كاتب الموضوع :
السامقة
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
الحلقة الثامنة:-
" لا .. لا مستحيل.. إنها لم تمت .. لا إنها.."
" سيدي أن ترتجف.. دعني أساعدك بالعودة .. اتكأ علي "
ماتت؟؟ تركته؟؟ يراها بعد أن كاد يقطع الأمل برؤيتها ثم يفقدها؟؟ شعر بأنه يريد أن يستجمع أفكاره بعيداً عن أسئلة أمه التي ما أن ستراه وهو يدخل الغرفة حتى تمطره بالأسئلة.. لا يريد العودة للغرفة.. لا يريد أن يصدق ما سمع
" أرجوك فقط أجلسيني في مكان ما ، لا أريد العودة.. سأكون بخير حالما أجلس"
عاملته برفق ويبدو إنها شعرت به فقالت بعد أن أجلسته على إحدى الكراسي في إحدى أروقة المستشفى
" هل كنت تعرفها سيدي؟"
نظر إليها وقد اغرورقت عينيه بالدموع .. أي سؤال هذا.. هل كان يعرفها؟؟ هل يوجد شخص لا يعرف نفسه
" هل تسمحين.. أريد أن اجلس وحدي"
" حسناً... عندما تشعر بأنك لست على ما يرام استعن بأي شخص للعودة إلى غرفتك، وسأكون أنا في الجوار لأطمئن عليك بين الحين والآخر"
"شكراً"
كان يريدها فقط أن تذهب ليبكي.. ليجهش بالبكاء كالأطفال.. بل ليموت كما ... كما ماذا؟؟ حتى لا يستطيع نطق الكلمة
"سيدي.. آسفة لأني نقلت لك الخبر، رحمها الله"
هل حقاً يعني إن غالية ماتت؟؟ ولم؟ وكيف؟ وماذا قالت قبل أن... تباً كيف سيصدق؟ شعر إن دموعه تنهمر بلا توقف
" آه يا غالية..." أطلق كلماته هذه بحرقة وهو ينظر بشرود نحو الممر الطويل الصامت، إنه موحش كوحشة قلبه الآن، لعله أيضاً مشتاق لغالية
" آه يا عمري كيف رحلتِ وتركتني وحدي؟ لا اعرف لم لا اصدق بأنك غبتِ عني ولن أراك مرة ثانية.. الم نجزم إن قلبينا يدقان سوية؟ فكيف سمحتِ لدقات قلبكِ أن تتوقف دون توقف دقات قلبي"
ضرب بقبضة يده على صدره وكأنه يؤنب القلب الذي لازال ينبض بالحياة
لا يعرف كم مر من الوقت وهو في حالة التوهان هذه مع نفسه يحدث روح غالية بقلبه وكأنها أمامه ، تسمع ما يقول ولربما إحساسه بأنها على قيد الحياة وإنهما لازالا يتخاطبا روحياً إحساس صادق فبينما عينيه كانت تصب دموع الحزن الشديد وعدم التصديق سمع أصوات أشخاص يتكلمون.. لربما أطباء أو ممرضين وهم يقولون
" إنها لا تقبل أي علاج حتى يأتي هو"
" وأين أجده دكتور؟"
" اذهب للاستعلامات وابحث عن اسمه في أي غرفة... فالذين نقلوا من حادث الانهيار كثر ولم أحفظ كل الأسماء"
" حاضر.. ما اسمه؟"
" عزيز أسامة"
مسح دموعه باضطراب وهو يسمع اسمه .. من تناديه؟؟ من التي ترفض أي علاج حتى يأتي هو؟؟
إنها غاليته ... نعم إنها الحبيبة التي عرفت بحاله الآن وأرادت أن تخبره إنها بخير.. نهض غير آبه بالألم ووجهه قد أشرق بفرح غامر وهو ينطق ماسحاً دموعه بباطن كفيه
" غالية على قيد الحياة"
حاول أن يتتبع مصدر الصوت وكانت في الغرفة المجاورة وهو يبكي عليها.. يا للسخرية، انتظر حتى تغيب أصوات من كانوا يتكلمون ويبدو إن هذه السيدة ثناء التي نزلت مسرعة مع الممرض تحاول الوصول إلى الاستعلامات ..
" يا عمري يا غالية.. ترفضين كل شيء حتى تريني؟ أكيد انك بأمس الحاجة لي الآن"
دخل الغرفة فرآها كما تصورها .. ترقد على السرير ملفوفة بضمادات في رأسها مغمضة العينين هزيلة شاحبة.. كم يحب هذه الإنسانة، آه لو يعرفون .. تقدم نحوها حتى وصل قرب رأسها فأمسك كفها بحنو وهو يقول بحب شديد
" غالية"
فقالت بصوت باكي وهي تفتح عينيها بوهن
"عزيز.. لم تركتني؟ أنا لا استطيع الحراك عزيز"
" لم أترككِ يا حبيبتي لحظة.. كنت بقلبي هنا"
رفع كفها برفق على قلبه فقالت
" بل أنت تركتهم يرزقوني بالحقن وتعرف أني لا أحبها عزيز.. لا احبك"
فضحك من بين دموعه التي اغرورقت بها عينيه وقال
" لازلت صغيرتي التي تكذب دوماً"
" عزيز لا تدعهم يرزقوني بالإبر إنها مؤلمة عزيز.. أرجوك"
جلس على حافة السرير واحتضن رأسها الحبيب بذراعه وانحنى عليها وهو يقول
" هل تحبين عزيز؟"
" أحبه جداً "
ضحك على ما قالته فقبل قليل كانت تخبره أنها لا تحبه، يا لهذه الرائعة كم يحبها
" إذن دعيهم يعالجوك وإلا لن أتزوجك"
فتحت عينيها ورفعت بصرها إليه وهي تقول له باستغراب
" ماذا؟"
" ماذا؟ هل أذنيكِ ما عادت تسمع"
فقالت بصوت باكي
" عزيز أرجوك.. لا أريد مزاحاً.. والله أنا أتألم ولقد خيطوا رأسي والآن يريدو..."
وضع أصبعه على فمها وهو يقول
" سأتصل بوالدتكِ اليوم وسأرسل لها دعوة هنا ولنتفق على كل شيء.. لن اسمح لكِ أن ترحلي أبداً.. فأنتِ ملكي أنا هل فهمتِ يا حلوة؟"
اغرورقت عينيها وهي تقول
" عزيز لكن ماما.. أنت تعرف أي صعوبات.. عزيز ألم أفهمك الأسباب و.."
" أنتِ اهتمي بالعلاج واتركي الباقي علي.. ألا تثقين بعزيزك؟"
" والله أثق"
" إذن كفي مناقشة وسأنادي الآن الدكتور ليفعل ما يلزم يا عنيدة"
هم بالنهوض لكنها أمسكت بملابسه وهي تقول
" عزيز .. لا تبتعد"
"أبداً يا غالية.. أبداً "
"عزيز "
" ماذا؟ ألا تريدي أن تشفي لأتزوجك"
أطلقت ضحكتها الحلوة أخيراً التي يعشق سماعها وقالت
" كم احبك .. نادي كل دكاترة المستشفى.. أريد أن أشفى غدا"
كركر ضحكا وقال
" وأنا احبك أكثر فأكثر"
تمـــــــت
بقلم: حنين محمد حيال
الثلاثاء 15/4/2008
كانت هذه هي الحلقة الأخيرة .. قدمتها لكم مع خالص تقديري وودي
اتمنى ان تكون قد نالت اعجابكم منذ البداية ولغاية النهاية
لا تبخلوا بنقدكم ولا بآرائكم
فمنكم نستفيد
وبطلتكم نسعد
أختكم
السامقة
حنين محمد
|