كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
ارتعشت شفتا ليا , وأدارت له ظهرها لتفك الرباط الجلدي الذي يمسك بضفيرتها , وقالت بصوت منزعج مرتبك :
_ ومن قال إنك جرحتني ؟
أطلق ماتيوس شتيمة مخنوقة قبل أن يتقدم إليها :
_ اخبرتني السيدة فلاندرز أنها وجدتك تبكين .
شدت ليا بعنف على شعرها الذى كانت تفك ضفيرته:
_ أوه .. السيدة فلاندرز !
أبعد يديها مرة أخرى ثم راح يتولى فك ضفيرتها .. ليترك الشعر الكث ينسدل بين أصابعه .
_ أعتقد أننى بالغت في ردة فعلي . ستبلغين قمــر الليل الثامنة عشرة السنة القادمة , وهو عمر مناسب للزواج . وهو عمر لا يخولني أيضا الاعتراض على اختيارك السماح لماتيسون الشاب بمعانقتك .
انتزعت شعرها من قبضته , ومدت يدها للفرشاة :
_ آه ! لاتكن سخيفا !
ظننته لبرهة من الزمن نادما على غضبه الذي اشتعل عندما عرف بمعاملتها للآنسة لورد ولكنه عوضا عن ذلك سامحها على ما فعله جورج .
أضافت صائحة بحدة :
_ لست مهتمة " بماتيسون الشاب " كما تسميه ! ولا تعاملنى بهذه الطريقة المتساهلة ماتيوس , فلست والدي !
رد بحدة استجابت لحدتها :
_ ربما لست والدك . ولكنني في عمر يؤهلني أن اكون والدا لك , والآن بعدما اتضح لي أنك غير راغبة في مسامحتي فسأذهب , وأدعك تنهين زينتك .
لم تغب عنها السخرية في كلامه فتاقت إلى أن تقول شيئا يزيل نظرة الخبث عن وجهه .. إنما لن تستفيد من إثارة عدائيته ثانية , خاصة وصورة الأمسية تلوح أمامها , وكأنها زيارة لطبيب أسنان ..
قالت بهدوء : " شكرا لك " .
وتركته حتى وصل الباب ثم أضافت بلهجة متسامحة :
_ مسرورة أنا لأنك لم تعد غاضبا منى ماتيوس .
رد وفمه يلتوي اعترافا بردة فعلها المضادة :
_ لا أذكر أننى قلت إننى غير غاضب .. لكننى أريد منك أن تعرفي أننى ليست غير مكترث بواقع أنك تكبرين .
التفتت إليه , كان شعرها ملتفا على كتفيها , وجهها مشعا بأمل فجائي . قالت قمــر الليل بإثارة : " أتظن ذلك ؟ أحقا أنك تظن ذلك ؟ "
_ أجل .. تجعلينى أبدو عجوزا .
قبل أن تستطيع الرد , خرج من الغرفة .
كانت الأمسية بالبشاعة التي توقعتها ليا . تناولوا العشاء في غرفة طعام العائلة وهى إحدي الغرف الصغيرة في " ماتلوك ايدج " فيها طاولة مستديرة , عمرها قرن . تطل في وضح النهار الغرفة على شرفة تقع في آخر المنزل .
كما توقعت ليا ,حضرت كاتى لورد للعشاء أنيقة فقد ارتدت فستانا من الشوفين الحريري الأزرق الفاتح تاركة الحرية لكتفيها , لم تكتسب اللون الأسمر من الشمس كحال ليا التي اكتسبته منذ الطفولة .. بل كانت بشرتها بيضاء بياضا لم يسبق أن شاهدت مثله .
أحست ليا , بتنورتها الكحلية المثناة وبلوزتها البيضاء أنها عادت من جديد تلميذة صغيرة . عرفت أن الآنسة تستمتع بهذا التباين الواضح بينهما .. وتمنت لو ارتدت الفستان القديم الطراز . كان ماتيوس على الأقل سيلاحظها وهى ترتديه .
سرعان ما بدا واضحا أن كاتي لورد قد استفادت من الوقت الذي أمضته ليا " حيرانة " في غرفتها .. فقد كانت و ماتيوس على اتم اتفاق , ولن تبدى دهشة إن نادته باسمه الأول .. ولكنها لم تفعل , بل استمرت تناديه بالسيد ثورب , مع أنها كانت تلفظ اسمه بمودة وألفة . كان الحديث يجري بينهما بسلاسة , وكأنهما متعارفان منذ سنوات لا منذ ساعات .
قال ماتيوس لكاتى :
_ كنت أيضا محظوظا لأننى ذهبت إلى حفلة أندرو تورنر , فنحن لسنا صديقين بالفعل بل زملاء وما ذهبت إلى هناك إلا لمحادثته بشأن طلب استيراد .
ردت كاتي لورد باهتمام ملح :
_ كنت أيضا محظوظة .. اعني , أننى لم أكن أعرف ما كنت سأفعل , كان إيجار شقتي قد استحق وأنت تعلم أن مؤهلاتي لا تؤهلني إلى وظيفة عادية .
تدخلت ليا بأدب متجاهلة تنفس ماتيوس الحاد :
_ وما هى مؤهلاتك آنسة لورد ؟
~ يتــــــبع ~
|