشابكت الخطوط .. وتاهت النقاط .. وتصارعت الألوان ..
فكانت اللوحة المعقدة ، ومن هنا جئتم انتم هكذا ..
صدقوني لم أكن المذنب .. هم المذنبون
1 - ونحن أيضا لسنا مذنبين
2 - إذن ماذا ترون في الحكم عليه
3 - فالتقطع يده التي يرسم بها
4 - فلتفقع عينه التي يرى بها
( حينئذ يرفع الفنان كفيه على عينيه - ويعود الممثلون
إلى مكانهم خلف السلويت وتختفي عنهم الإضاءة ويعود
الضوء إلى ركن الفنان وهو يردد )
الفنان - لا – لا - ( ثم يتحسس جسده ووجهه وعينيه – وعندما
يطمئن على نفسه ينظر إلى اللوحة ثم يرفعها من مكانها
ويواجه الجمهور بخطوات ثابتة وهو يلملم حاجياته -
ويظهر مرآة يوجهها للجمهور ليروا أنفسهم .. وهو يردد
الفنان - ليه نختلف – ليه نستلف من الحقد ربع جرام
ليه لبعضينا نقول لاء – وليه للصح ما نقولش آه
ليه كل واحد فينا في وادي
ليه كل واحد بعيد عن التانى
ليه بنسمع اللي يجرحنا
ليه بنشوف اللي يجرّحنا
ليه ندور على اللي يفضحنا
ومين السبب ؟
مين السبب في الحقد والخلافات
وليه ضاع الحق بنا
وليه الحب مات
( حينئذ ينتهي الفنان من تمزيق اللوحة وحمل أدواته )
الفنان - ( ينظر إلى الجمهور في حسرة وألم ويخاطبهم ) ........
عذرا أيها السادة المختلفون .. إنني لم استطع أن أوفى
بكلامي واهدي منكم لوحة فنية .. اسمحوا لي .........
سوف اذهب ابحث في مكان آخر عن أناس آخرون ربما
يتفقون على اختيار لوحة واحدة ...
( يبدأ الفنان التشكيلي في التحرك – ثم ينظر إلى الجمهور في
حالة من اليأس ، ثم إلى المسرح - ثم يلقى الفنان بقصاصات
اللوحة على المسرح – ثم يمسح دموعه – ويبدأ في الخروج
من حيث أتى – وهو يردد )
اللهم ما أجمعنا على كلمة سواء ، اللهم اهدي أنفسنا ، اللهم وحد
صفوفنا .....
( للجمهور ) السلام عليكم --- السلام عليكم

*
*
*
*
*
*
*
*

مسرحية
شرخ في لوحة فنان
العمل مسجل بالشهرالعقارى

000



تأليف

حامد عبد النبي أبو النجا
بلبيس شرقية منشية أبو النجا
0107315834
2850748/055

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ




مسرحية
جسر الخوف
* * *
تأليف
حامد أبوالنجــا










عندما يسكن الخوف صدورنا

وتزداد دقات قلوبنا

ماذا نحن فاعلين

؟

عندما تدق أجراس الخطر بيوتنا

وتصبح الدموع متحجرة بعيوننا

ماذا نحن فاعلين

؟

حامد أبوالنجا







المكان
ساحة القرية .. هي عبارة عن جرن أو دوار ، يستخدمونها أهل القرية في الأفراح والمآتم وهى مكان أيضا لتجمع الأهالي

الديكور
عبارة عن جذوع من الشجر ، وكتلة من الطبان ، وجسر، وبعض الخوص والشجر
على أن يكون عمق المسرح شبه مغطى بالنخيل والصفصاف
لابد من استخدام الفراغ والفضاء المسرحي للعمل

الأعداد الموسيقى
العمل يحتاج إلى موسيقى تصويرية وموسيقى خلفية وموسيقى مصاحبة
وأيضا إلى مؤثرات صوتيه تصاحب الأحداث تباعا

الإضاءة
العمل يحتاج إلى إضاءة مباشرة وغير مباشرة تعتمد على قمر مضيء ونجوم مضاءة
وأيضا على فلشر وبعض البروجيكتورات للتأثير وتباين الممثلين خاصة الإضاءة الليلية
أما الإضاءة بالنهار فهي عادية مع التركيز في تحول النهار إلى ليل والعكس

الملابس
ملابس فلاحين عدا رمزي بيه وتيتو وإبراهيم والمقرىء والدكتور

000

يرجى الحفاظ على مناطق الإيقاع في الأداء التمثيلي فهناك مناطق صاخبة وهناك هادئة

000


دعواتى لفريق العمل بالتوفيق

مع تحيات المؤلف

حامد عبد النبي ابراهيم أبو النجــا

الممثلون : -
-------------

1 - تماسي - سيدة في أوائل الأربعينات جميلة جريئة قوية حزينة
2 - صابرين – فتاة في أوائل العشرينات جميلة جريئة بنت أبو صالح
3 - العمدة – رجل في منتصف الخمسينات يعشق المال ولا يحب سوى نفسه
4 - شيخ الخفر – رجل في أوائل الخمسينات ظالم خدام مصالحة
5 – مرعى – رجل في منتصف الخمسينات مسكين كسيح كان زوجا لتماسي
6 - رمزي بيه – رجل أوائل الثلاثينات صاحب نفوز مستثمر أناني
7 – أبو صالح – رجل في أوائل الخمسينات طيب خدوم جريء
8 - أبو هاشم – خفير في أواخر الأربعينات يبحث عن التوبة
9 - أبو إسماعيل – رجل في أواخر الخمسينات مسكين يخاف من العمدة وشيخ الخفر... والد إبراهيم
10 - إبراهيم – شاب متعلم – جريء
11 - محمود – شاب من اهالى القرية
12 - عبد الحميد – رجل من اهالى القرية
13 - خليل – رجل من اهالى القرية
14 - زكريا – شاب من اهالى القرية
15 - رمضان – شقيق أبو إسماعيل
16 - الدكتور - طبيب ممارس
17 - رضوان - خفير
18 - الشحات - خفير
19 - تيتو – سكرتير رمزي بيه
20 - قنديل – رجل من أهل القرية
21 - محفوظ – رجل من أهل القرية
22 - راشد - خفير
23 - سرور - خفير
24 - زوجة قنديل
25 - طفل 1 ... ابن قنديل
26 - طفل 2 ... ابن تماسي
27 - رجل البرسيم
مجاميع فلاحين





