لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > روايات احلام المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات احلام المكتوبة روايات احلام المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18-07-09, 04:24 AM   المشاركة رقم: 51
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 107705
المشاركات: 578
الجنس أنثى
معدل التقييم: جين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 436

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جين استين333 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جين استين333 المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


هادا جزء زيادة وان شاء الله اللي بعدو حيكون تتمت الفصل الخامس

 
 

 

عرض البوم صور جين استين333   رد مع اقتباس
قديم 18-07-09, 04:26 AM   المشاركة رقم: 52
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 107705
المشاركات: 578
الجنس أنثى
معدل التقييم: جين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 436

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جين استين333 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جين استين333 المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

-عجبا , لقد دعوت المدللة على العشاء و لم تتاثر بسحرك؟ إنها فعلا سابقة!
المدللة, اهذا ما يسميانها به؟
حسنا, لقد غازلها أكثر الرجال خبرة, وسيتعين عليه أن يبذل جهده ليبلغ معاييرها. إنها تدين بذلك لكرامتها و لنصف نساء جزر الكاراييب. وخرجت فجاة من خلف شجرة النخيل والشرر يتطاير من عينيها فيما علت ثغرها ابتسامة ماكرة.
-جيد أنك لا تزال هنا. لقد بدلت رأيي. سارافقك إلى البلدة.
لم يكن نايل بمغفل, فعلا حاجباه استغرابا وارتسمت على وجهه امارات الحذر.
في الواقع, أدرك نايل بلاكثورن أنه متورط معها في نوع من التحدي الذي لا يعني سواهما. وقد عقد العزم على الفوز.
أجابها بنبرة خشنة:" إنه يوم حظي".
أجابته بجفاء:" لا تتحمس كثيرا. احتاج إلى من يقلني, ليس إلا".
-أعتقد أنني سأكون شاكرا لله على هذه النعمة.
أنزلها في ساحة السوق في مدينة كوين كما طلبت منه.
-تجدينني عند رصيف المرفأ إذا ما غيرت رأيك.
أسند ظهره إلى المقعد يراقبها فيما راحت تتلمس قبضة الباب بطريقة غير لبقة البتة.
-تقودك الطريق إلى اليسار تمثال القرصان, إلى المرفأ. امشي بمحاذاة المراسي حتى تجدينني.
أجابته جيمينا تلقائيا:" بالتاكيد".
ترجلت من السيارة وأغلقة الباب خلفها. تمنت لو أن نايل حاول إيقافها وإقناعها بمرافقته, لكنه لم يفعل. اكتفى بالتلويح لها قبل أن يضع نظارته الشمسية السوداء وينطلق بسرعة...
لم تكن بلدة كوين أضخم أو أوسع من المطار. انتصبت في ساحتها الرئيسية بعض الأبنية المتداعية التي تعود إلى القرن الثامن عشر والتي تزينها الشرفات الحديدية الجميلة.
كانت المحال مليئة بالبضائع التي تلائم الصيادين أو ربات المنزل أو حتى الغطاسين, إنما لم تستطع جيمينا العثور على ما يتماشى مع ذوقها.
وفي النهاية استسلمت لتتوجه رغما عنها إلى المرفأ. أو لعلها تمنت ذلك في سرها؟
اكتظ المرفأ بالناس إلا أن أحدا لم يبد على عجلة من امره.
راحت جيمينا تجيل النظر في ما حولها ثم اتكأت على السور البحري تتأمل القوارب الصغيرة التي ترسو في الميناء لتفرغ حمولتها.
كانت حجارة السور دافئة و الهواء البحري ينفث على عنقها هواء دافئا. و تناهى إليها اسمها فرفعت رأسها.
رات نايل يقف على ظهر مركب راس في الميناء. عكست وقفته القوة والكفاءة و برودة الأعصاب و التحكم بمجريات الأمور... بخلافها هي.
كان قد رفع نظارته الشمسية إلى رأسه فالتقت عيونهما فيما أنارت وجهه ابتسامة مشرقة لم ينجح في لجمها. لقد فشل إذا في الإمساك بزمام الأمور!
وجدت جيمينا نفسها تنتصب واقفة لتتوجه نحوه, تقطع الطريق وكأنها فقدت السيطرة على قدميها المعفرتين بالتراب.
توقفت بعيدا عنه من دون أن تعير الحشد الفضولي خلفه اهتماما. كان عاري الصدر, تتألق بشرته في أشعة الشمس كالفاكهة والخضار التي بتاجر بها أصحابها خلفها.
حيته وابتلعة بريقها, فسألها:" هل ستمنحينني فرصة ثانية؟".
حاولت جهدها لتستعيد هدوءها قبل أن تجيبه:" هذا يتوقف على ما تعرضه علي".
أحسنت يا جيمينا! بدوت متفائلة وحتى فرحة ولم تجعلي من نفسك أضحوكة.
وثب نايل بخفة من المركب إلى الرصيف:" دعينا نتحدث".
شعرت جيمينا بالتوتر, إلا انه لم يلمسها بل وقف امامها يتفرس في وجهها وكأنه لا يصدق عينيه.
إنه ذكي فعلا, كما خطر لجيمينا في سرها. وتمنت فجاة لو أنها أسرت لهذا الرجل بمكنونات صدرها منذ اللحظة الاولى.
اشاحت بنظرها عنه قبل ان تغلبها رغبتها هذه, وتبوح له باسمها الحقيقي.
-حسنا, ماذا تقترح؟
رأته جيمينا يقف كأمير. إنه يشبه القرصان في التمثال الذي يحتل قلب الساحة الرئيسية.
حذار يا جيمينا! هذا الرجل ينضح وسامة و جاذبية وهو يعرف ذلك حق المعرفة.
سالها بلطف:" ما رايك لو نركب البحر ونقصد جزيرة مهجورة نقضي فيها نهارا كاملا؟".
راحت جيمينا تطرف بعينيها مدهوشة. فما كان منه إلا ان ضحك. يبدو وسيما بحق عندما يضحك.
-دعيني أريك جزيرة مهجورة فعليا, جزيرة لا تفصلنا عنها غير ساعتين من الإبحار.
نظرت جيمينا إلى المركب خلفه.
-اتقصد حيث ياخذ الهواة دروس الغطس؟
-كلا , لا تشغلي بالك بدروس الغطس. لن يرافقنا احد ولا حتى الطاقم. ساقود المركب بنفسي.
اجابها نايل بذلك فيما كان غارقا في تأمل عينيها فكاد قلب جيمينا يقفز من بين أضلعها. اتمضي نهارا كاملا برفقته في إحدى جزر الكاراييب؟ هل يسعها الوثوق به؟ هل يسعها الوثوق بنفسها؟
وفجأة عادت تسمع صوتا داخليا يذكرها بكلمات السيدة بليندا:" انت لا تعيشين حياة شخصية, لا تواعدين أحدا إلا إذا اضطررت لذلك".
ما من حياة شخصية! ساريها! سألقن هذا المتمرد درسا لن ينساه في حياته. ساريهم جميعا.
ارجعت رأسها لتبتسم له ابتسامة عذبة متالقة.
-إن عثرت على محل أشتري منه ثيابا للسباحة, فسأكون رهن إشارتك.
علا حاجباه استغرابا, وقال:" سأجد لك ثيابا للسباحة, فلتبدأ مغامرتنا".
انحنى امامها انحناءة ساخرة مسرحية فقرأت جيمينا في عينيه تصميما وجدية.
-حسنا. لقد اشتريت واقيا من الشمس وقبعة, إلا أنني ما وجدت ثيابا للسباحة.
اجابها و عيناه ترقصان فرحا:" سابحث في البلدة كلها! ستحصلين على ما تريدين".
امسك بذراعها وهب مسرعا يقطع الطريق ليصل إلى متجر مبرد. قادها مباشرة إلى منصة تعج بالالوان, من اثواب الساري الحريرية الملونة إلى الاقمشة الزاهية فالقمصان القطنية المطرزة.
تناول ثوب سباحة فيروزي و أحمر اللون من وسط مجموعة ملونة.
أعجبها الثوب, لكنها اضطرت لاستبداله لاحقا لتنتقي القياس الصحيح.
سدد ثمنه فيما انبرت تبحث في حقيبتها عن نقود, ثم راته يحمل ساري متدرج الالوان إضافة إلى مجموعة من السراويل القصيرة.
-لست مضطرا لذلك, لم يبتع لي أحد شيئا منذ كنت طفلة.
بدت جيمينا اشبة بمراهقة غير لبقة تواعد حبيبها الاول. فاجابها باستخفاف:" تلذذي إذا بهذه التجربة الجديدة".
ولمعت عيناه فيما راحتا تتفحصانها, فاحست بالدم يغلي في عروقها.
-قد أحتاج غلى المزيد من الواقي من الشمس, إن كنا سنمضي النهار كله في الخارج.
كانت بشرة جيمينا بيضاء شفافة, ولا يسعها العودة إلفى لندن بسمرة ذهبية سيما و أنها ستخضع لجلسة تصوير في الأسبوع المقبل.
إنما أليست حرة و سيدة قرارها؟
-من هنا.
اشار نايل إلى محل ثان حيث ابتاعت مرطبا للبشرة و نظارات شمسية. بعدئذ, وافته إلى الرصيف حيث وجدته يحمل أكياس بقالة ويصعد برشاقة إلى المركب .كان أفراد الطاقم قد رحلوا.
وضع الاكياس أرضا و امسك بيدها ليساعدها. فسالته:" أتنوي البقاء أسبوعا كاملا؟".
أجابها وفي عينيه بريق غريب:" لا تقلقي. أنا مضطر للعودة هذا المساء, فعلي أن أعمل".
-لم ابتعت إذا كل هذه الحاجيات؟
-إنها للغداء في الهواء الطلق, و بعض الأغراض التي قد تحتاجين لها.!!http://www.liilas.com

 
 

 

عرض البوم صور جين استين333   رد مع اقتباس
قديم 18-07-09, 01:40 PM   المشاركة رقم: 53
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 107705
المشاركات: 578
الجنس أنثى
معدل التقييم: جين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 436

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جين استين333 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جين استين333 المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

-انا؟ هل ابتعت لي هدية ؟ هدية أخرى؟
بدت جيمينا حذرة و ليس مذعورة. كانت امرأة خبيرة علمتها الحياة الكثير وقد جابت العالم كله. أما هو فانحنى يمعن النظر في عينيها كما يغرق العاشق في عيني حبيبته.
-لقد خمنت القياس بنفسي.
-شيء آخر ارتديه؟
أحست بالدم يتصاعد إلى خديها. وخطر لها انها تبدو كسنجاب أصابه الهلع إنما لم يكن بيدها حيلة. استوى نايل في وقفته و امارات السرور و الرضى بادية على وجهه.
-تفضلي.
أخرج من الكيس الورقي حذاء خفيفا أسود فتناولته جيمينا منه بحركة آلية.
-ما هذا بحق السماء؟...
-قنفذ البحر حيوان شائك و صغير. ولا يسعك التنزه على الشاطئ إن كنت تنتعلين حذاء بكعب عال. كما أنه من المستحيل ان تمشي حافية القدمين إذ تكثر هذه الحيوانات على الشاطئ وقد تدوسي على احدها. لا تستخفي بالألم الذي ستعانيه أو بخطورة جرحك. يستحسن أن تنتعلي هذا الحذاء عندما تتنزهين على الشاطئ أو حتى عندما تسبحين.
-شكرا لك.
تغضنت عيناه بابتسامة, وقال:" لا ننشد غير راحتكم".
إنه وسيم بحق, و تصعب مقاومة سحره. وخيل إليها أن في وسعه قراءة أفكارها عندما رأت ابتسامة هادئة تعلو ثغره. إلا أنه لم يحاول إستغلال سحره و جاذبيته بل أخذها في جولة سريعة ليعرفها على المركب قبل ان يتهيأ للانطلاق.
رفع الشراع وأبحر عن المرفأ بمهارة لا متناهية ولم يحاول إخفاء استمتاعه بالرحلة هذه.
-هذا رائع فعلا, أليس كذلك؟
وسرعان ما أخذ النسيم العليل يلفح وجهيهما ويداعب شعر نايل الداكن فبدا أشبه بقرصان استولى على الجزيرة.
سألته جيمينا فيما راحت تجيل النظر من حولها بإعجاب:" هل تقوم بذلك باستمرار؟".
-أقوم بماذا؟ أخطف امرأة أم ابحر؟
اجابته وقد تغضنت عيناها:" أن تبحر بالطبع! أنا أستطيع الاعتناء بنفسي"..
-جيد.
وأطلق ضحكة عالية لم تستطع إدراك سببها.
-إذا أتبحر بانتظام؟
كان نايل عاري الصدر فلم تستطع جيمينا رفع نظرها عن عضلاته المدهشة. إنه جذاب بالفعل, يتمتع بسحر لا يقاوم. ولم تكن قد التقت بشاب مثله في حياتها.
راح يتأمل الأفق وقد ضاقت عيناه ثم رفع نظره إلى صاري المركب.
-بانتظام؟ ليس في الآونة الأخيرة. لطالما أبحرت في طفولتي. لقد تعلمت الإبحار قبل المشي.
بدا نايل شارد الذهن. راقبته جيمينا يوجه المركب وسط الأمواج و لم تفاجئها مهارته قط. بعدئذ, جلس قربها واضعا يده خلف ظهرها بحركة ودودة غير متكلفة, فما كان منها إلا أن مالت إلى الأمام.
-هل ولدت في البنتكوست؟
-في الجزيرة؟ كلا. ما الذي أوحى إليك بهذه الفكرة؟
-أهذا قاربك؟
وأجالت جيمينا النظر في السطح.
-أتقصدين هذا المركب البسيط؟ لا, ليس لي, لقد استعرته من بعض الأصدقاء. لا املك مركبا لا في البنتكوست ولا في أي مكان آخر.
هل سمعت رنة ندم في صوته؟ لم تر جيمينا فيه رجلا يميل إلى الندم. و تمنت لو تحيط بحياته كلها, لو تتعرف إليه عن كثب.
سألته بفضول:" لا, ألأنه يكلف ثروة؟".
هز نايل كتفيه استهزاء قبل ان يجيبها:" إنه بالأحرى نمط عيش. أمضيت حياتي في السفر. إن كان المرء منا يعيش حياته في ترحال مستمر, فلن يجد يوما مرفأ يرسو فيه".
-هل تجوب الأرض, بمحض إرادتك؟
-نوعا ما.
عندما لم تتفوه جيمينا بكلمة, أردف:" أتريدين أن أخبرك قصة حياتي المحزنة بالكامل؟".
-نعم!
الحرب الباردة لم تهدأ بينهما, فهزت كتفيها استخفافا و كأنها غير مبالية البتة.
-حسنا لقد هربت من المنزل عندما كنت في السابعة عشرة من عمري.
بدأ قصته وهو يتمطى. وقع هذه الكلمات ترك صدمة في نفس جيمينا.
-هربت؟ هل مللت المعاملة السيئة؟
أطلق ضحكة خافتة, ورد:" لم يأت قراري هذا وليد الساعة بل نتج عن علاقة سيئة ربطتني بزوجة ابي وعن سوء معاملة أخي لي الذي كان يبيح لنفسه معاقبتي, فما كان مني إلا ان غادرت البيت".
قطبت جيمينا. لم يكن نايل يعيش حياة عائلية طبيعية.
-أكان أخوك يعاقبك؟ ماذا عن أبيك؟
-كان يتحضر لطلاق آخر. لا ترتعبي على هذا النحو. إننا كنا العائلة المفككة النموذجية.
ضحك نايل لرؤية تعابير وجهها.
علقت جيمينا وهي تتأجج غيظا لما لحق به من أذى:" يبدو أنك أفضل حالا من دونهم".
و أحست باضطراب عارم يعتريها, ويشل تفكيرها.
-كان لي خالة أو خالتان لا بأس بهما, إنما لطالما كان أخي وضيعا فقد ورث عن أبي طباعه السيئة.
أوشكت جيمينا أن تنفجر بالبكاء لكنها تمالكت نفسها. أما نايل فلم يتأثر بفيض الذكريات.
تمنت جيمينا لو أنها ابتاعت محارم ورقية... وعبثا حاولت تنشق الهواء بهدوء.
وضع يده تحت ذقنه و ادار وجهها نحوه:" هيا يا جيمينا, لا داعي لهذا الحزن, فقد مرت سنوات طويلة على هذه الأحداث".
رأته يضحك, فردت بكلمات متقطعة:" لست حزينة. أنا أحب عائلتي كثيرا, و أعتقد أنه من المخزي أن يكره أفراد العائلة الواحدة بعضهم البعض".
كان يتفرس فيها فمسحت وجهها بظاهر يدها, وقالت:" أحتاج إلى محرمة ورقية".
كرر بنبرة لطيفة عذبة:" هيا يا جيمينا".
استجمعت قواها, فلم تكن تحبذ إظهار عواطفها على الملأ.
-أعتقد أنك ما عدت تراهم, أليس كذلك؟
-ما قصدت بيت العائلة منذ أكثر من خمسة عشر عاما. لقد توفي والدي. ألم تسمعي بالعادة الإنكليزية التي تورث ولدا و تحرم الآخر؟
-ماذا؟
-يورثون أحد الولدين فيما يبقى الآخر وريثا احتياطيا ولا يلمس فلسا إلا إذا أصيب الأول بالطاعون. حسنا, أنا هو الاحتياطي.
تسارعت الكلمات إلى لسانها قبل أن يتسنى لها لجمها فقالت:" هذا فظيع".
أجابها نايل برحابة صدر:" أعترف بأن عائلتي ليست رائعة و الهروب من المنزل سدد لها ضربة قاسية".
-الهذه الأسباب احترفت القمار؟ لتزعج عائلتك؟
وقف نايل ليسوي الشراع ثانية! فنظر إليها وفي عينيه بريق غريب.
-أنت تجيدين فعلا سياسة العداء بالنسبة لفتاة تنعم بالدفء في كنف عائلة رائعة تحبها.
أخذت جيمينا تتفرس فيه: قطرات فضية تتلألأ على صدره الذي لفحته اشعة الشمس, عينان تحاولان حضن هذا البحر الرائع. يبدو نايل بلاكثرون وكأنه أتى إلى هذه الدنيا مبحرا.
-ألم ترغب قط في ممارسة مهنة أخرى؟
-ربما.
وسرعان ما طوى صفحة الاعترافات ليعرفها على معالم ساحل بنتكوست الجنوبي.
وفجأةو طار الشيء الوحيد الذي وفقت جيمينا بشرائه.
-تبا! ليس القبعة.
-أنت مخطئة تماما.
أسرع بخفة إلى الحجرة السفلية ليعود حاملا قبعة على أحد اطرافها بضح حبات كرز قديمة.
بادرته مدهوشة:" تبدو هذه القبعة قديمة قدم الجزيرة".
-لا تسخري منها, فهي تعود لجدة إيللي. سرقتها هذا الصباح. ستحتاجين إليها بالتاكيد إذ غالبا ما تكون الشمس مؤذية في هذه المناطق.
أخذت جيمينا القبعة واعتمرتها فوق الخصل التي بعثرها الهواء. حبذا لو تراها إدارة الوكالة, لن يحتملوا وقع هذه المفاجأة!
-يبدو أنك اعتدت المجيء إلى هذه الجزيرة وإن لم تكن من سكانها.
-اسافر إلى أقاصي الأرض. ألم أخبرك ليلة امس؟ تنقلت من لاس فيغاس إلى لندن ومن نيوجرسي إلى موناكو.
قالت جيمينا ببساطة:" أعيش في لندن".
أرتفع حاجباه الكثان استغرابا.
-انت تسافرين وحدك بأقل قدر ممكن من الحقائب, ولا تتكبدين عناء حجز غرفة في فندق. لست من السياح التافهين ولا تستحسنين أن يساعدك من حولك على حمل حقائبك.
استشفت في صوته رنة جعلتها تتفرس في وجهه, وتسأله:" ماذا تعني؟".
-تفضلين الاحتفاظ بها طوال الوقت. هل خبأت فيها أغراض ثمينة؟
هزت جيمينا راسها, وردت:"كلا, لا شيء من هذا القبيل".
-ألم تقصدي جزيرة بنتكوست لإنجاز مهمة معينة؟
-ابدا, أعتقد أنني أردت الفرار, شانك تماما.
ردد نايل من دون أن يصدق اذنيه فيما راح يحملق في وجهها:" الفرار؟".
هب نسيم عليل داعب خصلات شعرها, وحاول حمل قبعتها القبيحة, إلا أن جيمينا تمسكت بها جيدا وأعادتها إلى مكانها.
واعترفت اخيرا, مقطبة وجهها:" نعم. اعترضتني مشكلة معينة لم أستطع حلها ما اضطرني للفرار..".
انتظر نايل ان تكمل قصتها لكنها لزمت الصمت فسال:" لكنك تعيشين في لندن؟ لديك وظيفة منتظمة أليس كذلك؟".
-حسنا, منتظمة إلى حد ما.
وابتسمت جيمينا في سرها, فما كان منها إلا أن رمقها بنظرة متفحصة سريعة.
-هل ستخبرينني ما معنى هذا؟
سالته مدهوشة:" ماذا؟".
-هذه الابتسامة السرية.
تبدد المرح واللهو واتسعت حدقتاها فيما اعتدلت جيمينا على مقعدها الخشبي. وعلقت اخيرا:" أنت حاد الملاحظة".
-يقتضي عملي استشفاف تصرفات الناس. أنا خبير بلغة الجسد.
زاد كلامه هذا من انزعاجها. فسالته:" ىهل تستطيع قراءة أفكاري؟".
ارتسم على ثغره طيف ابتسامة, ورد:" إلى حد ما".
داعب نسيم خفيف بشرتها فعلقت وهي تتمطى بدلال:" هذا أشبه بحلم".
كان نايل منهمكا عند دفة المركب لكنه استدار نحوها وابتسامة مشرقة تعلو ثغره.
-تنتظرنا جزيرة مهجورة لم تشوهها يد بشري. نحن و الطبيعة لا ثالث معنا.
اسندت جيمينا ظهرها تراقب الطيور التي بسطت اجنحتها الرائعة, فبدت و كانها تستسلم لقوى الطبيعة. فأسرت الى السماء: أريد أن أكون عصفورا مثلها. أستطيع تحمل أي شيء لقاء يوم أقضيه في الجنة.
بدأت حركة البحر تتغير فاستوت جيمينا في جلستها ولاحظت أنهما يقتربان شيئا فشيئا من إحدى الجزر.
بدا الشاطئ حصنا منيعا تصونه مجموعة من الصخور العالية. وما إن دار المركب حول الصخور حتى شهقت جيمينا وقد أخذت الدهشة منها كل مأخذ.
كانت الطبيعة قد شكلت في هذه البقعة ميناء طبيعيا, حيث المياه بلورية كالزمرد تداعب الرمال العذراء و كأنها قط كسول يتمطى ثم يتراجع مرارا وتكرارا!
قالت جيمينا بنبرة عذبة:" إنها لطبيعة مثالية".
في البدء, لم تقع عينا جيمينا إلا على أشجار رائعة بدت وكأنها مزروعة أكثر منها برية. كان الشاطئ, حيث رسا المركب, ظليلا تنتصب خلفه تلة مخضوضرة شامخة.
تقدم نايل بمركبة ببطء نحو الصخور ورمى المرساة ثم قفز من المركب واستدار ليقدم لجيمينا المساعدة.
لكن جيمينا قفزت خلفه من دون مساعدة. كانت المياه تغمرهما حتى فخذيهما ما جعلهما يترنحان في مشيتهما, إلا أنه أمسك بها بإحكام يسندها. أحست جيمينا بالموج يرتطم بها, يلفها كالدوامة إلا أن شعورا غريبا بالتوازن اكتنفها.
استسلمت لحركة الموج, فراحت تتمايل وهي تجيل بنظرها مدهوشة في أرجاء هذا الشاطئ.
وجدت جيمينا طريقا أحاطت به أشجار النخيل وكأنها مراوح مفتوحة رائعة. وشعرت بالرمل ناعما كالطحين المنخول حديثا.
قالت بنبرة لطيفة وقد استبدت بها الدهشة:" نحن الكائنان الوحيدان علفى هذه الجزيرة".
-ألم أقل لك؟
تسمرت في مكانها تراقب قاع البحر تحت قدميها العاريتين, وتشتم رائحة الملح, وتستمع إلى صوت المد والجزر.
ولكن الاهم هو هذا السكون الذي لف المكان.
همست جيمينا التي لم تكن تصدق عينيها :" لا أصدق, إنه منظر حقيقي".
راح نايل يتأملها, نايل الذي أصبح فجأة الأكثر وسامة و لطافة وحيوية. وبحركة ملحة و بطيئة, رقيقة و عذبة, أزاح عن وجهها خصلة شعر عبثت بها رياح البحر, فشعرت جيمينا بأن دفء الأرض كلها احتشد كي يتيح لها...
يتيح لها ماذا؟ لم تكن جيمينا مهيأة للخطوة التالية, هي التي حضرت شتى الحفلات الاجتماعية وغازلها أكثر الرجال سحرا.
تسكرت في مكانها وكأنها فقدت إحساسها بالواقع, فقد توازنها. كانت جيمينا دار مأخوذة بسحر نايل, مرتبكة, مشوشة إلى حد بعيد, حتى أنها شعرت بالخجل.
سكنت تلك اليد الداكنة و توقفت عن مداعبة شعرها فيما راحت العينان القاتمتان تتفحصان وجهها وقد غابت عنهما للمرة الاولى, تلك النظرة المشاكسة.
بادرها بنبرة هادئة لا تخلو من القوة:" ستحظين باليوم الذي تمنيته في الجنة, ثقي بي".!!http://www.liilas.com





^^^^^^^^^^^^^^^^^^^

 
 

 

عرض البوم صور جين استين333   رد مع اقتباس
قديم 18-07-09, 01:42 PM   المشاركة رقم: 54
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 107705
المشاركات: 578
الجنس أنثى
معدل التقييم: جين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 436

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جين استين333 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جين استين333 المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

تم الفصل الخامس و الحمد الله

 
 

 

عرض البوم صور جين استين333   رد مع اقتباس
قديم 19-07-09, 02:39 AM   المشاركة رقم: 55
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Aug 2008
العضوية: 90105
المشاركات: 270
الجنس أنثى
معدل التقييم: moura_baby عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 16

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
moura_baby غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جين استين333 المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

شكرا ليكي
في انتظار البقية

 
 

 

عرض البوم صور moura_baby   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أحلام, لو يتوقف الزمن, دار الفراشة, روايات, صوفي ويستون
facebook




جديد مواضيع قسم روايات احلام المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 12:33 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية