كاتب الموضوع :
نور الهدى4
المنتدى :
الارشيف
الفصل السادس
في عصر اليوم وصلت (نيتا) و (نوي) إلى مدينة (سروة)، لم تجلس الإبل (أشدي) في مكان، جاء الصبي يأخذ الجواد منها، فسألته عن أبل (أشدي)، فأجابها بأنه قد رحل هو شقيقتها بعد فترة من رحليها، وقد سلكا اتجاها مدينة (ترغى) مدينتها.
فركبت الجواد، و طلبت من (نوي) أن يلحقها، فسألها:
- إلى أين؟.
إجابته باقتضاب:
- إلى (ترغى)؟.
أسرع بجواد حتى يكون بجوارها، و هي يصيح بها:
- هل جننت؟ هناك نشر بضرورة القبض عليك وزعت لجميع المحاربين، هو يقتلونك إذا عدت.
أجابته و هي تحرث الجواد على الإسراع:
- و إذا لم اذهب سوف تموت شقيقتي، فهي لا تعمل بأمر النشرة.
سألتها:
- هل تريدي أن تموتي معها؟.
أجابتها:
- لا ... بل أنوي الوصول قبل أن تصل إلى هنا و أحذرها!.
قال لها بشك:
- المسافة إلى (ترغى) بعيدة... ربما وصلت هي إلى هناك الآن.
أجابته بحزم:
- من يدري؟.
صمت و هو يحلق بها، كان في قرار نفس تعمل أن ما تفعل ضرب من الجنون، فشقيقتها قد تكون الآن في (ترغى)، و عندما يصلون إلى هناك فأنهم لن يستطيعوا إنقاذها، بل أنه من المؤكدة أنها سوف تلقى نفس مصير شقيقتها، مع ذلك فقد تبعها...........
******
استرخى فرعون في أحد الأرائك في ضيافة حاكم (ترغى) ، فقال له الحاكم ممازحا:
- لم تعجبك أي من نساء القصر.
ابتسم فرعون بخبث، و هو يجيبه:
- جميعهن جميلات لكنني أبحث عن نوع فريد من نوعه.
تعالت ضحكات الحاكم ، و هي يقول له:
- جميع نساؤك فريدات من نوعهن.
ابتسم فرعون، فحاول أن يغير مسار الحديث بقول:
- لم لا تزوج ابن البكر إلى إحدى نساء قصري، بذل تتعمق علاقاتنا.
أشار الحاكم بيده، و هو يقول:
- لقد كنت أفكر بنفس الشيء من فترة لكنك سبقتني في طرح الموضوع.
انحنى أحد حراس فرعون يهمس في أذنه بشيء، فابتسم فرعون، و هي يقول للحاكم:
- اعذرني يا حاكم (ترغى)، فعلي أن أقوم بجولتي في المدينة.
قال له الحاكم:
- هل عليك أن تقوم لهذه الجولة و أنت بهذا الزي المتخفي.
كان فرعون يرتدي ملابس قديم بالية، أجابته:
- علي ذلك ... فأنا أحب أن أشاهد الناس و هي تعمل ، ثم لا تقلل علي ....
ضرب بكتف حراسه:
- لدي أقوى المحاربين في حراستي.
ابتسم الحاكم و توصل إلى باب القصر:
- أتمنى لك جولة ممتعة.
ابتسم فرعون و هو يمشي و قد غطى معظم وجهه بالوشاح
*******
فتحت (نارا) باب منزل الأسرة في مدينة (ترغى)، ووقفت لحظة تنظر إلى منزلها، كان كل شيء في مكانه منذ أن غادرته، لكن في ركن من المنزل كان الخراب قد لحقه، ، فأسرعت إلى ذلك الركن، كان كل شيء فيه يدل على وقوع قتال...
" لقد دار قتال هنا.."
قالها (اشدي)، فهزت رأسها بالإيجاب، انتظر لحظة تنظر إلى الخراب، قبل أن تتجه إلى أحد الغرفة ، و تغيب فيها حوالي العشر الدقائق، لتخرج و قد بدلت ثيابها بأخرى ملائمة للسفر، و معاها ما يشبه الحقيبة الكبيرة، فأشار لها (أشدي) قائلاََ:
- علينا أن نرحل الآن، قب...
لكنها قاطعته بأن جلست على الأرض، قائلة له بعناد:
- لن أذهب حتى أعرف ماذا تحصل هنا!.
عقد ساعديه أمام صدره، يسألها:
- ماذا تعنين؟.
عقدت ساعدها بدورها أمام صدرها، قائلة:
- أعني أنه منذ يومين، و أنا معك، دون أن أعرف سبب وجودي معك...
تطلع مباشرة إلى عينيها، فأكملت:
- أضف إلى ذلك أن والدي و شقيقتي مفقودين.... أين هما؟.
أجابها:
- لا أدري.
تفاجأت من أجابته، فقد كانت تظن أنه سبب كل ما يحصل لها، أو أن له يد بالأمر، فقالت له:
- أنت كاذب
اقترب منها، و هو يمد يده لها قائلاَ:
- هيا أسرعي علينا الذهاب قبل أن...
صاحت به تقاطعه:
- لن اذهب حتى أجد أبي و (نيتا)
حتى أسرع (أشدي) يحميها بجسد، بعد أن اخترقت أربع زجاجة نافدة، و يخرج منها سائل النيتروجين متكاثفا، محدثا دخان أبيض كثيف، أحاول (أشدي) أن يشاهد من خلال الدخان، لكنه بدل ذلك شعر بدخول خمس أشخاص المنزل، لذا فقد اعتمد على سمعته، و هو يستل مجموعة من السكاكين الصغيرة من جيبه، فألقى بها بعد تركيز شديد إلى أهداف متباعدة، فسمع صوت شهقات تنطلق، و ما هي إلا ثواني حتى انقشع الدخان، و ظهر الرجال ممدين على الأرض، حيث يتآوى كل واحد منهم، فصرحت (نارا) به:
- ماذا تفعل أنهم أصدقاء والدي.,
حاول الذهاب إليهم، لكنه منعها، قائلاَ:
- لا أظنهم أصحاب والدي بعد الآن.
أفلت يدها من قبضته، قائلاَ:
- لقد حاولوا قتلك.
اتسعت عيناها بدهشة، لكنه لم ذهب إلى أقل الرجال ضررا، فاضغط على جرحه قائلا"
- لماذا تريد قتلها؟.
أجابه الرجل، و يحاول أن ببعد يد (أشدي) القوية عن يده قائلاَ:
- من أجل المكافأة!.
اقتربت (نارا) لتسمع ما يقوله الرجل، و (أشدي) يسأله:
- عن أي مكافأة تتحدث؟.
أخرج الرجل بصعوبة من جيبه بمنشورة، فأختطفها (أشدي) من يده و قرأها هو و (نارا)، كانت المنشورة مكتوبة بالهيروغليفية تطالب برأس كل من (نارا) و (نيتا) و على حصول من يحضر رأسيها مكافأة كبيرة، أخذت (نارا) المنشورة من يده، و هي تطالعها مع أخرى، قبل أن تردد:
- لكن لماذا؟... لماذا؟.
سحبها (أشدي) من يدها و هو يتجه إلى خارج المنزل يقول :
- لا يهمني لماذا؟... كل ما علي فعله هو حمايتك كما طلب مني والدك.
كانت تركض وراءه لاهثة، فقالت له :
- والدي طلب منك ذلك لكن لماذا؟.
تفحص ( أشدي) الأزقة ، و السطوح، فقد كان هناك ما لا يقل عن عشرين رجلا، يتباعدان هروبها، و فأسرع بها إلى السوق، و هو يسأل:
- هل تعرفني مكان الإبل.
أجابته:
- بالطبع هذه مديني، اعرف كل جزء فيها.
أسرع إلى أحد الأزقة ، قال لها و هي تغطي وجهها بالوشاح:
- أريد منك أن تذهبي إلى مكان الإبل و تنتظرين خوالي العشر الدقائق، و إذا لم أعود أرحلي بدوني، هل تفهمين؟!.
تطلعت إليه بدهشة، و هي تسأله:
- ماذا تعني؟
أجابها و هو يستعد للذهاب:
- سوف أتخلص من هؤلاء المساكين و أعود إليك، اتفقنا؟.
قالها و أسرع يصعد أحد الأسطح، فنظرت إلى مكان صعوده قبل أن تسرع إلى السوق، فالسوق هو الطريق الوحيد المختصر حتى تصل إلى مكان الإبل، كانت تتمنى من أن لا يرى أحد من أنباء البلدة ، فجميع يعرفها و هي و شقيقتها، خرج أحد رجل من جانب الطريق فارتطمت به لتسقط أرضا معه، أحد الحراس مساعدته في النهوض، في حين كان الوشاح قد سقطت من رأسها، و التقت عنينها بعين الرجل، قبل أن تسرع في إعادته إلى مكان و هي تقول للرجل:
- أنا آسفة ... أنا آسفة.
أسرعت خطاها إلى وجهتها، في ساعد الرجل أحد حراسها على النهوض، و هو يسأل:
- هل تأذيت يا سيدي؟.
أجابه الرجل، و هو يتابع بعينه الفتاة:
- لا ...
ثم ابتسم فبل أن يسير إلى الأخر، بأن يلحق بالفتاة، و هو يقول لها:
- لقد وجدت عروسي الرابعة... اذهب و احضرها لي.
كانت هي تبتعد و لحق بها الحارس الآخر، فقد أوقعها سوء حظها بأن يختارها فرعون زوجة له....
******
تخلص (أشدي) من عشرين رجلا، بالوقت الذي حدده، و اتجه إلى مكان وقوف الإبل، كانت يدعي آلهته أن تكون (نارا) قد وصلت إلى المكان قبله، و إلا فأنه سوف يواجه مشكلة أخرى، و هي العثور عليها، و بلغ المكان، ووجدها تنتظره، فأسرع إليها، هو يقول:
- لقد ظننت أنه لن يمكن بلوغ المكان.
فقالت له :
- أتمزح معي.. هذه بلدتي.
ابتسم لها، كانت و كأنها ترى ابتسامته لأول وحده منذ لقائهما، فقال لها عندها لاحظ تحديقه بها:
- هيا علينا الرحيل بسرعة، قبل أن يلحق بنا أخد.
أومأت برأسها متفهمة، مد يده يساعدها على الصعود، و..
" جيد أنك وجدتها يا (أشدي)".
التفت (أشدي) إلى المصدر الصوت، فطالعه حارس فرعون، كان من الواضح ل (نارا) أنهما يعرفان بعضها، فسأله (أشدي):
- ماذا تعني يا (لوميتي)؟.
أجابه (لوميتي)، و هو يتقرب منه:
- اعني أن فرعون...
" (أشدي)؟!... هل هذا أنت يا (أشدي)"
تطلع (أشدي) إلى فرعون بدهشة، قبل أن يتقرب فرعون منه و يأخذه في حضنه، قائلاَ:
- لقد استقت لك يا رجل، أين كنت كل هذه المدة؟.
تطلع (نارا) إلى فرعون فأدرت أن الرجل الذي صدمته كان فرعون نفسه، فأسرعت تركع أمامه قائلة:
- أنا آسفة لأنني صدمتك قبل قليل... لم أكن أقصد ذلك.
تطلع إليها (أشدي) باستغراب، فجين مال فرعون ، و امسكها من يدها ليوقفها على رجليها، و هو يقول لها:
- أنا ممتن لأنك فعلت ذلك!.
طالعته الدهشة تملئ وجهها، فقال لها و ابتسامته تتسع:
- لقد اخترتك زوجة لي.
ملئت الدهشة وجهها، وجهه (أشدي).
********
|