كاتب الموضوع :
جين استين333
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
-لا شيء. لعلها أشعة الشمس القوية فهي تمسي مزعجة في هذه الساعة, أليس كذلك؟
رفع ناظريه إلى السماء قبل أن يجيب:" أشعر بعاصفة تتحضر, يستحسن أن نعود إن كنا نود تلافيها".
-حسن.
-ماذا لو بقينا هنا و تناسيناها؟.
بدا نايل كمن ينتظر ردا على دعوته هذه لكنها لم تتفوه بحرف, فتابع بنبرة عذبة:" يمكننا إضرام النار".
تفاجأت جيمينا باقتراحه هذا . كانت تعلم أن جرحها عميق ينزف معه قلبها, لالكن الألم الفعلي لم يبدأ بعد. ستشعر به يعتصر فؤادها بعد قليل.
أحست بيدي نايل تشدان على ذراعيها:" ما خطبك يا جاي جاي؟".
بلعت بريقها وقد عجزت عن الكلام. أما نايل, فتنهد و تابع:" حسن, سنقصد البنتكوست.امتأكدة أنت من أن هذا ما تريدينه؟".
-بالطبع, لا بد لي من غسل شعري. لم أبد يوما بهذا السوء.
عادت جيمينا : تحاربه لتمسك بزمام الامور.
تنهد نايل ورضخ للأمر الواقع, فعادا أدراجهما ووضب نايل الأغراض في الكيس الكبير ورفعه بخفة وكأنه قطعة خشب.
-أنت قوي حقا.
أشرق وجهه بابتسامة لكن عينيه ما برحتا تبحثان عن سبب هذا التغيير طوال طريق العودة.
راح المطر ينهمر فيما كان المركب يرسو في الميناء.
هرعا إلى سيارة الجيب الضخمة, من دون أن يمسك أحدهما بيد الآخر إلا أن جيمينا اطلقت ضحكة عالية متكلفة.
استحالت قطرات المطر عاصفة هوجاء فما كان من نايل إلا أن ركز على الطريق سيما و أن ستارا من الامطار انسدل على الزجاج الامامي.
لم يوصلها إلى الردهة إنما أوقف سيارته عند مدخل المبنى حيث غرفتها. أطفأ مرحك السيارة ثم استدار نحوها:" أخبريني الحقيقة يا جاي جاي. ماذا فعلت لك؟".
-قدمت لي نهارا رائعا. شكرا لك. إنما يجدر بي أن أهرع لاغتسل.
أجابته بلطف ثم فتحت الباب و ترجلت بسرعة قبل أن يتسنى له إيقافها.
داس نايل على الفرامل بعنف و اقتحم الردهة و توجه رأسا إلى مكتب الاستقبال حيث وجد آل جالسا.
-أعطني سجل الحجوزات.
أجابه:" لا أستطيع ذلك, إنه يسجل معلومات جديدة. نحن ننتظر نزيلا يصل في طائرة الغد".
-أهنئك. ظننت أنك تلعب الورق على الكمبيوتر لتوهم الناس أنك منهمك في العمل.
رد آل ممازحا:" تكون أحيانا جارحا فعلا".
كرر نايل بنبرة جافة:" أرني السجل حالا".
-لماذا؟
-جاي جاي كوبر. أريد أن أراجع المعلومات عنها.
أبدى آل اعتراضا لكن نايل لم يعره اهتماما, حتى أنه أزاحه عن كرسيه ليحل مكانه قبل أن يدخل في الحاسوب المعلومات المناسبة. نعم, ها هي, بطاقة اعتماد: جيمينا دار. دار و ليس كوبر, لماذا يا ترى؟ أهي متزوجة؟ أيعقل أن تكون قد هربت من زوجها؟.
قطب نايل وجهه.
-ماذا تفعل؟.
تابع نايل بفظاظة:" أكتشف مع من أمضيت نهاري. هاهي !".
ها هي بنفسها, جيمينا دار عارضة الأزياء العالمية تتمايل أمام عدسات الكاميرا!.
بدت فيها مثلما رآها بعد ظهر هذا اليوم: عينان واسعتان و ناعستان, فم شهي منفرج بعض الشيء.
أحس نايل بألم في معدته, فيما أطلق آل صفرة طويلة.
-يا لهذا التغيير, تبدو اليوم مختلفة.
أجابه نايل غاضبا:" ماذا تقول؟ بل تبدو تماما كهذه الصور, حورية لا مثيل لها".
ثم قرأ نايل بصوت عال:" أنوثة مؤلمة, ممزوجة بجاذبية لا تقاوم".
و أضاف:" إنهم محقون بالفعل".
علق آل:" يا إلهي!".
خانت الكلمات هذا الأخير فلم يعرف ماذا يقول لصديقه.
كان يوني أن يسخر من نايل بعد أن فشل في مغازلة إحدى النزيلات إلا أن المسألة بدت أخطر بكثير من مجرد التقرب من شابة جميلة.
-ستوضب أمتعتها لا محال لترحل في الغد, يبدو أنها تلوذ بالفرار متى طرأ طارئ, لو أنها....
-أنت تتصرف بصبيانية, تمالك نفسك, إنها امرأة و أنت بلاكثورن, ستأتي إليك في نهاية المطاف.
-ليس قبل أن تسر إلي بمكنونات صدرها. كانت على وشك مصارحتي بكل شيء.
-حاول مجددا, كيف يسعني مساعدتك؟.
-أعتقد أنها ستسافر في الغد, و ستتلافى محادثتي هذا المساء. أجهل السبب.
ضرب المكتب بقبضته بقوة, أجفل معها آل وكاد يقع عن مكتبه.
-لن يفيدني الآن غير تغويذة أو ضرب من ضروب السحر.
أجابه آل وقد ارتأى نقل هذه المهمة للسلطات العليا:" تعويذة؟ سحر؟ سأحدث إيللي".
اسغرقت جيمينا وقتا طويلا في الاستحمام, فاعتنت بشعرها عناية فائقة و دللته. صرفت أكثر من ساعة في الحمام, غمرها على إثرها إحساس عارم بالنظافة, ما نجح في تخفيف الألم الذي يعتصر قلبها.
كانت منهمكة في تجفيف شعرها عندما سمعت قرعا على الباب. فركت جيمينا في سرها: إنه هو.
لن يسهل عليها فتح الباب والعودة إلى التمثيل, إلا أنها لن تستطيع تجاهل هذا القرع!
تدثرت برداء الحمام الخص بالفندق وعقدت منشفة حول الشعر المجعد ثم استجمعت قواها.
استهلت حديثها فيما فتحت الباب:" أنا جد متعبة... آه".
لم تصب توقعاتها, فقد رأت صاحبة الفندق تقف عند الباب.
-أرجو المعذرة, هل أتجرأ و أسألك خدمة؟.
بادرتها إيللي وهي تدخل بخطى ثابتة رشيقة و كأنها دعتها للدخول.
أجابتها بسأم:" بالطبع, ماذا هنالك؟".
أفادتها إيللي أن إحدى النزيلات تعرفت عليها:" إنها محقة أليس كذلك؟ أو لست عارضة الأزياء ديمينا دار؟ لقد رأيت صورك في مجلة أناقة".
فكرت في سرها: لن يفيد النكران.!!http://www.liilas.com
|