لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > روايات احلام المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات احلام المكتوبة روايات احلام المكتوبة


194- شفاه حائرة - لوسى غوردن ( كاملة )

الروايه ديه عجبتنى كتيييييييييييييييييير طبعا مش انا الى كتباها بس بردو مقرأتهاش هناصاحبه الروايه الى تستحق التقدير على مجهودها هى ( mero_959 ) لها منى اجمل التحيات اسبكم تتمتعو بالروايه

إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-04-09, 04:24 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 136138
المشاركات: 117
الجنس أنثى
معدل التقييم: Disckoooooo عضو له عدد لاباس به من النقاطDisckoooooo عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 119

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Disckoooooo غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي 194- شفاه حائرة - لوسى غوردن ( كاملة )

 

الروايه ديه عجبتنى كتيييييييييييييييييير طبعا مش انا الى كتباها بس بردو مقرأتهاش هناصاحبه الروايه الى تستحق التقدير على مجهودها هى ( mero_959 ) لها منى اجمل التحيات اسبكم تتمتعو بالروايه



الملخص :

في حياة كل انسان صدفة ... صدفة تقلب حياته رأسا على عقب

و تذهب بما خطط له أدراج الرياح.

هذا ما حدث مع جينيفر نورثون . فقد طلبت من وكالة خاصة مرافقا

لسهرة واحدة فقط ... و لكنها حصلت على ستيفن ليري المليونير المتعجرف... و

كان كل شئ إلا المرافق الذي طلبته ...

قالت له : لن يروي غليلي إلا الحصول على رأسك في طبق ...

و لكن كيف ستعود حياتها دون هذا الرجل الذي يثير

عدائها و حبها ... ضحكها و بكائها ... رقتها و قسوتها ... في آن الوقت ذاته ...

هذا الرجل الذي يملك كا ما تتمناه المرأة إلا ما تبحث عنه جينيفر في الرجل

الحنان و الأمان ...منتديات ليلاس

 
 

 

عرض البوم صور Disckoooooo   رد مع اقتباس

قديم 10-04-09, 04:36 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 136138
المشاركات: 117
الجنس أنثى
معدل التقييم: Disckoooooo عضو له عدد لاباس به من النقاطDisckoooooo عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 119

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Disckoooooo غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Disckoooooo المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي الفصل الاول

 

1- ضعيفة أمام العدو

- لماذا تردتدين هذا الثوب؟.
تراجعت (( جينيفر)) إلى الخلف لتدع أخاها يدخل البيت. كانت تشعر بالتوتر و هي تترقب حفلة هذه الليلة ، و زاد غيظه الأمر سوءا.
قال: ظننتك اشتريت ثوبا جديدا لأجل حفلة الليلة ، إنه من الساتان الداكن الزرقة ، كما إنه رائع للغاية.
و ألقى نظرة استخفاف على ثوبها الفضفاض المصنوع من الموسلين ، ثم تابع: إنك ذاهبة إلى حفلة رسمية و ليس اجتماع ديني.
فقالت تسترضيه: آسفه تريقور ، لكنني لم أستطيع ارتداء ذلك الثوب الأزرق. إنه غير مناسب لي.منتديات ليلاس

