كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
وعاد مكرها إلى مقعده ليصب فنجان قهوة .. فاستدارت مدبرة المنزل إلى ليا موبخة , تنظر إلى قطعة التوست التي لم تأكلها :
_ وماذا عنك ؟لا أدري ما دهاك .. لم تتناولي الكثير من الطعام بالأمس , ولم تلمسيه هذا الصباح , لقد أخبرت خالك .. قلت له إننى لا أعرف ما خطبك فلم أعهدك ترفضين طعاما .
تبادلت ليا نظرة حيرة مع ماتيوس .. ألهذا اعتذر منها ؟ هل قاده قلق السيدة فلاندرز على صحتها وشهوتها للطعام إلى الظن بأنها مغتاظة من مواجهتهما ؟ .. دفعت طبقها جانبا , واستدارت إلى مدبرة المنزل , قائلة :
_ غيرت رأيي , سأتناول البيض واللحم والكلي ! .
امتقعت وجنتاها عندما دخلت الآنسة لورد إلى الغرفة .. فكان أن فقدت الاستمتاع بلحظة انتصارها . ما إن وصل الطعام حتى وجدت صعوبة كبري في التعامل معه كما يجب خاصة وهناك شخصان يسلطان الأنظار عليها . لكنها على الأقل أزعجته , وعرفت من نظرة كاتي الهازئة أنها خيبت أمله .
بعد الفطور اعتذر ماتيوس , فكان أن ظلت ليا بمفردها مع كاتي التي قالت لها وهي تنظر برضي إلى الطقس :
_ اظن أن علينا قضاء يومنا في الحديقة , فذلك يعطينا وقتا للكلام , كما فعلنا بالأمس . أريد معرفة كل شيء عن أصدقائك وأقاربك .
أحست ليا بأنها ملزمة بملاطفتها , فاقترحت :
_ ألا ترغبين في لعب التنس ؟
هزت كاتي رأسها :
_ التنس لعبة عنيفة , ستشعرنا بالحر . هذا ليس بعمل مناسب في يوم حار .. لا .. سنجلس قرب المسبح .. أمهليني وقتا حتى أغيرملابسي وأرتدي ثوب سباحة .
تفضل ليا لعبة التنس لأنها ستساعدها على هضم الفطور الدسم التي تناولته لتوها .. تعرف أن كاتي إنما تريد أن تسألها في الواقع عن خالها , عن أصدقائه وأقاربه , وما هي إلا ذريعة .
اندفعت من المنزل إلى الشرفة المسقوفة , ثم توجهت نحو الكاراج .. كان جورج هناك كالعادة , محشور الرأس داخل محرك اللاندروفر ولكنه استدار لدي سماع وقع أقدامها , ورفع يده المليئة بالزيت :
_ مرحبا ..
هزت ليا رأسها ردا على تحيه " مرحبا " ثم تقدمت إلى الكاراج الذي يحتوي على الهوندا :
_ لا أريد مقاطعتك . أرغب فقط في بعض الهواء النقي .. إذا سألك عني أحد فقل إنني ذهبت في نزهة .
_ وهل من المحتمل أن يسال عنك أحد ؟
_ ربما
_ ماتيوس ؟
_ لا أدري .. لكنه ذهب إلى المصنع . سيارته غير موجودة .
_ أوه .. أكيد .. لقد ذهب منذ نصف ساعة .. ظننتك ستهتمين بالقنبلة الشقراء .
هزت كتفيها : " أهكذا تسميها ؟ "
ضحك جورج : " هذا ما يطلقه عليها سام العجوز .. يجب أن تعترفي بأنها مغرية "
_ انا مسرورة لأنك تظن هذا .
أدركت ليا أنها تبدو لئيمة بكلامها , فسارع جورج إلى تفسير كلامها مخطئا :
_ لا تقلقي .. أحب النساء الممتلئات , كما أنني أحب سوداوات الشعر , خاصة من تنصح منهن الجاذبية !
أخرجت ليا الدراجة النارية من الكاراج , وصعدت فوق المقعد ..
سألت : " أما زال ماتيوس غاضبا منك ؟"
"_ لا أظن .. مع أنه غير متحمس لوجودي , فهمت ما أعني . لكنه لطيف معي .. وكأنه يجهل ما كان يجري .
عبست ليا : " وماذا جري ؟ "
رفع جورج عينه إلى السماء :
_ هيا الآن ليا .
مسح يديه القذرتين برقعة قماش وأكمل :
_ تعرفين ما أقصد , تقاربنا كثيرا منذ عودتك من المدرسة .
ردت باختصار , دون أن يعجبها تصرفه :
_ نحن صديقان فقط .
تقدم إليها هازا رأسه :
_ اوه .. أهذا كل شيء ؟
لم تعجبها قمــر الليل النظرة في عينيه , فوقفت على الدواسة , وضغطتها .. ما أشد ما كانت غبطتها عندما انطلقت الدواسة عند أول لمسة فذلك أخرجها من باحة الكاراج قبل أن يتمكن جورج من منعها .. وما إن وصل إلى زاوية المبني , حتى كانت تخرج بسرعة من البوابات .. في المرآة الخلفية شاهدته يستدير عائدا إلى عمله وعلى وجهه عبوس كبير .
~يتبـــــــــــــع ~
|