كاتب الموضوع :
#أنفاس_قطر#
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية ما بين الصباح والمساء
الوقت السحري
رغم أني لست من هواة السهر مطلقا
ولكن لطالما كان لمنتصف الليل ودقات الساعة الاثنتي عشرة سحر خاص في روحي
هل تذكرن يا نبضات قلبي كارل يونغ؟؟
صاحب نظرية "ذاكرة جمعية لإنسان جمعي"؟؟
ما يحدث لي مع منتصف الليل شيء شبيه تماما
فنحن توارثنا الإعجاب الشفاف بمنتصف الليل منذ الأزل
وكأننا نتوارث تراكمات مشاعر من سبقونا
شعر الشعراء وهمسات المحبين وسكون الأرواح كلها تتحفز مع منتصف الليل
.
.
بارت اليوم كان في منتصف الليل تماما لسبب إضافي غير ماذكر أعلاه
أريد أن أعود بكم للنشر الصباحي كما اعتدتن مني
وكما اختلفت أنا بهذا الموعد لكن وبكن
بارت الليلة هو بين الخميس والجمعة
والغالبية سيقرئنه يوم الجمعة
لذا موعدنا القادم صباح السبت الساعة 9 صباحا إن شاء الله
.
بارت اليوم خال تماما من القفلات المؤلمة
لأن بارت يوم السبت سيكون ملك القفلات في العدد
أربع قفلات متتالية
موعدنا السبت
وموعدكن الآن مع بارت خفيف ولطيف ومنعش
أعتقد أنه قد يعجبكن
ودائما للحديث بقية
.
.
استلموا
.
قراءة ممتعة مقدما
.
لا حول ولا قوة إلا بالله
.
.
.
أسى الهجران/ الجزء الثالث والثمانون
واشنطن
طرقات منطقة جورج تاون
بين سكن باكينام وجامعة جورج تاون
خطوات مثقلة تنقل باكينام ويوسف
ومشاعر ثائرة مكتومة تهدر بين الاثنين
كانت باكينام من بدأت الكلام وهي تهمس ببرود: نعم يوسف عاوز إيه؟؟
يوسف يتمنى لو يمسك بكفها يحتضنها بين أنامله وهما يمشيان..
فهو يكاد يجن شوقا لها
ولكنه لا يريدها أن تغضب وترفض أن تتفاهم معه ..هو قادم للكلام معها
همس لها بهدوء: مش كفاية وترجعي لبيتك خلاص
باكينام بهدوء يخبئ خلفه كثيرا من الألم: وأنا ئلت لك مش راجعة
وطلئني.. العشرة بيننا مستحيلة
يوسف بعمق: باكينام بلاش جنان.. طلاء مافيش طلاء.. ارجعي للبيت
عيب عليكي اللي بتعلميه.. همّا بنات الأصول بيعملوا كده؟!!
باكينام بألم: انته اللي خليتني أعمل كده
أنت نسيت عملت فيا إيه أول يوم جينا واشنطن
يوسف صمت..
بدت له الذكرى غائمة وجميلة وعميقة وموجعة وكريهة في آن
تمنى أن يعيد تسجيل الذكرى كأجمل أحداث حياته
وتمنى أن يلغيها من ذاكرته كأسوأ أحداث حياته
استمرا يمشيان معا يلفهما الصمت.. كلاهما تمنى أن يطول هذا المشوار ويطول ويطول
ولكنهما وصلا أمام مبنى كلية باكينام
وقفا كلاهما وهما يتبادلان نظرات عميقة
حينها همس يوسف: ها باكينام.. ترجعي معايا لبيتك النهاردة؟؟
باكينام أشاحت بوجهها وهي تهمس بألم: ما تحاولش.. مستحيل
حينها مد يوسف يده ليدها.. احتضنها.. ليبعث دفء يده في يدها قشعريرة حادة جارحة
ثم يترك يدها معلقة في الهواء تعاني بردا مفاجئا موجعا
ويرتحل مغادرا وفي رأسه تفكير ما
لو كان يوسف في مصر لاستطاع إرجاعها بالقوة.. ولكنه هنا في أمريكا لا يستطيع.. لذا لابد أن يلجأ للحيلة
وكل شيء مباح في الحرب والحب
باكينام كانت تنظر بألم لظهره العريض وهي تشعر برعب حقيقي أن تكون هذه المرة الأخيرة التي تراه فيها!!!
