كاتب الموضوع :
Disckoooooo
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
الفصل الحادى عشر
*~][~*11-زفــافــ آخــر *~][~*
-هل تقبل بهذه المرآة زوجة شرعية لك تحبها وتهتم بأمرها...
منحها ستيفن ابتسامة مليئة بالحب، وقال: نعم.
ولكن، عند ذلك تحول وجهه الى وجه دايفيد. فصرخت جينيفر قائلة انه ليس بالرجل الذي وقفت لتتزوجه. واوشكت ان تهرب من الكنسية لكن دايفيد تمسك بها.منتديات ليلاس
ثم مالبثت ان استيقظت فوجدت نفسها جالسة في الفراش وترتجف، بينما الدموع تغسل وجنتيها. فرددت باكية:"آه، يارب ، ليس مرة اخرى.
جلست في الظلام لعدة دقائق قبل ان تجد القوة لتغادر السرير. كم حاولت تجنب هذه الاحلام! ولكن عبثا فهي تلاحقها كل ليلة.
دخلت الى المطبخ لتعد كوبا من الشاي، واثناء ذلك اخذت تمسح دموعها الغزيرة ولكنها كانت تنهمر من جديد. واخيرا جلست تحدق في الكوب، واطلقت العنان لدموعها تنهمر كما تشاء. لم يكن الحلم نفسه دائما. فأحيانا تتخيل انها تتزوج من دايفيد واذا به يتحول الى ستيفن فيبتسم ويقول: اظننت انني سأدعك تتزوجين رجلا آخر؟
وهذا هو اسوأ كابوس لانه يمس منها وترا . فهي في سرها ، تتوقع منه دوما ان يمنع هذا الزواج. كانت تعلم ايضا انه صدقها . اذن. فلا خصام بينهما! ولكنه، مع ذلك لم يفعل شيئا... وهي نفسها لاتعلم ماتتوقعه، لكنها لايمكن ان تتصوره مكتوف اليدين بينما يخسر المرأة التي يريد
فليحرق المبنى، يخطف العريس، او العروس، فليخرب حفلة الزفاف بأكملها! فستيفن قد يقدم على كل ذلك قبل ان يقبل الهزيمة.
لكنه فعلا لايريدها، على الاقل ليس بما يكفي ليتزوجها. هذه هي الحقيقة التي عليها ان تواجهها. ففي اللحظة نفسها التي ادركت فيها عمق حبها له، هز كتفيه وفقد اهتمامه بها، ثم ادار لها ظهره وراح ينتظر الحافلة القادمة .
وها هي الان قبل ليلة واحده من زواجها، محطمة القلب ، لماذا؟ من اجل رجل مر في حياتها ومضى تاركا اياها للوحشة والهجران.
لم تر ستيفن او تتحدث معه منذ اسابيع. وصلها منه فقط هدية زفاف من الفضة الاثرية، مرفقه ببطاقة تقليديه تتمنى لها فيها السعادة. فردت عليه برسالة تقليدية مماثلة تشكره فيها. وبعد ذلك حل الصمت.
لم ترى دايفيد سوى مرات قليلة ايضا. اذ سافر الى اسكوتلندا، يبحث عن مبان مناسبة لتكون مستودعات لشركة نورثون، وقد خصه بارني بهذه المهمة ترحيبا به في العائلة. اما ردة فعل جدها لخطبتها، فخرساء بشكل غريب. فمع انه يحب دايفيد، الا انه ليس متلهفا لهذا الزواج. وادركت انه وقع تحت سحر ستيفن.
حتى اخاها ينسجم تماما مع ستيفن... فسرعان ماتلاشى عداؤهما ازاه حب تريفور لماود وتفانيه في اسعادها... ولسوف يسر ترايفور ان هي تزوجت من ستيفن، لكنه كان يرحب بدايفيد بأدب. ولم يكتف بذلك، لا بل اتصل به من الجزر الكاريبية ليقدم اليه سيارته الجديدة كي يستخدمها في رحلته الى تلك المنطقة الوعرة. ضاعفت تلك الرحلة من حيرتها ، فبالنسبة الى جينيفر اسكوتلندا منطقة غير مناسبة لبناء مستودعات. وساورها شعور قلق! ايعقل ان بارني لفق هذه المهمة كي يبعد خطيبها لاغير؟
تأخر دايفيد في العودة، مقدما تفسيرا غامضا لذلك. واخيرا، اخبرها كارها، السبب الحقيقي لتأخره.
