لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > قسم الارشيف والمواضيع القديمة > الارشيف
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الارشيف يحتوي على مواضيع قديمة او مواضيع مكررة او محتوى روابط غير عاملة لقدمها


 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-04-09, 05:15 AM   المشاركة رقم: 21
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 107705
المشاركات: 578
الجنس أنثى
معدل التقييم: جين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 436

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جين استين333 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جين استين333 المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

8 – بطل رغماً عنها


لم تدرك بايلي مدى استمتاعها بالوقت الذي تمضبة مع باركر حتى انتهت وجبة الغداء . فقد جلسا قبالة بعضهما على الطاولة وتبادلدا الحديق كصديقين قديمين . لم تشعر من قبل بمثل هذا الإرتياح ، ولا سمحت لنفسها يوماً بأن تكون أكثر انفتاح . وأدركت أن مشاعرها تشهد تغيراً نسبياً إنما اساساياً .
لقد حل الرضى والآمل مكان الخوف والحذر .
وأدركت هذا حين قطعا ساحة الاتحاد ، وراحا يرميان فتات الخبز للحمام النهم . كان الضباب الصباحي قد تلاشى وأشرقت الشمس في علاض نادر .. أما المساحة فتعج بالسياح ، والمسنين وعمال المكاتب الذين يتناولون الغداء في الهواء الطلق . ولطالما أحبت بايلي هذه الساحة ، لكن وجودها فيها الآن برفقة باركر جعل منها مكاناً عزيزاً على قلبها .
وبدا باركر مسترخياً أكثر ايضاً ، وأخذ يتكلم بحرية عن نفسه ، وهذا ما لم يفعله من قبل . قال انه اكبر اخوته الـ 3 والوحيد الذي لم يتزوج بعد .
قالت بايلي : انا طفلة العائلة ومدلله للغاية . لقد بذل والدي جهودهما لإقناعي بالعدول عن رأيي حول الإنتقال إلى كالفورنيا .
- وما الذي جعلك تتركين أوريغون ؟
نظرت بايلي الألم الذي يعتصر قلبها كلما فكرت بتوم ، لكن هذا الألم لم يظهر ، لأنه ببساطة لم يعد موجوداً .
تأملت الطيور المجتمعة حول حفنة الطعام وقالت معترفة : توم .
- وهو الخطيب رقم 2 ؟
كان يسير ويدة خلف ظهره ، وراحت بايلي تتساءل عما إذا كان يخيهما لئلا يلمسها .
- لقد التقت توم بعد سنين من تجربتي مع بول . كان شريكاً في مؤسة المحاماة حيث كنت أعمل كماسدة . خرجنا معاً لأشهر ، ثم شاركنا في قضية معاً ، وانتهى بنا الأمر ونحن نقضي وقتاً طويلاً سوية . وبعد 3 اشهر اعلنا خطبتنا .
- وضع باركر يدة بخفة على كتفها وكأنه يدعمها ، فبتسم له شاكرة .
- - في الواقع لم يعد هذا يؤلمني عندما اتحدث عنه .
لقد شفى الوقت جروحها ، او كما اعتادت ان تقول : الزمن يشفي الجروح كلها .
وتابعت : وبعد ذلك قابل ساندرا ، وكل ما اعرفه ، هو انهما يعرفان بعضهما منذ اطفولة . ما أذكره هو اننا كنا على وشك الزواج ، وأصبحت الدعوات في المطبعة ن حين قال لي انه يخرج مع شخص آخر .
- وهل فوجئت ؟
- صدمت .. لكن اعتقد انه كان علي أن الاحظ الأعراض .. إنما كنت غارقة في تحضير العرس ، من شراء الفساتين للإشبينتين ، وترتيب امر الزهور ، وما إلى هناك . في الواقع انشغلت في اختيار الأواني المنزلية بحيث لم ألاحظ أن خطيبي لم يعد يحبني .
- تجعلين الأمر يبدو وكأنك المخطأة .
هزت بايلي كتفيها وقالت : يطريق ما ، أعتقد أنني أخطأت وأعترف بهذا لآن ، فأنا أرى اخطائي . لكن هذا لا ينفي انه كان خطيبي ، ويقابل امرأ اخرى سراً .
- لا .. هذا لا ينفي ذلك . وماذا فعلت حين اعترف لك ؟
تنهدت بتعب فثقل ذلها لم يعد مدمراً ، لكنه لم يغب ، والكلام عنه يولد فيها مشاعر لم تشأ تواجهها . وكان من الشخرية ان تبحث الموضوع الآن .، بعد هذه السنوات ، ومع رجل آخر .
- هل سامحته ؟
وقفت بايلي ، وضربت ورقة شجر على الأرض بقدم حذائها .
- أجل .. فكرهه كلفني الكثير من الطاقة . كان آسفاً بالفعل ، وإلى ان اعترف تحولت حياة المسكين إلى مأساة . حاول جاهداً ألا يفعل أة أن يقول ما يؤلمني ، وأقسم انه لزمه ربع ساعة ليقول لي انه يريد إلغاء الزفاف ، ونصف ساعة أخرى ليعترف بوجود أمرأه اخرى في حياته . وأذكر الإحساس المغثي في معدتي .. شعرت وكأنني سأمرض .. اصابني الأعراض كلها فجأه .
وعادت بذاكرتها إلى ذلك اليوم الرهيب حين راحت تحدق في توم ، والصدمة تتملكها ، في حين بدا هو غير مرتاح ابداً ، واخذ ينظر إلى دية ، والغنزعاج والارتباك يخنقان صوتة .
وتذكرت بايلي : لم ابك يومها .. ولم اشعر حتى بالغضب ، على الأقل ليس في البداية ، أظن انني لم اشعر بشيء البتة .
وابتسمن لباركر متكدرة ، قبل ان تتابع : بعد إعادة النظر في المسألة ، ادركت ان كرامتي لم تسمح لي بهذا .. وأذكر انن قلت اشياء تاقه جداً .
- مثل ماذا ؟
سرحت بايلي وأجابت : قلت له انني اتوقع منه دفع ثمن بطاقات الدعوة . لقد طلبناها مطبوعة بأحرف ذهبيه ، وهذا مكلف جداً .. كما انني لم أكن احمل المال الكافي اثوب العرس .
- آه .. فستان العرس الشهير المستخدم قليلاً .
- كان بتهض االثمن !
قال بعينين حنونتين : أعرف ، في الواقع .. واجهت المسأله كلها بطريقة عملية .
- لست ادري طريقة عمل دماغي غريبه احياناً في مواقف كهذه ، أذكر انني اعتقدت ان بول وتوم يعرفان بعضهما البعض ، وكنت مقتنعة انما تآمرا علي .. وهذا امر سخيف .
- أفهم من هذا انك قررت الإنتقال إلى سا فرانسيسكو بعد فسخ خطوبتك .
هزت بايلي رأسها وقالت : في غضون ساعات ، قدمت استقالتي من شركة المحاماة وبدأت اخطط للإنتقال .
- ولماذا اخترتي سان فرانسيسكو ؟
ضحكت بخفة وردت : أتعرف .. لست متأكدة حقاً . لقد زرت المنطقة اكثر من مرة في ما مضى ، وكان الطقس سيء بشكل متواصل . كتب " ماركن توين " مرة ان اسوأ شتاء قضاه في حياتة كان صيفاً في سان فرانسيسكو . واعتقد ان المينة ، بسمائها المبلدة بالغيوم ، وصباحها الضبابي ناسبت مزجي ، ولا اعتقد انن قادرة على تحمل الأيام المشرقة والمشمسةوالليالي التي ينيرها القمر في أوريغون .
- وماذا حدث لتوم ؟
رفعت بايلي رأسها لتنظر إليه ، مجفلة من سؤالة : ماذا تعني ؟
- هل تزوج ساندرا ؟
- لست ادري.
- ألم ينتابك الفضول ؟
بصراحة لم تكن فضولية . فهو لم يكن يريدها ، وهذا الشيء الوحيد الذي يهمها . احست بالخيانة ، والإذلال ، والهجر . لكن ما إذا ندم توم يوماً او فشلت علاقتة بساندرا ، فهذا ما لم تعرفة ابداً ، لأنها لم تبقة طويلاً لتعرف ، ليس في ذلك الحين .
ارادت ان تبتعد عن عملها ، عن اوريغون ، عن حياتها الممله ... وإذا كان عليها أن تقع في الحب فلم لا يصادفها سوى رجال ضعفاء ؟رجال يبدلون رأإيهم بالستمرار ، رجال لا يعرفون الحب الحقيقي ، رجال لا يعرفون ما يريدون .
لعل العيب في شخصيتها هي يدفعها لإختيار مثل هؤلاء الأشخاص . ولهذا لم تنشئ أي علاقة مع الجنس الآخر ، ولهذا ايضاً تتمتع بقرائة قصص الحب ، وبكتابتها . فالقص الرومانسية نهايتها سعيدة ، وهذا ما لم تعرفة في حياتها .
القصص التي تقرأها وتكتبها ، تروي قصص رجال حقيقين ، أقوياء ، تقليدين / أهل للثقة .. وقصص نساء لسن مثلها .
وكتنت تبحث عن بطل حين التقت باركر دايفدسون صدفة . أجل .. تستطيع ان تعرف أن قلبها بفيض دفئاً عند رؤيته . وهو على هذا الحال منذ اسابيع مع انها ترفض الإعتراف .. حتى الساعة .
داعبت عينا باركر القاتمتان عينها : يسرني انك اخترت الإنتقال إلى منطقة لخليج ؟.
- انا ايضاً
سأل وهما عائدان : هل ستغيرين رأيك ؟
ولا بد أنه لاحظ التشوش في عينيها ، فأضاف : ماذا عن حفلة الموسيقية الليلة ؟ إنها بمناسبة عيد العشاق .
- وانا اتشوق لحضورها .
كانت قد نسيت أي يوم هذا ، واحست فجأه بقشعريرة الإثارة لفكرة قضاء أمسية رزمانسية مع باركر دايفدسون مع ان هذا يعني لا وقت لديها للعمل على " لك إلى الأبد "
ابتسم لها : فكري في الحفلة الموسيقية كنوع من البحث .
- سأفعل .
قد تصاب المرأه بالعمى وهي تبتسم لعينين مثل عينين باركر ، اللتين تعكسان إثارة وقوة طبيعة .
قالت على مضض ، وهي ترفغ يديها للتحية : وداعاً .
- إلى ان نلتقي اليلية .
وبدا كارهاً للفراق مثلها . فكررت بنعومة : الليلة .
رأت ألمها ينعكس في عينيه حين اخبرته عن توم ، فهو يفهم معنى ان يفقد المرء شخصاص يحبه . وأحست بتقارب شديد مع باركر . شعرت بصدق مريح ومنفتح نادراً ما احست به من قبل .
قال :
- سأمر لآخذك في السابعة
- عظيم .
مر بعد الظهر كلمح البصر ، فيما بدت فترة الصباح بطيئة ومملة . وما كادت تعود للمكتب ، حتى حان موعد جمع اغراضها والعودة للمنزل .
وجد ماكس ينتظرها حين فتحت الباب .. وضعت يدها على طاولة المطبخ ، وأطعمة بسرعة . وبدا ماكس مندهشاً لسرعتها ، ونظر إلى طعامه لحظات عدة وكأنه يتردد في تناوله .
وتذمرت في انه من المستحيل إرضاء هذا القط المتمرد ، ثم توجهت إلى غرفة نومها ، وفتحت باب الخزانة .
وراحت تتأمل محتوياتها لدقائق ، قبل أن تتخذ قرارها .. فستان معرق ارتدته حين كانت في الكلية .. وبدا القماش الصوفي المعرق مشرقاً ومرحاً . ولو أبلغها باركر من قبل ، لخرجت واشترت ثوباً جديداً .. ثوب احمر اللون اكراماً لعيد العشاق .