المسرح عبارة عن صفوف من الحصر والسجاد يجلس عليها أهل القرية الذين أتوا ليشاركوا بيت أبو إسماعيل في وفاة أبنهم إسماعيل - أهل المتوفى يقفون على جانب المسرح يستقبلون ويودعون المعزيين -- نستمع إلى آيات من الذكر الحكيم يتلوها مقرئ القرية الذي يجلس على كنبة خاصة له
00000000000
نسمع جلبه وأصوات متداخلة من الخارج – أهل الميت ينظرون تجاه الصوت ، يدخل شخصان بملابس خفر يقفان على مدخل ساحة المآتم يحملان بنادق على أكتافهم ..........
رمضان : ( أحد أهالي الميت أخو أبو إسماعيل ) العمدة .. العمدة وصل
( نرى الجميع يقف في مكانه – ثم نرى الشيخ المقرئ يهبط من على الكنبة ويجلس أرضا مع أهالي القرية ... يدخل شخص يحمل معه سجادة صلاة .. ينظف الكنبة ثم يفرش عليها السجادة يدخل رجل ذو جسم ضخم على كتفيه عباءة ويدخل وراءه اثنان من الخفر أيضا – يوحى بأنه العمدة ولكنه ليس بالعمدة بل هو شيخ الخفر – الجميع يبدأ في التحرك إلى الخلف كما لو أنهم يريدون الذهاب من المعزى ... لحظات نظر من شيخ الخفر ، ثم يبدأ في تنظيم الحاضرين إلى مستطيل ناقص ضلع هذا الضلع يصبح الجمهور ، ثم يدخل العمدة إلى ساحة المعزى وخلفه أربعة من الخفر، يجلس على الكنبة والجميع مازال يقف .
العمدة : السلام عليكم
الجميع : ( يردون السلام في أصوات متداخلة )
العمدة : الله - ما تجعدوا – ح تسمعوا القرآن وانتم واجفين – ما تجعد أجعد
يا أبو صالح
أبو صالح : إيوه يا عمدة هجعد ... ما جعدش ليه – إحنا جايين ناخد بخاطر أبو
إسماعيل
العمدة : لاء .. أجعد يا بو صالح – كمل ربع القرآن
أبو صالح : وأدى جاعدة ( يجلس أبو صالح )
شيخ الخفر : ما تجعد يا واد منك له – ما يكنش كلكم أصحاب عزى ولا إيه
العمدة : الله – يعنى إحنا الغرب اللي في البلد اللي جايين نعزى
شيخ الخفر : ( يتحرك ) ما تجعد يا وله منك له
الجميع : ( يجلس وكأنهم يتقوقعون في أماكنهم )
المقرىء : ( يغير الآيات التي كان يتليها ويأتي بآيات تحس المسلمين على سماع
أولى الأمر ( وأطيعوا الله ورسوله وأولى الأمر منكم - ثم يصدق
ويختم التلاوة ( الجميع بما فيهم المقرىء يريدون أن يتركوا المكان
بسرعة – وبعضهم لم يقوموا بتعزية أهل الميت – وتوجهوا إلى
العمدة يعزوه ويدعون له بطول العمر ودوام الصحة وبدأوا في
الانصراف ثم توجه أبو صالح ومعه بعض من أهل القرية
( محمود – عبد الحميد – خليل – ذكريا ) إلى أبو إسماعيل وسلموا
عليه
أبو صالح : ( لأبو إسماعيل ) شد حيلك يا بواسماعيل ، البقاء لله ، سلام عليكم
( ثم ينظر إلى العمدة ) عايز حاجة يا عمدة البلد
العمدة : لا يابو صالح – عايزك تسلم
أبو صالح : الله يسلمك – ( للجميع ) سلام عليكم ( يخرج هو ومن معه )
شيخ الخفر : وعليك – ( بضيق نفس ) مع ألسلامه
( خرج الجميع وتبقى العمدة وشيخ الخفر والخفر وأهل الميت فقط )
العمدة : خدت عزى أبنك يا بو إسماعيل ؟
أبو إسماعيل : ايوه يا حضرة العمدة .. ربنا يبارك لنا فيك ويديك طول العمر
العمدة : اصل أنى كنت استمعت انك مش عاير تاخد عزى ابنك
إبراهيم : ( أبن أبو إسماعيل ) إيوه يا حضرة العمدة أصل الحكاية
أبو إسماعيل : ( مقاطعا أبنه إبراهيم ) أنى - ازاى بجي يا با العمدة - ينجطع
لساني لو كنت جلت حاجة زى كدة – هو أنى أجدر ارفض لك أمر
العمدة : الأمر لله
شيخ الخفر : ( يضع يده على كتف إبراهيم )
إبراهيم : ( ينزل يد شيخ الخفر من على كتفيه )
أبو إسماعيل : ( ينظر إلى ابنه إبراهيم والى شيخ الخفر والى العمدة ) هو إحنا
عايشين إلا بحسك يا عمدة – أنت الخير والبركة
العمدة : الله يرحمه بجي قدر ومكتوب
شيخ الخفر : ما هو هوه الله يرحمه اللي كان واجف جدام رمزي بيه وهو بينضف
مسدسة
العمدة : ما علينا ( يخرج العمدة مبلغ من المال ويعطية لأبو إسماعيل ) خد
خد - خد يا بو إسماعيل – جرشين كدة على ما أ ُسم – وربنا يعوض
عليك بجه
أبو إسماعيل : ( يمد يده ويأخذ الفلوس من العمدة ) ربنا ما يحرمنا منك يا حضرة
العمدة ، ويخليك لينا
إبراهيم : ( لوالده أبو إسماعيل ) فلوس إيه دي يا با ؟
أبو إسماعيل : ( هامسا ) اسكت دلوجتى – بعدين أجول لك
العمدة : ( إلى أبو إسماعيل ) هو أبو صالح كان بيجول إيه يا بو إسماعيل
شيخ الخفر : عايز يحس علينا الفلاحين – دا بيجول لهم جرية رجلتها جبانة
عايشين في أرض كلها خوف
أبو إسماعيل : ما تخدش على كلامه يا با العمدة ، ما أنت عارف أبو صالح ، طول
عمرة كده ، ببجول كلام ما هواش عارفة
العمدة : نهايته ( يقف ) عايز حاجة يا أبو إسماعيل
أبو إسماعيل : عايز سلامتك يا حضرة العمدة
العمدة : ( ينظر إلى إبراهيم ) أبنك ده يا أبو إسماعيل
أبو إسماعيل : إيوه يا با العمدة أبنى ، خدامك إبراهيم
العمدة : بيتعلم يا بو إسماعيل
أبو إسماعيل : أيوه يا با العمدة بيتعلم ، وصل الثانوية دلوجتى يا با العمدة
العمدة : ( بزعل ) ليه – ليه يا أبو إسماعيل ؟
أبو إسماعيل : بلاش – بلاش يا عمدة ، أطلعة من المدرسة
إبراهيم : ( لوالده ) اطلع ازاى يا با من المدرسة ؟
العمدة : لاء – خليه يتعلم – على الأجل يبجى يستوظف خولي على العيال
اللي بتلم الدودة ( يضحكون ) سلام عليكم
أبو إسماعيل : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته يا حضرة العمدة ( يذهب خلفه )
نورت يا كبير البلد – وربنا ما يحرمنا ش منك – مع ألف سلامه يا
حضرة العمدة ( يخرج العمدة وشيخ الخفر والخفراء ) شرفت
يا شيخ الخفر ( يعود أبو إسماعيل إلى أقاربه ويتحدث إلى إبراهيم )
أبو إسماعيل : ( مخاطبا أبنه إبراهيم ) إيه يا وله – أنت ازاى تكلم حضرة العمدة
بالطريجة دي ؟ أنت أتجنيت ولا انهبلت ؟
إبراهيم : ليه يا با ؟ أنى عملت إيه غلط ؟
رمضان : خلاص خلاص بجي يا بو إسماعيل – ياللا يا ولاد لموا الحصر
وشيلوا الكنبة وودوهم على الجامع – معاهم يا إبراهيم ( يذهب
إبراهيم إلى أقاربه يساعدهم ) أوعاك يا أبو إسماعيل تطلٌع إبراهيم
من المدرسة إبراهيم شاطر وطالع من الأوائل بسم الله ما شاء الله
أبو إسماعيل : يعنى ما شفتش كلام العمدة يا خويا ، اهه بيلجح كلام واخريتها
ح يشتغل إيه خولي في ارض العمدة – وبعدين ما نتاش غريب
ألواد مصاريفه زادت وعايز كتب ولبس ومصاريف مواصلاته اهه
كمان رخرة زادت – وأنى زى ما أنت شايف - حتى الجرشين اللي
كان بيجيبهم إسماعيل الله يرحمه خلاص أنجطعوا ومصاريف
البيت
رمضان : جرى إيه يا بو إسماعيل .. أنت نسيت إن فيه رب أسمه الكريم
أبو إسماعيل : ونعم بالله – بس العمدة مالوش كيف إن إبراهيم ابني يتعلم
رمضان : ليه بجي .. ما هو معلم عياله كلها – والواد مراد أبنه زميل أبنك في
المدرسة
أبو إسماعيل : ما هو عشان كده مش عايز حد من ولاد البلد يزامل أبنه
رمضان : سبحانك يارب ليه ؟
أبو إسماعيل : الكعكة في أيد اليتيم عجبه
رمضان : بس أنت مش يتيم يا خويا
أبو إسماعيل : عند العمدة يتيم يا رمضان يا خويا - آآآآآآآآآآآه
رمضان : ربنا على الظالم - نهايته ياللا بينا نروح على البيت – نشوف أم
إسماعيل والبنات - الله يكون في عونهم ويصبرهم
أبو إسماعيل : أيوه ، الله يصبرهم – إسماعيل ده كان عندهم حاجة كبيرة جوى
رمضان : الله يرحمه – ياللا بينا
( يخرج أبو إسماعيل والحاج رمضان ومعهم اثنان من أقاربهم كبار
السن – ثم يحمل الشباب الحصر والسجاجيد والكنبة ويخرجون
من المسرح مع تقليل الإضاءة تدريجيا مع أخر شخص يخرج إلى
أن يصبح المسرح شبه مظلم )

( نسمع مؤثرات صوتية كنباح كلب مع صوت ضفادع - الإضاءة
خافته تقف في أحد جوانب المسرح كما لو أنها تختبىء سيدة من
أهل القرية تدعى تماسي )
شيخ الخفر : ( يدخل شيخ الخفر في حالة ترقب وتخوف وكأنه يبحث عن شيء ،
تظهر تماسي من خلف شجرة يراها شيخ الخفر يخاطبها بنهرة )
جرى إيه يا تماسي وده وجته
تماسي : أنى عملت اللي عليه ، وكان اتفاجنا النهارده بعد المغرب .. وأدى
العشا خلصت ، وماشفتش حاجة
شيخ الخفر : ما حدش قال كده يا تماسي .. أنت عارفة معزتك عندي قد إيه
تماسي : عندك أنت يا شيخ الخفر
شيخ الخفر : إيوه يا تماسي عندي أنى .. عندك شك في كده ولا إيه يا تماسي ؟
تماسي : نفسي أصدجك – الله يرحم اللي كان
شيخ الخفر : لاء يا تماسي ما يرحموش ولا حاجة .. اللي بنا لسه عايش لحد
النهارده
تماسي : تعيش أنت يا شيخ الخفر
شيخ الخفر : يا تماسي
تماسي : ( تقاطعه ) أنى عايزه اخلص من الموضوع ده ألليله يا شيخ الخفر
شيخ الخفر : الليلة
تماسي : الليلة يا شيخ الخفر
شيخ الخفر : ما بلاش الليلة يا تماسي
تماسي : الليلة يا شيخ الخفر
شيخ الخفر : على كيفيك يا تماسي - الليلة ح أخلصك من الموضوع ده .. روحي
أنت دلوجتى على الدار – وأنى ح عدى عليك وش الفجر
تماسي : ما تتأخرش عليا يا أبو داود
شيخ الخفر : ( مرتبكا وبخوف وهو ينظر حوله ) جرى إيه يا تماسي – أنى مش
جلت لك 100 مرة ما تجيبيش الاسم ده على لسانك
تماسي : زعلت ؟
شيخ الخفر : حسك عينك تجولي الاسم ده تأنى مرة يا تماسي
تماسي : إيه يا شيخ الخفر .. أنت بتهددنى .. ح تموتني ولا إيه ؟
شيخ الخفر : ( يتراجع بخبث ) تنقطع ايدى لو اتمدت عليك يا تماسي .. بس أنتي
عارفه أن الموضوع ده بيأذينى
تماسي : ما نى متأذية بجالى سنتين ... ضنايا بعيد عنى ومش جادرة أخذه في
صدري
شيخ الخفر : روحي أنت دلوجتى يا تماسي
تماسي : وهتجول إيه لداود
شيخ الخفر : ما تشغليش بالك بالموضوع ده أنى ح تصرف – روٌحى أنت دلوجتى
تماسي : مستنياك الفجر يااااااااا .. يا شيخ الخفر
( ترفع الشال على وجهها ثم تخرج )
شيخ الخفر : ( بغيظ ) كده يا تماسي .. أنت الوحيدة اللي سرى معاك .. أنت
الوحيدة اللي تجدري تجيبي راسي الأرض وتصغريني في البلد
وتشمتي فيا اللي يسوى واللي ما يسواش .. لاء – لاء يا تماسي ...
مش ح نولك اللي في بالك
( يرفع عبائته ثم يخرج بعصبية من المسرح )

00000000000000

( نسمع نباح كلب مع صوت ضفادع )

