كاتب الموضوع :
جين استين333
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
ابتلعت جيمينا بريقها وراحت تحدق إليه غارقة في صمتها.
إنها مجنونة إن ظنت أنه يسعها الاعتماد عليه وإن للحظة, حتى في ليلة مرصعة بالنجوم في الجنة.
-لا ترحلي في الغد. إبقي في الفندق و امنحيني فرصة بعد.
لم تتفوه ىجيمينا ببنت شفة. لعله نصب لها فخا جديدا, بقل كانت على ثقة من أنه فخ آخر.
-سأفكر في الموضوع!
لكنها كانت تعلم أنها لن تتزحزح من الفندق.
في صباح اليوم التالي, اختارت جيمينا قطعة فاكهة من طاولة الفطور وراحت تتنزه على شاطئ البحر. لاحظت مسرورة ان أحدا لم يعرها اهتماما فجلست تراقب المياه لاقبل أن تعود إلى قاعة الاستقبال في الفندق.
التقت آل الذي رفع نظره إليها وابتسامة عريضة تنير محياه:" مرحبا, هل نمت جيدا؟".
-كطفل. هل من رسائل لي؟
-كلا.
أطلقت جيمينا تنهيدة تنم عن رضا وعن فرح عارم.
((لقد كسبت هذه الجولة يا باسيل)). شعرت بالارتياح فابتسمت لآل ابتسامة عريضة, فراح يطرف بعينيه مدهوشا.
-ألا تريدين إعلام أقاربك بأنك بخير؟
-لا. في الواقع لم أفكر الأمر, ربما.
لم تكن مفكرتها مكتظة بالأعمال والالتزامات إلا أن وكالتها لن ترغب في فقدان أثرها, ناهيك عن إيزي و بيبر.
-لعلك محق. علي أن أخبر عائلتي بمكاني, أيس يسعني إيجاد محل للإنترنت؟
أنارت وجهه ابتسامة عريضة:" استخدمي الحاسوب في المكتب إذا شئت. سأعطيك بطاقة و أضيف التكلفة على فاتورتك".
-عظيم. أنت لا تملك محلا تجاريا, أليس كذلك؟ أردت أن أشتري ثيابا للسباحة في المطار, إلا أن المحلات كانت مغلقة. وهنا...
-آسف, ما من محل تجاري. عليك أن تقصدي البلدة. اخبرني نايل هذا الصباح انه ينوي اصطحابك إلى السوق.
كانت تتأمل البطاقة عندما رفعت رأسها متفاجئة:" عفوا؟".
أطلق آل قهقهة مدوية:" لم يخبرك بعد؟ يا إلهي , يسهل على هذا الرجل الإفلات من جريمة قتل".
من الواضح أن آل يكن لنايل الإعجاب و الغيرة أيضا.
سالته جيمينا بحزم:" حقا؟".
أجابها برنة كئيبة:" لطالما تمتع بالجاذبية".
ردت ببرودة:" أحقا؟".
-يعمد نايل كلما قدم إلى هنا إلى مغازلة النزيلات. إلا أن هذا الاسبوع... ها هو آت.
خطر لجيمينا و الغضب يستمر في داخلها أن آل يهنئها على اهتمام نايل لغرض في نفسه.
بادرته جيمينا بلطف مضلل:" هاهو".
-صباح الخير يا جميلتي . هل أنت مستعدة للانطلاق؟
يبدو أن نايل في مزاج جيد هذا الصباح.
كان يرتدي سروالا قصيرا يصل إلى ركبتيه ويكشف عن ساقين مسمرتين و مفتولتي العضلات.
أشاحت جيمينا بنظرها عنه, وبادرت شجرة النخيل بنبرة وقورة:" يا لحظي العاثر! لم أسجل اسمي لمواعدة احد اليوم".
نعليقها الساخر هذا لم يقلل من عزيمة نايل الذي قال:" لقد أخبرتني أنك ستصرفين النهار برفقتي. لا يسعك التراجع الآن".
-بل على العكس.
وتنهدت تنهيدة عميقة. يحتاج هذا الرجل لمن يضعه في مكانه الصحيح و يعرفه مقامه, راحت جيمينا تكرر هذا لنفسها, قبل أن تستانف حديثها:" الفرصة ليست مناسبة الآن".
تقوس حاجباه تعجبا:" لماذا؟".
صاحت به و الغضب يتطاير من عينيها:" عفوا؟".
-كيف امست الفرصة فجأة غير مناسبة؟ ما عساك تفعلين اليوم؟ أحبرتني بالامس أنك تنوين السفر اليوم, أي ليس لديك ما تفعلينه طيلة النهار.
-أريد التحدث إلى بعض الناس, وإرسال بعض الرسائل الإلكترونية ولا أدري كم سيستغرق ذلك من وقت.
ارتفع حاجباه تعجبا, لكنه لم ينبس ببنت شفة. لم يصدق كلمة مما قالته ولم يكن يحاول أن يتصرف بلياقة. فساله:" هل فقدت شجاعتك؟".
نظرت جيمينا إلى آل و الغضب يتطاير من عينيها, فوجدته يتابع حديثهما بلهفة واضحة من دون أن يكلف نفسه عناء إخفاء اهتمامه الشديد بهما.
أما نايل فلم يعره اهتماما وكأنه لا يلاحظ حتى وجوده.
ضحكت جيمينا قبل ان تجيب:ط هذا سخيف بالفعل".
-حقا؟
لم يكن نايل يفوت فرصة لاستفزازها. فضاقت عيناها حتى أمستا شقين رفيعين.
ردت بنبرة جافة:" اسمعني جيدا يا عزيزي. عندما وافقت على رؤيتك اليوم ظننت أننا سنبقى في الفندق ولم أتوقع أن تأخذني في جولة غامضة".
نصحها نايل:" عدلي إذا توقعاتك".
سمعت جيمينا \آل يضحك خلف مكتبه, فرمته بنظرة فيها من الغضب ما جعله يتوقف عن الضحك ليتظاهر بأنه يسعل. عندئذ, قررت أن تسدد له ضربة لتنتقم منه.
بادرته جيمينا بلطف:" أتريدني أن أساعدك على الإفلات من جريمة قتل؟".
-عفوا؟
طرح نايل هذا السؤال مقطبا وجهه فيما بد آل مرعوبا. فابتسمت ابتسامة عريضة أشرق لها وجهها, وشرحت له بنبرة عذبة:" لقد أخبرني آل أن هذا ما تتوقعه من حبيباتك. لعلك تحتاج إلى تعديل توقعاتك".
غرق الرجلان في صمت مطبق.
لقد كسبت هذه الجولة. هذا ما خطر لجيمينا قبل أن تستدير على عقبيها وتسير من دون أن تنظر خلفها.
علت ثغرها ابتسامة عريضة جين ابتعدت عنهما, و فتحت بابا يؤدي إلى مركز صغير إنما فعال ضم حاسوبا و فاكس و آلة طابعة.
أدارت الكمبيوتر وجلست تقرأ ما وردها من رسائل إلكترونية. وجدت أن الوكالة قد أصابها الذعر. أين أختفت؟ لم لم تتصل بهم بعد؟ أنسيت موعدها يوم الأربعاء في دروتشيستر؟
أجابتهم جيمينا برسالة سريعة و مختصرة:"كلا".
لكنها عادت و استدركت فبعثت لهم برسالة ثانية دونت فيها عنوان الفندق و أرقام هاتفه ثم أضافت:" للحالات الطارئة, فأنا أستمتع بوقتي كثيرا".
بعدئذ, وقعت على رسائل من باسيل. وكانت قد اعتادت الأسماء المستعارة المختلفة التي يستخدمها, فما كان منها إلا أن محتها كلها من دون ان تقرأها.
لم تكن جيمينا تكترث لأي رسائل لكنها أرادت أن يغادر نايل بلاكثورن الردهة, فراحت ترد على بعض الرسائل التي وصلتها من مصور و منظم لحفلات خيرية و بعض الصحفيين.
لم يعد لجيمينا عذر للبقاء في الغرفة, فعمدت إلى إطفاء الحاسوب لتخرج بحذر إلى الردهة.
كان نايل يتجاذب اطراف الحديث مع صديقه آل, وقد اتكأ إلى المكتب, وكأنه مستعد للبقاء في مكانه طوال النهار.
اختبأت جيمينا خلف شجرة النخيل, فشعرت بأنها تتصرف بسخافة.
لم تكن واثقة من أنها محصة ضد سحر نايل الرجولي الذي يحسده عليه آل. فما كان منها إلا أن جلست بين النباتات تأمل أن ينهي حديثه و ينصرف بسرعة. وسرعان ما تناهى إليها حديثهما:" هل قامرت بتهور يا نايل؟".
-لقد خططت لكل شيء.
-كما تشاء.
عاد و سأله بفضول:: إذا , ماذا كنت تفعل ليلة أمس هائما في الظلام الدامس؟".
شعرت جيمينا بالتوتر يعتريها. سأله نايل بشيء من الارتباك:" هائما؟".
-أخبرني شارلوك هولمز في المطبخ أنك جلست على رصيف المرفأ حتى الثالثة صباحا.
سأله نايل بنبرة ضاحكة ساخرة:" وما ظن السيد برايمروز أنني أفعل؟ هل كنت أعترف بخطاياي؟".
-سمعت أن لديك الكثير لتعترف به.
-إنها إشاعات لا اهمية لها.
-أحقا؟ لقد صرفت الأسبوع أخفف عن مراهقة فطرت قلبها. أيتعين عليك فعلا تحطيم قلوب النزيلات كلهن؟
رمى نايل صديقه بنظرة مشككة:" أتتذمر الآن؟ كنت لتقع في ورطة كبيرة لو جاريت تلك الفتاة".
-ربما, ربما...
-لا أريد سماع ربما, إن المراهقات عنيدات في سن السابعة عشرة, اضررت لاستدعاء إحدى الخادمات لأخرج تلك الفتاة بالقوة من كوخي. ألم يخبرك برايمروز بذلك؟
-بلى. لم لا تقصدني العازبات الشقراوات لأخفف عنهن؟
أطلق نايل ضحكة مدوية:" لأنك المسؤول عن هذا الفندق و مواطن صالح, كما أنك متزوج".
سأله آل باشمئزاز:" و أنت رجل الشهوات بالفطرة, أليس كذلك؟".
فأجابه نايل ببرودة أعصاب:" تظن الجميلات أنني رجل غامض".
-يعتبرنك جايمس بوند. تقصد الكازينو بسترتك البيضاء و تلعب الورق حتى الرابعة صباحا.
وتوقف فجأة كمن خطرت له فكرة:" لم أرك يوما تهدر وقت المقامرة جالسا على الرصيف تسامر النجم أو أقله وحيدا. هل صدتك؟".
أستوى نايل في وقفته و ألقى نظرة إلى ساعة يده:" حان وقت الانطلاق. أتريد أن أجلب لك شيئا من البلدة؟".
تابع آل متجاهلا السؤال:" لقد صدتك بالفعل , أليس كذلك؟".
-لن يضيرك أن تهتم بأمورك الخاصة من وقت إلى آخر.
قال له نايل هذا بسأم, إلا أن آل لم يعره اهتماما.!!http://www.liilas.com
|