بنيتي أنفاس صباحاتكِ ومساءاتكِ خيرٌ من الرحمن.
حفتكِ البركات أينما حللتي.
صباحي قاصرٌ دون بهجتكِ
دون نكهة تماما، فلا هو بحلاوةِ سكركِ، ولا هو بتركيزِ قهوتكِ
ولا له سحر حضوركِ .
تلقيتُ دعوةً كريمةً للانخراطِ في معمعتكن.
ولكني أجدُ نفسي فاشلةً في إدارةِ الحديثِ والحديثِ المضاد.
وربما هو عجزٌ عن مناطحةِ عقولٍ شابةٍ وثابةٍ كعقولكن.
لذا كان مروري المختزل بهذه الأسطر رغم عشقي لها.
وما أخرجني عن صمتي المعتاد عدة قضايا:
أولها إبداعُ أنفاسِ الذي لا شبيه له.
فكلُ جزءٍ ينقضي يشي بحسنٍ مطرز لا مزيد عليه.
فإذا الذي يليه يقول: أنا أكثر حسنا.
وأمكن أم عبدالعزيز مشدوهة فاغرة فيها.
حفظكِ الله يا بنيتي وحماكِ من كل شر.
الشيءُ الآخرُ هذه التوقعات المرعبة التي تخرجن بها يا بنياتي.
موت وترمل وفجائع!
يأسرني هذا الذكاء المتوقد لديكن.
ولكنَّ لأمكن أم عبدالعزيز دلواً تريد الإدلاء به. فلا تقطعن الرشا بدلوي.
القضية الدائرة التي أصبحت أكثر حضورا في القصة.
راكان، من التي سيتزوجها؟؟
تتبعت مع أنفاس (بعد الغياب) ثم (أسى الهجران).
وهذه الفتاة فعلا ذكية، بل هي باهرة الذكاء ماشاء الله تبارك الله.
فهي تسربُ عباراتٍ في ثنايا القصةِ يكون هدفها منها:
إمَّا إعطاء إشارات لأحداثٍ قادمة.
وإمَّا عملية تضييع وتعمية عن ما سيحدث فعلا.
ملابس راكان في شقة مشعل، هل يعني ذلك أن راكان يتزوج هيا بعد وفاة مشعل؟؟
أعترف إنها فكرة متألقة جدا.
وربما قصدت أنفاس لها.
ولكن أنا أفهمها في اتجاة آخر.
ملابسه في بيته للدلالة على عمق العلاقة بينهما، لدرجة أن يكون الوحيد الذي يزوره حتى في أمريكا.
بينما من سيتزوجها راكان ستكون موضي.
أعلم أن هذا التوقعَ يرضي الصبايا المتحمسات لجمعِ قلبين معذبين
ولكن عجوزاً مثلي تفهمه من جهة أخرى.
انتبهن لعبارات أنفاس:
"قلبه ميت"
"بقايا امرأة"
هذا الجمع مقصود تماما، وأنفاس لا تطلق هذه العبارات جزافا.
وأعتقد أن علاقة راكان وموضي ستكون هي لبُّ "أسى الهجران"
ستكون علاقة فريدة وعميقة ومختلفة، كما هي أوصاف أنفاس.
كيف ستحيي هي القلب الميت؟
وكيف سيجمع هو بقايا المرأة؟
شيء أخير: سؤال هذه الكادية الرائعة.
ماوجه الشبه بين فارس ونوافذ منزل مشعل بن محمد؟
كلاهما زجاج، وكلاهما من تركيب مشعل بن محمد ذاته.
ودمتن بكل خير.
وسامحن أمكن أم عبدالعزيز على تخاريفها.
لا تطيلي الغياب أنفاس.
فأمكِ أم عبدالعزيز مشتاقة لكِ منذ الآن.
أمكِ المحبة
أم عبدالعزيز