***********************
بيت عبدالله بن مشعل
مشاعل غادرت ولطيفة تناولت هاتفها وهي تغادر لمجلس النساء وتتصل برقم معين
فور أن رد عليها الطرف الآخر باحترام عميق: هلا والله حيا الله أم محمد
لطيفة بود واحترام: حياك الله ناصر.. أبيك في موضوع مهم كان وقتك يسمح
ناصر بنخوة: آمري.. أفا عليش يا أم محمد الوقت كله لش يا أخيش
لطيفة تنهدت بعمق: عشان موضوعك أنت ومشاعل والاقتراح اللي قلته لها
ناصر تفاجئ فهو لم يتوقع أن مشاعل قد تخبر أحدا باقتراحه لها
والاقتراح كان ببساطة.. إن كانت عودتها لبيته مرفوضة
فلتكن عودتها لبيت والده
ويتبادل هو وراكان الأماكن
مشعل حاليا يعيد ترتيب غرفة راكان بعد أن فتحها على غرفة ناصر
فاقترح عليها أن ينتقلا هما لقسم راكان
وراكان وموضي ينتقلان للقسم المستقل/ قسم ناصر بحجة أنهما الأكبر ويستحقان مكانا مستقلا لهما
ولكن مشاعل رفضت اقتراحه
وقالت: أنها حين قالت أنها يستحيل أن ترجع لبيته لم تكن تعني بيته تحديدا
ولكنها تعني العودة لحياته ولعشرته
وهو من أرخصها وطردها واستمر يشدد على رفضه لعودتها
فما الذي تغير الآن؟؟
ناصر رد على لطيفة بهدوء: مشاعل قالت لش؟؟
لطيفة بهدوء عميق: ناصر أنا أعرف كل شيء.. وتأكد إن مشاعل ما قالت لي إلا عقب ماضاقت بها
وتأكد إن اللي بينكم سر ما حد بعارفه
ناصر بهدوء يخفي وراء أمله: يعني تقدرين تقنعنيها؟؟
لطيفة بهدوء: خلك الحين من اقناعها.. أول ما يخلص مشعل الشغل في بيت هلك
أنا بجي وبأنقل أغراض مشاعل هناك
وأغراض موضي وراكان بأنقلها لبيتك
والباقي خله علي
***********************
دبي
جناح راكان وموضي
بعد صلاة العصر
موضي وراكان تغديا في جناحهما لأن وضع راكان مازال لا يسمح له بالخروج
دار ويدور بينهما حديث شيق عذب
فقد قضيا الساعات الماضية في الحديث وهما يكسران حاجز الرهبة
راكان يبتسم: وصدق أنتي اللي مسويته؟؟
موضي تبتسم: ليش بأكذب عليك يعني؟؟
راكان باستنكار رقيق: لا والله محشومة.. بس مفروض خذتي ثمن التصميم على الأقل
موضي بعذوبة: تصميم الموقع كان هدية مني لهم..
