لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > قسم الارشيف والمواضيع القديمة > الارشيف
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الارشيف يحتوي على مواضيع قديمة او مواضيع مكررة او محتوى روابط غير عاملة لقدمها


 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-04-09, 05:04 AM   المشاركة رقم: 16
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 107705
المشاركات: 578
الجنس أنثى
معدل التقييم: جين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 436

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جين استين333 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جين استين333 المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

توسلت : ارجوك .. توقف .
ودفنت وجهها بين يديها ، واخذت تتنفس ببطء وعمق محاولة السيطرة على ارتجافها .
ليس من الإنصاف أن يجعلها باركر تشعر بهذا الإرتباك .. هذا ما يمكن أن يحدث لجانيس ومايكل ، لكن لا ينبغي أن يحصل لها .. فهي لا تريد أن تشعر بأي شيء من هذا .. والدرع الواقي حول قلبها يكاد يتفتت ، مع إنها امس الحاجة إلية .
مد يده إليها فتراجعت مبتعدة عنه وقالت ، ما إن استطاعت ن تنطق : حسن جداً .. لا حاجة بي لإختبارات .
نظر إليها باركر وكأنه غير متأكد من انه سمعها بشكل صحيح ، وسئل : ارجو عفوك !
- اعتي لا ارى ما الفائدة .. اريد ان تكون المشارع بين بطلي حيوية ومثيرة فضلاً عن تمتعهما بالسحر .. كما ابحث عن شعور ما .. أكبر .. العلاقة بين جانيس ومايكل يجل ان تحمل .. شرارة .
قال باركر بصوت عميق كئيب : يمكن لعلاقتنا أن تحمل شرارة .
وصححت له : سحر .
ثم اشافت بمرح : لا بد أنك تتمتع بتجربة كبيرة . صحيح ؟ حسن جداً .. يجب أن اذهب . شكراً مرة اخرى على لقائي من دون موعد سابق ، إلى اللقاء .
وبشكل مدهش ، لم تتكسر الإبتسامة التي على شفتيها .. وأثار دهشتها أكثر ، انها تمكنت من الإبتعاد عنه بالرغم من ان ساقيها بالكاد حملتاها .
وفي طريقها لمحطت قطار الأنفاق السريع ، التي توجت إليها بأقسا سرعتها ، وهي تتمتم بإنها تتصرف بحماقة كلما اقتربت من باركر بيفدسون ، توقفت قربها سيارة رياضية بيضاء .
قال بتجهم : اصعدي
وفتح لها الباب . فكررت : لصعد ؟ سأستق القطار السريع .
- ليس في هذا الوقت من الليل . لا ، لن تفعلي .
- و لماذا يجب ألا أفعل ؟
- لا تتلاعبي بحظك أكثر يا بايلي .. اصعدي و حسب .
أخذت تفكر بما اذا عليها ان تصعد معه. لكن من العناد اللذي ظهر في عينيه و على فكه ، رأت أن لا فائدة من أن تجادله ، فهي لم تر في حياتها مثل هذا الفك العنيد . و هو اول ما لاحظته في باركر .
قال بعد أن صعدت إلى جانبه : أعطني عنوانك .
أعطته عنوانها و هي تضع حزام الأمان ، ثم جلست بصمت و هو يشق طريقه ما بين السيارات .. توفقت السيارة بحدة عند ضوء أحمر ، و خلطرت بنظرة نحوه .
و سألت : لم أنت غاضب هكذا ؟ تبدو و كأنك ترغب في قطع رأسي .
- لا أطيق أن تكذب علي امرأه
سألته ساخطة : و متى كذبت ؟
- منذ دقائق حين قلت انك لا تريدين أي اختبارات .
- و ضحك من دون مرح و هو يهز رأسه مضيفاً : يمكننا أن نولد من تاكهرباء أكثر مما يولد سد " هوفر " في شهر ، أنت تريدين خداع نفسك حسن جداً ، لكنني لن ألعب لعبتك .
فقالت بتزمت محتشم : أنا لا ألعب أي لعبة .. ولا يسرني أن تهاجمني مثل " كينغ كونغ " لمجرد أن رأيي لا يتناسب مع رأيك .
قال ساخرا : رأيك ؟ أنت تخدعين نفسك يا حبيبتي .
- لقد خرجنا لتناول العشاء لغرض البحث فقط .
- إذا كان هذا ما تريدين تصديقه ، فلا بأس .. لكن كلانا أذكى من ذلك .
تمتمت : مهما يكن !
يمكنه أن يظن ما يشاء ، و ستدعه يوصلها إلى بيتها لأنه يبدو مصمماً على ذلك .. لكن من الواضح أنه يعلق أهميه كبرى على لقائهما ، أكبر مما كانت تتوقع .
حسن جداً .. لقد تملكها شعور ما ، لكن سماعه يقول هذا لا يحتمل . فهي خرجت لتصحح شخصية مايكل و حسب ..
توقف باركر أمام شقتها و أطفأ المحرك ثم قال ببروده : حسن جداً .. فلنعاود كلامنا مرة أخرى .. هل لا زلت تدعين أن لقاءنا هذا المساء كان لمجرد البحث ؟
لم ترغب في التراجع قيد أنملة فأجابت : بكل تأكيد .
- إذن .. برهني ذلك
تنهدت بايلي بثقل و سألته : و كيف يفترض بي أن أفعل ؟
- ادعني إلى الداخل .
- أوه .. الوقت متأخر .
- منذ متى أصبحت الساعة التاسعة وقتاً متأخراً ؟
راحت بايلي تخسر أعذارها بسرعة : المرأة ليست مضطرة لدعوة رجل إلى بيتها ..
و كانت لهجتها رسمية ، و ظهرها مستقيماً و متصلباً ، و عيناها مركزتين إلى الأمام .
لكن ضحكت باركر فاجأتها ، فالتفتت لتواجهه ووجدته يبتسم بخبث .
و تمتم : أيتها الجبانة .
ثم ضحك و قال : هيا .. اركضي إلى البيت قبل أن أغير رأيي .

 
 

 

عرض البوم صور جين استين333  
قديم 13-04-09, 05:06 AM   المشاركة رقم: 17
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 107705
المشاركات: 578
الجنس أنثى
معدل التقييم: جين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 436

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جين استين333 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جين استين333 المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

