المنتدى :
القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
حذائي الأبيض الجميل
حذائي الأبيض الجميل
زخة مطر!!! هكذا قالت وردة مع نفسها وهي تسمع من والدتها إن السماء أمطرت زخة بسيطة فقط...
هي تعرف طريقها المؤدي للمدرسة وقد جهزت تماماً ولا تستطيع أن تبدل حذائها الجديد الجميل هذا الذي اشترته خصيصاً كي ترتديه مع هدية خطيبها سعيد.. الحقيبة البيضاء البديعة الشكل...
استسلمت لأمرها وخرجت للشارع لأنها تأخرت عن الدرس الأول وتلامذتها الآن يسرحون بالساحة أكيد مسببين إزعاج لبقية الصفوف حاولت أن تسرع في سيرها لكن...منتدى ليلاس الثقافي
" تباً... هل هذه زخة مطر أم انه فيضان وطوفان ووحل ومستنقعات"
لازال حذائها الأبيض ناصعاً وهذه الزخارف التي تزينه لازالت تلمع على ضوء الشمس الشاحب الذي يتسلل بين الغيوم
حاولت قدر استطاعتها أن تجد طريقاً غير موحل لكن هذا محال.. فالطرق المعبدة قد أغلقت وصارت مقراً لهذه المجموعة التي تسمى ((مجموعة مكافحة الإرهاب)) والتي عملها الوحيد هو استلام المرتب في التاريخ المحدد بل والساعة المحددة أيضاً...
آه صحيح لها عمل آخر وهو تخريب الطرق المعبدة بأسلاك شائكة وبقايا سيارة محطمة كي يمنعوا الانتحاري من الدخول على خلوتهم وهم يأكلون المحمّر والمشمّر.
إذن... تظهر لوردة المدرسة من بعيد من بعيد لكن أمامها طريق طويل رائع المنظر عليها أن تجتازه...
صارت تخطو خطوات واسعة بشكل متعرج جداً وببطيء شديد تحاول ألا يمس الوحل حذائها الجديد... وكان منظرها يضحك بعض الشيء فهي مدرّسة يحترمها تلامذتها تحاول الوصول للمدرسة.. وصلت الآن لبقعة إن وضعت قدمها فيها فسيغوص حذائها كله بالطين فوقفت قليلاً تفكر.. كيف يا ترى ستجتاز هذا!!!
((البحر أمامكم والعدو خلفكم))
تذكرت هذه المقولة وابتسمت بحنق فإذا بأستاذ كريم يمر من قربها
" صباح الخير ست وردة"
ومضى بطريقه بكل خفة وقفز قليلاً وابتعد بسرعة.. أرادت أن تصيح بحنق
"صباح الزفت"
لكنها أعدلت عن ذلك وعزمت على إيجاد طريقة فأما أن تعود كل ما اجتازته وتحاول أن تكتشف طريقاً جديداً أو أن تجازف بالمحاولة بإيجاد بقعة صلبة قليلاً تسير عليها.
غاص رأس حذائها بالوحل لكنها أقنعت نفسها بأنها تستطيع تنظيفه وصارت تلتصق شيئاً فشيء بأسيجة البيوت..
" تباً... يا حذائي الجميل غاص كعبك كله"
أخرجت كعبها وصارت حذرة أكثر .. نظرت للأمام فقالت بغضب
" ألن أصل اليوم"
صار طريق المدرسة تراه بعيداً جداً فمر قربها طفل صغير شقي يلبس حذاء بساق طويل وغاص بالوحل غير آبه بأي شيء ويضحك عليها كيف تتشبث بالسياج القذر هذا
كم تمنت أن تدفع هذا الطفل فيسقط على الطين وتضحك عليه كما ضحك عليها هو
ابتسمت للفكرة وقالت في نفسها
" ما بي اليوم حاقدة هكذا!!"
بعد عدة قفزات وصلت أخيراً لآخر بقعة بعدها ستصل للطريق المعبد المؤدي للمدرسة بقيت تفكر قليلاً كيف ستجتازها ولم تسمع صوت السيارة التي أتت مسرعة لتمر قربها ثم...
لم تجد وردة نفسها إلا وهي قد رشت بكمية لا بأس بها من طبقة كثيفة من الوحل ونظرت مباشرة لحذائها فإذا به قد صبغ بلون طيني رائع وأسفل تنورتها أيضاً.. الغريب في الأمر إنها لم تصرخ ولم تشتم ولم... ولم.. ولم...
لقد وجدت نفسها تنفجر ضاحكة على كل ما عانته لتصل بحذائها الأبيض الجميل وبلحظة قد صبغ بالوحل دون اعتبار لهذا الوقت الضائع فقالت بضحك وسخرية على نفسها
" حسناً .. لقد وفر عليّ مشقة العودة للبيت"
ومضت في طريقها
منتدى ليلاس الثقافي
بقلم : ملكة سامو
27/1/2008
أختكم
ملكة سامو
|