- لم يكن هذا رأيك حين اشتريته؟.
- بلى ، لكنني وافقتك و أنت أقنعتني أن من واجبي الذهاب إلى تلك الحفلة ، ثم عدت فرأيته غير مناسب . يا ليتني أتمكن من إلغاء كل ذلك !.
- قال أخوها محذرا: لا يمكنك هذا ، كم مره علي أن أنبهك إلى أهمية المظاهر ؟ يعلم الجميع أنك تكثلين الشركة في تلك المأدبة . إنها تتعلق بشؤون العمل ، عليك أن تكوني هناك.
- لكنني كنت سأذهب مع دايفد.
- و هاهو الآن قد نبذك ....
- لم ينبذني .... كل ما في الأمر أننا ... لم نر بعضنا منذ فترة.
- على كل حال ، ليس بإمكانك أن تبتعدي عن نشاط الشركة ، هذا هو المهم . كما لا تستطيعين أن تذهبي وحدك فهذا يظهرك ضعيفة الشخصية بينما عليك أن تعلني للعالم عدم اهتمامك.
فأجابت بحزن: لكنني مهتمة فعلا.
كانت جينفر قد صممت على حضور الحفلة مع دايفد كونر ، الرجل الذي أحبته و الذي توقعت الزواج منه. لكنه لم يتصل بها منذ شجارهما قبل أسبوعين فانكسر قلبها و لم تفكر إلا في قضاء ليلة الحفلة هذه منزوية في بيتها ترتشف الكاكاو و تفرغ حزنها مع الدموع . لكنها بدلا من ذلك ، وجدت نفسها ترتدي ملابسها لكي تخرج مع رجل غريب.
- كم أكره أن أظل أخفي مشاعري وراء قناع من المظاهر.
فأدلى تريقور بنصيحته: لا تدعي العدو يرى ضعفك أبدا.
- كما انني أكره اعتبار كل انسان عدو لي.
- - هكذا تنجز الاعمال .. هيا حتى الآن تصرفك في دنيا الأعمال كان رائعا.
- لكنك لا تثق بي تماما ، أليس كذلك ؟ و لهذا مررت بي أثناء عودتك إلى بيتك من العمل ... أردت أن تقضي على ترددي في الذهاب . حسنا ، أنا مترددة فعلا.
يعمل الأخوان في شركة (( مشاريع نوثون )) التي أنشئها جدهما (( بارني نوثون )) فهما يملكان سندات في الشركة ، و يديرانها بينهما منذ ألزم المرض جدهما على التقاعد . أما الفرق بينهما فهو أن (( تريقور )) يعيش العمل و يتنفسه ، بينما (( جينيفر )) لا تذهب إلى الشركة إلاإرضاء لجدها .
كان تريقور رجلا معتدل الطول قوي البني ، في الثلاثينيات من عمره. لولا عبوسه الدائم تقريبا لكان رجلا جذابا، و لطاما احترمت فيه جينيفر تكرسيه نفسه لعمله ، لكن من الصعب عليها أن تحب رجلا حاد الطباع كثير الانتقاد بهذا الشكل.
- كوني عاقلة ، و ارتدي هذا ثوبك الفرح ذاك بدلا من هذا.
- آسفه يا تريقور , و لكن هذا الثوب مسر للنظر أيضا.
فقال و هو يشد شعره: رجاء ، فهذه الليلة سوف أتصل بشخصيات كبيرة . ابتسمي و تحدثي معهم بحرارة . إن مظهرك يساعد على ذلك.
صحيح أن الطبيعة أغدقت على جينفر جمالا يساعدها على القيام بالدور الذي يحدثها عنه فعيناها الواسعتان السوداوان تحتلان وجهها البيضاوي ، و فمها جميل مغر . لكن الطبيعة أغفلت شيئا اضافيا ، و هو أن جينفر لا ترغب في استخدام جمالها في المجال الذي يريده اخوها. و لكن يبدو أنه لا يفهم هذا إذ أخذ يقول لها : تملكين مزايا فتباهي بها.
فأجابت بحدة: لماذا تتباهى بمزاياك أنت أيضا ، إذا كنت تعتبر ذلك هاما؟.
- لأن مزاياي لا تظهر في ثوب ضيق من الساتان .. إنني أبرع في غرفة الادارة و ليس في قاعة الرقص.
- لا بد أنني جننت إذ سمحت لك بإقناعي بالذهاب من دون دايفيد ، و استئجار مرافق بدلا منه ... فكر في ذلك تريقور .. أن تستأجر رجلا ليرافقني إلى الحفلة.
قال و قد فرغ صبره: سبق و اخبرتك بأن الأمر ليس على هذا النحو ... كمرافق بالأجرة . أخبرت المكتب بأنك تطلبين (( مايك هاركر )) بالذات ، أليس كذلك ؟.
- نعم ، فعلت ذلك قبل أن تشير علي به و كنت حذرة لئلا أكشف عن معرفتي بجده حرصا على كرامته.
- هذا حسن ، يبدو أنه حساس لا يقبل مساعدة الآخرين ... بماذا تحججت لطلبك له بالذات؟.
- قلت لهم إن البعض أخبروني أنه وسيم جدا ، و ان هذا ما اريده.
- هذا حسن . أكد لي (( جاك )) أنك ستكونين آمنه معه تماما ، لأنه مهذب جدا. رباه ، ما هذا؟
التفتت جينيفر إلى حيث أشار باصبعه ، ثم قالت : إنها قطة.
-اهو حيوان آخر من حيواناتك المشرده؟.
-وجدت (( مخالب )) خارج الباب الخلفي ، إذا كنت تعني هذا.
-(( مخالب)) ؟ هل أطلقت عليها هذا الاسم؟
-نعم لأن مخالبها بيضاء بعكس بقية جسمها الأسود تماما.
-غريب أن يقصدك كل شريد بأربع قوائم . لا بأس ما دمت لا تحضرين حيواناتك إلى المكتب ، كما فعلت بآخر حيوان اقتنيته . أذكر أن (( بيل ميرسر )) كان على وشك أن يوقع معنا عقدا مربحا للغاية، عندما زحفت حية لعينة على مكتبك ، فكاد يصاب بنوبة قلبية.
-كانت حية عشب صغيرة حلوة جدا و غير مؤذية على الأطلاق .
-ماذا عن الجرذ؟ ... كلا ، لا تدعيني أتحدث عن الجرذ ! على كل حال هذا يدل على أنك سيدة أعمال.
-حسنا ، لم أكن سيدة عملية قط ، أليس كذلك ؟ لست مثلك و لست على الصورة التي تمناها جدي . ما كان لي أن أكون عضوا في هذه الشركة على الإطلاق ، أحيانا أفكر أن أخرج منها ما دمت ما أزال في العشرينات ، أجرب عملا آخر.
قال تريقور مذعورا: لا يمكنك أن تفعلي هذا بجدنا بعد كل ما قام به لأجلنا ... أنت دوما كنت مدللته ، فإذا هجرته فستحطمين قلبه.
أجابت بإشارة عاجزة كمن ناقش الأمر طويلا مع نفسه : أعلم هذا.
لا يمكن لها أن تؤذي جدها.
رد تريقور: أتمنى لو تستعملين عقلك أكثر قليلا من العادة فأنت مندفعة جدا.
و كان هذا صحيحا فقلبها رقيق عفوي و هي ميزة غالبا تتعارض مع عملها ، أما ذهنها فمتيقظ ... و قد تعلمت عملها جيدا، لكن البشر و الحيوانات أكثر أهمية في نظرها.
لم تحاول شرح ذلك لتريقور فلطالما فشلت في ما مضى ، فاكتفت بالقول: إنك هذه الليلة ، قليل التفكير حقا . فالفكرة مجرد جنون.
-كلام فارغ...و الآن علي أن أذهب . أرفعي رأسك بزهو.
-ثم منحها قبله خاطفة على وجنتها و ذهب.
عندما اصبحت جينفر و حدها أطلقت تنهيدة حزينة ... كانت هي و تريقور صديقين حميمين في صغرهما . و لكن مضى وقت طويل على ذلك ، أما الآن فالأمر تغير ... في الواقع اخذت تشعر بأن قوة خفية تسلب منها السيطرة على حياتها ، و خصوصا هذه الليلة.
تحدث تريقور عن جدهما و عن تضحياته لأجلهما . لقد احتضنهما حين ماتت أمهما وا كانت هي في الثانية عشرة و تريقور في السادسة عشرة ... أما ابيهما فلم يعلم أحد قط عن مكانه ، فقد هجر أسرته قبل عامين بعد أن طلق زوجته و سافر إلى الخارج مع حبيبته الجديده ، هكذا لم يبقى لهما سوى جدهما ..
كان الجد بارني عطوفا ، لكنه جرف الولدين إلى حياته المحمومة. فكان يأخذهما معه من مكان إلى آخر . و كا ن هذا ممكتعا مع أنه لم يساعدهما على التخلص من اليتم الذي يتملكهما . لكنها أحبته و كافحت في سبيل إرضائه .
فاجتهدت في دروسها و ابتهجت بإطرائه حين كانت تحصل على علامات عالية ، ثم ابتدأت شيئا فشيئا تتقبل فكرة دخولها في الشركة .
أما هو فكان يقول بسعادة : إنني متشوق حقا إلى أتخاذكما شريكين لي .
التحق تريقور بشركة نورثون حالما ترك الدراسة ، بينما أخذ الجد يعد حبيبته جينيفر بدورها ... لم يطاوعها قلبها أن تصارحه بأنها تفضل العمل مع الحيوانات فهي لن تخيب أمله فحسب بل ستغامر بفقدان حبه أيضا ، خاصة أنها تدرك منذ وقت طويل كم يؤلمه ذلك .
و هكذا دخلت الشركة ، و أنجزت كل مهمة على أفضل وجه فتعاظم فخر جدها بها ... و عندما تراجعت صحته منذ خمس سنوات ، كان تريقور و جينيفر مستعدين لتسلم مقاليد العمل ، ليستمتع هو بتقاعده . أما جينفر فبدت امرأة عاملة ناجحة متألقة لكن في أعماقها ظل شعور بالفشل و العجز يتملكها.
و ها هي ذي الآن ، تستعد لحضور مناسبة عملية لا تهمها مع رجل لا تعرفه و تتمنى من كل قلبها لو تجد منفذا للنجاة.
* * * * * * * * *
وقف ستيفن ليري أمام باب الشقة و هو ينظر إلى ما يحيط به بعينين ملؤهما الدهشة و الفزع.
ذات يوم ، كان صديقه (( مايك هاركر )) نجما سينمائيا ذكيا لامعا. لكن ذلك كان منذ اثني عشر عاما . و قد بقي ستيفن على اتصال به ، لكنهما لم يلتقيا منذ خمس سنوات . و هاهو ذا يفاجأ في هذه المزبلة بعد أن حط به الدهر.
انشق الباب قليلا ، و بدت عين حمراء محتقنه ، ثم سأله بصوت خافت: من أنت ؟؟
-إنه أنا يا مايك ... ستيفن.
-يا للهول ، يا ستيفن.
و جذبه مايك إلى الداخل ثم أغلق الباب بسرعة و هو يقول : خفت أن تكون صاحبة البيت.
رحب كل منهما بالآخر ثم أخذا يتأملان ما غيرته السنوات فيهما . كان مايك ما يزال وسيما ، رغم احمار أنفه و كلل عينيه.
قال و هو يبعد ستيفن عنه : ابق بعيدا عني . فأنا عدوى أنفلونزا متنقلة.
قال ستيفن و هو يرى بذلة رسمية معلقة على المشحب : أتراني جئت في وقت غير مناسب؟ يبدو و كأنك ذاهب على حفلة مسرحية.
أجابه مايك ساخرا : لو أنني ما زلت أقيم حفلات مسرحية ، أكنت لأسكن في مكان كهذا ؟.
بعد تناول القهوة تبادلا حديثا مربكا مضطربا ... بدا ستيفن محرجا لا يجرؤ أن يسأله عن عمله في مجال التمثيل . و كم كان حرجه كبيرا أن يتحدث عن نجاحه هو !.
قال مايك : أتذكر عندما التحقت أنت بشركة (( مشاريع تشارتيرز ))؟ قلت لك إنك ستمتلك الشركة في النهاية ، و هذا ما حدث .
قال ستيفن ذلك مقلالا من الحقيقة ، (( فتشارتيرز )) هي حقا شركة ضخمة بالغة النفوذ ، لطالما شكلت إنجازاتها مصدر زهو له و بهجة .
قال لمايك : عليك أن تكون في الفراش.
- بلى علي أن أخرج . إنني أكسب معيشتي عبر العمل في مكتب لتأجير المرافقين ، و لدي مهمة هذه الليلة .
- هتف ستيفن بذعر : هل أنت ما يسمونه (( جيغولو )) ؟ الرجل الذي تستأجره النساء لمرافقتهن في الحفلات؟
- كلا ، تبا لذلك . أنا لست (( جيغولو )) . إنها وظيفة محترمة تماما . إذا أرادت امرأة أن تذهب ألى مناسبة اجتماعية ، ولا مرافق لها فهي تتصل بالمكتب الذي أعمل فيه و تستأجرني . ليس المطلوب مني سوى أن أكون حريصا على إرضائها ، و أعطي الأنطباع المناسب . و بعد ذلك تذهب هي إلى سريرها و أعود أنا إلى سريري .
- حيث ينبغي أن تكون الآن . لا يمكنك مرافقة امرأة و أنت على هذه الحالة ، و إلا أصبتها بالعدوى.
- لكنها ستعطيني النقود و هكذا لن أتجنب صاحب البيت بعد الآن .
- أخبر مكتبك بأن يرسلوا اشخاصا سواك.
- لقد فت الأوان.
و تملكت مايك نوبة سعال.
- ما شكلها ؟
لا أدري ، فأنا لم أرها قط . اسمها جينيفر نوثون . و هذا كل ما أعرفه . الحفله مناسبة تجارية . و لهذا لعلها امرأة أعمال قاسية الوجه ، و في منتصف الأربعينات ، يشغلها تحصيل المال عن إقامة علاقات حقيقة ، و لهذا تستأجر مرافقين.
فقال ستيفن بحزم : نم في سريرك ، و سأذهب أنا مكانك.
- لكنهم أكدوا أنها طلبتني بالذات.
- قلت إنك لا تعرفها ؟.
- هذا صحيح ، و لكن يبدو أن أحدهم حدثها عني.
- أيحتمل أنها رأتك على شاشة التلفزيون؟
- لاأظن ذلك .
- إذن هي لا تعرف شغلك ؟
- كلا ، و لكنها تريد رجلا وسيما.
قال ستيفن ضاحكا من دون أن يجرحه هذا القول.
- بينما أنا غول بشع؟.
- اسكت ، لطالما نلت حصتك و أكثر من الفتيات كما أذكر ... و لا أدري لماذا ، فأنت تعاملهن أسوأ معاملة.
- لأنني لا أتعب نفسي في إرضائهن ، إذا كان هذا ما تعنيه . كان أبي يقول دوما إن النساء أشبه بالحافلات ، إذا فاتتك واحدة ، سرعان ما تأتي أخرى. انتبه ، لقد حرص على الابتعاد عن أمي قبل أن يتفوه بهذا ...
- و انفجر ضاحكا.
صحيح أن تقاسيم وجه ستيفن لا تماثل وجه مايك وسامة و تناسبا ، لكن كثيرات من النساء يجدنه بالغ الجاذبية ، فهو أسمر قوي الجسم عريض الكتفين ، حاجباه الكثيفان يضللان عينين نفاذتين تشعان بطاقة جبارة ، مما منح وجهه قوة غير عادية . يمكن لابتسامة عريضة من فمه الكبير أن تكون قاسية ، لكن ابتسامته حلوة جذابة . أما إذا كان حسن المزاج ، فهو بالغ الظرف . و باختصار يهابه الرجال و النساء معا ، قد يبعث الخوف في القلوب ، لكنه بالتأكيد ليس رجلا تختاره امرأة تريد مرافقا ودودا و ظريفا.
قال : لا يمكنك الذهاب ، سأستعمل اسمك و سيكون تصرفي مهذبا قدر الإمكان . الأفضل أن أعود إلى بيتي بسرعة لأرتدي ملابس المساء.
- لا وقت لذلك فهي تتوقع وصولي خلال ثلث ساعة ... عليك أن ترتدي ملابسي ، نحن نلبس القياس نفسه لحسن الحظ . أرجو ألا تصيبك عدوى مرضي.
- أنا لا أصاب بأية عدوى ، أتمتع بمناعة قوية . إلى ماذا تنظر عبر النافذه؟.
- إلى تلك السيارة الفخمة الجديدة الجاثمة تحت نافذتي ، إن كانت لك فلن يصدق أحد أنك ممثل مفلس.
- سأوقف سيارتي بعيدا عن بيتها ، ثم أكمل الطريق مشيا . و الآن اذهب إلى فرشك.
* * * * * * * * *
تأخر مرافقها و وافقها هذا تماما فاستغلت الوقت لتطعم قطتها و تخرجها إلى الحديقة و هي تهتف بها : أسرعي ، سيكون هنا حالا إذا خانني الحظ...
عادت (( مخالب )) بعد دقيقتين تظهر ولاءها لسيدتها و هي تقفز إلى حجرها.
صرخت جينيفر نائحة و هي تفحص آثار قوائمها على ثوبها : آه ، كلا . لا أصدق أنك فعلت هذا.
و أسرعت إلى الحمام تخلع الثوب الملطخ بالوحل ، ثم بدأت تبحث عن ثوب آخر و هي ترجو بحراره أن لا تتحقق مخاوفها.
و لكن تحقق ما كانت تخشاه ، إذ لم يبق لها إلا ثوبين مناسبين باقيين ...
أحدهما في المغسل ، و الآخر فيه تمزق صغير . و هكذا لم يبق أمامها سوى ثوب الساتان الأزرق الداكن ...
صرخت تعنف (( مخالب )) : يا لك من حيوان ناكر للجميل ! لقد استقبلتك في بيتي و أحسنت إليك ، فانظري ما فعلته بي ! آه ، حسنا ، لا أظن بإمكاني إصلاحه الآن.
و هكذا أخرجت الثوب على كره منها ، فوجتده غير ملائم لها البتة . و لكنها لم تدر ما البديل !.
كان شعرها البني الكث منسقا فوق رأسها بجمال ... و حين وضعت عقدا و قرطين من الماس بدت سيدة صغيرة تملك حنكة و خبرة بإمكانها أن تواجه مفاجآت الحياة كلها . لكنها تمنت لو تشعر بذلك فعلا.
في الوقت المناسب فرغت من زينتها و أخذ جرس الباب يقرع.
تنفست بعمق ، ثم ذهبت لتفتح البال. و حالما فتحته ، أدركت أنها اقترفت غلطة حياتها.
بدا الرجل طاغيا ، و او أنه لا يتحلى بمقياييس الوسامة التقليدية ... كانت تشع منه هالة من الكبرياء و الإرادة العنيفة . و منذ اللحظة التي تقابلت فيهما أعينهما ، أدركت جينيفر أنه أخذ يتأملها بتمعن.
بدأ الحرج يغزوها فشعرت بالخجل من ثوبها و أحست بنظراته تخترقها أما هو فبدا واضحا أنه يستمتع إليها ، و هذا ما أغضبها ففي النهاية ليس إلا مجرد موظف . و الأسوأ أنها لمحت لمعانا ساخرا ، و كأنه فهم أفكارها فضحك منها في داخله.
و باختصار ، كانت تتوقع دمية على صورة رجل و بدلا من هذا تملكها الارتباك . لم يخطر في بالها قط أنها ستقوم بهذه اللعبة المجنونة ...
و أخيرا ، وجدت صوتها : مساء الخير يا سيد هاركر ... لقد تأخرت قليلا ، لكن هذا غير مهم.
اعتذر بصوت لا يبدو فيه الاعتذار.
- عفوك سيدتي لقد طرأت علي حالة مستعجلة لكنني الآن ملكك.
ثم بسط يديه أمامها معلنا.
- كل شئ جاهز ، حتى إنني نظفت أظافري لأجل المناسبة.
و أدنى أظافره منها بأسلوب المزاح نفسه الذي يضايقها.
هتفت فجأة : يا ألهي ! أية أزرار هذه؟.
كانت تعلم أن ممثلا فاشلا لا يحتمل أن يشتري أزرارا ثمينة للقميص ، لكن هذه بدت سيئة حقا و كأنه اشتراها من بائع جوال.
قال بغلظة : ما بها ؟ إنها أحسن ما لدي.
اجابت و هي تبذل جهدها لتبدو مهذبة : لا تشكو من شئ ... إنها أعني ... إنها لا تتلاءم تماما مع ... عندي اقتراح ... انتظر لحظة .
أسرعت إلى غرفتها أزرارا أرادت أن تهديها لدايفد بمناسبة يوم مولده القادم . كانت من الفضة مرصعة بماسات صغيرة كلفتها مبلغا كبيرا . و ما أرادتها حتى خفق قلبها لكنها كبحت شعورها ، ثم أطبقت يدها عليها . عندما من المافق أن يمد يده ، رفع حاجبيه بدهشة . أزالت الأزرار الرخيصة ثم ثبتت الأزار الغالية الثمن مكانها ، بعد ذلك رفعت إليه عينيها فرأته يحدق فيها ، و شعرت بسخونة تمتلكها و هي تقرأ السخرية الهادئة في نظراته.
نظر إلى الماسات في أزرار القميص ، ثم التمعت عيناه و هو يرى الجواهر المرصعة في عقدها و قرطيها فتمتم يقول : أنا مسرور لأنني ألائم حليك.
رفضت التجاوب مع سخريته ثم قالت : هذه مفاتيح سيارتي ، سيدهاركر ، هل نذهب ؟.
عندما كشف الكارج عن سيارتها الفارهة ، قالت و قد أخذ الشك يتملكها : ربما من الأفضل أن أقود السيارة بنفسي.
و مدت يدها تستعيد المفاتيح ، لكنه لم يتحرك بل أدهشها بصوته الحازم: اصعدي إلى السيارة إنني هنا لمرافقتك ، و سأقوم بالمهمة على أكمل وجه. لا يناسبك أن تقودي السيارة بنفسك فقد يدرك الناس أنك استأجرتني .
اندفعت بعنف إلى المقعد المجاور للسائق ، ثم جلست بينما أخرج السيارة من الكاراج بخبرة تامة و كأنه يقوم بذلك يوميا . و تساءلت أين تراه تعلم هذه المهارة في قيادة سيارة قوية كهذه .
سألها : من أي طريق ؟.
- وسط لندن . توجه إلى (( ترافالغار سكوير )) ثم أدلك من هناك.
و عندما أصبحا في الشارع ، قال بعفوية : أي قصة نويها للناس ؟.
- قصة ؟.
- قصتنا . إذا سألنا أحد ، فلتكن إجاباتنا مطابقة . متى تعارفنا ؟.
- آه ، الأسبوع الماضي .
- إننا حديثا المعرفة . لماذا ليس الشهر الماضي ؟.
فردت بسرعة : كلا ، إنها مدة طويلة .
- فهمت ... كنت تخرجين مع شخص آخر حينذاك ؟ لماذا لم تخرجي معه هذه الليلة ؟.
- لأننا ... لأننا تخالفنا .
- من نبذ الآخر ؟.
- افتراقنا باتفاق مشترك.
- أتعنين انه هو الذي هجرك ؟.
- لم أعن شيئا كهذا .
- هل سيكون موجودا هذه الليلة ؟.
- ربما .
- الأفضل إذن أن تخبريني باسمه من باب الاحتياط .
فقالت بجمود : اسمه (( دايفيد كونر )).
- هل تدربت على رواية على رواية قصة تعارفنا ؟.
- كلا ... لا أدري ... سأفكر في شئ ما .
قالت ذلك شاردة الذهن و شعور بالتعاسة يزداد في نفسها .
- يدهشني أن أراك مشوشة التفكير . لقد اقتربنا من ساحة (( ترافالغار سكوير )) دليني على العنوان .
- إننا ذاهبان إلى (( كيتسبي هاوس )) . حذار !.
- آسف ، لقد انزلقت يدي على المقود .
قال ذلك بسرعة ، لكنه في الواقع تلقى صدمة قوية إذ لا بد أن معارفه غير قليلين في ذلك المكان . و اتخذ قرارا سريعا .
- الأفضل أن تعلمي أن اسمي الحقيقي ليس مايك هاركر .
- أتعني أنه اسمك الفني في المسرح ؟.
- كلا ، إنني ... لا بأس . اسمي هو (( ستيفن ليري )) . ها قد اقتربنا من المكان . أخبريني عنك بسرعة .
سمي (( جينيفر نورثون )) ، و أنا حفيدة (( بارني نورثون )) صاحب شركة ...
- فقاطعها : (( شركة نورثون للشاحنات و المستودعات )) ؟.
فقالت بدهشة : نع . و منظمتنا هي الأفضل من نوعها في البلاد ، و نحن ننتشر بسرعة في أوربا .
و تذكرت فجأة من يكون فأردفت : المعذرة للتطويل .
- نعم ، لا حاجة لتتحدثي عن أشياء معقدة قد لا تتمكن خلايا عقلي من استيعابها .
رفضت أن يهينها ، فقالت : توجه نحو المنعطف التالي فتجد موقفا للسيارات .
عندما أطفأ المحرك ، التفت جينيفر لتفتح الباب ، فأوقفها أمرا منه ثم نزل دائرا حول السيارة ليفتح لها الباب و قال بهدوء : انتظري فهذه مهمتي .
ابتسم وهو يمد يده ليساعدها على النزول ... ثم تمتمت : شكرا.
أوشكت قدمها أن تزل أثنا نزولها ، لكنه اسندها . و شعرت بتسارع خفقات ، فما كان منها إلا أن استدارت عائدة إلى السيارة لتأخذ وشاحها المخملي ، لكنه سبقها إليه فتناوله و وضعه بعناية حول كتفيها . لم تستطع كبح الرجفة التي سرت في كيانها حين رفعت عينيها فالتقتا بعينيه . كانتا تنظران إليها بحدة بعثت الاحمر في وجنتيها.
قال جادا : انت رائعة الجمال كما إنك حساسة ، و سأشعر بالزهو لأنك معي . كلا ، لا تقوليها! أنت لا تهتمين بذلك . حسنا ، لا يهمني إن اهتميت أم لا و إنما أخبرك بأنك ( ضربة قاضية ) !.
كان الحديث صعبا عليها لا تدري لماذا و لكنها أخيرا تمتمت : جيد أن أعلم أن مرافقي يرضى عني .
فقال بجفاء : أنا لست راضيا عنك ، فأنا غير راض عن هذا الوضع كله . امرأة بجمالك ما كان لها أن تستأجر رجلا لمرافقتها . فإن اضطرت لذلك لا شك أن حياتها ظروفا سيئة للغاية . لكنك رائعة ، قادرة على دفع أي رجل للقيام بما يندم عليه لاحقا ... كل ما أتمناه أن أملك الوقت لأكشف فيك عن تلك المتناقضات كلها .
فقالت و وجهها يلتهب : متناقضاتي لا تعنيك .
أجاب من دون اكتراث : إنها تعنيني إذا قررت ذلك . و لكن من المؤسف أنني لا أملك الوقت ! و الآن هيا بنا ندخل .
شاركت جينيفر في الكثير من النشاطات في قاعة (( كيتسبي هاوس )) ، و ألفت الأثاث الأحمر الداكن و الثريات المتألقة لكن بدت هذه الليلة كأنها ترى كل شئ للمرة الأولى . فالأضواء أكثر تألقا ، أثواب النساء الأخريات أكثر جمالا ، أما ملابس الرجال فبدت أكثر أناقة .
ذهبت إلى غرفة المعاطف لتودع فيها وشاحها . و عندما عادت وجدت ستيفن ينتظر عند أسفل السلم ، فانتهزت الفرصة لتتأمله من بعيد ، و تقارنه بسواه من الرجال . كانت المقارنة بأجمعها في صالحه فعلا . فهو أطول الموجودين قامة تقريبا . طبعا كتفاه هما الأعرض و شخصيته هي الطاغية . لكن أكثر ما فتنها فيه هو جو السلطة و الثقة بالنفس الذي يشع منه . فكيف لممثل عاطل عن العمل أن يمتلك هذا الجو ؟ لقد اتخذ بالطبع المهنة اللائقة به .. ثم اقتربت منه باسمة أن تخلق بينهما جوا لطيفا ، و قالت بحرارة : تهاني .
- على ماذا ؟.
- إنك تقوم بدورك على أحسن ما يكون ، و كأنك من هذا المكان .
قال بشئ من السخرية : شكرا . لكنني أشعر بشئ من الخجل بين كل هؤلاء الناس المهمين .
- إنهم ليسوا مهمين حقا ، بل يحبون فقط أن يتظاهروا بهذا لأنهم يملكون المال . انظر إليهم باستعلاء ، فيعتبرونك واحدا منهم . أتوقع لك النجاح التام هنا .
و ابتسمت بمكر ، فلوى شفتيه : لا تشعرين إذن بأنك مجنونة لآنك دخلت هذا الاتفاق ؟.
- بالعكس ، فأنا أظنني حصلت على صفة جيدة .
- أنا أيضا أشعر بأن تصرفي لم يكن سيئا .
صعدا السلم و دخلا قاعة الرقص الفسيحة ، و قد ازدحمت الآن بالناس . و على الفور ، لاحظ ستيفن بعينيه أن جينيفر غطت على كل امرأة في القاة . كما أنها تعرف كيف تختار عطرها فهو يدغدغ الأنف و يصل إليه دافئا .
تساءل من يكون الحبيب الذي لمس قلبها ؟ و كيف تتصرف معه ؟ هل يفيض وجهها رقة و تشع مشاعرها من عينيها ؟.
سارا خلال الجموع مبتسمين يردان التحيات . عرفه بعض الأشخاص ، و أمضى ستيفن وقتا متوترا و هو يحاول إبعادها عنهم و أدرك أنه سيكون محظوظا لو تمكن من مغادرة هذه السهرة دون أن ينكشف أمره .
- تعالي إلى ركن الشراب سأخبرك بأمر ما بعد أن أحضر أليك شرابا .
- أريد عصير برتقال بما أنني سأقود السيارة أثناء العودة .
قال ستيفن للعامل : أريد كوبين من عصير البرتقال .
و قال لجينفر ضاحكا : تحسبا لإمكانية تغييرك لرأيك .
قالت تتحداه : أتعني أنك تستطيع أن تغير رأي ؟.
- هل هذا ما عنيته ؟ شكرا لأنك أعلمتني هذا .
كانت عيناه تغيظانها ، فلم تستطع إلا أن تبتسم قائلة : هذا ما كنت تعنيه بالضبط .
و أخذت تنظر حولها و إذا بابتسامتها تتجمد . كان دايفيد يقف على بعد خطوات منها ...
منتديات ليلاس




انتهى الفصل الاول اتمنى تعجبكم

 
 

 

عرض البوم صور Disckoooooo   رد مع اقتباس
قديم 10-04-09, 04:51 PM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 136138
المشاركات: 117
الجنس أنثى
معدل التقييم: Disckoooooo عضو له عدد لاباس به من النقاطDisckoooooo عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 119

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Disckoooooo غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Disckoooooo المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي الفصل الثانى

 

2 - الأختبار الأول


تساءلت جينيفر مرار إن كان دايفيد سيحضر الحفلة ، و قد أدركت الآن أنها ظلت طوال الوقت تتوقعه سرا . خفق قلبها لمجرد رؤية ملامحه المكتملة الجمال تحت شعره الأشقر الكث.
حين التفت أليها قرأت ذهولا في عينيه ... بالتأكيد سيمد يده إليها في اللحظة التالية و بهدها تتلاشى خلافتهما كلها ... لكنه بقي جامدا و قد بدا عليه الاضطراب . و فجأة ظهرت فتاة شابة و وقفت بجانبه ، فأدار رأسه نحوها ملاطفا.منتديات ليلاس

تسمرت جينفر في مكانها و الذهول يكتنفها . لقد ابتعد دايفيد عنها. ارتسمت في عينيها نظرة كئيبة و بدا المكان حولها خاليا حتى من ستيفن الذي كان يتأمل وجهها القريب.
انقبض قلبها و هي تفكر أن دايفيد وجد فتاة أخرى بسرعة . ثم ابتسمت له الفتاة ... كانت ابتسامة رقيقة صادرة من القلب أكسبت وجهها فتنة، و لم تستطع جينيفر أن تكبت شهقة صغيرة صدرت عنها . فسمعها ستيفن . و ضاقت عيناه اهتماما.
تمتم هامسا في أذنها : إذن هذا هو؟.
- من هو ؟.
- الفتى الجميل مع الفتاة الباهتة البليدة...
- لا أدري ماذا تعني بالفتى الجميل...
- إنه أسبه بتمثال من السكر على قمة كعكة الزفاف.
قالت بجهد : هل لنا أم نترك هذاالموضوع جانبا؟.
- لماذا؟ أنا هنا فقط لنريه أنك لا تهتمين به مثقال ذرة . دعينا نريه إذن...إلا إذا كنت خائفة؟.
أجابت بسرعة : لست خائفة طبعا.
ثم تقدمت من دايفيد و هي تقول: دايفيد ، ما أجمل أن أراك!.
تراجع دايفيد ، و هو يتمالك نفسه بدوره ... علمت أنه لم يكن يتوقع رؤيتها مع رجل آخر ، ثم قال : جينيفر ... يا لها من مفاجأة حلوة!.
- لكنك كنت تعلم أنني سأحضر .
- نعم ..... آه ، نعم طبعا ..... دعيني أعرفك إلى (( بيني )).
و جر المرأة الأخرى إلى الأمام ، فنظرت إلى جينيفر بخجل سرعان ما اتبعته بابتسامتها الحلوة.
و عنما تصافح الرجلان ، بدأت الثقة تعاودها . أصبح دايفيد يعلم الآن ، أنها لم تجلس في البيت تلفخا التعاسة و هي تترقب رنين الهاتف . و ليس من الضروري أن يعلم كم من المرات كانت على الكآبة.
و ابتسم ستيفن بحرارة مسرحية تكاد تكون بلهاء . تملكتها رغبة جنونية في الضحك ، و كأنهما ، تربط بينهما نكتة لا يفهمها سواهما ، حتى و لا دايفيد .
عبس دايفيد بضيق ، و ما لبثت (( بيني )) أن استحوذت على انتباهه فذهب معها . أما جينيفر فقد أبقت رأسها عاليا ، و ابتسامتها مرسومة على وجهها ، و كم كان ذلك صعبا للغاية !.
زينت القاعة خمسون مائدة مستديرة و لم تعرف جينيفر هل تسر أم تبتئس لجلوسها في مواجهة (( دايفيد)) و (( بيني )).
كانا مواجهتها تقريبا ، فتأملت كيف جذب كرسي بيتي ليجلسها عليها بشهامة . كان دوما مرافقا شهما في حفلات العشاء ، هكذا أخذت جينفر تفكر قبل أن تغرق في الكآبة..إنه حقا مرافق ساحر للغاية !. عندما حولت عينيها ، سألها ستيفن : حدثيني عن دايفيد كونر . ما عمله ؟.
- إنه يمكلك شركة صغيرة لصناعة معدات الماكينات.
- هل أنشأ الشركه بنفسه ؟.
- كلا . لقد تركها له والده .
شغلهما تناول الطعام لفترة ، أدى ستيفن أثناءها دوره إلى حد الكمال ، مهتما بكل ما تحتاجه ، باسما . ثم استهلت الخطابات بإلقاء الكلمات الرسمية المعتادة.
انتهى إلقاء الكلمات و تنفس الناس الصعداء . ثم بدأ بعضهم في التنقل من مائدة إلى أخرى . و مر بها شخص أو اثنان فتحدثا إليها . و عندما انتهت . لاحظت أن ستيفن يجلس مع دايفيد و بيني كما رأت دايفيد يتحدث بجدية بينما ستيفن سصغي إليه مقطبا جبينه باهتمام بالغ فتساءلت إن كان المسكين يحاول تغطية سأمه.
- قالت له: ما رأيك في مراقصتي؟.
- ليس على سيدتي سوى أن تأمر.
أجاب ستيفن بذلك و هو يقودها إلى الحلبة.
- لا تعرفين مقدار السرور الذي يغمرني حين أرقص مع امرأة يسمح لها طولها بالنظر في عيني ، إن عضلات رقبتي تتصلب في العادة.
- خطر لي أن أنقذك من دايفيد .
- أخائفة من أن يسمو حديثه الجاد فوق مستوى إدراكي ؟.
- ماذا اخبرته عنا ؟.
- إنني فتاك العابث.
- هل يمكنك أن تتحدث بجدية و لو لدقيقة واحدة ؟.
- سأخبرك الآن بجدية ! لست واثقا أنني سأساعدك على استعادته . قد ينتهي أمركما بالزواج ، فكيف أصفح عن نفسي عند ذاك ؟.
- ماذا تعني ؟.
إنه ليس بالرجل المناسب لك . ستتشاجرين معه دوما حتى على المرآة.
- يا لهذا الكلام الفارغ !.
- ليس كلاما فارغا يا (( جيني ))...
فقاطعته بسرعة : لا تتلفظ بهذا الاسم ! دايفيد فقط يدعوني (( جيني )).
- هذا اسم لا يناسبك ، على كل حال . (( جيني )) اسم طائر صغير بني اللون ، بينما أنتي عصفورة مغردة من عصافير الجنة.
فقالت بمرح : لا تكن واثقا من كلامك هذا ، فقد أستحيل غرابا ذات يوم .
انفجر ضاحكا ، فجذب بعض الأنظار ، بمن فيهم دايفيد . تلاشت ابتسامتها على الفور و هي تحدق في وجه ستيفن ، فبادر إلى القول متفهما : لا بأس ، إذا كنت تريدين اللعب بهذا الشكل ! إنك رائعة ، و أرجوا أن يدرك دايفيد هذا تماما .
- إنه مدرك طبعا.
- هل أتى على ذكر الزواج ؟.
فترددت : بطريقة ما .
- ماذا تعنين بذلك ؟.
أجابت كارهة: بأعماله لا بكلماته.
- لا تخدعي نفسك يا جينيفر . هذا قول تخدع النساء به أنفسهن ، فيعتقدن بأن الرجل قدم إليهن وعدا صريحا حين لا يكون ذلك صحيحا . أردته أن يخطبك رسميا بينما أحجم هو عن ذلك . هل هذا سبب خلافكما ؟.
- هذا لا يهمك.
- بل يهمني طبعا . فأنا حبيبك حتى منتصف هذه الليلة ، و غيور حتى الجنون من الرجل الذي تحبينه . إنك تحبينه ، أليس كذلك ؟.
- تماما.
- يا للحماقة ! و ما سبب الخلاف ؟.
كيف يمتنع هذا الرجل من توجيه الأسئلة ؟ يبدو و كأنه يملك قوة ساحرة تجذبها إليه و تجعلها رهن اشارته ، ولكن من الصعب أن تحدد شبب الخلاف لأنها هي نفسها غير واثقة من ذلك . كانا يتحدثان عن مشكلة صادفت دايفيد في شركته رأت الحل واضحا ، فسرها أن تساعده . و فجأة رفعت بصرها فرأته ينظر لإليها بشكل غريب . ثم سألها بهدؤء : هل تعلمين عن هذا الأمر أكثر مما أعلم ؟.
حتى ذلك الحين لم تكن تحس بالخطر ، فأجابته ببشاشة : كان ذلك يحدث مع جدي . اسمع عزيزي ، كل ما عليك أن تفعله هو ...
لكنه منعها من الكلام ، متهما إياها بأنها تحاول استلام المسؤلية .
أنكرت ذلك بغضب ، لكن الأمور ازدادت حدة بينهما . و عندما افترقا كانت المشاكل قد تفاقمت حتى ضاع السبب الرئيسي.
و أخيرا قالت : لم يكن الأمر يتعلق بالزواج .
- أنا مسرور لهذا . فأنت تستحقين رجلا أفضل منه .
- لا تقل هذا .
- هذا حسن .أحبك عندما تشع عيناك بهذا الشكل . لا تداوي على مراقبته ، و إلا أفسدت تأثيرك . ركزي اهتمامك علي أنا .أظنك ضربة قاضية لكنني أضيف إلأيك أيضا الشجاعة و الحيوية .
- هل تتحدث دوما إلى زبوناتك على هذا النحو؟.
- زبوناتي ... ؟. آه أنا لا أفعل ذلك كثيرا . بل أميل إلى مجابهة الآخرين بالحقيقة الصريحة بدلا من المجاملة المعسولة . ابتسمي لي فهو ينظر إلينا .
منحته جينيفر أكثر الابتسامات اشراقا فردها لها بالمثل و هو ينظر في أعماق عينيها ، قائلا : هذا عظيم ، إنما انتبهي ، فأنت أكثر تاثيرا عندما تغضبين .
- إذا تجرأت على القول إنني أبدو جميلة أثناء الغضب ، سأدوس على أصابع قدميك .
- أعدك بألا أقول شيئا كهذا .
- هذا جيد .
- حتى و لو كان صحيحا .
رأته يوشك على الضحك فلم تستطع منع نفسها من التجاوب معه ، و سرعان ما كانا يضحكان معا ثم قالت بمرح : آه ، اذهب الى الجحيم.
- هذا أكيد . عندما تكونين معي يمكنني الذهاب إلى النار و العودة منها.
و اتجهت عيناه صوب دايفيد ثم تمتم يقول : يبدو قلقا عليك.
- من ؟.
- دايفيد ، لا تقولي إنك نسيتي ذلك المسكين؟.
- كلا . طبعا .
قالت ذلك بسرعة . لكنها حقا استغرقت في هذا الرجل بكامل جوارحها حتى نسيت دايفيد لقترة قصيرة .
و فجأة دنا منها ستيفن ثم همس في عينيها : دعينا نقلقه حقا . ثوبك هذا يعجبني.
اضطربت و تملكها الذعر عندما شعرت باحمرار وجهها . كانت واحدة من تلك المحظوظات اللاتي تحمر وجههن بشكل جذاب فغمرها بنظرات مهتمة ، ثم قال : إنك أجمل امرأة هنا.
فهمست: كفاك تملقا .
- لكنك تدفعين لي أجر هذا الكلام .
فصعقت . لقد أوقعها هذا الرجل بسحره ، حتى نسيت أنه مجرد وهم اشترت مجاملاته بنقودها بينما هي لا تعني له شئ . تمتمتبصوت مرتجف : حسنا ، ما دمت تحت امرتي ، فأنا آمرك بالسكوت.
- لقد استأجرتني لكي أجعل دايفيد يغار . و هذا ما سأفعله.
أجابت بسرعة ، و هي تتذكر ما قاله أخوها تريقور : بل استأجرتك لمصلحة الشركة.
- هراء . إنا فائدة ثانوية فقط ، فدايفيد من يهمك أمره . مع أن هذا لغز يحيرني.
رفع ذقنها باصبعه . لم تستطع مقاومته ، و فجأة أخذ قلبها يخفق بعنف. حاولت تجاهل أحاسيسها و التفكير في الدور التمثيلي . لكنها لم تستطع أن تتذكر ما هو الدور ، او لماذا تقوم به . بدت و كأنها تسبح في حلم.
أذهلها هذا الإحساس الذي تملكها . يجب أن تتوقف عن هذا عليها أن توقفه لكنها لم تأت بأي حركة ، و كأنها لم تستطع الكلام .
و تملكها شعور مدمر و كأنها فقدت السيطرة على نفسها.
فقدت كل إحساس بالزمان أو المكان . لم تعد تسمع الموسيقى ، أو ترى الراقصين الآخرين يدورون حولها بل كانت شبحا في الفردوس في رقصة يا ليتها تدوم لنهاية العمر ! و بدأ قلبها يخفق بعنف حتى صعب عليها التنفس.
همست : دعني أذهب.
قال ببطء : لو عاد الأمر لي لما تركتك تذهبين أبدا . لاختطفتك إلى مكان لا يعثر عليك فيه أحد ، ثم لاكتشفت أي نوع من النساء أنتي حقا . و قد يكون الجواب مفاجأة لك أنتي أيضا.
- ما أشد جرأتك !.
- هذا غريب ، أليس كذلك ؟ لكنني أصبحت أعرف عنك ما لن يستطيع دايفيد كونر أن يعرفه أبدا . أنا أعرف ما أريده منك ، أكثر منه.
ذعرت و هي تشعر بكلماته ( أعرف ما أريده منك ) ...كان في صوته عزيمة فولاذية لم تسمعها من رجل . لقد أحبت دايفيد لرقته و طباعه الحلوة لكنها في أعماقها شعرت بأنه يفتقر العزيمة . و مع أن العزيمة لم تكن تهمها إلى هذا الحد ، لكن مع هذا الرجل القوي الإرادة شعرت بتجاوب بعث الرجفة في أوصالها و ملأها حذرا.
سمعته يتمتم بكلمة (( تبا لهذا )) . ثم تبددت الأحلام بعد أن أدركت أن الموسيقى توقفت . انسحب الراقصون شيئا فشيئا أما هي فبقيت بجانب ستيفن ليري ، تتأمل الصدمة في عينيه و هي تعكس الصدمة في عينيها ... لن يعودا إلى سابق عهدهما أبدا !.
و في الساعة التالية ، انشغلت جينيفر تلقائيا بالمناقشات التجارية و رأسها يدور نتيجة تلك المواجهة المدمرة مع ستيفن .
من زاوية عينها لمحته يرقص مع بيني . و أخيرا أقبل إليها مرة أخرى ، قادها إلى البوفيه قائلا: لا بد أنك بحاجة ألى بعض المرطبات . و كذلك أنا ، فقد كنت اعمل من لأجلك.
فقالت بلهجة ذات معنى: رأيتك فعلا ترقص مع (( بيني )) .. كيف وجدتها؟.
- إنها ترقص باحتشام تام ، بينما أفضل المرأة التي ترقص و كأنها تتبادل الغزل مع مراقصها.
و بدا التحدي في عينيه ، فقالت جينيفر و هي تغطي موجات حرارة أخذت تتملكها : يمكنني تصور ذلك . هل هذا هو العيب الوحيد الذي وجدته في (( بيني )) المسكينة ؟.
- كان حديثها لا يخرج عن كلمتي ( نعم ) و ( كلا ) ... كما أنها تخطئ في خطواتها ، فيما أنظارها لا تفارق دايفيد ...
بالمناسبة هي سكرتيرته ، و لم يدعها إلى الحفلة إلا بعد ظهر اليوم .سمعها تتأوه بارتياح ، فقال بخبث: يبدو و كأنه ترك الأمر إلى آخر لحظة ... لعله رجا أن تتصلي به . لكنه لا يفهمك لأنه أناني ، و هو يشعر بسعادة أكبر مع فتاة لا ترتقي إلى مستوى جماله . كان الفراق قدرا لا مهرب لكما منه ، أنتما الأثنان.
- أنا و دايفيد لم نفترق نهائيا.
- بل هو نهائي إذ تدخلت (( بيني )) في الأمر ، فهي حريصة عليه.
فاندفعت تقول بحرارة : يمكنني استعادته متى اشاء.
- و لكن هل يستحق ذلك ؟.
أجابت بمكابرة : نعم .
- لا بأس . هيا بنا .
ثم قادها إلى حيث كان دايفيد و بيني يتحدثان ، و بظرف جذب بيني بعيدا ، تاركا دايفيد لجينيفر فأخذ نفسا عميقا و سألها بأدب : كيف حالك ؟.
كيف حالها ؟ و تاهت بها الذكريات ... كانت متلهفة إلى اتصال هاتفي منه ، و تحطم قلبها من طول الانتظار ... كم بكت وحدها و كم حاولت أن تخفي دموعها عن الناس من دون أن تفهم ما هي غلطتها!.
و مع ذلك أجابت ضاحكة: حسنا ، إنك تعلم كيف هي الأعمال في هذا الوقت من العام .فالملفات تتكدس علي. أظن الأمر نفسه يحدث معك.
أخذ يبحث عن النظرة القديمة في عينيها قبل أن يجيب موافقا : هذا صحيح ، فقد كنت مشغولا تماما . وفي الواقع ، كنت مسافرا معظم الأسبوعين الماضيين لهذا ما كنت لتجيدني لو اتصلتي بي.
ردت بتوتر: كلا ، لم اتصل في الحقيقة .
- طبعا لم تتصلي ... لم أعن ... حسنا ، على كل حال...
أنهى كلامه و هو يهز كتفيه بعجز ثم ابتسم ، أما هي فحبست أنفاسها و قد اجتاحتها هذه الابتسامة التي أضاءت وجهه الوسيم.اندفعت تقول وهي تمد يدها له : دايفيد.
سرعان ما يهتف باسمها هو لآخر و يتلاشى الجفاء الذي بينهما.
- لا تضيعي الوقت بالحديث يا عزيزتي ، السهرة ما زالت في أولها.
- لكن الصوت صدر عن ستيفن الذي ظهر بجانبها من حيث لا تعلم .
و قبل أن تعترض كان قد سحبها إلى حلبة الرقص.
قالت ساخطة لماذا فعلت هذا ؟ كان دايفيد على وشك أن ... ما تظن أنك تفعل ؟.
- أنقذك من اقتراف غلطة شنيعة . كنت أنظر إليكما و لم يكن هو على وشك أن ... بل أنت التي كنت على وشك أن ترتمي عند قدميه.
- ليس هذا من شأنك.. أعني ما كنت لأفعل هذا.
- و لكن وجهك قال لي شيئا آخر . هل هذا كل ما يحتاجه الأمر ؟ أن يمنحك تلك الابتسامه الصبيانية الصغيرة ، فإذا بعقل المرأة يطير؟ .
- دعني أذهب حالا . لم تعد صالحا لشئ.
و اخذت تكافح للتخلص منه لكنه منعها و هو يقول : كان عليك أن تشكريني أيتها المرأة الجاحدة ! لو إنك انهرت عند أول اختبار لما استعدت علاقتك به أبدا.
- ماذا تعني بكلمة اختبار؟.
- هذا أول لقاء يجمعكما بعد الخصام ، فكنت أنت أول من تهافت . أراهن على أنه كان يتحدث عن نفسه . ليس عنك أو عنكما معا بل عن نفسه فقط . إنه يبدو من أولئك المعتوهين الذين يظنون أن كل الطرق تؤدي إليهم .
فضلت الموت على الاعتراف بأنه على صواب . لكن قلبها يتلوى ألما و خيبة ، فدايفيد كما توقعت و جرحت كرامتها بعد ان شهد ستيفن على ذلك.
- لماذا تقع امرأة مثلك في غرام رجل ضعيف ؟.
- ليس ضعيفا . لكنه ليس متغطرسا ،إذا كان هذا ما تعنيه . بعض الرجال لا يشعرون بالحاجة للغطرسة ، المسألة تتعلق بالنفس.
- و ماذا فعلت لكي تدمري ثقته بنفسه؟.
قالت بحدة : هذا كلام حقير!.
- و أقرب إلى الحقيقة!.
و فجأة شعرت بأنها نالت هذه الليلة أكثر مما تتحمل، فقالت : أظن وقت الرحيل قد حان.
- حسنا . سنخرج بعظمة . ارفعي رأسك !.
قادت جينيفر السيارة بصمت و قطعت قرابة الميل قبل ان تسأله : أين تريدني أن أوصلك؟.
- أنزليني فقط عند محطة الباص التالية.
- أنا مستعدة لأخذك إلى بيتك.
- شكرا ، لكن الباص سيقوم بالمهمة.
فقالت بصبر: لا حاجة بك للمعاناة . أخبرني بمكان إقامتك.
- هل علينا أن ننهي تعارفنا بالجدل ؟.
فقال باكتئاب: و ما اهمية ذلك ؟ فالسهرة كلها كارثة.
- ليس السهرة كلها. فقد مرت لحظات من التسلية.
ذعرت و هي تشعر بوجنتيها تلتهبان للذكرى . و لتتأكد من انه لن يلاحظ ذلك ، قالت: إنسها ، يا سيد ليري . فقد سبق و نسيتها أنا.
هذا ما لا أصدقه.
هذه أمور تحدث ، فينجرف الناس معها . لكنها لا تعني شيئا.
- هل تتصرفين هكذا مع كل رجل تلتقينه ؟ عار عليك.
انتبهت إلى السخرية في صوته ، فجاهدت لتصون كرامتها.
- تعلم ما اعني . لقد انتهت الليلة و لن نجتمع مرة اخرى أبدا.
- أتظنين؟.
- نعم ، ما دمت أستطيع أن امنع ذلك.
- قد يرى الرجل المتهور في ذلك تحديا له.
- لا تجرب.
- أراهن على أنك ستتصلين بي قبل نهاية الأسبوع.
- لقد وصلنا إلى محطة الباص ، تصبح على خير يا سيد ليري.
و عندما وقفت عند المنعطف ، أخذ ستيفن ينزع أزرار كمي القميص الذهبيين: الأفضل أن تستعيدي هذه.
لم تشأ ذلك فهي لن تهديمها إلى دايفيد بعد الآن ، فردت بمزيج من الضعف و الخيبة : لا حاجة بي إليها . احتفظ بها لتعزيك بخسارتك للرهان . ستجلب لك ثمنا جيدا.
كان ستيفن قد فتح الباب الآن ، فقال لها ببرودة:بل أحتفظ بها كتذكار منك.
- أفضل ألا تفعل هذا . أريد أن أنسى كل شئ عن هذه الليلة.
قالت ذلك و هي تتمنى لو يذهب و يتركها لأحزانها ، فأجابها بحزم : لكنني لا أريدك ان تنسيني.
همست بصوت مبحوح: كفى.
- لا أريد أن أنتهي ، و كذلك انتي.
حاولت ان تنكر هذا ، أن ترفض سيطرته التي اعتبرتها أمرا مسلما .... لكن قلبها عاد يخفق بشدة و ضاعت منها الكلمات . ودون
وعي تنظر إليه شعرت به يتوتر ، ثم سمعته يقول : كيف لرجل مجهول أن يكون له هذه القدرة على التأثير فيك ؟.
فصرخت به : ليس مفروضا منك ....
فقال بغضب: تعنين أنه لا يجدر بالمرافق المستاجر أن يقترب منك ، أليس كذلك؟.
صرخت بصوت مرتجف : اخرج من السيارة ، اخرج حالا . هل تسمع ؟.
- نعم ، ربما من الأفضل أن أهرب ما دمنا سالمين.
خرج و اغلق السيارة ، و ظل ينظر إليها من خلال النافذة المفتوحة ثم تابع: إلى أن نتقابل مرة أخرى.
- لن نتقابل أبدا.
- فرد بخشونه: لا تكوني حمقاء . إنك أكثر حمكة من ذلك .
لم تملك سولا طريقة واحدة لإسكاته ، فداست على البنزين و انطلقت بالسيارة ، و عندما نظرت من المرآة الخلفية رأته ما زال واقفا هناك ينظر إليها و العبوس يكسو وجهه.
منتديات ليلاس




انتهى الفصل الثانى مع تحياتى

 
 

 

عرض البوم صور Disckoooooo   رد مع اقتباس
قديم 10-04-09, 05:01 PM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 136138
المشاركات: 117
الجنس أنثى
معدل التقييم: Disckoooooo عضو له عدد لاباس به من النقاطDisckoooooo عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 119

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Disckoooooo غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Disckoooooo المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي الفصل الثالث

 

3 - يوم ولد ستيفن


في الصباح التالي ، وصلت جينيفر الى مكتبها متأخرة لإنها لم تنم إلا بعد قضائها الليل تتقلب على فراشها أرقة . شعرت بالذعر تفكر كيف استسلمت لجاذبية رجل لا تكاد تعرفه . ثم غفت أخيرا لتستيقظ و في ذهنها حقيقة واحدة : ألا ترى ستيفن ليرى مجددا إذ يمكن لهذا الرجل أن ينسيها نفسها و من تكون .
إنها حفيدة (( بارني نورثون )) الناجحة الرائعة الجمال و هي قرة عينة . لكنها أيضا تلك التي تؤوي الحيوانات الشريرة الضالة ... لماذا ؟ لأنها تشعر أنها هي نفسها أسبه بالضالة الشريدة . و لولا هذه الحيوانات لشعرت بحياتها فارغة موحشة . و ها هي الآن امرأة عاملة في القمة و قد سئمت العمل . في أعماقها ما تزال تلك الصبية ذات العشر سنوات التي هجرها أبوها من دون أن يلتقي عليها نظرة واحدة ، و كم كانت شغوفة به !.منتديات ليلاس

فكرت في دايفيد الذي أحبت فيه الرقةو اللطف ، بينما لم يعجب به أحد من أسرتها . قال جدها إنه ممل ، أما تريقور فكان أكثر جرأة في تفسير ذلك : لن يشعل أبدا نهر التايمس.
لكنها لم ترد رجلا يشعل نهر التايمس ، بل إنسانا أن تعتمد على ثباته . و قد ناسبها دايفيد من هذه الجهة تماما . كان كذلك على الاقل ، إلى حين خلافهما ... لكنه ذنبها أيضا كما أكدت لنفسها ، فقد جرحت كرامته بطريقتها الخرقاء في تقديم المساعدة . و عندما يتراضيان ستكون أكثر أكثر حذرا.
دايفيد رجل مسالم جدير بالثقة ، صحيح أنها تمنت أحيانا لو كان أكثر حزما ، خاصة حين يمس ضعفه قلبها . لكنها تحمل في أعماقها قوة هادئة .
و على قدر ما تحتاج إلى رجل تعتمد عليه ، فهي أيضا بحاجة إلى رجل يعتمد عليها ، إذ لا يمكنها أن تتخلى عن أي شخص بحاجة إلى حمايتها . و هكذا لم يكن على دايفيد سوى أن يبتسم قائلا : ماذا كنت لأفعل من دونك ؟ حتى تذوب أمامه حبا و حنانا ، و لهذا أحبت دايفيد بكل جوارحها . و لهذا أيضا لن تقع في حب ستيفن على الإطلاق ، فهو لا يملك ما ينبئ عن ضعف في شخصيته .
أما ما حدث بينهما فشعور مختلف ...كان أشبه بتحذير من حواسها لئلا تقع في شباك الرجل غير المناسب .
وصلت المكتب باندفاع و نشاط و بالكاد لاحظت نظرات موظفيها ترمقها بفضول . كالعادة ، استهلت مهماتها بتفقد أسعار أسهم الشركة . و ما أنجزت هذه المهمة حتى جلست تحدق في شاشة الكمبيوتر و هي تقطب جبينها .
- لا يمكن أن يكون هذا صحيحا . لماذا ترتفع أسعارنا إلى هذا الحد منذ أمس ؟.
لكن الأرقام نفسها عادت إلى الظهور ، و في الدقيقة التالية رن الهاتف بجانبها و إذا بتريقور يقول لها : الأفضل أن تأتي إلى هنا و تعلمينني بما يجري.
اجتازات جينيفر الممر إلى مكتبه و قد تملكتها الحيرة ثم قالت له و هي تغلق الباب خلفها : لم أفهم أيا من هذا .
- إنني أتحدث عنك و عن شركة (( مشاريع تشارترز )).
- ليست لي أية علاقة مع (( مشاريع تشارترز )).
فأجابها تريفور ساخرا : آه كلا ؟ كما أنك لم تكوني مع مديرها الليلة الماشية ، كما أظن.
- إنك تعلم أني كنت الليلة الماشية .. في الحفلة مع مايك هاركر ..... كلا ، انتظر ... قال إن اسمه الحقيقي هو (( ستيفن ليري )).
- إذاا أخبرك بذلك ، و لم تسمعي صفارات الإنذار ؟.
و ألقى تريفور صحيفة على مكتبة ، فاتسعت عينا جينيفر و هي ترى صورتها و ستيفن يرقصان . أما التعليق تحت الصورة فيصف تفاصيل الحفلة ، كما تحدث عنها و هن (( ستيفن ليري )) مدير شركة (( مشاريع تشارتيريز )) ، و مالك أكبر قسم من الأسهم و مهندس نجاحها الرئيسي.
قال تريفور: يظن الناس أننا نتعامل مع شركة (( تشارتريز )) و لهذا ترتفع أسهمنا بشكل سريع...
قالت بذهن شارد: لا أفهم هذا . لقد أخبرني أن (( مايك هاركر )) هو ممثل فاشل.
فرد أخوها و هو يصرف بأسنانه : لكن هذاليسمايك هاركر .
- حسنا ، إنه الرجل الذي ظهر على عتبة بابي . هذا .... أنا لا أفهم . لقد وقفت و تحدثت مع عدة رجال .
- مثل هذا ؟.
وضع تريفور إصبعه على صورة إخرى فتنفست جينيفر بحدة و قد فهمت ما يعني ، لقد التقطت الصورة عندما كان ستيفن يراقصها .
أخذت تتأمل الصور بذعر . كيف كانت تنظر إليه بتلك الطريقة ؟ و هو ؟ هل فقد رشده هو أيضا ؟ أم تراه يضحك لأنه نجح في خداعه ؟.
قالت عابسه : أظنني سأتحدث إلى السيد هاركر ... أو ليري .... لأو مهما يكن اسمه.
اتصلت بشركة (( مشاريع تشارتيريز )) فردت عليها السكرتيرة ، و بسرعة أمرتها جينيفر: أبلغي من فضلك السيد ليري أنني لا أعرف ما هي لعبته ، لكنني سأعرفها حتما .
* * * * * * * * * * *
وصل ستيفن إلة مكتبه فوجد الصحيفة ملقاة على طاولته ، و موظفيه مغتبطين لهذا الانقلاب المفاجئ . كانوا يعلمون أن ستيفن يفاوض منذ مدة لشراء شركة (( كير كسن ديبوتز )) الواقعة في نفس منطقة (( نوثون )).
لكن كير كسن يظل يطلب ثمنا مرتفعا للغاية . و هكذا افترض الكل الآن أن ستيفن يقوم بلعبة خفية .
أمعن النظر في الصورة ، و تأمل ثوب الساتان الذي يغطي جسد جينيفر . أما هي فكانت ترفع بصرها إليه ، و كأن مرافقها هو الرجل الوحيد في العالم .
تريده أن يعتقد أن هذا كله مجرد تمثيل ، و ذلك من أجل رجل آخر ، و قد كاد يخدع تقريبا .... حتى آخر لحظة في السهرة ...بإمكانها أن تنكر قدر ما تشاء فهو يعلم الحقيقة الآن .
فتحت سكرتيرته الباب . أليس امرأة كفؤ في منتصف العمر .. فقالت : جايمس كير كسون هنا.
أطل جايمس كير كسون و هو يتفوه بكلمات مثل التراضي و إعادة التفكير ، أما ستيفن فقد أخفى ملامحه خلف ستار من الجمود ليغطي شعوره بالفوز . بعد دقائق ستصبح شركة (( كير كسون ديبوتز )) ملكه ، و ستكون هذه أنجح صفقه له . لكن الهاتف قطع عليه حبل أفكاره و إذا بصوت أليس يقول : إنها الآنسه (( نوثون )) . إنها غاضبة جدا و هي في طريقها ألينا .
ألقى ستيفن نظرة على كير كسون ، ثم اتخذ قرارا مفاجئا : عندما تصل قولي لها إنني مجنون بحبها .
- حسنا جدا يا سيدي.
- بعد ربع ساعة بالضبط ، انفتح باب أليس و دخلت جينفر و هي تقول بحزم : أريد رؤية ستيفن ليري.
- هذا غير ممكن مع الأسف . ألا تتفضلين بالجلوس؟.
- وقتي لا يسمح لي بالجلوس . إن رئيسك رجل متستر مرواغ ..
- لا بد أنك الآنسة نوثون ؟.
- نعم ، هذا صحيح .
فقالت أليس بجمود : في هذه الحالة ، السيد ليري يحبك حتى الجنون .
تسمرت جينيفر في مكانها و اخذ رأسها يدور و بلحظة واحدة توهج العالم و اندفعت النجوم في الفضاء . لكن سرعان ما عادت حواسها إليها و أدركت أن ستيفن يهدف إلى خدعة ما ... سألتها و هي تلوي شفتيها : هل يوظفك عنده لكي تقولي مثل هذه الاشياء ؟.
- نعم ، في مناسبة كهذه .
- مهما بلغ ما يدفعه لك فهو غير كاف .
- أوافقك على هذا . أتريدين قهوة ؟.
- ما أريده منك هو رأس ستيفن ليري على طبق . لكن أفضل أن أحضر ذلك بنفسي.
تحركت السكرتيرة نحو الباب ، لكن جينيفر أسرع منها ، إذ اندفعت إلى مكتب ستيفن و هي تصرخ : كيف تجرؤ على إخبار الصحافة كل ذلك الكلام الفارغ عنا بينما تعلم جيدا ...
لم تقل أكثر من هذا ، لأن ستيفن ترك كرسيه مندفعا نحوها ليمنعها من الكلام .
ما زاد من سخط جينيفر و ثورتها قوله لها : المتعة مع العمل ، يا حبيبتي .
ثم أخفض صوته متابعا بسرعه: أظهري لي حبك ، أرجوك .
فأجابت : و لا بعد مليون سنة.
- إنك تبدين رائعة و أنت غاضبة .
لكن احساسها بقربه منها جعل العالم يدور حولها فعجزت عن التفكير أو القيام بأية حركة ... كانت تلك الاحاسيس في داخلها تفجر فيها ما هو أقوى من الغضب .
لكنها لحظة و انطفأت ، استعادت بعدها جينفر رشدها . فابتعدت عنه و قلبها يخفق بعنف .نظرت إلى وجهه متوقعة أن ترى بريق الفوز ، لكنها ذهلت و هي تلمح صدى مشاعرها هي . كانت عيناه تلمعان بوميض غريب ... قال بصوت مبحوح : جينيفر ... دعيني أقدمك إلى ... أين هو ؟.
أجابت أليس من عند العتبة : تسلل السيد كير كسون خارجا أثنا انشغالكما.
قال ستيفن ثائرا و هو يترك جينيفر بسرعة لا تليق بالمحبين: تبا لذلك كان على وشك الخضوع.
- اتجرؤ على لومي؟.
- لو أنك ام تدخلي لاشتريت شركة كيركسون بثمن بخس.
- شركة (( كير كسون ديبوتز))؟ إذا فهذا هدفك من مرافقتي الليلة الماضية ؟.
- كلا ، أبدا . كان الأمر مجرد مصدافة .
- هذا غير صحيح .
- لا تكذبيني . عليك أن تجيبيني عن الكثير .
- أنا ...؟
- لقد أفسدت علي صقفة كانت ستجلب إلى الشركة مبلغا كبيرا.
- صفقة ما كانت لتحصل لو أنك لم تخدعني .
قال وهو يصرف بأسنانه : أنا لم أخدعك . إن مايك هاركر صديق بدا لي نصف ميت من الأنفلونزا ، و هكذا أخذت مكانه ، هذا كل شئ.فتحت أليس الباب مرة أخرى : مخابرة تليفونية للآنسة نورثون . حولتها إلى المكتب.
رفعت جينيفر السماعة و قد تملكتها الحيرة ، فوجدت نفسها تتحدث إلى أخيها و هو يقول متذمرا : لقد اندفعت إلى الخارج م دون تفكير ... اتصل بنا جدنا ، لقد طار فوق السحاب من شدة الفرح و هو يرى ارتفاع سعر الأسهم .
- آه ، كلا !.
قالت ذلك بصوت منخفض فعند إنشاء الشركة كان حلم جدهما أن يرتفع سعر الأسهم ، و هاذقد أبصر حلمه النور.
- طلب منك أن تدعي ستيفن ليري إلى العشاء.
فقالت لستيفن : انظر ماذا فعلت ! إن جدي يدعوك للعشاء .
- حسن جدا ن لقد قبلت الدعوة .
- و هذه القص الجنونية ، أين ستنتهي ؟.
فقال بخبث : من يعلم ، و لكن من الممتع أن نعرف .
ثم تناول السماعة من يدها و أخذ يتحدث : يا سيد نوثون ، يسرني قبول دعوتك .
رفعت جينيفر سماعة التيلفون الثانية : فسمعت تريفور يقول : لقد دعانا جدي جميعا إلى بيته بعد الغدر. و هو يرجو ألا تمانع فب أن تكون زائدا عن العدد.
اجاب ستيفن : يمكنني أن أصحب أختي لكي تقوم بحمايتي أيضا .
- من الطبيعي أن يزداد سرورنا بأختك ، يا سيد ليري ، هذا إذا كنت لا تظنها ستسأم .
- (( مادونا )) فتاة جادة تماما ، و هي تحب كسب المال . أنا واثق من أنكمما ستنسجمان تماما.
- سأترك لجينيفر أن ترتب الأمور معك.
و أقفل الخط.
نظر إلى عيني جينيفر الساخطتين ، و قال : إنني متشوف للتعرف إلى أسرتك ... سأخبر أختي.
قالت جينيفر : إن جدي يحب ابتداء المساء الساعة الثامنة.
- سنكون هناك عند الثامنة . والآن ، مالذي تودين فعله؟
قال ستيفن ذلك بتأمل و كأنه يحدث نفسه.
أخيرا قالت و هي تحاول أن تبدو هادئة : ما أود أن أفعله فعلا هو خارج حدود التهذيب . عندما أفكر في تصرفاتك الليلة الماضية ، عندما جعلتني أظنك مجرد ممثل فقير .. ثم أخذت الأزرار الثمينة تحت ستار ادعائك ذاك ...عليك أن تعيدها إلي .
- هذا غير ممكن ، فقد أعطيتها لمايك هاركر.
- فقالت بصعوبة : لقد حان وقت ذهابي .. سأراك أثناء حفلة العشاء.
- و أنا متشوق لذلك .

* * * * * * * * * *
هذه المرة كان الحظ وحدة قد أسعف ستيفن حتى يمر بمنزل جينيفر في المساء التالي . فقد كان يزور أحد زبائنه المهمين و إلا لما صادف وجوده في تلك الناحية أبدا.
خطر له أن ينزل لزيارتها . سيكونممتعا أن يراها على طبيعتها ، و الأحسن من ذلك أن يفاجئها . و بما أنه كان صادقا مع نفسه ، فقد اعترف بأنه سيسر بهذه الزيارة.
لكن الحظ انقلب على الساحر كما يقال . لقد توقع شتى أنواع الترحيب إلا ذاك الذي حصل عليه فما إن رن جرس الباب حتى سمع وقع أقدام تتسارع . و إذا بالباب ينفتح و تبدو جينيفر و هي تقف على العتبة و تتكلم بسرعة و قد بدا عليها الارتياح : الحمد لله أنك هنا.آه ، رباه ، أنت وحدك!
كانت النساء عادة تستقبل ستيفن بطرق نختلفة تتراوح ما بين : يا حبيبي ، ما أروع هذا – إلى – كيف تجرؤ على أن تريني وجهك مرة أخرى ؟ ... و لكن رباه أنت وحدك !! هذه جديدة عليه.
- نعم ، هذا أنا . أظنك تتوقعين سواي .
و من دون أن تجيبه ،مرت بجانبه ثم نزلت إلى ممر الحديقة و منه إلى الشارع . و عندما لم تر أحدا عادت أدراجها محبطة .
لم يكد ستيفن يعرفها . فقد كانت تلبس بنطلون جينز قديما و قميصا لا شكل له غطى جسمها ما عدا ساقيها ، فلديها أطول ساقين رآهما لامرأة.
كان وجهها خاليا من الزينة و شعرها مسترسلا و كأنها كانت تنكشه سخطا و قلقا . بدت مختلفة تماما عن تلك المرأة الانيقة الرائعة التي عرفها في الحفلة ، ـو ذلك الملاك المنتقم الذي اقتحم عليه مكتبه.
قالت نائحة و هي تعود إلى بيتها و تغلق الباب خلفها : هذا فظيع.
رد بشئ من الضيق: شكرا . آسف لكوني مصيبة حلت عليك.
حاولت أن ترجع شعرها إلى الخلف لكنه عاد فغطى جبهتها : ليس ذنبك .
- من كنتي تتمنين أن أكون ؟.
فقالت بحدة : البيطري .. (( مخالب )) على وشك الولادة .
- مخالب ..؟.
- إنها قطتي . ليست قطتي بالضبط ، و ؟إنما جاءت إلى بيتي تبحث عن مأوى ، ثم استقرت فيه ، و ام أكن أعلم أنها حامل . مؤخرا أخذت تتصرف بشكل غريب ، و فجأة أدركت مبلغ بدانتها...
- ماذا تعنين بقولك تتصرف بشكل غريب ؟.
- أخذت تحفرا حفرا في الحديقة و تجلس فيها . ثم إنها تلهث و كأنها تتألم .
- أين هي ؟.
- استطعت أن اعيدها إلى صندوقها في الغرفة الأمامية .
تابع إشارة اصبعها . ثم توجه إلى توجه إلى حيث القطة ، قابعة في صندوق من الكرتون و حولها الوسائد . أخذت مخال تنظر اليه بلهفه ركع على الارض بجانبها و أخذ يتحسس بطنها .
- نعم إنها حبلى بأربعة على الأقل .
سألته برجاء : هل تعرف شيء عن القطط ؟ .
- في صغري ، كان لجارتنا قطة تلد كل ستة أشهر . كانت تأتي دوما لحديقتنا لكي تلد . و هكذا اعتدت عليها دائما . لطالما فضلت الجرائد.
- هذا حسن .
هرعت جينيفر إلى المطبخ ثم عادت برزمة من الجرائد ، أما ستيفن فوضعالقطة بين ذراعي جينيفر . و رفع الوسائد من الصندوق ، ثم أخذ يبطنه بالصحف . و عندما عادت مخالب إلى الصندوق أخذت تتشمم حولها ، ثم استقرت و بدا أنها تنظر إلى ستيفن بثقة.
سألته جينيفر بابتسامه مرتجفة : إنك تعلم بما تفكر القطة . الحمد لله لوجود شخص خبير بالهررة.
- ما دامت هي راضية . لكنني سأكون أكثر سرورا لو أحضرت بيطريا.
- من المفروض أن يكون هنا ، لقد ظننتك هو . هل لك أن ترعاها ريثما اتصل به و أتحقق من سبب تأخره ؟.
ثم توارت قبل أن ينبس بكلمة.
قال ستيفن يحدث القطة: لإنها مجنونة . كيف لم تلحظ أنك حامل ؟ ها إنك في حالة صعبة .
كانت القطة قد عادت تتألم ، و اخذت تلهث بسرعة .
صاح ستيفن: أخبريهم بأن يسرعوا.
فعادت إليه قائلة : يجهل الجميع مكان البيطري . لقد غادر عيادته منذ نصف ساعة . عليه إذا أن يكون هنا الآن ، لكن يبو انه ذهب مع الريح ...ماهذا ؟ هل تأكل مخالب سجقة ؟.
فأجاب : لا إنها قطيطة أنجبتها منذ دقيقة . و هي تلحس لكي تتمكن من التنفس جيدا .
كانت القطة تلعق وليدتها بلسان وردي ، أما القطيطة فأخذت تتلوى و تموء بصوت ضئيل . و ما إن أبصرت جينيفر هذا المنظر حتى هبطت على ركبتيها و هي تبتسم مبتهجة . بتردد مدت يدها لتلامس مخالب.
نهض ستيفن بهدوء و دخل المطبخ ، ثم عاد بعد دقائق بابريق القهوة.
كانت جينيفر ما تزال مستغرقة في التأمل فلم تنتبه له فيما وقف هو للحظة يتفرج على تلك الإشراقة الخفيفة التي زينت وجهها المبتهج.
قال لها : يستحسن أن نتركها لحظة فمهمتها لم تنته بعد .. إنها بحاجة إلى الهدوء و الأمان .
ثم ساعدها لتقف على قدميها و جذب كرسيين يستران الصندوق يقول : هذا يمنحها شعورا بالانفراد.
سألته و هي تنظر إلى القهوة: متى اعددت هذه ؟.
- أخذت أفتش في المطب عبثا . لم يكن الأمر سهلا . و أخير اكتشفت أن الشاي في وعاء السكر ، و السكر في علبة الثوم و القهوة في وعاء مكتوب علية ( شاي ). اما العثور على البسكويت في علبة البسكويت فصعب للغاية ، لكنني واجهت الأمر بنجاح.
سكب لها القهوة ، ثم أفرغ السكر بلباقة مدهشة . و عندما رآها تنظر إليه قال : إنني مؤهل للخدمة المنزلية لقد علمتني أمي هذا.
- هذا آخر ما توقعته منك.
- إن الحكم على المظاهر عادة سيئة للغاية . و أظنك تعلمين هذا كما أعلمه ، فلم أتوقع أن أرآك على هذا الشكل قط .
- ماذا كنت تتوقع أن ترى إذا ؟ أعني لماذا أنت هنا؟.
- لست واثقا تماما . مررت بزبون خارج المدينة و عدت أدراجي من هذا الاتجاه و هكذا فكرت في زيارتك ، و إذ بي أتلقى مفاجأة حياتي.
رآها تتلصص بالنظر حولها فقال بحزم: دعيها . ستمضي نصف ساعة قبل ولادة القطيطة الأخرى و إلى ذلك الحين يكون البيطري قد وصل.
لكن نصف ساعة انقضت من دون أي أثر للبيطري و في ذلك الوقت ظهرت قطيطة أخرى .تحسس ستيفن بطن القطة برفق ثم قال : هنالك اثنتان أخريتان ، لكن الأمور تسير على ما يرام.
ذهبت إلى المطبخ و استعدت للعمل بينما أخذ ستيفن ينظر في انحاء البيت و هو يحاول أن يوفق بين هذه الزيارة و زيارته الماضية . لقد جاء إلى هنا للمرة الأولى ليأخذها إلى حفلة و عند ذلك احتار إذ وجدها تعيش في منزل من طابق واحد ...صعب أن يتخيل هذه المخلوقة الرشيقة صاحبة الثوب الرائع إلا في شقة صغيرة أنيقة ففي طبيعتها حنكة تناقض هذه الفيلا المريحة . سألها و هو يقف بجانب باب المطبخ : منذ متى تسكنين هنا ؟.
رفعت رأسها من داخل الخزانة : اشتريته منذ سنتين.
- هل كنتي تسكنين فيه مع أحد ؟.
- ماذا تقول ؟.
- أعني من الغريب أن تسكن امرأة وحدها فيلا.
بدت الدهشة : أحقا ؟ لقد احببت هذا المكان من اول نظرة و شعرت أن علي أن أعيش هنا.
و فيما هي تقطع الفلفل الأخضر إلى شرائح ، أخذ ستيفن يتأملها لبرهة ثم ما لبث أن عاد إلى الغرفة . سمعته جينيفر يتمتم محثا مخالب فأدركت أنها لن تفهم هذا الرجل بسهولة.
أخذت في اليومين الأخيرين تتحرى عن شخصيته فما زاده إلا حيرة لقد أنشأ سلسلة الحوانيت الصغيرة قبل ان يبيعها ثم ينضم إلى شركة غي ناجحة فقلبها رأسا على عقب ... باع أقسامها و جدد فيها ضاعف انتاجها و استنتجت جينيفر أنه رجل مدمن على العمل ، صلب ، حاذق ، طموح .... تحدثت إحدى الصحف عن تعدد علاقاته النسائية و اشارت إلى أن أي منها لم تدم طويلا . و عدا ذلك لم يشر احد إلى حياته الخاصة. و يبدو أن معاملاته التجارية هي غرامه الوحيد.
و لكن كيف يتفق ذلك مع رجل تحول هذه الليلة إلى قابلة لتوليد القطط ؟ و أخذ الفضول يلدغها .
و كذلك ازداد فضول ستيفن ، فكلما ازدادت معرفته بها قل ما يعرفه عنها . على رف المدفأة أبصر صورة لرجل كبير السن ذي وجه نحيل و إلى جانبها صورة صبي و صبية و الاثنان في سن المراهقة ثم صورة لامرأة في الثلاثينيات تشبة جينيفر
- تلك هي امي .
قالت جينفر ذلك و هي تدخل بأدوات المائدة ثم رتبتها على الطاولة.
- و اين ابوك ؟.
- ذلك الرجل العجوز على آخر الرف هو جدي .
- و ستتعرف إليه مساء غد.
- تكهنت بأنه هو .ماذا عن أبيك ؟.
- و هذه صورتي مع تريفور عندما كنا صبيين.
- أين .... ؟.
لكن جينيفر عادت إلى المطبخ . و عندما احضرت الطعام بعد دقائق كان ستيفن قد أطفأ كل الانوار ما عدا مصباح المائدة. ثم ركع بجانب القطة متمتما : هيا يا فتاتي الماهرة ... قد أوشكت على الانتهاء.
ما إن سمع خطوات جينفر حتر رفع بصره.
- في العتمة يزداد سرورها . هل يمكنك أن تهتدي إلى طريقك ؟.
- تقريبا . لا تقلق.
وضعت الخبز و السلطةعلى المائدة ، و ذهبت تحضر (( البفتيك )) بينما جلس ستيفن من بعيد ليراقب القطة.
رن جرس الهاتف ، فاختطفت جينيفر السماعة و إذ بالبيطري يقول : أنا آسف جدا . لقد تعطلت سيارتي ...لن أستطيع الحضور قبل ساعة على الأقل.
- لا تهتم ، القطة في ايدي أمينة .
- فقال ستيفن ساخرا : شكرا لهذه الثقة.
سألته بلهفة: إنها بخير ، أليس كذلك ؟.
- بحالة ممتازة حسب رأيي إنك تهتمين لها حقا . أليس كذلك؟.
- حسنا ، إنها حيوان صغير لطيف
- و هل هي رفيقتك الوحيدة في هذا البيت ؟.
- سبق و اخبرتك أنني احب هذا المكان.
- هل ستقيمان ، أنت و دايفيد ، هنا حين تتزوجان ؟.
- أظن من الآفضل ان نترك دايفيد جانبا .
- ألم يتصل بك بعد تلك الليلة ؟.
- قلت إن هذا يكفي .
قالت ذلك و التحذير في صوتها.
- أظنه لم يتصل .
رفضت جينيفر:الإجابة . لا تريد الشجار معه ، خاصة لأجل القطة . لكنه ضرب على الوتر الحساس فهي حقا لم تسمع شيئا من دايفيد .
قال بلطف: هل يمكنني الحصول على المزيد من السلطة ؟.
أجابت بجمود: بكل تأكيد.
ثم تابع و هو يتحداها بابتسامتة خبيثة : استمري . نفسي عن مشاعرك. أفرغيها علي.
فقالت بتكلف: كل ما أشعر به نحوك حاليا هو عرفان الجميل لأجل مخالب.
- لأجل مخالب ؟ إنك تحبين حقا تلك القطة ما دمت تصفحين عني لذكرى دايفيد.
- أيمكننا تغير الموضوع الآن؟.
- لا بأس . أخبريني لماذا لا تضعين صورة لوالدك؟.
- لأنه هجرنا عندما كنت في العاشرة من عمري ، و لم نسمع خبرا منه منذ ذلك الحين.
- آه أنا آسف صحيح أنه ليس من شأني لكني لا أفهم . أظنني سمعت باسم بارني نورثون لكنني لم اسمع أن له ابنا فقط .
- ليس له ابن بل ابنة وحيدة و هي امي .
- و لماذا تحملين اسم نورثون إذن ؟.
- كان اسمى العائلي (( ويزلي )) و لكن عندما ماتت امي حضننا جدي و منحنا اسمه.
- هل استشاركما في ذلك أولا ؟.
- كلا بل قام بذلك من نفسه.
- كلا ، أبدا خذ مزيدا من القهوة.
- غيرت الموضوع عمدا . امتشفت انها الآن تشعر بمودةنحو ستيفن أكثر مما تتصور.لكنها في الوقت نفسه لا تستطيع أن تصف له شعورها عندما فقدت هويتها.
- كانت جينيفر نورثون حفيدة بارني نورثون و طالما استمتعت بحبه لها أما جينيفر ويزلي في تلك التي ظنت أنها حبيبة ابيها ، لكنها ما لبث أن نبذها و رحل دون عودة . كم من الليالي أمضتها تبكي تلك الخيانة التي لم تفهم سببها ، ذلك الجرك الذي لم يندمل بعد .
أنبأتها ساعة الجدار بأن موعد اتصال دايفيد المعتاد قد حان و لكنها أيام رحلت ... و فجأة صدح الهاتف بالرنين قفزت من كرسيها و اندفعت إلى التليفون متجاهلة ستيفن . فقطب حاجبيه و أخذ ينظر إلى وجهها ، و سرعان ما قرأ فيه خيبة الأمل حين عرفت جينيفر المتصل .
قالت : فهمت . شكرا لإعلامي بذلك.
أقفلت السناعة و وقفت لحظة و هي تحاول التعود على الفراغ الكئيب الذي لفها من رأسها حتى اخمص قدميها ... لطالما دغدغ صوت دايفيد سمعها . أما الآن فقد انتهى كل شئ ، عادت مرة أخرى تلك الفتاة الصغيرة التي لم تصدق أن بابا رحل للأبد . عادت تلك الطفلة التي كلما دار المفتاح في القفل ، توقعت من لم يجئ قط و لن يجئ أبدا .
رأت ستيفن يراقبها، فتكلفت ابتسامة إنه البيطري مرة أخرى . يقول إنه يبذل جهده للقدوم.
أجاب برقه: فهمت.
- لماذا تحدق في؟.
- أأفعل هذا حقا ؟ آسف ، دعينا نلقي نظرة على الأم .
كانت مخالب قد وضعت مولودها الرابع.
قال : دوما كنت اجهز حليبا دافئا في هذه المناسبة فالوضع يستلزم جهدا يحعل الأم ضعيفة و بحاجة إلى ما يقويها.
و عندما عادت كانت القطة قد وضعت مولودها الرابع و أخذت تلعقهبنشاط و حين انتهت أخذت تلعق الحليب . ثم استقرت مع مواليدها و قد بان عليها الرضا لأدائها مهمتها على أكمل وجه.
- أظن الولادة انتهت ولكن على البيطري أن يقرر ذلك .
قالت جينفر بلهفة : انظر المولود الأخير أسود اللون أبيض المخالب أمه.
فقال ستيفن ضاحكا: مخالب رقم اثنين.
- ربما هو ذكر . عند ذلك سأسميه ستيفن.
و جلست متربعة أمام الصندوق و قد بدت على وجهها نشوة غامرة.
- أبقي هنا و سأعد أنا القهوة.
دخل ستيفن المطبخ و عندما كانت جينيفر ما تزال جالسة في الوضع نفسه تتفرج على الاسرة الصغيرة الجديدة بلذة بالغة فأخذ ستيفن ينظر إليها بحيرة . ثم سألها بصوت يكاد يقارب الهمس.
- أهذا ما تريدينه حقا ؟ أن ترعي الحيوانات؟.
قالت و هي تتناول القهوة : أظن ذلك . برأي تريفور هذا المكان أشبه بمنطقة يحظر فيها الصيد ، و لكن لا يمكنني أن أحضر كثيرا من الحيوانات لأنني خارج المنزل طوال النهار.
قالت ذلك و هي تهمس بدورها كي لا تزعج القطة.
- لأنك من ملوك الصناعة ؟.
مطت شفتيها : لا أشعر بأنني من ملوك الصناعة.
- لا يبدو عليك ذلك في هذه اللحظة . أأنت المرأة التي اندفعت إلى مكتبي أمس وهي تقول لسكرتيرة إنها تريد رأسي على طبق؟.
قالت و هي تحجب عينيها : لا تذكرني بذلك خاصة و قد كنت طيبا معي.
- لكنني أحب ذلك ، تقول اليس إنك بدوت طاغية كطغاة القرون الوسطى لاسيما عندما قلت : أحضري رأس ستيفن ليري . كم أتمنى لو سمعتك بنفسي.
- هذا فظيع يا ستيفن . مازلت غاضبة منك لأنك خدعتني.
قال ضاحكا : لا بأس في ذلك .. أتمتع بقلب قوي و يمكنني الاحتمال .
فسألته : و لكن كيف أمون غاضبة منك و قد دعوت القطيطة لتوي باسمك ؟.
- هذه أحجية ، أليس كذلك ؟ لماذا لا تغيرين اسم القطيطة مرة أخرى فنعود عدوين ؟.
- هل تريدنا أن نكون عدوين ؟.
- متعة هذا لا تضاهي متة كوننا عاشقين.
- تعني صديقين ؟.
- أعرف ما أعنيه.
و لمعت عيناه في العتمة ، لكن جينفر رفضت التجاوب فقالت : بعد هذا الليلة ،لن افكر فيك كعدو أبدا .
- هذا تسرع منك ،فأنت لا تعرفنني إلى هذه الدرجة كي تثقي بي.
- أظن كلامك صحيح . و ربما لن أعرفك ابدا .
- مع أن نصف لندن تتحدث عن مشاعرنا الجنونية .
- سرعان ما يتحدثون عن شئ آخر .الفضائح تولد و تموت.
- هل نحن كذلك ؟ فضيحة ؟ .
فقالت بحزم : بل وقود للأقاويل ...سيفقدون الاهتمام لاحقا .
- و لكن هل سنفقد نحن ذلك ؟.
كانت تعلم أنهما يتوهان في أرض خطرة ، و لكن ما أروع أن تنظر إلى التألق في عينيه...لا ، فهذه طريقة جنونية لقضاء الأمسية . و مع ذلك ، فقد كانت إحدى أجمل الأمسيات التي قضتها في حياتها . كانت مشاعرها راضية تماما ، و تختلف عن تلك المشاعر الخطرة التي بعثها فيها من ، إنما هذا ما تحتاجه حاليا.
فجأة قاطعهما جرس الباب المزعج ، و إذا بالطبيب على العتبة يعتذر.
فقبلت جينفر اعتذاره و هي تدخله إلى حيث الصندوق ، أما ستيفن فنهض ليجمع أغراضه .لقد انتهى هذا المساء الممتع !.
قال و هو يتوجه نحو الباب أراك غدا في منزل جدك .
أترقب تلك الحفلة بشوق ولو أنني أشك في أنها ستكون بمثل بهجة هذا المساء.
تصبحين على خير يا جينيفر.
- تصبح على خير يا ستيفن ، و شكرا .
منتديات ليلاس




انتهى الفصل الثالث قراءه ممتعه



اتعوووووووووولى انجح هههههههههههه اصل انا لسه صغنونه ههههههههه

 
 

 

عرض البوم صور Disckoooooo   رد مع اقتباس
قديم 10-04-09, 05:09 PM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 136138
المشاركات: 117
الجنس أنثى
معدل التقييم: Disckoooooo عضو له عدد لاباس به من النقاطDisckoooooo عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 119

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Disckoooooo غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Disckoooooo المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي الفصل الرابع

 

4 - معا في ضوء القمر


أمضت جينيفر عصر اليوم التالي في زيارة أحد زبائنها و عندما عادت إلى مكتبها وجدت عدة رسائل هاتفية تنتظرها على الجهاز .
قالن السكرتيرة : اتصل دايفيد كونر خمس مرات . لا أظنه صدقني حين أخذت أردد على مسمعه أنك غير موجودة.
منذ تلك الحفلة فكرت في دايفيد و تسائلت إن كان يرغب في رؤيتها و كم قاومت إغراء الاتصال به و ها إنها تكافأ الآن على صبرها.
- دايفيد.
خاطبته و هي تسمع صوته على الهاتف بمرح يتخلله العتب : شكرا لعودتك إلي أخيرا .
- كنت في الخارج و قد عدت الآن .
- فكرت أن نتناول شرابا في مكاننا المعتاد.
- ترددت فستيفن و أخته قادمين الليلة و عليها ألا تتأخر و أخيرا حسمت الأمر : على أن تكون جلسة سريعة.
- هل أنتي مرتبطة بموعد ؟.
- قفز قلبها و هي تشعر بغيرته: ليس موعدا طبعا بل علي أن اعود إلى البيت
- في مقهى التاج إذن ، لعدة دقائق فقط
بعد ذلك بساعة ، دخلت إلى المقهى ، الخافتة انواره . مازال كل شئ على حاله . لقد نجح الأمر و دايفيد يريدها ان تعود إليه . و عندما تنتهي حفلة العشاء الليلة ، ستتمكن من التحرر من ستيفن بكل هدوء
كان دايفيد ينتظرها على مائدتهما المعتادة في زواية و ما إن أقبلت نحوه ، حتى منحها تلك الابتسامه الرقيقة المترددة التي طالما مست قلبها
وقف ليحيها ثم تكلما لدقائق و هما يتجنبان الإشارة إلى خصامهما أو إلى احداث الحفلة الأخيرة و أخيرا قال دايفيد : شكرا لحضورك . خفت الا تتحدثي إلي مجددا ...لقد قلت ، حينذاك ، أشياء ما كان ينبغي لها أن تقال
فابتسمت سعيدة لعودتها إليه.
-لقد نسيتها.
- أحقا ؟ و لكن لما لم تجيبيني اليوم ؟
- كنت في الخارج ، يا دايفيد
سألها بهدوء : اليس عذرا لتجنبي ؟
- كلا فلا علاقة له بالأمر
بدت على شفتيه ابتسامه جافة غير مصدقة و لأول مرة تكتشف جينيفر أنها تشعر بالضيق معه . صحيح أنها تنجذب إلى جاجته إلى الاطمنان ، و لكن ألا يبالغ في ذلك قليلا ؟
و عادت كلمات ستيفن ترن في ذهنها : يبدو أنانيا معتوها لا يفكر إلا بنفسه ، و هو يظن أن كل الطرق تؤدي إليه
لكنها سرعان ما أسكتت ذلك الصوت .
- صدقني يا دايفيد ، لم أكن اتجنبك ، فخصامنا مر و انتهى
- هل أسبب لك الإحراج ؟ لا سيما الآن و قد وجدتي شخصا آخر ؟
أحست بغيرته ... مازال يحبها إذن ؟ فقررت أن تداعبه
- و أنت أيضا وجدت فتاة أخرى
- بيني ؟ إنها سكرتيرتي و هي لم تخرج معي بصفتها مرافقتي ، أما أنت فقد نجحتي في إحداث مفاجأة عنيفه بضهورك مع ستيفن ليري .
- هل تعرفه ؟ أعرفه تلك الليلة . و لكن منذ ذلك الحين أخبرني واحد أو اثنان عنه ....
إذن كان يسأل عن ستيف ليري
قال : لابد أن علاقتكما وثيقة إلى درجة أعطيته أزرار القميص ؟
اشترت تلك الازرار بعد أن أعجب بها دايفيد في الواجهة ، و يبدو أنه انتبه إليها في الحفلة . كيف تشرح له السبب من دون أن تكشف عن سر استئجارها لمرافق ؟ لا تريد أن تفعل ذلك طبعا ..... و فجأة رن هاتفها الخلوي . كان المتصل أخوها .
سألها: أين أنتي ؟.
- أتناول فنجان قهوة و سأحضر حالا.
- أرجو السرعه . كما تعلمين علينا أن نزور جدنا لأجل ليري ذاك .
كان صوت تريقور مسموعا . فتسمر دايفيد مكانه و وضع كوبه من يده بينما أسرعت جينيفر تنهي المكالمة.
تمتم دايفيد بصوت مثقل : فهمت .
- ليس الأمر كما تظن . إنه و أخته مدعوان لتناول العشاء عندنا .
- ما اجمل هذا
- إنه عشاء عمل يا دايفيد
سألها متهكما : أحقا ؟
و تلاقت أعينهما ، لشد ما اشتقات إليه في الأسابيع الماضية ! و ها هي الآن تعود إليه
عندما وقف دايفيد تملكها شعور غريب و كأنها فقدت شيئا ما
و لكن من الحماقة ان تحكم على دايفيد أو أن تقارنه بستيفن . و هذا حبيبها دايفيد هو الرجل الذي تحب
فتمالكت نفسها قائلة : إلى اللقاء حبيبي
ابتسم و هو يرمقها بلطف و حنان أما هي فتركته بقل مرح . دهشت قليلا لأنه لم يطلب رؤيتها مرة أخرى ، لكنها عزت ذلك إلى عجلتها....بالتاكيد لم تسنح له فرصة لذلك
كان منزل بارني عبارة عن قصر يقوم في ضاحية من ضواحي لندن ، وصلت إليه جينفر مبكرة .
فاسترخت في (( البانيو )) و غسلت مع الماء همومها
ثم ألقت نظرة على الصحيفة بجانبها فاتسعت عيناها تعجبا ..
ارتدت ثوبا أخضر بلون الزيتون . تزينه سلسة ذهبية طويلة حتى الصدر تزدان بياقوته كبيرة ... إضافة إلى ياقوتتين تتألقان في أذنيها . كانت سعيدة لتبدد الفجوة بينها و بيم دايفيد سعيدة أكثر لأنه يحبها حتى الغيرة .
نزلت إلى الطابق الأسفل فوجدت تريفور هناك أنيقا رزينا يشع قوامه الممتلئ قوة و رزانة و وقار و ما إن أبصر أخته حتى أومأ برأسه.
قالت بهدوء و هي تناوله الصحيفة : أود لو أتحدث إليك لحظة على انفراد . هل رأيت هذا ؟.
قرأ تريفور: تغريم شخص بسبب التسكع و التحرش بالمارة .
فسألها : ما الجديد في هذا ؟.
نظر ثم صفر متعجبا : فريد ويزلي .قال : انه اسم ابينا .
- ربما هي مجرد مصادفة . كثيرون في هذا العالم يحملون اسم فريد ويزلي .
- لعه هو نفسه . لعله يتسكع في هذه الانحاء.
- لكننا لم نسمع منه كلمة واحدة منذ سنوات جينيفر حتى أننا لا نعرف إن كان حيا أم ميتا ، كما لا نريده أبدا أن يعود إلينا .
- ألا نريده ؟
- كنت أصغر من أن تعلمي الحقيقة . لكنه فعلا رجل سئ للغاية و كما قال جدنا لاحق أمنا لأنها ابنة رجل غني ، و عندما تزوجا أخذ يعبث خارج بيت الزوجية و عاش عالة على الأموال التي كان جدي يدفعها لأمي . كنت اسمع مشاجراتهما . أتعلمين ما قاله لي مرة ؟ ( عندما تكبر يا ولدي لا تنس أن العالم ملئ بالنساء ) منت في الرابعة عشرة و بعد ذلك بأسبوع قطع جدي عنه النقود و طلب منه أن يجد لنفسه عملا و هكذا هجر البيت . و نرغب أبدا بعودته ....
قالت متأملة : كلا ل أظن ذلك .
كانت تعلم أن ما قاله تريقور صحيح . كانت حينها صغية السن إلا أنها كثيرا ما سمعت شجارتهما نبذت هذه الذكريات لكنها لم تستطع أن تمنع نفسها في السؤال : هل تعلمت الدرس ذاك من أبيك ؟.
- أي درس ؟.
- أن العالم ملئ بالنساء ؟.
فأجاب بصرامة : أعمال كثيرة تنتظرني و لا وقت لدي لذلك النوع من العلاقات التي كان والدنا يعتبرها طبيعية .
داعبته بخبث : نعم يبدو أنك سبحت عكس التيار و أصبحت متطهرا لسوف سشعر أبونا بالخجل بك.
- أرجو ذلك فأنا أخجل به أيضا أرجو ألا يتأخر ضيوفنا .
قالت متأملة ترى ما شكل شقيقة السيد ليري ؟.
امرأة عاملة حسب قوله .
دخل الجد بارني مرتديا ملابس العشاء لم يكن مظهره يوحي بالهيبة بل هو قصير القامة نحيف البنية . اكتسح الشيب مفرقه فيدا لطيفا طويل الوجه بينما الرقة مرتسمة في عينيه الباسمتين ...و هذه الليلة أخذت عسناه تلمعان ابتهاجا و ترقبا لحفلة العشاء و فجأة رن جرس الباب ففتحته جينيفر و إذا بستيفن يقف عنده .
-مشاء الخير يا سيد ليري .
-مساء الخير يا آنسة نورثون . هل لي أن أقدم أختي ماود ؟.
كان يتحدث بلهجة رسمية تدعو إلى الإعجاب ، و لكنها تناقض تماما لمعان نظرات القرصان في عينيه و ما إن تنحى جانبا حتى انكشف المنظر عن المرأة الشابة التي ترافقه . ومضت امحة صمت ...
كانت في منتصف العشرينات من عمرها ، ذات جمال أخاذ شامخ بكبرياء . تكاد توازي أخاها طويلا . و لعل ذلك إلى تسريحة شعرها فهو منسق بعناية ليزين قمة رأسها . أما ثوبها فطويل يلامس الأرض و بفضل قماشه الرقيق تألق قومها أهيفا ممشوقا .
جذب تريفور نفسا عميقا ثم تقدم شارد النظرات ليحي هذا الطيف الجميل.
هتف بصوت أجش : أهلا و مرحبا .
فأجابت بصوت أبح : أهلا و مرحبا بك .
تقابلت عينا ستيفن بعيني جينيفر فابتسمت له و هي تهمس : أرى أنها ستكون سهرة حافلة .
قال بابتسامة عريضة : لا أدري إن أصبت في إحضار ماود.
- أتظنه سيضجرها ؟.
- كلا أخاف أن تأكله هي حيا . إنها هوايتها .
-لا تقلق على تريفور فالريح نفسها لا تهزه قل لي كيف تبدو بهذه الروعه ؟
- - تكرس حياتها لجمالها إنها عارضة أزياء.
- لكنك أخبرت تريفور بأنها تكرس حياتها لعملها .
- كلا بل قلت تكرس حياتها لتحصيل المال ...إنها تكسب مبالغ طائلة .
- لاشك انك لم تصفها كما يجب.
و اشرق وجه ستيفن فجأة بابتسامته العريضة : لم أستطع سوى ذلك . إن أخاك أبله مغرور و حماقته دفعتني لهذا التصرف آسف إن جرحك هذا الكلام.
فضحكت جينيفر : كلا علي أن اعترف بأنني غالبا ما افكر في الشئ نفسه .
- بالمناسبة كيف حال الأم الجديدة و الجراء ؟.
- في احسن حال ...لقد أنجبت ثلاث إناث و ذكرا واحدا . و الجميع في افضل حال ... لم تسنح لي فرصة بالشكل المناسب
- لا ضرورة لذلك كل ما فعلته هو الجلوس هناك.
قاموا للعشاء أجلس الجد ستيفن إلى جانبه و جينيفر إلى الجانب الآخر و ذعرت و هي تراه يجلس تريفور بجانب ماود. عم يتحدثان يا ترى ؟.
و لكنها عندما نظرت إليهما مجددا كانا مستغرقين في الكلام .. هو يتحدث بحرارة فتجيبه هي بكلمات متقطعة .. و التقطت جينيفر نتفا من حديثه (( سوق الأسهم ... الثمن المستعجل ...)).
كانت عينا ماود الكبيرتان مسمرتين على وجهه و لكن من المستحيل أن تقرأ شئ فيهما ثم ركزت انتباهها على ستيفن فوجدته يخوض حديثا عميقا مع جدها و كان ستيفن يقول : لعلك لا تعلم ذلك يا سيدي لكنك اسديتني نصيحة ثمينة فيوم درست إدارة الأعمال كان لدينا محاضرا اتخذ من طريقة عملك مثالا.
بدا بارني مستمتعا تماما ولاحظت جينيفر أن قرابة روحية أصبحت تجمع الأثنين ثم تشعب الحديث و بدأتريفور يخبرهم بقصص مضحكة عن أيا جينيفر الأولى في الشركة . و أخطائها حينذاك.
قالت تحتج وسط عاصفة من الضحك : هذا ليس عدلا لم اعد أفعل مثل تلك الأشياء.
فقال تريفور: بل انت الآن أسوأ مازلت تتصرفين اولا ثم تفكرين بعد ذلك . إننا نسمي ذلك (( ضباب جينيفر الأحمر )) إنه يصيبها فجأة من دون سابق إنذار فتقدم على افعال جنونية أما أنا فأمضي أياما في إصلاحها.
فصاحت جينفر : هذا قذف و تشويه لسمعة .
لكنها في داخلها كانت مسرورة و هي ترى اخاها يتبسط في الحديث إلى حد الابتسام بل كان يبتسم كثيرا في الواقع و غالبا في اتجاه ماود.
كانت ليلة دافئة و عندما انتهى العشاء تناولوا القهوة على الشرفة كان تريفور ما يزال مشغولا بماود و هي تستمع إليه بحماس اما الجد بارني فقد استقر به الحديث على موضوعه المفضل حديقته: أود لو نجول فيها لكنني متعب قليلا جينيفر عزيزتي لماذا لا تقومين بهذا الشرف ؟.
كانت الحديقة مزينة ببراعة إذ تنتشر أضواء مختلفة الألوان هنا و هنالك و هكذا تمكنا رغم الظلام من رؤية الطريق عبر الممرات المتعرجة بين الاشجار.
قال ستيفن فجأة : إنه مكان سارح أنا أيضا أملك حديقة واسعة و يوما ما لابد أن أزرعها كما هذه ...إنما حاليا ماود التي تهتم بها.
هل تعيش معك ؟.
- تقريبا يقتضي عملها أن تسافر كثيرا تظن أن لا ضرورة لقتناء منزل و هكذا تحتل غرفتين في بيتي.
-أظن أن عارضات الأزياء اعتدن على محاربة الضجر ، أليس كذلك؟
أظن هذا يحدث الآن .
و أخذت تضحك بصوت خافت فقال : أشك أن شيئا يربطها بتريفور.
سارا بتكاسل نحو البحيرة المزينة التي بدت طويلة ضيقة يعلوها جسر ريفي مضاء بمصباح.
اتكأت جينيفر على الحاجز تستمع إلى أصوات البط في الأسفل.
قال ستيفن فجأة: حدسي يخبرني بأن دايفيد قد اتصل بك.
- هذا مجرد تكهن منك.
حاولت تصنع الهدوء لكنها لم تسطع أن تمنع ابتسامة خفيفة .
- أعرف أنك تبدين مختلفة هذه الليلة أول تعارفنا كان يبدو عليك التوتر و الضيق أما المرة الثانية فبدوت مجنونة بالأمل . الليلة الماضية كنتي لطيفة إنما شاردة الذهن . أما اليوم فأنت سعيدة ساحرة و السبب واضح.
- ربما
و نظرت إليه بإثارة و استفزاز.
قال: يحب ألا تنظري إلى رجل بهذا الشكل إذا كانت نواياك بريئة.
- إنك فطن جدا يبدو أنك تفهمني جيدا.
- ليس كثيرا . لا يمكنني أن أفهمك حين تكونين مع دايفيد . ماذا يملك حتى يحولك من ساحرة متوترة إلى عروس بحر مغرية ؟.
قالت ضاحكة : إذن فأنت تراني عروس بحر مغرية ؟.
- إنك تعرفين ما أحسه يا جينيفر تماما كما اعلم لأنه شعور مشترك . أمه موجود مع أننا لا نتفق في الرأي كثيرا . إنه موجود بالرغم من حبيبك . هل أنت على علاقة مع دايفيد بالمناسبة ؟
فاجأها السؤال . مضت لحظة استعصى عليها فيه الكلام بينما تابع ستيفن يقول : أنا لا اعني حاليا بعد خصامكما بل قبل ذلك
- لا أحب الخوض في شؤون حياتي الغرامية معك .
- لا يبدو عليكما ذلك ... على كل إنه قرار مناسب. فلسوف نكون ، أنا و أنتي عاشقين
أخرستها وقاحته . و أخيرا قالت : حسنا ، لن نكون عاشقين أبدا.
- حسب تقديري هذا ما نحن عليه الآن و انتي تعلمين هذا .. إذ مهما تلاعبنا بالكلام يبقى دائما شئ في الاعماق ..إحساس ولد فينا منذ التقينا في ليلتنا الأولى تلك . قد يمكنك التغاضي عن الأمر أما أنا فلا
- أنت مخطئ . دايفيد هو من أريد ..لهذا تحطم قلبي عندما ظننت أنني فقدته
فقال بمكر: نعم أذكر شيئا من تفاصيل ... تحطم قلبك ذاك . أعتقد أنك ستضعفينني الآن ....ما هذا ؟.
- أين ؟
- هناك
قال ستيفن ذلك ذلك و هو يقودها عبر الجسر ليتواريا خلف الأشجار .... بعدئذ أخذا يراقبان تريفور و ماود و هما يجتازان الجسر و فيما هما كذلك وصل إليهما صوت خافت
- إن إعادة الصفقة إلى مكتب مونوبوليس و ميرجيرز لسمرة تخفض من أسعار الأسهم و هذا هو وقت الشراء و لكن فقط إذا
و ما لبثا ان تواريا عن الأنظار
وقف ستيفن و جينيفر ذاهلين و في وقت واحد انفجرا في ضحك عنيف مكتوم ثم قالت بصوت مختنق : لا أصدق هذا حتى من تريفور.
مسح ستيفن عينيه : يا للمسكينة ماود ! لن تصفح عني ابدا
قالت جينيفر و قد اخذت تضحك من جديد: أزهار و ضوء قمر .... و كل ما يستطيع الحديث عنه هو مكتب مو نو بوليس و ميرجيرز لسمسرة؟ رباه ! لن اصبح عمة أبدا إذا استمر على هذه الحال
و تبددت غيوم التوتر التي تعكر صفاء الجو بينهما . فسارا على ضفة البحيرة إلى ان وصلا إلى مقعد خشبي و اخذا يتاملان الحباحب المضيئة و أخيرا قالت : اظن الوقت قد حان للتحدث عن أمر افتراقنا لحذر حتى لا تهبط اسعار أسهم أي منا
- آه ، و من تحدث عن الافتراق؟
لكن هذا لا يمكن أن يستمر
- الأمر ليس بهذه البساظة يجب ان يرانا الناس معا مرة أخرى على الأقل بعد غد ينعقد اجتماع لحملة اسهم (( شركة ديلاكوت المتحدة )) و بما أننا نملك أسهما فيها سيكون طبيعيا جدا أن نحضره معا
قالت متأملة : لا أدري ...
فرد بمكر: لا تنسي أن دايفيد هو ايضا من اصحاب الأسهم وقد يكون هناك فكري في الاحتمالات المتوقعة جينيفر ...سيرانا معا ، ستخبرينه بأننا زميلان فقط ...بينما تظهرين طبعا بعض المرواغة و إذا حالفك الحظ سيرسل إليك ورودا في الليلة نفسها
فقالت : أنت خبير جدا في هذه الأمور
- لطالما لقبت بالمناور.
بدت ابتسامته العريضة لا تقاوم و لوت جينيفر شفتيها قائلة : حسنا سأحضر ذلك الاجتماع على كل حال فإذا كانت هذه وسيلة للتأثير على دايفيد يمكنني أن أخرج معك بضع ساعات .
قال باعحاب: جينيفر عندما تتحدثين بهذا الشكل لا يستطيع أي رجل مقاومتك.
- ستيفن سأقوم بذلك الأمر مرة واحدة فقط و بعد ذلك تنتهي علاقتنا.
- سنرى من يدري ؟ ربما خطرت لي أفكار اخرى .
- لا تغير الموضوع .
- إن سحرك هو الموضوع لقد فقدت شهيتي و بت شبحا لا يعرف الرقاد .
فقالت و عيناها تلتقيان عينيه المازحتين : و اصبحت كاذبا ايضا أنت لا تهمل نفسك و لا يعقل أن تفقد شهيتك أو نومك .
- هذا صحيح لكنني فكرت أن أعبر عن عواطفي ببعض الكلمات ....ثم كفاك غزلا بعينيك فأنا لست دايفيد كونر لكي تغويني.
أخذت جينيفر تضحك . و شعرت بالسرور و الثقة بالنفس.
- أتظنني قادرة على إغوائك إذا قررت ذلك ؟.
- بل أظنك قادرة إذا قررت أنا أن اسمح لك بذلك.
- أنا واثقة من أنك قررت ذلك فعلا ...فأنت لست من النوع الذي يتوانى في الحصول على مراده.
قال : أقر بأن هذا صحيح .
سألته : هل قررت تلك الليلة السماح لي بذلك ؟.
- في تلك الليلة كنت امثل دورا.
- ليس طوال الوقت كنت أنا التي أمثل لأجل دايفيد .
- أتقصدين تلك الطريقة التي ابتسمت فيها بإغراء مع أن دايفيد لم يلحظ ذلك ؟.
فردت بسرعة : هذا من تخيلاتك .
- أنا رجل من دون مخيلة و ماذا عن مرافقة دايفيد هل كانت تمثل هي الأخرى ؟.
- إنها سكرتيرته و عليها أن ترافقه حين يخرج فهذا جزء من عملها.
- لكنها معه طوال النهار و كل يوم ، من التاسعة حتى الاخمسة . و بما أنها حريصة على عملها فهي لن ترد له أي طلب عليك أن تقلقي لذلك .
- أنا أعرف دايفيد أكثر ممت تعرفه أنت.
- لكنك لا تعرفين شيئا عن الرجال يا جينيفر و إلا لما خرجتي معي في ضوء القمر فيما تعلمين أنني لن أتركك دون عناق.
كانت تعلم ذلك طبعا لكن كرامتها دفعتها إلى القول : سأعود الآن إلى البيت.
- ليس قبل أن أعانقك.
حاولت جينيفر أن تحول نظراتها عن عينيه و لكنه مازال يملك تلك السلطة عليها و رغما عنها شعرت بأحاسيس قديمة تجتاحها من جديد.
نهضت عم المقعد فجأة و سارت فتبعها حتى لحق بها و هو يقول برقة : اصغي.
أصغت جينيفر فسمعت شدو عندليب عذب.
تمتم يقول: لو كنت معك في جلية حب ، لبحت لك بمشاعري مع أنك تنكرينها و مع أنني لا اؤمن بها .
قالت ببطء كما لو انها في حلم : كلامك غامض ..كيف تشعر بشئ لا ترمن به ؟.
- هذا سهل أنتي تثيرين في مشاعر لا وجود لها في الحقيقة . ولو تاكدت من وجودها فعلا لأصبت بهلع شديد . أنتي تسببين لي الاضطراب جينيفر مع أنني أدرك يأن المسألة وهم بوهم.
وصلا إلى شجرة سنديان ضخمة . استندت إلى جذعه و اخذت تنظر إلى القمر و النجوم تتألق من خلال اغصانها . بينما النسائم الرقيقة تتلاعب بأوراق الشجر.
قالت برقة : ربما ...و مع ذلك ، ستظل قلقا مضطربا ، فبعض الأوهام أقوى من الحقيقة .
- أتشعرين بذلك ايضا ؟.
- اطمئن ، الأوهام لا تدوم . سرعان ما يعود المرء أرض الواقع .
- هل ستعودين أنتي؟.
- لكنني لم اترك الأرض قط .
قالت ذلك و هب تعلم أنها كاذبة.
اسند كتفيه العريضتين إلى جذع الشجرة و مضى يراقبها ثم قال : أحدنا يخدع نفسه و لا ادري من .
- قد لا نعرف أبدا .
-سنعرف يوما ما . فلنأمل ألا يحدث هذا بعد فوات الأوان.
وضع يديه على جذع الشجرة و احاطها من كل جانب و كأنها سجينة. ابتسمت له واثقة من أنها ما زالت تمتلك زمام الأمور و عندما يحني رأسه ليعانقها ستكون مستعده له .
و إذا بشئ يحدث ...بدا العالم قد انتقل من مكانه و كأنها كانت مخطئة منذ البداية ... ماذا تفعل هنا ؟ كبف تقوم بألاعيب الحب هذه بينما الرجل الذي تحبه حقا غير موجود ؟ دايفيد هو من تربع على عرش قلبها.... أما ستيفن فهي واثقة من أنه لا يملك حتى قلبا ليقدمه إليها . و عندما اوشك أن يعانقها أدارت رأسها جانبا و هي تتنفس بسرعة . توقف ستيفن و هو يتأملها بعينين ثاقبتين . رأى ارتجاف و لمعان على أهدابها ففهم . ابتعد عنها و هو يقول بخشونه: أنت لا تفهمين أبسط الأمور عن الرجال.
و أوشكت أن تدافع عن نفسها ، لولا انه كان قد رحل عنها.

* * * * * * * * * * *
منذ توفي والد ستيفن و ماود قبل سنوات عاش الاثنان معا من دون أقرباء. و رغم السنوات الاربعة عشر التي تفصل بين عمريهما لطالما اعتمد الواحد منهما على الاخر و سلمه كل أسراره . كانت ماود تعجب بنباهة أخيها بينما يحترم هو ذكاءها و فطنتها .
قالت له و هما في طريق العودة إلى المنزل.
- إذن فهذه جينيفر . إنها فاتنو و تشع بهاء.
أجاب ببطء : هذا صحيح . مكالمة هاتفية واحدة من حبيبها تحولها امرأة أخرى.
- و لكن ... ألست أنت حبيبها.
- ليس بعد.
قال ذلك ثم خلد إلى الصمت ، متغاضيا عن تلك النظرات الفضولية التي أخذت أخته ترمقه بها ، و اخيرا سألته : من هو الرجل الآخر؟.
- شخص تافه يدعى دايفيد كونر ، لكنه لن يستمر معها.
- لكنه موجود الآن ، سيكون عثرة في وجهك .. أنا التي طالما اعتقدت أنك لن تقابل امرأة تناسبك.
- وضحكت
فقال: و لن أقابل أبدا ....جينيفر امرأة جذابة حقا و أنا متشوق إلى الأسابيع القليلة القادمة لكنني لا أظن أن هناك ما يدعو إلى القلق.
- يا أخي العزيز قد لا اكون ماهرة في امور كثيرة لكنني ماهرة جدا في معرفة أفكار الناس.
- ما شككت قد في هذا .
- لو نشبت معركة ، فسأساندها هي بالتأكيد .. أفضل أن أراك تتخبط في آلام و مشاكل الحب.
انفجر ضاحكا بصوت عال : لا تضعي هذا في حسابك ....بالمناسبة ، أنا آسف لهذه الليلة ... لو كنت اعلم أن تريفور سيحضر ، لما اصطحبتك معي لقضاء هذه الامسية معه.
- آه لكنني وجدته طيبا ظريفا للغاية.
- طيب ظريف ؟ ذلك المغرور الفج؟.
- أرجوك ستيفن ! لا أريدك أن تهين الرجل الذي سأتزوجه.




ادى كمان فصل يلا عيشوا امانه تدعولى

 
 

 

عرض البوم صور Disckoooooo   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لوسي غوردن, احلام, دار الفراشة, lucy gordon, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات احلام, روايات احلام المكتوبة, شفاه حائرة, tycoon for hire
facebook




جديد مواضيع قسم روايات احلام المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 07:41 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية