كاتب الموضوع :
جين استين333
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
-هذا جزء من مقتضيات وظيفتي. إنى كان جمهوري يرغب في صورة, فسيحصل على واحدة. هذا جزء من الاتفاق.
-ألا تتمتعين بحياة خاصة؟
وراحت عيناه تبحثان عن الجواب اليقين.
-كلا, ما دمت أتربع على عرش الشهرة.
سألها وقد مال بجسمهى إلى الأمام:" هل تفعلين؟ أعني هل تتربعين على عرش الشهرة؟".
ما كان منها إلا أن أشاحت بوجهها عنه, وردت:" الشهرة لا تدوم لأحد. تبقى لي عام أو اثنين قبل أن تبحث الشركة عن وجه جديد. ساكون محظوظة إن حظيت بجلسة تصوير واحدة بعدئذ. هناك مئات النساء اللواتي كن في الماضي عارضات أزياء مشهورات".
سألها ممازحا:" هذا مصيرك بالضبط".
-نوعا ما.
اقترح عليها:" عيشي حياتك يوما بيوم".
ما كان من جيمينا إلا أن شعرت بألم يعتمل في صدرها.
سألها بعينين جديتين:" ألن تقبلي إذا بانتظار رجل تمضين معه حياتك؟".
عم يتحدث؟ لم يكن يريدها أن تنتظره, لم يكن يرغب فيها أبدا. وأن رغب فيها, فلن تنتظره أبدا.
أجابته بصوت أجش:" مستحيل".
غرق نايل في صمته.
-استفيدي من الفرصة طالما هي سانحة. فكل شيء فان, هذا شعاري.
سألها وقد تجهم وجهه:"أتعنين ذلك حقا؟".
أجابته وقد راح الألم يمتد إلى جسدها كلها:" أنظر إلى أحداث الأمس".
التوى فم نايل وقال بابتسامة متكلفة أخفت الكثير خلفها:" هذا مدهش بحق".
ما كان من جيمينا إلا أن أطلقت تنهيدة عميقة. وأحست فجأة بأنها لم تعد قادرة على التحمل, فهرعت إلى غرفتها. شعور بغيض مروع اكتسح قلبها, فأكبت توضب أمتعتها بيدين مرتعشتين.
حين أمسكت بثوب السباحة الذي اشتراه لها, أحست بقلبها يكاد يتوقف, فرمت به في سلة المهملات. أغلقت حقيبة السفر التي بدت صغيرة جدا. أمتعة بسيطة, وقت قصير... ومع هذا, انقلب عالمها كله رأسا على عقب. لكنها راحت تعزي نفسها: ألم تتخلص من باسيل للأبد؟ هل انفطر قلبها؟ ربما, لكنها لم تعد خائفة وسرعان ما سنحت لها الفرصة لتثبت لنفسها هذا التغيير الذي أصابها. فعندما قصدت الردهة لتسدد فاتورتها, وجدت نايل يتحدث إلى آل وقد أدار لها ظهره. وقفت بعيدا تستجمع قواها.
قال آل:" . . فرصة ثانية".
بدا نايل نافد الصبر:" ليس هذه المرة".
-أصبر, لعل حبيبتك تصبح يوما لك.
كان يقصد بكلامه تلك المرأة, تلك التي ترغب في تربية القطط و الكلاب والأحصنة وفطرت قلبه! وراحت تذكر نفسها بأن لا علاقة لها بهذه المشكلة.
لقد اختار نايل بلاكثورن طريقه ولم يدخلها في حساباته.
لم يكن في يدها حيلة. فيب نهاية المطاف, لا يسعها أن تطلب منه ألا يبكي على الأطلال ليختارها هي, أليس كذلك؟ لن تطلب ذلك من رجل منح قلبه لامرأة واحدة وحمل شعلة حبه البائس لسنوات طويلة. لم تكن تريده أن يحد خسارته ولم تشأ أن تحل في المرتبة الثانية. جل ما أرادته هو أن يعي هذا العاشق أنه يسعه التعرف على امرأة أخرى فيعيشان معا قصة حب عظيمة.
أرادته أن يقع في حبها هي.
يا لحظها العاثر هو لا يرى فيها الآن غير حثالة وصولية تسعى وراء المال! حسنا, كلما أسرعت في الخروج منى هذه المعمعة, كلما كان ذلك أفضل.
توجهت إليهما مرفوعة الرأس:" مرحبا".
استدار نحوها. انارت محيا آل ابتسامة في حين بدا وجه نايل مكفهرا.
-أريد الحساب من فضلك. هل يسعني أن أطلب سيارة أجرة لتقلني إلى المطار؟
اجابها نايل المتجهم و العاري الصدر:" ساقلك بنفسي".
أجابته بنبرة حادة:" لا أرغب في ازعاجك".
-هذا ليس بالأمر السهل, فأنت تزعجينني فعلا. لم تاتي جهدا لتزعجيني منذ أن وطأت قدماك هذه الجزيرة من دون أن يرف لك جفن.
راح آل ينظر إليهما وقد شلت الدهشة حركته.
استشاطت جيمينا غيظا, وردت:" هذا سبب إضافي لئلا يرى أحدنا الآخر".
أصر نايل:" قلت لك ساقلك".
راح شرر الغضب يتطاير من عينيها:" لن أذهب معك".
-أحقا؟.
تدخل آل قائلا:" إن سيارات الأجرة محجوزة إنما يسعك العودة مع غوردي إلى البلدة إن كنت لا تتحملين رفقة نايل".
أجابه نايل بوحشية:" إنها فكرة سديدة. استفيدي من بعض الدعاية طالما الفرصة متاحة أمامك".
-أنا لا أحتاج إلى دعاية. لما برأيك سيأتي إلى هنا أصلا؟
ما كان منه إلا أن أطلق ضحكة مدوية تنم عن هذا الغضب الذي يضيق به صدره. إلا أن جيمينا كانت مخطئة تماما فلم يعرها هذا المحرر أي اهتمام عندما وصل إلى الفندق. مر بها و بآل ليتوجه رأسا إلى نايل قائلا:" سعيد برؤيتك يا نايل".
-مرحبا غوردي, لقد رأيتني ليلة أمس.
|