كان المقاعد التي حجزها باركر في " المركز الوطني " مب بين افضل الأماكن ، على مسافة قصيرة من المقاعد الأمامية .
بدت الموسيقى رائعة ، مبهجة ، رومانسية .. وعزفت مقطوعات كلاسيكيه عرفتها بايلي ، فضلاً عن موسيقى روك ناعمة ، وعدد من الأنغام الشعبية القديمة .
كانت الغرفة الموسيقية ممتازة ، وقربها من المسرح منح بايلي الفرصة مميزة ، أحيت دمعها بالدموع تتجمع في عينيها .
أغمضت عينيها لتستمتع بالموسيقى ، وحين فتحتهما بعد لحظات ، وجدته يتفرس فيها . فابتسمت بخجل ، وبادلها الابتسام . في تلك اللحظة ضربت الضنوج النحاسية ، فالنقطعت بايلي وكأنها ضبطت في تصرف غير قانوني .. فضحك باركر ضحكة صادقة .
قدمت الفرقة الثانية عرضها بعد الاستراحة . وووجدت بايلي موسيقاهم غير مألوفة في ما عدا مقطوعتين او 3 من الروك .. واستجاب الحضور بحماس لحيوية الفرقة وإحساسها المرح ، فراح بعض الأشخاص يتمايلون مع الأنغام . وبعد قليلي تحرك بعض الموجودين وبدأو بالرقص . ودت بايلي ان تنضم إليهم ، لكن بدا أن باركر يفضل البقاء جالساً .. ولم تستطع نركه بحثاً عن شريك .
أخيراً ، وقف جميع من حولها وتحرك إلى باحة الرقص ، إلى أن لاحظت انهما الوجيدان اللذان لم يقفا بعد .
نظرت إلى باركر لكنه بدا غافلاً عما يجري حولهما .. كما خيل إليها انها سمعته يتذمر من انه لا يستطيع رؤية الفرقة الموسيقية بسبب الحشد .
تحرك رجل أصلع يكبرهما ، ودنا منها ، ثم ربت على كتف بايلي : آنسة ؟
كان يرتدي قميصاً مفتوحاً حتى الخصر وحول عنقة ما لا يقل عن خمسة باوندات من الذهب . وبدا جلياً انه لم يتجاوز مرحلة السبعينات .
- هل ترغبين بالرقص ؟
لم تكن بايلي تتوقع دعوته ، ولم تكن واثقة مما عليها فعله فهي جاءت مع باركر .. وقد يعترض .
قال باركر يطمئنها : هيا .. اذهبي .
وبدا فعلاً انه ارتاح حين طلب منها شخص آخر أن ترقص .. ولعله شعر بالذنب لأنه لم يراقصها بنفسه .
هزت كتفيها ووقفت ، ثم نظرت إليه مرة أخيرة لتتأكد من انه لن يمانع ، ودفعها بتلويحة من يدة .
أحست بايلي بخيبة أمل ، وتمنت من صمم قلبها أن يراقصها باركر ، وليس شخصاً غريباً .
قال الرجل الذي يضع السلاسل الذهبية ، وهو يمد لها يده : مات كوبر .
- بايلي يورك
وابتسم وهو يرافقها إلى الحلبة .
- لا بد أن الرجل الذي يرافقك يعاني من مشكلة ما ليتركك جالسة هناك .
- لا أعتقد أن باركر يحب الرقص .
كان قد مر زمن طويل منذ رقصت بايلي ، ولم تعد واثقة من خطواتها . لكن ما كان عليها أن تقلق ، فالمساحة ضيقة جداً بحيث لا يمكنها أن تتحرك سوى إنشات قللة في أي اتجاه .
الأغنية التالية التي قدمتها فرقة " هير سبراي " أغنية روك من الستينات .. وأدهشها شريكها مات ، بأن أطلق صفرة مرتفعة . الصوت الحاد قاطع الموسيقى ، وصخب الجمع والتصفيق . ضحكت بايلي بالرغم عنها .
كانت الأغنية سريعة ومألوفة .. وبدأت بايلي بالتماثل والتحرك على وقع الأنغام . وقبل أن تدرك ما يحدث ، وجدت نفسها بعيدة عن شريكها ، إلى جانب رجل جميل ، يماثل باركر من حيث العمر . بدا جلياً انه يتمتع بأداء الفرقة .
ابتسم لبايلي فرد ابتسامه خجولة . وعزفت الأغنية التالية لحن قديم ، اغنية كتبت للعشاق الشبان الخالي البال .
حاولت بايلي العودة إلى مقعدها قرب باركر ، لكن المقاعد كانت فارغة .. التفتت حولها تبحث عنه فلم تجده .
قال الرجل الوسيم : من الأفضل لنا أن نرقص .. فشريكتي اختفت في مكان ما .
- وشريكي اختفى .
فتشت في الجمع ، لكنها لم تجد باركر .. وكان المكان مزدحماً بحيث تستحيل رؤية أي شخص بوضوح . وبشيء من القلق تساءلت كيف سيجدان بعضهما البعض حين تنتهي الحفلة الموسيقية .
رقصت مع الشريك الجديد رقصات عدة دون تبادل الأسماء ، وأخذ شريكها يرقص بخبرة أخفت نقص حركاتها . وأنهيا رقصة سريعة تركت بايلي محمرة الوجة من شدة الإرهاق .
حين فدمت فرقة " هير سبراي " أغنية بطيئة أخرى ، بدا لبايلي من الطبيعي أن تراقص شريكها المؤقت . وقال شيئاً ما ثم ضحك ، لكن بايلي لم تستطع فهم كلماته ، فاكتفت بالابتسام له . وكان على وشك الكلام ، حين لمحت باركر وهو يشق طريقة نحوها ، عابساً .
قالت وهي تبتعد عن الرجل الذي يراقصها : صديقي هنا .
ونظرت إلية معتذرة ، فتركها من دون حماس .
قالت حين وصل باركر إليها : ظننت إنني أضعتك .
فرد بلهجة باترة : وأنا أظن أن الوقت حان لنرحل .
التفتت بايلي إليه وقد ادهشها توترة : لكن الحفلة الموسيقية لم تنته بعد . ألا يجب أن نبقى إلى أن تنتهي فرقة هير سبراي على الأقل ؟
- لا
- ماذا جرى ؟
دس يده في جيبه وقال : انا لم اعارض فكرة رقصك مع الرجل الأول . لكنني رأيتك فجأه تراقصين رجلاً آخر .
- أنا لم اختر احداً .. لقد فصلتنا المجموعة عن بعضنا .
ولم تعجبها لهجته والمعنى المبطن لكلماته .
ورد عليها : إذن ، كان عليك أن تعودي إلي .
- هل كنت تتوقع مني صدقاً أن أكافح لأشق طريقي عبر الجموع هذه ؟ ألم تلاحظ مدى اكتظاظ الممرات بين المقاعد ؟
- لقد وصلت انا إليك .
تنهدت بايلي ، تقاوم إغراء الرد الساخر الذي خطر لها ، لكنها خسرت المعركة .
- هل تريدني أن اعطيك جائزة " الكشاف الصغير " ؟ لكنها لا تعطى من اجل الدفع والاقتحام .
لمعت عيناه باركر سخطاً : أنا لم ادفع احداً ، واعتقد انه من الأفض ان نجلس ...
وأمسك بيدها ، وقادهما إلى مقعديهما ، مكملاً : ... قبل ان تجعلي من نفسك محط للأنظار .
تمتمت بغضب : محطاً للأنظار ؟ إذا ما لفت احد النظر إليه فهو أنت ! أنت الشخص الوحيد الذي لم يكن يرقص .
- ولم اتوقع من رفيقتي أن تذهب مع رجل آخر .
ورمى بنفسة في مقعد وكتف ذراعية ، وكأنه لا ينوي متابعة النقاش .
كررت : رفيقتك ! هل لي أن أذكرك أن هذه الأمسية بغرض " البحث " ليس إلا ؟
انتفض باركر غير مصدق : هذا ليس ما اذكره .. بدوت حينها متشوقة للغاية .
وضحك بصوت ساخر قبل أن يضيف : أنا لم أكن ألاحقك .
جداله راح يلفت الانتباه أكثر مما ترغب بايلي به . فجلست على مضض وهي تضم يديها بتزمت في حجرها ، وتنظر امامها مباشرة . وقالت عبر اسنانها المشدودة : انا لم أكن ألاحقك .. وأنا لم ألاحق رجلاً في حياتي .
- أوه .. سامحيني إذن . كدت اقسم بأنك انت من لحق بي حين نزلت من القطار السريع .. هل تعلمين أن امرأه تشبهك تماماً لحقت بي إلى الحي الصيني ؟
رفعت بايلي يديها عالياً وتأوهت : أووه .. أنت لا تطاق .
- أنا يا حبيبتي ؟ لكنني محق .
لم ترد بايلي ، ووضعت ساقاً فوق ساق وراحت تلوح بكاحلها بغضب إلى أن انتهت الحفلة الموسيقية .
ولم بنطق باركر بكلمة وهو يرافقها إلى سيارته . وبدا هذا مناسباً لبايلي ، فهي لم تقابل في حياتها انساناً مثله . منذ اقل من ساعة كانا غارقين في الأحاديث ، وسمحت لنفسها أن تحلم في لحظة ساحرة . ويا له من عيد للعشاق !
افترقا على وداع اقل من مهذب ، وطلبت منه بايلي أن لا يرافقها إلى الباب . لكنه رفض ، لمجرد العناد . وأرادت أن تجادل ، لكنها عرفت أن لا جدوى منن الجدال معه .
كان ماكس عند الباب يستقبلها ، بذنبه الذي يلوح في الهواء . وبقي قريباً منها ، يحتك بساقيها ، وكادت تتعثر به وهو تخلع ملابسها بسرعة ، وتستعد للنوم . وبدأت تخبرة عن امسيتها ، لكنها غيرت رأيها واندست في الفراش ، ورفعت الأغطية فوق رأسها لتجبر باركر دايفد سون على ترك أفكارها .
كانت جو آن تنتظر بايلي على رصيف محطة القطار في الصباح التالي ، وسارعت إليها تسألها : حسناً ؟ كيف كان الموعدك ؟
- أي موعد ؟ لا يمكنك أن تسمي خروجي مع باركر موعداً .
بدت اليرة على جو آن : ولم لا ؟
- حضرنا حفلة البوب ..
فأنهت جو آن جملتها : ... للبحث وحسب ... أفهم من هذا أن الأمسية لم تكن ناجحة .
تقدمتا إلى السلم المتحرك ونزلتا من القطار .
- كانت الليلة كارثة حقيقية .
حثتها جو آن : هي أخبري "ماما" كل شيء .
لكن بايلي لم تكن في مزاج يسمح لها بالكلام . وقامت بجهد كبير لتشرح ما حدث ، وتروي تصرف باركر الغير منطقي . وأخبرتها انها لم تنم جيداً لأنها ارتكبت الخطأ عينه الذي ارتكبته مع الرجلين الآخرين في حياتها ، حين افترضت أن باركر مختلف . لكنه لم يكن كذلك .. بل هو مغرور ، غير منطقي ومتعجرف . وأنهت كلامه باكتئاب : كنت مخطئة حين ظننته بطلاً .
عبست جو آن وقالت : دعني ارى إذا ما فهمت جيداً . بدأ الناس يرقصون .. وطلب منك رجل أن ترقصي معه .. ثم افترقت عنه ورقصت مع رجل آخر ، وبدا باركر يتصرف كأحمق غيور .
- بالضبط .
فقالت جو آن : بالطبع سيفعل .. ألا ترين ؟ كان يتصرف بحسب الشخصية .. ألم يحدث الأمر ذاته مع جانيس ومايكل حين ذهبا إلى حفلة الموسيقية .
كانت بايلي قد نسيت هذا تماماً ، واعترفت ببطء : الآن تذكرت .. أجل .
وقالت جو آن : لقد أطلعك باركر على هذا المشهد .. ألا تذكرين ؟
وتذكرت بايلي ، في حين تابعت جو آن : حين ستعيدين صياغة المشهد ، ستعرفين بالخبرة ما شعرت به جانيس بالضبط ، فهي المشاعر نفسها التي أحست بها .. كيف يمكنت أن تغضبي منهه . يجب أن تكوني ممتنة ؟
- حقاً ؟
فأصرت جو آن : طبعاً .. فباركر دايفدسون بطل أكثر مما تدرك أي منا .