6- ثوب العرس


قالت جو آن جو آن مؤكدة : أعجبني تغييرك لأول مشهد ، الحفلة و ما جرى فيها ضرب من العبقرية .
و هزت رأسها ببطء ثم أضافت : هذا بالضبط ما تحتاجين إليه لقلب الرفض إلى قبول . عدلتِ شخصية مايكل و جعلته فخوراً و مشبوب العاطفة ، لكن حقيقي جداً ، و عفوي . لقد فوجئ بانجذابه إلى جانيس و تصرف بالغريزة الصرفة .
نقرت جو آن بإصبعها على صفحات الفصل الأول المعاد كتابته ، و قالت : هذه أفضل كتابة لك و أقواها .
أحست بايلي بالرغبة في أن تقفز لترقص في الممر الفاصل بين مقاعد قطار الأنفاق السريع ، لكنها تمكنت من كبح ردة فعلها و تحويلها إلى ابتسامة عريضة .
و قالت : من المذهل كيف أن أعرض هذا المشهد من زاوية مختلفة قليلاً ، جعلته يتبدن و سلط عليه ضوءاً جديداً .. أليس كذلك ؟
- بكل تأكيد .. و إذا ما جاءت بقية الكتاب هكذا ، فأعتقد ، بصدق ، أن أمامك فرصة .
و بعث هذا الكلام الأمل في قلبها ، فقد أمضت عطلة الأسبوع بأكملها مسمرة أمام جهاز الكومبيوتر .. ولا بد أنها أعادت صياغة المشهد ما لم يقل عن العشر مرات . راحت تصف المشاعر ، و تستكشف رد فعل مايكل و جانيس المذهل نحو بعضهما ، و عملت جاهدة لتعكس الإحساس بالذهول الذي اختبراه ، و الصدمة من الافتتان غير المتوقع . و من الطبيعي ألا يكشف أحدهما للآخر عما شعرت به ، و إلا لفقدت بايلي حبكة قصتها .
فيما بعد بدا مايكل كئيباً و مكفهر الوجه ، بينما بذلت جانيس جهداً كبيراً لمحو السهرة من ذهنها . لكن ، ما من أحد منهما استطاع أن ينسى .
و لسبب وجيه ، استطاعت أن تتصور عدم قدرتها على النسيان بشكل واقعي جداً . فرد فعل بايلي نحو باركر جاء مماثلاً لإحساس جانيس نحو مايكل .. و ما كان لهذا أن يحدث .
لسوء الحظ ، شكت بايلي بحدوث هذا حتى قبل موافقتها على " البحث " ، فمن كانت تخدع برأيها ؟ ليس نفسها بكل تأكيد .. لقد عاشت هذا الإحساس الرائع مع باركر .
فأثناء العشاء ، كانت بايلي قد اختبرت الأعراض كلها ، و هي تعرفها جيداً . القلب المرتجف ، الراحتان المتعرقتان ، الفقدان المفاجىء للشهية ، و لقد حاولت تجاهلها ، لكن مع مضي الوقت ، لم تعد تفكر في شيء آخر .
و كان باركر قد التزم صمتاً مريباً كذلك .. و فيما بعد ، ازدادت الأمور سوءاً . أحست بالحرارة و الدوار ، و بشعور مدغدغ اجتاح ببطء جسمها كله . بدا لها و كأن كل خلية من كيانها تشعر به .. كان الإحساس قوياً و غامراً ، بحيث اضطرت للتظاهر بعدم المبالاة ، فالحقيقة ببساطة ، مخاطرة كبرى .
سألت جو آن ، مقاطعة أفكار بايلي : ما الذي جعلك تعيدين كتابة المشهد بهذه الطريقة ؟
التفتت بايلي إلى صديقتها بسرعة ، فكررت جو آن السؤال : بايلي ؟ تبدين و كأنك في عالم آخر .
- أوه .. كنت أفكر فقط .
- هذه عادة خطيرة لكتابة .. يبدو اننا لا نستطيع طرد شخصيات رواياتنا من تفكيرنا . أليس كذلك ؟ إنهم يصرون على اللحاق بنا في أي مكان .
الشخصيات لا تهمها ! انه باركر دايفدسون الذي يلازم تفكيرها . لكن هل اختلاعتة خيالها ؟ فها هو كبير كالحياة ، يسير بعفوية نحوها ، وكأنه اعتاد ان يسعى اليها . وقالت لنفسها بعناد هذا غير صحيح .
واعتادت ان تبحث عنه في كل صباح ، غير قادرة على منه نفسها من ذلك . فهي لم تعرف يوماً مثل هذا الحضور المخيف وجود رجل تتشوق لرؤياه ومع ذلك متردده في أن تراه .. وغالباً ما كانت تجد نفسها تفتش في الوجوة حولها آمله أن تلمحة .
وها هي الآن نظرت بسرعة من النافذه إلى ظلمة النفق ، تحدق جيداً في الصورة المنعكسة على الزجاج .
قال باركر بالبتهاج ، وهو يقف امامه مباشرة : صباح الخير سيدتاي .
كانت قدماه منفرجتين قليلاً وصحيفة الصباح تحت ذراعة وبدا قوياً ، مغرياً ، ووسيماً كحال عن أول لقاء لهما .
تمتمت بايلي : صباح الخير
واستدار على الفور إلى النافذه ، فيما ردت جو آن بحرارة وهي تبتسم له : مرحباً مرة اخرى .
وللحظة مجنونة اختبرت بايلي الشعور بالإتيااء .. فباركر بطلها هي ، وليس بطل جو آن ! وصديقتها نحية وكأنه اح طال غيابة او ربما شيء آخر . لكن ما ازعج بايلي حقاً هو الإحساس بالسعادة ، وهذا هو شعور الذي كانت تقاومة طيلة نهار الأسبوع .
قال باركر بنعومة موجهاً كلامة لبايلي : إذن .. هل لحقت برجال غرباء في المديمة مؤخراً ؟
نظرت إلية بحدة ، مزعجة كلماته جذبت اهتمام الجالسين بالقرب منها .
وردت : بالطبع لا
- وانا مسرور لسماع هذا .
وصدف أن التفت إلى الرجل الواقف قرب باركر .. كان رجلاص مهذباً لكنه راح ينظر إليها بفضول من خلف صحيفة الصباح .
سأل باركر : وهل اعدت كتابة مشهد الحفل ؟
وتخلى رج الأعمال عن أي ادعاء بالقراءة ، وطوى الصحيفة ليتفرس ببايلي علناً .
قالت جو آن وكأنها هي من قام بهذا الجهد : لقد قامت بعمل رائع .
فقال باركر : كنت واثق من ذلك .
وارتسمت ابتسامه على شفتيه فيما لمعت عيناه وأرادت بايلي أن تطلب منه التوقف عن هذا فوراً .
لكنه اضاف : لا بد ان فيه الآن صدق وعمق ، كانا ففودين بالنص الأول .
أكدت له جو آن وقد بدلت له الدهشة : هذا صحيح .. المشهد مكتوب بشكل جميل . كل احساس ، كل شعور ، موضوف بدقة . ومن الصعب التصديق بأن الكاتب ذاته مسؤولة عن االنصين
تعبير وجه باركر ذكر بايلي بماكس حين اكتشف قطعة الديك الرومي في طبقة بدلاً من طعام القطط ، إذ ارتسم الرضى على فمة الملئ الحساس .
أضان جو آن : كل ما اريدة هو ان تنجح بايلي في رسم مشهد الرقص .
فسأل باركر باهتمام : مشهد الرقص ؟
قالت بايلي : يأتي هذا بعد فصول عدة .
واختطفت المخطوطة من جو آن ودستها داخل الملف ، ثم وضعتها في حقيبة يدها الواسعة .
قالت جو آن : المشهد رومانسي كما هو مكتوب .. لكن ينقصه شيء ما .. و لسوء الحظ ، لم أستطع اكتشاف الخطأ .
لم ترغب بايلي في أن يتخذ الحديث هذا المنحى ، فقالت : لطالما كانت المشكلة مع مايكل .
و تمنت أن يسامحها بطلبها لوضع الملامة في تقصيرها عليه .
لكن جو آن لم توافقها الرأي : لا يمكنك لوم مايكل على مشهد الرقص . صححي لي إذا كنت مخطئة ، لكن كما أذكر وضع والد جانيس خطة ليرافق مايكل ابنته لحضور حفلة موسيقية ، و لم يدفعهما للذهاب سوى عدم عثورهما على عذر مقبول .

 
 

 

عرض البوم صور جين استين333  
قديم 13-04-09, 05:07 AM   المشاركة رقم: 18
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 107705
المشاركات: 578
الجنس أنثى
معدل التقييم: جين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 436

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جين استين333 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جين استين333 المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