( يدخل الخفير أبو هاشم في حالة من الندم والضيق – وبعد لحظات
يدخل عليه الخفير رضوان )
رضوان : جرى إيه يا بو هاشم أنت يعنى سبتنا عشان تيجى هنا لوحدك ؟ في
حاجه ولا إيه ؟
أبو هاشم : ( يدير وجهه ) أبدا يا رضوان – بس عايز أجعد مع روحي شويه
رضوان : لاء – يبجى في حاجة بصحيح – مالك يا بو هاشم
أبو هاشم : ( يبتعد عنه ) جلت لك ما فيش حاجة يا رضوان
رضوان : لاء – جسما بالله في حاجة يا بوهاشم .. وحاجة كبيرة كمان – هو
أنى مش عارفك ولا إيه ؟ – دا إحنا طول عمرنا أخوات وسرنا
واحد
أبو هاشم : ( في بكاء ) خلاص – خلاص يا رضوان – زهجت – تعبت – ما
بجتش جادر أستحمل يا رضوان
رضوان : مالك يا خويا فيك إيه – إيه اللي تعبك يا بوهاشم
أبو هاشم : الغلط – الغلط اللي إحنا ماشيين فيه يا رضوان
رضوان : غلط – غلط إيه يا بوهاشم اللي إحنا ماشيين فيه ؟
أبو هاشم : البلاوى والمصايب اللي عماله تحط على أهل البلد .. وإحنا لينا يد
فيها يا رضوان – الناس بجت بتكرهنا والأرض بجت بتخاف من
دجتنا عليها
رضوان : بلاوى إيه ومصايب إيه ؟ ما تنورني يا بو هاشم
أبو هاشم : أنورك .. أنورك أزاي والدنيا كلها ضلمه يا رضوان
رضوان : ضلمة إيه ونور إيه أنت عايز تجول إيه ؟
أبو هاشم : من يوم ما جه الهباب اللي اسمه رمزي بيه البلد - والخراب حل
رضوان : رمزي بيه ماله ؟
أبو هاشم : من يوم ما جه واشترى الأرض الغربية بتاعة العمدة – وأنى مش
جادر أتلم على روحي .. وكل ما ببص في عين الولاد زى ما يكون
بيجلولى ليه يا با تعمل كدة ؟
رضوان : تعمل إيه – ارض العمدة وباعها لرمزي بيه إحنا مالنا ومال الموال
ده ؟
أبو هاشم : وإحنا مالنا ازاى ؟ الأرض دى شربت من عرج الفلاحين وهم كمان
أدرمغوا في ترابها وداجوا فرحتها وحزنها ( بغضب ) مش إحنا اللي
طردنا الفلاحين منها وجللعنا الزرعة من الأرض هه ؟ – مش إحنا
اللي ضيعنا عليهم المحصول اللي تعبوا فيه وأداينوا عشانه – مش
إحنا اللي خربنا بيوتهم وهم مين ؟ أهلينا وولاد بلدنا
رضوان : وإحنا ذنبا إيه يا بو هاشم
أبو هاشم : ودا كله ليه يا رضوان ؟
رضوان : عشان المصنع اللي ح يبنيه رمزي بيه – ده بيجولوا ح يبجى مصنع
كبير وح يشغل كل أهل البلد فيه
أبو هاشم : ومين ح يزرع الأرض يا رضوان ؟
رضوان : أنى عارف – اربط الحمار زى ما يجول صاحبة
أبو هاشم : حماريا رضوان – دا اللي أنجهر أنجهر واللي مات مات
رضوان : الله يرحمه بجى حسان أبو على
أبو هاشم : الله يرحمنا إحنا يا رضوان – حسان مات شهيد – كان بيدافع عن
أرضه وزرعه – - - وإحنا اللي جتلناه يا رضوان ؟
رضوان : لاء – شيخ الخفر هو اللي طخه – وبعدين ايه اللي يخلى حسان
يعدى الجسر ويروح حدى الأرض الغربية
أبو هاشم : ( باستنكار ) رضوان
رضوان : فيه أيه يا بو هاشم
أبو هاشم : من أمتى اللي يعدى على الجسر ويروح الأرض الغربية يبجى
غلطان ويكون جزاته الجتل ... مش هو هو الجسر اللى ياما لعبنا
عليه ... نسيت يا رضوان – مش هى هى الأرض اللى من خيرها
اتربينا وكبرنا عليها ، هه يا رضوان ؟ ولا نسيت ؟
رضوان : لاء ما نسيتش يا بوهاشم ... بس الأرض خلاص أنباعت والجسر
بجى من حق اللي أشترى الأرض
أبو هاشم : وإحنا ما بجاش لنا الحج نعدى الجسر ؟ وارض الجبانة ما بجاش لنا
حج نزور أمواتنا ؟
رضوان : أنى عارف بجه ... أنت شاغل بالك بالمواضيع دى ليه ؟ سيبك من
التفاكير اللي ملخبطة دماغك دى يا بوهاشم يا خويا
أبو هاشم : وإسماعيل أبن أبو إسماعيل
رضوان : إحنا ملناش ذنب في دمه
أبو هاشم : كل ده وملناش ذنب يا رضوان
رضوان : يا بو هاشم يا خويا – سيبك من وجع الدماغ ده وخلينا في حالنا
أبو هاشم : بكرة ح ينجلب لوحده
رضوان : هو مين اللي ح ينجلب ؟
أبو هاشم : حالنا – حالنا يا رضوان

( نسمع صوت الخفير الشحات من الخارج ينادى )

الشحات : يا رضوان – يا بو هاشم – يا رضوان – يا بو هاشم
رضوان : دا صوت الشحات
أبو هاشم : شيل يا رضوان شيل
الشحات : يا بو هاشم
رضوان : أشيل إيه يا بو هاشم
أبو هاشم : بلوى جديدة يا رضوان – شوف ح تحط على دار مين في البلد
رضوان : قصدك إيه يا بو هاشم ؟

( يدخل الشحات على رضوان وأبو هاشم المسرح )

الشحات : جرى إيه يا جماعة – عمال انده عليكم بقالي ياما – ما بترد وش ليه؟
رضوان : في إيه يا شحات ؟
الشحات : شيخ الخفر عايزكم دلوقتى – ونبه عليا ما أرجعش من غيركم
رضوان : ( ينظر إلى أبو هاشم )
أبو هاشم : مش بجول لك شيل يا رضوان
الشحات : ياللا يا جماعة شيخ الخفر جاعد مستني وعينه بتطج شرار
رضوان : ما تعرفش فيه ايه يا شحات ؟
الشحات : لاء ما أعرفش – بس أنى سامعه بيجول طيب يا تماسي
أبو هاشم : تماسي
الشحات : إيوه – بيجولها وهو بينفخ
رضوان : يا للا يا بو هاشم نشوف إيه الحكاية
أبو هاشم : ياااااا لله على الظالم

( يخرج الجميع من المسرح )

( ما زال صوت النباح موجود وصوت الضفادع يختلط معهم صوت
الديك ليعلن عن آذان الفجر – تتحول الإضاءة إلى بدايات الفجر ----
المسرح خال نسمع صوت آذان الفجر من بعيد - يدخل أبو إسماعيل
وأخيه رضوان وولده إبراهيم – ثم يقابلهم من الجهة الأخرى اثنان من
الخفر( راشد – وسرور ) يقف كلا في مكانه )
راشد : صباح الخير يا جماعة
الجميع : صباح النور
سرور : أنت ما نمتش يا بو إسماعيل
أبو إسماعيل : والنوم ح ييجى منين يا سرور
راشد : البجية في حياتك يا بو إسماعيل والبركة في إبراهيم ربنا يعوضك فيه
خير
أبو إسماعيل : ( متأثرا ) العوض على الله
سرور : رايحين تصلوا الفجر
رمضان : إن شاء الله
سرور : طيب – حرما مجدما
رمضان : جمعا إن شاء الله
( يخرج أبو إسماعيل وأخيه رمضان وولده إبراهيم )
راشد : صعبان عليا أبو إسماعيل
سرور : ما يصعبش عليك غالى .. يعنى هو أول واحد مات له عيل
راشد : بس إسماعيل مش عيل – إسماعيل كان راجل – وكان شايل كتير من
حمل البيت
سرور : اهه بسم الله ما شاء الله إبراهيم ابنه يجدر يشتغل مكان أخوه إسماعيل
راشد : آه على رأيك – اهه ربنا بيجطع من هنا ويوصل هنا
سرور : ما تيجى نشرب كرسي معسل عند تماسي
راشد : معسل إيه دلوجتى – كلها شوية والنهار ح يطلع – وبعدين حد يشوفنا
وإحنا داخلين ولا طالعين من عندها تبجي حكاية
سرور : آه على رأيك – خلينا بعيد عن وجع دماغ شيخ الخفر- يا للا بينا نلف
حدي دوار العمدة عشان لما يصحى يلاجينا حداه
راشد : وإيه اللي ح يصحى العمدة بدرى كدة ؟
سرور : الله - أنت نسيت إن رمزي بيه جاى النهاردة
راشد : آي والله صحيح .. دانى كنت ناسي
سرور : إن كنت ناسي افكرك وان كنت فاكر ابعترك
راشد : طيب يا خويا - يا للا بينا
( يخرج راشد وسرور من المسرح – تبدأ الإضاءة في الإعلان عن
بداية النهار - من الممكن أن نرى بعض فلاحين القرية يمرون من
جهات عدة توحي الحركة بأن أهل القرية بدأوا في بداية يوم جديد
تختفي أصوات نباح الكلاب والضفادع ونبدأ نسمع أصوات بقر
وجاموس وماعز وما شابه من زقزقة العصافير وخلافه- مع أذدياد
الإضاءة تدريجيا ، بالإضافة إلى فلاح مثلا يحمل حملا من البرسيم
وآخر يحمل فأسا وهكذا مثل تلك الأشياء التي توحي باستيقاظ
الفلاحين فى يوم جديد ... يدخل إلى المسرح فلاح من أهل القرية

يدعى قنديل يحمل أبنه الصغير على كتفيه وزوجتة تحمل بؤجة –
بقابلة أبو صالح ومعه محمود أحد الفلاحين )
أبو صالح : على فين يا جنديل ؟ خير كفانا الشر- واخد مراتك وابنك ورايح على
فين ؟
قنديل : رايح عند أبن أختي حسين – يشوفلى شغلانه معاه أتعيش منها أنى
والعيال
محمود : يعنى ح تسيب البلد يا جنديل
قنديل : وما سيبهاش ليه مدام سابتنا هيه
أبو صالح : إيه الكلام ده يا قنديل
قنديل : الأرض اللي كنا بنحبها وكانت خايفة علينا بجينا خايفين منها -
والدين اللي فى رجبتى بجي تجيل يا حاج ولازما أدور على شغل
في حته تانية
أبو صالح : وبعدين يا ولاد – وإحنا ح نسيب البلد لرمزي بيه
قنديل : هو أولى
محمود : هو مين اللي أولى ؟
قنديل : اللي معاه فلوس – واللي معاه الفلوس يدوس ... عن إذنكم المشوار
لساته طويل – سلام عليكم
أبو صالح : ( بيأس ينظر إلى قنديل وأسرته ) سلام ورحمة الله وبركاته
أبو صالح : ( يتجه أبو صالح واللي معاه إلى ركن بالمسرح )
محمود : وبعدين يابا الحاج
أبو صالح : والله يا محمود يا بنى مانى عارف – الدنيا أنجلبت وحال البلد بجي
ما يسرش
( نسمع متداخلة من الخارج – كاستغاثة وطلب مساعدة – يدخل
محفوظ أحد أهالي القرية – في حالة يرثى لها )
محفوظ : يا عم أبو صالح – يا عم أبو صالح
أبو صالح : ( يقف ) مالك يا محفوظ – فيه إيه ؟
محفوظ : الجاموسة يا عم أبو صالح – الجاموسة اللي بتصرف علينا
أبو صالح : مالها – مالها الجاموسة يا محفوظ
محفوظ : ( في بكاء ) بتموت – بتموت يا عم أبو صالح – الجاموسة بتموت
من يوم ما الأرض اتخدت وهى حارنة على أكل التبن – وأنى مش
قد مصاريفها يا حاج – الجاموسة بتموت الحقونى يا ناس
أبو صالح : ( يرى أحد الفلاحين يحمل حملا من البرسيم على كتفيه ، يستوقفه
ويأخذ حمل البرسيم ويخرج مسرعا وخلفة محفوظ ومحمود ثم
يلحق بهم الفلاح صاحب البرسيم )

00000000000000000

( نسمع أصوات متداخلة من الخارج – ثم نسمع صوت نهيق حمار )

(يدخل العمدة ورمزي بيه والخادم الخاص به ويدعى تيتو يحمل
شنطة رمزي بيه – ويدخل خلفهم اثنان من الخفر )
العمدة : ( متزامنا مع نهيق الحمار ) أنى ( الجميع يضحك ) أنى جلت كده –
بس زى ما يكون بنده في مالطة
رمزي بيه : ما تشغلش بالك يا عمدة – كل شيء ح يبقى تمام
تيتو : ( هامسا إلى رمزي بيه في أذنيه )
رمزي بيه : أيوه يا عمدة – أنا كنت ح أنسى – أنا عايز أتكلم مع أهل البلد –
يا ريت تلمهم لي بعد المغرب علشان أنا عاوزهم

( تدخل فتاة من أهل القرية تخفى نصف وجهها الأسفل - يلتفت إليها
رمزي بيه في نظرة أعجاب )