-عندما كنت على جزيرة"اران" سرقت سيارة ترايفور . توقعت الشرطة العثور عليها بسهولة لان اخر عبارة غادرت المكان، مامن طريقة اخرى لاخراجها من الجزيرة حتى اليوم التالي. ولكن يبدو انها تبددت مع الريح. بقيت منتظرا، راجيا ان يعثروا عليها كي لا اعود بدونها.
-لكنك عدت بها، مما يعني انك وجدتها.
-بعد اسبوع وجدناها، وبكل بساطة في موقف الفندق. والاعجب انها لم تكن محطمة او مسروقة. لا بل كان خزان الوقود ملآنا.
-عجبا! وماهو راي الشرطة؟
-وقعوا في حيرة مثلي. لم يجدوا على السيارة ايه بصمات قد تقود الى الفاعل. لاتعرفين كم ارتحت حين تمكنت اخيرا من العودة من دون ان اختلق اعذارا غير مقنعه لتأخري. ومن حسن الحظ ان اجدك لم يلاحظ اي شيء غريب.
فقالت جينيفر بحيرة:لكن بارني قوي الملاحظة عادة.
-ربما سكت من باب اللياقة. لقد قدمت اليه تقريري، ولكن كلما سألته عنه، تذرع بعمل ما. انا واثق من انه لم يزعج نفسه بقراءته. وربما يظنني عديم الفائدة.
فردت بحرارة/ هذا غير صحيح بالطبع.
وفجأة اجتاح جينيفر ذلك الحنان القديم نحو هذا الرجل الرقيق وودت لو تحميه بكل اوصالها... ومع ذلك شعرت بشيء من الذعر فهذا الرجل يحتاج الى من يسنده طوال الوقت، وازاء هذا، لم تستطع ان تمنع نفسها من التفكير
في ستيفن. ترى كيف يتصرف لو كان مكانه؟ وهل يجرؤ انسان على سرقة سيارة ستيفن؟
بدا دايفيد هادئا جدا ذلك المساء... لاشك ان تلك الرحلة الطويلة ارهقته واثقلت كاهله، اخذت لقاءاتهما تقل قبل الزفاف. فيتذرع هو بعمله في شركته كي يؤمن كل شيء قبل رحلة شهر العسل اما جينيفر فأذعنت لذلك ، وهي تشعر بالذنب للارتياح الذي تملكها.
منذ ذلك الحين، لم يتقابلا او يتحدثا الا نادرا. واحست بالهجران. انها ضائعة بين رجلين، لكنها لاتستطيع ان تتصل بأي منهما.
وبعد ساعات قليلة، سترتبط برجل تكن له الكثير من المودة ولكن ليس الحب. فدايفيد ظريف رقيق، ولكن تنقصه القوة الفولاذية التي تبحث عنها. ولايعني هذا ان الرجل الفولاذي الذي عرفته كان مثاليا. فهو متغطرس لايطاق...عديم الصبر فظ حقود!
لم تعد الى الفراش مخافة ان يراودها حلم اخر. وبدأ ضوء النهار ينتشر. سرعان ما تصل ماود الى هنا لتزين (العروس السعيدة!)تمالكت نفسها، وعندما وصلت ماود، كانت قد مسحت دموعها واستطاعت ان تبتسم.
لبست فستان الزفاف. كان ثوب كوكتيل قصير بلون القشدة، تعلوه قبعة صغيرة مناسبة، ثم زينت ماود وجه جينيفر بخبرتها العالية، ووقفت بعيدا تتأملها بإعجاب.
-تبدين جميلة جدا.