اعترفت بايلي على مضض : أجل .. كانت فرقة روك من الستينيات تقدم عرضاً .
- هذا صحيح ، و مع مرور الوقت ، بدأ البعض بالرقص و طلب الشاب الجالس قرب جانيس منها ..
قاطعتها بايلي بإصرار : المشكلة مع مايكل ..
فسألت جو آن بعبوس محتار :
- و ما هو الخطأ الذي ارتكبته مايكل ؟
ردت بايلي بصوت يائس : إنه .. ما كان عليه أن يترك جانيس مع غيره .
جادلتها جو آن : لم يمكن بإمكان مايكل التصرف بطريقة أخرى ، و إلا لبدا غيوراً مغفلاً .
و نظرت إلى باركر ليؤكد كلامها .
- لعلي مبتدئ في هذه المسأله . لكنني لا أستطيع إلا أن أوافق .
غضبت بايلي من كليهما . هذه قصتها و ستكتبها كما يحلو لها ، لكنها تمنعت عن الإفصاح عن رأيها ، فلعلهما على حق ، و هي بحاجة إلى وقت لتفكر في آرائهما .
توقف القطار ، و تجمهر عدد من الناس أمام الباب بانتظار أن ينفتح .
و أدركت بايلي بامتنان ، أن هذه محطة باركر
نظر باركر إلى عيني بايلي و قال : سأتصل بك لاحقاً .
و استدار من دون أن ينتظر ردها .
كان يعرف أنها لا ترديه أن يتصل بها . فهي خائفة ، تقف موقف الدفاع عن نفسها ، محترسة .. و لسبب وجيه . لم يفهم السبب بعد ، لكن باركر لن يسمح لتصرفها هذا أن يمر مرور الكرام ، من دون تحدي .
تنهدت جو آن بحسد : سيتصل بك .. أليسهذا مثيراً ؟ ألا يثيرك هذا ؟
هزت بايلي رأسها ، مناقضه ما تشعر به في داخلها ، و أجابت : يثيرني ؟ ليس تماماً .
نظرت جو آن إليها بارياب و سألتها : ما بك ؟
فردت بايلي بإصرار هادئ : لا شي .
لقد مرت في تجربة الخداع الرومانسي مرتين من قبل ، لكنها واعية تماماً هذه المرة . الحب رائع ، مثير ، و ملهم ، لكن من الأفضل تقتصر حدوده على صفحات قصه محبوكة بإتقان . فالرجال ، أو على الأقل الرجال الذيت عرفتهم ، يتسببون بخيبات أمل رهيبة ، خيبات أمل مؤلمة .
سألتها جو آن : ألا يعجبكِ باركر ؟ أعني .. و من لا يعجبها هذا الرجل ؟ إنه ماده لبطل .. لقد أدركت هذا فوراً ، حتى قبل أن ألاحظ أنا . هل تذكرين .
لم تنس بايلي : أجل .. لكن هذا باسم البحث .
رفعت جو آن حاجبيها غير مصدقة و قالت : البحث ؟ كوني صادقه يا بايلي .. لقد رأيت في باركر ديفيدسون ما يتعدى حدود شخصية مايكل ، فأنت لست من النساء اللواتي ينزلن من القطار إلى اللحاق برجل . و هناك شيء ما في أعماقك يلحق به .
أخبرت بايلي نفسها على الضحك قائله : أكره أن أقول هذا جو آن ، لكنني أعتقد أنك تقرئين الكثير من القصص الرومانسية .
هزت جو آن كتفيها بإصرار كمن يقول " اكذبي على نفسك " .
- ربما .. لكنني أشك في هذا .
و مع ذلك دفعتها صديقتها إلى التفكير فيما قالت .
ذلك المساء ، ارتدت بايلي ثياباً دافئة ، و لم تتبرج ، ثم جلست أمام الكومبيوتر ، تنظر إلى شاشته من دون تركيز .
و تمتمت لنفسها " الإلهام في الإجازة " . و بدا هذا القول أفضل ما تستطيع قوله ، إذ فارقها دفأها المعتاد و مرحها . بدت كل كلمة كتبتها من دون معنى ، و أحست بإغراء أن تمحو الفصل كله .
كان ماكس ، الذي عين نفسه حارساً على الطابعة ، مستغرقا في النوم فوقها . و قد تخلت بايلي من زمن طويل عن فكرة إبعاده عن آلتها ، و استسلمت لعادته هذه ، فوضعت منشفة مطوية فوقها لتحمي ما تكتبه من وبره . و كلما احتاجت لأن تطبع فصلاً كانت تدفعه ليستفيق . و لطالما انزعج ماكس و عبر عن انزعاجه هذا .
قالت لرفيقها الماكر : هناك خطب ما ، فالكلمات لا تتدفق كالعادة .
و لم يعرها ماكس أي اهتمام ، بل مدد ساقه و تفحصها بعناية ثم استقر لقيلولة أخرى طويلة . فهو شبعان و مكتفي ، و هذا كل ما يهمه .
فرجعت بايلي إلى الوراء و هي تشبك يدها وراء رأسها : الفصل الثاني من " لك إلى الأبد " كان ينبض بالحياة و ايقاعه سريع مثل الفصل الأول لكن الفصل الثالث ... تأوهت ، و هي تعيد قراءة رسالة باوله أولد برايت للمرة الألف ، محاولة بيأس تصوير المشاعر و الأحاسيس التي اقترحتها رئيسة التحرير .
رن جرس الهاتف في المطبخ ، فأجفلها . و تنهدت بايلي متوترة ، ثم وقفت لتتجه بسرعة إلى الغرفة الأخرى .
قال باقتضاب : ألو .
بدت غير ودية و غير مرحة لكنها أدركت أنها كانت تترقب و من دون وعي منها هذه المكالمة طوال الأمسية .
رد باركر بلهجة مهذبة : ألو .
و لم يبدو منزعجاً من مزاجها المتكدر .
- أفهم من هذا أنك تعملين ، لكن أعتقد من نبرة صوتك أن إعادة الصياغة لا تجري على ما يرام .
- إنها تسير على ما يرام .
و لم تفهم لما عمدت إلى الكذب ، و قمرها على الفور إحساس بالذنب ، لكنها حاولت إخفاءه بعدوانيه أكبر .
- في الواقع ، قاطعتني عن مشهد هام .. و أنا لا أملك الكثير من الوقت لأكتب ، هذه الفرص عند المساء مهمة بالنسبة لي .
ساد صمت متوتر للحظات ، ثم قال باركر بأدب بارد : إذن .. لن أؤخرك .
- كان من الأفضل أن لا تتصل بي .
و بدا أن ردها لم يحسن الموقف كثيراً ، فقد قال ببطء : فهمت .
توقعت بايلي منه أن يجادلها ، أو أن يناور ليحسن مزاجها و يصبح أكثر استجابة ، لكنه لم يفعل .
و اكتفى بأن يقول : لماذا لا تتصلين بي حين يكون لديك وقت فراغ ؟
ردت ، خائبة الأمل من دون أن تفهم السبب : سأفعل .. وداعاً باركر .
هذا أفضل لا اتصال بينهما .
و قال بعد لحظه من الصمت المتردد : وداعاً .
كانت بايلي لا تزال تمسك السماعة حين سمته يضع السماعة ، و تبع ذلك انقطاع الخط . لقد كانت فظة و باردة بشكل غير ضروري ، و كأنها تحاول إثبات شيء ما لنفسها و تحاول اقناع نفسها بأنها لا تريد أي صلة بباركر .
" العبي بأمام بايلي ولا تورطي قلبك فلقد تلقيتِ درسك " .
راح دماغها يعرض الأعذار لتصرفها غير اللبق لكن قلبها لم يقبل أي منها .
و أحسن بالانهيار ، و عادت إلى مقعدها تتأمل الكومبيوتر لخمس دقائق كاملة ، غير قادرة على التركيز .
قال لها قلبها : انه يحاول مساعدتك .
رد عليها عقلها : يجب أن لا تثقي بالرجال ألم تتعلمي بعد ؟ كم مره يلزمك لتتعلمي .
أصر قلبها : باركر ليس كالآخرين .

 
 

 

عرض البوم صور جين استين333  
قديم 13-04-09, 05:09 AM   المشاركة رقم: 19
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 107705
المشاركات: 578
الجنس أنثى
معدل التقييم: جين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 436

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جين استين333 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جين استين333 المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

لكن رأسها رفض الإصغاء : الرجال متشابهون .
حسناً جداً .. إذا ما تصرفت بشكل صحيح ، فلماذا تشعر بالسوء ؟ لكنها تعرف أنها لو استسلمت ستندم فهي تسير فوق طبقة رقيقة في الجليد . و تذكرت شعورها تحوه ، فهل هي مستعدة للمخاطرة بمزيد من الألم لتحطيم قلبها مجدداً ؟
أغمضت بايلي عينيها و راحت تهز رأسها . أفكارها مشوشة للغاية . لقد قامت بما تراه ضرورياً لكن شعور بالسوء يتملكها . في الواقع ، كانت يائسة ، فقد غير باركر عاداته ليساعدها في مشروعها ، و عرض عليها وقته و نصيحته ، كما أعطاها وجهة نظر رجل . و حين تناولت العشاء معه ، ذكرها بمعنى أن تكون مرغوبة .
بالكاد نامت بايلي تلك الليلة . و في صباح يوم الثلاثاء ، قررت أن تفتش عن باركر ، حتى و إن على ذلك التنقل من عربة إلى أخرى في القطار ، و هذا أمر نادر ما تفعله . فهي تنوي أن تعتذر منه حين تلتقيه ، و تعزو سوء مزاجها إلى مزاجية الإبداع .
التقت بها جو آن على رصيف المحطة كما تفعل كل صباح .
- صباح الخير .
ردت بايلي هامسة : مرحباً .
و أخذت تنظر إلى نوافذ القطار و هو يبطئ ليتوقف أمامها ، علها تلمح باركر . و لم تعلق جو آن على تصرفها ، و إن لاحظته .
قالت جو آن ، بابتسامة عريضة ، و عيناها تلمعان : لقد ردت علي الوكالة التي كتبت إليها منذ شهرين .
و نسيت بايلي مؤقتاً أمر باركر و هي تنظر إلى صديقتها سائلة :
- آيرين أنغرام ؟
و ارتفعت معنوياتها الهابطة مع هذا الخبر . انكبت جو آن لأسابيع على لائحة الوكالات تحاول أن تقرر من تختار أولاً ، و بعد الكثير من النقاش و التفكير ، قررت أن يكون هدفها عالياً .
العديد من دور النشر لم يعد يتقبل مخطوطات من كتاب ليس لهم وكيل ، و إيجاد وكيل يرغب في تمثيل كاتبة مبتدئة ، أمر صعب . و تعتبر آيرين من أهم وكلاء القصص الرومانسية ، فهي تمثل عدداً من الأسماء البارزة .
حثتها بايلي أن تكمل ، و هي واثقة جداً من أن الخير إيجابي : و .. ماذا ؟
رفعت جو آن يديها في الهواء : لقد قرأت كتابي .. و أعجبت به للغاية !
- و هل يعني هذا أنها ستمثلك ؟
كانا يعرفان كم من المستهجن أن تمثل وكالة مقرها نيويورك قصصية لم تنشر لها كتاب بعد .. فهذا أمر لم يسمع به أحد ، و لا يحدث غالباً .
- أتعرفين .. لم نناقش هذا الموضوع بعد ، ولكنني أعتقد أنها ستفعل . أعني لقد تحدثت عن القيام ببعض التعديلات الطفيفة ، التي يجب ألا تتطلب أكثر من أسبوع ، ثم ناقشنا إمكانيات السوق . كما أنها تعرف رئيسة تحرير تهتم بالأمور التاريخية لهذه الحقبة بالذات ، و تريد آيرين أن ترسل لها القصة أولاً ، ما إن أنهي المراجعة .
أمسكت بايلي يد صديقتها و شدت عليها قائلة : جو آن .. هذه أخبار رائعة !
- لازلت أجد صعوبة في تصديقها . يبدو أن آيرين اتصلت أثناء وجودي في عملي ، فرد عليها ابني . حين عدت إلى البيت وجدت الرسالة بخط يده و لم أفهم منها شيئاً .. كل ما تقوله إن سيدة ذات اسم غريب اتصلت .
- تصرف نموذجي من بوبي
- حتى أنه لم يكن في المنزل لأسأله .
- و هل كتب رقم الهاتف ؟
- لا .. لكنه قال لآيرين إنني في العمل ، فاتصلت بي مجدداً في الخامسة و النصف ، حسب توقيتنا .
- ألست أنت من قال لي إنني لأكون كاتبة يجب أن أعرف توقيت نيويورك ؟
مازحتها جو آن : أنا نفسها .. على أي حال ، تحدثنا لما يقارب الساعة .. هذا جنون ! الحمد لله أن دان كان في المنزل ، فقد وقفت في المطبخ و الذهول على وجهي ، و رحت أسجل الملاحظات بجنون ، و بدأ دان بتحضير العشاء ، ثم أسرع إلى الحديقة العامة ليأتي ببوبي من تمارين كرة القدم ، فيما حضرت سارة المائدة . و ما إن أنهيت المكالمة حتى كان العشاء جاهزاً .
- أنا متأثرة بهذا .
نساء عدة في جمعية الكاتبات يتذمرن من تصرفات أزواجهن نحو جهودهن الإبداعية . لكن جو آن محظوظة في هذه المسألة ، فدان مؤمن بموهبتها بقدر إيمانها هي بنفسها .
بدا أن حلم جو آن على وشك أن تحقق ، بحيث أحست بايلي بالإثارة . فبعد ثلاث سنوات من الجهد المتواصل ، تستحق جو آن فرصة أكثر من غيرها . كانت تنظم مواعيد الكتابة ما بين مواعيد طبيب الأسنان ، و تمارين كرة القدم ، و بين عملها بدوام كامل و واجباتها كزوجة و أم . كما لعبت دور القوة الدافعة لجمعية الكاتبات . لقد بذلت جو آن دايفز جهدها ، فأملت بايلي بصدق أن تشكل آيرين أنغرام كوكيلة لها ، الدلفع لبيع أول كتبها .
قالت جو آن بلهجة واقية : أرفض أن ادع الأمر يفقدني عقلي .
نظرت إليها بايلي غير مصدقة ومقالت : أنت تمزحين .. أليس كذلك ؟
- أعتقد ذلك فمن المستحيل ألا أشعر بالإثارة . لكن يجب أن نتذكر أن الوكلاء لا يبيعون الكتب ، بل النص الجيد ، حبكة القصة وصياغتها هما ما يهم الناشر . الوكلاء يفاوضون ولكن لا يبيعون الكتب .
قالت بايلي بعتاب : كان علي أن تتصلي وتقوي لي .
- كنت انوي ذلك ، صدقاً .. لكم ما إن انتهيت جلي صحون العشاء ، ووضعت الأولاد في الفراش وراجعت ملاحظاتي ، حتى اصبح الوقت متأخراً جداً . على فكرة ، وقبل أن انسي، هل اتصل بك باركر ؟
كان اكر باركر آخر موضوع تفكر بالي في مناقشتة . إن اعترفت بأنه اتصل ، فستطرح جو آن عليها اسئلة مربكة لا تريد الإجابة عنها ، كما لا تشأ أن تكذب .
وهكذا اعترفت : لقد اتصل .. لكنني كنت اكتب ، واقترخ ان اتصل به انا فيما بعد .
فسألتها جو آن : وهل فعلت ؟
- لا .. أعلم انه كان علي أن اتصل .. لكني .. لم افعل .
- انه رائع .. اتعرفين هذا ؟
- اتمانعين أن لا ننقاش أمرة ؟
كانت تنوي البحث عنة ، لكنها عدلت عن رأيها ، مؤقتاً على الأقل .
- امور كثيرة تشغلني . وانا .. انا احتاج إلى توضيح بعض الأمور الغامضة .
نظرت جو آن إليها متعاطفة : طبعاً .. خذي وقتك .. لكن ليس طويلاً ، فرجال مثل باركر ديفد سوف لا يتواجدون دائماً .. ربما مرة في العمر .. هذا إذا كنت محظوظوة .
لم يكن هذا ما تريد بايلي سماعة .
بقي ماكس مستلقي فوق طابعة الكمبيوتر طيلة الأمسية . وكانت قد عملت لساعة على لإعادة
الصياغة ، لكن النتيجة لم تسرها . ولعل توترها مرتبط بعدد المرات التي طبعت فيها اسم باركر بدل من مايكل .
كان من السهل تبرير هذه الغلطة ، فهي متعبة ، وباركر يحتل افكارها معظم الوقت . يا إلهي .. ومتى فارق افكارها ؟
وبعد أن قررت اخذ قسط من الراحة ، وتصفح صحيفة المساء ، خيل إليها ان اسم باركر يظهر على الصفحات المكتوبة . اقتنعت بايلي بأن الكاتب أخطأ ، كما حدث معها منذ لحظات .. وأخذت تقرأ الشؤون المحلية في صحيفة المساء ، لتجد أن اسم باركر مذكور فعلاً فيها .
جلست على مقعد المطبخ المرتفع ، وقرأت المقالة المختصرة بعناية . كان العمال يحفرون لبناء مؤسسة مصرفية في المنطقة المالية ، وقد ورد اسم باركر ديفدسون كمهندس للمشروع .
قرأت بايلي المقال مرتين ، وتملكها احساس بالفخر والإعتزاز .
يجب أن تتصل به ، فهي تدين له بتفسير ، بإعتذار ، وتدين له بعرفان الجميل . ولقد ادركت ذلك ما إن انهت حديثهما بشكل مفاجئ في الليلة السابقة ، وادركت ذلك ايضاً في الصباح حين تحدثت إلى جو آن .. اكتشفت ذلك حين استبدلت اسم مايكل بإسم باركر ، حتى صحيفة المساء قالت لها إنها تدرك ذلك .
انه من الضروري جداً ، ويجب أن لا يكون صعباً . وقفت بايلي امام جهاز الهاتف تقنع نفسها بهذا ويدها على السماعة ، وتردد يساورها . ماذا يمكن ان تقول لها ؟ ستعتذر عن تصرفها وتهنئة على المشروع الذي قرأت عنة ، ولكن يتطلب هذا سوى 30 ثانية .
دخل ماكس إلى المطبخ ، متوقع ان تطعمه مجدداً ، فنظرت إليه متمتمة :
- لا تحلم .
ذرع المطبخ بخطوات متوترة لم يعطها لشجاعة ، كما لم يفعل تفحصها لمحتويات البراد . الأمر الوحيد الذي شجعها كان ماكس الذي بدا مصدقاً انها غيرت رأيها .. وستطعمة .
راحت تتمتم غاضبة من نفسها ، والتقطت سماعة الهاتف ، وطلبت منزل باركر ، ثم انتظرت .. رن جرس الهاتف .. مرة ..مرتان .. ثلاث .
يبدو ان باركر ليس في المنزل ، لعلة خرج مع حسناء شقراء طويلة ، ليحتفل بنجاحة . وهذا كابوس أي امرأه .. أربع رنات .. حسن جداً ، ماذا تتوقع ؟ انه وسيم ومغري ، وكريم ولطيف ..
- ألو ؟
وفاجأها تماماً : باركر ؟
- بايلي ؟
ردت بإشراق : اجل .. هذا انا .. مرحباً .
ما كانت تنوي قولة اختفى من ذهنها فجأه .
لأن صوتة قليلاً وقال : مرحباً .
سألت : هل اتصلت في وقت غير مناسب ؟
وأخذت تلف شريط الهاتف على اصبعيها ثم رسغها ، واخراً مرفقها .
- يمكن ان اتصل لاحقاً إذا كان ذلك يناسبك اكثر .
- الآن وقت رائع
- رأيت اسمك في الصحيفة وأردت تهنئتك .. يبدو هذا المشروع مثيراً للإعجاب .
لا بد أنه هز كتفية ، لأنها تعرف انه سيفعل ، وحل الصمت بينهما .. صمت يجب ملأه أو شرحة ، او إلغائة بسرعة .
قالت بايلي : واردت كذلك أن اعتذر للطريقة التي تصرفت بها ليلة امس ، حين اتصلت .
واصبح الشريط ملفوفاً بقوة على يدها بحيث تخدرت اصابعها ، ففكته ، بحركة مذعورة .
- كنت فظة معك ، ودون لباقة .. وانت لا تستحق هذا .
- إذاً .. تعقدت امور الكتابة .
ولم تكن متأكدة من انها فهمته فالستفهمت :
- ارجو عفوك ؟
- تلاقين صعوبة في اعادة صياغة القصة .
وتسائلت كيف عرف .
- اقترح أن تحصاي على وجهة النظر الرجالية .. اردت وجهة نظري ، هل انا محق ام لا
- محق ام لا ؟ ولا واحد منهما .. لقد اتصلت لأعتذر .
- وكيف تسير اعادة الصياغة ؟
- ليس على ما يرام .
- وهذا يعلمني بما أردت .
ارتاعت بايلي وقالت : إذا كنت تلمح إلى ان هذا هو السبب الوحيد لإتصالي بك ، فأنت مخطئ .
- إذاً .. لماذا اتصلت ؟
- إذا كنت تريد ان تعرف .. سأشرح لك .
- تابعي .. أنا اصغي إليك .
الآن وقد استرعت اهتمامة كلياً بدأت بايلي تشعر بمدى غبائها .
- لطالما قالت لي امي إن الفظاظة لا عذر لها ، لذا أردتك أن تعرف ما قد يساعد على الفهم ..
وفجأه لم تقدر قادررة على إضافة كلمة أخرى .
فكرر باركر بصوت هادئ : انا أصغي إليك .
أخذت بايلي نفساً عميقاً ، وأغمضت عينيها : اوه .. ربما لن تفهم .. لكن يجب ان تعرف أن هناك .. أن ثم ثوب عرس لم يستخدم في خزانتي .

