كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
10- حب بلا غد
شعرت بالراحة لأنها لم تجد كاتى عندما صعدت إلى غرفتها .. وصلت بسرعة ترافقها السيدة فلاندرز التى قالت ساخطة :
- ستصابين بالتأكيد بنزلة صدرية ، كيف تعودين على ظهر دراجة بدون معطف ... مذا حدث للسيارة ؟ لا تقولى وقع حادث !
- لا ... لم يحدث شئ كهذا . وليس كيرى هو من أقلنى ... لقد رغب فى البقاء فى الحفلة
- هكذا إذن . على الاعتراف بأن تبكيرك فى المجئ أذهلنى ... ماذا حدث ؟ هل وقعت أم حدث شئ آخر ؟
- شئ آخر .. لم هذا الكلام كله ؟ سيفيدنى أكثر شرابا ساخنا
- زكام الصيف مضر ... افعلى ما أقوله ... وسارعى إلى الحوض بعدما تملئيه بالمياة الساخنة ، فلا أريد بين يدى مقعدة فى الأسبوعين القادمين
- حسنا
وقفت ليا تمسك بأطراف فستانها لتخلعه :
- إنما لا تسمحى لماتيوس بالصعود ... أرجوك ! قولى له أننى سأكلمه فى الصباح
- منذ متى اقول لخالك ما يمكنه فعله ؟ حسنا .. سأفعل ما بوسعى
أراح الاستحمام أعصابها فما أن خرجت من الحوض حتى شعرت بأنه أفضل حالا . جففت نفسها بمنشفة ناعمة
ظهرت السيدة فلاندرز مجددا مع كوب من الشوكولا والحليب فيما كانت ليا تربط حزام الروب الحررى حولها . نظرت إلى مظهر الفتاة باستحسان :
- زالت عنك على الأقل النظرة الذابلة التى رأيتها فى عينيك عند عودتك ... والآن اصعدى إلى الفراش لتنامى باكرا
تنهدت ليا :
- بعد قليل سيدة فلاندرز ... ماذا قال ماتيوس ؟ أهو غاضب كثيرا ؟ متى عاد ؟
ترددت مدبرة المنزل : " عاد منذ ساعتين ، لقد تأخر فى سفره من الأوروغواى عدة ساعات ولولا ذلك لوصل بعد الظهر"
- ولكن كاتى قالت إنه عائد غدا
- هذا ما كان مقررا ولكن على ما يبدو أنه أنهى أعماله ورغب فى العودة
أحنت ليا رأسها : " إنه غاضب ، أليس كذلك ؟"
- لا داعى إلى أن أقول لك هذا ... أقسم أنك لو عدت بسيارة السيد لاين لكان الأمر سيئا .... لكن عودتك على دراجة رجل غريب
- لم يكن ... أعنى ... كانت فتاة
لم تصدق السيدة فلاندرز :
- قائدة الدراجة ؟ أتقصدين أن ذلك الشخص المرتدى الثوب الجلدى أنثى ؟
- أجل .. كانت لطيفة جدا إذا عرضت على إيصالى
هزت المرآة رأسها :
- أظن أن عليك تقديم بعض التفسيرات أيتها الشابة . أولا لماذا لم يعدك السيد لا ين ؟
هزت كتفيها : " وهل يهم ؟ لقد عدت ... أما كيف ولماذا فغير مهم "
- لن يوافقك خالك الرأى
نظرت أليها ليا بقلق :
- لكنه لن يفتعل مشكلة الليلة ... أليس كذلك ؟ هل طلبت منه الانتظار حتى الصباح ؟
- حسنا ... نقلت إليه الرسالة .. لكن لا أدرى إن كان سيصغى إليها أم يرفضها
بعد خروج السيدة فلاندرز ، جلست ليا على طرف سريرها ، والتقطت كوب الشوكولا بالحليب ... لكن السائل الحلو لم يعد يروقها بعدما عادت حرارتها إلى طبيعتها ... فأعادته ثانية تحدق بتعاسة فى الفضاء
كان من الأفضل لو سمحت لماتيوس بمقابلتها الليلة . فالآن أمامها ليلة من القلق والسهر ، شعرت بأن تأجيل المواجهة سيزيد الموقف سوءا . كان عليها أن تشرح له ظروف عودتها على ظهر الدراجة ... وأن تشرح له كذلك أن من صحبتها فتاة ... أما السماح له بالاعتقاد بأن الفتاة الأخرى هى شاب فهذا غباء آخر
نهضت عن السرير متنهدة وسارت نحو النافذة . فتحت قمــر الليل الستائر ، ونظرت إلى المروج المنحدرة والمضاءة بنور القمر ... فكرت فى شئ من المرارة ، لولا وجود كاتى لورد كرفيقة ، لما منع ماتيوس شئ من مطالبتها بالتفسير هذه الليلة . وأضف إلى ذلك أن وجود الفتاة منع ليا من النزول واستباق المواجهة ... تركت الستائر تعود إلى مكانها بإحباط كبير
فكرت : بالطبع يمكنها الانتظار حتى يصعد إلى النوم ، فإن ذهب مباشرة إلى غرفته ، حالما يتوجه إليها فستتمكن من محادثته قبل أن يبدأ بخلع ملابسه . وسيحل ذلك مشكلة الانتظار إلى الغد ... كما سيحل مشكلة كاتى وحضورها وقت المواجهة .. نظرت إلى الساعة تقدر كم يجب أن تنتظر
سمعت كاتى تصعد للنوم بعد الحادية عشرة بقليل ... فانتظرت سماع وقع أقدام ماتيوس ... عندما حانت اللحظة الحاسمة ، أعادت النظر .. ولكن وخز الضمير وقلق البال ، لم يسمحا لها بالتراجع . يجب مواجهة الأمر عاجلا أم آجلا ... ومن يعلم ، فقد يظهر ماتيوس بعض الاعجاب بها ... لأنها تتحمل مسؤولية نفسها.
~يتبـــــــــــــع ~
|