المنتدى :
التاريخ والاساطير
لوحة أثرية تترجم معنى الحب في مصر القديمة
الحب والغيرة الخير والشر معانى تجسدت فى أسطورة إيزيس وأوزوريس الشهيرة ؛ فالغيرة دفعت الملك الشرير (ست) إلى قتل الملك الطيب (أوزوريس) وألقى بجسده فى النهر الخالد .
ووفق الأسطورة فقد جاء الحب ليدفع زوجته إيزيس المخلصة لأن تبحث عن الجسد فى نهر النيل بفروعه العديدة وجابت الصعيد والدلتا وسيناء عند الفرع البيليوزى حتى عثرت عليه فى أحراش الدلتا فى تجسيد لرمزية لملمة جسد الحبيب ربما عكس ما يحدث اليوم من تقطيع الجسد وعن طريق السحر الذى كانت تمارسه .
أنجبت إيزيس منه ابنها حورس الذى أصبح وريثاً لعرش والده وانتقم لأبيه أوزوريس الذى أصبح ملكاً على العالم الآخر. وتجسد هذا الوفاء فى مصر القديمة على لوحتين أثريتين ألقى عليهما الضوء الباحث الأثرى أشرف السنوسى أمين متحف كوم أوشيم بالفيوم فى بحث تحت عنوان (مقابر أفراد الدولة الوسطى بهوارة حفائر 1974 ، 1982 ضمن فعاليات المؤتمر الدولى لكلية الآثار جامعة القاهرة 1-2 أبريل تحت عنوان "اللابيرانت 2009 وآثار هوارة بين الماضى والحاضر".
مضمون اللوحتين
اللوحة الخاصة بالأم
ذكر الباحث أنه فى الحفائر التي أجريت بالفيوم عام 1974 في منطقة أثار هوارة تم اكتشاف مقبرة سوبك حتب المشرف على البيت المالك .
وعلى الرغم من أن هذه المقبرة قد وجدت منهوبة إلا أن أهم ما خلفه لصوص المقابر بالمقبرة مجموعة من القطع الحجرية التي نقش عليها اسم وألقاب (سوبك حتب) . ولحسن الحظ أن لصوص المقابر قد تركوا هذه القطع التي يتبين منها مدي حب واحترام المصري القديم لأهل بيته سواء أمه أو زوجته أو بناته .
وتصورالقطعة الأولى سوبك حتب الجالس إلى مائدة القرابين وقد كتب أعلاه اسمه وألقابه ضمن صيغة القرابين المقدسة وفي الجهة اليمنى من القطعة يوجد نقش يمثل أم سوبك حتب حيث لقبها ابنها بلقب "أمه حبيبته ست الدار" ، والى الجهة اليسرى من القطعة نري تصوير أخر ينم على حب هذا الرجل (سوبك حتب) لأن يكون له أطفال فقد كانت زوجته لا تنجب فقد صور ثلاثة من البنات وأعلى كل واحدة كتب (ابنته حبيبته) وبعدها كتب كلمة "معرفش" فهل من المعقول أن هذا الرجل لا يعرف أسماء بناته؟ .
الإجابة بالنفى طبعاً ولكنه يتمنى أن يكون له ذرية في العالم الأخر من بنات وأولاد لم يعلم اسمهم بعد وهذه اللوحة محفوظة بمتحف كوم أوشيم ، أما زوجته المحبوبة فقد خلّد اسمها فنراه على قطعة حجرية أخرى مرتبطة بهذه القطعة يصور زوجته "ابو" وأعلاها يكتب "زوجته حبيبته ست الدار المرحومة ابو"
ورغم أن هذه الزوجة كانت لا تنجب لذلك تخيل أن له ذرية فى العالم الآخر ولكن الزوجة بالنسبة له هى المحبوبة وست الدار سواء أنجبت أم لم تنجب فى حين نرى الآن أن البعض ربما يطلق زوجته بسبب عدم الإنجاب ولكن سوبك أحب زوجته ورضى بأن يكون له بنات فى العالم الآخر وهذه اللوحة محفوظة بالمخزن المتحفى لكوم أوشيم .
وهكذا تجسدت معانى الوفاء والحب للأم والزوجة والبنت فى مصر القديمة مما يدل على فكر راقى ومشاعر متدفقة واعتزاز بمكانة المرأة .
اللوحة الثانية
تحياتي للجميع
|