 
 

 

عرض البوم صور جين استين333  
قديم 13-04-09, 05:11 AM   المشاركة رقم: 20
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 107705
المشاركات: 578
الجنس أنثى
معدل التقييم: جين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 436

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جين استين333 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جين استين333 المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

7 – غلطة فادحة


من بين كل التفسيرات التي يمكن لبايلي أن تقدمه ، ومن بين كل الأعذار التي يمكن ان تذكرها بباركر ، لم يكن لديها ادنى فكرة لماذا ذكرت ذوب العرس . وفرض عليها الأحراج الكامل خطوتها التالية ، فعلقت سماعة الهاتف في مكانها .
وعلى الفور ، راح جرس الهاتف يرن ، فنظرت إلية مدهوشة . سدت اذنيها بيديها ، وسارعت إل غرفة الجلوس ، لتغوص في مقعد وثبر ، وتتقوقع على نفسها .
17 رنة .
لقد ترك باركر جرس الهاتف يدق إلى ان اقتنعت بايلي بانه لن يتوقف وبد الصمت الذي تبع الرنين وكأنه يتردد صدى في ارجاء الشقة الصغيرة .
وكانت قد بدأت تستجمع أفكارها حين سمعت قرعاً على بابها . فرفع ماكس رأسة من على طابعتها وكأنه يطالبها بوقف هذا الإوعاج الذي نغص عليه امسيتة .
قال باركر بهجة آمره لم تستطع تجاهلها : بايلي .. افتحي الباب .
فوقفت على مضض وشدت الباب تفتحة .. كان سيجد من دون شك طريقة للدخول ، وإذا قاومت ، فسيخرج السيدة مورغان من منزلها لتفتح له .
دخل كالعاصفة إلى غرفة جلوسها وكأن النار تلتهم المكان . ووقف ، جرئاً كالحياة ، وسط الغرفة ، ثم نظر حولة ، وهو يمرر يدة في شعرة .
- ماذا قلت عن ثوب العرس ؟
كانت بايلي لا تزال تمسك مقبض الباب ، فرفعت نظرها إلة وهي تهز كتفيها قائلة : نسيت أن اقول لك انة مستخدم قليلاً .
- مستخدم قليلاً ؟
- هذا ما حاولت شرحة لك .
سألها بخشونة : هل أنت متزوجة ؟
ادهشها السؤال ، مع انه يجب ان لا يدهشها ، فهما يتحدثان عن ثوب عرس .
- يا إلاهي .. لا .
- إذن .. ماذا تعنين بأنه مستخدم قليلاً ؟
- لقد جربتة مرات عدة ، ودفعت ثمنة ، لكنه لم يدخل الكنيسة .
وأقفلت الباب واستندت إلية قليلاً .
- هل ترغبين في اخباري القصة ؟
واجابت : ليس بشكل خاص .. في الواقع لا افهم لماذا ذكرت الموضوع .. لكن بما أنك هنا الآن ، هل تريد فنجان قهوة ؟
لم تنتظر ردة ، ودخلت المطبخ واخذت آلياً كوباً من الخزف .
- ما كان اسمة ؟
- في أي مرة ؟ المرة الأولى كان بول ، وتبعة توم بعد بضع سنوات .
كانت بهجتها مليئة بسخرية مريرة ، وهي تملأ الكوب وتعطية إياه ، وصبت كوباً لنفسها .
- افهم من هذا أن الثوب الهام جداً ، قد استخدم " قليلاً " اكثر من مرة ؟
- بالضبط .
وسارت امامة إلى غرفة الجلوس ، وجلست على الأريكة ، تاركة المقعد الوثير لباركر ، ثم أكملت : وهذا امر لا اختار ان اذيعة ، لكن لدي مشكلة في البقاء مع رجل على ما يبدو . ولأكون منصفة ، يجل أن اعترف أنني اشتريت الفستان لعرسي مع توب ، حطيبي الثاني .. انا وباول لم نصل إلى هذه المرحلة قبل أن .. يرحل .
آخر كلمة قالتها كانت بالكاد مسموعة .
فسأل باركر وعيناه لطيفتان وحائرتان : ولماذا تحتفظين بالفستان ؟
واشاحت بايلي بوجهها فهي لا تريد شفقتة ولا تحتاج حنانه .
لكن إذا كان صحيحاً ، فلماذا تشعر بالبرد والوحدة ؟
- بايلي ؟
- انه فستان جميل .
كان من الدانتيل المخرم على حرير ابيض فخم ، والؤلؤ يزين اكمامة الطويلة ، مع صدر ضيق وتنورة انيقة واسعة . انه ثوب عرس تحلم كل امرأه بأن ترتدية ، فستان يعكس معنا الرومانسية والحب ..
وبدلاً من ترك ثوب العرس في منزل والديها ، رتبته بايلي بحرص ونقلته معها إلى سان فرانسيسكو .. وها هو باركر يسئلها عن السبب ، وافترضت بايلي وجود سبب منطقي وراء تصرفها ، دافع خفي مدفون في عقلها الباطن . لعلة وسيلة تذكرها بضرورة ألا تثق بالرجال .
سألها باركر بحذر ، وكأنه يحاول أن يرفع ضمادة عن جرح قديم لم يشفي بعد ، من دون إيلامها :
- وهل احببتهما ؟
همست وهي تنظر إلى قهوتها : طننت انني احببتهما . ولأكون صادقة ، لم اعد اعرف .
- اخبريني عن بول .
كررت الأسم بذهول : بول .. إلتقينا في سينتنا الأولى في الجامعة .
ودا لها هذا منذ زمن طويل ، مع أن الفترة قصيرة نسبياً .
وانها كلامها : ووقعتما بالحب .
- بسرعة .. كان يدرس الحقوق ، كان لامعاً ومرحاً ، ومتشبثاً برأيه . قضيت ساعات وانا استمع إليه ، إذ كان يبدو وكأنه يعرف بالضبط ما يريد وكيف يحصل علية .
- وكان يريدك .
ترددت : في البداية .. لم التقي فاليري ، وأظن انه لم يشأ أن يقع غي غرامها .
كانت بايلي مقتنعة بذلك ، فهي تعرف بأن بأول حاولت التمسك بحبه لها . لكنه في النهاية اختار فيليري .. وأضافت : وتركت الجامعة بعد وقت قصير إذ لم اعد اتحمل بقائي هناك ، وأنا اراهما معاً .
وبدا لها هذا عملاً جباناً ، فقد خاب امل والديها . لكنها تابعت دراستها في كلية التجارة ، لتتخرج مساعدة قانونية بعد سنة .
رفعت نظرها إلى باركر ، وخاطرت بابتسامه : كان علي أن اعرف أن باول ليس بطلاً .
- وكيف هذا ؟
- أنت تقص شعرك عند حلاق حقيقي ، وليس عند مصفف شعر .
هز رأسة : أجل .. وكيف عرفت هذا ؟
- أنت ترتدي ثياباً محافظة ، وتفضل ارتداء الجوارب مع الحذاء .
قال وكأنه لم يفهم مغزى حديثها : هذا صحيح .. لكن كيف عرفت ؟
- أنت تفضل قهوتك في كوب بدل من الفنجان
- أجل .
- أنت بطل .. أتذكر ؟
وخاطرت بالبتسامه ثانية . . مسرةرة بدقة وحسن تقيمها لعاداته .
- على الأقل تعلمت شيئا ما من كل هذا .. وهو كيف اتعرف على الرجل الحقيقي حين ألتقيه .
- أولم يكن بأول او توب رجلين حقيقين ؟
- لا .. بل كانا زائفاين ومكلفين .. مكلفين لكرامتي .
وغيرت جلستها ، ولفت ذراعها حول ساقيها : وبهذا اتخذت موقعاً دفاعياً وأكملت : قبل أن تصل إلى أي استنتاج ، يجب أن تعرف أن السبب الوحيد لحاجتي إلى بطل هو " لك إلى الأبد " . وأنت نموذج رائع مكتمل بمايكل .
- لكنك لا تريدين ان تتورطي ، شخصياً ، معي .
- بالضبط .
وبعد أن اتضحت الأمور احست بايلي بالإرتياح . الآن وقد فهم بااركر الحقيقة سيزول الضغط ، ولن يكون هناك توقعات غير منطقية .
أضافت بأدب : انا كتب قصص رومانسية وانت من النوع البطل . علاقتنا علاقة عمل ، مع إنني ممتنة لصداقتك .
بدا أن باركر يفكر في كلماتها إذ صمت للحظات قبل أن يهز رأسه قائلاً : كان يمكن أن اتقبل ما تقولينة لولا اكر واحد .
إلتفتت بايلي إلى باركر مستفهمة ، فأضاف : المشاعر التي تتفجر كلما تواجدنا سوية .
فأخفضت عينيها على الفور وسرت قشعريرة اردة في ظهرها .
وأرادت ان تصرخ : هذه قسوة غير عادلة ! لكنها تمتمت : اوه .. لا اعتقد ان علينا مناقشة هذا .
- ولم لا ؟
ردت بقوة : لقائنا كان للبحث فقط .. وهذا كل ما في الأمر .