ثم أردفت بحماس وهي يخطر ببالها شيء ما: إشرايك أسوي لك موقع شخصي؟؟
راكان باستغراب: أنا؟؟
موضي بحماس: وليش لأ.. بطل رماية وبطل شطرنج.. بأسوي لك موقع بروفشنال.. أقل من ظفرك سوو لهم مواقع
راكان يبتسم: لا يا بنت الحلال.. أكثر شيء أكرهه الاستعراض على غير معنى
موضي برقة: حتى لو استعرضت نفسك.. تستعرضها على حق
راكان يعدل جلسته على الأريكة وهو ينظر بعمق لموضي التي تجلس لوحدها على كرسي منفرد
همس بعمق: موضي بلاها نبرة التقديس ذي.. مهيب عاجبتني
موضي بحرج: ما أقصد راكان أضايقك
بس جد راكان من يوم أنا صغيرة وأنا أشوفك شيء كبير
راكان باستفهام: كبير بأي معنى؟؟
موضي بعمق: كبير بأكبر معنى.. أشوفك شيء مثل الأساطير اللي فوق مستوى البشر العاديين
راكان ضحك: عاد أساطير مرة واحدة.. خليتيني هركليز
موضي بابتسامة رقيقة: شنو هركليز؟؟ هركليز ولا شيء عندك
راكان بثقة: موضي مافيه داعي تحطين كل ذا الحواجز بيننا
تعاملي معي بطبيعية
أنتي كنتي تشوفيني شيء كبير
وأنا كنت أشوفش بشكل معين
لكن كل الرؤيتين انتهت
خلينا نتعامل مع بعض بطبيعية
موضي ببوح مؤلم: بس أنا ماعدت طبيعية
وصل الحديث للنقطة المنتظرة والنقطة التي حاول الاثنان الوصول لها
وفي ذات الوقت تلافيها
حياتهما معا.. كيف ستكون؟؟
راكان تنهد: أشلون غير طبيعية؟؟
موضي بحرج: قلت لك قبل.. ماعاد عندي قدرة للتواصل مع رجل بالصورة الطبيعية ولا أتقبل لمس رجل لي
راكان هز كتفيه: وأنا أصلا فقدت اهتمامي بالجنس الثاني من سنين
يعني ماراح أضايقش بشيء ولا أطالبش بشيء
موضي بعمق: وتعتقد إنه وضع طبيعي نعيش فيه اثنينا؟؟
راكان ابتسم لها بتشجيع: مادمنا اثنينا مرتاحين ماعلينا من حد
************************
ذات الليلة مساء
بيت مشعل بن محمد
مشعل يعود للبيت
كان شكله مرهقا تماما.. فهو بين أعماله وبين قسم راكان الذي يريد انجازه في وقت قياسي
كانت لطيفة تجلس على الأريكة تقرأ في كتاب استعدادا للفصل الدراسي القادم
دخل مشعل وسلم.. ألقى بغترته ثم جلس جوارها ليتمدد ويضع رأسه على فخذها
لطيفة تحرك شعره برقة وتهمس له بحنان: تعبان حبيبي؟؟
مشعل بإرهاق: والله ميت من التعب
لطيفة بعذوبة: تبي أجيب لك شيء؟؟
مشعل بمودة : خليش جنبي وبس
مضت لحظات صمت همست بعدها لطيفة بلهجة حاولت أن تكون تلقائية تماما:
عندكم ذا الأيام شغل مع شركة فاتن الفرج؟؟
مشعل تناول كفها واحتضنها وهو يقول بعفوية: خلصنا لهم مجمع وبنبدأ في الثاني
ليه تسألين ياقلبي؟؟
لطيفة تنهدت بعمق وهي ترسم ابتسامة على وجهها: لا حبيبي أسأل عادي
مشعل نهض وهو يقول بتثاقل: بأقوم أتسبح وأصلي قيامي
لطيفة ابتسمت: وأنا بأروح أسوي لك شاي أخضر
ثم أردفت: قسم راكان متى بتخلصه؟؟
مشعل يصل باب الحمام ويهمس لها بهدوء: أحاول أخلصه قبل يجون بكم يوم
يعني 3 أيام إن شاء الله وأخلص
****************************
دبي
الساعة 10 مساء بتوقيت الدوحة/11 بتوقيت الإمارات
جناح راكان وموضي
الليلة الأولى الفعلية التي يقضيانها كزوجين في مكان مغلق عليهما
اليوم لم يخرجا مطلقا من الجناح
ولكن راكان طلب من ادارة الفندق أن ترسل له طبيبا ليغير له على جرحه
ويعطيه بعض المسكنات لأنه يشعر بألم مبرح في سُرته
حيث تم إعطائه الإبر جميعها في سُرته.. فإبر السعار تُعطى في السُرة إذا كان المريض يحتمل لتعطي نتيجة أسرع..
