كاتب الموضوع :
#أنفاس_قطر#
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
نبضات قلبي
فيه كلام مهم يا ليت تقرونه قبل ماتقرون البارت
.
.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وحشتوني يا قلبي.. وحشتوني
وحشتوني كثير.. عساكم كلكم بخير الله لا يحرمني منكم
.
بارت اليوم أنا اللي طبعته بنفسي لسببين
السبب الأول إن الآنسة الرقيقة أختي الصغيرة تمللت وتعبت
أول بارت طبعته كانت مبسوطة لأنها كان مثلها مثلكم تقرأ البارت لما ينزل
فكانت مبسوطة إنها تعرف الحدث قبل ما يصير
ثاني بارت بدت تملل من تشديدي عليها في الطباعة ودقتي مع كثرة الأخطاء اللي تطلع عندها
وأنا اليوم حابة أشكرها شكر خاص
وأقول الله لا يحرمني منك ياغزالتي واستحمليني شوي
السبب الثاني لطباعتي بارت اليوم
إنه بارت اليوم بارت مهم جدا جدا..بارت مفصلي جوهري يعتمد عليه كثير من مسمى الرواية
كل كلمة وكل حرف وكل موقف مقصودين لأبعد حد
أنا أعرف إن بعض قارئاتي وصديقاتي وممكن أذكرهم بالاسم بيلتقطون كل الإشارات اللي في البارت
البارت هذا من زمان وأن أجهز له فكريا وتراتبيا
يعني كثير من الأحداث اللي صارت في البارتات الماضية كانت تهيئة لبارت اليوم
ثلاث مواقف ستكون مؤلمة وموجعة ومقصودة
أعرف أنه البعض قد يقول إنها قد تكون مبالغة أن تجتمع المواقف الثلاثة في بارت واحد
ولكن هذه المبالغة كانت مقصودة جدا جدا جدا
وأنا تعبت فوق ما تتخيلون في صناعة الأحداث وترتيبها حتى أوصل المواقف الثلاثة إنها تكون في بارت واحد
.
.
همسة: أحيانا المرأة قد تتسبب أن يمد زوجها يده عليها
ولكن الشرع قال أن تأديب الزوجة على 3 مراحل
الزجر.. ثم الهجر.. ثم الضرب غير المبرح
فلو أن كل رجل اتبع المراحل الثلاث.. لم يكونوا أبدا ليصلوا للمرحلة الثالثة التي تجرح وتهين وتمتهن وتكسر كثيرا من المشاعر الرائعة
.
.
نجي لبارت اليوم مرة ثانية
اسمعوني يا نبضات قلبي والله العظيم إني توني خلصت كتابة البارت قبل عشر دقايق..
ولو كان عندي حرف زيادة كنت نزلته
وهذا أنا أحاول أمشي معكم لين نوصل رمضان.. وفي رمضان بأوقف
لاني بأكون دخلت الشهر التاسع
اللهم أعنا على حسن صيامه وقيامه وجعلنا من عتقاءه يا أرحم الراحمين
والشيء الثاني يا بنات تأكدوا إني مستحيل أختصر في القصة ومستحيل أمطط
مثل ما قررت لها من البداية بأكمل دون زيادة أو نقصان
لأن أسى الهجران تستحق إنها تستمر وتنتهي مثل مابدت
.
.
وفيما يخص بارت اليوم.. أنا باحذر تحذير صغنون.. اللي قلبها ضعيف وما تستحمل ضغط الأحداث ثم القفلات لا تقرأ لين ينزل البارت الجاي
وتقرأهم كلهم مع بعض
والبارت الجاي والله العظيم مابعد كتبت فيه حرف واحد.. لأني لي فترة أكتب كل بارت ببارته
فموعدنا إن شاء الله يوم الاثنين الساعة وحدة الظهر نفس هالوقت
.
.
استلمو
قراءة ممتعة مقدما
.
لا حول ولا قوة إلا بالله
.
.
أسى الهجران/ الجزء الحادي والتسعون
بيت محمد بن مشعل
بعد الغداء
موضي ومشاعل تجلسان متجاورتان تتهامسان بعد أن غادرت أم مشعل لغرفتها لترتاح
واستأذنت مريم متحججة برغبتها بالراحة بعد عودتها من عملها
والسبب الحقيقي هو شعورها بالتوتر من موعد زواجها القريب الذي يتزايد شيئا فشيئا
موضي همست لمشاعل: هاه بشريني عنش أنت وناصر.. شأخباركم الحين؟؟
مشاعل صمتت بحرج
موضي ابتسمت: شكلها علوم
مشاعل بتردد: بصراحة محتاجة النصيحة.. أنا ماقلت للطيفة لأني عارفة إنها بتغسل شراعي
هي قالت لي تدلعي على ناصر بس لا تطولين الدلع
لكن أنا طولت الدلع.. طولته بزيادة.. بس غصبا عني والله مستحية
وهو مخليني على كيفي.. يعني يمكن لو هو بادر شوي أنا أتجرأ شوي
ثم أردفت مشاعل بحزن: تدرين موضي
أنا والله العظيم أحب ناصر.. أحبه فوق ما تتخيلين
ونفسي أعوضه عن اللي شافه مني ومن ذا الدنيا
وهو يستاهل كل خير.. بس والله ما أدري وش أسوي
موضي غمزت بعينها: عطيه إشارة
مشاعل بجزع خجول شهقت: إشارة؟؟ أنا؟؟
موضي ضحكت بخفوت: إذا كذا من أولها.. ما منش فايدة
مشاعل بتردد: زين أنتي قولي وأنا بأفكر
موضي بحزم رقيق: لا ما فيه تفكرين.. تبين مساعدة.. أنا بأقول وأنتي تنفذين
مشاعل تنهدت: أنفذ شنو
التمعت عينا موضي وهي تهمس بحماس: مخطط على كبير
أول خطوة قومي نروح مشوار الحين
ثاني شيء استأذني ناصر تنامين في بيت هلي الليلة
مشاعل بتردد: المشوار مقدور عليه.. ولو أن ناصر مايحب أطلع من البيت وهو موجود.. وهو راجع الحين من الغداء في المجلس
بس بيات في بيت هلي.. ماظني يرضى
موضي تقف وهي تلبس جلالها على رأسها وتغطي وجهها به وتهمس بحماس طفولي:
أهم شيء فكرة النوم عند هلي اقنعيه فيها لازم ضروري.. وأنتي وشطارتش
وانا رايحة بيتي بأستاذن راكان عشان الطلعة..
شوفي نص ساعة تقريبا ونطلع.. تجهزي
موضي عادت لبيتها
وجدت راكان جالسا في الصالة يتصفح الجريدة
خلعت جلالها ووضعته على المقعد وسلمت
رد عليها السلام وابتسم: طولتو في غداكم
موضي بابتسامة: خبرك غداء وعقبه مباحثات رسمية ومداولات
راكان بابتسامة: والمدوالات لازم ينتج عنها قررات.. إلا لو كانت مداولات قمة عربية
موضي تجلس وهي تضحك بعذوبة: أكيد قرارات سريعة وغير قابلة للتأجيل
وتنتظر موافقة حضرتكم للبدء في التنفيذ
راكان بمودة: آمري
موضب بذوق: بروح أنا ومشاعل مشوار صغير.. خبرك أمي أم مشعل مسوية عشا الليلة ونبي شوي أغراض
راكان بهدوء: زين أنا أوديش
موضي برفض رقيق: مشاعل بتروح معي.. وهي تستحي واجد
بنروح مع سواق بيت هلي وبتروح معنا فاطمة
راكان بهدوء: زين مشاعل أختي الصغيرة.. وشو له تستحي مني؟؟
موضي بمناشدة: خلاص راكان تكفى.. ساعة ساعتين بالكثير ونرجع
راكان يتمدد على الكنبة ويقول بهدوء حازم: خلاص خذي فلوس من بوكي في ثوبي المعلق وحاولي ما تتأخرين
موضي وهي تدخل للداخل لتأخذ عباءتها همست: معي فلوس.. تسلم
كانت تجلس أمام التسريحة لتمسح زينتها حين فوجئت براكان يدخل خلفها ويتوجه لثوبه المعلق ليخرج محفظته وهو يهمس لها بحزم:
خلاص موضي.. قلت لش خذي فلوس.. اخذي.. وشو له المرادد؟!!
موضي تبتسم: أنت ناسي إني قبل سفرة لندن بفترة بادية شغلي.. وراتبي كبير.. وأنت توك حاط مهري في حسابي.. وش بأسوي بذا الفلوس كلها
راكان يبتسم: فلوسش لش.. كيفش فيها
يا الله توكلي على الله
موضي شرعت في ارتداء نقابها وشيلتها وعباءتها على عجل.. وانتبه إلى أنها مسحت كامل زينتها قبل أن تلبس
لا يجد شيئا ينبهها له..دائما تتصرف كما يريدها أن تتصرف تماما
فهو حين دخل خلفها ليعطيها المال كان يريد أن يأمرها بمسح زينتها قبل أن تخرج
قد تكون فعلا لا يظهر منها أدنى شيء مع إضفاءها لعباءتها عليها
ولكنه في ذات الوقت لا يستطيع منع نفسه من الشعور بالضيق أن هناك عينا ما قد تلمح شيئا من زينتها هو حق له
لـــه فقط..
لم يعد يطالب نفسه بتفسيرات.. فغرابته -كما يراها- أصبحت عصية على كل تفسير
والغرابة الأكثر غرابة هو رغبته التي يشعر بها الآن
يتمنى وهو يراها الآن تستعد للخروج وتضع محفظتها وهاتفها في حقيبتها
أن يستوقفها
ليحتضنها بكل قوته
ليدفنها بين ضلوعه
ويهمس في أذنها : "عاجز عن شكرك
بالفعل عاجز
لولا تلك الليلة الاستثنائية التي أجبت فيها استثنائيا على هاتف مشعل
لتصدميني بطلب استثنائي مستحيل هو إعادتكِ إلى بؤرة حياتي
لم أكن لأشعر بكل هذه السعادة التي اعتقدتها حلما بعيدا المنال
عاجز عن التفسير
وماعدت أبحث عن التفسير
يكفيني وجودكِ في حياتي
وبأي صورة أنتِ ترتضينها)
ولكن الأمنية تبقى أمنية.. وموضي خرجت خالية الوفاض من حلم احتضان
وراكان أبدل ملابسه بعد خروجها
وارتدى ملابس التدريب ليخرج لميدان الرماية
قبل ذلك بقليل
على الجبهة الأخرى
مشاعل في غرفتها تنتظر ناصر
حين دخل قفزت تستأذنه في الذهاب مع موضي
همس بهدوء وهو يخلع ثوبه ثم يتوجه للتمدد على سريره:
يعني أنا ما أقعد عندش إلا شوي الظهر وشوي أخر الليل
وأحب أشوفش قدامي
اصبروا لعقب صلاة العصر وروحو
مشاعل بخجل: تكفى فديتك.. ماراح نتأخر شوي وبنرجع
ناصر ابتسم: قلتي لي فديتك.. خلاص أنا رحت وطي
روحي حبيبتي.. وأنا الله يعيني.. وش أسوي
مشاعل بتردد: وشيء ثاني
ناصر يضع رأسه على المخدة ويهمس بمودة مصفاة: تدللي ياقلب ناصر
مشاعل تختنق بكلماتها: أبي أبات الليلة في بيت هلي
ناصر قفز جالسا وهو يقول بنبرة حادة: نعم؟؟ رجعنا على طير يا اللي
مشاعل تراجعت خطوة للخلف وهي تقول بضعف: تكفى ناصر.. بس الليلة.. تكفى
نحرت روحها نظرة خيبة الأمل التي جللت محياه وهو يعاود التمدد ويقول ببرود موجع:
مافيه داعين ترّجين
براحتش مشاعل.. باتي كثر ماتبين.. وبيتش تدلينه
إذا شبعتي من بيت هلش حياش الله
ثم أردف بألم لم يستطع منعه من التسلل لنبرات صوته العميقة:
أنا تعبت في رجا وصلش.. وكل يوم أصبر روحي وأقول بكرة
وانتي ما احترمتي ولا قدرتي إن اللي قدامش رجّال كبته لمشاعره ورغباته شيء فوق الاحتمال
وأخرتها تبين تروحين بيت هلش وأنتي مالش كم يوم راجعة عندي
خلاص مشاعل الرسالة وصلت
ومشكورة
مشاعل شعرت بألم عميق وهي تسب نفسها
كانت تنزف ألما بكل معنى الكلمة.. ألما مزق روحها الشفافة
لأنها تعلم أنها -وفقا لتفكيره- جرحته جرحا عميقا
وكأنها تخبره برفضها لقربه بطريقة مبطنة
(ليتني ما طعت موضي
الحين وش بيرضيه علي
أنا ماصدقت نتصافي
لا حول ولاقوة إلا بالله
يعني ابي أكحلها عميتها)
ارتدت عباءتها بآلية وهي تحاول ألا تنخرط في البكاء أمامه
ثم خرجت وأغلقت الباب خلفها وآخر ما تراه هو ظهره الطويل المتمدد على السرير
ونزلت بهدوء حتى وصلت للسيارة وركبت جوار موضي
ما إن تحركت السيارة
حتى انكبت على كتف موضي تبكي بهستيرية
************************
بيت فارس بن سعود
بعد الغداء
الجو مشحون تماما في البيت منذ ليلة البارحة
حتى إن أم فارس لاحظت
فالعنود لأول مرة لم تنزل مع فارس صباحا قبل ذهابه لعمله
والمشكلة أنه ليس هناك مشكلة سوى عِند الطرفين
وكل طرف يرى أن الطرف الآخر هو من يضخم الحكاية
العنود لا تريد أن يستهين فارس بمده ليده عليها.. حتى وإن كان لم يقصد
ولكنه بات يعلم أنه دفعها وأوقعها أرضا
وأقل ما يستوجب فعله أن يعتذر لها ويطيب خاطرها
ولكن أن يرفض حتى الاعتراف بخطئه.. وكأن هذا التصرف شيء اعتيادي
فهذا الشيء هي لا ترتضيه لنفسها
لأنها إن سمحت له أن يستهين بها منذ البداية فالاستهانة قد تمتد لمستويات أخرى
وفارس من ناحيته يرى أنها بالغت في الدلال
فهو لم يفعل ما يستوجب أن تغضب منه
فهي تعلم أنه يستحيل أن يمد يده عليها متعمدا
وهي تعلم أنه تغير كثيرا من أجلها
لذا فلابد أن تتقبل طباعه المتأصلة وتتأقلم عليها
ومن ناحية أخرى يرى أنها مدللة كثيرا وهي لم تعد طفلة صغيرة
بل هي سيدة متزوجة لابد أن تتقبل أن الحياة الزوجية لن تكون فصل ربيع مستمر بنسيم عليل
بل قد تعتوره فصول مختلفة وأعاصير ورياح وأنواء
وإن كانت قد اعتصمت بغضب طفولي من موضوع تافه مثل هذا
فكيف ستتصرف في مشاكل الحياة الأكبر؟!!
كانت العنود في غرفتها تفاضل بين عدة فساتين لتختار واحدا تلبسه الليلة
دخل عليها.. سلم بهدوء.. وردت عليه بذات الهدوء
جلس على السرير يراقبها تقوم بمهمتها التي باتت ثقيلة جدا على قلبها تحت مراقبة عينيه
وهو يشعر بثقل أكبر وهو يتمنى أن ينهي هذه السخافة غير المبررة ليزرعها بين أضلاعه ويغمر وجهها بقبلاته
بعد أن طال الصمت همست العنود بخفوت: ممكن أروح الصالون العصر
فارس بكلمة واحدة حادة: لا
العنود تعرف أنه يرفض مطلقا ذهابها للصالونات ومراكز التجميل
ففارس الغيور يرفض أن تخلع عباءتها أو شيلتها في مكان غير بيتها..
وهي اعتادت منذ زواجهما الاتصال بالخبيرات وهن يأتينها للبيت
ولكنها هذه المرة وجدتهن جميعا مشغولات.. لذا همست برجاء: فارس بأروح الصالون القريب بس بأسوي شعري وأرجع بسرعة
فارس بغضب: العنود أنا ما أحكي هندي.. أظني قلت لش لا
وهالموضوع متفقين عليه من بداية زواجنا
وش اللي تغير اليوم؟؟
ثم أردف بنبرة مقصودة: أو وش اللي تغير من البارحة؟؟
صمتت العنود وهي تشعر بتأثر عميق من نبرته الحادة معه
إلى متى وهذه النبرة مستمرة في الحضور بينهما؟!!
هل سيكتب عليها أن تعيش حياتها كلها مع عصبيته وغضبه وغيرته؟!!
وهل ستحتمل هي؟!!
وهل لديها جَلد احتمال فعلي حتى وإن كانت تحبه كل هذا الحب؟!!
*******************************
واشنطن
بعد صلاة الظهر
بيت يوسف
يوسف يدخل إلى بيته ..
كان وجهه متغيرا.. محمرا.. متفجرا.. غامضا.. مريبا..مرعبا.. متألما
يمور بعشرات الانفعالات
كانت باكينام مع جدتيها تجلسن عند المدفأة
يوسف دخل كالسهم وهو يصعد للأعلى
لم يلقِ السلام حتى.. ولم يتوقف
شعرت باكينام بالقلق المتزايد
ترددت .. هل تصعد خلفه؟؟
أو تتركه؟؟
عقلها قال لها أن تتركه.. فيوسف شديد التحكم في أعصابه
واعتاد على التمثيل ببراعة أمام جدتيها
ومادام هذه المرة ولأول مرة لا يمثل أمامهما
فمعنى ذلك أن هناك غضب تجاوز الحد يعصف به
ولكن قلبها أمرها أن تصعد وراءه
لا تستطيع تركه وهي رأت كيف كان وجهه مشبعا بالأسى
قلقها يمزقها عليه
لذا استجابت لقلبها وهي تصعد بخطوات مترددة له
وليتها استجابت لعقلها
لأن يوسف ذاته لم يكن يريد الاحتكاك به وهو غاضب هكذا
أو ربما أراد!!!
لذا عاد للبيت مباشرة بعد مقابلته لمشعل
ولكن دائما لنداء العقل منطقيته
فلوكانت استجابت لنداء عقلها لم تكن لتتلقى جواب يوسف عن سؤالها
حين صعدت وجدته يدور في الغرفة كالأسد الحبيس.. وكأن نيران الحرائق تنفث دخانا من أذنيه
توجهت ناحيته وهمست بقلق: فيه إيه يا يوسف؟؟؟
كان رده المباشر عليها
صفعة حادة
مباشرة قوية على خدها الأيسر ألقت بها على الأرض بعنف
وكان ردها على صفعته
أن نهضت عن الأرض بكل هدوء وهي تتجه للسرير وتخرج حقيبتها الفارغة من أسفله
وتضعها على السرير لتبدأ بوضع ملابسها فيها
يوسف انتبه لفعلته الشنيعة وهو ينظر بذهول ليمناه الضخمة التي تركت أثرا شديد الوضوح على بياض خدها
زالت السكرة وحلت الفكرة
فرغ طاقة غضبه الأولي وبأبسط طريقة ولكن أشنع طريقة
توجه للباب وأغلقه بالمفتاح ووضع المفتاح في جيب بنطاله
يبدو أن فضيحتهما أمام العجوزين قادمة قادمة
أما أنهما ستريان أثار كفه على وجه باكينام وحينها ستندلع الحرب العالمية الثالثة عليه بتحالف تركي إيرلندي
وأما أنهما ستسمعان صوت المعركة التي ستندلع الآن
ولكن أقله أنه هنا يغلق على باكينام وسيحاول أن يتحكم بتعالي صوتيهما
توجه لباكينام بوجهها المحمر وهي تحاول مغالبة دموعها وهي تضع ملابسها في الحقيبة بحركة سريعة جنونية
اقترب منها وأمسك بمعصميها ومنعها من التحرك.. حينها بدأت بالصراخ:
سيبني أنا بأكرهك.. بأكرهك
أنا تضربني بالألم ياحقير.. ياندل
حينها أدارها ناحيته ليلصق ظهرها بصدره ووضع يده على فمها ليسكت سيل شتائمها المنهال بعنف
ويده الأخرى كتف بها جسدها
بدأت ترفس بعنف وهي تحاول عض يده
ولكن كل محاولاتها باءت بالفشل مع قوته الجسدية التي لم تأثر فيها مطلقا محاولاتها البائسة
رفست مطولا حتى انهارت من التعب
حينها جلس بها يوسف على أرضية الغرفة وهما على نفس الوضعية
ثم مدد ساقيه وأجلسها عليهما
وهمس في أذنها: بس يا مجنونة.. هلكتيني
شوفي أنا هاسيبك بس أوعي تصوطي
ما أن أفلتها حتى انهارت في البكاء وهي تبتعد عنه وتبكي و تدفن وجهها بين ركبتيها وهي جالسة على الأرض
حينها اقترب منها وهمس بعمق: أنا آسف ومش آسف
رفعت وجهها المحمر له وهي تهمس بغضب بين دموعها: وأنا مش عاوزة أسفك وعدم أسفك
أنا باكرهك.. باكرهك.. باكرهك.. ولو فيه حاجة فوء الكره تبئ شعوري ناحيتك
يوسف تنهد بعمق وألم وهو يمد يده ليمسح وجهها ولكنه لطمت يده وابعدتها عنها
يوسف يشعر بألم عميق كثيف ومعقد..
يعرف الآن أنها لم تخنه.. ولم تحب أحدا قبله.. ولكنها لا تحبه هو أيضا.. ومافعله الآن أنهى أي مساحة أو أمل للحب في قلبها
منذ البداية لم تعطه أي دليل على رغبتها في الاستمرار معه
حتى أنها لم تحاول أن تبرئ ساحتها أمامه
تركته يحترق مع شكوكه
جعلته يعيش في أسوأ كابوس قد يعيشه رجل ما
"العيش مع امرأة خائنة .. تفكر في سواه بينما هو يذوب في هواها"
بل تعايش مع مشاعر أشد قسوة ووحشية
تعايش مع احتقاره لنفسه
فهو منذ ظنه بوجود علاقة بينها وبين آخر
تمنى في داخله أن يطلقها وينهي علاقته بها
ولكن قلبه لم يسمح له بهذا.. وأجبره أن يتنازل عن كرامته واحترامه لذاته
ليرتبط بامرأة يحتقرها ويحتقر حبه الجنوني لها
ثم استولت عليه جسدا وروحا
ليكره جسده الذي اكتوى بقربها
ويكره روحه التي ذابت في أطياف روحها
عاش عذابا مأساويا لا يمكن أن يخطر ببال بشر
بين عشقه واحتقاره لها وكراهيته واحتقاره لنفسه
ثم يكتشف وبكل بساطة
أنه لا شيء يربطها بسواه.. وأن كل العذاب الذي عاشه هو نتيجة لغرورها وكبرياءها الذي رفض التنازل والتبرير
أو ربما كان السبب ببساطة أنها تكرهه ووجدت لها طريقة مجانية لتعذيبه والانتقام منه على إجبارها على الزواج به
*****************************
الدوحة
سيارة بيت عبدالله بن مشعل
مازالت مشاعل مستمرة في البكاء بعد أن حكت لموضي كل شيء
موضي تبتسم: بس يا الخبلة.. بسش بكاء.. تنفخين وجهش وتخربين مخططي علي
مشاعل بين شهقاتها: أي مخطط وناصر زعلان علي.. ويظن إني رحت أبيت عند هلي عشاني ما أبيه
موضي تغمز: ليه أنتي صدقتي أنه أنتي بتبيتين عند هلي؟!!
مشاعل ترفع رأسها: عجل ويش؟؟
موضي بنبرة خبث مقصودة: المهم هو يصدق
بس اللي أنتي بتسوينه شيء ثاني
مشاعل باستغراب: ويش؟؟
موضي تتنهد وابتسامتها تتسع: خطة ثورية (ميد ان موضيز مايند)
اسمعي ومخخي
*************************
بيت فارس بن سعود
غرفة العنود وفارس
بعد صلاة العصر بساعة
العنود تستخرج مكواة السيراميك الخاصة بها وتقرر البدء في فرد شعرها
فهي أساسا شديدة المهارة في عمل الزينة والشعر
ولكنها كانت مرهقة لأنها لم تنم جيدا منذ البارحة وكانت تتمنى أن يكفيها أحد عناء المهمة
ولكنها في غنى عن إغضاب فارس ولسبب تافه
تنهدت بعمق.. فبما أن فارس نهاها عن الذهاب لمكان معين.. فيجب أن تطيعه حتى وإن كانت غير مقتنعة
كانت تنتظر أن تسخن المكواة
رن هاتفها.. ابتسمت وهي ترد: هلا علوي
معالي بنبرتها الحماسية المعتادة: هلا مدام فارس..تروحين معنا؟؟
العنود بتساءل: وين؟؟
معالي: بأروح للصالون.. أمانة امشي معي.. بنبسط سوا
العنود برفض: لا ما أقدر
معالي برجاء: تكفين عنودة.. خواتي شعورهم حرير.. ماشاء مهوب محتاجين
أنا الكشة..
ثم أكملت (بعيارة): وبعدين أمي بتروح معنا بودي جارد
العنود بتردد: ما أقدر علوي
معالي تحايلها: يا الله يا الدبة.. كلها شغلة ساعة بنروح الصالون القريب ونرجع
يا الله البسي.. احنا جاينش
لم تعطها معالي فرصة للرد وهي تغلق الهاتف
والعنود تفكر أن فارس لن يعود سوى ليلا
وحتى إن لم يجدها سيظنها ذهبت لبيت أهلها
فلِمَ لا تذهب مع معالي وعمتها؟!!
لذا أعدت أغراضها لتذهب معهم.. وأخذت الفستان لتتركه في السيارة
وتطلب منهم أن ينزلوها عند بيت أهلها
ولكن ما لم تعلمه العنود أن المخططات لا تسير دائما كما خُطط له
وأن طريق السلامة هو طريق السلامة
والمرأة حينما ينهاها زوجها من أي شيء مهما كانت ترى أو تظن أن هذا الشيء تافها فطاعته واجبة
فحينها كان فارس عائدا للبيت.. ولأي سبب؟؟
كان معه هدية للعنود
فهو قرر ختاما أن يكون من يحتوي دلالها
لأنه كان قاسيا عليها وهي ما اعتادت على هذه القسوة
وهو يعلم يقينا أنه يتنفس هواها.. ويذوب من نظرة عينيها
وترتعش عروقه من همساتها
فلِـمَ المكابرة؟؟
إن كان فعلا دفعها أسقطها أرضا..فهي تستحق أن يرضيها
فليس لها علاقة بنواياه.. ولكن بما حدث فعلا
وما حدث أنه كان عنيفا معها حتى وإن لم يقصد هذا العنف
وماهدف له في البداية لابد أن يكون وصلها..وهو أنها لا بد أن تكون أكثر تقبلا لتصرفاته
وتكون أكثر جلدا ومسؤولية
رأى سيارة بيت عمته تخرج من بيتهم.. صعد لغرفته ولم يجد العنود
اتصل بها.. فلم ترد..
فالعنود التي ارتعشت بعنف وهي ترى اسمه يضيء شاشة هاتفها تمنت لو تستطيع العودة للبيت الآن
وهي تشعر بعظم جريمتها التي ارتكبتها.. فلو علم فارس بمخالفتها أوامره فهي لا تستطيع تخيل ردة فعله
فهو يغضب ويحتد دون سبب فعلي.. فكيف عندما يجد له سببا.. وسببا وجيها أيضا
فارس حين لم ترد عليه ترك الهدية على السرير حتى تجدها حينما تعود
ثم قرر الاتصال بعمته ليسألها عن سبب الزيارة ولِـمَ لم تبقَ حتى يراها؟؟
كانت العمة نورة حينها قد أصبحت في الصالون وتجلس في صالة انتظاره
رن هاتفها
- السلام عليكم ياعمة
- هلا ياقلب عمتك
- أشلونش يالغالية؟؟
- طيبة فديتك
- شفتش طالعة من بيتي.. ليه ماقعدتي لين أواجهش أسلم عليش؟؟
- تدل بيتي يأمك والحق لي.. وأنا كنت جاية مستعجلة أبي أخذ العنود
- تأخذينها وين؟؟ (جأتها النبرة غامضة متحفزة مستعدة للانفجار)
- الصالون يأمك
***************************
بعد صلاة العشاء
حديقة بيت محمد بن مشعل
الجو منعش لأبعد حد ويميل لبرودة خفيفة غاية في اللطف
أجواء أواخر شهر فبراير المثالية
الكشافات مسلطة على الحديقة التي امتلئت حتى أخرها بالحاضرات
وأميرات آل مشعل غاية في التألق
ولكن أكثرهن تألقا الليلة اثنتين
موضي...... ومشاعل
بينما أكثرهن انطفاء وعلى غير العادة... العنود
العنود كانت تشعر بتوجس كاتم
لم يسبق لها مطلقا أن خالفت والدها أو أشقائها
حتى فارس منذ بداية زواجهما لم تخالفه في شيء مطلقا
فماذا استفادت من مخالفته؟؟
قلبها مقبوض.. وعاجزة عن التنفس
عاجزة عن تخيل ردة فعله لو علم بما فعلته..
فهو لم يعاود الاتصال بها بعد مكالمته الأخيرة
ولكنها حاولت التبرير أنه مازال يعاند بعد موقفهما البارحة
فمن أين سيعلم أنها ذهبت؟؟!!!!!!
زاوية في الحديقة
لطيفة وشيخة
لطيفة بمودة: يعني شيوخ ما أشوفش إلا في مناسبة أو عزيمة
يأختي سيري علي.. خلي عيالش يلعبون عيالي
شيخة بمرح: يأختي خبرش طلال داخل صف أول ابتدائي.. جنني على الواجبات
الواجب كله صفحة نقعد عليه من الظهر لين ننام
وسميتش ليتني ما سميتها عليش.. أبيها تطلع ذكية مثلش.. طلعت بقرة بعيد عن السامعين.. مهما أدرس فيها ما تفهم
لطيفة تضحك بخفوت: عاد حدش كله ولا لطوف.. حبيبتي هذي
ثم أردفت لطيفة بنبرة جدية: تدرين شيخة اللي يشوف خفة دمش ما يصدق صكتش على ذا البزران
حرام يأختي هلكتيهم بالدراسة.. وهم ماشاء الله مستواهم زين.. والله يخليهم لش ماشفت مثل أدبهم وشطارتهم.. لا تعقدينهم
شيخة برنة حزن غير معتادة: أخاف عليهم يا لطيفة من كل شيء.. وأبي لهم الأحسن.. أنا ما طلعت من الدنيا إلا بذا البزرين
أخاف ربي يحاسبني إذا قصرت في حق ذا الأيتام..
لطيفة تبتسم: ليت كل الأمهات مثلش.. ما يلحقش قصور يأم طلال..
شيخة تبتسم: قلت لي أم طلال ذكرتيني بمسؤولياتي.. خليني أبقق عويناتي
أشوف البنات المزايين.. يمكن ألاقي وحدة ترضى في القرد اللي عندي في البيت
لطيفة تضحك: الله يعين راشد عليش
زاوية أخرى
معالي ومشاعل
معالي (بعيارة): ميشو لا يكون حد قص عليش وقال إنش العروس
وش ذا الزين يا بنية؟؟ ما خليتي للآنسات طالبات النصيب مثلي شي
النسوان يسألون عنش أنتي وأنا ماحد طل في وجهي
مشاعل بحرج: ياحبش للمبالغة بس
معالي تغمز بعينها: أنا أبالغ.. ليه ماطالعتي المرايه.. أو..
أكملت بخبث:
أو.. ما سألتي الخيّال راعي الجليلة؟؟
مشاعل تهرب بخجل: بأروح أشوف النسوان اللي هناك تقهوا وإلا لأ
زاوية ثالثة
موضي ومريم
موضي تجلس بجوار مريم التي كانت مستغرقة في أفكارها العميقة
تهمس بمودة مرحة: وش فيها عروستنا مكتمة؟؟
مريم تنتبه وترد بعذوبة: العروس أنتي
موضي تبتسم: لا خلاص راحت علي.. خربتي علي.. كلتي الجو علينا
صمتت مريم وهي تتنهد بعمق
موضي احتضنت كف مريم واقتربت منها هامسة: ترا سعد رجّال كلن يمدحه
أكيد التوتر شر لا بد منه
بس المهم ما تخلين التوتر يخرب عليش ويضايقش
مريم ربتت على كف موضي وهي تهمس بهدوء عميق: أنا ماني بمتوترة أنا قلقة يا موضي
أنا مرة كبيرة وضريرة..يعني التغيير شيء مرعب بالنسبة لي
أنا كنت عايشة طول عمري على نظام معين تعودت عليه
وتناسيت جانبي الأنثوي أو أني أنثى حتى
والضغط والخوف اللي أنا حاسة فيه ذابحني..
حياة جديدة تلزمها أنثى جديدة بمسؤوليات جديدة
وأنا خايفة أكون حمل ثقيل على سعد
موضي بمودة وعمق: عمرنا مااعتبرناش ضريرة يامريم.. بالعكس كلنا نحس إنش تشوفين أحسن منا كلنا
وأنتي تستحقين كل الخير والسعادة في حياتش مع سعد..
لا تحسسين سعد إنه أنتي حمل
لأنه أنتي عمرش ماكنتي حمل على حد.. ماشاء الله عليش مريم
مريم تتنهد: الكلام مافيه أسهل منه ياموضي.. وأنا اكثر من مارس مهارات الكلام..
بس وقت الفعل.. كل الكلام يتبخر إذا ماكان تحته استعداد للفعل
سكتت موضي وجملة مريم ترن في رأسها
(وقت الفعل.. كل الكلام يتبخر إذا ما كان تحته استعداد للفعل)
لا تعلم لِـمَ بدت لها هذه الجملة موجعة حادة عميقة...... وغريبة..
ربما كانت تحتاج هذه الجملة في حياتها
ولكن من يحتاجها الليلة فعلا هي مشاعل
فهي حشت رأس مشاعل بالكلام والنصائح
ولكن حين يحين أوان الفعل.. تخشى أن تخذلها مشاعل وتهرب
جبهة قريبة
مجلس آل مشعل
مشعل يهمس لراكان الجالس جواره: وش فيهم فارس وناصر مكتمين الليلة؟؟
راكان بهدوء: والله ما أدري.. سألتهم.. وكل واحد منهم يقول مافيه شيء
مشعل باستغراب: يعني فارس بنعديها... أحيانا يكتم بدون سبب معروف ومستحيل حد يعرف وش اللي وراه.. تربيتي وعارفه
بس ناصر مهوب عوايده أبد
راكان بمودة: يا ابن الحلال لا تشغل بالك.. إذا حد منهم عنده مشكلة أو متضايق يعرف يتصرف
ولو حبوا يتكلمون احنا حاضرين..
خلنا فيك.. الوالد يقول أنك تبتي تعتمر على خير الأسبوع الجاي
مشعل يبتسم: إيه طال عمرك.. أتناك توكل على الله وتروح بطولتك
عشان نقط عيالنا على مرتك.. ونروح أنا وأم محمد شهر عسل جديد
راكان يبتسم: يا سلام عليكم.. أنت وأم محمد تروحون شهر عسل جديد
وتقطون شواذيكم على مرتي.. أرجع ألاقيها مستخفة من عيالك
مشعل يضحك: ياويلك من ربي.. عيالي ملايكة مثل ابيهم
راكان بابتسامة: أمّا ملايكة ومثل ابيهم فكثر منها طال عمرك
عودة لحفل النساء
مازالت لطيفة تجلس بجوار شيخة.. رن هاتفها برقم غريب ومميز
ردت بحذر: ألو
جاءها الصوت الأنثوي الواثق الذي عرفته جيدا: هلا أم محمد
لطيفة بذوق رغم استغرابها: هلا أم علي
فاتن بشكل مباشر: عندج 5 دقايق نتكلم؟؟
لطيفة بحذر: دقيقة واتصل لش
لطيفة استاذنت من شيخة وتوجهت للداخل وأغلقت على نفسها في غرفة فارغة واتصلت بفاتن: هلا أم علي.. أخدمش بشيء؟؟
فاتن بثقة: أتمنى إنج تقدرين تخدميني
لطيفة بحذر وتحفز: تفضلي
فاتن بمهنية: اسمعيني يأم محمد.. أنا بيزنس ومن.. وكل شيء في حياتي واحد زائد واحد يساوي اثنين إلا ولدي علي.. هو عندي كل شيء
وعشانه مستعدة أسوي كل شيء.. واعترف إني فاشلة في تربيته لأني دللته زيادة عن اللزوم
علي محتاي ريال شديد يحكمه..
لطيفة باستغراب رغم انها بدئت تشتم رائحة غير مريحة: طيب أم علي.. وأنا بويش أقدر أخدمش؟؟
أم علي بثقة: أنا في كل رجال الأعمال اللي عرفتهم.. ماشفت حد مثل أبو محمد
وشفت بنفسي أشلون يتعامل مع عياله.. وعياله سابقين سنهم
خليني أكمل ولا تعصبين.. أنا أتكلم في بيزنس از بيزنس.. لأنه بيني وبين مشعل شغل وايد
أدري أبو محمد يحبج وايد.. وأنا بعد التفكير شفت إنه هالشي أريح لي
أنا أصلا موب حمل زوج ولا اتحمل تحكم ريل فيني... أنا أبي أبو لولدي وبس..حد ولدي يخاف منه ويعمل حسابه....
كانت فاتن مازالت ستكمل شرح وجهة نظرها الغريبة لولا أن لطيفة قاطعتها وهي تقول ببرود:
بصراحة عمري ماشفت قلة حيا كذا.. متصلة تبيني أوافق أنش تزوجين رجّالي
وأكيد إنش ما اتصلتي لي إلا عقب ما فشلت محاولاتش مع مشعل وماعطاش وجه.. فتبين تدخلين له عن طريقي
اسمعيني يام علي..دام انش منتي بعارفة تربين ولدش.. ولاهية في مشاريعش ومطاردة الرياجيل..و تبين حد يربي ولدش..
هذا أنتي عندش فلوس وخير... دخلي ولدش أكاديمية القادة وأنا متأكدة أنهم بيحكونه لش ويطلعونه رجّال
ومشعل مالش شغل فيه.. واحترمي نفسش وولدش
ثم أنهت لطيفة الاتصال وهي تغلي من الغضب.. فمجرد تفكيرها أن فاتن عرضت نفسها على مشعل أشعل غيرتها لاقصى حد
وهاهي لطيفة تشتعل.. وتشتعل.. وعلى وشك الانفجار
نعم هي كانت تظن أن فاتن قد تكون تخطط على مشعل.. لذا كانت تستعيذ بالله من سوء الظن..
ولكن أن تتيقن أن الظن أصبح حقيقة فهذا شيء لا يمكن أن تحتمله.. لا يمكن
(أكاديمية القادة.. لمن هم خارج قطر.. هي مدرسة أولاد داخلية بنظام عسكري صارم..
تستقبل الطلاب من الصف السابع حتى ينهون الصف الثاني عشر بنظام البكلوريا الدولية)
*******************************
انتهى الحفل
وعاد الجميع كلٌ إلى بيته
وهناك أربع جبهات
اثنتين منها على وشك الاشتعال
واثنتين على أبواب التحفز
راكان وناصر
كلاهما يدخلان باحة البيت قادمان من المجلس
ناصر لو كان الأمر بيده
لم يكن ليرجع للبيت.. فهو يشعر بضيق عميق
كلما اعتاد على وجودها العذب جواره
استكثرت عليه حتى هذا الوجود
استكثرت عليه متعته بمجرد وجودها جواره
أي حياة هذه؟؟!!
أي حياة؟!!
وإلى متى ستكتب عليه هذه الحياة الجافة؟!!
تكاد عروق قلبه تجدب من الجفاف والقحط
تكاد مشاعره تذوي وتضمحل يأسا واشتياقا
راكان يدخل إلى بيته وهو يشير لناصر بالتحية
بينما ناصر توجه لداخل البيت بخطوات ثقيلة مثقلة
وهو يصعد الدرج متوجها لغرفته
**********************
بيت فارس بن سعود
غرفة فارس والعنود
العنود وصلت أولا.. فهي لم تستطع البقاء حتى انتهاء العشاء حتى
فشعورها بالضيق والندم خنقاها
لذا قررت القدوم مبكرة لانتظار فارس والاعتذار له عن خروجها اليوم دون أذنه
فالخطأ يُبنى عليه أخطاء
وهي غير مستعدة لبناء حياتها مع فارس على سلسلة من الأخطاء
ولطالما كانت قادرة على امتصاص غضبه بلباقتها ورقتها
فلتحاول هذه المرة.. وبجدية
دخلت بخطوات متوترة مترددة
وجدت كيسا فخما على السرير
شعرت بتوتر أكبر
اقتربت وفتحت البطاقة المعلقة على الكيس
كان خطه الأنيق يتلوى بفخامة على الفضاء الأبيض
لينغرز في عمق قلبها الموجوع والنادم والمتوتر
"لحبيبتي اللي مايهون علي زعلها
الله لا يحرمني منها
فارس"
لم تستطع فتح الهدية
فهي تمددت على سريرها وانخرطت في بكاء حاد
فالألم كان أكبر من احتمال قلبها الغض
بكت كثيرا ومطولا..
لم تعلم كم مضى عليها وهي تبكي
نص ساعة!! ساعة ربما
حتى تعبت من البكاء.. وحان أوان الفعل
نهضت من سريرها وقررت أن تستحم
فوجهها اختلطت ألوانه
وشعرها أصبحت تكره تسريحته التي كانت سبب خروجها بدون إذن فارس
وهاهي تريد أن تعيد شعرها لطبيعته
استحمت
ثم صلت
ارتدت قميص نوم أنيقا وتأنقت كما لم تتأنق قبلا
ثم عادت بخطوات مترددة لفتح الهدية
فهي قررت أن تلبسها حتى يراها فارس عليها عندما يعود
فتحت العلبة بأنامل ترتجف
كانت سلسلة ناعمة من الذهب الأبيض
يتدلى منها قلب ماسي يحتضن كلمة ألماسية مرصعة بالألماس
(أحـــبــــك)
شعرت بألم أكبر.. وأكبر
والكلمة تنغرز في عمق قلبها المثقل
(أحبك)
(وأنا أيضا أحبك فارس
أحبك أكثر مما يمكنك أن تتخيل
أعلم أنك قاسٍ وأنا مدللة
ونختلف كثيرا
ولكني أحبك حتى آخر نبض وشريان
أقسم أني أحبك)
كانت تريد العودة للبكاء وتأثرها العميق يغلبها ويهز مشاعرها
ولكنها حاولت مغالبة دموعها وهي تتناول السلسلة بارتعاش وترتديها
كان منظر السلسة على نحرها الرائع أكثر من مبهر
ولكنها شعرت كما لو أن ملامسة المعدن لبشرتها كملمس النار
وهي تنظر لانعكاس صورتها في المرآة
حينها دخل عليها فارس
*************************
بيت مشعل بن محمد
غرفة لطيفة ومشعل
لطيفة عادت أيضا أولا من أجل أولادها
تأكدت أنهم ناموا جميعا
ثم بدأت تدور في البيت كالأسد الحبيس
قررت أن تستحم لتهدئ أعصابها ثم صلت
ولكن أعصابها مازالت تشتعل
فهي تعلم تماما أن فاتن لم تكن لتتوجه إليها لو لم تكن يأست من استجابة مشعل
لطيفة لا تشك مطلقا في مشعل
ربما لو كان هذا الموقف حدث قبل عدة أشهر لكانت لطيفة شعرت بالجزع
ولكنها تعلم الآن أنها تحكم سيطرتها على قلب مشعل
ولكن كل هذا لا يمنعها من الاحتراق غيرة.. الاحتراق حتى الترمد
فلطيفة مغرمة حتى أقصى خلاياها وشرايينها بمشعل
وفاتن قررت أن تلعب بورق مكشوف.. ولطيفة لا تحتمل مطلقا فكرة وجودها قريبا من مشعل بعد أن أعلنت نواياها.. حتى وإن كان لمجرد العمل
فالمثل الشعبي يقول (كثر الدق يفك اللِحام)
ولطيفة تخشى أن يكون قرب فاتن من مشعل "هو الدق اللي يفك اللِحام"
لطيفة كانت جالسة على الأريكة.. غارقة في أفكارها
دخل عليها مشعل لم تنتبه لدخوله ولا حتى للسلام الذي ألقاه
لم تنتبه حتى شعرت باحتكاك شعيرات عارضه بخدها وهو يلصق خده بخدها ويهمس: اللي ماخذ عقلش
تنهدت لطيفة: أنت اللي ماخذ عقلي..
ابتسم مشعل: ياحظي اللي خذت عقل شيخة الحريم
عاودت لطيفة التنهد: اقعد حبيبي أبيك في موضوع مهم
مشعل جلس جوارها واحتضن كفها: آمريني ياقلبي
لطيفة تحاول التمسك بالهدوء: مشعل أنا عمري ما تدخلت في شغلك.. صح؟؟
مشعل بهدوء: صح
لطيفة بذات الهدوء: بس لما شغلك يتدخل في بيتي وحياتي.. ما أقدر أسكت
مشعل بحذر: والمعنى؟؟
لطيفة تتنهد بعمق ثم تلقي جملتها كالقنبلة: أبيك تفسخ كل شغل بينك وبين فاتن الفرج
مشعل بغضب مفاجئ: نعم؟؟
لطيفة بهدوء مازالت تحاول التمسك به: أظني أنك سمعتني عدل
مشعل يعاود البرود: آسف ما أقدر
لطيفة هذه المرة من ردت بغضب مفاجئ: نعم؟؟
مشعل بهدوء بارد: أظني إنش أنتي الحين سمعتيني عدل
لطيفة من بين أسنانها: وممكن أعرف السبب
مشعل بهدوء: لطيفة أنا ماني بمستعد أخلي غيرة النسوان تخرب شغلي
يعني قال لش إني ماني بمنبه لحركات فاتن من سنين
ولو أنا بعطيها وجه كان عطيتها من زمان.. يعني أنا ما التفتت لها قبل ما نتصافى
ألتفت لها الحين
لطيفة بمناشدة: تكفى مشعل عشان خاطري.. أدري إنك أنت منت بمتفكر فيها
بس أنا باجن من الغيرة وانا عارفة إنها طامعة فيك وجنبك
مشعل بهدوء وهو يقف كاعلان لإنهاء الحوار: أنا آسف لطيفة
أنا ما أشوف في ففاتن إلا شريك شغل مثلها مثل أي رجّال
وبيني وبينها شغل بالملايين.. هذي عقود وسلفيات بنك وشروط جزائية.. مهوب لعب
والمجمع الأخير اللي نسويه لها بيقفز بشركتي قدام.. ماني بمستعد أخاطر بذا كله عشان أفكار في رأسش أنتي
أنتي تاكدي إن القلب مافيه غيرش.. بس شغلي مالش دخل فيه
حينها لطيفة تنهدت بحزم: مشعل أنا ماني بغبية
أدري إنك تقدر تحول شغل مجمعها لأي شركة
وأي شركة تتمنى تسوي مجمع مثل ذا
حينها رد مشعل عليها بحزم أكبر: وأنا بعد ماني بغبي
وهذا أنتي قلتيها ..أي شركة تتمنى تسوي مجمع مثل مجمعها..
فليش أعطيه لأي شركة على طبق من ذهب عقب ما مهندسيني أنا خلصوا تصاميمه
وخلصنا تعقيدات تراخيصه.. وبدينا الأساسات..
وش استفدت أنا؟؟
عدا أنه تحويله لشركة ثانية لازم فاتن توافق عليه عشان ما تقاضيني.. مهوب قراري بروحي
لطيفة بغضب: يعني ويش؟؟ خايف منها؟؟ وإلا خايف على مشاعرها؟؟
مشعل يتناول غترته ويقول بحزم غاضب: أنتي اللي ما أدري أشلون تسمعيني
أقول لش خساير مالها حد لشركتي.. وأنتي راسش مافيه إلا فاتن
أنا بأروح للمجلس ساعة وأرجع.. تكونين فكرتي وهديتي
قبل ما أعصب أنا.. وأقول شيء يزعلش مني
مشعل خرج من الغرفة ولكن لطيفة المرأة المطعونة بوهم الغيرة كانت مازالت تشتعل
فكل ما خرجت به من الحوار العقيم من وجهة نظرها هو أن عمل مشعل مستمر مع فاتن.. وهذا الشيء يستحيل أن تحتمله
كان مشعل قد وصل لأسفل الدرج وتبقى سلمتين اثنتين حين وصلته
وأمسكت بعضده وهو تهمس من بين أسنانها بخفوت
والغضب والغيرة يحولان تفكيرها في اتجاه كلمات لا تقصدها بحذافيرها: وقف كلمني مثل الرياجيل
مهوب تطق وتخليني احترق
حينها التفت لها مشعل بحدة وعيناه تطلقان شررا مرعبا وصوته يشتعل وهو يصر على أسنانه..
فرغم الغضب الذي التهم الاثنين إلا أن ابنائهما كان حاضرين في تفكيريهما كلاهما ..وهما يخفضان أصواتهما حتى لايسمعونهما:
هذي اخرتها لطيفة.. أنا ماني برجّال عشان أوقف أكلمش مثل الرياجيل
لطيفة بغضب عارم حمله صوتها المكتوم: لا منت برجال.. لو أنك رجّال ماكان خفت من مرة
كان رد مشعل عليها
ولأول مرة
وبعد أكثر من ثلاثة عشر عاما من العشرة
صفعة قوية
جعلتها تتعثر عبر السلمتين الباقيتين لتسقطها على الأرض بحدة
*****************************
عودة لغرفة فارس والعنود
كان منظر السلسة على نحرها الرائع أكثر من مبهر
ولكنها شعرت كما لو أن ملامسة المعدن لبشرتها كملمس النار
وهي تنظر لانعكاس صورتها في المرآة
حينها دخل عليها فارس
انتفضت بعنف حين دخل
وانتفضت بعنف أكبر وهي ترى وجهه المتغير
وقبضته التي كان يعتصرها ويبدو كما لو كان يحاول مغالبة غضب لا حدود له
توجه ناحيتها وهو يقترب منها بخطوات ثابتة
والعنود تتراجع للخلف وهي تشعر برعب حقيقي مؤلم
كانت تتراجع وهو يتقدم حتى حجزها السرير فوقعت جالسة عليه
حينها أنحنى وهو يغرز أصابع كفيه في عضديها العاريين ليوقفها بحدة
تقافزت دموعها من عينيها وهي تشعر بألم اعتصاره لعضديها وترى عن قرب عينيه الناعستين وهما تشتعلان غضبا متوحشا
همس بصوت بارد حاد غاضب: وين رحتي اليوم بدون حتى ما تعطيني خبر؟؟
حينها انفجرت في البكاء : آسفة فارس.. آسفة
والله ما أعيدها.. والله ما أعيدها
كان رده عليها كرد من رباه.. رغم اختلاف موقف المرأتين
فإن كانت الأولى تحدت وأهانت بدون خوف
فإن الثانية كانت تذوب خوفا ووجلا وهي تناشد وتترجى وتعتذر
وإن كان من رباه حاول بالفعل أن يتفادى هذا الرد
فإن فارس كان يتقدم إليها وهذا الرد هو كل ما يلتهم تفكيره وهو بظنه ما سيطفئ نار غضبه عليها
كان صوتها الباكي.. صوتها الساحرالذي لطالما أذاب قلبه عامرا بالرجاءات الموجعة:
آسفة حبيبي.. والله إني ندمانة..
تكفى لا تزعل علي.. أمنتك الله تسامحني
والله ما أعيدها.. تنقص رجلي لو خطيت برا البيت من غير أذنك
أو رحت مكان أنت ما ترضاه
آسفة.. والله إني آسفة
.................
قطع سيل كلماتها الموجع
صفعة موجعة ألقت بها على السرير
#أنفاس_قطر#
.
.
.
|