كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
هزت رأسها وكأنها آسفة ثم قالت :
- هذا مجرد اقتراح بالطبع .
تورد وجه ليا , وشعرت برغبة إلى اقتلاع عيني كاتي من مكانهما . لكنها كظمت غيظها ثم ارتدت على عقبيها تنظر إلي ياقة
البلوزة التي لم تجد فيها ما يمكن الاعتراض عليه . إنها تحاول إغاظتها فقط . مع ذلك لم تستطيع سوي أن تتمنى لو أنها
نحيلة مثلها .
وصل ماتيوس وفيليب بعد الثانية والنصف بقليل . كانت النسوة الثلاثة قد تناولن الغداء باكرا لذا تركت السيدة فلاندرز طعاما
باردا للرجلين في غرفة الطعام . عندما انضمت باربرة إليهما , تمكنت ليا من سماع صوت الحديث , كانت جالسة على
مقعد فى المكتبة . على أمل ألا يراها أحد قبل موعد العشاء , ولكن رحيل آل جفرسون جعل ظهورها ضروريا .
قالت باربرة بمحبة وهى تقبل ليا بحرارة :
- كوني طيبة يا حبي . ولا تنسي . إذا سئمت العيش هنا فتعالى للإقامة معنا في لندن .
- شكرا لك باربرة .
ردت عناقها وقبلاتها , ثم ارتدت قليلا لتودع فيليب الذي انحني يلثمها على خدها :
- لا تكبري بسرعة . ماذا سيفعل بدونك ؟
كان سؤالا عابرا لم يتنظر ردا عليه , لكنه سؤال لا ترغب في التفكير فيه . تجنبت عيني ماتيوس ثم مشت نحو الممر تلوح
وداعا , في تلك اللحظة تمنت لو ترافقهما بغية الابتعاد عن ماتيوس .
بدا ماتيوس أيضا غير راغب في مواجهتها . فقد ترك الفتاتين وحدهما , واختفي في مكتبته . سارعت ليا إلى غرفتها لئلا
تبقي بمفردها مع كاتي .
أدارت جهاز الستيريو الذي اشتراه لها ماتيوس يوما , وأخذت قمــر الليل تبحث بين التسجيلات عن موسيقي تنسجم مع مزاجها .
ماتزال تشعر بأن مشاعرها مجروحة وبأنها معرضة للخطر . ولعل أكثر ما آلمها أن ماتيوس لا يريد الاعتذار . لاشك أنه
يعتبر ما حدث مجرد غضب عابر بينهما . ولكنه بالنسبة لها أكثر بكثير من هذا . فقد اظهر بوضوح مدي كراهيته لها
ولمشاعرها ولعاطفتها , ولأحلامها التي كانت تغلف علاقتهما . فهو لا ينظر إليها كامرأة . أو على الأقل ليس كامرأة
قادرة على جذب انتباهه .
كانت أسيرة مزاجها المغلف بالندم لذا استعدت لعشاء ذلك المساء بشيء من اللامبالاة , فتجاهلت الثياب الجميلة التي اشترتها
لها باربرة يوم السبت , واختارت فستانا من الفستانين اللذين اختارتهما كاتي تاركة لخطوطه الضيقة إظهار استدارة ثنايا جسمها
.
كان ماتيوس مع كاتي في المكتبة عندما نزلت . ترددت لحظة قبل أن تقاطع حديثهما . ثم مشت في الغرفة بثقة لأنها أعدت
نفسها لتقبل أي تعليق من ماتيوس , وما أشد ما كان رضاها عندما رأت دهشته .
قال لها بعد صمت مذهول : " هل أحضر لك شرابا ؟ "
- عصير الكرز مع الصودا أرجوك .
تجاهلت نظرة كاتي , وجلست على الأريكة الجلدية تحت النوافذ . نظرت إلى الفستان الذي ترتديه كاتي فلم تستطع إلا أن
تقارن نحولها بامتلاء جسمها . إن باربرة على حق ! هذا الفستان الذي ترتديه يناسب كاتي أكثر ما يناسبها . تمنت على
الله أن يعجب ماتيوس بما صنع .
سألت كاتي في أثناء العشاء :
- أتعرف آل جفرسون منذ زمن طويل ؟
- منذ عشرين سنة تقريبا . كنت أنا وفيليب في المدرسة نفسها , عندما مات والدي طلبت منه أن يعمل عندي .
حاولت كاتي الاستئثار باهتمامه : " بالكمبيوتر ؟ "
عبس ماتيوس : " لا . فيليب بارع بالأرقام , وأصبح بوقت قصير مستشاري المالي "
- هكذا إذن . أري أن زوجته أكبر منه سنا .
رفعت ليا رأسها منتفضة , ولكنها أدركت أنها مؤامرة لجرها إلى الحديث , فأحنته مجددا . وتركت لماتيوس أن يرد ببطء
:
- لا أظن هذا . كنت شاهدا على زواجهما . باربرة تقاربه عمرا .
فتحت كاتي قطعة خبز بأناقة :
- أعتقد أن قمــر الليل من الصعب على أن أحكم . ولكنني أجدها أكبر من هذا بكثير .
سحبت ليا أنفاسا طويلة مهدئة . لن تجر إلى مثل هذا الحديث , ولكن الغرض من تعليقات كاتي الخبيثة إزعاجها .
أخيرا رد ماتيوس , إما إنه لا يدرك خبث كاتي , وإما لأنه يريد صرف النظر عن الموضوع .
- إنهما زوجان رائعان . تحب باربرة ليا كثيرا . فلها ابن وابنة بعمر ليا تقريبا .
- حقا ؟
أحست بالاهتمام فى صوت ماتيوس , فنظرت إليه علها تفهم شيئا من ملامحه , ولكن وجهه كان بعيدا فعيناه تتفرسان بالطعام أمامه .
~يتبــــــــــــــع~
|