كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
ارتجفت ليا وتمتمت ساخطة :
_ لم يلمسنى جورج قط .
لكنه لم يقتنع : " من إذن ؟ أكنت تقابلين شبانا لا أعرفهم ؟ حبا باالله ليا , أخبريني قبل أدق عنقك ! "
_ من الغيرة ؟
جاء كلامها متهورا . . ولكنها تكره أن يعاملها بهذه الطريقة , اسود وجه ماتيوس الذي قال بتهجم :
_ لا .. ليست الغيرة .. وكيف أغار من مراهق صغير ؟ في المرة التالية التي تحاولين فيها القيام بهذا سأضعك فوق ركبتي لأضربك على مؤخرتك !
انتزعت ليا ذقنها من قبضته , وقالت :
_ لا أفهم لماذا تفتعل هذه الضجة كلها .. لم يحدث أى ضرر .
أمسك بعنان آربر , ثم رفع نفسه فوق السرج :
_ ألم يحدث ؟ بدأت أشعر بالندم على دعوة كاتي لورد إلى هنا . كان على إرسالك إلى المدرسة الداخلية في سويسرا كما اقترحت أمي .. هناك على الأقل لن تكوني تحت مسؤوليتي !
تمتمت من بين أنفاسها , وكأنها تحدث نفسها :
_ ظننت هذا قد أعجبك .
ولكنه سمعها , وصاح ساخطا :
_ لن أرد على هذا .. هيا فلنعد إلى المنزل .. ربما تنجح كاتي لورد في ما فشلت أنا .
في الماضي , لم تزر ليا مانشستر إلا في المناسبات القليلة التي صحبها فيها ماتيوس للقيام بزيارة أمه والآن ليس الذهاب برفقة كاتي بأفضل حالا .. ذهبتا في المرسيدس البرونزية يقودها جورج ماتيسون.
وكان الغيظ يتآكلها بسبب الموانع التي فرضها عليها ماتيوس الذي لم تره منذ تلك النزهة , ولكن تحذيره بالنسبة للمدرسة في سويسرا لم يذهب سدي إذ راحت تبذل جهدها للتصرف كما يريد ويرغب .
حالما استحم وغير ملابسه خرج إلى عمله في برادفورد حتى بدون أن يتناول فنجان قهوة .. كان هذا ما قالته السيدة فلاندرز بغضب :
_ صعد إلى سيارته وانطلق .. هكذا .. كان وجهه أسود كوجه العاصفة .. ماذا قلت له ؟ أراهن أن لغضبه علاقة بك وبالنزهة الصغيرة التي قمتما بها باكرا .
_ لا أدري .
هذا ما لن تناقشه حتى مع السيدة فلاندرز التي اعتنت بها منذ نعومة أظفارها ..
ظهرت كاتي لورد في أثناء وجبة الفطور رشيقة في فستان قصير بلا أكمام , قالت للسيدة فلاندرز بعد النظر إلى طبق ليا المليء بالبيض المقلي :
_ أنا أشرب القهوة فقط في الصباح .. يجب على المرء أن يراعي عدد الحراريات التي يتناولها .
وسرعان ما فقدت ليا شهيتها وأحست بصعوبة في البقاء على المائدة حيث تناولت كاتي ثلاثة فناجين من القهوة السوداء وهي تطرح أسئلة مختلفة عن الحياة في " ماتلوك إيدج " .. ولانها تذكرت تحذير ماتيوس , حافظت ليا على أدبها , ابتسمت لها كاتي بين الحين والآخر , كأنها تعرف خير معرفة سبب حسن تصرفها .
حينما أنهت احتساء قهوتها , اقترحت السيدة فلاندرز على ليا أن تريها المنزل . ولكن , سرعان ما ملت كاتي من التفرج على المكتبة وغرفة الموسيقي , واقترحت عوضا عن ذلك القيام بجولة في الحدائق .
رافقتها ليا إلى الخارج لتريها ملاعب التنس والكروكيت .. كان للمسبح أكبر أثر في نفس كاتي .. وبناء لاقتراحها , ارتدتا ثياب السباحة وأمضتا معظم الوقت في اللعب بالماء .
قالت كاتي عندما خرجتا من الماء لتتمددا على الكراسي الطويلة الموضوعة حول المسبح .
_ يجب أن يقص شعرك لأن الشعر الطويل لا يخضع لموضة اليوم .. سنجعله كشعري .
لم تعجبها قمــر الليل الفكرة فهي تحب الشعر الطويل .. ولكن إذا كان هذا ما يريده ماتيوس , فليس باليد حيلة ؟
وقت الغداء , ركزت كاتي على معرفة نمط حياة ليا .. وبحجة معرفة معلومات عنها لتجهيزها للمستقبل , اكتشفت أن ماتيوس عضو في مجالس في شركات مختلفة , كما عرفته أنه يملك إضافة إلى " ماتلوك ايدج " شقة في لندن , وفيلا في جنوبي فرنسا ,و " بلازا " في فينيسيا .. قالت بعد هذه المعلومات وهي تمرر لسانها على شفتيها :
_ إن هذا مثير للبهجة .. انت فتاة محظوظة لان رجلا مثله تبناك .. فليس كل الأوصياء كرماء مثله .
ردت ليا بحدة : " لم يتبني ماتيوس . قلت لك إن اسم عائلتي هو " وست " .. وإن شقيقة ماتيوس كانت زوجة أبي لكنها ليست أمي ".
غير أن كاتي لم تظهر الاهتمام بعلاقتهما :
_ وهل هذا يهم ؟ فأنا أشك أن يكون والدك قادرا على تأمين حياة كهذه لك . بات من السهل عليك إيجاد زوج مناسب .
صاحت ليا ساخطة : " لا أريد زوجا " .
لم تكن كاتي تصغي إليها إذ أضافت :
_ كم تبعد مانشستر ؟ أظن أن علينا البدء بالمسير بعد الظهر . سأختار لك ثيابا جميلة .
هكذا , هاهما الآن في مانشستر .. لم تثير يوما الثياب اهتمام ليا بل كان ما يهمها منها ارتداء ما هو مريح , ولعل أكثر ما يؤمن لها الراحة الجينز الذي تفضله على الفساتين التي لا تروقها .
~ يتبــــــــــــــع ~
|