والقت نظره من النافذه: ها قد وصلت سيارة الجد بارني، هل نذهب؟
فقالت جينيفر:
-لحظة.. لحظة واحدة. انني غير جاهزة تماما.
كانت بحاجة الى مزيد من الوقت، على الاقل كي تتجاهل الالم في قلبها. وفي النهاية، لم يعد الموقف يحتمل الارجاء. فشدت على يد ماود، ثم خرجت الى حيث ينتظرها جدها.
لم يتحدثوا كثيرا وهم في الطريق الى مكتب تسجيل الزواج. اخفت جينيفر المها وراء ابتسامة لم تفارق شفتيها، بينما بدا اضطراب غريب على الاثنين الاخرين. اخترق بارني هذاالصمت غير العادي. فسأل ماود للمره المائة. هل انت واثقه من انك تعتنين بنفسك؟ مازلت تبدين نحيلة!
-لاتخف علي. انني اقوى بكثير ممايبدو علي.
(انت اقوى مماتعلمين)
وانتصبت جينيفر في جلستها مصدومة. لقد فتحت كلمات ماود بابا في ذاكرتها ودخل ستيفن كما فعل عندما هجرها ابوها مرة اخرى قال لها حينها(انت اقوى مماتعلمين... قفي على قدميك وحدك... لست بحاجة الى اي انسان، لا الى والدك ولا الى دايفيد ولا الي انا)
مضى وقت طويل قبل ان تستوعب معنى كلامه، وتفهم مايجري بوضوح، لكن الاون فات الان. وراد ستيفن ان يفصل بينها وبين دايفيد لاسبابه التي تتنافى مع اخلاق. فأعماها الغضب عن رؤية الحقيقة البسيطة:" ان ستيفن فهمها دوما اكثر من اي شخص اخر,"
لايمكنها ان تتزوج دايفيد. فحبها لستيفن يمنعها من ان تلحق به ضررا اذا تزوجت من دون حب حقيقي. عليها ان توقف هذا الزواج الان، وبعد ذلك تخبر جدها انها ستنسحب من الشركة.
اما كيف ستكون حياتها، فالوقت مازال مبكرا للتفكير، ولكنها تعلم ان الحيونات المهجورة ستشكل جزءا لا يتجزأ من حياتها.
وستيفن؟ ليس لديها فكره عما سيحدث بينهما، لكنها ستواجهه كامرأة حرة الان، حرة وقويه كما علمها ان تكون.
كل هذه الامورومضت في ذهنها بسرعة البرق، لقد اتخذت قرارها قبل ان يسألها احد لماذا تحدق في الفضاء.
سألت جدها لاهثه: امعك هاتفك الخلوي، ياجدي؟
-كلا بالطبع، لا سيما وانا ذاهل الى العرس.
صرخت:"اوقف السيارة."
وخرجت تركض بذعر الى اقرب كابينه هاتف. عليها ان تكلم دايفيد قبل ان يغادر البيت... لكن امه هي التي اجابتها.
-لقد خرج دايفيد منذ ساعة. وقال انه سيراني هناك
عادت جينيفر الى السيارة وهي تقول لمن معها لاهثة:لا استطيع ان اخبركما بشيء الان.. الامر فقط... انا فقط... لا استطيع قول شيء الان.
من حق دايفيد ان يكون اول من يسمع. ولكن حبذا لو ان ذلك لايكون في مكتب تسجيل الزواج! وفي غمرة اضطرابها لم ترا النظرة السريععه التي تبادلها جدها وماود.
وعندما وصلوا،كان قلب جينيفر يخفق بسرعة. ستكون نصف الساعة التالية صعبة جدا، لكنها لن تضعف ، ياليت العزيز دايفيد لايشعربألم كبير!
كان بعض افراد اسرته موجودين، وسرعان ما وصلت والدته وقد بدا عليها القلق وهي تقول: ظننته سيكون معي في السيارة، لكنه قال فجأة ان عليه ان يقوم بأمر مهم اولا.آه ، اتمنى لو يصل بسرعة.
سرى شيء من الاضطراب بين الموجودين والتفتت الرؤوس. لكن ستيفن هو الذي دخل الان. كان وجهه خشنا ورزينا . وظنت جينيفر لبرهة انه
سيتقدم نحوها لكنه اشاح بوجهه مبتعدا، فادركت انه لن يحاول ايقاف الزواج. وسيلقي ذلك الرفض بظله على علاقتهما في المستقبل، لو نشأت بينهما علاقة.
ثم رفعت رأسها، ستيفن نفسه اخبرها انها من القوة بحيث لاتحتاج اليه. ستثبت له ان هذا صحيح، مهما تألم قلبها.
حان وقت عقد الزفاف، ولم يأت دايفيد بعد... ثم استدعى عروسان اخران لعقد الزواج. نظرت جينيفر حولها حائرة... من عادة دايفيد ان يكون دقيقا جدا في مواعيده! هذا جزء من شخصيته. وهي الميزة الوحيدة التي يبدع فيها فعلا.
وفجأة سرت همهمة بين الموجودين، التفتت جينيفر لترى دايفيد واقفا عند العتبة، ولكن على غير عادته. لم يكن مرتديا ملابسه الرسميه، كما انه لم يكن وحده. كانت "بيني " بجانبه ممسكة بيده. وفي وسط الغرفة تواجه العروسان. وكل منهما شاحب متوتر. تنفست جينيفر بعمق، لكن دايفيد تكلم اولا: انا اسف ياجينفر. لا استطيع الزواج بك...انا احب "بيني"
بدت الكلمات معلقه في الهواء. حملقت جينيفر فيه ذاهلة، فلم تلمح نظرة الفوز التي سرت بين ستيفن والجد بارني.
قال دايفيد متوسلا: جينيفر ... ارجوك.... قولي شيئا.
لقد شهد مكتب الزواج عرائس مهجورات من قبل. ولكنه لم يشهد يوما
عروسا تهتف ابتهاجا بذلك ثم تحضن عريسها بارتياح بالغ.
قالت باكية: لشد ما انا مسرورة.آه، يا دايفيد .. كم انا مسرورة!
-انت... انت مسرورة؟
-لم اكن اريد اتمام الزواج. ماكان لنا ان نعقد خطبتنا قط. كل ذلك ذنبي انا. حاول ان تصفح عني.
اجابها بارتياح:"انك اعظم امرأة في العالم. انت اعظم من ان تتزوجيني اظنني احببت "بيني" منذ لحظة العمل تلك، لكنني لم اكن واثقا في البداية. واذا بنا ننعزل في الجزيرة معا بمفردنا.
-هل كانت"بيني" هناك معك؟
-لقد نسي جدك ان يعطيني بعض الملفات الهامة، وهكذا اضطرت الى موافاتي الى هناك . وفي ليلة وصولها سرقت السيارة، فكانت قمة في الشجاعة .فتمتم ستيفن:"طبعا."
-اصبحت مشاعرنا اقوى منا...
ونظر الى بيني التي ضغطت على يده مشجعه، فتابع :شعرنا ان الافضل ان نكشف عن حبنا...
فقال ستيفن ساخرا: ياللحكمة! وما من شيء اودع من ترك الامور الى اخر لحظة.
فقالت جينيفر له وهي تلكمه في اضلعه:هل لك ان تسكت؟
كانت مرتاحة تماما ومع ذلك خالط بهجتها شعور بخيبة الامل لان ستيفن لم يحاول منع زواجها. وهكذا لم يتغير الوضع الا قليلا.
التفت دايفيد لى امه يشرح لها الامر، وكان الارتباك باديا عليها. ولكن جينيفر لاحظت انها سرعان ماتشعر بالسرور. فهي تعلم ان هذه المرأة الصغيرة الجسم ستشعر بالتضاؤل امامها. ولهذا ستناسبها"بيني"اكثر بكثير.
