كاتب الموضوع :
#أنفاس_قطر#
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نهارات الإشراق والبهجة والإشتياق
كتب الله لكم في كل خطوة توفيق ورحمة ومغفرة وسعادة
وجعل أيامكم ولياليكم عامرة بالبركة والرحمات
.
.
اليوم نوقف شوي عند الغوالي اللي قالوا إن استفزاز لطيفة لمشعل تصرف يختلف عن شخصية لطيفة مثل ما أنا رسمتها
لهالغوالي أقول:
أنا قد ما أقدر حريصة جدا في رسم الحوار وصنع كل شخصية وحتى تناقضاتها على المدى البعيد
أكيد هذا عمل انساني ولازم يصير فيه نقص لكني أحاول قد ما أقدر أكون دقيقة
وأنا كثير أعطي إشارات لأشياء بتصير عقب..
ارجعو للبارتات الأولى أيام زعلة لطيفة من مشعل
تذكرون ثاني مرة عصبت عليه؟؟
طولت لسانها عليه واتهمته إنه عمرها ما احترمها ولا قدرها
فهو قال لها اتقي الله لا تبهتيني وتكونين من مكفرات العشير
وعقبه سبته وقالت له ياحقير.. فهو قال لها: أنا سمحت لش تعصبين بس ما اسمح لش تسبين وذا المرة باعديها لش بس ثاني مرة لا
يعني يا نبضات القلب
لطيفة موب أول مرة يخونها التفكير المنطقي عند مشعل وغيرتها عليه
ومشعل سبق له حذرها ما تطول لسانها عليه
.
.
ونجي عند توقع قديم جدا أنا ما هضمته من أول مرة واستغربت رجعته الحين
وأنا قبل ما تكلمت عنه لأني ما أحب أوجه تفكيركم
لكني كنت مستغربة إنه كثير من قارئاتي العتيدات الأثيرات توقعوه زمان
لكن إنه يستمر حتى الحين... فغريبة!!!
فاليوم باتكلم عنه
(زواج راكان من معالي)
نبضات القلب اللي شافو معالي تناسب راكان
الحين بنت مراهقة في ثاني ثانوي عمرها 17 سنة فيها تهور الشباب وانطلاقه
تناسب راكان اللي عمره 30 وشخصيته تتسم بالهدوء والعمق؟؟؟!!!
لا وتذكرون إن راكان قال لموضي إن طبيعة شغله تفرض على زوجته مجاملة زوجات زملائه في الديوان
هل تعتقدون إن معالي تنفع لحياة الاتيكيت هذه والقيود والمجاملات ؟؟أو تنفع قبلها أن تكون زوجة تحتوي راكان ووجعه وعمقه؟؟!!
.
.
بارت اليوم
بارت صغنون شوي بس كثيف
وموعدكم الجاي ماراح يكون بعيد إن شاء الله
بيكون بعد بكرة الأربعاء الساعة 11 قبل الظهر
وبيكون البارت الأخير قبل رمضان إن شاء الله
وهذا أنا كتبت منه كثير لكني أبيه يكون جزء طويل طويل عشان يرضيكم
والله العظيم باشتاق لكم
.
.
قراءة ممتعة مقدما
.
. لا حول ولا قوة إلا بالله
.
.
أسى الهجران/ الجزء الثاني والتسعون
واشنطن
بيت يوسف
غرفته تحديدا
مازال الاثنان يجلسان على الأرض
باكينام تسند ظهرها للحائط.. تحتضن ساقيها المثنيتين وتدفن وجهها بين ركبتيها وتبكي
بكت كما لم تبكِ طوال عمرها
ويوسف كان يجلس جوارها وهو يمدد ساقيه الطويلتين
وينظر أمامه إلى اللاشيء وصوت بكاءها يمزق أوردته وينثر دماءها
لم يعلما كم مضى عليهما من الوقت وهما على هذا الوضع البائس المحزن
وكلاهما غارق في أساه وبحر مشاعره المتلاطم الأمواج
كان يوسف أول من تحرك وهو يحرك جسده ليجلس جوار بكينام بشكل معاكس وهو يثني ركبتيه ويلصق قدميه بالحائط
ثم يمد يديه ليرفع رأسها
حاولت أن تقاومه بشدة ولكنها لم تستطع منعه وهو يرفع وجهها إجباريا
وتغرق عيناه في بحر عينيها الخضراوين التي أصبح بياضهما إحمرارا موجعا
وخطان لا يتوقفان يسيلان على خديها
وأثر كفه بدا شديد الوضوح والاحمرار على صفحة خدها الثلجي
ثبت وجهها بكفيه ثم همس لها من قرب بنبرة شديدة العمق ومغرقة في الوجع:
أنا بحبك يا باكينام
انتفضت باكينام بعنف وشرايين قلبها تتهاوى وهي تسمع اعترافا لم تتوقع أنها قد تسمعه يوما
الاعتراف المستحيل وجعا وألما وشجنا
الاعتراف الذي حلمت به وتمنته.. وظنته حلما بعيدا المنال
هاهي تسمعه من رجل حياتها وبنبرته الموجعة
ولكنها سمعته في وقت متأخر... متأخر جدا
ربما لو كان اعترف لها بمشاعره من قبل.. لكانت اعترفت بعشقها له وأنه الرجل الأول والأخير في حياتها
ولكن الآن.. لا.. لا
لا..
لا..
اقترب أكثر وهو يهمس بعمق أكبر ويشدد احتضانه لوجهها حتى لا يسمح لها بإبعاد عينيها عن مدى عينيه:
أنا مش بحبك بس
أنا بعشئك.. باتنفسك..
كل نبض في ئلبي ليكي
وكل نئطة دم اسمك مكتوب عليها
حاولت باكينام أن تهرب من كلماته التي لا تريد سماعها.. تتأخر للخلف
لولا أن الحائط احتجزها
ووجهها الساكن بين كفيه مثبت بين أنامله
قرب وجهه من وجهها ليمنعها من محاولة الهرب وليغمره بقبلاته
لكنها حينها بدأت بالصراخ: لأ.. لأ
الوش اللي ضربته ما تحلمش ترجع تبوسه
يوسف وضع يده على فمها وهو يهتف بحزم: باكي ما تفضحيناش في ستاتك
باكينام أزالت يده بغضب: هو أنته هامك فضيحة وإلا غيرها
لحد هنا وكفاية يا يوسف
ليلة جوازنا واحنا لسه في مصر لما شديت شعري..
ئلت لك لو مديت إيدك عليا تاني
هاخربها وائعد على تلها.. ولا يهمني بنت دبلوماسي ولا ابن عمدة
واديك الليلة مش مديت ايدك بس
اديتني بالألم على وشي ومن غير سبب
خلاص خلي ستاتي يعرفوا كل حاجة.. لأنك الليلة هتطلئني هتطلئني
يوسف يتجاهل كل ماقالته ويهمس بعمق موجوع:
ليه ما ئلتيليش إن الراجل اللي كنت بتزوريه يبئى ابن عمة صاحبتك؟؟
هان عليكي تعزبيني بالشك كل ده؟!!
باكينام انتفضت بغضب: كده يا هيا.. طيب حسابك معايا
ده وأنا منبهه عليها ما تئولش ليك
يوسف بصدمة: وكمان منبهة عليها ما تئولش.. للدرجة دي بتكرهيني؟؟!!
وكنتي مبسوطة وأنا بتعزب؟!!
باكينام بحدة: وئتها ماكنتش باكرهك.. وكان عندي استعداد أعيش معاك
لكن أنته سمحت لنفسك تشك فيا
وأنا كان مستحيل أسمح لك تحطني في موضع شك
لأنو عمري ما كنتش موضع شك.. واخلائي فوء مستوى أي شك
ومفترض إنه البنت اللي انته حفيت عشان تتجوزها وغصبت عليها تتجوزك
وسلمتها اسمك وشرفك يكون عندك ثقة فيها
يوسف من بين أسنانه: ومفترض إنه الست المتجوزة لما جوزها يسألها تجاوبه
وتكون ئد ثقته فيها
يعني كان هينئص منك رجل والا إيد لو كنتي ئلتي لي إنه مافيش حاجة بينك وبينه
باكينام ببرود ساخر: وأديك عرفت.. كان مكافئتي على محافظتي على شرفك الغالي إيه؟؟
ضربتني زي كلبة
يوسف بغضب موجع: أنا مجروح أوي من اللي عملتيه فيا.. وفي النهاية يكون كل عزابي من غير سبب
حرام عليكي اللي عملتيه فيا.. انا اتعزبت عزاب مستحيل يخطر ببالك
باكينام بغضب موجع مشابه: وأنا تعزبت أكثر
ومش مستعدة أكمل حياتي في العزاب ده
طلئني يا يوسف.. طلئني
*****************************
بيت مشعل بن محمد
الصالة السفلية
فور وقوع لطيفة الموجع على الأرض
انتفض مشعل بجزع وهو يركض لينحني عليها
ويهمس لها بجزع حقيقي: لطيفة حبيبتي أنتي بخير؟؟
لطيفة اعتدلت ومشعل يساعدها وهي تجلس بشكل مائل على وركها وتستند على كفها دون أن تنظر ناحيته
مشعل بألم: الله يهداش لطيفة أنتي شايفتني معصب
وأبي أخلي البيت
وأنتي إلا تلحقيني وتستفزيني..
السموحة يأم محمد.. تنقص يدي لو مديتها عليش مرة ثانية
السموحة يالغالية
لطيفة مازالت عاجزة عن النظر ناحيته
تجلس على ذات الوضعية وهي تشعر بألم حاد في أسفل بطنها وأسفل ظهرها
ولكن كل الآلام الجسدية تهون أمام ألم الروح الذي لا حدود له ولا مساحات
ألم الروح الذي تشعر به يخنقها.... يبعثرها..... ينهيها
لم يخطر ببالها ولا حتى في أسوأ كوابيسها أن مشعلا قد يضربها يوما
وبعد مرور كل هذه السنوات
وبعد هذه العشرة الطويلة
يمد يده عليها
تعلم أنها أخطأت باستفزازه.. ولكنها لم تظن أنه مهما غضب قد يضربها يوما
شيء ما انكسر في روحها
شيء عظيم وثمين وشديد السمو
مشعل مازال هو من يتكلم: تكفين يا قلبي ردي علي..
لطيفة تكلمت أخيرا.. بصوت خال من الحياة: مشعل روح الحين
خلني لين أهدأ
مشعل بتردد موجوع: بس لطيفة...
قاطعته بنفس النبرة الميتة وهي تستند على الأرض بكف وتضع الكف الأخرى على أسفل بطنها:
خلاص مشعل.. إذا لي خاطر عندك.. روح
************************
بيت فارس بن سعود
غرفة فارس والعنود
الغرفة التي ستصبح لفارس وحده الليلة
مرت لحظات ساكنة مثقلة
العنود ترتمي على السرير وأثر كف فارس واضح جزئيا على صفحة خدها الناعم
بينما فارس واقف كتمثال حجري دون أن ينظر ناحيتها
كان يعتصر كفه وندم عميق عميق يتسلل لروحه
يتذكر الآن رجاءاتها الموجعة وبكاءها المؤلم
يشعر بالألم والندم يمزقان روحه
فهي لم تكن مطلقا بالعنيدة أو المكابرة على الخطأ
اعترفت فورا بخطئها..وبكت بكاءها الذي ينحره
كان يستطيع تأنيبها بالكلام.. ويعلم أنها حتى الكلام بالكاد تحتمله لشدة رقتها
فلماذا يجرحها ويهينها بصفعها على وجهها؟؟!!
ألم يجد له حلا آخر؟؟ أو وسيلة أخرى؟؟
العنود نهضت دون أن تنظر إليه.. دون أن تعاتب.. دون أن تبكي.. دون أن تتكلم
توجهت لدولاب عباءاتها وارتدت عباءة مغلقة كالثوب فوق قميص نومها
فارس فُجع وهو يراها ترتدي العباءة.. ولكنه لم يتحرك من مكانه..
ولم ينطق بحرف وعزة نفسه تمنعه من التنازل أو التصرف وهو يراقبها بطرف عينه
ارتدت شيلتها كيفما اتفق على رأسها
ثم توجهت بخطوات ثابتة هادئة لباب الغرفة
خرجت
وأغلقته خلفها بذات الهدوء
**************************
واشنطن
شقة مشعل
مشعل يعود للشقة بعد مقابلته مع يوسف ثم توجهه للجامعة
يدخل بهدوء وهو يبحث عن هيا.. وجدها في المطبخ.. تضع الملح في قدر الغداء
سلم بمودة وردت عليه وهي تبتسم.. اقترب منها واحتضنها من الخلف
ثم همس في أذنها: يا قلبي يا هيا ألف مرة قايل لش لا عاد تعبين نفسش
وضعت كفها على خده وهي تهمس برقة: والله العظيم انطونيا توها طالعة الحين
استأذنت تبي تجيب ولدها من المدرسة توديه للبيت وبترجع.. يعني هي قطعت كل شيء وغسلت كل شيء.. وهي اللي حمست
أنا بس بهرت وملحت
مشعل بابتسامة شاسعة: زين تعالي للصالة عندي لش بشارتين
هيا خلعت المريلة وتوجهت خلفه
جلست قريبا منه وهمست بفضول: يالله بشرني
مشعل بابتسامة دافئة: البشارة الأولى.. خلصنا من موضوع يوسف
والرجّال بان عليه التأثر واجد ولو أنه حاول عقب يبين أنه الموضوع عادي
هيا بسعادة: الحمدلله.. والله العظيم انبسطت بذا الخبر
مشعل بمودة وسعادة حقيقية: انتظري الخبر الثاني وانبسطي أكثر
هيا بفضول أكبر: يالله حبيبي بلاها حرقة الأعصاب ذي
مشعل بابتسامة شاسعة: موعد مناقشتي قدموه من شهر 7 لشهر 5 يعني بأخلص معش
وبنرجع للدوحة قبل موعدنا بشهرين
هيا قفزت لترتمي في حضنه وتحتضن عنقه وهي تهتف بسعادة: جد مشعل؟؟ جد؟؟
مشعل يحتضنها بحنو ويهمس: وهذا موضوع فيه مزح
*****************************
بيت محمد بن مشعل
قسم راكان
راكان دخل بخطوات هادئة رزينة وهو ينادي: موضي موضي
ولكنه لم يحضَ بجواب
دخل للداخل وهو ينادي ويبحث عنها
ولكنه لم يجدها
استغرب.. أين ستذهب في هذا الوقت المتأخر من الليل؟؟
توتر نوعا ما.. وقلق ما يتسلل لروحه
كان على وشك الاتصال بهاتفها لولا أنه سمع صوت باب البيت يُفتح
توجه للصالة
كانت تعطيه ظهرها وهي تخلع جلالها بخفة وتطويه
التفتت لتجده أمامها
انتفضت بخفة.. ثم ابتسمت: خوفتني.. تنحنح.. قل شيء
بقي صامتا للحظة وعيناه تطوفان بكل تفاصيلها
لا يعلم لِـمَ منظرها الفاتن أشعره بالألم.. الكثير من الألم
ألم عميق في قرارة قلبه.. في أعمق نقطة في قلبه..
يراها تحفة فنية نادرة غاية في البهاء.. يشتهي فقط أن يتحسس وجهها
حاجبيها.. أهدابها.. حد أنفها .. خديها.. شفتيها.. ذقنها
أن تعانق أنامله تفاصيلها الباذخة روعة الموغلة حسنا
أن يفكك خُصل شعرها الملتفة في حلقات لولبية خصلة خصلة
ولكنها كأي تحفة ثمينة كُتب عليها "ممنوع اللمس"
لذا فلابد أن يكتفي مجبرا بمجرد النظر
ابتسم لها وهو يرد بعمق ودود: بصراحة أنتي اللي خوفتيني
موضي باستغراب: أنا؟؟
راكان بابتسامة: ايه أنتي.. ولسببين
أول شيء خفت عليش لما لقيتش
موضي تبتسم: كان عندي مهمة في البيت العود.. خلصتها وجيت
وش ثاني شيء؟؟
راكان بنبرة عمق مقصودة: ثاني شيء خفت منش لما لقيتش
موضي بحرج حزين وهي تلف إحدى خصلاتها على أصبعها بتوتر:
شكلي يخرع يعني؟؟ ما عجبتك؟؟
راكان اقترب منها حتى وقف خلفها ثم همس في أذنها بعمق موجع:
ماعجبتيني؟!! صاحية أنتي؟!!
أنتي الليلة جمالش خطير ويخوف
موضي تبتعد عنه وعن دفء أنفاسه على أذنها الذي بعث قشعريرة حادة في كل جسدها
وتهمس بخجل: دايما تحب ترفع معنوياتي
راكان يبتسم وهو يجلس: رفع المعنويات للي يحتاجونه.. لكن أنتي ما تحتاجين
موضي جلست وهي تبتسم لتسأله بمودة: شأخبار التدريب اليوم؟؟
راكان بهدوء: تمام.. دعواتش بالذهبية
موضي تبتسم: إذا على الدعاء أنا بأدعي لك واجد اللهم استجب
المهم تكون مستعد
راكان بثبات: وأنا مستعد إن شاء الله
ثم أردف: أقولش سر؟؟
موضي بحذر: قول
راكان بجدية: هذي البطولة بتكون آخر بطولة أشارك فيها
عقبها باعتزل البطولات.. عشان كذا أقول يا الله ذهبية.. عشان يكون اعتزال مشرف
موضي باستغراب: توك راكان على الاعتزال
يعني الرماية مهيب رياضة مرتبطة بالعمر مثل الكورة وإلا السباحة
دام يدك ثابتة تقدر تشارك.. يعني ممكن توصل 45 سنة وأنت تشارك في البطولات
راكان هز كتفيه وابتسم: خلاص كفاية علي شغلي.. وانا توني استلمت رئاسة قسم
وكفاية علي من ناحية ثانية الشطرنج.. ولو أني ناوي بعد أقلل مبارياتي فيها
موضي بعفوية: أحسن.. خلك جنبي
موضي شعرت بحرج بعد خروج جملتها العفوية وراكان ينظر لها بعمق
تحججت بتبديل ملابسها لتهرب من أسر نظراته
وراكان تنهد وهي يرى خيالها الهارب
(ليتكِ تعلمين أن هذا هو السبب الوحيد
أريد البقاء إلى جانبكِ
أريد التخلص من كل ماقد يبعدني عنكِ
سابقا كنت أريد ما يشغلني ليملأ خواء حياتي ويشغلني عن برودة أيامي
ولكني أشعر الآن أن حياتي ممتلئة.. ممتلئة تماما
ممتلئة بكِ ومن أجلكِ
لم أعد أعرف سر هذه الغرابة
أو ماذا فعلتي بي
وماعاد يهمني
المهم أن نبقى معا.. وتبقين لي وحدي
لي وحدي فقط)
*****************************
قبل ذلك بوقت
بيت محمد بن مشعل
ناصر يصعد بخطوات مثقلة
كانت موضي تغادر غرفته للتو
حين سمعت صوت الخطوات على الدرج.. اختبئت حتى تأكدت من دخول ناصر لغرفته
وهي تحمدالله على خروجها قبل وصول ناصر وإلا كانت كل مخططاتها باءت بالفشل
التفت بجلالها وهي تنزل الدرج بسرعة لتتوجه لبيتها
بعد أن وصت مشاعل أن تقول لناصر أن المخطط كاملا هو من تخطيطها هي وألا تذكر اسم موضي
حتى يتأكد أنه هو من يشغل تفكيرها فقط
قبل ذلك بلحظات
ناصر يقف أمام باب غرفته
يتنهد بعمق
يشعر بضيق عميق.. ويتمنى لو يعود أدراجه
ولكنه وصل إلى باب الغرفة.. وليس لديه رغبة بالذهاب إلى أي مكان
ويبدو أنه مجبر الليلة على البقاء مع ذكرى أطيافها الموجعة
فتح الباب وأغلقه دون أن ينتبه للغرفة
أولا صدمته الرائحة العطرة العذبة والكثيفة
ثم حين تلفت حوله شعر بالغرابة وهو يظن أنه ربما أخطأ بالغرفة
فالغرفة كانت مطفأة الأنوار..وتغرق في أضواء عشرات الشموع بمختلف الأحجام والأشكال
عدا عن صفين من شموع صغيرة كانت تصنع مسارا محددا بدءا من باب الغرفة
والباب يفتح أولا على الصالة ثم غرفة النوم وكلاهما شاسعتان
لأنهما كانتا أساسا غرفته وغرفة راكان
ناصر شعر بالغرابة تتزايد وهو يتتبع مسار الشموع
من وضع كل هذه الشموع؟؟ ولماذا؟؟
مشى ناصر في المسار حتى وصل غرفة النوم
ليجد المفاجأة الصادمة أمامه
المفاجأة العصية على التصديق والتخيل
فتح عينيه وأغلقهما عشرات المرات.. كان عاجزا عن تصديق مايراه أمامه
بل كان عاجزا عن مجرد التخيل
كانت مشاعل تقف أمامه يلتهمها خجلها وتوترها
ولم يكن هذا هو سبب عجزه عن التخيل
بل ما كانت ترتديه
فمشاعل كانت تقف أمامه بفستان عروس أبيض حقيقي غاية في الرقي والنعومة
وبطرحتها الطويلة الناعمة
بل وحتى مسكة الورد بين يديها
#أنفاس_قطر#
.
.
.
|