4-لعبة الحظ والحب
قطعا ممرا تزينه المصابيح الصينية وبعض الأضواء الخافتة التي توزعت بين الشجيرات. جمع هذا الممر بين الجمال و الأمان و الحضارة و كأنه درب في حديقة في إحدى ضواحي المدن.
لكنها لم تعد تشعر بالطمأنينة و الأمان مع رجل يصعب التكهن بتصرفاته. نايل بلاكثورن, المغامر ! ماذا يعني هذا؟
سألته بنبرة جافة:" هل أعتمد عليك لتنقذني إذا ما فاجئنا وحيد القرن؟".
نظر إليها وقد تقوس حاجباه مجددا:" قلت وحيد القرن؟".
أشارت جيمينا إلى الشجيرات خلف الممر قائلة:" ذاك الحيوان الذي يحدث هذه الجلبة بين الشجيرات هناك".
أطلق نايل ضحكة مدوية:" يبدو أنك لم تعتادي الحياة في إفريقيا".
سألته جيمينا غاضبة:" ماذا تعني ؟".
-كان وحيد القرن ليحدث ضوضاء تصم الآذان.
-لقد صادفت الكثير منها, أليس كذلك؟
أومأ برأسه وهو لا يزال يضحك.
-أنت لا تصادفين وحيد القرن بل تبتعدين عن دربه بسرعة. بالفعل, لقد رأيت بعضها.
-هذا ما قصدته إذا بالمغامر.
-أرجو المعذرة؟
-كنت اتساءل ماذا عنيت بكلمة مغامر, لقد حللت للتو لغزا حيرني. المغامر شخص يهرب من الحياة البرية.
وابتسمت ابتسامة مشرقة أنارت وجهها. لم يستحسن نايل هذه الانتقادات كلها, حتى أنه بادرها بنبرة تحمل لطفا:" ينبغي ان تزوري إفريقيا, لتتعرفي على الطبيعة. دعيني أخبرك عن الحياة البرية".
-أظن انك ادرى بهذا المخلوق الذي يجوب الحديقة هناك؟
أجابها و الشرر يتراقص في عينيه:" حسنا, أظن أنه حيوان الأغوضي ".
لم تكن جيمينا قد سمعت بهذا الاسم في حياتها, فقالت :" هذا من نسج خيالك".
-أقسم لك اني صادق.
ردت جيمينا بثقة:" لا أصدقك فانا لم أسمع بحياون الأغوضي".
-لم لا تصدقني هذه المراة؟
وجه سؤاله إلى مصباح صيني بنبرة ساخرة كئيبة.
شعرت جيمينا انها مفتونة بهذا الشاب العجيب, الذي تابع يسأل:" امتأكدة أنت من انك زرت جزر الكاراييب من قبل ؟".
-في المرة الأخيرة التي زرت فيها الكاراييب, لم...
تنبهت جيمينا أنها تجازف فركزت انتباهها كله.
قال نايل بنبرة عذبة لطيفة:" نعم , كنت تقولين أنك في المرة الاخيرة...".
عضت على شفتها, يا لها من كاذبة فاشلة! لقد كادت تفصح عن اسمها و مهنتها ولم تكن لتهمل رقم هاتف مدير أعمالها.
باردته غاضبة:" ماذا تفعل ؟ هل تستجوبني ؟".
-كنت احاول أن أضع النقاط على الحروف. أعتقد أنك اخبرتني أنك مغامرة غظيمة. إنما تبدة خبرتك محدودة بعض الشيء.
تسمرت جيمينا في مكانها لتلتفت إليه, ويداها على خصرها, ثم صاحت به غاضبة:" إن خبرتي ليست بمحدودة ألبتة".
لم يتفوه باي كلمة, بل وقف بدوره ورماها بنظرة هادئة تفحصتها من راسها إلى أخمص قدميها.
كانت جيمينا تستشيط غيظا لكنها حاولت لجم نفسها لأنه يسعى لأن يفقدها صبرها. تنحت عن طريقه وعاودت تقدمها نحو الكازينو.
قالت بصوت عذب فتاك:" لم أقامر في حياتي لاكسب عيشي. فشاركني مغامرتك الصغيرة هذه".
اقتحمت مدخل الكازينو الفخم و الغضب يتطاير من عينيها.
كان أكبر مما يبدو عليه من الخارج حيث تمت هندسته بشكل منمق. كانت واجهاته الزجاجية تطل على البحر وقد وضعت بعض الطاولات الصغيرة قرب الجدران الخارجية, جلس إليها الساهرون اما الشويق كله فانحصر في قلب قاعة اللعب .
علقت جيمينا وقد أخذ منها الذهول كل مأخذ:" هذا أشبه بحلبة التزلج".
عجت القاعة بطاولات القمار التي تنيرها الأضواء البراقة.
-هذا أشبه بحفلة ساهرة, لكني لم أرتد ثيابا مناسبة للسهرة.
اقترب منها نايل ثم سالها باستهزاء:" حقا؟ انظري مليا".
اجالت جيمينا النظر فيما حولها. رأت نساء يتباهين بالاماساتهن ورجال بسمرتهم الممتازة, لكنها لم تسمع صخب حفلة. ما من موسيقى أو ضحك, بل انتباه وتركيز شديدين.
علقت جيمينا بتردد:" فهمت قصدك. الساهر منهم إما يجرب حظه في ألعاب الميسر و إما يشاهد غيره يلعب".
-أهذه هي المرة الأولى التي تدخلين فيها إلى كازينو؟
ودت جيمينا أن تنكر, إذ ارادت أن يرى فيها امرأة متمرسة قوية. غير أن المنطق غلب الأحاسيس, فوجدت نفسها تجيبه بكآبة:" نعم, لم أر الكازينو إلا في أفلام جايمس بوند".
-هذا ما اعتقدته.
أحست جيمينا بتيبس في اطرافها فسالته بنبرة أرادتها مزاحا:" هل يبدو ذلك واضحا؟".
-نعم.
رفعت راسها وقد تبدد هذا المرح بسحر ساحر:" هل تعتبرني ساذجة؟".
أجابها سريعا:" لن أجرؤ أبدا على ذلك".
إلا أنها لم تصدق كلامه.
-إلى أي مدى تظنني ساذجة؟
سمع في صوتها رنة الإنفعال , فرد مبتسما:" لا ادري. سانظر في الامر".
-ماذا يعني بذلك؟
كانت في الأشهر الاخيرة تتلقى تهديدات من باسيل بلاين ولا يبدو هذا بتهديد. كان اشبه بوعد ان صح التعبير, فسرت في جسدها قشعريرة.
-إنما ليس الآن. لابد لي من أن أعمل , فابقي إلى جانبي و أحسني التصرف ولا تتفوهي بكلمة.
قدم لها عصير الليمون فادهشها ثمنه إذ انها احتست العصير في أهم ملاهي لندن و باريس و نيويورك, غير أن هذا الكازينو كان الأغلى ثمنا.
-هذا الكازينو لا يلائم شابا يعيش بميزانية محددة, أليس كذلك؟
تذكرت الملابس الحقيرة التي قابلها بها هذا المتبطل المغامر في اول لقاء لهما, فأنبها ضميرها.
أكان مقامرا محترفا أم لا, فهو يعجز بالتأكيد عن تحمل هذه التكاليف.
-عليك أن تدعني أسدد ثمنه.
-هذه مصاريف العمل, إنما أشكرك.
فاجأها بابتسامة فيها من العذوبة ما سرع دقات قلبها.
آه, لا, هذا ما كان ينقصني.
لم تحافظ جيمينا على هدوئها أثناء جولتها في أرجاء الكازينو, نزولا عند رغبة نايل بلاكثورن بل لأنها كانت تخشى المشاعر التي يثيرها فيها.
راح يراقب كل طاولة على حدة باهتمام قبل ان يكمل جولته بتعليق أو بابتسامة. وبعد حين, ادركت جيمينا أنه يتبع سياسة محددة لا محال. و كانت تتحرق شوقا لتستفهم عن تفاصيلها, لكنهاعلمت أنه لا ينبغي إزعاج الرجل أثناء عمله!!!http://www.liilas.com
أخيرا توقف عند إحدى الطاولات. وما كان منه إلا ان لف خصرها بيده بحركة أحست معها أن أنفاسها تكاد تنقطع. كان جسمه رشيقا دافئا تحت بذته الرسمية, فيما كانت ذراعه شبه تملكية. لم يقف رجل بجوارها, يحيط خصرها بذراعه في مكان عام منذ...
راحت تفكر مليا. ابدا! لم يحضنها باسيل يوما. وقد كان هذا الأخير من الغيرة ما أبعد الرجال عنها. كانت جيمينا تعيش تجربة جديدة, افقدتها إحساسها بالزمن.
لم تعرف كم من الوقت امضت في مشاهدة اللعب حتى انها أجفلت عندما انتصب احد المقامرين واقفا.
أزاح نايل يده عن خصرها:
-ساحل مكانه لبعض الوقت.
أومأ الموزع الذي لا يقل عن نايل أناقة برأسه. احست جيمينا بألم في حنجرتها. ماذا اصابها يا ترى؟ لما عساها تشعر بهذا النقص بعد أن ابعد رجل لا تعرف عنه شيئا يده عنها؟
امسك نايل بيدها من دون أن يشيح نظره عن الطاولة الخضراء أو عن اللاعبين الآخرين ووضعها على كتفه.
-امنحيني الحظ يا عزيزتي.
أتى إطراؤه هذا, أشبه بهدية مفاجئة. توقيت مثالي! أحست جيمينا بأنها محبوبة. واخيرا ثمة رجل يهتم لامرها... و تسمرت في مكانها فيما راحت أفكارها تتسارع في رأسها.
إنها محبوبة... هذا مثير للشفقة حقا!
عادت سريعا تركز انتباهها على مسار اللعبة. لاحظت جيمينا أنا نايل يخسر لكنه لم يكن يبالي البتة. لم تتغير نبرة صوته المرحة و الابتسامة اللطيفة لم تفارق ثغره, لكنها شعرت بكتفه مشدودةز غير أن حظه ما لبث ان تغير جزئيا ثم كليا. راهن في الجولة الأخيرة على مبلغ ضخم من المال و كسب الجولة مما أثار دهشة اللاعبين و الموزع كما المتفرجين.
امسك بيدها قائلا:" هل ضجرت يا عزيزتي ؟ سألعب جولة اخرى قبل أن نتوجه سوية لنسامر النجوم".
بدا كحبيب مثالي حنون يعتني بامراة ضجرة. إلا أن هذه النبرة اللطيفة في صوته لم تحمله على النظر إليها ولو للحظة ولم تجعله يصرف انتباهه عن عيني الموزع مهما كلف الامر.
حالفه الحظ ثانية. و اخذ الساهرون يتحلقون حول طاولتهم فارجع نايل كرسية معلنا:" أنسحب".
التفت نحو جيمينا ليلفها ثانية بهذه الذراع الدافئة الرائعة, إلا أن نبضات قلبها لم تتسارع كالمرة السابقة.
أنا لست إلا قناعا , تمويها مثاليا لمقامر محترف. يالذكائه!
سرت قشعريرة في جسدها.
مشى بالقرب منها, وخده يكاد يلامس شعرها. فابتلعت بريقها وحدقت امامها مباشرة.
سمعته يهمس في اذنها:" استمري بالمشي و اظهري اهتمامك بي. المدير يقف إلى يسارنا".