العمدة : خير – خير يا رمزي بيه أنت عايز الفلاحين في إيه ؟
رمزي بيه : ( لا يبالى بكلام العمدة )
العمدة : أيوه يا رمزي بيه بجول يعنى ألٌم لك الفلاحين ليه يعنى ؟
رمزي بيه : ( وهو ينظر إلى الفتاة ) مين البنت دي يا عمدة ؟
العمدة : ما جلتليش يا رمزي بيه
رمزي بيه : ( ينظر إلى العمدة ثم يتركة ويتقدم نحو الفتاة ويعترض طريقها )
أسمك إيه يا عروسة ؟
الفتاة : ( تنظر بكبرياء ) أنى بنت الحاج أبو صالح
رمزي بيه : أنا بسألك عن أسمك أنت – أسمك إيه ؟
العمدة : ( يتقدم نحوهما ) أزيك يا صابرين وأزاى أبوك
صابرين : الله يسلمك يا حضرة العمدة
رمزي بيه : صابرين – أسم جميل – وصاحبة الاسم أجمل وأجمل
صابرين : ربنا يجملها بالستر – عايز حاجة يا حضرة العمدة
العمدة : لاء يا بنتي مع ألسلامه
( صابرين تتحرك بعيدا عن اعتراض رمزي بيه لها وتذهب )
رمزي بيه : أبقى تعالى يا صابرين الفيلا - أنا عايزك
صابرين : ( تلفت له في تحدى ) ليه ؟ عايزنى ليه يا بيه ؟ لا بنخدم في بيوت
ولا سريات
شيخ الخفر : ( يتقدم نحو صابرين ) خلاص يا صابرين – أمشى وأجصرى
الشر
صابرين : ( تنظر إلى شيخ الخفر ) الشر بجي في كل حته في البلد يا شيخ
الخفر
شيخ الخفر : طيب أبعدى عنه يا بنت الناس الطيبين
صابرين : أديني سيبهالكم وح أجصر الشر يا شيخ الخفر ( تخرج صابرين )
رمزي بيه : ( ضاحكا ) لطيفة قوى البنت صابرين دي
تيتو : ( بدلع ) أورجنال خالص يا أكسلنس
رمزي بيه : أبقى خليها تيجى الاجتماع يا عمدة
العمدة : حاضر- بس أنت يا رمزي بيه مجلتليش أنت عايز الفلاحين ليه ؟
تيتو : ( هامسا إلى رمزي بيه )
رمزي بيه : ( مبتسما إلى تيتو – عفارم عليك يا تيتو – ثم ينظر إلى العمدة
بنفس الأبتسامه ) خلى الاجتماع بعد العصر يا عمدة
العمدة : حاضر يا بيه – بس أنت ما جلتليش
رمزي بيه : ( ينظر إلى العمدة – ثم يتركه ويخرج ويذهب خلفه تيتو والعمدة
وشيخ الخفر والخفر )

000000000000


( يدخل الحاج أبو صالح ومعه محمود وخليل وذكريا وعبد الحميد
من أهل القرية يجلسون في المكان المخصص لجلوسهم بالساحة )

عبد الحميد : الله يكون في عونه
خليل : محفوظ غلبان وعنده كوم عيال
ذكريا : البلد كلهيتها بتشتكى
محمود : وبعدين يا حاج – إحنا ح نفضل نتفرج على بعض لما نقع كلنا
أبو صالح : مش عارف يا بنى – التيار شديد والعمدة وشيخ الخفر ومعاهم رمزي
بيه بجوا عاملين زى العاصفة بتجلع اللي جدامها
محمود : بس الريح ما تجدرش على الجدر الريح بتاخد اللي على الوش بس
يا حاج

( يدخل أبو إسماعيل وولده إبراهيم وأخيه رضوان )

أبو إسماعيل : ( أبو صالح ومجموعته ) السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبو صالح : ( أبو صالح ومجموعته يردون السلام )
أبو صالح : تعالى هنا يا حاج أبو إسماعيل
أبو إسماعيل : هي لسة فيها جاعدة – يدوب نروح الجامع وعجبال ما نتوضى يكون
الضهر وجب
أبو صالح : كده – ياللا ( يقف هو ومن معه ) على الأجل الجاعدة في الجامع
أزين
( يخرج الجميع في أتجاة المسجد لصلاة الظهر – يدخل الخفراء
رضوان وأبو هاشم والشحات )

رضوان : طب ورمزي بيه عايز أهل البلد في إيه ؟
الشحات : علمى علمك – ما يكنش ح يرشح نفسه في مجلس النواب
أبو هاشم : لسة بدرى على الانتخابات يا جاهل – وبعدين النائب بتاع دايرتنا
ما هو جريبه – يعنى العملية مستويه مش محتاجة تخطيط
رضوان : المهم إحنا ح نعمل إيه دلوقتى – إيه اللي ح نوضبه
أبو هاشم : تجيب الكنبة والحصر من الجامع وتفرشهم – والأول ترش شوية
ميه والذي منه – أمال إيه - ده اجتماع البهوات رمزي بيه والعمدة
الشحات : ( بتحفز ) وشيخ الخفر
أبو هاشم : وشيخ الخفر
رضوان : خليك هنا يا بوهاشم وأنى والشحات ح نروح نشوف كام عيل عشان
يشيلوا الحصر والكنبة ونجيبهم على هنا – وأنت شوف حد يرش
شوية ميه
أبو هاشم : حاضر
( يخرج رضوان والشحات ويبقى أبو هاشم )
مرعى : ( يدخل رجل كسيح مسكين فقير ) يا أبو هاشم يا أبو هاشم
أبو هاشم : إيوه يا مرعى – عايز إيه أنت روخر
مرعى : هم جابوا الأكل ولا لسه ؟
أبو هاشم : أكل إيه يا مرعى ؟
مرعى : العيال جالوا لي إن العمدة والبيه الجديد جايبين أكل ياما لهل البلد
أبو هاشم : إيجا اليوم اللي تسمع فيه كلام العيال يا مرعى
مرعى : ( في حسرة ) يعنى ما فيش أكل
أبو هاشم : فاكر يا مرعى ( بندم ) فاكر لما حرجت الرز بتاع أبو صالح
مرعى : ( في حزن شديد ) خلاص يا أبو هاشم
أبو هاشم : فاكر لما حرمت البت مسعده من ضناها
مرعى : ( يزداد تألمه ) كفاية يا أبو هاشم
أبو هاشم : فاكر لما طلجت تماسي عشان رشوان والمسكينة كانت بتتزلل لك
مرعى : ( في انهيار ) بكفياك يا أبو هاشم – أنت عايز منى إيه – ما تسيبنى
بللي أنى فيه ( في بكاء شديد ) مش مكفيك حالي يا بو هاشم –
خلاص أنى توبت وعرفت إن الله حج – انسانى يا بو هاشم –
شيلنى من نافوخك بجه ........ ما بجتش أجدر يا بو هاشم – روحي
بتروح منى في اليوم 100 مرة ، وكل مرة أجول لها اطلعي
ريحينى – ما بتطلعش ... زى ما يكون هي كمان بتجاضينى ...
ساعات ابجى ودى ادبح نفسى بسكينه – لكن ح اموت كافر يعنى
عذابى ح يبجى عذابين يا بوهاشم ... رحمتك يا رب ( في انهيارتام )
يا رب أرحمني برحمتك – مالناش غيرك
أبو هاشم : خلاص يا مرعى – العفو - خلاص يا شيخ الخفر .. أنى ح أروح
أجيب لك أكل – ما تمشيش أنى راجعلك على طول ( يخرج أبو هاشم
– يزحف مرعى إلى جذع شجرة يسند ظهره عليه وهو في إعياء
وانهيار وبكاء تام - - - نرى تماسي تتلصص على المكان ثم تذهب إلى مرعى وتجلس بجواره )
تماسي : ازيك يا مرعى
مرعى : مين ؟ تماسي ؟
تماسي : ايوه تماسي يا شيخ الخفر
مرعى : تانى يا تماسي
تماسي : ايوه يا مرعى ولا أنت نسيت انك كنت شيخ الخفر وسيد البلد
مرعى : لاء ما نسيتش – بس عايز أنسى يا تماسي مش عارف
تماسي : وعايز تنسى ليه – أنت مالك ومال اللي كان بيحصل – أنت عبد
المأمور- والعمدة هو المأمور
مرعى : ما عدش ينفع الكلام في الكلام ده
تماسي : عارف يا مرعى .. أنى ساعات بتيجى عليا ليالى ما بشفش النوم
ببجى عايزة أطلع من روحى
مرعى : ايوه يا تماسي – الله يكون في عونك – أنت بتشوفى داود أبنك
تماسي : متحرم عليا يا مرعى – لولا أنى بشوفه وأنى مدسيه في الزرع ولا
في شونة البهايم اللي على الطريج ما كنتش ح أشوفه أبدا ولا هعرفه
مرعى : الله يكون في عونك ويجويك على اللي أنت فيه – ورشوان
تماسي : الكلب شيخ الخفر ... جايل له أمك ماتت
مرعى : آه .... ما بينفعش يا تماسي – أنى عايزك تجولى لرشوان شيخ الخفر
خد موعظة من مرعى – شوف مرعى بجى عامل ازاى - فوجيه
يا تماسي .. خليه يلحج روحه
تماسي : طلعت روحه
( يدخل أبو هاشم ومعه طعام لمرعى فيجد تماسي )
أبو هاشم : كيفك يا تماسي
تماسي : الحمد لله – أمال شيخ الخفر فين يا بو هاشم ؟
أبو هاشم : ( موجها الكلام لمرعى ) خد يا شيخ الخفر- كل
مرعى : ( يأخذ الطعام من أبو هاشم ويبدأ في الأكل ) الله يخليك يا أبو هاشم
أبو هاشم : كله من خيرك يا مرعى
تماسي : فين شيخ الخفر يا بوهاشم ؟
أبو هاشم : مع العمدة حدا رمزي بيه
تماسى : طب لما ييجى جول له تماسي عيزاك الليله ضرورى
أبو هاشم : حاضر – من عنيه
تماسي : وجول له كمان إن ما جاش الليله – كل واحد عاجله في راسه يعرف
خلاصه
أبو هاشم : حاضر – ح اجول له – على عينى
تماسي : تسلم عينك – عايز حاجة يا مرعى
مرعى : ( وهو يأكل ) لاء
تماسي : طيب فوتكم بعافيه ( تخرج من المسرح )
أبو هاشم : الله ( يتنهد ) هجول إيه ؟
مرعى : تماسي غلبانه يا أبو هاشم زى حلاتى وزى حلاتك وزى حال ناس
كتير في البلد
أبو هاشم : غلبانه – نهايته
مرعى : ما تنساش انها وحدانية وملهاش حد – والدنيا حطتها في سكة
رشوان شيخ الخفر
أبو هاشم : منهم لله

( يدخل رضوان والشحات ومعهم بعض الفلاحين يحملون الحصر
وكنبة المسجد )
رضوان : يا للا يا واد أنت وهو أفرشوا الحصر وحطو الكنبة مطرحها
الشحات : الله – أنت هنا يا مرعى – بتعمل إيه ؟
أبو هاشم : كان جعان والعيال جالوله أن رمزي بيه عامل وليمة لأهل البلد
رضوان : وليمة – طيب يا سي مرعى – أطفح اللي في أيدك وجوم غور من
هنا جبل العمدة وشيخ الخفر ما ييجو ( يدفعة بالعصى التي بيده )
سامع
مرعى : حاضر – حاضر يا رضوان
أبو هاشم : جرى إيه يا رضوان خلى الراجل ياكل لجمته
( يذهب رضوان والشحات ليشرفوا على فرش الحصر والكنبة )
الشحات : يا للا يا واد منك له هم – زمان البهوات جايين
( يزحف مرعى إلى عمق المسرح ويتخفى خلف جزع شجرة )
أبو هاشم : فين السجادة اللي ح يجعد عليها العمدة ورمزي بيه ؟
الشحات : إيوه صحيح فين السجادة يا رضوان ؟
رضوان : ما تخافوش رضوان عامل حسابه في كل حاجة
( توجد حصيرة ملفوفة مقاس صغير على الكنبة ، يفردها رضوان
ويستخرج منها السجادة – ويقوم بفرش الحصيرة ثم يضع عليها
السجادة ) إيه رأيكم بجى ؟
الشحات : يا سلام عليك يا رضوان – طول عمرك واعى لكل حاجة
أبو هاشم : إيوه – بس يخسارة مش واعى لروحه
الشحات : هه – بتجول حاجة يا أبو هاشم ؟
أبو هاشم : لاء - ما فيش
( يدخل الحاج أبو صالح وأبو إسماعيل والمجموعة التي كانت
معهم )
المجموعة : السلام عليكم
الخفر : يردون السلام
( ثم يدخل مباشرة رمزي بيه وبجواره تيتو ثم العمدة ثم شيخ الخفر
ثم الخفر ثم بعض فلاحى القرية – رمزي بيه يتجه إلى الكنبة
ويجلس في منتصفها بحيث لا يسمح لأحد الجلوس بجواره ثم ينظر
لكل الواقفين )
رمزي بيه : السلام عليكم
الجميع : ( في أصوات متداخلة ) يردون السلام
رمزي بيه : أقعدوا – أقعدوا – واقفين ليه ؟
( الجميع يبدأ في الجلوس عدا العمدة وشيخ الخفر والخفراء وتيتو )
رمزي بيه : أنا لميتكم النهاردة علشان أقول لكم شوية حاجات
العمدة : ( بأستضعاف ) أتفضل جول يا رمزي بيه
رمزي بيه : أنا بصراحة شايف أنكم ناس طيبين – وتستهلوا أن الواحد يخدمكم
علشان كده – أنا قررت أنى أرصف القرية لكم
( يصفق تيتو ثم يصفق خلفه العمدة ثم شيخ الخفر والخفراء
وبعض من أهالي القرية المساكين )
العمدة : ربنا يخليك لينا يا رمزي بيه ( هاتفا ) يا ناصفنا
تيتو : ( كالميسترو )
مجموعة العمدة : يا نصفنا
العمدة : يا رصفنا
مجموعة العمدة : يا رصفنا
تيتو : ( يعطى أشارة بوقوف الهتاف – فيسكت الجميع )
رمزي بيه : وطبعا لما القرية كلها تترصف – ح تبقى حاجة تانية خالص
أبو صالح : إيو يا رمزي بيه – بس ح ترصف أزاى والجرية ما فيهاش
مجارى وكل بيت جدامه بكابورت وحوارى الجرية ضيجه
رمزي بيه : برافو عليك – أنا مش ح أرصف الشوارع الضيقة – أنا ح
أرصف الشوارع الرئيسية بس
أبو صالح : آه – جصدك يعنى الشارع اللي يوصل للمصنع
محمود : هو فيه غيره
رمزي بيه : عفارم عليك
إبراهيم : وهو كده تبجى رصفت البلد كلها
أبو إسماعيل : ( اسكت يا واله رمزي بيه عارف كل حاجة
رمزي بيه : لاء طبعا – بس أنا علشان أفتتح المصنع لازم أجيب ناس مهمين
وعلشان أجيب ناس مهمين يبقى لازم أوفر لهم سبل الراحة
علشان بعد كده لما نطلب منهم حاجة ينفذوها لنا على طول
إبراهيم : والحاجة دي ح تطلبها لنا ولا لك ؟
العمدة : ( ينظر إلى شيخ الخفر ويشير إليه على إبراهيم – يتحرك شيخ
الخفر باتجاه إبراهيم )
شيخ الخفر : إيه يا إبراهيم هو مش أبوك جالك اسكت – هه ما تسكت
أبو صالح : وهو كان جال حاجة تزعل يا شيخ الخفر
شيخ الخفر : ( ينحنى لهم كما لو أنه يهمس لهم ) لسة ما تخلجش اللي يزعلنا
يابو صابرين
رمزي بيه : تعالى يا شيخ الخفر تعالى – أنا ح أفهمهم ( يقف رمزي بيه
ويتجول بينهم وهو يتحدث ) شوفوا يا جماعة ... دلوقتى لما نبدأ
في تطوير القرية أول حاجة نفكرفيها الرصف علشان الرصف
هو اللي ح يسهل لنا كل حاجة بعد كدة ، وبعدين نفكر في الصرف
الصحى
العمدة : الصرف الصحى
تيتو : المجارى يعنى يا عمدة
العمدة : والبكابورتات متتكتمش وتغرج البلد
تيتو : آه
العمدة : يا مسلكنا
تيتو : ( كالمايسترو )
مجموعة العمدة : يا مسلكنا
رمزي بيه : وبعدين نفكر في مياه الشرب وتوصيلها لكل بيت
العمدة : ومعدناش نشرب ميه فيها طحالب
تيتو : آه
العمدة : يا مشربنا
تيتو : ( كالمايسترو )
مجموعة العمدة : يا مشربنا
رمزي بيه : وبعدين نفكر في الكهرباء وزرع أعمدة الكهرباء في الشوارع
والنور يملا البلد
العمدة : والنور يبجى في كل بيت
تيتو : آه
العمدة : يا منورنا
تيتو : ( كالمايسترو )
مجموعة العمدة : يا منورنا
إبراهيم : يا رمزي بيه – يا رمزي بيه
العمدة : جرى إيه يا بو إسماعيل
أبو إسماعيل : لاء ما فيش حاجة ياعمدة – دا إبراهيم بيدعى للبيه – دا حتى كلنا
مبسوطين من كلامه
إبراهيم : لاء يا با ( يقف إبراهيم )اللي بيجوله رمزي بيه مش سليم ( يقف
أبو إسماعيل ) المفروض أن الرصف يكون أخر حاجة ( يبدأ في
الوقوف كلا من أبو صالح ورضوان ومحمود وعبد الحميد
وخليل وذكريا ) معجول يا أهل البلد نرصف النهاردة وبعدين
نفحت بكرة علشان المجارى ، وبعدين نفحت بعدة عشان توصيل
الميه وبعدين نفحت بعد بعده علشان توصيل الكهربا – ح يتبجى
إيه من الرصف بعد كده
العمدة : ( يتقدم نحو أبو إسماعيل ومعه شيخ الخفر فى همس ) ما تلم أبنك
يا أبو إسماعيل
شيخ الخفر : ( هامسا لأبو إسماعيل ) دا أنت لسة دمعتك ما نشفتش على
إسماعيل ولدك
أبو إسماعيل : معلش يا عمدة – أنى محجوج لكم – معلش ( يربت على كتف شيخ
الخفر ) معلش لسة عيل جاهل
أبو صالح : لا يا بو إسماعيل إبراهيم ابنك بيتكلم صح وعين الصح – رصف
الطريج اللي بيجول عليه رمزي بيه مش ح يخدم غير مصالحه
هو وبس – العربيات اللي ح تجيب للمصنع واللي ح تشيل منه
عايزة طريج مرصوف عشان تمشى عليه
عبد الحميد : دا بدل ما يبنى لنا مدرسة نعلم فيها عيالنا جاى يعمل لنا مصنع
يعكرعلينا حياتنا
رمزي بيه : لاء – أنتوا مش فاهمين ما هو أنا ح أعمل مساحة خضراء حوالين
المصنع – علشان تمنع التلوث
محمود : ده ملعوب كبير علينا يا أهل البلد – ولازما نفوج
العمدة : كلام إيه ده يا واد منك له
خليل : الكلام الخايب بتاع البيه – عايز يشغلنا عبيد عنده
أبو صالح : اسمع يا عمدة - البلد كلهيتها مستغنية عن المصنع ده – يروح
يشوف
له ارض تانية فى حتة تانية
شيخ الخفر : الله – كلام إيه ده – أنتم ح تمشوا البلد على كيفكم
إبراهيم : وماله – وماله يا شيخ الخفر لما نمشى البلد على كيفنا – إحنا
ملناش
حج فيها ولا إيه ؟
شيخ الخفر : لاء – لاء يا بن أبو إسماعيل مالكش حج
أبو صالح : ليه يا رشوان – ما البلد ماشية على كيفكم من زمن – والنتيجة إيه
هه ؟ اللي ضاع ضاع واللي راح راح واللي طفش من البلد
واخريتها جللعتوا الزرع وبورتوا الأرض والفلاحين بجوا
عواطليه ملهمش شغل دا حتى حرمتم أهل البلد تعدى على الجسر-
عايزين إيه تانى اكتر من اللي عملتوه فى البلد ؟
شيخ الخفر : ( بغضب )اسمع منك له ( الخفر يتحفزون )
محمود : جرى إيه يا شيخ الخفر هتحبسنا – هتحبس البلد كلهيتها
عبد الحميد : يحبسنا
ذكريا : اهه ده اللي كان ناقص
شيخ الخفر : ( بتوتر ) جسما عظما اللي ما يحط لسانه
أبو صالح : جسما على جسمك يا رشوان – ما تأذى حد في الجرية إلا واني
اللي ح اجف لك
شيخ الخفر : أبو صابرين
أبو صالح : أعجل يا بو داود
شيخ الخفر : هه ( يقف شيخ الخفر في ذهول دون حركة – لحظة صمت )
العمدة : خلاص بكفاية كدة – أنتم مش عاملين اعتبار لا لرمزي بيه ولا ليا
إيه – هى سايبة ولا سايبة
أبو صالح : اسمع يا عمدة – إحنا طول عمرنا فلاحين – ومخدناش على أننا
نبجى خدامين عند حد – المصنع ده إحنا مش عايزينة في بلدنا
رمزي بيه : أنتم مين ؟
عبد الحميد : إحنا أصحاب الجرية وأهلها
رمزي بيه : ده استثمار – والأستثمار ده ح يعود عليكم بحاجات حلوه كتير
إبراهيم : ما يلزمناش الأستثمار ده يا سعادة البيه
رمزي بيه : ما بقاش ينفع الكلام ده – الأرض واشتريتها ودفعت فلوسها
والمعاينات تمت والموافقات خلصت .. وان شاء الله من بكرة
المقاول ح يبدأ في الإنشاءات
العمدة : مبروك مجدما يا رمزي بيه
أبو إسماعيل : ( يمسك يد ولده إبراهيم ) يا للا يا رمضان – ( أبو إسماعيل في
خوف ) سلام عليكم يا عمدة سلام عليكم يا شيخ الخفر – سايج
عليكم النبي ما تزعلوا من إبراهيم ابني – دا حتى هو بيحبكم
بس يعنى ولاد الحرام والزن ع الودان
العمدة : ( لا يعيرة اهتمام )
شيخ الخفر : روح يا أبو إسماعيل
( أبو إسماعيل يهم بالخروج ومعه رمضان ويمسك بيد إبراهيم
ولده إبراهيم ينظر إلى أبو صالح )
أبو صالح : ( إلى مجموعته محمود – ذكريا – خليل – عبد الحميد ) يا للا
بينا يا رجالة الجعدة ما عدلهاش لازمه
محمود : ياللا يا حاج
شيخ الخفر : ( يتقدم بأتجاههم ) لسة الجعدة ما نتهتش يا حاج أبو صالح
رمزي بيه : ( بغضب ) خلاص يا شيخ الخفر – أنا نهيت الاجتماع خلاص
خليهم يمشوا – أغبياء مش عارفين مصلحتهم فين ؟
تيتو : ياللا – ياللا يا جماعة كل واحد يروح على بيته – الاجتماع
انفض خلاص – يا للا يا حبيبى أنت وهو

( الجميع يخرج عدا رمزي بيه وتيتو والعمدة وشيخ الخفر والخفراء
يقفون على تباعد )

تيتو : ( هامسا لرمزي بيه بدلع )
رمزي بيه : ( بأبتسامة صفراء ) فين يا عمدة البنت اللي اسمها اسمها صابرين
ما جتش الاجتماع يعنى ؟
العمدة : ( في توتر ) آه صابرين . أصل ( ينظر إلى شيخ الخفر في حيرة )
فين يا شيخ الخفر البنت اللي اسمها صابرين ؟
شيخ الخفر : ( هامسا مع نفسه ) صحيح البنت صابرين ادورت واحلوت
العمدة : صابرين فين يا شيخ الخفر ؟
شيخ الخفر : راحت مع أمها للدكتور اللي في البندر
رمزي بيه : دكتور
شيخ الخفر : ايوه يا رمزي بيه – أصل أمها عندها والعياز بالله المرض الخبيث
والمرض ده وراثه عندهم فى العيلة
العمدة : الله ما أحفظنا – دا مرض شين يا رمزي بيه – أحفظنا يا رب
تيتو : نو اكسلانس - مشكلة كتير وحشة اكسلانس
رمزي بيه : يا خسارة – البنت حلوة قوى
العمدة : الحلو ما يكملش يا رمزي بيه
رمزي بيه : طيب يا عمدة – أبقى شوف لي بنت حلوه كدة – علشان تنظف
السرايا
العمدة : ( ينظر إلى شيخ الخفر ) حاضر – حاضر يا رمزي بيه
رمزي بيه : طيب أنا ح أمشى دلوقتى – وأبقى عدى عليا الصبح
العمدة : حاضر يا رمزي بيه ح أكون عندك من النجمة
رمزي بيه : نجمة إيه يا راجل – لاء – أبقى تعالى بعد الظهر
العمدة : حاضر حاضر يا رمزي بيه
رمزي بيه : ياللا سلام عليكم
العمدة : سلام ورحمة الله وبركاته
شيخ الخفر : ( يتحدث إلى أثنان من الخفر ) وصلوا البيه وخليكوا حدى السرايا
لغاية الصبح – هه – ما تعسوش فى الليل – سامعين

( تبدأ الأضاءة تخف )
( يخرج رمزي بيه ومعه تيتو والخفيران ويوصلهم العمدة )

أبو هاشم : ( يتقدم نحو شيخ الخفر هامسا ) تماسي كانت هنا يا شيخ الخفر
شيخ الخفر : ( في اضطراب ) كانت هنا
أبو هاشم : ايوه
شيخ الخفر : عايزة إيه ؟
أبو هاشم : جالت لي كلمتين أجولهم لك
شيخ الخفر : جالت أيه ؟ أنطج
العمدة : ( يدخل العمدة يرى شيخ الخفر وهو متوترمع أبو هاشم ) أيه فيه
ايه يا رشوان – مالك كده
شيخ الخفر : لاء ما فيش يا عمدة ( إلى أبو هاشم ) جول جالت لك إيه ؟
أبو هاشم : بتجول لازما تعدى عليا الليله
شيخ الخفر : جالت حاجة تانى
أبو هاشم : جالت كل واحد عجله في راسه يعرف خلاصه
شيخ الخفر : ( بغيظ ) جالت لك كده
أبو هاشم : هى اللي جالت – وجالت لي لازم أجول لك كده
شيخ الخفر : ( يرفع عبائته على كتفيه بعصبيه ) عن أذنك يا عمدة ح أوصل
مشوار وأجيلك على الدوار ( إلى رضوان والشحات وأبو هاشم )
ياللا يا رجالة
العمدة : مش ترسينى أنت رايح فين ؟
شيخ الخفر : رايح حدى تماسي يا عمدة
العمدة : يجطع تماسي وسنين تماسي
شيخ الخفر : ( يعطى الأمر إلى باقى الخفر ) وصلوا العمدة وفوتوا على بيت
أبو إسماعيل خليه يجينى بكرة جبل صلاة الضهر ( يهم بالخروج )
أبو هاشم : خلينى أنى أروح لأبو اسماعيل وهم يوصلوا العمدة
شيخ الخفر : من أمتى يا بو هاشم بتعدل على كلامى ؟
رضوان : أبو هاشم يا شيخ الخفر بجى عضمة كبيرة خليه يروح لأبواسماعيل
وأنى والشحات فينا البركة
: ( يخرج شيخ الخفر ورضوان والشحات من جهة )
العمدة : ( للخفر ) ياللا يا رجالة ( يخرج العمدة ومعه الخفيران من جهه)

( الأضاءة تميل الى الغروب ونسمع عويل كلاب )

أبو هاشم : ربنا يجيب العواجب سليمة ( يخرج من جهه )
( الساحة خالية ليس بها أحد – يظهر مرعى من خلف جزع الشجرة
يتقدم زاحفا حتى يصل منتصف المسرح )
مرعى : الرحاية بتدور .. وماكينة الطحين بتلف .. والساجية تفضل دايخة
لجل ما تطلع شوية ميه – تروى الأرض وهى عطشانه ... آه آه آه
لو البنى آدم يبجى بنى آدم .. ما كانش ده بجى حالنا ( تدخل صابرين
إلى المسرح )
صابرين : أنت بتكلم روحك يا عم مرعى ؟
مرعى : لاء أنى بكلم الميتين - اللي جلوبهم ميته – اللي ما بيشفوش وعنيهم
تنطج فيها رصاص
صابرين : جاصدك ايه يا عم مرعى
مرعى : ايه اللي جابك يا صابرين السعادى ؟
صابرين : رايحة حدى خالتى أودى لها رغيفين عيش
مرعى : انكٌنى فى الدار يا صابرين يا بنتى – الكلاب كترت في البلد وأبوك
راجل طيب – متأذيهوش
صابرين : أنى يا عم مرعى أأذى ايويا
مرعى : ايوه يا صابرين – ما هو لو كلب عضك .. أبوك اللي ح يدوخ بيك
صابرين : جصدك ايه يا عم مرعى – جصدك ..........( توحي بأنها فهمت )
مرعى : ما جصديش حاجة روحي وأرجعي لدارك يا بنتي ربنا يستر عرضك
صابرين : حاضر يا عم مرعى – كلامك ح أحطه حلجة في ودنى
مرعى : روحي يا بنتي ربنا يكملك بعجلك
( تخرج صابرين نسمع صوت نباح كلاب وضفادع يزحف مرعى
ناحية الخروج بقابلة شيخ الخفر قبل خروجه – يتقدم شيخ الخفر
خطوة ويتراجع مرعى زاحفا أمام شيخ الخفر )
شيخ الخفر : مرعى – إيه اللي طلعك من الخن يا غراب البين ؟
مرعى : ( بخوف ورعشة ) الجوع – الجوع يا شيخ الخفر
شيخ الخفر : ( يدفعه بالعصي في كتفيه ) أنى مش منبه عليك ما تخرجش من
الجحر أبدا
مرعى : ايوه صحيح – بس العيال جالوا لي إن البيه عامل عزومه كبيرة
لأهل الجرية كلهيتها – جلت أخد نصيبي
شيخ الخفر : ( يدفعه بالعصي مرة أخرى ) وما كفاكش اللي خته جبل كده يا
مرعى
مرعى : أنى غلطان – أنى محجوج
شيخ الخفر : في حد شافك هنا غيرى
مرعى : لاء – ما فيش
شيخ الخفر : ( يدفعه بقدمه فى صدرة ) طب ياللا غور من هنا وما تخليش حد
حد يشوفك – وان حد شافك ما تتكلمش معاه ... فاهم
مرعى : حاضر - حاضر يا رشوان
( قبل أن يخرج مرعى تأتى تماسي متوترة وفى حالة هياج )
تماسي : أنت كارى رجالتك عليا يا رشوان ؟
شيخ الخفر : ( يفاجأ ) تماسي
تماسي : إيوه تماسي يا شيخ الخفر
شيخ الخفر : ( بعصبيه ) تماسي
تماسي : تماسي اللي أنت موصى رجالتك يجتلوها
شيخ الخفر : تماسي – إيه الكلام ده ؟
تماسي : تماسي اللي دفنت روحها لأجل ما تعيش يا رشوان
شيخ الخفر : أسكتي يا تماسي
تماسي : تماسي اللي شالت الوحل لأجل ما تلبس هدمه نضيفة – وفى الأخير
عايز تجتلنى يا رشوان
شيخ الخفر : ( بخوف وهو يتلفت ) وطى صوتك يا تماسي
تماسي : خايف – خايف يا شيخ الخفر لحد يسمعنا – ما تخافش جوى كده
ناس كتير في البلد عارفة الحكاية
شيخ الخفر : (في استغراب ) عارفة إيه يا تماسي ( يمسكها بيده ) انطجى –
عارفين إيه ؟ ومين اللي عارف ؟ ( ينظر إلى مرعى يجده لم يخرج
من المسرح فيدفعه بقدمه ) أنت لسه هنا يا كلب – أمشى
تماسي : سيبه يا بو داود
شيخ الخفر : ( ينظر إلى تماسي وعيونه جاحظة )
تماسي : مرعى مش غريب – مرعى عارف كل حاجة
شيخ الخفر : عارف إيه يا تماسي
تماسي : عارف داود يبجى أبن مين يا رشوان
شيخ الخفر : ( في ذهول ) مرعى
تماسي : إيوة يا رشوان – ولا كنت عايزنى أكدب عليه هو روخر
شيخ الخفر : مرعى
تماسي : ومش مرعى بس اللي عارف
شيخ الخفر : ( بعدم توازن ) في حد تانى عارف يا تماسي ؟
تماسي : قول مين اللي ما يعرفش يا شروان ؟
شيخ الخفر : ( يبدأ في الأنهيار ) تماسي – أنت عايزه تعملى فيا إيه ؟
تماسي : أنى – أنى اللي عايزه أعمل – ولا أنت اللي باعت رجالتك يخلصوا
عليا
مرعى : ( يلتفت بجسده للخروج )
شيخ الخفر : ( لمرعى ) رايح فين ؟ استنى أنى ح اوصلك
تماسي : ح توصله عشان تجتله هو راخر – ويا ترى لو جتلته .. ح تجتل كل
اللي يعرفوا في البلد
شيخ الخفر : ( متماسكا ) تماسي – أسمعي يا تماسي ... أنى لغاية كده وشايل اللي
بينا – لكن أسمعي – إذا كان اللي في راسك ده هيخليكى تلعبى بيا
لاء – أنسى – أنى رشوان أنى أبو داود أنى شيخ الخفر – واللي
أقدر أعمله كتير – كتير جوى يا تماسي
تماسي : عارفة – عارفة أنك فاجر وكلب وتجدر تعمل كل اللي يفكر فيه
عجلك الذنخ
شيخ الخفر : عشان كده أنت لازما تسيبى الجرية وترحلى
تماسي : عايزنى اطلع من المولد بلا حمص يا رشوان
شيخ الخفر : مين اللى جال كده ؟
تماسي : أمال إيه – هتدينى داود ولدى معايا
شيخ الخفر : ( متعصبا بشدة ) حسك عينك تنطجى أسم داود على لسانك
تماسي : ما يكنش ح تجطع لى لسانى يا رشوان
شيخ الخفر : من لغلوغه يا تماسى ( يلقى بالعصى التى بيده ثم يخرج مطواة قرن
غزال ويفتحا ) أجطعهولك – وليه لاء ؟ عشان ما تعرفيش تنطجى
بكلمة واحدة – أنت بجى ينخاف منك يا تماسي
تماسي : ومرعى ح تجطع لسانه روخر
شيخ الخفر : مرعى أمرة سهل هتاويه ( يتقدم نحو تماسي ويمسك بها ) أما أنت
تماسي : ( تصرخ وتصيح وتمسك بيد شيخ الخفر ) الحجونى يا ناس الحجونى
يا أهل البلد – الحجونى
شيخ الخفر : ( يحاول اسكاتها وفى نفس الوقت يحاول قطع لسانها – يسقطان
الأثنان على الأرض – يمسك مرعى عصى شيخ الخفر التي سقطت
من شيخ الخفر- ويضرب مرعى شيخ الخفر على رأسه ضربة قوية
يفقد شيخ الخفر توازنه – فيترك تماسي من يده ويرتمى أرضا
تبتعد تماسي عن شيخ الخفر وتجاور مرعى )
مرعى : الحمد لله – الحمد لله – كان نفسى أعمل خير في حياتى جبل ما موت
الحمد لله ( ثم ينظر هو وتماسي إلى شيخ الخفر فيجداه مازال يتنفس
ويتحرك مرعى يلتقط المطواة التي كانت بيد شيخ الخفر وينهال
ضربا على شيخ الخفر حتى يتأكد من موته – يدخل أبو هاشم
فيرى المنظر أمامه )
أبو هاشم : ( في ذهول ) يا سنة سوده – جتلتم شيخ الخفر
مرعى : أنى اللي جتلته
( ثم يدخل رضوان والشحات )
الشحات : ( فى ذهول ) أيه ده ؟
رضوان : مين اللى جتل شيخ الخفر ؟ سنتكم سوده
مرعى : ( منتشيا ) أنى اللى جتلته من زمان وأنى نفسى أشوف فيه يوم ..
وأهه جه اليوم وشفته – حرمنى من مراتى – تماس كانت مراتى
وخدها منى لروحه غصب عنى وعنها - ويا ريته اتجوزها على
سنة الله ورسوله لاء كان عايش معاها فى الحرام – كان بيجبرها
بجبروته ، كان بيهددها بجتل أبنها .. بعد ما كسحنى وشلنى
والمسكينة ما جدرتش تقف جدامه وحدانية وغلبانة كان عايش
مستجوى الناس
أبو هاشم : جتلت شيخ الخفر يا مرعى ؟
مرعى : حرمنى من أبنى داود – داود اللي البلد كلهيتها عارفه انه أبن
رشوان .. لاء داود ده يبجى أبنى أنى وتماسي – ولما مرته كانت
حبله وح تولد كانت إشاعة كان كله كذب – ماتت مرته في
المستشفى وكانت تماسي بتولد ساعتها فى المستشفى ذاته – خد
العيل وسجله بأسمه وضحك على تماسي بعد ما طلجها منى
ووعدها انه ح يتجوزها ، وافجت الغلبانه علشان تبجى مع ضناها
وأنى ما باليد حيلة .. وماتت مرته فى المستشفى ولا كانش حد
عارف لها طريج ، ورجع البلد بالعيل – وخد تماسي تربيه لغاية
لما فطموا العيل – طردها وحكم عليها وعليا بالسجن الأنفرادى
وحرمها من أبنها زى ما حرمني من أبنى وعفيتى ( يرفع يده
الملطخة بالدماء للسماء في حالة نشوة وفرحة ) أحمدك يا رب –
أحمدك يا رب
رضوان : ( إلى الشحات ) أجرى يا شحات للعمدة خليه ييجى يشوف
المصيبة اللي إحنا فيها

( يخرج الشحات مسرعا )

رضوان : ( يتهجم على مرعى ) جتلت شيخ الخفر يا بن الكلب
أبو هاشم : ( يعترض رضوان ويمنعه من ضرب مرعى ) رضوان خلاص
اللي
حصل حصل – والراجل اعترف على روحه والحكومة حتيجى
وتجبض عليه
رضوان : ( متعجبا من موقف أبو هاشم ) حكومة – ما أحنا الحكومة يا بو
هاشم
أبو هاشم : ريض يا رضوان – المكتوب ما في منه مهروب
رضوان : جصدك إيه يا بوهاشم ؟
أبو هاشم : لا جصد ولا رصد
تماسي : ( في بكاء وحسرة تحتضن مرعى ) ليه – ليه يا مرعى ؟
مرعى : عشان متخافيش يا تماسي بعد كده .. بكفياك الخوف اللي ملا جلبك
طول السنين ... بكفياك الحرمان اللي بعدك عن ابنك يا تماسي
بكفياك المر والذل اللي عشتيه
تماسي : وأنت اللي ح تدفع التمن يا مرعى
مرعى : ما أنت يا ما دفعت يا تماسي
تماسى : ( تحتضن مرعى في بكاء ) مرعى
مرعى : ( فى نشوة راحة ) أرتاحى يا تماسى – جه الوجت اللى تشوفى
الراحة بعنيك أنت وأبنك يا تماسى
تماسى : مرعى
مرعى : تماسى

( يدخل العمدة في لهفة وهو يعدل عبائته ومعه اثنان من الخفر)

