المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
كم أحبك
السلام عليكم
في البداية أهدي هذه القصة لمن قام بتنقيحها لي
لأستاذي وأبي الروحي
mariami
المريمي
هي عبارة عن قصة في حلقات قصيرة
ارجو ان تكونوا من المتابعين لها وان تعجبكم
وبالطبع.. انها بقلمي
حنين محمد حيال
ملكة سامو
السامقة
كم أحبكـ
الحلقة الأولى:
" أنت لا تعلم يا حبيبي كم أحبك"
" بل أعرف"
" والله أحبك وأثق بك ثقة عمياء... أتعرف؟ ألستَ بالنسبة لي غريباً بالعرف والدين؟؟ لكنني والله لو وضعونا أنا وأنت فقط وحدنا في غرفة بعيداً عن كل الناس لمدة أشهر ما خفت لحظة ولنمت ملأ أجفاني لأني أعلم إنه لن يمسني منك ما يشينني وإنك ستحافظ عليّ أكثر من حفاظي على نفسي رغم ما تغمرك من أمنيات وما يجيش صدرك بالرغبات نحوي"
كان صوتها ينساب بعذوبة عبر جهازه النقال فتنهد بقوة وهو يقول
" آه يا صغيرتي كم أهواكِ.. كل يوم تقولين كلاماً أروع من سابقه فأحبكِ أكثر وأكثر... وأدعو الله بحرقة أكبر أن يجمعنا بالحلال"
" سيجمعنا يا روحي بإذنه تعالى... أنا أشعر بهذا"
" يا عمري"
" روحي... عليّ أن أذهب فغداً كما تعلم... لديّ عمل وعليّ الاستيقاظ مبكراً فبسبب حبي لك المجنون صرت أتأخر كل يوم عن السيارة وأركض إليها كالأطفال كي لا تتركني " قالتها بضحك
" يا الله ما أروع ضحكتك ... وأنتِ ماذا بالله؟ طفلة رائعة الجمال"
" وما الذي جنني غير كلامك هذا... حياتي.. تصبح على حب"
" تصبحين على تحقق الأماني"
" آمين ... أحبك"
" أحبك يا أمنيتي"
لم تنهي الاتصال غالية إلا لأنها قضّت ساعة تتحدث مع عزيز غير آبهة برصيده المسكين ، فأي أحساس سيأتيها بعد أحساس الحب الذي يغمرها من رأسها حتى أخمص قدميها!!!
وضعت رأسها على الوسادة الغالية وهي تغفو مبتسمة لساعات قليلة تحلم بساعات الوصال مرة أخرى، هذه الدقائق المعدودة معه كافية لكي ترفعها ولكي تبث فيها عزم الدنيا كله كي تحقق ما تريد وتسعد قدر ما تريد وزيادة.
في الصباح...
ذهبت للعمل وهي مستعدة لأي شيء لكنها بالطبع لم تكن مستعدة أبداً لما كان ينتظرها...
" عليكِ تدبر أمرك"
" ماذا؟؟ كيف أتدبر أمري بالله؟ "
رغم إنه كان حلمها السفر خارج البلاد لكن ليس بهذه الطريقة المفاجأة ولهذا السبب!!... إنها مسؤولية كبيرة ما يكلفونها به
" من ناحية جواز سفرك فسنقوم نحن بكل الإجراءات وسيجهز خلال أسبوع .. سأستغل نفوذي"
" أسبوع؟؟ منذ متى كان الجواز يجهز خلال أسبوع!!"
" منذ الآن... ليس لديك خيار آخر"
"ومن قال بأن أهلي سيوافقون؟؟ أم أيضاً أنت ستتدبر الأمر؟"
" أخوك يعرف ما هي طبيعة عملنا يا أختي غالية وأما عن والدتك فسأطمئنها بوضعي لك مع مجموعة سيدات وسأعرّفها على إحداهن كي توصيها بنفسها عليكِ"
" سيدي المدير... أنت لا تعرف أمي .. بالتأكيد سترفض.. بل ستؤنبني أنا بشدة كفتاة بعمر العشرين!"
ضحك المدير وهو ينظر إليها ويقول
" والله عندها حق"
رفعت رأسها لسقف الغرفة التي شعرت بأنها صارت أصغر حجماً وهي تحاول أن تهدأ من نفسها فهي بقمة ارتباكها بشأن ما يطلبون منها وهذا المدير يضحك وكأن ما يطلبه بسيط جداً
" أولاً عمري 29 سنة وثانياً لأجل ماذا هذا كله؟ ألا تستطيع الانتظار حتى تتحسن صحة حسن؟ وربما بعد أسبوع تتحسن صحته"
"لن تتحسن صحته قبل أسبوعين.. هذا ما قاله الطبيب ونحن لا نريد أن نرسل لهم كارثة ..نريد أن نكسبهم بصفنا"
" وهل تظن إني المبتدئة سأستطيع؟"
" لا تقللي من شأن نفسك .. فلا يليق بك إلا الغرور"
رغماً عنها ضحكت لكذبتها فهي تعلم إنها تستطيع أقناعهم بالتعامل مع شركتهم والاعتماد عليها باستثماراتهم في البلاد .. لكنها تعرف إنها تنتظرها عراقيل كثيرة أولها الحبيبة أمها .. فكيف سترسل أبنتها الوحيدة لـبريطانيا؟؟
" رغم هذا يا سيدي لا أستطيع الذهاب... فتعرفني لا أذهب دون أن أبحث عن المعلومات الكافية عن الشركة وعن المشروع بشكل مفصل كي أعرف من أي زاوية أدخل لهم ولن يكفيني الأسبوع "
" خذي كل وقتك... لن نشغلك هذا الأسبوع بأي شيء... وسنوفر لك كل المعلومات التي تطلبيها"
" ومن أجل ماذا كل هذا الإصرار بالله؟"
" إنها من أهم الشركات في بريطانيا ولم نصدق عندما قبلت بالتطلع إلى عرضنا ونسبة الأرباح قد تتجاوز 35%.. سيحسدنا الجميع إن حصلنا على عقد معها"
" ألا ترى إن حسن قد تابع المشروع منذ البداية؟ ويعرف كل دواخله؟"
" نعم ... لكنه مريض"
أرادت أن تعترض بعد لكنها قال لها
" سأعيّنك مديرة قسم العلاقات .. وسأحصل لك على ترفيع"
ظلت مندهشة مما يقدم لها المدير بعد أن حلمت بهذا المنصب عدة سنين حتى أتاها على طبق من ذهب
" ماذا؟؟ وحسن؟"
" غالية... لا تسألي كثيراً.. إن ذهبت سيكون المنصب بانتظارك"
" لكنني لا آخذ مكان غيري.. وحسن.."
" حسن مريض بالسرطان ولا يستطيع العمل بعد اليوم"
صرخت وطفرت الدموع من عينيها
" ماذا؟؟"
لم تعرف بماذا تفكر... حسن زميل الدراسة ومدير قسمها .. صاحب الكلمة المتزنة.. كيف كيف؟؟
" لا تبكي يا غالية.. هو من رشحك لهذه المهمة.. وقال بأنه سيساعدك في دراسة المشروع وسيعلمك أسلوب خاص يستخدمه غالباً لكسب الزبائن"
خرجت من غرفة المدير العام للشركة التي تعمل عليها وقد ألجمها المنصب المعروض لها عن الاعتراض وقضى على ثباتها خبر مرض حسن ... لم تفكر في شيء إلا في احتياجها لعزيز... كم تتمنى أن تركض إلى حضنه الآن كالطفلة تفرغ حقائب اضطرابها وحزنها .. هو فقط من يعرف كيف يهدئها ويرتب لها أمورها رغم اعتدادها بنفسها.
وهي في طريقها إلى قسمها رن جهازها بالرنة التي تدخل السرور إلى قلبها.. وفي هذه اللحظة شعرت إنها غريقة تتعلق بهذه الرنة لتنقذها ففتحت الرسالة بسرعة فإذا به يكتب ما لم تتوقعه أبداً
" حبيبتي غالية ... سأغيب عنك أسبوع أو ربما أكثر... لا تقلقي ولا تشغلي بالك إنه أمر عائلي سأخبرك عنه فيما بعد ... خطي هذا سأقفله فاعتمدي على الواسطة القديمة في الوصال.. ربما لن استطيع أن أرسل لك تفاصيل.. لكني سأنتظر أخبارك على أحر من الجمر.. وأعلمي يا روح الروح إني معك وبجنبك... أشعر بكل نبضة من نبضات قلبك... بالله لا تبتئسي من أجلي .. احبك "
دخلت غرفة العمل الخاصة بها كمسئولة شعبة واتكأت على الباب وهي تكاد لا ترى الأحرف والأرقام... كيف يتركها بهذا اليوم؟ وأي يوم هذا؟؟؟
ضغطت على الرقم واحد وكأنها تريد أن تضغط على ألم مشاعرها علها تهدأ قليلاً لكنها أرادت تحطيم الجهاز وهي تسمع تلك التي تقول
" الرقم الذي طلبته قد يكون مغلقاً أو خارج نطاق الخدمة"
قالت بهمس وبلا شعور
" بالله روحي لم تركتني اليوم بالذات؟ وأنا في أمس الحاجة لك... عسى أن يكون غيابك خيراً يا رب"
نظرت إلى الرسالة بعد أن هدأت وقرأت مرة أخرى
" وأعلمي يا روح الروح إني معك وبجنبك... أشعر بكل نبضة من نبضات قلبك... بالله لا تبتئسي من أجلي .. احبك"
ابتسمت بحنو وقبلت جهازها وهي تهمس
" والله احبك أكثر"
سحبت ورقة من الدرج وأخذت قلمها الذهبي.. هديتها الغالية وطفقت تكتب لعزيز شدة اشتياقها وبأنها تعاني بعض الصعوبات في عملها ووعدته بأن تتجاوزها لأنها تعرف انه معها.. لكنها لم تذكر له أمر سفرها كي لا تقلقه فربما هو يمر بمحنة ولا تريد أن تزيد همه هماً... وما أن أكملت حتى كتبت العنوان الذي تحفظه عن ظهر قلب رغم صعوبته ووضعته في ظرف ثم داخل جيبها كي ترسله عندما تكون في طريقها إلى البيت
وللحديث بقية
أختكم
ملكة سامو
|