كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
ضحكت الفتاة ضحكة متسامحة :
_ آه ! أخشى أنى مثلك تربيت دون أن أهيا نفسيا لمستقبل أضطر فيه للعمل . كان والدي مؤلفا ناجحا للكتب التقنية .. لكن حين مات كانت واجبات الجنازة معقدة لي .. وتركتني مفلسة , لا أجيد إلا إرتداء الملابس الأنيقة والظهور بمظهر جميل .
أدارت عينان عاجزتان إلى ماتيوس وهي تقول هذا , فأحست ليا بأنها ترغب في التكور مبتعدة من شدة الإحراج . يا الله ! أتظن كاتى حقا أنها ستنجو بكلامها هذا .. ؟ لكن يبدو أن ماتيوس تقبل كلامها بدون أن يضحك , وقال :
_ هذه مؤهلات مثالية بالنسبة لي .. أعتقد أننى ملام لأننى تركت ليا تفعل كل شيء إلا تهذيب تصرفاتها . أظن أن الوقت حان للبدء في أن تتصرف تصرف ابنة الأخت المهذبة . كانت والدتي على حق عندما قالت إننى تركتها تترعرع كغجرية !
شهقت ليا ولكن قبل أن تجيب قالت كاتي :
_ أجل .. وكل ما أمله أن تكون مستعدة للإصغاء لي .. فالإنسان قادر على تعليم من يريد أن يتعلم .
رد ماتيوس بطريقة تثير الأعصاب : " واثق بأنها ستصغي " .
اشتد ضغط فكي ليا بسبب تعمد إثارتها .. كانا يتحدثان وكأنها غير موجودة .. أحست قمــر الليل برغبة طفولية في الخروج من الغرفة ولم تذعن إلى رغبتها , بل نظرت إلى ماتيوس نظرة ساخرة كتلك التي يحدجها بها , وسرعان ما تلاشت السخرية عن وجهه ليحل محلها التفكير الكئيب ..
قاطعت كاتي أفكارهما : " منزلك جميل " .
تأكدت ليا أن الفتاة لاحظت ان اهتمامه قد عاد فجأة إليها , ولذلك تحاول أن تشغل تفكيره :
_ أهو ملك العائلة منذ سنوات طويلة ؟ لاحظت الحفر على الدرج .. أهو لجيبونز ؟
_ بل لفنان آخر معاصر له .. الواقع أن جدي اشترى المنزل في مستهل هذا القرن .
أنهت كاتي طعامها وأسندت ظهرها إلى كرسيها تنظر إليها بثقة :
_ إن هذا لمثير للاهتمام ! كان " دادي " يملك منزلا في كرونويل .. اشتراه بعد وفاة أمي .. فقد وجد أنه قادر على العمل هناك أكثر من لندن . كان عدد أصدقائه كبيرا , لذلك ابتعدنا .. فهو بحاجة إلى العزلة ليتمكن من الكتابة .
عادت ليا إلى التدخل عازمة على ألا يتجاهلاها :
_ أنا دهشة . لماذا لم يعرض عليك أحد أصدقاء أبيك عملا .. أعني , لهذا هم الأصدقاء , أليس كذلك ؟ لمساعدتك وقت الشدة واليأس .
اشتد ضغط شفتي كاتي :
_ لم أكن .. يائسة بالضبط ليا .. في .. الواقع .. عرضت علي عدة مراكز .. لكن المهم هو إيجاد العمل المناسب .
تبادلت مع ماتيوس إبتسامة تفهم . أضافت : " أنت تفهم قصدي , أليس كذلك سيد ثورب ؟ من المهم لفتاة تلقت تربيتي أن تجد عملا تشعر فيه بالراحة " .
هز ماتيوس رأسه : " أقدر لك هذا " .
ولكن ليا أصرت بشكل مزعج :
_ تقصدين أنك رفضت تنطيف الأرض أو العمل على الحاسبات في سوبر ماركت .
سرعات ما شاهدت أظافر كاتي تنغزر في راحتي يدها وهي تقاوم لترد عليها بطريقة مهذبة .. نظرت باتجاه ماتيوس نظرة متساهلة .
_لم يطلب أحد منى هذا النوع من الأعمال .
ولكن ليا لم تترك الأمر يمر ببساطة .
_ لا أري ما يمكنك فعله غير هذا .. أقصد , أنك قلت إنك لاتملكين مؤهلات ..
_ كفي ليا .
قطعت مقاطعة ماتيوس المفاجئة عليها ما تريد السيطرة عليه حتى النهاية .
_ تعرفين أن الآنسة لورد تتحدث عن ..
قاطعته الآنسة لورد : " آه ! كاتى أرجوك " .
_ حسنا , كاتي إذن ! أنا واثق أنك تفهمين ما تحاول كاتي قوله , وبما أننا نتحدث في هذا الموضوع فدعيني أقول إننى أتوقع منك أن تعاملي ضيفتنا بإحترام لم تظهريه حتى الآن . لقد اعتذرت لها عن استقبالك لها باللاندروفر , وكاتي مستعدة لمسامحتك ولنسيان الأمر وأنا كذلك , شرط ألا تكرري تصرفك مرة أخري .. هلا كلامي واضح ؟
_ كل الوضوح !
وقفت ليا متوترة وجهها يكاد يحترق من فرط الاحمرار .
_ والآن .. بعدما اتضح أنكما لا تحتاجان إلى أبدا حتى تناقشا مساؤليئتي , فهل تسمحان لي بالذهاب إلى الفراش لأننى أشعر بالتعب ؟
قال ماتيوس بحدة : " ليا " .
ولكنها كانت قد دفعت الكرسي إلى الوراء , تواجهه بتحدي متهجم .. فتمتم رافعا كتفيه :
_ لا بأس إذن .. اذهبي إلى الفراش قمــر الليل , سأتحدث إليك ثانية في الصباح .
لم تستطع أن تتمنى لكاتي ليلة سعيدة ولكنها جاهدت حتى تتمتم :
" ليلة سعيدة وبعد ذلك تركت الغرفة , رافعة الرأس . جاهدت حتى تمنع دموعها من الانهمار .. لقد كان يومها كارثة .. وتخشى الأيام القادمة لأنها لا تتوقع أن تكون أفضل منه .
~ يتــــــبع ~
|