كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
ارتجفت : " لا يمكن أن يؤلمنى أى شئ تفعله ماتيوس ، ولكن إذا أردت أقول لك عمت مساء فسأفعل "
- يا إلهى ! ... ليا
كانت تحس بالتوتر القائم بينهما وكأنه ملموس ... أغمض عينيه لئلا ينظر إلى عينيها المغريتين ، فسحبت أنفاسا مضطربة قبل أن ترتد عنه . فطالما سيطر على جميع المواقف لذا هى تضيع وقتها إن تصورت أنها قادرة على دفعه إلى ما لا يريد
كانت قد وصلت إلى الباب عندما تبعها . توقفت أصابعها المتوترة على مسكة الباب بعدما ضربت قبضتاه الواجهة الخشبية ... استدارت ، كان ظهرها إلى الإطار الصلب لتستطيع مواجهته ... فأسند ثقله على ذراعيه اللتين أصبحتا طوقا يمنعها من الخروج من دائرتهما وراح ينظر إلى ملامحها بعينين مضطربتين
قال يتحداها متجهما :
- أظنك تريدين الذهاب الآن .
هزت رأسها نفيا , فأضاف :
- إذن من الأفضل أن تذهبى . ومن الأفضل أن اتركك .
سحبت قمــر الليل نفسا قويا , وقالت بصوت هامس أجش :
- وهل ستتركني ؟
كانت عيناه تتحركان بإلحاح على وجهها :
- ليا . أنت لا تعرفين ماذا تفعلين .
- أظننى أعرف . ألن تعانقني ؟ أليس هذا ما تفكر فيه ؟
سخرت ضحكته الفظة من نفسه :
- آه ! بلى . هذا ما أفكر فيه . أنت على حق . وأفكر كذلك في السرعة التى أتجه فيها إلى الجنون .
ما أن احنى راسه حتى تلقفته بيديها بإلحاح وشوق . لم يسبق لها أن شعرت بمثل هذه الأحساسيس . وارتفع كتفاه طوعا يغلف وجهه .
أنذر عناقه فيها إحساسا جديدا لذيذا وكانت كل حركة تبدر عنه تزيدها ضعفا إلى ضعف وتتوق إلى المزيد .
احست بانها تغرق في لجة مشاعرها ولكنه إحساس غير مخيف . لم يسبق أن عانقها رجل بهذه الطريقة ولم يسبق أن شعرت أن لرجل هذه القدرة على اشعارها بجمالها وعذوبتها .
اجتاحها الذعر فجأة بسبب قوة مشاعرها لذا اضطرت إلى انتزاع نفسها بعيدا عنه .
هوى فوق الأريكة متعبا . وراحت انفاسه تزداد عمقا . نظرت إليه فرأت وياللدهشة أنه نائم . لقد تضافرت رحلته المتعبة والتفكير المتواصل لتزيد من إرهاقه . من المؤسف أنه ليس في غرفة نوم أحدهما فلو كان ذلك لتمكن بهذا أن ينام حتى الصباح .
همست له :
- ماتيوس . ماتيوس . استيقظ . لايمكنك البقاء هنا . ولكنها لم تستطع إيقاظه فنظرت إليه مفكرة بالخيارات الاخرى . أخيرا توصلت إلى قرار ., فخرجت من المكتبة وتوجهت إلى غرفته الفارغة حيث الفراش حاضرا لنومه كما تركته السيدة فلاندرز .. جمعت الغطاء عن السرير وحملته الى الاسفل .
ما إن دثرته وهو على الأريكة . حتى انتفى سبب بقائها ففكرت أنهما لولا نومه المفاجئ لوجدا فرصة لمتابعة الحديث ولمناقشة ما سيفعلانه , فها هى الآن تشعر بالضياع وبرغبة في البكاء.
كان الوقت باكرا عندما توجهت ليا فى الصباح التالى إلى الطابق الأرضى . لكن نظرة واحدة الى المكتبة أثبتت عدم جدوى نزولها باكرا لأن ماتيوس غيرموجود فيها , وكذلك الغطاء فالغرفة فارغة .
توجهت عابسة إلى غرفة الطعام .. ففوجئت بالرجل الذى تبحث عنه جالسا إلى المائدة يتناول التوست , وجريدة الصباح مسندة على إبريق العصير , وبقايا الطعام إلى جانبه .
أدهشها استيقاظه باكرا , إذ من المفروض أن يعانى من تأثير الطيران , وتغيير الوقت .. لكنها كانت مسرورة برؤيته . لم تلق عليه التحية بل اتجهت اليه , تلف ذراعيها حول عنقه من الخلف , تلثمه بقبله دافئة على خده . ولكنه انتفض :
- حبا بالله ليا !
جعلتها ردة فعله تعرف أنه لم ينتبه لوصولها .
- ماذا تفعلين ؟ أتريدين أن تظن السيدة فلاندرز أننى مجنون ؟
أمسك بمعصميها يبعدها عنه . ووقف . يضع الكرسى بينهما . كان وجهه قاتما بالغضب . يفصح عن الجهد العنيف الذى يكبح نفسه به . نظرت إليه نظرة حيرة قبل أن تصيح :
- لايهمني , لايهم ما تظنه السيدة فلاندرز . ستعرف بعد اليوم كل شئ عنا .
- ماذا تعنين ب " بعد اليوم " وما شأن اليوم بهذا ؟
- حسنا . سنخبرها . ستعرف عاجلا أم آجلا . فليس ما بيننا سرا . أليس كذلك ؟
- ماهو الذى ليس سرا . ليا ؟
أحنت رأسها : " تعرف عما أتحدث فتوقف عن الادعاء بانك لاتعرف "
~ يتبــــــــــــــع ~
|