العمدة : يا خرب بيتك يا عمدة – إيه ده ؟ رشوان انجتل ( يضع يده فوق
رأسه ) يا خيبتك يا بلد
( يدخل رمزي بيه يرتدى روب فوق ملابسه ومعه تيتو وأثنان
من الخفر )
رمزي بيه : ( مستفسرا ) إيه يا عمدة فيه إيه ؟
العمدة : رشوان – رشوان انجتل يا رمزي بيه
رمزي بيه : أتقتل
تيتو : نو اكسلانس – إجرام كتير – إرهاب اكسلانس
رمزي بيه : ازاى ؟
العمدة : ( متوترا ) ازاى دى مش عارف .. اللي أنى شايفه انه انجتل
وخلاص يعنى ما عدش رشوان
رمزي بيه : كلمت المأمور يا عمدة ؟
العمدة : أكلمه أجول له إيه – أجول له شيخ الخفر بتاع البلد انجتل
رمزي بيه : أيوه يا عمدة علشان الحكومه تدور على القاتل وتمسكة وياخد
جزاءة
العمدة : ما هو الجاتل جدامنا اهه
تيتو : ( ينتابه خوف ) يا للا يا اكسلانس نرجع السرايا
( نسمع أصوات من الخارج – ثم يدخل أبو صالح وأبو إسماعيل
وإبراهيم ورمضان ومحمود وخليل وذكريا وعبد الحميد وخلفهم
أهالي القرية – بعض منهم يحمل فأس وبعض يحمل كواريك
وبعض يحمل شوم )
الشحات : الدكتور مفتش الصحة وصل يا عمدة
الدكتور : ( يدخل مرتديا بالطو أبيض فوق ملابسه ) فين الجثة ؟
رضوان : ( يشاور في اتجاه رشوان ومرعى وتماسي )
الدكتور : ( يذهب إلى مرعى )
أبو هاشم : مش ده يا دكتور – الجتيل هه ( يشاور على شيخ الخفر )
الدكتور : ( يمسك يد شيخ الخفر ( ينظر إلى رمزي بيه والعمدة ) دا ميت
يا عمدة
العمدة : ايوه يا دكتور ما إحنا عارفين انه ميت ... إيه العمل ؟
الدكتور : أنت بتسألنى يا عمدة إيه العمل ؟ أنا لغاية هنا شغلتى انتهت – هو
مات موتة ربه ولا إيه اللي حصل يا عمدة
العمدة : موتة ربه إيه ؟ ده مجتول يا دكتور
الدكتور : ( بفزع ) مقتول – يبقى لازم تبلغ النيابة يا عمدة
العمدة : ( في حزن وحيرة ) أبلغ المأمور ولا النيابة ؟ يا خرب بيتك يا
عمدة
رمزي بيه : شوف يا عمدة – خليكوا متحفظين على القاتل لغاية النيابة ما
تيجى تستجوبه
العمدة : يا خرب بيتك يا عمدة
الدكتور : تقدروا تشيلوا الجثة وتخدوا المتهم تحبسوه لما النيابة تيجى
أبو هاشم : يعنى نجدر يا دكتور نغسل الميت ونكفنه
الدكتور : ايوه مادام القاتل موجود ومعترف على نفسه
أبو هاشم : يا للا يا رضوان ياللا يا شحات للخفر يا للا يا رجاله
رضوان : اشهد أن لا اله إلا الله واشهد أن محمد رسول الله
( ثلاثة من الخفر يرفعون شيخ الخفر القتيل ويخرجون به
وأثنان من الخفر يمسكون مرعى ويخرجون به – أثناء خروج
مرعى )
تماسي : مرعى
مرعى : ديرى بالك من نفسك ومن داود ( لأهل القرية ) خلوا بالكم من
تماسي دى وحدانية وغلبانة – خلوا بالكم منها
تماسي : مرعى مرعى
مرعى : خلوا بالكم من تماسي وابنها ( يخرج مرعى )
رمزي بيه : طيب يا عمدة – أنا ح أمشى بقة علشان المقاول جايب العمال
بدرى
العمدة : مع السلامة يا رمزي بيه
أبو صالح : ( بصرامة وحزم ) أستنى يا رمزي بيه – إحنا عايزينك
رمزي بيه : أنتم مين ؟
إبراهيم : إحنا – إحنا أهل البلد
رمزي بيه : أنا ما ليش كلام معاكم – أنا كلامى مع العمدة – وأظن أن الأولى
بكلامكم هو العمدة برده
العمدة : هو كل الدج في العمدة – يخرب بيت سنين أبو العمدة
أبو إسماعيل : اسمع يا رمزي بيه – إحنا جايين نتكلم معاك بالحسنى
رمزي بيه : حسنى ولا فتنى – أنا بعد اللي عملتوه في الاجتماع بتاع النهاردة
ماليش كلام معاكم
أبو صالح : ( بعصبيه ) أسمع ولا تردش
تيتو : ( هامسا لرمزي بيه ) ده إجرام يا باشا
محمود : شوف يا سعادة البيه – هم كلمتين ما فيش غيرهم
أهل القرية : ( كل أهل القرية في صوت واحد ) " المصنع لاء "
تيتو : ده إرهاب يا باشا
العمدة : إحنا في إيه ولا إيه يا جماعة
عبد الحميد : إحنا في بلدنا يا عمدة – واللي إحنا شيفينه صالح لنا ولها هنعمله
رمزي بيه : صالح إيه وفالح إيه – انتم مفكرين أنكم تقدروا تعملوا حاجة – أنا
بس ساكت عليكم علشان انتم ناس طيبين زى ما كان مفهمنى
العمدة – لكن إذا كانت طبتى معاكم هتخليكم تشوفوا نفسكم اكبر
من اللازم – لاء أنا مش ح اسمح لحد فيكم انه يرفع صوته قدامى
أبدا
تيتو : ( بفرح ) تمام كده يا باشا ( لأهالي البلد بعظمة ) أنتم مفكرين إيه ؟
رمزي بيه معاه كل الأقفال ( يلوح بيده باتجاه أهل القرية ) وكل
المفاتيح يعنى ما فيش داعى للظمبليطة واللخبطيطة اللي انتم
عاملينها دي أحسن بعدين ح تخسروا وتندموا وتقولوا يا ريت اللي
جرى ما كان
خليل : ( يتقدم ويمسك بتيتو بصورة استهزائية )
: ( بخوف شديد وهو يرتجف ويستنجد ) رمزي بيه
رمزي بيه : ( ينتابه بعض الخوف والفزع ) إيه يا عمدة – أعمل حاجة
العمدة : وأنى اللي هعمل يا رمزي بيه – ما راح اللي كان بيعمل
رضوان : ( يتقدم رضوان نحو خليل ويمسك بتيتو ) فك الراجل يا خليل
خليل : أنهى راجل – أنت جاعل ده من ضمن الرجالة يا رضوان ؟
محمود : ( إلى رضوان ) ولا بترسم على المشيخة يا رضوان ؟
إبراهيم : ( يتقدم ناحية رمزي بيه ) أسمع يا رمزي بيه – المصنع مش
هيتعمل مش هيتعمل – خلاص إحنا جررنا كده - من الأفضل
ليك أنك تدورعلى مكان تأنى تعمل فيه مصنعك
رمزي بيه : ( بعصبية وهياج شديد ) ازاى ؟
أبو صالح : زى ما بنجول لك – بلدنا كلهيتها فلاحين وما نعرفش نشتغل غير
في الزرع والجلع - أما شغلانة العفاريت الزرجا دي – ما
نعرفهاش لم عزويلك يا سعادة البيه وشوف لك حتة تانية
تستجبلك وتسيعك
رمزي بيه : أنتو بتخرفوا – أنتم مش عارفين أنا صرفت قد إيه علشان المصنع
ده ؟
إبراهيم : خسارة جريبة ولا مكسب بعيد
رمزي بيه : أنتم بتحلموا – دا أنا لو ح أشترى القرية كلها – مش ممكن اسيب
الموقع ده
أبو صالح : بس الجرية كلها مش ملك العمدة يا رمزي بيه – يعنى ح تبجي فيه
شوكة في حلجك لا هتعرف تطلعها ولا ترتاح منها
أبو إسماعيل : ما تجول حاجة يا عمدة
العمدة : أجول إيه – أنى معدش لي راس أفكر بيها – أنى في الورطة اللي
أنى فيها
رمضان : ولا ورطة ولا حاجة – الاتنين مشايخ الخفر خلصوا على بعض
واحد أنجتل والتانى عايش ميت وان خد إعدام مش فارجة معاه
وكفاية إن البلد ارتاحت يا عمدة
العمدة : والبلد – تبجي البلد شيخ خفرها مجتول وتجول لي ارتاحت
رمضان : إيوه يا عمدة ارتاحت
العمدة : ( ينادى رضوان ) رضوان يا رضوان
أبو صالح : أحنا اختارنا أبو هاشم شيخ خفر يا عمدة
العمدة : ( في ذهول وكأنه صدم ) كمان اختارتوا شيخ الخفر
إبراهيم : أسمع يا رمزي بيه – إحنا حنخليك لما الصبح عشان تعرف ترجع
دارك اللي أنت جيت لنا منها – ورجع الأرض للعمدة وخد فلوسك
وأتصل الليلة بالمجاول بتاعك جول له أحنا لغينا العملية
رمزي بيه : لغينا العملية – عملية إيه اللي اتلغت – دا كل حاجة تحت ايدى
محمود : ح نجطعهالك
رمزي بيه : أنا بحذركم أى واحد هيتعرض لي – هجيب له أمر أعتقال
أبو إسماعيل : هتعتجل البلد كلهيتها يا بيه
رمزي بيه : لو ح أصرف ثروتي كلها – لازم المصنع يتعمل هنا – في البلد
دي أنا دخت لما لقيت المكان ده – هو أفضل مكان يتعمل عليه
المصنع
أبو صالح : أحنا عرضنا عليك تنام في الكشك بتاعك لغاية الصبح – لكن
الظاهر أنك مش واخد على نوم السرايات – أبجى نام الليلة حدي
العمدة على الأجل تونسوا بعاضكم .... يا للا يا رجالة
رمزي بيه : ( في صراخ ) البلد فيها قانون
أبو هاشم : القانون معمول عشان الناس كلها مش عشانك لوحدك يا بيبه
رمزي بيه : أنا مستثمر
إبراهيم : أنت مستثمر بفلوسك وإحنا كمان مستثمرين بنستثمر أرضنا
وزرعتنا وعرجنا وشجانا
رمزي بيه : أنا ...
أبو إسماعيل : (مقاطعا) أنت من يوم ما حطيت فى البلد والخراب حل علينا
أبو صالح : ياللا بينا يا رجالة
العمدة : رايحين فين يا بو صالح
أبو إسماعيل : رايحين نهد الكشك بتاع البيه اللي بتجول عليه سرايا
تيتو : إيه تهدوا الكارفان ؟ ح يهدوا الكرفان يا باشا – يعنى ح نام في
الشارع
أبو صالح : وهنحرت الأرض ونبدر فيها البذور ونفتح آلميه وتخضر
الأرض من جديد - - - ياللا يا رجالة
رمزي بيه : ( يخرج مسدسا ويهددهم ) اللي هيتحرك خطوة واحدة هضربه
بالنار
تيتو : ( يرتجف بصورة عصبية )
العمدة ( يجلس على الأرض يندب حظة وفقده لشيخ الخفر وخلفة
مجموعة الخفر – بينما يقف رمزي بيه متحفزا - تتقدم الأهالي
نحو رمزي بيه خطوة وراء خطوة حتى يمرون ويخترقونه هو
وتيتو ثم يتجهون نحو الجسر
رمزي بيه : ( بهستيريا ) اللي هيعدى على الجسر يبقى كتب شهادة وفاته بأيده
( الأهالي لا تبالي بكلام رمزي بيه ويخرجون من نفس المكان
الذى أتى منه رمزي بيه وهو اتجاه الجسر والأرض وبعد خروج
الجميع - - نرى رمزي بيه في هياج وصرع شديد يلف ويدور
حول نفسه في هستيريا شديدة وبيدة المسدس - يتزامن مع هذا
تأثير موسيقى وعويل الكلاب وصوت الضفادع يخالطهم صوت
ماكينات المصانع وأصوات سيارات كما لو أن السيارات تحمل
البضائع من المصنع التي تدور ماكيناته . .. يصاحب كل هذا بعض
الجمل المتلاحقة المتصاعدة من تيتو مثل
تيتو : مش ح نسكت يا باشا – هنكلم رئيس الوحدة المحلية – هنبعت
للمجالس المحلية – هنخاطب السيد المحافظ – هنناشد السيد وزير
المستثمرين – هنتظلم للسيد رئيس الوزراء – هنستغيث للسيد000

( رمزي بيه يطلق الرصاص على نفسة ويسقط على الأرض قتيلا )

العمدة : يا خرب بيتك يا عمدة ( يدق بيده على رأسة )
تيتو : (يرتمي بجوار رمزي بيه وهو يصوت كصويت النساء )
( إظلام – يخرج الممثلين – تماسي تقف في عمق المسرح ظهرها
على شجرة مع إضاءة خفيفة – يدخل أبو هاشم ومعه (داود ) في
الرابعة من العمر- يتقدم إلى منتصف المسرح ببطء – تماسي تنظر
إلى الطفل تتقدم خطوة بعد خطوة – أبو هاشم يربت على كتف
الطفل ثم يتركه يهرول الطفل باتجاه أمه تماسي – تماسي تحتضن
أبنها – وتدور حول نفسها مع إظلام المسرح رويدا رويدا )

انتهت بحمد الله

-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-

مسرحية

جسر الخوف

تأليف : حامد عبد النبي ابراهيم أبو النجا
بلبيس شرقية – منشية أبوالنجا
0107315834
2850745/055

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أنتهت المسرحيات الثلاث وأرجو الله أن تنال رضاكم وتنال حظ الطبع

مع خالص تحياتى وتقديرى
حامد عبد النبى أبو النجا




























.

















 
 

 

عرض البوم صور حامد أبو النجا   رد مع اقتباس

قديم 01-05-09, 01:00 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 144112
المشاركات: 29
الجنس ذكر
معدل التقييم: saeed al shaman عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
saeed al shaman غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حامد أبو النجا المنتدى : كتب المسرح والدراسات المسرحية
افتراضي شكرا

 

كتابات جميلة

 
 

 

عرض البوم صور saeed al shaman   رد مع اقتباس
قديم 03-05-09, 07:03 PM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو راقي


البيانات
التسجيل: Feb 2008
العضوية: 62940
المشاركات: 1,517
الجنس أنثى
معدل التقييم: **أميرة الحب** عضو على طريق الابداع**أميرة الحب** عضو على طريق الابداع**أميرة الحب** عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 247

االدولة
البلدItaly
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
**أميرة الحب** غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حامد أبو النجا المنتدى : كتب المسرح والدراسات المسرحية
افتراضي

 

بسم الله الرحمن الرحيم جزاك الله الف خير

 
 

 

عرض البوم صور **أميرة الحب**   رد مع اقتباس
قديم 05-05-09, 03:08 AM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jul 2008
العضوية: 83985
المشاركات: 140
الجنس ذكر
معدل التقييم: حامد أبو النجا عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حامد أبو النجا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حامد أبو النجا المنتدى : كتب المسرح والدراسات المسرحية
افتراضي

 

عزيزى - سعيد الشامان
عزيزتى - ريهام

تحية عطرة لمروركما العطر
تقبلا تحياتى

 
 

 

عرض البوم صور حامد أبو النجا   رد مع اقتباس
قديم 21-09-09, 09:11 PM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:

البيانات
التسجيل: Sep 2009
العضوية: 149707
المشاركات: 654
الجنس ذكر
معدل التقييم: جيرمون111 عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدPalestine
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جيرمون111 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حامد أبو النجا المنتدى : كتب المسرح والدراسات المسرحية
افتراضي

 

شكراً لك يا أخ حامد أبو النجا ...
والله مسرحياتك أروع من الخيال ... لا تتوقعني أجاملك أو بس أبغى أزيد ردودي ...والله مسرحياتك رائعة ولا يعلى عليها ...
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية . جزاك الله الف خير بارك الله فيك ورحم الله والديك, يعطيك الف عافيه

 
 

 

عرض البوم صور جيرمون111   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ماذا نحن فاعلين, حامد أبوالنجا, جسر الخوف, على فين يا عوضين
facebook




جديد مواضيع قسم كتب المسرح والدراسات المسرحية
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 02:49 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية