لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > روايات احلام المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات احلام المكتوبة روايات احلام المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-07-09, 07:12 AM   المشاركة رقم: 66
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 107705
المشاركات: 578
الجنس أنثى
معدل التقييم: جين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 436

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جين استين333 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جين استين333 المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

جلس قبالتها القرفصاء, فراح جسده المسمر ينضح قوة وحيوية. أحست جيمينا بان قلبها سيتوقف عن الخفقان عندما رأته يهز كتفيه استهزاء لكنها أخفت ضيق نفسها وادعت أنها تسعل.
-لا تهتمي. سيحط شخص ما رحاله على هذه الجزيرة و يستفيد من النار.
أجابته وثد مطت شفتيها:" أتعني شخصا أقل حساسية و تكلفا مني؟".
بادرها بابتسامة مفاجئة تغضنت لها زوايا عينيه فبدا وسيما وجذابا إلى حد بعيد. أشاحت بوجهها عنه قبل أن يقرأ أفكارها.
-أحب أن أراك حساسة هكذا. إن كانت الأسماك من أصداقئك, فعليك أن تخبري العالم بذلك.
تنهدت جيمينا, وسألته:" هل تعتبرني طفلة مدللة؟".
-انت لا تتمنين معرفة ما أراه فيك.
بد عيناه قاتمتين. إنه جذاب فعلا!
أجابته بنبرة جافة:" قل لي. أستطيع تقبل الحقيقة".
-أحقا؟ أمتأكدة أنت؟
و التقت عيونهما, فأسرتها عينا هذا القرصان الجذاب, ولم تعد جيمينا تستطيع أن ترفع نظرها عنه. أحست بان قواها كلها خارت أو حتى انسابت في المياه لتصب في هذا المحيط المشمس الرائع الذي يتهادى خلفها.
خاضت جيمينا خلال عملها أسوأ التجارب ما خولها التعامل مع أي رجل في العالم, لكنها أحست بنفسها ضعيفة حساسة وسريعة التأثر أمام هذا الرجل.
-هل يسعك ذلك فعلا؟
كرر نايل بلاكثورن سؤاله ثم ضمها إلى صدره بحنان فقدت معه كل إحساس بالزمان و المكان. أرجعت رأسها وأغمضت عينيها و كأن الضوء أقوى مما تستطيع تحمله.
أحست جيمينا برعشة تسري في جسدها كله, و لفتها حرارة وقوة انبعثتا من جسديهما معا. وضعت يديها المشحونتين على كتفيه لتنقل إليه قوة غريبة جعلته عاجزا عن السيطرة على نفسه, تناهت إليها دقات قلبه الذي بدا و كانه ينبض في جسدها أيضا.
ألى لعناق بسيط هذا المفعول القوي كله؟ إلا أنه لم يكن بسيطا أبدا, بل رحلة إلى مجرة نائية. و عندما افترقا, غمرها إحساس غريب.
استقام نايل وراح يومئ براسه ضاحكا, وقد استبدت به الدهشة:" يا إلهي ".
فهمت جيمينا مقصده, فهذا العناق حرك في داخلها أيضا مشاعر عنيفة. أشرق وجهها بابتسامة شقت شفتيها و كأنها فراشة تحررت من شرنقتها لتنطلق إلى العالم.
-أنت ترتجف.
أحست جيمينا بجسده يرتجف تحت اناملها لكن هذه الرنة الفرحة لم تغب قط عن صوته ولا عن قلبها ايضا.
-أنا لا أرتعش.
وافقته جيمينا الرأي:" بالطبع لا".
ضمها إلى صدره كمن لا يحتمل أن يبتعد عنها ولو لخطوة واحدة. بادرت هذه إلى عناقه.
-تعالي نعود إلى المركب!
-ماذا قلت؟
لم تكن جيمينا واثقة من أنها سمعته جيدا.
-أنت لا تعني ذلك.
-أريد أن اعتني بك جاي جاي. لن أؤذيك.
كانت كلماته مخنوقة, واعترتها موجة عظيمة من الحنان.
رفعت يدا معفرة بالرمال و مررتها على رأسه.
-لا أريد لعلاقتي بك أن تنحدر إلى مستوى علاقتي مع الباقيات. أريد أن أحافظ عليك. تعالي معي!
أجابت ببساطة:" نعم".
عادا ببطء إلى المركب و أيديهما متشابكة. هناك في فسحة بعيدة عن أشعة الشمس, استلقيا جنبا إلى جنب و أحست جيمينا بأنها تحلق فوق الغيوم المتناثرة التي تعدو في السماء الزرقاء.
استسلمت جيمينا للنوم فيما راح يمرر يده على خصلات شعرها. هذا الشعر الجميل, لم يبد يوما أسوا حالا. كان رطبا و متشابكا تفوح منه رائحة البحر و تملأه الرمال.
غرقت في النوم هانئة البال لأنها تشعر بأنها محبوبة, ثم استيقظت من سباتها على رائحة البن. جلست تفرك عينيها و شعرت بأن جسمها كله يشع ابتسامة. كانت لا تزال تشعر بانها محبوبة.
اجالت النظر في ما حولها فلاحظت أن الشمس تحركت من مكانها و السماء بدت مختلفة.
-هل استيقظت؟
استدارت جيمينا نحوه فرأته يبتسم لها و قد صفت عيناه الآن.
أحست جيمينا أنها تعرفه منذ الأزل, و كأنهما حبيبان قديمان. الحب, الحب مجددا.
مدت له يدها, فطبع عليها قبلة بحركة طبيعية جدا و كأنه مغرم بها.
-أتريدين فنجانا من القهوة؟
-ممم
احضر فنجانين من القهوة تفوح منهما رائحة زكية.. فجلسا يحتسيان القهوة بانسجام تام.
بادرته جيمينا حالمة:" أعتقد أنني أحب المراكب".
-للإبحار بعض الجوانب الحسنة, انضممت مرة إلى طاقم سفينة تشحن الموز. و لطالما تمنيت معاودة الكرة.
-هل تعني عندما هربت من المنزل؟
-أجل.
أجابته بنبرة مشجعة كمن يثني على تصرفه:" هذا رائع بالفعل".
-إنها لتجربة رائعة. لكنني لن أرغب في تكرارها.
-أخبرني!
-ماذا تريدين أن اخبرك؟
-عن ذاك المراهق, ابن السابعة عشرة من عمؤه الذي هرب من البيت.
مط شفتيه قبل ان يباشر حديثه:" حسنا. لا تتوقعي سماع قصة مشوقة. وقع شجار عنيف بيني و بين أبي الذي اراد أن التحق بالجيش فيما كنت أرغب في أن أتخصص في علم الرياضيات الذي أبرع فيه إلى حد بعيد".
سالته جيمينا مدهوشة:" الم يكن بإمكانه تحمل مصاريف الجامعة؟ إلم يسعك نيل منحة ما؟".
-كان بامكانه أن يسدد التكاليف. لذاو تعذر علي نيل منحة.. كان ابي ينفق أمواله بشكل جنوني إلا أنه لم يرغب مساعدتي فهو لا يكترث لتحصيل الشهادات الجامعية. كانا يعتبران أن الابن الأصغر مرغم على تنفيذ ما يطلب منه دونما اعتراض.
قاطعته جيمينا غاضبة:" ذلك الوغد".
فما كان منه إلا أن عانقها قبل ان يتابع قائلا:" كنت أجيد احتساب الارقام فقررت أن أستفيد من هذه النعمة. كنت اقصد الكازينوهات في العطل, فقررت أن أعمل في احدها".
-كيف انتقلت من موظف على طاولة القمار إغلى مقامر؟
-لم استطع أن أشغل هذه الوظيفة طويلا لأنني كنت يافعا جدا فانتقلت إلى الجهة المقابلة من الطاولة. في هذه الأثناء, عملت في شتى المجالات لأكسب قوتي, عملت كنادل و كساعي...
-و كبحار على سفينة شحن.
-هذه كانت أفضلها.
-انا مسرورة لذلك.
-شكرا لك على مشاعرك.
-هل عدت بعدئذ إلى ديارك؟
لم تكن جيمينا راضية عن الظلم الذي لحق به.
سالها:" حددي مفهومك للديار".
-أنت تمزح , أليس كذلك؟
-كان لأبي ابنان و ثلاثة منازل و خمس زوجات. تعلمت في مدارس داخلية منذ سن الخامسة و أمضيت العطل لدى الأقارب أو زملاء الدراسة. أعيش في ترحال منذ زمن طويل.
تملكت جيمينا الدهشة فاستوت في جلستها و عانقته بشدة. فسألها بصوت مخنوق:" لقد صنعت مني هذه التجربة الرجل الذي أنا عليه اليوم. فهل تتذمرين؟".
أجابته:" كلا".
-عظيم, هل تبكين؟
راح يتلمس وجهها ثم رأسها متعجبا.
-بالطبع لا.
اشاحت بوجههاعنه, فما كان منه إلا أن أمسك بذقنها برقة ليرغمها على النظر إليه مباشرة.
-لم يذرف أحد يوما دمعة على حالي. لا داعي يا حبي. لقد أبليت حسنا بحق.
ابتلعت جيمينا بريقها:" بالطبع إذا, لم ترجع ابدا إلى دايرك... انكلترا؟ أبدا؟".