رفعت عينيها نحوه لتجد حبيبا هائما فاحست بالم يعتصر قلبها.
-سيد بلاكثورن؟ لم تغادر باكرا الليلة؟
قبض نايل ما كسبه من مال وفير, فلم تصدق جيمينا عينيها.
-أنسحب عندما اكون في الطليعة. لا تقلق يا هنري ساعود في الغد.
بادله المدير الابتسامة:" أنت تعلم انه مرحب بك دوما في هذا المكان. عمت مساء يا سيد بلاكثورن. سيدتي".
بادرته جيمينا فيما كانت تغادر الكازينو على ضوء المصابيح الصينية:" تبا, لم ينادني أحد سيدتي من قبل".
-لقد صرفتي حياتك تختبئين من الناس.
-لا اعتقد أن هذا هو السبب, بل لأنني لم أخرج برفقة رجل يحمل في جيبه ما يناهز ربع مليون دولار.
أجابها نايل بتلك النبرة الساخرة:" لا يهتم هنري بهذا المبلغ التافه. فهمومه كانت أعظم في الأسبوع الفائت".
بدت جيمينا محتارة, يتآكلها الفضول , غير أنها لم تعد مجبرة على تحمل عبء التفكير بذاك الألم البسيط المفاجئ الذي يعتصر قلبها.
-ماذا جرى الاسبوع الفائت؟
-لقد خسرت مبالغ خيالية.
-أولا يستفيد الكازينو من خسارتك هذه؟
-ليس إن خال أن المقامر يعجز عن إيفاء دينه.
علقت جيمينا بنبرة خشنة لاذعة:ط أو لأنك تعمل لحساب الفندق تماما كزبون يغسل الصحون عندما يعجز عن تسديد فاتورة المطعم".
أطلق نايل ثانية, ضحكة مدوية:" لم أفكر بالأمر من هذه الناحية".
رمته بنظرة من طرف عينها. بدا مسترخيا إلى حد بعيد و هادئ الأعصاب, و ممسكا بزمام الامور من حولهما. كان يصعب تخيله وقد شغلت باله قضايا هذه الحياة و شجونها.
-هل قلقت ولو قليلا؟
أجابها و الدهشة بينة في نبرته:" تعنين عندما احتسبت خسارتي؟ كلا, فالخسارة ليست من شيمي".
علقت بنبرة جافة:" أنت كما الكازينو".
-لذا ترينني اتفق و هنري.
صاحت جيمينا وقد فهمت ما يدور في خلده:" لهذا السبب ستعاود اللعب غدا كي تسمح للكازينو باسترداد ما كسبته!".
ساد الصمت لبرهة , ثم علق أخيرا:" انت حادة الذكاء فعلا".
شعرت جيمينا انه لم يكن راضيا تماما عن هذا الوضع.
-ألست محقة؟
-بالطبع, المقامر المحترف لا يحتفظ بالكثير و إلا حظر عليه المشاركة باللعب.
سألته جيمينا مذهولة:" حظر؟ هل تغش؟".
-لست مضطرا للغش. ليس علي سوى ان أفوق إدارة الكازينو ذكاء.
عاد الصمت بينهما.
كان ليتراءى للناظر إليهما أنهما في قمة التالق: شاب ممشوق القامة, وسيم في بذلته الرسمية, يتابط ذراع فاتنة صهباء رشيقة القوام, لم تتزين بابهى إنما يعكس وجهها جمالا شفافا أخاذا. كانا باختصار الزوجين المثاليين.
إلا أنهما ليسا بزوجين, كانا يمشيان بمحاذاة بعضهما البعض لكن من الممكن أن يفصل بينهما المحيط الهندي.
أحست جيمينا ثانية بألم يعتصر قلبها فابتعدت عن نايل و بادرته بابتسامة عريضة اجتماعية.
سألته بصوت مبحوح:" إذا أتتبع خطة معينة؟".
كانت جيمينا تلجأ إلى هذه النبرة كلما ترتب عليها افتتاح سفينة سياحية أو ملهى ليلي. لكن نايل لم يبد معجبا او مفتونا بها.
سألها مقطبا وجهه:" ما بك؟".
-لا شيء, ظننت أنك تعتمد خطة محددة لتتغلب على الكازينو في عقر داره.
-ماذا قلت؟
أحست جيمينا بيدها باردة, فما كان منها إلا أن رفعت ذراعيها إلى صدرها.
-هل أنا مخطئة إذا؟
هز كتفيه استخفافا, لا يريد أن يخوض في هذا الحديث, أقله في الوقت الحاضر..
-لا تجري الأمور على هذا النحو .. مامن نظام معين ينجح في الاحتيال على الروليت, لا سيما في الولايات المتحدة. إذا انتهج المقامر سياسة معينة في لعبة الروليت, خسر مبالغ طالئة. ما بك يا جاي جاي؟
حبذا لو لم يفاجئها بهذه النبرة اللطيفة! لو لم ينادها بالاسم الذي يتحبب به إليها المقربون منها وحدهم! واعتراها فجأة وهن كاد يشل حركتها.
تجاهلت جيمينا ما سمعت وراحت تطرف بعينيها بسرعة لئلا يلمح الدموع تترقرق في مقلتيها.
أشاحت بنظرها عنه. يسعها مغازلة اكثر رجال الأرض حنكة و جاذبية غير انها لا ترغب الآن في ذلك, ليس الليلة على ضوء المصابيح وسط الشجيرات التي تصطف على جانبي الممر فيما يتهادى البحر مرنما في البعيد.
ابتسم ابتسامة عذبة ساحرة قبل ان يردف:" انستطيع الآن التحدث عنك؟".
سارعت جيمينا إلى الرد:" كلا".
-فهمت ز ما رأيك لو نتمشى تحت ضوء القمر؟ لن نهدر هذه الامسية الرائعة.
أحست جيمينا بان قلبها سيقفز من بين أضلعها. لكنها أجابته بحزم قبل أن تتعمد التثاؤب:" ولم لا نهدرها؟ أنا منهكة القوى".
صدقها للوهلة الاولى لكنه عاد وقال ممازحا:" انت تكذبين".
-أنا منهكة فعلا.
-لكنك نمت طيلة بعد الظهر, إلا ان كنت اكبر سنا مما تبدين عليه.
سمعت جيمينا تحديا واضحا في رنة صوته. فأجابته و الشرر يتطاير من عينيها:" ما زلت اعاني من فرق الوقت, فوفقا لساعتي, إنها السادسة صباحا".
-إنها تقريبا ساعة الفطور.
-ليس في عالمي.
أجابها وقد زم عينيه:" بالفعل, دعينا نتحدث عن هذا".
-عما تريد التحدث؟
-عن عالمك.
توقفت فجأة عن الضحك وسالته بارتباك:"ماذا عنه؟".
أجابها همسا:" يثير اهتمامي, أنت تثيرين اهتمامي".
رمته بنظرة أكثر إثارة من نظرته:" أنت تجيد الكذب".
راح نايل يطرف بعينيه متفاجئا وقد اخذته جيمينا على حين غرة. ورأت شفتيه ترتعشان قبل أن يجيبها قائلا:" كلانا بالاحرى يجيد الكذب. أنت لا تعانين من فارق الوقت و تتمتعين بقواك كاملة".
همهمت جيمينا غاضبة.
-هيا بنا, فانت تتمعتين بما يكفي من الأنوثة لترغبي في نزهة على شاطئ البحر, أليس كذلك؟
لم يكن باليد حيلة, خاصة إن ارادت الحفاظ على كرامتها وعلى احترامها لذاتها.
بيد أنها لم ترغب في أن يمسك بيدها, فهذا اكثر مما تستطيع تحمله
!!http://www.liilas.com
^^^^^^^^^^^^