حاولت جاهدة ان تقنع نفسها ، والتفتت نحوة وابتسمت بجرأه ، وهي تأمل أن لا يعلق على كامها .
لكنه فعل ، وقال مجادلاً : حسناً جداً .. لن يضر إذن إن خرجنا معاً مرة اخرى ، أليس كذلك ؟
لكنها اصرت : لا .. لا لزم لهذا .
- ان لا اوافقك الرأي .
ووقف ، وتقدم نحوها ، فشدت على ساقيها أكثر وتأوهت .
أكد لها باركر : لا داعي للقلق .
- أوليس هناك ما يقلق ؟ أعني .. بالطبع لا .. لكن هذا المواقف تجعلني غير مرتاحة .
- ولماذا ؟
ألا يمكن لهذا الرجل أن يتقبل تفسيراً بطيئاً ولو لمرة واحد ؟
تنهدت بايلي ، وقالت بفضفاضة : حسن جداً ، أنت رجل صعب وتطرح الكثير من الأسئلة .
وأنزلت قدميها إلى الأرض ، وسوت كنزتها ، واغمضت عينيها بشدة ..
وحين فتحت عينيها ، اكتشفت أن باركر يجلس إلى جانبها ، ووجهه يكاد يلمس وجهها ، وقد ارتسمت ابتسامة ساخرة على وجهه .
فسألت غاضبة : هل أسليك ؟
قال باركر : ليس تسلية لاضبط .
وبدا انة بقاوم رغبة في القهقة ، فقالت ، بقدر ما استطاعت من التزمت : اعتقد أن علينا نسيان كل هذا .
ووقفت لتحمل كوباً إلى المطبخ واستدارت لتأخذ كوبة ، لكنها وجدت نفسها تحدق إلى عينين تشعان حناناً .
قال هامساً بكلمات ناعمة ترافقت مع نظرتة الدافئة : كلا الرجلين احمق .
احست بالذعر ، وارتفع قلبها إلى حلقها واخذ يضرب بجنون . ماذا يحاول أن يفعل ؟ شعرت انها تكاد تنهار فهي ضعيفة وغير مستعدة الآن ، كما ان كلماته تجعلها تشعر بالعجز والوهن .
وما لبثت بايلي أن احست انها مححاصرة بين شعورها بالإضطراب والأسى .
فاستدارت قائلة بصوت يرتجف : هل انت واثق مما تقولة ؟
فرد متصلباً : نعم .. يمكنك خداع نفسك إذا شئت ، لكن كلانا يعرف الحقيقة ..
وابعدت الشعر عن جبينها ، وتمكنت من رسم ابتسامه زائفة على وجهها ، وعادت لستدير وتواجهه .
- ما كان علي أن اذكر فستان العرس ، ولا اعرف لماذا فعلت ، وما الذي ادى إلى تلك الهستيرية .
- انا مسرور لأنكي فعلت .. وبايلي .. لا تشعري ابداً انك مضطرة للإعتذار .
- شكراً لك .
وسبقتة إلى بابها . فوقف ليربت على رأس ماكس ، الذي لم يفتح عينية ليرى من يلاعبة ، وسئل : هل ينام دائماً على طابعتك ؟
- لا .. فهو يسر اياناً على احتلال وسادتي ، ولاسيما حين استخدمها .
ضحك باركر .. واقسمت بايلي أنها لم تلتقي من قبل برجل له ابتسامة بمثل هذه الجاذبية .
واحست وكأنها تراقب الشمس وهي تطل من بين الغيوم بعد مطر غزير . وبقوة إرادة عظيمة تمكنت من ان تشيح بنظرها عنه .
وقف عند الباب ، وقال : سأراك فيما بعد .
همست : أجل .
وضع يدة على خدها بحنان وقال : بايلي ؟ تذكري انك لست الوحيدة التي غرر بها الحب .. فهذا يحدث لأفضل الناس .
ربما .. لكن باركر بطل حي ، رجل من النوع الذي تشتري النساء ملاين الكتب في السنة ليقرأن عنه ، ويحلمن به ، وتشك انه عرف يوماً معنى أن يصفعة الحب على وجهه .
- لا يبدو انك تصدقيني ..
نظرت بايلي إلية ، وقد ادهشها أنه قرأ افكارها بوضوح .
واكمل بهدوء : انت مخطأة . . لقد خسرت شخصاً احببته .
وهنا ، انزل يده ، وسار مبتعداً ، ثم اقفل الباب ورائه .
وعندما تمكنت بايلي من استعادة رباط جأشها وركضت خلفة لتسأله ، وجدت الممر الخارجي خالياً .. لقد حسر باركر حباً إذاً ؟ ما من امرأه واعية وذكية يمكنهاان تبتعد عن باركر دايفدسون .
أنه بطل .
قالت بايلي لجو آن وهما تسيران لمكز عملهاما : اخشى انني فعلتها مرة اخرى .
الصخب والزحام ذلك الصباح في القطار السريع ، جعلا الحديث مستحلا
- ماذا فعلت ؟
- ارتكبت غلطة فادحة مع باركر دايفدسون .. انه ..
قاطعتها جو آن بإثارة : هل قرأته اسمة في الصحيفة مساء الأمس ؟ كان خبراً صغيراً في الأخبار المحلية . كدت اتصل بك ، لكنني عرفت انني سأراك هذا الصباح ولم ارغب في مقاطعتك وانت تكتبين .
- لقد رأيت المقال .
- تأثر دان لأننا نعرفة .. يبدو ان اسمه اشتهر في السنوات الماضية . لكني لم اكن انتبه لمثل هذه الأمور ، فكل ما ليس له علاقة بالتأمين الطبي أو الكتابة ، يفوتني . إنما دان سمع به وهذا طبيعي لأنه يعمل في البناء .. هل تعلمين أن باركر ربح جائزة وطنيه هامة بسبب منزل مبتكر السنة الماضية ؟
- لا .
توقفت جو آن عن السير وقالت : أنا لآسفة .. لقد قاطعتك .. ألم افعل ؟ ماذا كنت تقولين ؟
لم تكن بايلي واثقة مما عليها أن تقوله لها : لقد جاء إلى شقتي ..
- باركر جاء إى شقتك ؟
وبدا عدم التصيق على جو آن ،وكأن بايلي حظيت بزيارة شخصية عظيمة .
ولم تعرف بايلي ما خطب جو آن فهي لا تدعها تنطق بكلمة من دون مقاطعتها .
- اخطأت حين اخبرتة عن الفستان ، ففي البداية ، اعتقد انني متزوجة .
تسمرت جو آن ، وضاقت عيناها ثم سألتها : وهل لديك فستان عرس في حزانتك ؟
نسيت بايلي أنها لم تخبر جو آن من قبل عن بول وتوم . وهي لا ترغب في الشرح الآن ، لاسيما في هذا اليوم البارد من ايام شباط وسط رصيف مزدحم في سان فرانسيسكو . تمتمت بايلي وهي تنظر إلى ساعتها : يالا السماء .. هل تدركين كم الساعة الآن ؟
فصاحت جو آن وهي تمسك بساعد بايلي : اوه .. لا .. لن تذكبي يا بايلي يورك ،لن تتركيني .. ليس من دون تفسير .
- الأمر ليس مهماً .. كنت مخطوبة .
- متى ؟ مؤخراً
نظرت بايلي بالشتياق إلى مكان عملها وردت بإجاز مبهم : اجل ، ولا .
سألت جو آن : ماذا تعنين ؟
- خطبت مرتين .. وفي المرتين تخلى الرجل عني هل اكتفيت الآن ؟
تفسيرها لم يرض جو آن : مرتين ؟ لكن ، ما دخل باركر بهذا ؟ ليست غلطتة إن نبذك هذا ن الرجلان . أليس كذلك ؟
ردت بايلي بحدة ، وهي ساخطة تماماً : بالطبع لا .
وفقدت صبرها .. اخطأت حين ذكرت اسم الرجل ، فقد اصبحت جو آن اكبر مدافعة عن باركر ، من دون ان تراعي انها صديقتها المفضلة .
لمن يبدو ان باركر ومن جهة نظر جو آن الشاردة ، لا مكن أن يخطأ .
- وهل افترض انك متزوجة ؟
ردت بالي بهدوء : لا تقلقي .. لقد شرحت له الأمر .. اسمعي ، سوف نتأخر عن عملنا .. سأكلمك فيما بعد .
- ستفعلين طبعاً .. لديك الكثير لتشرحية .
وخطت خطوتين ، ثم عادت ادراجها لتتفرس في بايلي ، وكأنها تراها للمرة الأولى .
- كنت مخطوبة ؟ مرتان ؟ مرتان ولرجلين مختلفين ؟
وفجأه ، ابتسمت جو آن ابتسامة عريضة واضافت : تعرفين ما يقولون أليس كذلك ؟ الثالث ثابت .. وباركر دايفدسون فاتن ، وثابت . سأتصل بك هذا المساء .
وبتلويحه سريعة من يدها ، استدارت وقطعت الشارع على عجل .
ما إن حل موعد الغداء ، حتى تأكدت بايلي من ان يومها كارثة .. فقد وضعت ملفاً ما في غير مكانة .. وقطعت الخ صارخة في وجة زبون .. كما امضت ساعتين وهي تطبع تقريراً ، ثم ضغت الزر الخاطئ في الكمبيوتر ، فخسرت الوثيقة كلها . لهذا ، قررت الإستفادة من ساعة الغداء علها تعدل مزاجها .
وجدت بايي نفسها امام مكتب باركر ، ولم تعرف ما إذا حصل هذا صدفة ام إن لا وعيها دفعها إلى ذلك . نظرت إلى المبنى للحظات ، مترددة ، متشوقة لسؤاله عما كان يعنية حين قال إنه فقد شخصاً يحبة .. وكان عليها أن تعرف الجواب وإلا ستقضي بقية يومها تغضب رئيسها وتزعج الزبائن المهمين . لقد خيب باركر املها ، فما كان علية أن يتركها من دون تفسير .. هذا غير عادل .. لقد اصغى إلى تفاصي " حبها " المذلة ، لكنه لم يشاركها ألمة .
أشرق وجة روزان سنايدر ، موظفة الإستقبال في المؤسسة حين دخلت بايلي إلى المكتب .
- اوه آنسة يورك .. يسؤني ان اراك ثانياً .
ردت بايلي وهي تستجيب للترحيب الدافئ بشكل طبيعي : شكراً لك .
اخذت الموضفة تفتش في صفحة المواعيد قائلة : هل يتوقع السيد ديفدسون حضورك ؟ انا آسفة جداً إذا كنت ...
تقدمت بايلي من مكتب المرأه اللطيفة وقالت : لا .. لا .. حتى إنني لم اكن متأكدة من العثور على باركر .
- إنه هنا . وسيكون مسروراً لرؤيتك .. ادخلي ، سأعلمة بوصولك . تعرفين الطريق ، أليس كذلك ؟
استدارت وهي تشير إلى الممر : مكتب السيد دايد سون آخر باب إلى اليسار .
ترددت بايلي خوفاً من أن يكون ظهورها من دون موعد تصرفاً غير لائق .. وكان بإمكانها أن تغادر ، ان تتسلل مبتعدة بهدوء إلا أن روزان اعلمت بوجودها بمرح .
وقبل ان تتحرك بايلي انفتح باب مكتب باركر . ورأته ينتظر متكئ إلى إيطار الباب بكسل ، ويداه في جيبه ، وقكأن يتوقع وصولها طيلة فترة الصباح ، ويتسائل عما أخرها .
شدت من عزيمتها ، واسرعت نحوة . تحوك جانباً ، ثم اقفل الباب بعد دخولها ، وصدمهها منظر الخليج الجميل من جديد . لكنها لم تسمح لهذا بأن يلهيها عن هدفها .
قال : إنه مفاجأه غير متوقعة .
كانت اعصابها متوترة .. وبدت كلماتها اقسى مما كانت تنوي : كان تصرفك غير لائق .
- ماذا فعلت ؟ حسناً يا بايلي ، هل سنكرر ما قلناه ؟ يجل ان تتوقفي عن الكذب غبى نفسك .
شدت قبضتي يديها وقالت : كان يومي سيئاً ، وهذا لا شأن له بما جرى بالأمس .. وانت تعرف هذا .
- لا شأن له ؟
غاصت في المقعد و قالت : لقد مرغت كرامتي في الوحل من أجلك .
أكملت معترضه و هي تلوح بيدها : حسن جداً .. لعل في هذا مبالغة .
- مبالغة ؟
أثار توترها أن تشرح له كل كلمة تقولها : أعني الكلام المبالغ فيه .. غير واقعي .. هل تظن أنني أستمتع بمشاركة الناس خزيي ؟ فالمرأة ليست على استعداد لأن تنبش الأحداث المؤلمة و المذلة في ماضيها لتعترف بها لك .. لم يكن هذا سهلاً .. و أنت تعرف هذا .
دار باركر حول المنضدة و جلس على كرسيه و هو يدعك فكه .
- و هل هذا الحديث علاقة بثوب العرس المستخدم قليلاً ؟
فردت ساخطة : أجل .. من المهين جداً لي أن أعترف لك كيف أن رجلين .. و ليس واحداً ، بل رجلين نبذاني تقريباً عند عتبة الكنيسة .
تلاشى المرح في عيني باركر : أدرك هذا .
فردت بحرارة : لا .. أنت لا تدرك . و إلا لما تركتني مع آخر كلمة و أنت تغادز .
- آخر كلمة و أنا أغادر ؟
أغمضت عينيها ببطء ، راجيه أن يمنحها الله الصبر .
- و أنت تغادر ، ذكرت شيئاً عن فقدانك لشخص تحبه .. فلماذا أطلعك على ذلي ، و أنت لا تفعل ؟ لقد خاب أملي و ..
فتجمدت الكلمات في حنجرتها .
كان باركر هادئاً للغاية ، و بديت عيناه و كأنهما تأسران عينيها و قال : أنتِ على حق .. كان هذا فظاظتاً مني ، و ليس لدي أي عذر .
ردت بجفاء : أوه .. لابد أن يكون لديك عذر .
إنه بطل .. أليس كذلك ؟ كان عليها أن تعرف .. و هزت رأسها غاضبة من نفسها بقدر غضبها منه .
سأل باركر : لدي ؟
- أجل .. و كان علي أن أعرف هذا من قبل .. يجد الأبطال عادة صعوبة عن الكشف في نقاط ضعفهم .. و يبدو أن هذه المرأة .. التي أحببتها ، جرحت كرامتك ، و لمست نقاط ضعفك .. صدقني ، هذا أمر اختبرته ، و لا داعي لشرحه لي .
استعدت للرحيل و هي تدرك أنها حكمت على باركر بقسوة .
جادلها : أنت على حق .. لقد أطلعتني على سر خبأته في أعماق نفسه و كان علي أن أحذو حذوك . لم يكن إنصافاً مني أن أرحل كما فعلت .
- ربما .. لكنك كنت صادقاً مع نفسك .
أوشكت أن تودعه و أن تخرج من الباب لكن نظرة الألم التي ظهرت على وجهه استوقفتها .
- سأقول لك .. من الإنصاف أن تعرفي .. أجلسي .
فعلت بايلي ما طلبه منها ، و راحت تراقبه بحذر .
ابتسم باركر ، لكنها لم تكن ابتسامته الفاتنة المعتادة .. بل ابتسامة متوترة ، و كأنها تكشيرة ألم .
- كان اسمها ماريا .. التقيتها أثناء وجودي في أسبانيا منذ 15 سنه . كنا صغيرين جداً ، و وقعنا في الحب . أردت أن أتزوجها و أن أصطحبها معي إلى أمريكا .. لكن عائلتها .. حسناً .. يكفي أن أقول إن عائلتها رفضت أن تتزوج ابنتها غريبة ، و حالة مئات السنوات من التقاليد ، و العادات بيننا . و حين خيرت ماريا بين عائلتها و بيني ، اختارت أن تبقى في مدريد .
و صمت ثم هز كتفيه قبل أن يضيف : أدرك الآن أنها أصابت في اختيارها ، لكن الأمر كان مؤلماً يومها كما أدركت كم كان قرارها صعباً .. و عرفت بعض بضعه أشهر ، أنها تزوجت شخصاً رضيت به عائلتها أكثر من تلميذ أمريكي .
- أنا آسفة .
هز رأسه و كأنما ليبعد عنها الذكرى .
- لا داعي لأسفك . و بالرغم من أنني أحببتها كثيراً .. إلا أن العلاقة ما كانت لتستمر .. لم تكن ماريا لتسعد هنا ، و أدركت الآن مدى بعد نظرها .
- لقد أحبتك .
- أجل .. أحبتني بقدر ما تجرأت . لكن ، في النهاية ، كان الواجب و العائلة أهم من الحب .
لم تجد بايلي الكلمات اللازمة لتطيب خاطره . و تألم قلبها للفتى الذي خسر حبه .. مع ذلك لم تستطع سوى أن تعجب بشجاعة الفتاة التي ضحت بقلبها و حياتها من أجل ما تعتبره صواباً .
أضاف باركر : أعتقد أن ما آلمني أكثر ، هو أنها تزوجت شخصاً آخر بسرعة .
و فهمت بايلي ألمه فقالت : باول و توم تزوجا بسرعة أيضاَ .
هدأ المكتب للحظه ، ثم كسر باركر الصمت ، قائلاً : هل سنجلس هنا و نتذكر الأحداث الكئيبة طيلة بعد الظهر ؟ أم نخرج لتناول الغداء معاً ؟
ابتسمت بايلي : يمكنك إقناعي بهذا بسهولة .
كان صباحها بائساً ، لكن بعد ظهرها يبدو و أكثر إشراقا الآن . ووقفت ، و هي لا تزال تبتسم لباركر : أمر واحد تعلمته خلال هذه السنوات ، و هو ألا أدع البؤس ينغظ علي وقت الطعام .
ضحك باركر ، و قال : لدي مفاجأة صغيرة لك .
و مد يده إلى جيب سترته مضيفاً : كنت سأستبقيها لما بعد ، لكن يبدو لي الوقت مناسباً الآن .
و أعطاها بطاقتين فنظرت بايلي إليهما و قد فقدت قدرتها على النطق .
قال باركر شارحاً : بطاقتان لحفلة " البوب " . كما سيقدمون عرضاً لمسبقة الروك في الستينات . و بدا لي من المناسب أن يحضرها جانيس و مايكل .

 
 

 

عرض البوم صور جين استين333  
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
243-لك, ماكوبر, الأبد/, ديبي
facebook




جديد مواضيع قسم الارشيف
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 01:27 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية