كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
- أعرف , لكنك لست كذلك امرأة وذات تجربة . من أين اشتريتها ؟ ليس من قسم المراهقات على ما أظن ؟
- اشتريناها من عند مالوري .
هزت باربرة رأسها :
- مالوري ؟ ماهذا ؟ محل أزياء في برادفورد ؟
- بل في مانشستر .. لم يعجب كاتي قسم المراهقات .. قالت إن ليلاس الموسيقي صاخبة والثياب رخيصة .
- حسنا .. هي كذلك .. والسبب أن الشابات يرغبن في ثياب كثيرة لا في مجرد قطعة أو قطعتين مرتفعتي الثمن . هناك محلات تبيع ثيابا رائعة للمراهقات . كان على ماتيوس إرسالك لي . لو فعل لجهزتك بما يليق بك . لا بما يليق بامرأة في مثل عمرى .
أحنت ليا كتفيها : " أوه .. باربرة .. ماذا سأرتدي إذن ؟ القمصان ؟ "
- ليس الليلة , فالجو حار . أخبريني , ألديك تنورة صالحة ؟
- تنورة ؟ أوه لا تقولي تنورة مرة أخري !
- إذن لديك تنورة . هل لدي ماتيوس قميص أبيض أكمامه واسعة ؟ أجلبيه وبعدها أقول لك ماذا سنفعل .
شهقت ليا : " كيف أحصل على أحد قصمانه ؟ "
- اطلبي من السيدة فلاندرز .. أنا واثقة أنها تعرف ما يحتفظ به في خزانته أفضل مما يعرف هو , والآن أسرعي .. ليس لدينا وقت .
بعد عشرين دقيقة , كانت ليا تنظر إلى صورتها في المرآة وهي لاتصدق . من كان ليظن أن تنورة سوداء بسيطة , وقميص رجل أبيض قد يبدوان بهذه الجاذبية ؟ إن هذا كله بفضل باربرة .
كان القميص الذي جلبته السيدة فلاندرز من الحرير .. ولكنها أبدت عدم الموافقة على استخدام أغراض مخدومها بدون موافقته .
- ماذا سيقول السيد ثورب ؟ ألم تشتر أنت والآنسة لورد بعض الثياب عندما قصدتما مانشستر ؟
- هذا صحيح , ولكن السيدة جفرسون تراها غير ملائمة لي , لذا ستساعدني على ارتداء غيرها .
- هه !
تركتها السيدة فلاندرز منزعجة . ولكن فيما بعد كانت تنظر إلى إنعكاس صورتها في المرآة شعرت بأن العجوز ستبدي إعجابها بدون شك . كانت ياقة القميص الحريرى الأبيض مفتوحة تكشف عن عنق عاجية . كان طرق القميص يغطي وركيها ولكن باربرة ربطته بشريط أزرق كالحزام .. أما الأكمام الواسعة فألصقتها بمعصيهما بدبوسين من الفضة جلبهما ماتيوس مرة من مراكش .. وتحلت بميدالية فضية , أعارتها إياها باربرة , التي سألتها :
- حسنا . ما رأيك ؟ أترين أن الملابس البسيطة المرتبة قد تكون جذابة ؟
صاحت ليا وهي تستدير لتحتضن المرأة :
- أنها رائعة .. أبدو .. أبدو .
- أعرف . مثيرة , والآن انتعلى حذاءك ولننطلق , لقد تأخرنا ربع ساعة .
كان ماتيوس وضيفاه يتناولون العصير على الشرفة عندما خرجت ليا وباربرة للانضمام إليهم . كانت كاتي تبدو أنيقة مصقولة كحالها دائما . بدا فيليب جفرسون أنيقا في بذلة السهرة . ولكن أناقة ماتيوس وحدها هي التي أضفت الألوان على المنظر إذ أعطت سترته الخضراء المخملية بريقا لقميصه العاجي .
لكن , مظهرها هو ما جذب الإهتمام .. أبدت ملامح كاتي التبرم لأن انصباب الأنظار على ليا أزعجها . انفرجت شفتاها إحباطا وهي تري الفتاة التي جاءت إلى هنا لتكون مرافقتها , ثم تحولت عيناها بسرعة إلي باربرة جفرسون , كأنها تسعي إلى تفسير .
ولكن ماتيوس لم يظهر دهشة لما ترتديه مع ان عينيه ضاقتا قليلا لدي رؤية تقويم فيليب الصريح لها .. وكأنه يحكم على التأثير الذي تؤثره في ضيوفه , ازداد تورد وجنتي ليا .
صاح فيليب ليكسر الصمت الحاد الذي تبع ظهورهما :
- تبدين مثيرة جدا هذا المساء ليا . من المؤسف ألا يكون لديك شاب يقدر هذا الجمال . لذا أنت مضطرة للاكتفاء بي فقط .
ابتسمت ليا بحرارة لتبعد عنها الإحساس بالغيظ الذي يثيره تصرف ماتيوس , حاولت أن تحاكي مزاجه المرح :
- وأنت لا تبدو سيئا .. طالما آمنت أن سترة العشاء تبدو رائعة علي الرجل .
ردت باربرة بجفاء , تدفع مرفقها في معدة زوجها :
- إنها تخفي الآثام الكبيرة .. سأتناول كأس عصير برتقال ماتيوس , ماذا عنك ليا ..ماذا ستشربين قمــر الليل للاحتفال باستقلاليتك .
نظرت ليا بقلق إلى ماتيوس وهو يصب العصير من الإبريق :
- لست واثقة .. ربما عصير البرتقال أيضا .
تقدم فيليب يضع يده تحت مرفق ليا :
- همم .. رائحتك جميلة أيضا .. ما هذا العطر , شانيل خمسة ؟
- بل هو شارلي , انا مسرورة لأنه أعجبك .. اهدتني إياه باربرة في الميلاد .
~ يتبـــــــــع ~
|