وراكان وافق أن يأخذها جميعها في سُرته
والبارحة رفض أن تبقى موضي معه وهم يعطونه الإبر..
فلم تعلم بمقدار الألم الذي تعرض له
ولكنها فجعت اليوم وهي تعلم أنه أخذ جميع الإبر في سُرته دون أن يبين لها شيئا من آلامه.. رغم أنه منذ البارحة وهو يعاني من الألم
ولم يطلب الطبيب إلا بعد أن وصلت آلامه منتهاها
وهاهو الآن يتمدد على كنبته وهو يفتح عينا ويغلق الأخرى بعد أن أعطاه الطبيب إبرتين مسكنتين وبدأ يشعر بالخدر في كل جسمه
موضي كانت تجلس قريبا منه على مقعد منفرد وهي تشعر بقلق مر عليه
راكان همس لها بصوت ناعس: موضي قومي لفراشش
موضي برجاء عميق: راكان أنا بفرش لي فراش على الأرض قريب منك
راكان برفض حاد قدر ما يمنحه صوته المرهق: لا والله العظيم ما تنامين إلا على فراشك.. وهذا أنتي قريب.. إذا بغيت شيء دعيتش
موضي بعذوبة: خلاص بأقعد عندك لين تنام.. ثم بأصلي قيامي.. وأنام.. وعد
راكان بصوت دائخ تماما: قوميني قبل الفجر عشان أصلي قيامي.. تكفين
ماصدقت ارتاح من الوجع عشان أنام
**************************
اليوم التالي
بعد صلاة العصر بقليل
ناصر يخرج من البيت وهو متوجه للتدريب حيث تواعد على الالتقاء مع حسن
رأى سيارة بيت عمه عبدالله تخرج
كان سلطان يجلس بجوار السائق
وفي الخلف تجلس امرأة.. ولأن ناصر يعلم أن كل من في منزل عمه هم محارم له
تمعن في المرأة وقلبه ينبئه بشيء
شعر بغضب متصاعد وهو يتصل بمشاعل
فور ردها عليه همس بغضب من بين أسنانه: وين طالعة يا الشيخة بدون ما تعطيني خبر؟؟
مشاعل بحرج: بأروح الجمعية أجيب شوي أغراض للبيت.. حبيت أكفي أمي
وسلطان معي
ناصر بذات الغضب وهو يقف أمام سيارة عمه ليمنعها من التحرك: انزلي أنا بأوديش
وياويلش تسوينها مرة ثانية وتطلعين من غير أذني
سلطان عقد ناظريه وهو يرى سيارة ناصر تعترض طريقهم أخرج رأسه وهو يحاول أن يتحدث بأدب:
عسى ما شر يابو محمد؟؟ وسع خلنا نطوف
ناصر بهدوء: كثر الله خيرك يا سلطان.. مشاعل بتروح معي
سلطان حينها غضب فعلا وهمس بغضب مكبوت: مالك لوا يابو محمد.. منت بمنزل أختي مني عشان تركبها سيارتك
ناصر غضب فعلا وهو ينزل من سيارته بلباس الفرسان الأنيق
مشاعل تشعر بالرعب من هذا العراك غير المتوقع ودقات قلبها تتصاعد بعنف
همست لسلطان بخفوت: سلطان عيب عليك.. بأنزل أروح مع ناصر
سلطان بغضب: والله ما تنزلين.. ولو نزلتي والله عمري كله ما أسلم عليش
ناصر اقترب من نافذة سلطان وهو يقول بغضب: نعم يا سليطين تراني ما سمعتك
سلطان باحترام رغم غضبه: أولا اسمي سلطان يابو محمد.. وثاني شي عيب عليك تنزل أختي مني.. منت بشايفني رجال
لو أنها مع مشعل كان نزلتها منه؟؟ وإلا أنا ما أنا بتارس عينك؟؟
ناصر لم يستطع إلا أن يبتسم من ردة فعل سلطان التي أثارت إعجابه برجولته المبكرة:
محشوم يابو عبدالله.. وكفو وألف كفو
خلاص توكلوا على الله
ثم عاد لباب مشاعل التي اطمئنت وهي ترى انتهاء المعركة على خير ولكنها لم تنتبه أن ناصر سيفتح بابها وهي متسندة عليه
فتح ناصر الباب ووكادت أن تسقط مشاعل لولا أنه سارع لسندها
تسارعت دقات قلبها من قربه الذي بات يعذبها
ذلك القرب البعيد.. أسوأ أنواع البعد والقرب
فلا هو بالقرب الذي يريح الفؤاد.. ولا هو بالبعد الذي ينهي حبائل الأمل
ناصر بهمس مرح دافئ: سلامات
مشاعل تتأخر قليلا وهي تهمس بحرج: ما انتبهت إنك بتفتح الباب
أخرج ناصر محفظته وهو يمدها ببطاقته: مامعي الحين كاش يكفي.. بأرسل لش رقمها الحين وخلي البطاقة هذي معش
عندي غيرها
مشاعل بحرج فعلي: مافيه داعي ناصر
ناصر يحتضن كفها بقوة وتملك وحنان وهو يشد كفها للأسفل حتى لا يلحظهما سلطان وهو يهمس لها: لا تراديني.. خذيها
سلطان كان من قاطع لحظاتهما الخاصة وهو يقول بلباقة مصطنعة: تأخرنا يابو محمد
ناصر أغلق الباب وهو يقول : السموحة يابو عبدالله... توكلوا على الله
مشاعل كانت تحتضن البطاقة في يدها.. ومشاعرها متناثرة ومبعثرة..
إحساسها بناصر بات يعذبها ويجرحها ويشجيها ويستجلب كل أشكال المشاعر المتناقضة إلى روحها
بينما سلطان كان (يتحلطم) على ناصر بعبراته التي اعتادتها منه
كانت تسمع بعضها وتغفل عن بعضها الآخر:
رجالش ذا يفقع المرارة..
شايف حاله.. لا وجاينا بلباس الفروسية.. يعني شوفوني ما أزيني
مزيون طل..
لا وكان يبي ينزلش من السيارة اللي ما يستحي
لو أنه سواها.. والله لأشتكيه عند عمي محمد
استمر سلطان في ثرثرته المعتادة ومشاعل تحلق في عالمها الخاص حتى انتزعها منه رنة رسالة تصل هاتفها
فتحت الهاتف:
" رقم البطاقة ××××
.
.
وحشتيني والله العظيم
بغيت أخورها من قلب قدام سليطين"
ابتسمت وهي ترد عليه:
" أول مرة أشوفك بلبس الفرسان على الطبيعة
لا تعليق"
" لا تعليق
أفهمها شيء سلبي؟؟
أو شيء إيجابي؟"
"تك.. تك.. تك
هذي دقات قلبي
ماني بقادرة أسيطر عليها
تكون الشوفة برأيك سلبية أو إيجابية؟؟"
ابتسم بعمق وخبث شفاف وهو يكتب رسالته الأخيرة
" إذا رجعت من التدريب
مريت أسلم على جدتي
وقتها أشوف عيونش
وأسمع دقات قلبش
و أعرف شوفتي سلبية أو إيجابية"
********************
دبي
جناح راكان وموضي
بعد صلاة العشاء بحوالي الساعة
موضي تشعر بقلق عميق على راكان
فهو خرج من حوالي ثلاث ساعات للتغيير على جرحه ولم يعد بعد
كانت تريد الذهاب معه ولكنه رفض وقال أنه لن يتأخر
واتصلت به عدة مرات وكان يرد ويطمئنها
ولكنها كانت قلقة من تأخره غير المبرر وتخشى أن يكون قد تعب ولا يريد إقلاقها
اليوم صحا مبكرا وكان وضعه أفضل بكثير.. ولكنها تخشى أن يكون يتألم كما كان البارحة دون أن يخبرها
موضي قفزت وهي تسمع صوت الباب يُفتح
هتفت بقلق وهي ترى راكان يدخل: أشفيك تأخرت الله يهداك؟؟
راكان ابتسم وهو يخلع غترته ويلقيها على الأريكة ويرفع كيسا بالغا الفخامة في يده: رحت أجيب شغلة
موضي باستغراب: شغلة؟؟
راكان جلس على الأريكة وهو يهمس بهدوء: تعالي اقعدي جنبي
موضي اقتربت بحرج وهي تجلس جواره وتجعل بينهما بعض مسافة
راكان وضع الكيس الذي قرأت عليه اسم محل مجوهرات شهير جدا على رجليها وهمس لها بمودة: افتحيه
موضي بحرج: وش هذا ياراكان؟؟
راكان يبتسم: افتحيه وشوفي
موضي فتحت التغليف الفخم بتردد لتجد علبة مجوهرات جلدية بالغة الرقي فتحتها بأنامل متوترة لتجد بداخلها قلادة كارتير ألماسية بالغة الفخامة والأناقة
موضي بخجل حقيقي: كثير راكان.. والله العظيم كثير.. وبعدين مالها مناسبة
راكان مد يده للقلادة وتناولها: ماني براد على كلامش اللي ماله معنى
ممكن ألبسش أشوفها عليش
موضي كان بودها أن ترفض ولكنها لم ترد أن تبدو قليلة التهذيب أمام لطف راكان
لأنها تعلم أنه لم يطلب تلبيسها إياها إلا من باب الذوق
همست بخجل: أكيد ممكن
راكان فك قفل القلادة وهو يقترب من موضي ليلبسها إياها
راكان كان يتصرف بطبيعية وإحساسه بها كان تلقائيا وعاديا
ولكن موضي شعرت بارتفاع درجة حرارتها وهي تشعر بحرارة أنامله على نحرها وعنقها
كانت تعصف بها مشاعر توتر غير طبيعية مصدرها الأول خوفها أن يلاحظ الأثر بالقرب من كتفها وهو يقترب من حدوده
راكان أنهى مهمته وهو يهمس بإعجاب حقيقي وطبيعي: حلو عليش تلبسينه بالعافية
موضي همست بتوتر: مشكور.. حلت دنياك
راكان مد يده بعفوية ليعدل وضع العقد على طرف جيبها من اليسار
حينها انتفضت موضي بعنف وهي تقفز وتضم جيبها بأطراف أصابعها وتغلقه وهي ترتجف وتبتعد
راكان استغرب ردة فعلها المفاجئة التي أشعرته بالحرج
همس بهدوء لبق: آسف موضي.. والله ماقصدت شيء
موضي لم ترد عليه وهي تتوجه للمكتب البعيد وتجلس عليه
راكان تنهد بعمق وهو يحترم صمتها ورغبتها في الاختلاء بنفسها
لا يستطيع أن يلومها.. فهي نبهته أنها ماعادت تتقبل لمسات رجل
ولكن لمسته كانت مجرد لمسة إنسانية ليس بها أي شعور خاص
فهو أيضا ماعاد في حاجة إلى ملامسة امرأة
بعد أن تبخرت آماله ومعها فتاة أحلامه قبل سنين
#أنفاس_قطر#
.
.
.
|