 
 

 

عرض البوم صور جين استين333  
قديم 13-04-09, 05:19 AM   المشاركة رقم: 22
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 107705
المشاركات: 578
الجنس أنثى
معدل التقييم: جين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 436

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جين استين333 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جين استين333 المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

9 –وردة حمراء


سألت جو آن ، حين التقت بايلي على الغداء في اليوم ذاته : ألم تفهمي ماا فعلة باركر ؟
- بل فهمته..انه انسان الكهف..هذا ما ظهر في تصرفه.
جادلتها جو آن،و هي تبدو غامضة:مخطئة..لقد أعطى بعدا حقيقيا لشخصية قصتك،ولتصرفاتها.
لوحت بايلي بملعفتها فوق طبق الحساء"البروكلي" و قالت:ما فعله،هو أن أفسد ما بدأ كأمسيةجيدة.
لقد قلت انه تصرف كأحمق غيور،لكن يجب أن تتذكري أنها ردة فعل مايكل حين رقصت جانيس مع رجل آخر.
- اذن،لقد تجاوز واجباته،و لن أكافىء هذا التصرف في رجل..بطلا كان أم لم يكن.
و كسرت قطعة بسكويتة فوق الحساء ، فركت راحتيها للتخلص من الفتات
كانت أمسية بايلي مع باركر رومانسية ورائعة إلى ؟أن قبلت الدعوة إلى الرقص . لقد جلسا معاً وتسامرا ، فيما الموسيقة تصدح . ثم بدأ الرقص ، وانقلب فارسها إلى تنين ينثب اللهب .
سألت جو آن ، مغيرة الموضوع فجأه : اجتماع مجموعة النقاد الليليه هل نسيت ؟
شغل باركر تفكير بايلي فأنساها ما يدور من حولها ، وتركها شاردة الذهن .
- الليلة ؟
- في الـ 7 ..في منزل دارلين ، ستحضرين ، أليس كذلك ؟
ولم تحتج بايلي للتفكير في الأمر ، فأجابت : طبعاً.
كانت النسوة في جمعيتهن ، يتناوبون كل اسبوعين لإستضافة الحلقة التي يقيمن فيها اعمال بعضهمن بعضا .
- حسناً جداً . للحظة تسائلت عما إذا كنت ستحضرين
فسألت بايلي : ولما لا احضر
انها مخلصة لعملها مثل الكاتبات الآخريات ولم تترك لقاء واحد يفوتها منذ تشكيل الجمعية ، قبل شهرين .
- ظننت انك ستقضين الأمسية مع باركر ، فأنتما بحاجة إلى بحث خلافاتكما . وستبقين بائسة إلى أن تحلي هذا المسئلة .
انزلت بايلي ملعقتها ببطء : بائسة ؟
وأطلقت ضحكة هستيريه قصيرة ، قبل ان تضيف : هل ابدو لك محطمة القلب ؟ صدقاً جو آن .. أنت تفتعلين " من الحبة قبله " . لقد تشاجرنا ، ولا اريد رؤيتة ، وانا واثقة من انه يبادلني الشعور لذلك سأحضر الإجتماع اليله .
شربت جو آن قهوتها بهدوء ثم قالت بهدوء مماثل : أنت بائسة .. لكنك أكثر فخراً من ان تعترفي .
قامت بايلي بجهد كبير لتبسم ورددت : لست بائسة .
- كم ساعة نمت ليلة امس ؟
- لماذا ؟ هل لدي هالات سوداء تحت عيني
- لا .. اجيبي فقط عن سؤالي .
ابتلعت بايلي ريقها بصعوبة وقالت : ما يكفي .. ماذا بك ؟ لو لم اكن اعرفك جيداً ، لقلت أنك اصبحت تكتبين القصص البوليسية .. باركر دايفدسون وانا افترقنا . وكان هذا سيحصل في النهاية على الأرجح كما من الأفضل اكتشاف هذا الأشياء منذ بداية العلاقة .
وهزت كتفيها ساخرة قبل أن تتابع : ومن المضحك ان تنتهي في عيد العشاق .
- إذاً لن تريه بعد الآن ؟
- لا يمكنا على الأرجح تجنب اللقاء ، لا سيما وهو يستقل القطار . لاكني لا انوي أن اخرج معه مرة اخرى ، ويمكنة توفير تصرفاته كرجل الكهف لشخص غيري .
- شخص غيرك ؟
نطقت جو آن بالكلمتين بلهجة حزينة . قبل التعرف إلى باركر ، لم تكن بايلي قد عرفت سوى القليلي القليل من طبيعة صديقتها الرومانسية .
انهت بايلي الحساء ، ونظرت إلى ساعتها ، فأدركت أن امامها أقل من 5 دقائق لتعود إلى عملها .
قالت جو آن : بالنسبة إلى اليلي .. سأمر لآخذك ، حوالي الساعة السادسة والنصف وهذا يتوقف على السرعة التي سأعود فيها إلى البيت وأحضر فيها الطعام .
- السادسة والنصف وقت ممتاز .
افترقتا واسرعت بايلي إلى مكتبها وأول ما وقع عليها نظرها باقة الورود الحمراء على مكتب الإستعمالات .
سألت وهي تخلع معطفها وتعلقة : هل اليوم عيد مولدك يا مرتا ؟
فردت السكرتيرة شاردة الذهن : ظننتها لك .
- لي أنا ؟
- البطاقة تحمل اسمك
وتوقف قلب بايلي عن الخفقان .. هل ارسل باركر لها الزهور ؟ يبدو هذا بعيد الإحتمال ومع ذلك ..
- اسمي على البطاقة ؟
- أوصلها منذ اقل من 10 دقائق رجل طويل القامة وسيم المظهر يرتدي بذلة رمادية مخططه بخيط رفيع . وبدا خائب الأمل حين قلت له أنك خرجت للغداء مبكرة .. من هو هذا الرجل على أي حال ؟ يبدو لي مألوفاً .
لم ترد بايلي واخذت المغف الصغير وأخرجت منه البطاقة التي كتب عليها سامحيني .. باركر .
أحست بالضيق الذي يعتصر قلبها يتلاشى فجأه .
قالت مارتا وهي تعطيها ورقة مطوية : اوه كدت انسى بما انه لم يجدك ترك لك رسالة .
حملت بايلي الورد الأحمر بيد والرسالة باليد الأخرى وسارت ببطء إلى مكتبها وباصابع تحترقها الشوق فتحت الرسالة التي تقول بايلي انا آسف لأنني لم اجدك .. يجب ان نتكلم .. هل يمكنك أن تتناولي العشاء معي الليلة ؟ إذا وافقتي سأمر لإصطحابك عن الساعة السابعة ... وبما انني مشغول طيلة بعد الظهر اتركي لي رسالة مع روزان .
ودون رقم هاتف مكتبة فمدت بايلي يدها إلى الهاتف من دون تفكير وردت موظفة الإستعلامات الودودة الكفؤه عند اول رنة .
- مرحباً روزان .. انا بايلي
- اوه بايلي اجل يسرني سماع صوتك . قال السيد ديفدسون .
- تأخرت دقائق ففاتني رؤيتة .
- لا بد أن الأمر محبط لكليكما كنت قاقة علية هذا الصباح فقد جاء إلى المكتب ولم يستطع الجلوس هادئاً عملت مع السيد دايفدسون لعدة سنوات ولم ارهيوماً بهذا الشكل .
- لا بد أن امراً هاماً يتعلق بعمله يشغلة .
لكن المرأة اصرت : لا لا اظن . عاد إلى مكتبة ثم عاد فوراً ليسئلني ما إذا كنت اقرأه روايات عاطفية . انا أقرأها احياناً ، مما ارضاه على ما يبدو ، فجذب كرسياً وبدأ يطرح علي عن شخصية البطل فأجبتة بقدر ما استطعت .
- انا واثقة من انك كنت ناجحة في ذلك .
- لا شك في هذا . لأنه ابتهج وسألني أي نوع من الزهور يعجب المرأه أكثر وقلت له انها الورد ، وراح يفتش في دليل الهاتف عن بائع الزهور .. ولسوء الحظ لم يعدة أي بائع زهور في ايصالها هذا الصباح ، لذا قرر ان يوصلها بنفسه ولقد اتصل منذ دقائق ليقول لي انك ستتصلين اليوم وإن علي ان اتلقى منك رسالة .
- لقد عدت لتوي من ساعة الغداء
إذن صباح باركر لم يكن افضل من صباحها وأحست بايلي في الإبتهاج . لقد تمكنت من ان تبدو خالية البال في حظور جو آن لكنها تشعر بكتئاب رهيب بل اسوء من ذلك . ولم ترغب في بخث امر بؤسها فمن الأسهل أن تدعي أن باركر لا يعني لها شيئاً .
لكن جو آن على حق إنها فعلاً بائسة .
- هل يمكن ان تقولي للسيد دايفدسون إنني سأكون مستعدة عند الساعة الـ 7 ؟
ستتصل بجو آن لاحقاً لتقول لها أنها لن تتمكن من حضور اجتماع النقاد .
قالت روزان : اوه .. يا إلاهي .. هذا خبر جيد . سأمرر الرسلة ما إن يتصل . أنا مسرورة جداً فالسيد دايفدسون رجل عزيز جداً . لكنة يعمل بجهد كبير . وهو يحتاج منذ زمن إلى فتاه لطيفة مثلك .. أليس من العجيب أنكما تعرفان بعضكما البعض منذ زمن بعيد ؟
- حقاً ؟
- أوه .. أجل .. ألا تذكرين ؟ لقد جئت إلى المكتب ذلك الصباح وقلت لي ان السيد دايفدسون صديق قديم للعائلة . لا بد انك نسيت ذلك .
احست بايلي بالحرج للكذبة السخيفة وتمتمت : اوه .. اوه .. اجل . حسناً جداً اعطة الرسالة وسأكون ممتنة جداً .
- سأعلمة في اسرع وقت ممكن .
وترددت المرأه قليلاً وكأنها تود أن تضيف شيء ما ثم اتخذت قرارها وتسارعت الكلمات على شفتيها : كما ذكرت سابقاً إني اعمل مع السيد دايفدسون منذ سنوات عدة ويجب ان تعرفي إنها المرة الأولى التي يرسل فيها ورود إلى امرأه .
احست بايلي وكأنها تحلق فوق السحاب .. وفي الخامسة تماماً سارعت إلى متجر قريب وفي تحمل وردة واحدة طويلة وما هي إلا دقائق حتى وجدت فستاناً من الحرير قرمزي اللون كان باهض الثمن لكنه بدا رائعاً عليها . وسارعت إلى متجر الأحذية لتشتري حذائاً يليق بفستانها الجديد ثم ابتاعت قرطين وعقداً من الذهب .
وما إن انهت حتى اسرعت إلى نفق القطار محملاً بما اشترتة بالوردة الجمراء . ولم تهتم بما دفعتة ثمن لهذا الأغراض فجل ما ارادتة هو ان تبدو جميلة لأن باركر يستحق ذلك . لم تتلقى الورود يومماً وكلما فكرت لالأمر احست بقلبها يذوب بين ضلوعها . ياله من تصرف ! زقد حث الأمر مع السيدة سنايدر ايضاً . ومع حلول الساعة السادسة والنصف كانت شبة جاهزة لكن بقي عليها أن تسرح شعرها وتجدد زينتها ولن يتطلب هذا وقتاً طويلاً . وكانت تقف امام المرآه تتأمل منظرها وتصلح حندامها حين سمعت قرعاً على الباب .
اووه .. لا .. ! وصل باركر مبكراً .. ومبكراً جداً . فإما أن تطلب منه ان يعود لاحقاً وإما أن تسرع لئلا ينتظرها طويلاً . ومررت اصابعها في شعرها ثم فتحت الباب بلهفه .
سألتها جو آن : هل انت جاهزة ؟
ودخلت وهي تحمل كتابها في يد وحقيبة يدها في الأخرى ونظرت مشدوهه إلى بايلي قبل ان تقول : جميل جداً .. لكنك متألقة أكثر من الازم لحضور جلسة النقد .
- اوه ... لا .. نسيت أن اتصل بك .
كيف أمكنها ان تنسى ؟
- تتصلين بي ؟
أحست بايلي بالذنب ، وهو احاس أصبحت تألفة . لقد شغل باركر كل افكارها منذ رأته للمره الأولى .
لكن ليله امس كانت نختلفة . فمنذ انفصالها عن توم ، وهي تشعر بالجمود ، وكأن مشاعرها ماتت . لكن دفء باركر وكرمه ، جعلا الجليد يذوبان تدريجياً .
قالت جو آن معلقة : أرسل لك احدهم ورود حمراء
ودخلت الغرفة لتشمها بتقدير .
- أظنها من باركر ؟
هزت بايلي رأسها وأجابت : وجدت دزينة منها في مكتبي حين عدت من الغداء .
ابتسمت جو آن بخبث مزعج فتمتمت بايلي تشرح : لقد مر بالمكتب أثناء غيابي ، ولم نرى بعضنا ..
دارت جو آن حولها ، تبدي اعجاباً صريحاً بالفستان .
- وستخرجان لتناول العشاء ؟
ووقعت عيناها على الفستان الجديد المناسب لفستانها .
أجابت بايلي : العشاء ؟ ما الذي اوحى لك بهذه الفكره ؟
- الفستان الجديد
ضحكت بايلي بتوتر وسألتها : هذ الشيء القديم ؟
فشدت جو آن بطاقة السعر المتدلية من كم بايلي وانتزعتها .
تأوهت بايلي وقالت : مضحك جداً !
ونظرت بايلي إلى ساعتها وتأوهت ، آمله أن تفهم جو آن التلميح .
وبدت جو آن مسرورة جداً بتغير الوضع وتحسنة .
- إذان ، أنت مستعدة لنسيان ما مضى مع باركر ؟
- جو آن .. أرجوك .. سيصل في أي لحظة .
وبدا ان صديقتها تتلذذ في تجاهل توسلاتها : انت فعلاً مغرمة بهذا الرجل .. ألي كذلك ؟
- بلى .
- وكيف تشعرين حيال هذا ؟
وكادت بايلي تختنق وهي تجيب ساخطة : وكيف اشعر برأيك ؟ لقد نبذت مرتين .. وانا خائفة حتى الموت .. والآن .. ألا تظنين أن الوقت قد حان لترحلي ؟
وحاولت أن توصلها إلى الباب .. لكن صديقتها لم تفهم الرسالة ، فأمسك بايلي بمرفقها ، قائلة : آسفة لاضطرارك إلى المغادرة بهذه السرعة . لكنني سأوصل تحياتك إلى باركر .
تنهدت جو أن وقالت : حسن جداً .. حسن جداًً .. أستطيع فهم التلميح حين اسمعة .
لكن بايلي شكت في ذلك : ولي للأخريات إن امر ما طرأ .. لكنني سأحضر الاجتماع القادم بالتأكيد .
ووضعت يدها على ظهر جو آن تدفعها إلى الخارج : وداعاً جو آن .
فقالت جو آن من على عتبة الباب : سأذهب .. سأذهب .
ثم استدارت فجأه لتواجه بايلي بجدية : عديني بان تقضي وقتاً طيباً .
- اعدك بذلك .
هذا " إذا " استطاعت أن تستعد قبل أن يصل باركر .. و " إذا " استطاعت ان تسيطر على توترها ... و " إذا " ..
ما إن رحلت جو آن ، حتى صفقت بايلي الباب وسارعت إلى حمامها . كانت تضع العطر على رسغيها حين سمعت من جديد قوعاً على الباب ، فأخذت نفساً عميقاً وفتحت الباب ، وهي تتوقف أن تجد جو آن مع مزيد من النصائح .
همست بالضطراب وكأنه آخر شخص تتوقع رؤيته : باركر .
قطب وقال : لقد وصلتني الرسالة بشكل صحيح .. أليس كذلك ؟ ألم تتوقعي حضوري ؟
- أوه .. بلى .. بالطبع .. ادخل ، ارجوك .
استرخت تعابيؤ وجهه وقال : عظيم .
دخل الغرفة ، لكن عينيه لم تتركا عيني بايلي ابداً .
- أرجو ألا قد جئت مبكراً .
أخذت تلوي يديها ، وتنظر إلى حذائها كتلميذه خجولة .
- أفهم من هذا أنك استلمت الورود .
فردت مقطوعة االأنفاس : اوه .. أجل .
ونظرت إلى الورد التي حملتها معها إلى البيت : إنها جميلة . تركت الباقي على مكتبي . إنه تصرف رائع منك .
- إنها الطريقة الوحيدة التي وجدتها لأعتذر .. ولم اعرف ما إذا كان البطل يتصرف على هذا النحو أم لا .
- إنه .. يفعل .
- إذن ، بقيت ضمن إيطار الشخصية منرة اخرى .
- أجل .. ونجحت .
- جيد .
وافتر ثغرة على ابتسامة ساحرة .
- جاء موعد العشاء هذا من دون سابق انذار .
قالت : لا أمانع في تغيير خططي .
صحيح أن مجموعة النقد مهمة ، لكن الجميع يتخلف احياناً .
- اعتقد أنه كان علي أن اشرح لك أننا سنتناول العشاء في منزل والدي . فهل تمانعين ؟
والده ؟ وتوتورة أعصاب بايلي ، لكنها ردت لتطمئنة : يسرني لقاء عائلتك .
وتمكنت من ان تبتسم له .
- امي وابي متشوقان لمقابلتك .
- حقاً ؟
كانت تفضل ألا تعرف هذا ، وذكر باكر لها أمام عائلتة شكل مفاجأة لها .
سألها : كيف كان يومك ؟
وتقدم بعفوية نحو النافذة ، فأخفضت بايلي عينيها وأجابت : كانت فتره الصباح عصيبة .. لكن بعد الظهر .. كان رائعاً
- لقد تصرفت بالأمس كغبي غيور ، أليس كذلك ؟
ولم ينتظر ردها بل تابع يقول : حين رأيتك ترقصين مع رجل آخر ، جل ما اردته هو ابعادك عنه .. ولست فخوراً بطريقة تصرفي .
ومرر اصابعة في شعرة ، ليفضح توتراً اكبر .
- لا بد أنك عرفت أنني لست بارعاً في الرقص .. وحين طلبت منك ذاك المتخلف من السبعينات مشاركته الرقص ، لم اعترض .. وإذا اردت الحقيقة ، احسست بالرتياح . لا شك انني افسدت صورة البل ، لكن صدقيني كان هذا همي الأخير . أعرف انه يعني لك الكثير ، لكنني لا أستطيع أن أغير شخصيتي .
- ولا أتوقع منك أن تفعل .
هز رأسه وقال : أسوء لحظة في الأمسية كلها ، هي تلك التي خدعت فيها نفسي لأتخلص مما كنت اتطلع إلية بشوق
- وما هو ؟
- أن ابعد الجميع وأحتفظ بك لنفسي ..
- أوه .. باركر ..
وأدركت انها ستبكي احباطاً إذا ما استمر بكلامه الحنون هذا وإذا ما بقيت عيناه تلتهمانها وقد استعرت فيها ناراً كادت أن تقضي على دفاعتاتها وتقوض سيطرتها على اعصابها .
آهة شوق انطلقت من حنجرتها وهي ترتجف . وأحست بمشاعرها تتفتح وكأنها بتلات ورود في مستنبت دافئ .
وتلا هذا الإحساس ارتباك تشوش ، وتعاظم ارتجافها ليصبح أكثر وضوحاً .
- هل أخفتك ؟
لو يعلم .. وردت ببطء : لا ، إنما لم أعش شعوراً كهذا . حاولت اقناع نفسي بأنيي لا اريد أن اختبر هذا الشعور ، لكنني لم أنجح .
- اتعنين انك لم تعودي خائفة ؟
- ربما قليلاً .
ورفع وجهها إلية ، فظنت بايلي أنهما سيتأملان بعضهما إلى الأبد . لكن ماكس أختار تلك اللحظة بالذات ليحتج بصوت مرتفع . فقد احتلا منطقتة ، وهو لا ينظر بعين الرضى إلا من يغزوها .
قال باركر على مضض : من الأفضل أن نمضي .
- آوه .. بالتأكيد ..
كانت متوترة لفكرة لقاء عائلة باركر .. وأكثر توتراً مما يكن أن تعترف . لقد قابلت والدي توم قبل ايام من اعلام الخطوبة ، وكانت الظروف مشابهه قليلاً . فقد اعلن توم فجأه أن الوقت أزف لتلتقي عائلتة ، عندها ادركت بايلي مدى جدية علاقتهما . وكانت عائلة نوم لطيفة ، لكن بايلي احست انها تخضع للتقييم ، وجائت النتيجة إيجابية .
لم تتلفظ بايلي بأكثر من كلمتين بينما كان باركر توجهاً إلى مدينةة " دالي " حيث تغيش عائلتة . كان منزلة أنيق بطابقين من الحجر الأبيض ، وله حديقة امامية كبيرة .
قال باركر من دون تركيز : ها قد وصلنا .
ووضع يده على كتفها وهو يساعدها على الخروج من سيارتة الرياضية .
- هل هو من تصميمك ؟
- لا .. لكنني احبة .. لقد ساهم في ولادة الكثر من افكاري .
انفتح الباب الأمامي وخرج زوجان متوسطان العمر لتحيتهما .. كانت والدة باركر طويلة القامة ، مهيبة بشعرها الأبيض الجميل .. أما والدة بشعرة الرمادي اللون المميز ، فأطول بزجتة بقليلي .
قال باركر يقدمها : امي ، ابي ، هذا بايلي يورك .. بايلي ، هذه آيفون وبرادلي دايفدسون .. والداي .
قال برادلي دايفدسون بابتسامة دافئة : اهلاً بك بايلي .
وقالت ايفون ، وهي تتقدم نحوها : يسرني أن ألتقي بك .
والتفتتت بسرعة إلى باركر قبل أن تضيف : ... أخيراً .
وقال والد باركر يحثهما : هيا ، تفضلا .
وسبقهم ، ثم وقف عند الباب وانتظر ليدخل الجميع إلى بهو ضخم ، ارضه من الرخام اللماع ، باللوين الأبيض والأسود .
اقترح برادلي : ما رأيكم ببعض الشراب ؟
واختارت بايلي ووالدة باركر الشاي ، بينما اختار باركر ووالدة العصير .
قال باركر : سأساعدك ابي .
وترك المرأتان وحدهما . فقادت إيفون بايلي إلى غرفة الجلوس ، المفروشة بالجلد الأبيض والأحمر الصارخ وجلست بايلي على اريكة جلدية قائلة : بيتك جميل .
فتمتمت إيفون والإبتسامة ترتجف على فمها : شكراً لك .
تسائلت بايلي عما تجدة الأم مسلياً ؟ ربما هناك ما تجهلة ... كارثة ما أو ما شابة .
قالت المرأة المسنة : سامحيني .. روزان سنايدر وانا صديقتنان عزيزتان . ولقد ذكرتك امامي منذ اسابيع .
احست بايلي بلحظة بالرعب وهي تتذكر أنها قالت إنها صديقة قديمة للعائلة .
- أنا .. أعتقد ، انك تتسائلين لماذا ادعيت انني اعرف باركر .
- لا .. لكن اعترف أن الأمر استوقفني لحظات ، ولم اتذكر أنني اعرف احد من عائلة يورك .
شبكت بايلي يديها في حجرها : أنت على الأرجح لا تعرفين احداً .
- روزان على حق .. انت فعلاً شابة فاتنة .
- شكراً لك .
- لطالما تسائلت عما إذا كان باركر سيقع مجدداً في الحب .. لقد جرحتة ماريا كثيراً .. وكان فتياً جداً في ايامها .. فجائت الصدمة قاسية .
وترددت ، لاكنها سرعان ما اكملت بحدة : لكنني اعتقد ان هذا لا يغير الواقع .
قررت بايلي تجاهل التلميح إلى أن باركر يحبها .. فأمامها الآن اهتمامات اخرى عليها أن تواجهها .
- هل قال لك باركر كيف التقينا ؟
وتمنت ألا بكون قد ذكر الكثير من التفاصيل عن لقائهما في القطار السريع .
لكنها سمعت باركر يجيب وهو يدخل الغرفة : بالطبع قلت لها .
وجلس إل جانبها ، وأسرت عيناه الضاحكتان عينيها ثم اضاف : لقد ذكرت أن بايلي كاتبة رومانسية واعدة ، ألم افعل يا امي ؟
- اجل فعلت .. وارجو أن تكون قد قلت لها انني قارئة متلهفة .
- لا .. لم افعل بعد .
تحركت بايلي بغير ارتياح في مقعده . لا عجب إذاً في ان تجد إيفون دايفدسون صعوبة في اخفاء مرحها بعد أن ذكر لها باركر كيف لحقت به .
ودخل والد باركر الغرفة حاملاً صدينية الشاي والقهوة ، ثم جلس قرب زوجتة ، وراح الأربعة يتبادلون أطراف الحديث .
قالت إيفون أخيراً : سأذهب لأتفقد العشاء .
- هل اساعدك عزيزتي .
ابتسم باركر وقال : هيا اذهب يا ابي .. سأسلي بايلي ببعض الصور العائلية القديمة .
قالت بايلي ما إن ابتعد والداه : باركر .. كيف امكنك هذا ؟
- ماذا فعلت ؟
- قلت لأمك كيف التقينا . لا بد انها تظنني مجنونة !
لكن باركر ضحك ، وأجابها : الصدق افضل سياسة .
- هذا صحيح من حيث المبدأ . لكن لقائنا كان .. غير تقليدي .
- هذا صحيح ، لكن يجب أن اعترف أن وصفي لبطل كلاسيكي اطراء لغروري .
تمتمت ، وهي تضع ساقاً فوق ساق : اسحب كل ما قلتة .
ضحك باركر بخفة ، وكان على وشك أن يقول شيئاً آخر حين دخل والدة إلى الغرفة .
قال باركر : هل تحتاج لأي مساعدة يا أبي ؟
فرد برادلي دايفدسون مبتسماً : امك ستتكفل بكل شيء وبكل سرور .. فلن يعلن ابننا كل يوم انه وجد المرأه التي يريد الزواج بها .

 
 

 

عرض البوم صور جين استين333  
قديم 13-04-09, 05:20 AM   المشاركة رقم: 23
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 107705
المشاركات: 578
الجنس أنثى
معدل التقييم: جين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 436

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جين استين333 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جين استين333 المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

10– الخبر الصاعق


التفتت بايلي إلى باركر غير مصدقة .. ووجدت نفسها لا شعورياً تقف . بدا جو الغرفة خانقاً ، ووجدت صعوبة في التنفس .
سأل باردلي ابنة ، والربة ظاهرة على وجهه : هل قلت شيئاً ما كان علي أن اقولة ؟
غضب باركر ، وقال لأبية : من الأفضل ان تتركنا وحدنا يا ابي .
- انا آسف بني .. لم اقصد ان اقول ما لا يعنيني .
- لا بأس ابي .
وغادر الأب الغرفة .
سارت بايلي نحو المدفأ الحجرية الضخمة ، وأخذت تحدق بالحطب المكوم .
وسمعت باركر يهمس بنعومة من خلفها : بايلي ؟
أدارها لتواجهه ، لكنها فقدت قدرتها على النطق ولم تتمكن سوى من هز رأسها بغضب مذهول .

- أعرف أن هذا شكل نوعا من .. المفاجأه
- نوع من المفاجأة ؟
- حسن جداً .. الصدمة .
- نحن .. تقابلنا بالكاد منذ شهر مضى
- هذا صحيح .. لكننا نعرف بعضنا أفضل من اثنين يخرجان معاً شهراً .
ولم يرحها إلا يجادلها : أليست جرأه منك أن .. تفكر بالحطوبة ؟
لقد اوضحت له منذ أن التقيا انها لا تنوي التورط مع رجل . ومن يلومها بعد التجربتين اللتين مرت بهما ؟ خطوبة اخرى ، مسألة غير مطروحة وإن كان الشخص رائعاً .
- أجل .. كانت جرأه .
- إذن كيف تقترح امراً كهذا ؟ الخطوبة كارتة بالنسبة لي ! ولن أمر بهذه التجربة مرة اخرى .. لن افعل !
- أعترف أنني اخطأت .
- هذا واضح .
وسارت إلى الجهه الأخرى من الغرفة لتقف وراء مقعد جليدي وتتمسك بظهره .
ورفعت إصبعين قبل أن تضيف : مرتان .. باركر .. مرتان .. وفي المرتين .. خذلاني .. ولن امر بهذا العقاب مرة اخرى .. لن استطيع !
تقدم باركر نحوها بطء : دعيني اشرح لك .. منذ امد طويل ووالداي يريدان تزويجي .
- رائع .. هذا يعني انك اسغليت وجودي .. كنت طعماً ، هل اخترعت هذه القصة ؟ كم انت شجاع .
بدا واضح من ملامح وجهه انه يحد صعوبة في المحافظة على هدوئه .
- انت محطئة يا بايلي .
رفعت يديها قائلة : كل شيء اصبح واضحاً بالنسبة لي .
- يبدو ان ما من شيء واضح
- أعتقد أنني كنت ساذجة جداً كي اقع ضحية خططك البغيضة
- خططي البغيضة ؟ ألا تظن أنك تبالغين ؟
- انا .. ؟ إنك تتحدث إلى امرأه نبذت مرتين .. كل رجل عرفته من قبل تحول إلى شرير .
قطع الغرفة بسرعة ووقف أمامها قائلاً :
- بايلي .. انا لا استغلك .. فكري ما شئت عني . لكن يحب ان تعرفي الحقيقة .. أجل ، والداي متشوقان جداً لزواجي . ومع انني احب عائلتي ، فلن استغلك ، انت او أي فتاهة اخرى ، لأرضي رغباتهما
عبست بايلي مشككة ، لكن عينية بدتا صادقتين جداً ، وقويتين .
قالت : إذن .. لم قلت لهما إنك وجدت المرأه التي تريد أن تتزوجها ؟
التمعت عيناه السوداوان الجميلتين واجاب : لأنني وجدتها .. وانا مغرم بك . وهذا حالي منذ التقينا .
اغمضت بايلي عينيها لتمنع دموعها الساخنة من الانهمار وهمست : قد تظن انك تحبني الآن . لكن هذا لن يدوم ، ولم يدم من قبل وقبل أن تدرك ، ستلتقس امرأه اخرى ، وستقع في حبها ، وتتخلى عني إلي الأبد .
- بايلي .. هذا لن يحدث .. سون ترتدين ذلك الفستان المستخدم قليلاً .. وسوف ترتدينة لي .
تابعت بايلي النظر إلية ، غير قادرة على الثقة بما تسمعه .
- الغلطة التي ارتكبتها هي اخبار امب . في الواقع ، لم تستطع روزان سنايدر الانتظار لتذكرك امام امي .. وكل ما اعرفة ان امي اخذت تلاحقني لاصطحبك إلى البيت ، كي تتعرف هي وابي إليك .. وتدخل والدي ، فزاد الطين بلة فالضطررت إلى الإعتراف بأن نواياي جدية .. ومن الطبيعي أن كليهما سر بالأمر .
- طبعاً .
لكن احساساً بالتوتر رفض أن يزول .
- لم ـشأ تسريع الأمور ، لكن بما ان ابي فضح الأمر ، من الأفضل الإعتراف بالحقيقة الآن فنواياي شريفة .
جادلت : لعلها كذلك الآن .. لكنها لن تدوم .
أخذ باركر نفساً عميقاً وقال : بل ستدوم . أعرف أنه لم يتح لك الوقت للتفكير بمشاعرك نحوي . وكنت آمل ..
وتردد مقطباً جبينة : .. أن نناقش الأمر بعد بضعة أشهر ، حين تنضج مشاعرنا نحو بعضنا البعض .
- سأكرر ما قلته مرة أخرى... الخطوبة لن تنجح. على الأقل ، ليس معي .
- سيكون الأمر مختلفاً هذه المرة .
- لو اخترت ان اقع في حب احد ما يوماً ، فسيكون أنت . لكن هذا لن ينجح يا باركر . وانا آسفة .. حقاص .. لكني لا استطيع خوض التجربة من جديد ، لا استطيع .
واخذت يداها ترتجفان ، وعضت عبى شفتها السفلى .. إنها تحب باركر .ز لكنها ببساطة خائفة جداً من ان تعترف بهذا .
- بايلي .. هلا اصغيتي إلي ؟
ردت بشراسة : لا .. انا آسفة .. حقاً آسفة .. لمن الأمور في غير مواقعها هنا .. فأنا اكتب قصص رومنسية .. وانت .. انت الرجل الذي استخدمة كنموذج .
عبس باركر وقال : تعنين أن كل ما بيننا زائف .. والشخص الوحيد الذي استغل الآخر هو انت .
شدت بايلي قبضتها ، بحيث حفرت اظافرها عميقاً في راحتيها .. واخذ العرق البارد يتصبب من جبينها .
- انا لم ادع يوماً .
وصر اسنانة وقال : فهمت .. إذاً ، كل ما استطيعة هو ان اطلب عفوك لأني كنت وقحاً هكذا .
احسنت بايلي بكرب فضيع ، لكن يجب ان يعتقد ان عاقتهما زائفة ، وإلا سيصبح الأمر خطراً . ومؤلماً .
- لا داعي للإعتذار
وع قدمي والدة باركر الخافت ، وهي تدخل الغرفة ، ألهاهما للحظو .
قالت : العشاء جاهز واخشى أن يفسد إذا تأخرا أكثر
فأجابها باركر : نحن قادمان .
لم تعرف بايلي عشاء غير مريح في حياتها كهذا ، فقد ساد التوتر ، وبالكاد تكلم باركر طوال الوجبة . وحملت امة عبء الحديث بلباقة . وقامت بايلي بما في وسعها ، لكن الجو بقي مشحوناً ، بحيث أصبحت مهمتها صعبة .
ما إن انتهت الوجبة ، حتى اعلن باركر أن الوقت قد حان ليغادا .. وهزت بايلي رأسها موافقة ، ثم شكرت والدية على دعوتهما .
تمتم باركر وهما في السيارة : ألا تظنين انك بالغت قليلاً ؟
فردت بحدة : كان علي أن اتحدث ، لا سيما انك كنت فظاً جداً .
- لم أكن فظاً
- حسن جداً .. لم تكن فظاً .. افتقرت إلى اللباقة . ألم تلاحظ مدى انزعاج والدك ؟ لم تكن بحاجة إلى تعقيد الأمور بتصرفك المعيب .
- انة يستحق ذلك
- هذا فظيع
ولم يرد عليها باركر .. وبدا مستعجلاً لإيصالها إل بيتها ، وراح يقود سيارتة وكأنه يتدرب لسباق ما .
وأدهشتها حين اصر على أن يرافقها حتى الباب . .في الليلة السابقة ، رافقها إلي الباب ابضاً ، وبعد وداع متوتر تركها .. لكنه لم يشأ اليوم ترك الأمور على حالها ، بل قال حين فتح الباب : ادعيني لأدخل .
- أدعوك لتدخل ؟
تناهى إليها مواء ماكس الحزين من وراء الباب وخلا وجهه من أي تعبير وهو بقول : سأدخل سواء دعوتني ام لم تفعلي .
وعرفت أنه سينفذ تهديده ، فتشنجت معدتها ارتباكاً
فتحت الباب وقالت : حسن جداً .
أضائت الأنوار ، وخلعت معطفها .. وأحس ماكس بحالها فالتجه فوراً إلى غرفة النوم .
- سأحضر بعض القهوة .. لكنني لا اتصور أنك ستبقى طويلاً ؟
- حضري القهوة
أحست بايلي بحاجتها للحركة ، وركزت على تحضير القهوة والفناجين .
قالت له : مهما قلت لن ابدل رأيي .
ولكنها لم تبدي هادئة ومسيطرة على اعصابها كما أملت .
تجاهلها باركر الذي بدا عاجزاً عن الوقوف ثابتاً في مكان واحد .. وراح يذرع المطبخ جيئة وذهاباً ، ولم يقف إلا حين اعطتة بايلي فنجان القهوة الساخن .. كانت بايلي قد رأت باركر غاضباً ومحبطاً .. حتى وهو يشعر بالغيرة ، يتصرف بشكل غير منطقي .. لكنها لم تشاهدة بهذه الحلة من قبل .
أسندت ظهرها إلى حائط المطبخ ، وامسكت فنجانها بحذر قائلةة : قل ما تريد قولة .
- حسن جداً .. اكرة التعامل مع مشاعر غير المنطقية .
- مشاعري غير منطقية ؟
- اعترفي .. أنت تتصرفين بطريقة غير منطقية لأن رجل آخر فسخ خطوبة لك .
- رجلان آخران ، لاحظ الفرق .. وهذا يعني اكثر من واحد .. وقبل أن تحكم علي بقسوة يا سيد دايفدسون ، دعني أذكرك أن كل انسان يتصرف وفقاً لتجربتة .. وإذا وضعت يدك النار واخترعت ، فلن تلعب قربها مرة اخرى .. أليس كذلك ؟ الأمر بهه البساطة .. كنت غبية بما يكفي لأخاطر بلمس النار مرتين ، لكنني لا ارغب في هذا مرة ثالثة .
- - ألم يخطر في بالك ابداً انك لم تحبي بول او توم ؟
اجفلت لعدم توقعها السؤال وردت : هذا سخيف .. لقد وافقت على زواج وما من امرأه تفعل هذا من دون حب
- وكلاهما وقع في حب غيرك
- لطف منك ان تذكرني .
- مع ذلك حين اعترفا لك بالحقيقة اكتفيت بألمك . إن كنت تحبين وبعمق لقمتي بكل ما في وسعك للدفاع عن حبك . لكنك لم تفعلي شيئاً .. لا شيء على الإطلاق فماذا تريدين مني ان اظن ؟
- بصراحة لا يهمني رأيك ابداً .. انا اعرف مشاعري وقد اغرمت بهما . فهل يفاجئك ان ارفض الوقوع في الحب مرة اخرى ؟ الخطوبة مستحيلة !
- إذاً تزوجيني فوراً
تخبط قلب بايلي في صدرها ثم غاص في إلى الأسفل جثة هامدة .
- انا .. لا أظن أنني سمعتك جيداً .
- لقد سمعتك .. الخطوبة ترعبك . واعترف بأن هذرك وجية .. لكن يجب ألا تسمحي لهذا بأن يتحكم ببقية حياتك .
- أتظن أن تجاوزك الخطوبة والتوجه إلى الكنيسة فوراً سيهدئ مخاوفتي ؟
- رددت أنك ترفضين المرور بتجربتة الخطوبة مرة أخرى .. وأستطبع فهم سبب ترددك .. " ريبو " لا تبعد سوى ساعتين .
ونظر إلى ساعته ، قبل أن يضيف : ويمكن أن نتزوج في مثل هذا الوقت في الغد .
- آه ..
وترددت الكلمات في رأسها ، لكنها لم تخرج بفكرة مفهومة .
ونظر إليها باركر مترقباً : حسناً ؟
- أنا .. نحن .. نتزوج .. فجأة ؟ لا اعتقد هذا يا باركر .. يا لها من شجاعة أن تقترح هذا ، لكنها فكرة مستحيلة .
- لماذا ؟ يبدو لي الحل منطقياً .
- وه فكرت بالجوانب الأخرى للموضوع ؟ ألم يخطر لك أنني ربما لا أحبك ؟
قال بثقة تشابة الغرور : أنت واقعة في حبي لدرجة أنك لا تستطيعين التفكير بوضوح .
- وكيف عرفت هذا ؟
- الأمر سهل .. من الطريقة التي تتصرفين بها . أنت تحاولين جاهدة إقناع نفسك بأنك لا تبالين ... في البداية قاومت مشاعرك ، ثم تركت حذرك جانباً ، ربما ، لادراكك عدى جدوى ذلك . وحين تأوهت عرفت كل ما أردت معرفته .
صبغ الأحمرار الشديد خدي بايلي ، وقال محتجة: انا لم أتأوه .
- هل تريدين أن أثبت لك ذلك ؟
تراجعت إلى الوراء ، وهي تصيح : لا !
فارتسمت ابتسامة خبيثة على فمه وانعكست في عينية . واحست بايلي بقلبها يعتصر هي تقول : انا آسفة باركر .. حقاً آسفة إذا خيبت أملك .. لكنني لن اخدم اياً منا إن وافقت على هذا .
بدا باركر متجهماً . ونظرت إلبة وهي تدرك أن ما من رجل يمكن ان يعيد السلام إلى قلبها إلى باركر .. لكنها تكرة عرض الزواج وهي غير مستعدة بعد .. فأمامها طريق طويل وحدها قبل ان تشفى من جراحها . واستجمعت شجاعتها لتهمس : هل يمكننا أن نتروى قليلاً قبل ان نقرر .
لقد طلب نتها باركر ديفدسون الزواج .. باركر دايفدسون الذي لا سبيل للمقارنة بينة وبين بول او توم وهي خائفة بحيث راحت تتلعثم وترتجف وتطلب فرصة للفتفكير .
قال : نتروة
ووضح الفنجان من يدة ثم تقدم نحوها فنظرت بايلي إلي وقد حبست انفاسها وتملكها ترقب دافئ .
شهقت بحدة حيث اقترب منها اكثر حتى كاد يلمسها لكنه لم يتوقف بل تابع تقدمة بنعومة فتصاعدت آه من اعماق حلقها .. آه ناعمة خافتة باكاد تسمع صرخة صغيرة من الشوق . سمعها باركر وتجاوب معها .. لكنه تراجع وابتعد فجأه استندت بايلي إلى الحائط لتمنع نفسها من الوقوع .. وسألته : لما كان هذا ؟
فضحك ضحكة صغيرة واجاب : لتساعدك لإتخاذ قرارك .

************

قالت بايلي متذمرة وهي تجلس على سجادة رفة الجلوس وصفحات من قصة جو آن منثورة على الأرض أمامها : أسوء ما في الأمر انني لم اكتب كلمة واحدة خلال الأسبوع كامل
فردت جو آن غير مصدقة : اسبوع كامل ؟
- لقد حاولت في كل ليلة كنت اجلس امام الكمبيوتر واحدق في الشاشة .. هذه اسوء مرحلة مررت بها أي ابدو غير قادرة على اجبار نفسي على العمل
استندت جوآن على الأريكة : همم .. أولم يمر عليك اسبوع من دون رؤية باركر ايضاً ؟ .. يبدو لي أن الأمر مرتبطان ببعضهما البعض
فهمست ببئس : اعرف
لم تذكر جو آن ما لا تعرفة فقد استعادت ذكرى تلك اليلية في رأسها عشراتالمرات في اليوم .
تفرست جوآن في بايلي وقالت : لم تخبريني ابداً ما حدث .
ابتلعت بايلي غصة في حلقها واجابت : باركر مجرد صديق .
- وللفيل جناحان
- الأمر الوحيد الذي يهمني فية هو دورة كنموذج لمايكل
لكنها لم تعرف من تحاول ان تقنع اولاً جوآن ام نفسها !
لم يتصل بها طوال الأسبوع . كان قد تركها واعداً بإعطائها الوقت الكافي الذي طلبتة . وقال لها إن هذا سيساعدها على ان تقرر ما إذا كانت تريدة .. تريدة !! لم تكن تعرف ابداً إذا كانت ستتوقف يوماً عن حبة .. لكنها نخشى أن لا يدوم حبه لها .. فهو لم يدم مع بول او توم ولن يدوم مع باركر .. فمع باركر ستتألم أكثر من دون ألم بالشفاء .
لعل باركر اعتقد انه يطمئنها حين اقترح التخلي عن الخطوبة والزواج مباشرة . لكن ما لا يفهمة ولا تستطيع هي شرحة هو ان هذا الأمر لن يشكل أي فارق ... فخاتم الزواج ليش الضمانة . في يوم ما وبطريقة ما سيكف عن حبها .
سألتها جوآن : هل أنت على ما يرام ؟
تمكنت بايلي على الحفاظ على ثبات صوتها من التظاهر بهدوء لا تشعر به ابداً
- طبعاً انا على ما يرام . يزعجني فقط عدم تمكنني من الكتابة لكنها ليست نهاية العالم . اتصور أن الأمور ستعود إلى طبيعتها قريباً وسأعود إلى كتابة 3 او 4 صفحات كل ليلة
- وهل انت واثقة من هذا ؟
لكن بايلي لم تكن واثقة فاعترفت : لا
- تذكري إذاً أنني هنا إذا ما رغبت في الكلام .
ارتسمت ابتسامة مرتجفة على فم بايلي وهزت رأسها .
رأت بايلي باركر بعد 3 ايام من هذا الحوار وكانت تنتظر هي محطة القطار وحدها . حين رفعت نظرها رأته يسير في اتجاهها .. في البدابة حاولت ان تتجاهل خفقات قلبها المتسارعة وان تركز انتباهها بعيداً عنه . لكن هذا بدا مستحيلاً .
وعرفت انه رآها ايضاً وإ لم تظهر علية اب ي دلالة واضحة .. والتقت عيناه بعينيها وكأنه يتحداها أن تتجاهلة . وحين خطت متردده نحوة ظهرت على فمة ابتسامة ساخرة .
- مرحباً بايلي .
- باركر .. كيف حالك ؟
تردد للحظة قبل أن يرد فكتمت بايلي أنفاسها ترقباً .
- رائع .. وماذا عنك ؟
فقالت كاذبة : رائعة
وأدهشها أن يستطيعا التحدث والتظاهر هكذا . انتقلت نظراتها إلى فمها فأحست بالتوتر يحيط بهما .. لا بد أن باركر قد اسرع ليلحق بالقطار إذ بدا شعرة مشعثاً قليلاً وانفاسة ثقيلة .
قال شيئاً ما لكن كلماتة ضاعت مع اقتراب القطار من المحطة وتجمع الناس . ولم يتكلم لي منهما وهما ينتظران دورهما ليصعدا .
ولحق بها إلى الداخل لكنه جل على بع خطوات منها .. ونظرت إلية مصدومة ومحبطة لأنه لم يجلس إلى جانبها .
كانت لديها الكثير لتقولة له . وحتى الساعة لم تجرأ على الإعتراف حتى لنفسها كم تفتقدة وكم تتشوق للتحدث معة . لقد عرفا بعضهما لفترة قصيرة ومع ذلك بدا وكأنه يملئ حياتها كلها .
لكن يبدو أن هذا لا ينطبق على باركر فهو قادر بكل بساطة على أن يجلس بعيداً عنها .. رفعت دقنها واجبرت نفسها على تأمل اللوحات الإعلانية المعلقة في العربة .
أحست بايلي بعيني باركر عليها .. كان الإحساس قوياً جداً وكأن يده تلامسها وتمسك وجهها .. ولم تعد تستطيع تحمل المزيد فالستدارا والتقت عيونهما ولامست الرغبة المتشوقة في عينيه قلبها .
واستجمعت ارادتها لتبعد ناظريها عنه . في النهاية سيجد غيرها سيد من يحبها أكثر منها كانت واثقة من ذلك تمام الثقة . تأملت كل ما يحيط بها لتبعد ذهنها عن باركر . لكن قوة غريبة بينهما دفعنها للإلتفات إلية مجدداً كانت ينتظر إليها بشكل اثار اضطرابها وسرع نبضت قلبها وهزت جسمها موجة شوق .
راح القطار يبطئ سرعتة وشعرت بايلي بالإرتياح لأنها وصلت إلى محطتها وهبت من مكانها والتجهت إلى المخرج .
همس باركر من خلفها : لا زلت انتظر ألم تقرري بعد ؟
أغمضت بايلي عينها لتستجمع شجاعتها وتقوم بما هو صائب لكليهم ... ثم هزت رأسها نفياً بصمت .. لن تستطيع التحدث إلى االآن فهي غير قادرة إلى اتخاذ قرار منطقي فيما الشوق يعتمر في قلبها والضعف يبدب في جسمها . وسارع الجمع إلى الأمام وخرجت بايلي تاركة إياه خلفها .
اجتمعت جمعية الكاتبات في مساء اليوم التالي ورحبت بايلي في الأمر . فلم تضطر هكذا للجلوس امام شاشة بيضاء لتحدق فيها بساعات وهي تحاول أن تقنع نفسهلا بالكتابة . ها هي جوآن تتابع إعادة الكتابة فيما هي تراوح مكانها .
ألقت المحاضرة كاتبة رواات عاطفية تاريخية تعيش في سانفرتنسسكو وكان حديقها مليئ بالنصائح الجيدة . وحاولت بايلي تسجيل الملاحظات لكنها وبدل من ذلك راحت ترسم أشياء لا معنى لها . لم تلاحظ إلا في نهاية الجلسة إنه رسمها الاخير يشبة خاتمي زواج متشابكين . فهل يجاول لاوعيها أن يوصل لها رسالة ما ؟ لكنها لن تشغل بالها في التخمين .
سألته جوآن : هل ستذهبين للمقهى لإحتساء القهوة ؟
- بالتأكيد .. إنها كرة جيدة
وتأملت صديقتها فعرفت على الفور إن هناك خطب ما .. بدت جو آن وكأنها تتجنبها طيلة الأمسية وطنت في البداية أن هذا محط خيال .. لكن التوتر جلياً بينهما .
قالت بايلي : حسن جداً .. ما الأمر .. ماذا هناك ؟
تنهدت جو آن بعمق واجابت : لقد رأيت باركر بعد الظهر .. وأعرف أن الأمر لا يعنيني وأنني اتصرف بحماقة . لكنه كان مع امرأه أخرى ويبدو لي أن الأمر يتعدى الصداقة .
ارتجفت ساقاه بايلي وهي تنزل السلم واحست إن قلبها أصبح كالحجر في صدرها .
- لعل المرأه شقيقتة وأنا .. لم أكن انوي الكلام لكنني ظننت في أنك قد ترغبين في أن تعرفي .
ابتلعت بايلي غصة في حلقها وأجابت : بالطبع ارغب .
وكان صوتها حازماً وكاذباً لا يكشف تشوش افكارها .
- وأظن أن باركر شاهدني .. في الواقع أن متأكدة من ذلك بدا وكأنه يريدني ان أراه . كما لم يبذل أي جهد لإخفاء رفيقتة مما يدفعني إلى الظن بأن الأمر برئ
قال بايلي كاذبة : أنا واثقة من هذا .
وارتسمت على فمها ابتسامة قلقة وتظاهرت بأنها تنظر إلى ساعتها .
- يا إلاهي لم اتصور أن الوقت متأخرإلى هذا الحد .. سأتخلى عن القهوة الليلية واعود إلى البيت مباشرة .
- امست جوآن بذراعها وسألتها : هل أنت بخير ؟
- طبعاً ..
لكنها لم تلتفت إلى عيني صديقتها وهي تضيف : الأمر ليس مهماً كما تعرفين .. بالنسبة إلى الأمر باركر .
- لا يهم ؟
- أنا لست من النوع الغيور
لكن معدتها تشجنت وأخذ رأسها يدور ويداها ترتجفان .. وبعد 15 دقيقة دخلت بايلي إلى شقتها ولم تتوقف لتخلع معطفها بل توجهت إلى المطبخ مباشرة والتقطت سماعة الهاتف .
رد باركر بعد 3 رنة .. وبدا شارد الذهن وهو يقول : بايلي .. يسرني سماع صوتك . كنت احاول الإتصال بك طوال الأمسية .
- كنت في لقاء الكاتبات هل اردت ان تقول لي شيئاً ؟
- في الواقع .. أجل .. يبدو إنك لم تغيري رأيك ؟
- انا ..
- دعينا ننسى مسئلة الزواج كلها .. لا داعي للتسرع .. فما رأيك ؟


11 - متى ستفهمين ؟


ردت بايلي : اوه .. أوافقك الرأي
ولم يدهشها أن يغير باركر رأيه ، فقد توقعت أن يحدث هذا عاجلاً أم آجلاً . ومن الجيد أنه أدرك حقيقة مشاعرة في وقت مبكر .
- من دون ضغينة إذن ؟
أكدت له ، وهي ترفع صوتها لتبدو واثق من نفسها : ابداً .. فأنا معتاده على هذا ، لا تقلق .
- تبدين مبتهجة
- أنا فلاً مبتهجة .
وبذلت جهداً لتدو سعيدة وغير متأثرة .
- كبف تسير احوال الكتابة ؟
- لا يمكن أن تكون افضل .
في الواقع لا يمكن أن تكون اسوأ ، لكنها لن تعترف بذلك .. ليس لباركر على أي حال .
قال : سأإراك فيما بعد إذن .
حافظت بايلي على حماس زائف ما كاد يقتلها ، وقال : أنا متأكد من ها .. لكن لدي سؤال وحيد ؟
- تفضلي .
- أين التقيتها ؟
- هي ؟
وتردد قبل أن يقول : أتعنيني ليسا .. نحن نعرف بعضنا منذ زمن طويل .
- فهمت .
وكان عليها أن تنهي المكالمة قبل أن تنهار : أتمنى لك الخير يا باركر .
صمت ، وكأنه يفكر في شيء آخر : وأنت كذلك يا بايلي .
أعادت بايلي السماعة مكانها ، والضعف قد تملكها وجعلها تتعثر لتصل إلى الكرسي وترتمي علية . غطت وجهها بيدها ، وهي تحاول التقاط انفاسها . وراح الألم الحارق في معدتها ينتشر حتى وصل إلى أطراف أصابعها ، وإلى باطن قدميها .
واستجمعت ارادتها ، ثم رفعت رأسها ، ووقفت . لقد مرت بهذا من قبل .. مرتين . وهذه المرة ن تكون أصعب من المرتين الأولتين .
على أي حال هذه المرة ما من خاتم تعيدة ، وما من ترتيبات عرس تلغيها ، او بطاقات عرس تحرقها .
لا احد يعرف بأمر باركر ما عدى جو آن ، لذا لن تشعر بالإحراج الشديد .
التغلب على حب باركر يجب أن يكون سريعاً وسهلاً . لكنه لم يكن . مر الأسبوع ببطء جهنمي .. وأحست بايلي وكأنه يعيش على كوكب آخر .. ظاهرياً ، ولم يتغير شيء .. ومع ذلك بدا لها وكأن العالم يبتعد عن محورة . كانت تقصد عملها كل صباح ، وتناقش امر الشخصيات والجبكة مع جو آن ، وتعمل 8 ساعات في اليوم بمثابرة .
بدت وكأنها تسيطر على الوضع في حياتها في الواقع كانت تمر أمامها في حركة بطيئة وكأنها مجرد مشاهدة .
لا بد أن هذ هذه الحالة ظهرت في كتابتها . فقد اتصلت جو آن بعد أن أعطتها بايلي لبقصة بيومين ، ولم تستطع بايلي اخفاء إثارتها
- هل انتهيت القراءة ؟
إذا اعجبت القصة جو آن فسترسلها بايلي فوراً بالبريد إلى باولا أولبرايت ، رئيسة التحرير التي طلبت رؤتها مرة أخرى .
- أود أن امر بك لنناقش بضع نقاط . فهل لديك الوقت ؟
الوقت هو كل ما تملكة بايلي ، وبوفرة .. لم تكن قد أدركت الأهمية التي وصلها إليها باركر في حياتها ، او كم استطاع ان يطرد الفراغ منها بسرعة .. اما الفراغ العميق الذي تركتة ، فقد بدا من الصعب ملأه . وراحت تكتب حتى تشعر بالإرهاق ، لكنها لم تكن تجد إلى النوم سبيل فتجلس في غرفة الجلوس وهي تحتضن ماكس .
قالت جو آن : ضي ابريق القهوة ، سأخضر بعد بضع دقائق .
ردت جو آن : عظيم .. أنا بالنتظارك .
ثم قطبت .. إذا وصلت إلى مثل هذا النقص في الإبداع بعد اسبوع واحد من فراق باركر ، فهي التأكيد تكره التفكير في مدى التفاهه التي ستصل إليها بعد شهر .
وصلت جو آن إلى منزل بايلي بعد 15 دقيقة ، وهي تتأبط مخطوطة بايلي .
قالت بايلي بصوت معذب : لم تعجبك ..
ردت جو آن : الأمر ليس كذلك بالضبط .
ووضعت القصة على الطاولة ثم جلست في المقعد الوثير .
- ما هي المشكلة هذه المرة ؟
- جانيس .
- جانيس ؟
وكبتت بايلي رغبتها في الجدال ، فقد عملت جاهدة لتعيد صياغة " لك إلى الأبد " .
- ظننت ان مايكل هو المشكلة .
- هذا صحيح في النسخة الأصلية ، ولقد اعدت صياغة شخصيتة بشكل جميل .. لكن جانيس بدت .. أكره قول هذا .. ضعيفة جداً .
- ضعيفة ؟ جانيس ليست ضعيفة ! إنها قوية ومستقلة و ...
- .. غبية وضعيفة .. وضعيفة الإرادة . ويفقد القارئ تعاطفة معها قي منتصف الطريق . لقد تصرفت كإنسان آلي مع ماكل .
وجدت بايلي صعوبة في كبت احتجاجها ، لكنها تثق بوجهات نظر جو آن . وتقيمها للقصة سابقاً ، كان صحيحاً .
قالت وهي تجاهد لإبقاء صوتها عادياً غي عاطفي : أعطني مثلاً .
- كل شيء تغير بعد مشهد الحفلة الموسيقية .
قالت بايلي تجادلها : كان باركر احمق حقيقياً .. ويستحق كل ما قالتى وفعلتة .
- باركر ؟
فصححت بايلي : مايكل .. تعرفين من اعني ؟
- فعلاً .. عرفت
خلال الأسبوع الفائت ، قامت جو آن بعدة محاولات لذكر باركر عفوياً في الحديث ، لكن بايلي رفضت ببساطة أن تناقش أمره .
وتابعت جو أن : تصرف مايكل بشكل من التسلط . لكن القاؤئ مستعد لأن يسامحة ، لأنه يعرف أنه اكتشف حقيقة مشاعرة نحو جانيس . لقد احس بالغيرة حين رقصت مع رجل آخر مما شكل صدمة حقيقية له ... تصرف كالأحمق فعلاً ، لكنني أفهم دوافعة ومستعدة لأسامحة .
فسألت بايلي بعدوانية : أي ان القارئ مستعد لتقبل مثل هذا التصرف من وليس البطلة ؟
ردت جو آن بدهشة : هذا لس كل شيء . في النسخة الأثلية ، بدت جانيس قوية شجاعة ، دافئة ومستقلة . ولا يمكن للقارئ إلا أن يعجب بها ويتعاطف معها .
رفعت بايلي صوتها تسأل : وماذا تغير إذن ؟
هزت جو آن كتفيها وردت : أتمنى لو اعرف ماذا حدث لجانيس ، كل ما استطيع قولة هو ان التغيير بدأ بعد مشهد حفلة الفوب . من تلك اللحظة ، بدأت اواجه مشكلة في التعرف إليها . لم افهم سبب تقبلها كل ما يقوله ما يكل ويفعلة ، وكأنها فقدت معنوياتها .. ومع نهاية الكتاب ، كرهتهاا فعلاً . أردت أن امسكها واهزها .
احست بايلي وكأنها ستبكي : إذاً .. لقد عدنا إلى نقطة الصفر . اعتقد انيي سأعتاد على هذا .
قالت جو آن بتفهم : نصيحتي ان تضعي القصة جانباً لبضعة اسابيع . ألم تقولي لي ان لديك فكرة قصة اخرى ؟
هزت بايلي رأسها إيجاباً .. لكن هذا كان قبل .. قبل ان تصرف طاقتها في العيش من اليوم إلى آخر .. وقبل ان تبدأ بالإدعاء بأن حياتها طبيعة فيما الألم يكاد يقعدها .. وقبل أن تفقد الألم .
وسألت : وماذا سيحصل بعد وضعها جانباً ؟
قالت جو آن تنصحها : سيعطيك هذا بعد نظر . انظري إلى جانيس ، وانظري إليها حقاً .. هل تستحق رجلاً رائعاً مثل مايكل ؟ لقد قمتي بعمل رائع عند كتابة شخصيتة .
وغني عن القول ، ان باركر كان مصدر الهامها .
- بكلمات أخرى ، لم تكن جانيس مثيرة للشفقة ؟
هزت جو آن راسها آسفة : هذا ما اخشاة .. لكن تذكري إن هذا رأيي الخاص .. وقد يقرأ شخص آخر القصة ويشعر أن جانيس بطلة رائعة .. وقد تحتاجين إلى رأيي كاتبات اخريات . انا لا اقصد ألا اشجعك يا بايلي ، حقاً لا اقصد .
- أعرف هذا
- وأنا صادقة معك لأنك صديقتي .
اعترفت بايلي ببطء : وهذا ما كنت اريده .
ن تحاول ان تخدع ؟ قد تصبح كاتبة مشهورة بقدر ما يحتمل ان تصبح زوجة ..
كررت جو آن : انا لا اريد أن لا اشجعك .
- لو كنت افتش عن الإطراء ، لأعطيت القصة لأمي .
ضحكت جو آن بخفة ، ثم نظرت إلى ساعتها ، قائلة : يجب ان اسرع .. من المفترض أن امر لإصطحاب دان من الكاراج ، فالشاحنة الصغيرى تصدر اصواتاً كدبابة عسكرية .. وإذا لديك أي اسئلة اتصلي بي فيما بعد .
- سأفعل .
وسبقتها إلى الباب ثم فتحتة بينما جو آن تحمل حقيبتها ومعطفها .. وقفت جو آن ، وقد بدا عليها القلق : انت لست متكدرة حول هذا أليس كذلك ؟
قالت بايلي : قليلاً .. حسن جداً .. كثيراً . لكن هذا جزء من عملية التعلم . وإذا اضطررت إلى اعادة كتابة هذه القصة 100 مرة قب ان تصبح ممتازة ، فسأفعل .. الكتابة ليست لضعفاء القلب .
- لقد فهمت هذا جيداً .
كانت جو آن قد نصحتها بأن تضع القصة جانباً لكن ما إن خرجت ، حتى بدأت بايلي تتصفح المخطوة ، وتقلب صفحاتها بحذر .
كانت ملاحظات جو آن بالهوامش ثمينة .. ومؤلمة واهتمت بايلي بشكل خاص بالتعليقات التي تلت مشهد حفلة الرقص . ولم يلزمها وقت طويل لتقارن هذا المشهد بما يماثلة في حياتها الحقيقية أمسيتهال مع باركر .
إنها تتصرف كإنسان آلي مع مايكل ، هذا ما قالته جو آن . ووافقتها بايلي الرأإي وهي تقرأ الفصول التالية . بدأ وكأن بطلتها فقدت رغبتها في قرض شخصيتها ، وفي الحياة ، فستسلمت .. وماتت .
سألها قلبها : أليس هذا ما فعلته انت ؟
لكن بايلي تجاهلتة . فقد توقفت عن الإصغاء إلى هذا الجزء العميق فيها بعد أن ادركت مدى الألم الذي يمكن ان يلحق بها .
" في نهاية الكتاب ، كرهتها فعلاً " و على صدى كلمات جو آن و كأنه دوي الرعد في رأسها .. شخصيتا جانيس و بايلي متشابكتان بحيث لم تعد تعرف أين تتوقف أحداهما لتبدأ الأخرى .
" بدت لي جانيس .. ضعيفة جداً " .
قاومت بايلي رغبتها في أن تغطي أذنيها لتبعد كلمات جو آن ، و بذلت جهدها لتمنع نفسها من أن تصرخ : ستكونين دول أو قوة أيضاً ، لو أن ثوب عرسك الذي لم يستخدم خزانتك .
و حين لم تعد بايلي قادرة على تحمل الأصوات ، التقطت حقيبتها و سترتها و هربت . أي شيء أفضل من الإصغاء إلى الاتهامات التي تتردد كالصدى في رأسها .. و بدت الشقة معادية و ضيقة ، حتى عينا ماكس الخضراوات بدتا و كأنهما تعكسان أسئلة قلبها .
كانت السماء مكفهرة رمادية تناسب مزاج بايلي . و راحت تهيم على وجهها من دون هدى إلى أن وجدت نفسها قرب محطة القطار .. و بدأ قلبها يخفق فجأة .. ووبخت نفسها لبصيص الأمل الذي لاح لها . ما هي فرص لقاء باركر بعد ظهر يوم السبت ؟ معدومة ، فهي لم تره منذ أكثر من أسبوع و لابد أن يستقل سيارته كي يتجنبها .
باركر .
و تصاعد الألم الذي حاولت لبضعة أيام أن تبقيه خامداً .. و تجمعت الدموع في عينيها .. فتابعت السير بخطوات متصلبة سريعة و كأنها على عجلة من أمرها .. مقصدها كان الأمان ، و لكنها لن تجده بسهوله ، و أحياناً كان تتساءل عما إذا ستجده يوماً .
الرجال يقعون في حبها بسهوله ، لكنهم يتخلصون من هذا الحب من دون جهد . و الأسوأ من هذا كله ، هو أن امرأة أخرى تحتل مكانها دايماً . امرأة يحبونها أكثر منها .. بول و توم ، و الآن باركر .
سارت بايلي لأميال .. و لم تتفاجأ حين وجدت نفسها بالشارع الذي يسكنه باركر ، و كان قد أشار إليه و هما يمران به ليلة الحفل الموسيقية .. كانت المساكن في الجوار حديثة ، و مكلفة ، و جميلة ، و تروق للعينين . و لن يدهشها أن تكتشف أن باركر هو المسئول عن تصميم المباني . فبرغم من ان الحديث مع والديه كان متوترا ، إلا أن والته لم تتردد في ذكر انجازات ابنها المتعددة . و بدا أن باركر لم يتحمس لكلام أمه ، لكن بايلي أحست أنها تفتخر بالرجل الذي تحب .
الرجل الذي تحبه .
و فجأة توقفت بايلي ، و أغمضت عينيها و شدت قبضتها ، فهي تحب باركر . و لو وقعت في الحب مجدداً فلن تغرم برجل متقلب لا يستحق الثقة ، مثل باركر دايفدسون ، الذي يقع في الحب ثم يتخلى عمن يحب بلمح البصر .
أنت تحبينه أيتها الغبية .. و الآن ماذا ستفعلين ؟
جل ما تريده هو أن تتوقف هذه الأسئلة .. أن تدعها و شأنها .. أن تتركها مع بؤسها .. وحيده مع ألمها و أفكارها .
تعاظم الغضب في داخل بايلي ، غضب وليد شعور غيب عجزت عن السيطرة عليه . و من دون أن تفكر بعواقب عملها ، دخلت الردة الرئيسية للمجمع السكني .. فتقدم الحارس منها ، و قال بأدب : مساء الخير .
تمكنت بايلي من أن تبتسم ، وردت : مرحباً .
و بعد أن أدركت أنه ينتظر ، أضافت : منزل السيد دايفدسون .. من فضلك .
كان صوتها هادئاً و من دون حياة . سوف يسويان المسألة الآن . و لن يقف في وجهها لا حارس باب ، ولا حارس أمني .
- هل لي أن أسأل من يريده ؟
ردت بثقة : بايلي يورك .
- أرجو أن تنتظري هنا .
و لم يغيب سوى لهنيهة : طلب السيد باركر أن تصعدي فوراً إلى شقته رقم 204
- شكراً لك .
و لم تتراجع مع وصول المصعد إلى الطابق الثاني . و قفت باركر الباب على الفور ، و لم تنتظر بايلي دعوته للدخول ، بل توجهت إلى الداخل ، متجاهله المنظر الرائع و الأثاث التقليدي المصنوع من الخشب اللماع و القماش الفاخر .
بدا مندهشاً لرؤيتها : بايلي .
وقفت وسط الغرفة ، و يديها على خصرها ، و حدقت فيه بعينين تتطاير منهما الغضب و السخط .
- لا تناديني .. أريد أن أعرف من هي ليسا .. و أريد أن أعرف الآن .
نظهر باركر إليها مشدوهاً و كأنها فقدت عقلها .
فدارت من حوله و هي تقول : لا تنظر إلى هكذا .
استدار ببطء ، و هو لا يزال يحدق فيها ، فأضافت : لا داعي للوقوف هكذا ، فاغراً فمك .. إنه سؤال بسيط .
- ماذا تفعلين هنا ؟
- و ماذا يبدو لك ؟
- بصراحة .. لست واثقاً .
- جئت لأعرف بالضبط أي نوع من الرجال أنت .
و بدا لها رداً جيداً ، لاسيما و أن نبرتها كانت نبرة تحدي ساخر ، و لا بد أنها ستسمع رده .
- أي نوع من الرجال أنا ؟ و هل يعني هذا أنني مضطر إلى المرور بين صفين محاربين مستعدين لجلدي ؟
و لم تكن بايلي في مزاج لتقبل المزاح .
- ربما .
أزاحت يداً من خصرها و لوحت بها قائلة : أريدك أن تعرف أن جانيس دمرت و أنا أضع اللوم عليك شخصياً .
- من ؟
- جانيس .. شخصية قصتي ، " لك إلى الأبد ". لقد أصبحت ضعيفة الشخصية ، خاضعة ، و مطيعة ، و القراءة عنها أشبه .. أشبه بالفانيلا بدلاً من أن تكون كالشوكولا الشهي .
- لكنني مولع بالفانيلا .
نظرت بايلي إليه بغضب : أنا من سيتكلم هنا .
رفع يديه قائلاً : آسف .
- يجب أن تكون آسفاً .. أي نوع من الرجال أنت بالضبط ؟
- أعتقد أنه سبق و طرحتي هذا السؤال .
استدارت بايلي لتنظر إليه عابسة ، فتمتم : آسف .. لقد نسيت أنك من سيتكلم هنا .
- في لحظه تدعي أنك تحبني .. حتى أنك تريد الزواج مني ..
و ارتجف صوتها و هي تضيف : و في التالية تتورط مع امرأة اسمها ليسا و تريد قطع علاقتنا .. حسن جداً أعلمك يا سيد أنني أرفض السماح لك أن تتلاعب بقلبي .. لقد طلبت مني الزواج .
صمتت بايلي حين رأت الابتسامة ترتسم على فمه و سألته : هل يسليك هذا النقاش ؟
- قليلاً .
لوحت بيدها قائله : أرجو أن تطلعني على النكتة .
- ليسا هي زوجة أخي .
لم تفهم كلماته على الفور .
- ماذا ؟
- إنها زوجة أخي .
انهارت بايلي على مقعد .. و بقيت مشوشة للحظه ، ثم حاولت استجماع أفكارها .
- أنت تحب زوجت أخيك ؟
بدت الصدمة في صوته و هو يجيب : لا .. فأنا أحبك أنتِ .
- أنا لا أفهمك تماماً .
- هذا ما لاحظته .. و إلا ..
- و إلا ماذا ؟
- و إلا لكنت الآن زوجتي ، أتحاولين الانتقام مني .
غضبت .. بالكاد تأمل : من الأفضل أن توضح كلامك .
- أحبك يا بايلي . و لم أعرف كم سيطول بك الوقت لتكتشفي حبكِ لي .. كنت غارقة في الماضي ..
فقاطعته قائله : و لي عذري .
- و لك عذرك .. على أي حال طلبت منك الزواج .
ذكرت : في الواقع ، والدك هو الذي تكلم .
- هذا صحيح .. و من دون أن أطلب منه ذلك لكنه سؤال كنت على استعداد لأن أسأله ..
- لكن ..
- لكن ، لم أكن أعرف حقيقة شعوركِ نحوي .
- أرجو عفوك ؟
سألها بلطف : هل وقعت في حبي أنا أم في حب مايكل ؟
- لا أظن أنني أفهم .
- برأيي ، إن أحببتني فعلاً لفعلت كل ما في وسعك لاستعادتي .
- أستعيدك ؟ أنا آسفة باركر .. لكنني لازلت لا أفهم .
- حسن جداً .. لنعد إلى الوراء حين أعلن بول أنه وقع في حب امرأة أخرى و يريد فسخ الخطوبة .. ماذا فعلت ؟
- تركت الجامعة و تسجلت في كلية التجارة .
- و ماذا عن توم ؟
- انتقلت إلى سان فرانسيسكو .
- هذه وجهة نظري بالضبط .
و ضاعت بايلي في مكان ما بين بول و توم .
- و ما هي وجهة نظرك بالضبط ؟
تردد باركر ، ثم نظر مباشرة إلى عينيها و قال ببساطة : أردتك أن تحبيني بما يكفي لتقاتلي لأجلي .. و لا تقلقي .. ليسا و أنا لسنا .. و أكرر لسنا على علاقة .
- أردت إيهامي فقط ؟
اعترف كارهاً : أجل .. فهي تقرأ الروايات الرومنسية أيضاً ، و يبدو أن نساء كثيرات يفعلن . و كنت أخبرها عن علاقتنا ، ففكرت في استخدام " امرأة أخرى " كما يحدث في بعض القصص العاطفية .
- يالك من مخادع معدوم الضمير .
- تحمليني بضع دقائق بعد .. هل هذا ممكن ؟
- حسن جداً .
- حيل فسخ بول و توم خطوبتهما لك لم تفعلي شيأً لإقناعهما بحبك ، بل تقبلت الأمر و خرجت من حياتهما .
- و ماذا بعد ؟
- أردت منك أن تحبيني كثيراً ، لكنك استسلمتِ . كان عليك أن تضعي كبريائك اللعين جانباً و تواجهيني .
- هل كنت تتطلع إلى مصارعه حرة في الوحل بيني و بين ليسا ؟
بدا مذعوراً للفكرة : لا ! أردت فقط إثارتك بما يكفي لتأتي إلي . فما الذي أخرك ؟ بدأت أفقد شجاعتي .
و هزت رأسها فقالت : ستفقد أكثر شجاعتك إذا استخدمت هذه الخدعة مره أخلى .. باركر دايفدسون .
و أضاءت وجهه ابتسامه متسلطة بددت آلامها و شكوكها ..
تمتمت : يجب أن أكون غاضبه منك .
- أحبيني أولاً .. ثم أغضبي .
و تمكن في لحظه واحده من أن يعوض عن أيام و ليالي طويلة قضتها وحيدة . و شعرت بأنها مقطوعة الأنفاس .
همست ، تلتمس رده : هل تحبني حقاً ؟
و ارتجفت شفتيها السفلى ، فرد هامساً ، و هو يبتسم لها : أحبكِ حقاً .. و بما يكفي لعمرين .
- اثنان فقط ؟
فأضاف بلطف : أربعه على الأقل .
و صمت فجأة ثم سألها : و الآن .. ماذا كنت تقولين عن جانيس ؟ ما خطبها ؟
ارتسمت ابتسامه ناعمة على وجه بايلي ، و أجابت :
- في الواقع ، يمكن لعرس و شهر عسل طويل أن يشفياها .

 
 

 

عرض البوم صور جين استين333  
قديم 13-04-09, 05:23 AM   المشاركة رقم: 24
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 107705
المشاركات: 578
الجنس أنثى
معدل التقييم: جين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 436

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جين استين333 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جين استين333 المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

الخاتمة
توقفت بايلي لتأقرأ الاعلان على واجةة المكتبة الذي يشير إلى موعد توقيع كتابين لمؤلفتين محليتين .
وسألتها جو آن : ما هو شعورك وانت تقرئين اسمك ؟
- لعلك اعتدت هذا .. لكنني اشعر .. اشعر ..
وترددت بايلي ومررت يدها على بطنها المنتفخ .
- ... شعوري يماثل ما احست به حين قال لي الطبيب اني حامل .
مازحتها جو آن : يؤثر هذا على الجهاز العصبي .. أليس كذلك ؟ ثم ماذا تعنين انني معتادة على كل هذا ؟ لقد نشرت كتابين وانت واحد .
عرفتهاما كارولين دراير صاحبة المكتبة حين دخلتا وسارعت إلى تحيتهما ببتسامة دافئة مرحبة .
- كم انا مسرورة لمجيئكم معاً .. لقد اثرتما الإهتمام
وقادتهما على طاولة فرش عليها غطاء مخرم وكرسيان . كان هناك عدد من النساء الذين ينتظرن بصبر ويتطلع بشوق للقاء جو آن وبايلي .
عملتا بسرعة لساعة تقريباص وانضم إلى القراء الرويات الرومنسية افراد من العائلة والأصدقاء وكاتبات اخريات مررن بالمكتبة ليتمنو لهم الخير .
كانت بايلي تتحدث إلى أمرأه تكبرها سناً حين مر باركر ودان زوج جو آن امان الطاولة . وكانو قد اتفقو على تناول العشاء معاص بعد جلسة التوقيع للإحتفال . فقد وعت جو آن مؤخراً عقداً لقصتين وباعت بايلي لتوها قصتها الثانية كما انهى باركر رسوم بيتهما الجديد . وسيبدأ البناء بعد شعر لينتهي مع ولادة الطفل إذا حالفهما الحظ .
كانت المرأ المسنة تقول لبايلي : ما احببته في قصة " لك إلى الأبد " هو مايكل .. ذلك المشهد الذي يأخذ فيها البطلة بين ذراعية ليقول لها إنه تعب من الألعاب الطفولية وانه يحبها ... كان كافياص ليسرق قلبي
سألت المرأه : هل تعتقدين ان هناك رجال مثلة في هذا العالم ؟ لقد تطلقت منذ سنوات وانا الآن متقاعدة .. حسن جداص .. لا مانع عندي أن ألتقي شخصاً مثلة .
قالت بايلي ونظراتها لا تفارق زوجها : قد يدهشك كم يوجد ابطال من حولنا .. انهم يركبون قطار الأنفاق السريع ويأكلون سندويشات ويقعون في الحب .. مثلم ومثلي .
فردت المعلمة بمرح : إذاً .. هناك امل .. أنوي ان أقضي وقتاص ممتعاص وانا افتش .
وابتسمت ثم اضافت : لهذا استمتع بقرائة القصص الرومانسة كثيراً إنها تشجعني وتسليني ... وتدفعني إلى الإيمان بالحب حتى للمرة الثانية .
وتدخل باركر في هدوء : او للمرة الثالثة .
فضحكت بايلي : لن تجادلية في هذا !

تــــمــــت

 
 

 

عرض البوم صور جين استين333  
قديم 13-04-09, 05:24 AM   المشاركة رقم: 25
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 107705
المشاركات: 578
الجنس أنثى
معدل التقييم: جين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 436

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جين استين333 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جين استين333 المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

اتمنى لكم قراءة ممتعة....^^

 
 

 

عرض البوم صور جين استين333  
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
243-لك, ماكوبر, الأبد/, ديبي
facebook




جديد مواضيع قسم الارشيف
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 01:25 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية