المنتدى :
القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
= لا أريد من ملك قلبي =
لا أريد من ملك قلبي...
بعينين جاحظتان ... وبفم مفتوح على مصراعيه ... وبوجه يعكس علامات الدهشة التي تحتل داخلها ... قالت بصوت متلعثم:
- ماذا قلت ... يا أبي؟!!
تبسم ضاحكاً أباها ... وهو يرد عليها قائلاً:
- قلت يا ابنتي بأن ابن عمكِ يريد الزواج بكِ.... فهل أنتِ موافقة ؟منتدى ليلاس الثقافي
لم يرده رد منها ... فهي لا تزال تسبح في بحر الذهول وعدم التصديق لما سمعت ...
غلف أباها يدها الممدة على السرير بيده ... وقال:
- ها ... ما ردكِ ؟
طال صمتها .... المصحوب بترقب أبيها لرد منها...
كانت ساكنة بلا حراك ... تنظر بعينيها المفتوحتان على مصراعيهما إلى الفراغ ...
شد أبوها الخناق على يدها ... ليعيدها إلى هذا العالم ...
فلتفتت ناحيته .... و بعينيها المتسعتين ألقت الأضواء ناحية أبيها ... ومن ثم ازدردت ريقها ... قبل أن تقول :
- لماذا ...؟
قوس أباها عينيه إلى أعلى وهو يقول بنبرة صوت مغلفة بتعجب:
- لماذا...!!!!! بتأكيد لأنه يريدكِ ..
بصوت خنقته العبرات التي بدأت تنهمر من مقلتيها :
- كلا يا أبي .... هو .... هو ... لا يرغب بي ... بل هو مجبر على أن يأخذني ...
زادت حيرته و تعجبه من كلام ابنته ... ومن العبرات التي تغزوا عينيها:
- ما هذا الكلام يا صغيرتي ؟!!
أمسكت بالغطاء الذي يكسي بدنها ... وحركته بسرعة ... لترميه بعيداً عنها ... ويفترش الأرض ... و تمردت على صوتها الذي تداعى بسبب البكاء ... وصرخت بأعلى صوتها :
- انظر ... انظر إلى قدمي ... هذا هو الجواب على سؤال يا أبي ... هذا هو الجواب ...
وانخرطت في بكاء مرير...
أخذ ينظر على ابنتيه بدهشة ممزوجة بألم .... فنعقد لسانه لثواني ... لما لقطته عينيه من ابنته ... الغارقة بدموعها...
أخيراً استجمع قواه ... وقال:
- يا ابنتي ... ابن عمكِ لا يشفق عليكِ ... لا تجعلي هذه الوساوس .... تفسد عليكِ حياتكِ ...
بصوتها الذي شوه البكاء قالت:
- إنها ليست وساوس يا أبي ... أنها الحقيقة ... لماذا ...لماذا الآن يريد الزواج بي...؟ لماذا ...يتقدم لي بعد الحادث الذي جعلني غير قادرة على المشي... و الذي كان هو السبب فيه ...؟ أجبني يا أبي ...لماذا؟؟ ...لمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــاذا؟
زاد الألم الذي يعتصر قلبه ... فجعله جالساً ... عاجزاً عن الإجابة....
لكن الرد جاءها من شخص آخر غير أباها ... كان قادماً من خلف الباب ... بصوت قوي لا تهزه المشاعر التي تعصف به في داخله :
- هل فتحتِ قلبي يا ابنة عمي ورئيتِ ما في داخله ... حتى تحكم ِ عليه هكذا ؟
سرت رعشة في جسدها ... عندما تخلل صوته الرجولي مسمعها ... فتجمد لسانها مكانه ... وأبى أن يتحرك بالجواب...
عاد صوته ليغزو مسمعها :
- لم أسمع ردكِ يا ابنة عمي؟
حاولت أن تجمع قواها التي خارت لما سمعت صوته ...وقالت بعد جهد جهيد بصوت لا يخلو من الارتباك الذي يسكن داخلها:
- كلا ... ولكن ...
قطع كلامها قائلاً:
- إذا ... لا تحكمي عليه فهذا ليس عدلاً ....
لم تعرف ماذا تقول... أو حتى كيف تتصرف ... فأوراقها بعثرها كلها ... فباتت بلا خطة ترتكز عليها ...
ابتلعت ريقها بصعوبة وهي تحاول أن تقول:
- أرجوك ...كفى ... فأنا .....
بتر جملتها من جديد وهو يقول:
منتدى ليلاس الثقافي- هل أنتِ تحبني ؟
ردت عليها بدون أن تشعر قائلة:
- ماذا؟!!!
فصدمة وعدم التصديق تملكها ...
رد عليها قائلاً:
- سألتكِ ...إذا كنت تحبني ...
بكلمات مبعثره ...قالت:
- أنا ...لكن ...
- هذا ليس جواباً ... لازلت انتظر الجواب...
نظرت إلى أبيها مستنجدة به ... لتجده هو الآخر يترقب جواباً منها ...
فوجدت نفسها محاصرة من كل جانب... لا تعلم ماذا تفعل...
عاد صوته ليهجم على طبلتي أذنيها...:
- حسنا ... إذا قلت لكِ بأني أحبكِ فهل سوف تجيبين على سؤالي؟ وأنا لا أكذب فيما قلته ... أنا أحبكِ حقاً ... ومنذ زمن ... لم أجرأ على أتقدم لك ِ ..لأني ... لأني أعرج ... كنت أعلم بأنكِ سوف ترفضين ِ ... لأني مع....
هذه المرة هي التي قاطعته قائلة :
- وأنا أحبك ... ومنذ زمن أيه الغبي ...
تمت...
|