كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
ثم قال فجأة :
- يجب أن أسافر غدا .
فجأة أصبحت ليا غير قادرة على الصمت :
- تسافر ؟ إلي أين ؟ لندن ؟
- لا . بل إلى مونتي فيديو .
شهقت كاتي : " مونتي فيديو . إن هذه المنطقة في جنوب أمريكا "
توقفت ليا لحظة لتنظر إلى كاتي قبل أن تضيف :
- لم تذكر هذا سابقا .
- لم أكن أعرف . تذكرين أنني تلقيت مخابرة مساء أمس .
- وكنت تعرف منذ الأمس ؟
- لا . تلقيت اتصالا ثانيا هذا المساء . سأغيب أسبوعا . أنا واثق أن كاتي ستعني بك جيدا أثناء غيابي .
أطرقت ليا إلى طبقها . لم يزر ماتيوس منذ سنة أميركا الجنوبية , ومنذ مدة أخبرها أنه لن يتحمل مشاق هذه الرحلة . فله
من ينوب عنه . مديرون يعتمد عليهم . وها هو الآن يستعد لمثل هذه الرحلة . علمت أنها الملومة . فهو مثلها , يريد
الابتعاد , ويشعر بالحاجة إلى التفكير . وما يقلقها أن يقرر أن هذا كله كاف . عرفت أنها تفضل العيش معه كابنة أخته
على العيش بدونه إلى الأبد .
رن جرس الهاتف مجددا وهم يتناولون القهوة في غرفة الجلوس , لكن المكالمة كانت لكاتي . عرفت ليا أن عليها اغتنام
الفرصة لمحاولة ردم الهوة بينهما ولكن محاولتها طغي عليها صوته العميق المتوتر .
- أعتقد أن على الاعتذار . إذا كان هذا الفستان مثالا لخيار كاتي في الملابس فأنت على حق أن ترفضي ارتداءها . بالغت
مرة أخري في تنفيذ مسؤولياتي . يجب أن أتذكر ان أصبحت كبيرة وأن على ألا أعاملك وكأنك فتاة صغيرة .
لم تدر ليا ماتقول , وخاصة وماتيوس يحدجها بنظرة باردة خضراء .
أضاف : " هذا يعني أن معاقبتك غير مبررة , ولكنني لست بربريا عادة إلى هذه الدرجة . ولهذا أقدم اعتذاري "
بللت ليا شفتيها : " ألهذا السبب تسافر ؟ "
- ولماذا تتصورين هذا . أنا مسافر في عمل . فما علاقة سفري بما حصل ليلة أمس ؟
هزت ليا كتفيها : " أرى سفرك مفاجئا "
رفع حاجبيه : " يحدث شيئا كهذا أحيانا "
نظرت إليه من بين أهدابها :
- صحيح ؟ قلت لي منذ بضعة أسابيع , إنك لن تسافر إلى هناك مرة أخرى , قلت إنك قادر على تفويض جميع أعمالك .
قاطعها بسرعة : " هذا مختلف "
تنهد ثم أضاف :
- إذا كان يجب ان تعرفي , فقد أصر السنيور داكوستا على حتى أوقع العقد بيننا بنفسى , وهنا أمر آخر . ابنته الكبري
على وشك الزواج في الأسبوع القادم . لقد دعاني إلى حفل الزفاف .
عبست : " وهل لدي السنيور داكوستا بنات أخريات ؟ "
نهض من مكانه ليصب المزيد من القهوة :
- ثلاثة على ما أظن . هل اكتفيت الآن ؟ أنا مضطر إلى الذهاب .
- خذني معك !
انسلت قمــر الليل الكلمات من فمها بشكل لا إرادي وباتت عاجزة عن سحبها , التفت ماتيوس يواجهها : " لا "
- لماذا لا ؟
ارتشف القهوة . ثم قال بفظاظة : " لست مدعوة "
- لا أصدقك . يعرفني السنيور داكوستا . كان يرسل إلى الهدايا من وقت لآخر . تلك المروحة الملونة , والدمية التي
ترتدي .
- لن تذهبي . ستبقين هنا . مع كاتي .
ارتجفت ذقن ليا :
- أيها . أيها . النذل .
صمتت خائفة لأنه تقدم إليها مهددا :
- ماذا قلت ؟
لكن , قبل الوصول إليها , دخلت كاتي التي جلست على الأريكة ثانية معتذرة .
-آسفة على المقاطعة . كان المتحدث صديق لوالدي . أراد أن يطمئن على حالى فقلت له طبعا إننى سعيدة .
كانت ليا في حالة وسطى ما بين الإغفاء واليقظة عندما دخل ماتيوس إلى غرفتها . لم يكن النوم قد طرق جفنيها إلا قليلا .
لذلك , ما إن فتح بابها حتى انتبهت فورا لوجوده . كان النور يعم الخارج , فعرفت أن الصبح قد انبلج . لكن برودة
الهواء دلت على أن الشمس لم ترتفع في كبد السماء.
~ يتبـــــــــــــــع~
|