ابنتي الغالية أنفاس:
حمداً لله على سلامتكِ.
وأهنئكِ بسلامةِ وصولِ الصغير حفظه الله ورعاه.
أشعرُ كما لو أني أصبحتُ جدة قبل أن أصبح.
سعدتُ كثيرا لكِ يا بنيتي.
ودعوت لكِ ألا يكون وحيدا مثل ابني عبدالعزيز.
لم أنقطعُ أبدا عن متابعتكِ ومتابعة رائعتكِ الدسمة التي تزداد حماسا وروعة وإحكاماً.
ولكنها مشاغل الحياة تطوف بنا إلى موانئ مختلفة.
وإن كنت أشعر بذنب ثقيل وأنا أحرص على القراءة دون رد.
أشعر كمن يأكل طعاما لذيذا بعد جوع شديد، ثم يخرج دون أن يشكر صاحب الوليمة.
فسامحيني يا بنيتي .
دخلت اليوم حتى أهنئكِ فقط فرأيت تعليقات بناتي أعلاه، فأحببتُ أن أشاكسهن، بعد أن أشعلن بعضا من قريحتي.
هل سيتأثر راكان من عودة حمد؟
لكثرة ما قرأت أسى الهجران مرارا وتكرارا أصبحت أتوقع كثيرا من ردود أفعال الشخصيات
حينا تصيب، وحينا تقلبها أنفاس بما هو غير متوقع.
راكان سيتأثر وبشكل كبير، فهو ليس مخلوقاً من حجر، ولكن تأثره لن يخرج للعلن.
سيكتمه في داخله، وسيعاني حين يرى الرجل الذي أهان زوجته وضربها.
ولكن كيف ستكون ردة فعله، فهذا ما لم أستطع التوصل له.
من يرى أن تصرفات فارس فيها مبالغة.
نعم فيها مبالغة، ولكنّها مقصودة تماما.
من أكثر الأشياء التي تبهرني في ابنتي أنفاس إحكامها لتركيبة لشخصياتها.
فهي صنعت شخصية فارس بمهارة.
مغرور، ومتكبر، بل ويصل إلى حد الصلافة.
توقعت تماما ردة فعله، وأنه سيرفض الاعتذار، لأن هذه فعلا هي شخصيته كما صنعتها أنفاس، وكما نقلتها للحياة القصصية حتى كادت تنبض بالحياة.
وكذا شخصية مشاعل الرقيقة، من هي في رقتها ولين قلبها لابد أن تتأثر بمشهد كهذا.
كنيسة في داخل مسجد!
هل ترينه حقا يا بنتي مشهدا لا يستحق البكاء على الأطلال؟
وآسفاه يا ابنتي.. وآسفاه..
هل لهذه الدرجة يهون الإسلام في العيون!
وتصبح الكنيسة في داخل المسجد قضية انتهت منذ قرون.
تذكير ابنتي أنفاس بهذه القضية كان طرحا موفقا أهنئها عليه.
وباريس وروما لم تكن يوما بلادا للمسلمين حتى نتحسر عليها.
بنياتي لا تعتبن علي.
فأنا كأمكن وأحببت أن أشاكسكن قليلا.
بنيتي أنفاس
بورك فيكِ، وبورك مداد قلمكِ النادر. وحفظكِ الله وابنكِ من كل شر.
أمكِ المحبة
أم عبدالعزيز