كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
نظرت إليه ليا .. كانا فى طفولتهما يلعبان معا في الحقول والغابة وحول مزرعة " ماتلوك " وتلك الألفة ما زالت موجودة .. ردت ليا وهي تدس يديها في جيبيها الخلفيتين :
_ إنها هنا .. وهي بغيضة كما تصورتها .
_ بغيضة ؟ ألم تقولي أن ماتيوس وصفها على أنها امرأة نحيلة , شقراء .
قاطعته بغضب :
_ أوه .. هذا صحيح .. ما أقصده ..حسنا , أنها لم تحبني !
رد بلطف : " ألاتقصدين أنك أنت من لم يحبها ؟ "
كان فى التاسعة عشرة , يكبرها بسنتين لكنهما متساويان في الطول تقريبا .. ليا فتاة طويلة , ولكنها لا تبلغ قوام الآنسة لورد الممشوق .. لاحظت قمــر الليل في الأشهر الأخيرة نظرة غريبة في عيني جورج عندما ينفرد بها تعلم أنه يجدها جذابة وهو جذاب أيضا , ولكن ماتيوس يحتل أفكارها ونادرا ما تنظر إلى جورج كأكثر من صديق طيب .
أسندت ظهرها إلى السيارة مطمئنة إلى تفهمه .. حتى السيدة فلاندرز انقلبت ضدها , وإذا أخبرت الآنسة لورد ماتيوس عن اللاندروفر ..
_ ما بك ؟
أمسك جورج ذيل شعرها المصفر بين أصابعه , وشده بتعاطف فاستدارت تنظر إليه .
_ لماذا تسأل ؟
قاومت رغبة ملحة تدفعها إلى الإفضاء بسرها .
_ اعرفك نعم المعرفة , واظن أن ما يقلقك هو شيء قالته هذه المرأة .. ماذا جري ؟ هل قالت انها وماتيوس أكثر من صديقين ؟ أوه .. هيا الآن ليا , لن تكون المرة الأولى ؟ فطالما حامت النساء حول " ماتلوك ايدج " .
ارتفع ذقن ليا : " قالت إن ماتيوس وصفني بالمتوحشة المدللة " .
كانت تتمتم ببؤس ولكن صوتها ارتفع عندما لم يستطع جورج كبح ضحكته .
_ لا أظن أن ما قلته مضحكا .
صاح جورج وهو يمسك بها : " لكن .. ألا ترين ؟ أنت فعلا متوحشة مدللة .. ولهذا أنت غاضبة ؟ "
_ لا , لست غاضبة .
أحست بالسخط , لكن منظر وجه جورج الضاحك عداها , فتمتمت وهي تدفعه في بطنه :
_ أنت قذر !
ذعرت عندما أحنى رأسه فجأة نحوها .. كان عناقه ملحا ومفاجئا , لم تتوقع منه على الرغم من صداقتهما له تصرفا كهذا .. صحيح أنهما عبثا معا مدة سنوات طويلة , إنما لم يصل بهما الأمر يوما إلى هذا .. كان يضغطها إلى حافة اللاندروفر , فأحست بالاشمئزاز .
_ بحق الله ! ماذا تفعلان ؟
جعلهما التوبيخ الأجش يفترقان , أدركت ليا فيما بعد أن ماتيوس كان غير قادر على كبح اندفاع شديد إلى ضربهما معا , وهي لم تسمع بسبب عناق جورج الملتهب صوت سيارة خالها .. استدارت فرأت البورش الخضراء متوقفة على بعد خطوات . كان الباب مفتوحا بسبب ترجله من السيارة كالثور الهائج , فسارعت تثبت بصرها على السيارة الأنيقة متجنبة النظر إلى وجهه الغاضب القاتم .
صاح مجددا , وقد تقدم خطوة نحو جورج الذي تنحي جانبا بصمت :
_ سألتك ماذا كنت تفعل ؟ اللعنة عليك ماتيسون .. أيجب أن أنتزع منك الرد انتزاعا ؟ منذ متي وأنت على علاقة بها ؟ منذ متي ؟
تمتمت ليا لا إراديا :" لم يسبق أن لامسني جورج . كان يعانقني فقط لذا لا داعى إلى هذا الغضب كله " .
أرادت في تلك اللحظة إبعاد المسؤولية عن جورج , وفي الواقع قمــر الليل أنها هي السبب في ما حدث فقد هرعت إليه متوسلة عطفه وشفقته .
على أى حال , كان بإمكانها توفير أنفاسها .. فقد تجاهلها ماتيوس , وتقدم أكثر نحو جورج الذى اضطر إلى رفع رأسه لينظر إليه ..
قال بوحشة : تذكر هذا جيدا . إن وضعت إصبعك ثانية عليها سأحطم عنقك اللعين ! أسمعتني ؟
مط جورج شفتيه إلى الأمام في محاولة يائسة للتحدي : " سمعتك " .
ولكن ماتيوس كان قد ارتد على عقبيه , قائلا لليا بعبوس وهو يتجه إلى المنزل :
_ هيا معي .
ألقت نظرة مواساة نحو جورج ثم ابتعدت إذ لم يكن لديها خيار إلا الطاعة .
~ يتـبع ~
|