أدركت أنه لا يسعها أن تستعمل كلمة ديار و تنبهت بعد فوات الأوان إلى أن سؤالها هذا يبعث الكآبة في نفس نايل.
تبا لهذا القدر! اصبحت تنشد الآن علاقة حقيقية. كانت لتعرض عليه أن يرافقها إلى لندن كحبيبين هائمين في حب بعضهما البعض, إلا أن هذا العرض لا يلائم قرصانا رحالا يقدس الحرية.
أشاحت بوجهها عنه, مسرورة لأنه لم يلحظ احمرار وجهها خجلا.
رد نايل وهو يستعيد شريط ذكرياته:" أقصد لندن بين الفينة و الفينة. إلا أنني أتردد دوما على الكازينو الذي آواني في صغري".
استشفت جيمينا نبرة غريبة في صوته فاستدارت لتنظر إليه مليا. كانت عيناه تحدقان إلى الأفق البعيد بنظرة فارغة. لاسألته بحنان:" هذا لا يبشر بالخير, أتريد أن نتحدث عن الأمر؟".
أجابها مترددا:" ليس بحديث لبق".
-و إن يكن.
سمعت صوته يرتجف:" كنت في ربيعي الثامن و العشرين وكنت أعتقد أنني خبرت الدنيا بعد أن جبت العالم. لم آخذ امرأة في حياتي على محمل الجد حتى صادفتها فجأة, المرأة المثالية التي لم تكن وهما ولا سرابا. لم أعد أقوى على مفارقتها".
ساد صمت مفاجئ بينهما . راحت جيمينا تناجي نفسها: حسن, أنا من طلب منه مصارحتي, فلماذا ينتابني هذا الشعور الفظيع و كأنه سدد لي ضربة مميتة؟
سألته بهدوء:" ماذا جرى, إذا؟".
-لم تكن ترغب في.
أمسى صوت نايل باردا, لا رنة فيه.
-إنها مجنونة أليس كذلك؟
-أبدا, إنها تعيش حياة الأسرة, و تحب أن تعيش في كنف منزل دافئ بينما لم أرغب يوما في تأسيس عائلة بخلاف أبيجيل التي كانت تتوق لمنزل كالذي ترعرعت فيه.
أجابته جيمينا وقد فهمت أخيرا المشكلة:" إذا, لم يكن جايمس بوند يفي بالغرض؟".
خيم بينهما صمت قاطعه نايل متابعا:" لن ترغب امرأة سليمة العقل بجايمس بوند إن فكرت مليا بالأمر".
أنا لا أمانع أبدا, و ارتعشت جيمينا حين أوشكت أن تنطق بأفكارها بصوت عال.
-لكن فتيات كثيرات يخالفنها الرأيز
-ليس حبيبتي أبيجيل.
حبيبتي أبيجيل, هل سيدعوها حبيبتي جاي جاي بتلك النبرة التواقة؟ بالطبع لا. لم تكن غير دمية جذابة يتسلى بها. إنها مجنونة, لو ظنت خلاف ذلك.
بعدئذ, أتت كلماته لتؤكد شكوكها:" تحب النساء الرجل الغامض, أليس كذلك؟ أو على الأقل هذا ما يعتقدنه. كانت أبيجيل تعرفني جيدا, و تعرف أني لست غامضا. كما أنها ترفض أن تعيش في ترحال مستمر و ترغب في قطط و كلاب و أحصنة ومزرعة تربيها فيها".
بادرته بنبرة باردة:" تبدو وصولية".
رد نايل بصوت حنون يفضح الحنين الذي جاش في صدره:" كلا, لكنها شبت في إطار مماثل. وكانت تنسجم تماما و نمط الحياة الذي عجزت شخصيا عن تأمينه لها. فما كان منها إلا أن اختارت الشخص المناسب الذي يناسب الإطار الذي رسمته لحياتها".
كرهت جيمينا تلك الرنة في صوتها فصاحت به عاليا:" لا يعقل أن تكن لها المشاعر نفسها حتى اليوم, أليس كذلك؟".
-لم لا؟
تمنت جيمينا الموت لنفسها. إلا أن نايل لم يلحظ الصراح الداخلي الذي تعيشة فجاء صوته باردا قاسيا.
-أعتقد ان المقامر يعرف متى ينسحب ليحد من خسارته. و أعتقد أني رجل يعشق امرأة واحدة.
هز كتفيه استهزاءا فيما راحت تتأوه وتتعذب بصمت.
-قد تعود يوما لتتزوج بها, ما رأيك؟
أجابها ببرودة تامة:" هذا مستبعد جدا".
-هيا لا تستسلم. يمكنك الفوز بما يكفي من المال لتشتري قصرا مع بركة سباحة و طائرة خاصة وما تتمناه من أحصنة.
خيم صمت لحاظات طويلة و أحست جيمينا أنها ترجمت عاليا ما فكر فيه آلاف و آلاف المرات.
أجابها بهدوء:" لكنني سأبقى نايل بلاكثورن, ولن أتغير أبدا".
!!http://www.liilas.com




^^^^^^^^^^^^^^^^^^

 
 

 

عرض البوم صور جين استين333   رد مع اقتباس
قديم 21-07-09, 03:36 PM   المشاركة رقم: 67
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Aug 2008
العضوية: 90105
المشاركات: 270
الجنس أنثى
معدل التقييم: moura_baby عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 16

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
moura_baby غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جين استين333 المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

الف شكر ليكي
بجد مجهود ممتاز

 
 

 

عرض البوم صور moura_baby   رد مع اقتباس
قديم 24-07-09, 11:31 AM   المشاركة رقم: 68
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 107705
المشاركات: 578
الجنس أنثى
معدل التقييم: جين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 436

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جين استين333 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جين استين333 المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة moura_baby مشاهدة المشاركة
   الف شكر ليكي
بجد مجهود ممتاز

شكرا لكي وصراحة أخجلتيني بكلامك الحلو و ان شاء الله أحطلكم الفصل الجاي باسرع ما يمكن


 
 

 

عرض البوم صور جين استين333   رد مع اقتباس
قديم 27-07-09, 03:40 PM   المشاركة رقم: 69
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 107705
المشاركات: 578
الجنس أنثى
معدل التقييم: جين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 436

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جين استين333 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جين استين333 المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


أنا آسفة على التأخير لكن النت قطع علي أمس

 
 

 

عرض البوم صور جين استين333   رد مع اقتباس
قديم 27-07-09, 03:42 PM   المشاركة رقم: 70
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 107705
المشاركات: 578
الجنس أنثى
معدل التقييم: جين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 436

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جين استين333 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جين استين333 المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

7-عاصفة في قلب



كبتت جيمينا انزعاجها و غيرتها.
وراحت تضحك و تمازحه بذكاء أكثر من أي وقت مضى في حياتها.
و عندما استسلم للنوم, دمعت عينا جيمينا و تمنت لو لم تكن على متن هذا القارب.
كان الهواء خانقا, على الرغم من الغيوم في السماء, ولم تعد تشعر بالنسيم العليل يداعب بشرتها. فكرت في سرها أن عليها أن تجد طريقة لترحل.
أمست الفكرة حاجة ضرورية, لا بد منها. كانت تشعر بها تسري على بشرتها و تنخر عظامها, و تلوث دمها. كان لا بد لها من الابتعاد عنه, من الانفراد بذاتها و إن لفترة قصيرة. عليها إيجاد وسيلة تلطف بها الألم المبرح الذي يعتصر منها القلب.
تأملت الشاطئ حيث ضحكت, والبحر حيث لهت. أين هي الآن؟ استدارت و هربت. راحت جيمينا تسابق الريح شاقة طريقها على الصخور الضخمة التي تحاكي الزجاج نعومة. إلا أنها كادت تقع في البحر المزبد الذي يتراطم على الصخور.
حاذري يا جيمينا!
استجمعت قواها إذ لم يكن الحذاء الذي تنتعله الأمثل لتسلق الصخور. يستحسن أن تتوخى الحذر.
و اخيرا بلغت الجهة الثانية من الشاطئ. هامت على طول الشاطئ, و التقطت قطعة خشب ورمتها كيفما اتفق. الرجل يعشق امرأة أخرى, يهيم بحبها حقا فيما لا يرى فيها سوى نزوة. لكن ما هم جيمينا؟ لم تمض معه سوى ثلاثين ساعة, صرفت معظمها تتشاجر معه. لم يكن يجدر بها أن تتوقف عنى الشجار معه.
هيا يا جيمينا, لقد مررت بتجارب أسوأ. لقد نغص عليك باسيل عيشتك وتلاعب بك حتى عجزت عن التفكير بشكل سوي. ومع هذا, تخطيت تلك المحنة كما ستتخطين غيرها. إلا أن باسيل لم يفطر قلبي...
تسمرت في مكانها.
ألم يفطر قلبها؟ لاأهذا يعني أن نايل بلاكثورن يستطيع أن يحطم فؤادها؟ أو حتى حطم فؤادها فعلا؟
أحست جيمينا بشيء فيها يحثها على المقاومة, يشجعها.
عظيم! هذا كل ما أحتاج إليه: حياة مهنية متداعية ومختلا نذر حياته لإزعاجها, والآن قلب منفطر. همهمت جيمينا:" يا لها من عطلة".
تناهى إليها صوت يناديها بقوة, فاستدارت.
كان نايل وافقا على الصخور, بعيدا جدا عنها فاستحال عليها رؤية ملامحه. لكنها أدركت أنه قلق. سوت جيمينا كتفيها ولوحت له بيدها و كأنها سرت لرؤيته.
قفز بخفة على الشاطئ ومشى متبخترا نحوها فبادرته بابتسامة عريضة مشرقة ووقفت تنتظره.
حاولت أن ترمقه بنظرات طبيعية لا تترجم الشغف الذي يستعر في داخلها. و أحست رغما عنها بجفاف في حلقها.
كان نايل طويل القامة, أسمر البشرة, أما شعره فأسود ناعم. ولم يكن وجهه الغريب غير المتناسق بأنفه المعقوف و عينيه الناعستين بالوسيم فعلا.
لم عساه يستحوذ على عقلها و قلبها؟ إنه يأسرها فعلا, يسلب تفكيرها.
كانت واحدة من كثيرات ضعفن أمام سحره, و هذه الفكرة تشعرها بأنها حمقاء ساذجة, لكنها على الأقل تثلج صدرها و تبرد الخوف الذي يعتريها.
سألها عندما اقترب منها:" تبدين كئيبة".
-كنت أفكر في بعض الأمور.
-أهذا كل شيء؟.
أحاطها بذراعه, فأحست جيمينا بجسمها كله يتصلب, لكنها عادت و استرخت. لا بد لها من العودة إلى البنتكوست من دون أن تأتي بأي تصرف أحمق.
اقتربت منه و أحنت رأسها لتلقيه على كتفه فلا تعود مرغمة على النظر في عينيه.
قال نايل وهو يشير إلى شجرة قطع منها غصن صغير ليعطيها إياه:" تفوح منها رائحة البحر, أليس كذلك؟".
أحست جيمينا بالدم يتجمد في عروقها فتراجعت بضع خطوات بشكل تلقائي. لم تشأ أن يأتيها نايل, القرصان محطم القلوب, بعطور دافئة مثيرة لتشمها.
أجابته بنبرة باردة تفتقر إلى الحماس:" أنت محق".
-ما خطبك يا حبيبتي؟.
تسمر في مكانه يحاول أن يفهم من ملامحها ما يزعجها.
أحست جيمينا بألم في عينيها لسماعها هذه النبرة العذبة التحببية و إن لم يكن يعنيها فعلا.
أم لأنه لم يكن يعنيها فعلا! استدارت جيمينا لتقاوم سحره بكل ما أوتيت من قوة:!!http://www.liilas.com

 
 

 

عرض البوم صور جين استين333   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أحلام, لو يتوقف الزمن, دار الفراشة, روايات, صوفي ويستون
facebook




جديد مواضيع قسم روايات احلام المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 09:32 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية