كاتب الموضوع :
#أنفاس_قطر#
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صباحكم إشراق وسعادة وقرب ومودة
.
بارت اليوم من بارتاتي القريبة جدا جدا جدا من قلبي
قد يكون موجعا بعمق
ولكنه ذاك الوجع العميق الذي يثري الروح
.
لن أطيل
استلمو
.
قراءة ممتعة مقدما
.
بعد أذنكم سأغيب ليومين اجباريا
وموعدنا صباح السبت إن شاء الله
.
لا حول ولا قوة إلا بالله
.
.
أسى الهجران/ الجزء الثامن والثمانون
دبي
جناح راكان وموضي
بعد صلاة العشاء
عاد الاثنان للفندق ليصليا ويغيرا ملابسهما ليعاودا الخروج للعشاء خارجا
ثم يتمشيان قليلا على الخور
فالليلة ليلتهما الأخيرة في دبي
موضي كانت تصلي في الغرفة بينما راكان ذهب للمسجد
حينما انتهت كان راكان يعود
همس لها بهدوء: أنا بأخذ شاور على ما تلبسين
موضي توجهت للمرآة وهي تتناول كريما من حقيبتها
فتحت أزارار قميصها وهي تكشف عن كتفها الأيسر
كانت تتأمل الأثر الواضح بألم شاسع
مهما حاولت التناسي.. لا تستطيع أن تنسى
الطبيبة أخبرتها أن لون الأثر سيخف مع الوقت ومع العلاج
ولكنه لا يخف.. والجرح بروحها يتعمق
(إلى متى ؟؟
إلى متى وهذا الوجع يستوطن روحي وشراييني؟!!
كم أتمنى أن يأتي اليوم الذي أنسى فيه كل هذا.. وأحلق
أحلق
أحلق حتى حد النجوم.. وأداعب وجنات القمر
متى أعود كما كنت؟؟
مخلوق معجون بالحياة والإشراق والتألق
روح محلقة
محلقة
محلقة!!)
تنهدت وهي تعود من أفكارها
ومدت يدها للكريم لتأخذ منه بعض النقاط لتمدها على الأثر
ولكن قبل أن تصل للعلبة التي وضعتها على التسريحة
فُجعت بيد قوية تمسك بمعصمها
وصوته يصلها هادرا عميقا موجعا: لفي خليني أشوف كتفش
موضي انتفضت برعب وهي تحاول شد طرف قميصها لتستر كتفها العاري عن نظرات راكان الغامضة العميقة والموجعة
كانت نظراته خليط من غضب ويأس وألم مر.. ومشاعر أخرى عميقة ومجهولة
(الله يأخذني.. الله يأخذني
أشلون ما انتبهت إنه طلع من الحمام
وهو ليش طلع بسرعة كذا؟!!)
كانت تنظر له برعب موجع وهو يقف أمامها عار الصدر إلا من ضمادة كتفه التي أصبحت أصغر حجما بعد تحسن حالته
وهو يقيد يديها الاثنتين ليمنعها من محاولة تغطية كتفها
ويهمس لها بعمق غاضب ناري مختلف لأبعد حد اشتعالا وعمقا:
منه؟؟ صح؟؟
صمتت وعيناها تغرقان في بحر من الدموع.. دموعها نحرت روحه وهي تهمس برجاء موجع :
تكفى راكان.. هدني
راكان أطلق أسار يديها مجبرا من أجل رجائها الذي لم يستطع رده
وسارعت لاغلاق أزرار قميصها حتى آخر عنقها
كانت تريد الهرب من أمامه ولكنه لم يمنحها الفرصة وهو يثبتها في مكانها و يحكم إمساك عضديها بقوة
كانت تنظر للأسفل ووجهها غارق في دموعها الصامتة
همس لها بعمق: موضي طالعيني
لم تستطع رفع عينيها إليه.. شدها وأجلسها على السرير وجلس جوارها
مد سبابته لذقنها ورفع وجهها برقة..
همس لها بألم لم يستطع إخفاءه: ليش تبكين؟؟
وهمست له بألم لم تحاول إخفاءه: وأنت ليش طلعت من الحمام بسرعة؟؟
راكان تنهد بعمق: رغم أن هذا مهوب جواب..
بس طلعت لأني نسيت أجيب ضمادة عشان أغير هذي إذا تسبحت..(قالها وهو يشير لضمادته)
راكان رغم تحكمه الكبير بأعصابه.. إلا أنه كان يعاني غضبا صاخبا يثور في أعماقه كالبراكين
كانت حمم غضبه تتدفق في موجات متتالية
بكاءها وانكسارها ووجيعتها جعلته مستعدا حتى للقتل حتى يمحي نظراتها المبللة بالدموع
راكان مد يده لأزرار قميصها ليفتحه وهو يهمس بعمقه الخاص الذي لا يشبه أحدا سواه:
خليني أشوف يا موضي
موضي قفزت مبتعدة وهي تضم جيبها بيدها الاثنتين
راكان وقف في طريقها ليمنعها من الهروب للمرة الثانية
همس لها بذات العمق الموجع: موضي ليش تعقدين نفسش على شيء ما يستاهل؟!!
عشان أثر بسيط في كتفش؟؟!!
هذا أنا عندي أثر أقوى في كتفي
(قالها وهو ينتزع ضمادته بحدة لتظهر علامات غائرة في كتفه مكان أنياب الذئب)
موضي بألم عميق جارح: وتقارن نفسك فيني؟؟.. أنت رجال ما يعيبك أي شيء
لكن أنا غير.. غير
راكان يمسك بمعصمها ويشدها قليلا باتجاهه وهو يجيبها بعمق شاسع مذهل:
أنا وأنتي ما بيننا فرق.. مثل ما أنتي تشوفين إنه ما يعيبني شيء
أنا أشوف إنه ما يعيبش أي شيء مهما كان.. فشلون بأثر سخيف تافه مثل هذا؟!!
ليش الحياة يعني ما تقوم إلا على جسد مثالي خالي من العيوب؟؟
ونغدي حن عبيد أجساد مسعورين؟؟
الإنسان كله مخلوق مليان عيوب في روحه اللي هي العماد
فشلون وأنتي وروحش وحتى في شكلش كاملة والكامل وجه الله.. الأثر هذا اعتبريه كفارة لكمالش
موضي ماعادت تحتمل كل هذا.. كل هذا كثير عليها.. كثير
انخرطت في بكاء حاد هستيري وهي تنهار على الأرض
راكان فُجع وهو يراها تسقط أمامه وتنهار في عاصفة من الدموع
شدها للأعلى بقوة وحنان
ليزرعها بين أضلاعه وهو يحتضنها بقوة متملكة وحنان مصفى
موضي شعرت بانهيار فعلي وأحاسيس ثورية تغتال مشاعرها وهي تستكين بأمان في أحضان راكان
شعرت أنها أخرى.. في مكان آخر.. في زمن آخر
أهدرت كل طاقة بكائها ونشيجها وهي بين أحضانه
أغرقت صدره بدموعها الغزيرة
حين تعبت من العويل صمتت وهي تشهق بخفوت.. وهو لم يفلتها مطلقا حتى هدأت تماما
حينها أبعدها قليلا لينظر إلى وجهها الذي تورم من البكاء
بدت له أكثر جمالا وعذوبة مما يمكن أن يحتمل مخلوق بشري
أكثر رقة وفتنة من أي تصور خيالي موغل في الخيال
مسح بأنامله دموعها التي لا تتوقف سيولها..مسحها بكل الحنان المتجسد الذي قد يوجد على الكرة الأرضية
وهو يمعن النظر في رموشها المبتلة وشفتيها المرتجفتين وخديها المحمرين
ثم..
احتضن وجهها بين كفيه
لترفرف قبلاته العميقة الدافئة على مختلف أجزاء وجهها
ودموعها مستمرة بالانهمار في صمت
*************************
واشنطن
أمام بيت يوسف
الساعة الواحدة والنصف ظهرا
كانت سيارة مشعل تتوقف.. ويلتفت لهيا ليقول بهدوء يخفي حرجه:
هيا يمكن الرجال مشغول.. انزلي انتي عند رفيقتش وجداتها
وأنا بجي لش إذا خلصتي
هيا بمناشدة عميقة: تكفى مشعل أبيك تعرف على يوسف
عشان خاطري
تنهد مشعل وهو يستعد للنزول: يا كثر حنتش بس.. إذا حطيتي شيء في رأسش الله يعين عليش
هيا ابتسمت: فديت اللي دايما جابر بخاطري..
مشعل يبتسم: إيه العبي علي.. تدرين أخق عند أقل كلمة تقولينها لي.. ماشفت خير
الاثنان نزلا ومشعل يحمل حقيبة طعام ضخمة تحتوي قدور الغداء الذي أعدته هيا وتركته مغلقا بإحكام في قدوره
طرقا الباب
ومشعل يتأخر للخلف
باكينام فتحت الباب بعد أن أبدلت ملابسها وارتدت عباءة خضراء مطرزة مع حجابها
وهي ترحب بهما بحرارة
الاثنتان دخلتا
ويوسف خرج لمشعل وهو يرحب به ترحيبا كبيرا ويحمل الحقيبة عنه ليدخلها المطبخ
ويقوده إلى مكتبه
هيا سلمت على العجوزين وكانت سعيدة جدا بهما..
هذه ليست المرة الأولى التي تراهما فيها
فقد رأتهما في بريطانيا عدة مرات
كانت ترى فيهما شبها كبيرا من باكينام.. فباكينام أخذت من الاثنتين الكثير من الصفات شكلا ومضمونا
ورؤيتهما ذكرتها بجدتها هيا التي اشتاقت لها كثيرا
فيكتوريا بترحيب: أهلا بكِ ياصغيرتي.. ومبارك زواجكِ وحملكِ أيضا
هيا بمودة: شكرا على لطفكِ.. يبدو أن باكينام أخبرتكم بكل شيء
فيكتوريا برقة: أتمنى كما غارت منك باكينام وتزوجت بعدك.. أن تغار منك وتنجب لنا حفيدا صغيرا
كانت باكينام حينها تمد يدها لهيا بفنجان قهوة.. انتفضت يدها.. لتنسكب قطرات من القهوة على يدها
صفية قفزت وهي تأخذ الفنجان من يد باكينام: خدت شر وراحت
ماعلش بت هيا هأصب لك واحد تاني
باكينام بتوتر أخفته خلف هدوءها: ماعلش أنّا.. أنا اللي هأصب.. ائعدي أنتي بس زي البرنسيسات
تفكير باكينام يتجه لاتجاه مرعب.. ماذا لو حملت.. أو كانت حتى حاملا
فهي لم تتخذ أيه احتياطات أو موانع
أ يعقل أن تحمل طفلا من يوسف المتوحش؟!!
أي طفل هذا الذي سيكون نتاجا للاهانات والتحقير والوجع والقسوة؟!!
مادامت في بيته.. فهي لا تستطيع منعه من حقوقه عليها
فماذا تفعل؟؟ ماذا تفعل؟؟
تنهدت بعمق وهي تميل على هيا وتهمس لها:
هيا ممكن أروح أنا وأنتي للدكتورة بعد الغداء
هيا نظرت لها بعينين لامعتين وهي تغمز بصمت وتهز لها رأسها
***************************
بيت محمد بن مشعل
غرفة ناصر ومشاعل الجديدة
الساعة العاشرة مساء
ناصر يعود بعد يوم العمل الذي كان طويلا ومرهقا تماما
كانت مشاعل تنتظره وهي تشعر بتوتر عميق.. كيف سيكون تعامله معه بعد أن عادا للسكن معا
هل سيعاود القسوة عليها؟؟
هل سيكون عاشقا رقيقا كما كان حين عادت لبيت أهلها؟!!
هل سيطالبها بثمن رقته وحنانه معها؟؟
ناصر يبتسم لها فور دخوله
يسلم.. وترد عليه السلام بذات التوتر
يسألها بحنان واهتمام: أشلون مكانش الجديد؟؟ عسى مرتاحة؟؟
مشاعل بخجل: الحمدلله
جلس قريبا منها رغم أنه كان يتمنى بكل الوجع أن يجلس جوارها ويأخذها في أحضانه
ولكنه كان يفكر بمنطق (كل شيء في وقته حلو)
سألها باهتمام عن أحوالها وأخبرها عن أحداث يومه
كان يحاول أن يبدأ بإدخالها إلى عوالمه كزوجين فعليين يتشاركان في كل شيء
ويعرفان عن بعضهما كل شيء
قضيا فترة يتحدثان وبينهما نوع من الحذر
ثم استأذنها ليتوجه للحمام ليتوضأ ويصلي قيامه فهو مستهلك من التعب ويريد أن ينام
ومن ناحية أخرى لا يريد أن يثقل على مشاعل
يريدها أن تشعر بالراحة والاطمئنان
ولا يريد أن يستعجلها في أي شيء
فيكفي ما عاشاه من الآم منذ اليوم الأول لزواجهما
لا يريد تكرار أخطائه
يريدها أن تقتنع به تماما هو كما هو بكل عيوبه وميزاته
هو ..ناصر الحقيقي.. في مكانه الطبيعي
حينما أنهى الصلاة
جلس على السرير ليخلع ساقه
كانت المرة الأولى التي ستراه فيها يفعل هذه المهمة الروتينية
كانت قد نسيت تماما أمر هذه الساق
فهو كان أمامها طيلة الأيام الماضية رجلا كاملا فعليا
ولكنها الآن لابد أن تتقبل وتتعود على هذا الروتين المؤلم
همست له برقة وهي تقترب: تبي أساعدك بشيء؟؟
ناصر رفع رأسه بعد أن أنهى فك الساق ووضعها تحت السرير
ابتسم لها بحنان: لا ياقلبي شكرا.. بادهن مكان البتر وبس
فتح الجارور المجاور لسريره وتناول الكريم منه
شعرت مشاعل بألم شاسع وهي ترى مكان البتر
ولكنها لم تعلق مطلقا.. فهي لا تريد أن تشعره أن هناك شيئا مختلفا
دارت حول السرير لتجلس على الطرف الآخر
فعليا لم تكن تريد النوم بجواره
ولكن ستبدو سخيفة إن توجهت للنوم في مكان آخر
بعد أن كانت طوال فترة معيشتهما معا تنام إلى جواره
ناصر غطى ساقيه ثم ألتفت لها وهو يبتسم ويقول بوله:
وأخيرا بأنام على شوفت وجهش.. وأصحا عليه
اشتقت لش ياقلبي.. والله ما تتخيلين أشلون اشتقت
اشتقت
اشتقت
واشتقت...
*****************************
دبي
جناح موضي وراكان
وقت ما بعد صلاة العشاء وقبل منتصف الليل
كل واحد منهما معتصم بأقصى ناحية من طرفي السرير
ويعطي للآخر ظهره
شعور غامض عميق يلفهما.. وشعور بالحزن يغتال مشاعرهما
لِمَ هما غير سعيدين هكذا؟؟
هل لأن ماحدث كان يجب ألا يحدث؟!!
أم لأن ماحدث كان مجرد نداء فسيولوجي طبيعي لم يكن للحب دور فيه؟!!
ولكن أ حقا لم يكن للحب دور فيه؟!!!!
راكان همس بعمق وهو مازال يعطيها ظهره: أنا آسف يا موضي
موضي بخفوت موجع وكأنها تحادث نفسها: ليش تعتذر راكان؟؟
اللي صار أنت ما جبرتني عليه.. صار برضاي وموافقتي
راكان بذات العمق: كاره نفسي.. أحس أني استغليت ضعفش
موضي بذات الخفوت العميق: وليش ما تقول أني أنا استغليت شهامتك وشفقتك
مازال الحوار يدور وكل واحد منهما عاجز عن النظر للآخر
راكان يظن أنها تجاوبت معه لأنها كانت تشعر بالضعف وهو قدم لها المساندة والاحتواء..
ولأنها تحترمه وتقدره لم ترد أن تجرحه برفضها له..بينما هي في داخلها غير متقبلة لأي لمسة منه
بينما موضي تظن أن ماحدث ليس سوى محاولة فاشلة من راكان لتعزيز ثقتها بنفسها وأنها أنثى كاملة قد تجذب أي رجل
وماحدث وفقا لأفكار كل طرف كان مؤذيا وموجعا لأبعد حد.. بل بلا حدود لمساحات الأذى والوجع المتشعبة
راكان همس بشفافية: موضي أنتي شيء كبير عندي.. ومابي اللي صار يخرب علاقتي فيش
موضي تتنهد: اعتبر انه ماصار شيء.. خلاص ننساه لأنه أنت عندي شيء أكبر مما تتخيل
احتكم الصمت لعدة دقائق قام بعدها راكان ليستحم
بينما موضي حينما تأكدت أنه دخل للحمام وأغلق على نفسه.. سمحت لأنهار دموعها المحبوسة بالانهمار
**************************
واشنطن
شقة مشعل
هيا ومشعل يعودان لشقتهما بعد الزيارة الطويلة لبيت يوسف
والتي توطدت فيا علاقة مشعل بيوسف
مشعل بهدوء: وين رحتي أنتي وباكينام يوم استأذنتي تطلعون مشوار عقب الغداء؟؟
هيا بعمق وأفكار مستجدة تخطر ببالها: رحنا للدكتورة
هيا أصرت أن يتعرف مشعل على يوسف حتى تطلب من مشعل أن يخبر يوسف عن حمد حين يصبح الوقت مناسبا
ولكنها أصبحت ترى أنها لابد أن تتصرف بشكل أسرع
فبكينام تتألم وحالتها يرثى لها
كانت تتذكر مشوراهما للطبيبة وهي تهمس لبكينام: ليه تبين الدكتورة؟؟
باكينام بهدوء: عاوزاها تفحصني وتكتب لي برشام منع حمل
هيا بهدوء: طيب مهوب المفروض تسوين فحص حمل قبل
باكينام بألم: أنا بأتمنى من كل ئلبي ما أكونش حامل.. لكن لو كنت مش هيبان من تست عادي لازم أعمل فحص دم لأنه هأكون في أسابيع بس
وادينا رايحين وهاشوف هاعمل ايه
هيا بمنطقية: طيب مهوب مفروض تستأذنين يوسف قبل ما تأخذين الحبوب؟؟
باكينام بضيق: هاستأزن.. بس خلينا نشوف الدكتورة هتئول ايه
كانت هيا تراقب وجه باكينام والدكتورة تخبرها أنها غير حامل
وأنها لابد أن تنتظر دورتها القادمة التي سيحين موعدها التقريبي بعد يومين للبدء بتناول الأقراص
تعلم هيا أن باكينام حاولت أن تظهر سعادتها بالخبر ولكنها في داخلها لم تكن سعيدة
فهي في عقلها الباطن كانت تتمنى أن تكون حاملا.. حتى تجد سببا يجبرها على الارتباط بيوسف إلى الأبد
تريد أن تدعي أنها مجبرة عليه بينما هي تكاد تجن من مجرد التفكير أنه قد يأتي يوم لا تكون فيه زوجة ليوسف
هيا تشعر تماما بكل الآمها.. وتشعر جزئيا بالمسئولية لأنها من طلبت من باكينام أن تزور ابن عمتها
القضية الآن أن مشعلا لا يعرف بوجود حمد في مصر للعلاج.. ولا يعرف حتى بضربه لموضي
يعتقد أنه في دورة في مصر
هيا بعد تفكير عميق قررت أن تخبر مشعلا فقط بجزئية العلاج وكيف أنها طلبت من باكينام أن تزوره من أجل عمتها.. ثم ماحدث بعد ذلك
هيا أخبرت مشعلا بكل هذا
ومشعل ثار وغضب كثيرا من هيا:
كذا تورطين بنت الناس في مشاكلنا وتسوين لها مشكلة مع رجّالها
هيا بضعف: هي اللي مارضت تقول له عشان نفسها عزت عليها
مشعل بذات الغضب: خلاص باتصل في يوسف وأقول له كل شيء
هيا بجزع: لا لا مشعل تكفى.. مايصير كذا خبط لزق
شتقول له؟؟
إنه شكك في مرتك ماله أساس
ويدري إنها قالت لي على مشاكلهم
مشعل بنفس الغضب: زين وشتبيني أقول له؟؟
هيا تنهدت: إذا قابلته المرة الجاية قل له بشكل طبيعي في نص الكلام:
انه مرتك سوت فينا معروف
كانت تطمننا على ولد عمتي.. وعمتي وهيا جننوها من كثر ما يطلبون منها تطمنهم عليه
وهي والله ماقصرت مع انشغالها وقتها في تجهيز عرسها مثل ماقالت لي زوجتي
مشعل يتنهد: خلاص بكرة أنا وهو تواعدنا نتلاقى في الجامعة
أقول له بكرة
ثم تذكر شيئا: بس خليني أتأكد من موعد سفر سعيد
لأنه احتمال بكرة
************************
ذات الوقت
في بيت يوسف
العجوزان قامتا لترتاحان قليلا وتبقى يوسف وباكينام جالسين
يوسف بهدوء: ممكن أعرف رحتي فين.. أو هتعمليها قضية الشرق الأوسط؟؟
باكينام بهدوء مماثل: رحت للدكتورة
يوسف شعر بقلق لم يظهر في صوته البارد: ليه يعني؟؟
باكينام تتنهد: عشان تكتب لي برشام منع حمل بعد ازن حضرتك
يوسف بهدوء أكبر: وممكن أعرف السبب
باكينام تنظر له بشكل مباشر وهي تقول بحدة باردة كالصقيع:
كان ممكن أقول عشان انا وانته بندرس وده مش وئته
بس ده هيبئى جواب مالوش معنى مع انه حئيئة
لأنو الحئيئة انو مش عاوزة حاجة تربطني بيك
انا عارفة انه هيجي يوم وتزهئ من اللعبة اللي اسمها باكينام
وئتها مش عاوزة نبئى لعبتين.. أنا وابنك
يوسف وقف بشكل حاد مفاجئ ليمد يده وينتزعها من مقعدها
وينظر لها بشكل مباشر وعيناه تشتعلان بكل معنى الكلمة:
لو كنتي ئلتي لي السبب اللي مالوش معنى مع انه حئيئة
كنت هاوافق تعملي اللي عاوزاه وتاخدي أي مانع انتي عاوزاه
لكن انتي ما يريحيكيش الا تجرحيني عشان تنبسطني
عشان كده بائول لك: لأ..
ولو فكرتي تاخديه من ورايا.. هتشوفي اللي عمرك ماشفتيه
#أنفاس_قطر#
.
.
.
|