اما ماود وتريفور فتعانقا بسرور بالغ. وتملكت الحير جينيفر وهي ترى ستيفن وجدها بارني يتصافحان بقوة وهما يضحكان
واخيرا قال الجد بارني بلهجة الفوز:"التعلب لم يفقد مهارته بعد. انا الذي فعلت ذلك.
فقال ستيفن وعيناه على جينيفر: بل نحن اللذين فعلنا ذلك. اريد ان اعترف باشتراكي في هذه اللحظة رغم انك العقل المدبر.
سألت جينيفر:"مالذي تتحدثان عنه؟.
اجابها ستيفن:"يدهشني الحاحك على السؤال. هل ظننت حقا انني لن اعرقل هذا الزواج؟.
توسلت اليه وقلبها يخفق:"ولكن ماذا فعلت؟.
-منحنا دايفيد الفرصة ليكتشف انه يحب "بيتي"حقا.
وقال بارني:" لقد ارسلته الى اسكوتلندا في مهمة عقيمة، ثم ارسلت بيني خلفه. طلبت منه ان يصطحبها في البداية، لكنه رفض...
فقال ستيفن ساخرا:"اراد ان يكون نبيلا على حسابنا.
فقالت جينفر وقد اسخطتها سخريته:"النبل شيء لاتعرفه انت مطلقا.
-لن تجديني نبيلا حين اسعى وراء مصلحتي.
فقال بارني يفض النزاع:دعكما من هذا الامر الان. لقد اخترعت قصة الملف كي تضطر الى اللحاق به.
قالت جينيفر بحيرة: وماذا عن سرقة السيارة؟
فقال ستيفن.
-هذا اسهل مافي الامر.(فاللص) يعمل لحسابي وكان مسلحا بمفتاح سيارة ترايفور الاحتياطي، وهكذا ساقها مبتعدا بها من دون مشاكل. وقد اخذها ليلة وصول "بيني" ثم تركنها في مرآب خاص حيث تركها هناك اسبوعا. وكان علينا ان ننتظر الى ان تهزم مشاعر خطيبك ضميره.
فقالت جينيفر:"وهذا شيء اخر لاتفهمه انت.
فقال:"لا اشعر بوخز الضمير قط خاصة عندما اسعى الى هدفي. لكنك كدت تهزمينني بعنادك الجنوني."
-انا ؟ اذا ظننت....
فقال بحزم وهو يأخذها بين ذراعيه:اسكتي يا امرأه وعانقيني.
غنى قلبها لعناق الرجل الذي تحب. العناق التي ظنت انها لن تعرفه مرة اخرى ابدا. وعند ذلك صرخ دايفيد فجأة:"تلك هي .لقد تذكرت..
والتفت الجميع اليه..
-ليلة خطوبتنا. لقد رأيتكما معا عندما استيقظت، لكنني كنت شبه اعمى بسبب الصداع فلم افهم ما رأيت جيدا. وفي الصباح التالي كنت اعلم انني رأيت شيئا هاما لكنني لم استطع ان اتذكر ماهو. كدت اجن. لكنني تذكرت كل شيء الان..
قال ستيفن ببطء:" من المؤسف انك لم تتذكر ذلك قبل الان، والا لوفرت علينا كثيرا من الازعاج . والان ، هيا، ايها الفتى الطيب، واخطب مرة اخرى.
فقال دايفيد وهو ينظر الى بيني بزهو:فعلت ذلك في الواقع.
فقال ستيفن وهو يواجه جينيفر:
-هذا رائع، لقد اصبح الواحد منا للاخر الان،لدي ما اقوله لك، فاصغي الي جيدا ،فلن اكرر ما اقوله مرة اخرى.كدت افقدك لانني لم اخبرك كم احبك واحتاج اليك. لا استطيع ان اتصور بقية حياتي من دونك. ولكن ذلك لن يحدث والحمدلله، فقد عدنا والتقينا في الوقت المناسب.
انه يفصح عن حبه! لم تصدق نفسها... فلطالما تلهفت الى ذلك! بدا وكأن قلبها سيطير لشدة الفرح. ومع ذلك، حتى الان، لا تزال ثقته بنفسه تفوق الحد فإن ارادت السعادة معه فهي بحاجة الى البدء من الصفر. فقالت تتحداه:"انت تريد علاقة محمومة فقط... هذا ماقلته لي."
لكنه اجابها بحزم:"لن اقيم علاقة معك. ولابعد مليون سنه... سنتزوج.فقد تحاولين الزواج من رجل اخر، ولا اطيق ان اتحمل ماتحملته مرة اخرى."
فقالت بالحزن نفسه والحزم نفسه.
-العلاقة هي ما اردته دوما. والعلاقة هي ما اقدمه لك الان.
فقاطعها موظف المكتب:ارجو المعذرة، ولكن هل زواج نورثون – كونر مستمر ام لا؟
فقال ستيفن بحزم:"كلا."
-في هذه الحالة، هل لي ان اطلب خروجكم جميعا؟
فقال بارني:"هيا بنا، ينتظرنا كل ذلك الطعام على الموائد، سنقيم حفلة."
فقال ستيفن وهو ينظر الى جينيفر:"ولكن من دوننا. سنقيم حفلة خاصة بنا هيا معي.
سحبها من يدها ثم جرها نحو الباب بينما هتف لهما الاخرون بابتهاج وتشجيع، لكن جينيفر وقفت تلقي بباقة ازهارها الى "بيني" وهي تصيح بها ضاحكة بينما ستيفن يدفعها الى الخارج.
-ادعينا الى عرسك.
وقبل ان تدرك ما حصل، وجدت نفسها في سيارة يقودها بتركيز عنيف.
ثم قال:"لقد قضيت وقتا طويلا مضطربة الاعصاب. اخبرتك منذ ليلة تعارفنا انك مشوشة الذهن. من الان فصاعدا سأستلم انا مقاليد الامور.
-اموري؟ وامور حياتي؟
-امر علاقتنا كله. لن اسمح لك مرة اخرى بان تجعليني امر بما مررت به هذا النهار.
عندما وصلا الى بيته اسرع بها الى الطابق الاعلى وهو يمسك بيدها بشدة وكأنما يخاف ان تهرب منه... وعندما اصبح في غرفته واغلق الباب خلفهما ، قالت له:هل استطيع ان اتكلم الان؟
-تكلمي.
-ماذا تظن نفسك فاعلا؟
-ما امضيت الليالي احلم بفعله. ليلة بعد ليلة، وانا كالمجنون اخاف الا اخذك بين ذراعي مرة اخرى... بينما انت غير مهتمة! كنت في منتهى الهدوء وضبط النفس، فيما انا طوال الوقت احترق في جهنم.
اخرسها عناقه قبل ان تجيب، لكنها تجاوبت معه من دون كلام، بعد ان كانا على مشارف الهاوية، ينظران الى مستقبل لايجمعهما معا.
تصرف ستيفن معها وكأنها كنز عثر عليه بعدما ظن انه فقده الى الابد.
لكن عناقهما الن جرف كل مخاوفها السابقة.
هذا هو الامان الذي طالما حلمت به لكنها ظنت ان ستيفن لن يمنحها اياه ابدا. لو علمت حينذاك ماتعرفه الان، لا دركت ان الامان يكمن بين يدي الرجل الذي يحبها بكل عواطفه، ولايخاف شيئا بقدر مايخاف ان يفقدها.
سألها:"هل سمعتك تقولين لدايفيد انك لا تريدين الزواج منه ايضا، ام تراني تصورت ذلك؟
-بل قلت ذلك حقا. لقد قررت هذا في السيارة. كان الحق معك،فأنا اقوى مماظننت. كما انني سأترك شركة نورثون ايضا. اريد ان ابحث عن طريق خاص لحياتي.
-ستذهبين معي على طريق الكنيسة، حيث نعقد زواجنا. -قلت انني لن اتزوجك. الم تسمع؟
-انا لا اسمع الكلام الفارغ ابدا. انني احبك. ما رأيك في ان يكون الموعد بعد ستة اسابيع؟
-وانا احبك ايضا. ولكن هل لديك فكرة عن تصرفاتك القاسية والبذيئة؟ تحرك الناس حولك وكأنهم دمى بين يديك، وترسل دايفيد و "بيني" هنا وهناك، ثم تعزلهما في الجزيرة فقط لان هذا يناسبك.
-الست مسرورة لما فعلت؟
-هذا خارج عن الموضوع.... واذا كنت تتصور انني سأتزوج رجلا لا يعني بالحديث المهذب الا اعطاء الاوامر...
-اوامر؟ انا؟ انني روح الوداعه والرقة...
-من قال لي( انني لن امر بهذا النوع من الاداء العاطفي؟)
-انسي ماقلته حينذاك، واصغي الى ما اقوله الان.
-ومن اخبرني ايضا بأنني قوية لدرجة استطيع ان اقف وحدي، لانني لست بحاجة الى احد. بمن في ذلك ستيفن ليري؟
-كنت احمق، ياجينيفر. لقد وترت اعصابي.اليس كذلك؟
قالت متأملة:"تقريبا. انا اعلم ان بإمكاني الوقوف على قدمي الان، وانت علمتني ذلك."
فقال بعنف:" والان احفري هذا في رأسك والى الابد ، سنتزوج، ليس في مكتب الزواج ولكن في الكنيسة. وسترتدين ثوب زفاف ابيض وتحملين ازهارا وتبدين غاية في الروعة. اما انا فسأرتدي بذلة بيضاء وابدو ابله سخيفا. كما يجب ان يبدو العريس. ولكن هذا لايهم فلن ينظر الي احد بل سيفكرون كم انت جميلة وكم انا محظوظ. سيكون عرسا رائعاز وبعد ذلك..."
سألته وقلبها يخفق:"وبعد ذلك ماذا....؟"
-بعد ذلك لن افلتك ابدا مرة اخرى. الان استقر امرنا...
سألته بمكر:"استقر امرنا.؟"
-نعم. والان، هيا اريد ان اريك شيئا.
فسارت بجانبه مبتهجة وهي تتساءل اين يذهبان. لكنها سرت لمجرد ان ذراعه تلف خصرها.
سارا بين الاشجار الى المكان الذي رأته فيه يوم عرس ماود. بدت فسحة الارض نظيفة تماما الان. وقد شيد فوقها اساس مبنى، ولكن يبدو ان العمل متوقف.
قال لها:"لايمكن ان يتم البناء من دونك. فأنا اريد رأيك قبل مباشرة البناء."
-رأيي في ماذا؟
-آه ، الم اذكر لك ذلك؟ سيكون هذا ملجأ للحيونات.
-ماذا ستيفن؟
-انها هدية عرسك مني وبما انني متغطرس لايطاق فقد باشرت العمل قبل ان توافقي على الزواج مني.
قال بعجب وهي تلهث:"ملجأ؟"
-حسنا، ظننت هذا يعجبك، ولكنني سأبقى بحاجة اليك في نورثون لفترة على الاقل. ولكن تدريجيا، سيقل وجودك في الشركة، وتركزين اهتمامك على ادارة هذا المكان. حتى عندما تتركين عملك، سيظل لك دخل من اسهمك ، وستعملين ذلك الاتفاق على العمال الذين تحتاجين اليهم هنا. رأيت ان تبدئي بعامل واحد، ولكن فيما بعد...
قالت محتجة:"ماهذا؟ لقد قمت بكل شيء ؟ اليس كذلك؟ ماذا عن رأيي؟"
-اتراني اخطأت؟ لا بأس.. اخبريني كيف تحبين تنظيم الامور.
-حسنا ... في الواقع... احب ان اقوم بكل ماقمت انت به ووصفته.
ستيفن، اذا كان فيك شيء يغيظني، فهو مهارتك في قراءة افكاري، وتكهنك بما اريده حتى قبل ان اريده...
وسكتت بعد ان انفجر ستيفن بالضحك. ثم قال اخيرا:آسف، عليك ان تتأقلمي مع عادتي المشينة في ان اكون على صواب دوما.
-وبماذا سأفكر ايضا؟ اخبرني الان ووفر علي تعب التفكير بنفسي.
-حسنا، ينبئني ذكائي بانك ستفكرين في توسيع الملجأ حتى لايتوجب ان ننتقل من البيت كي نفسح المجال للنزلاء...
-المقيمون. ولاتهتمي بالمكان الذي يأتون منه. فالمؤسسات الخيرية لديها الكثير من الحيونات الضالة الشاردة وهي لاتعلم كيف تتصرف بالفائض منها. سيتلهف المدراء الى الاجتماع بك. عندما توافقين على الخطة، سأطلب من العمال ان يباشروا بالاساس ومن ثم...
احاطته بذراعيها وعانقته، فهو اول انسان يتعاطف مع هذه الناحية من حياتها ومن دون نقاش... حاولت ان ترد له جميله لانه يعرف ما تحتاجه ويساعدهاعلى تحقيقه.
ثم قالت:"اذن فهذا هو السر الكبير الذي اخفيته عني اثناء حفلة زفاف ترايفور وماود؟.
-اردت ان استمتع بمفاجأتك به، وكدت تفسدين كل شيء باكتشافك هذا المكان. وبالمناسبة، قلت لك انه هدية زفافك.
فردت على الفور :سأتزوجك! سأتزوجك! فقال ضاحكا:"عرفت انك تقبلين. ولكن، في الواقع، لدي هدية اخرى لك. انها هناك قادمة للبحث عنا."
اطلقت جينيفر صرخة ابتهاج وهي ترى امامها قطة سوداء صغيرة ذات مخالب بيضاء. ولم تلبث القطة ان قفزت الى حجرها واخذت تداعبها.
-اهو نفسه حقا؟
-انه بذاته. لقد فتشت عن تلك الاسرة واخبرتهم بأنني اريد "مخالب" رقم اثنين حالما يكبر ويستطيع العيش وحده.
-لكننا سميناه ستيفن.
فقال بحده:" اياك ان تجروئي على اطلاق اسمي عليه، فهو معتوه تماما، ما ان اخذ يسير في الانحاء، حتى بدا عليه التثاقل وقلة الحيوية."
تنهدت راضية:
-آه ، ما اجمل هذا! اظنك بدأت في التخطيط لهذا بينما كنت تكرهني.
-انا لم اكرهك قط. لم يعجبني منك استخلاص المعلومات لاجل دايفيد. عندما قلت ان الامر لايعدو مزاحا. اظنني صدقتك، لكن كرامتي تأثرت حينذاك ولم استطع التفكير بشكل سوي. احسست انني مجروح لكنني سرعان ما انتبهت الى تسرعي . وهكذا اخطأت في كل شيء. اردت ان افصلك عن دايفيد بالقوة بدلا من ان اخبرك بأنني احبك، وهو ماكان علي ان اقوم به.
وعندما دفعتك حماقتي الى تلك الخطوبة، كدت اجن حقا، وهكذا بدأت اعد هذا المكان هنا لاظمئن نفسي بأن الامور ستكون على مايرام. لكنني في كل خطوه اخطوها، كنت ازيد الامور سوءا حتى كاد يوم زفافك يقترب، اظن جنوني ازداد حينذاك. ومن حسن الحظ ان بارني تقدم لانقاذي، وفكرنا معا في هذا المشروع لنجمع بين دايفيد وبيني.
-ولكن يا حبيبي، لنفرض ان دايفيد لم يشأ ان يتركني؟ اكنت تملك خطة، ايضا؟ ام انك كنت لتجلس هناك بوداعه وتنظر الي وانا اتزوج رجلا اخر؟
منحها ستيفن اكثر ابتسامة مكرا، ووضع القط على الارض ثم جذبها اليه متمتما:"ياحبيبتي... يا اعز الناس لدي.... مارأيك؟...منتديات ليلاس
تمت بحمد الله اتمنى انها تعجبكم متنسوش تدعولى امانه
|