9-انجلا تتدخل
دخلت ماندي إلى غرفتها يرافقها الإحساس بإرهاق مؤلم.لقد تركها الحديث الذي جرى بينها وبين لوسي مضطربة ومرتبكة رغم ان شقيقة أليوت لم تقل شيئا يكدرها..
كان ما اكتشفته مشتتا للقوى..أن تألو السيدة ما كلونغ على نفسها إخبار والدي أليوت بإنحراف ولدهما..ويمكنها تصور ما ظنه الأبوان.وبما أنها مطلقة فلا شك ان هذا الواقع زاد من قلقهما.
لكن لوسي لم تقل شيئا من هذا بل العكس,كانت عادية جدا في كلامها كله..فقد قالت ردا على صدمت ماندي المحرجة:
-يجب ان تفهمي..اننا كنا دائما عائلة مقربة.عندما اخبرت ماغي أمي انك وأليوت أمضيتما عطلة الأسبوع هنا وحدكما,اضطربت أمي كثيرا.
هزت ماندي رأسها:
-أنا واثقة من اضطرابها.هل تظن انني أحاول فسخ خطوبة أليوت؟
-لا..لكنها انزعجت لأنه لم يقل لها شيئا عنك..اعني ان انجلا لم تكن اول صديقة لأليوت,لكنه لم يكن معتادا على المجيء...حسنا..كانت انجلا الوحيدة التي أقامت في ستونور..حتى الان.
احترق وجه ماندي احمرارا:
-لست ادري ما أقول..
-لاتفولي شيئا..على الارجح,سيدق أليوت عنقي بسبب كلامي معك هكذا..لكنك تعرفين كيف تكون الأم..إنها تريد فقط ان تعرف من أنت.
هزت ماندي رأسها:
-لاداعي لقلقها,فعلاقتنا..أنا واليوت,ليست مهمة.
فجأة اصبحت عينا لوسي كعيني أخيها:
-ألا تظنين هذا؟اتعرفين..أنا اميل إلى الموافقة مع ماغي..مع أنها مشاكسة..فأنا لم اعرف ان أليوت فقد شهيته من قبل.
اغلقت ماندي باب غرفتها واستندت بإرهاق عليه..ماذا يهمها مما تظنه لوسي أو السيدة فرا يزر؟فبعد عطلة الأسبوع هذه,هي مصممة الاترى أليوت مرة أخرى.لقد اصبح مريرا جدا خداع نفسها بأنها لاتؤدي احدا.إنهما يؤذيان الناس..ويؤذيان نفسيهما قبل أي شخص آخر..او هذا ما جعلتها لوسي تؤمن به إذا كان ما قالته صحيحا.
واستدلرت فعلقت أنفاسها في حلقها,لقد كانت مستغرقة في أفكارها وبؤسها لذا لم تلاحظ ان شخصا ينام بين أغطية سريرها,في الضوء الخافت كان لملامح وجه أليوت ضعف غريب,رموشه ترتاح على خديه وبشرته السمراء بنية اللون على الوسائد الخضراء.
أدركت ان عليها ان توقظه وتعيده إلى غرفته..لكنها لم تفعل معزية نفسها بأنه يحتاج إلى النوم..دخلت الحمام فأزالت الزينة ونظفت أسنانها ثم عادت.
كادت تخرج من جلدها حين قال بصوت أجش:
-أين كنت حتى الان؟
-أنت مستيقظ؟
-وهل ظننت حقا أنني لن أكون؟
حاولت الحفاظ على تعقلها:
-يجب ألا تكون هنا..أليوت..ماذا ستظن أختك؟
-لا أهتم أبدا بما تظنه..هذا بيتي.
-أليوت!أمك..اعني..لقد أخبرت السيدة ماكلونغ أمك أننا قضينا عطلة الأسبوع الماضي هنا..أليوت هل أنت مصغ إلي؟
قال بدون اكتراث:
-حسنا..قد تكون فعلت..اوه..حبي لا اهتم بما تقوله ماغي أو أمي أو أي شخص آخر عداك..انت الشخص الوحيد الذي يهمني..ألا تصدقينني؟
ولم تستطع ماندي التفكير في أي شيء آخر سوى البهجة التي تحسها بجواره.
استجمعت آخر ما في دفاعاتها من إرادة,وقالت بصوت هامس:
-أليوت..اختك..ماذا لو حاولت ان تراك في غرفتك قبل نومها..ستعرف فورا انك هنا و..
قاطعها:
-قلت لك لايهمن ما تقول اختي أو غيرها,لايهمي احد سواك.
ارتفع صوتها قليلا:
-لكن يهمني أنا..إنها سمعتي.وماذا ستقول انجلا؟
احسته يتصلب عند ذكر اسم خطيبته فشعرت بألم يقلص معدتها..
حتى وهو معها لا زال ذكر اسمها كفيلا بإجفاله.طوح بقدميه وهو يتمتم بشتيمة حادة من بين انفاسه,وخرج من الغرفة بدون كلمة يغلق الباب خلفه بهدوء.
أنزل أليوت ماندي أمام المؤسسة في الصباح التالي في التاسعة وخمس دقائق..قال بهدوء:
-آسف لتأخيرك..سأتصل بك.
هزت رأسها:
-لاتفعل..لاأريد رؤيتك مرة أخرى!
وخرجت من السيارة.
احس باندفاع للخروج وراءها لكنه امتنع عن ذلك لأنه يريد تفادي حوار معها هنا..ثم إنه ملزم بالقيام بأشياء أخرى يجب ان يفعلها قبل ان يراها مجددا..فتركها تخرج وقلبه يخفق بشدة في صدره..
فكر غير مصدق:يا إلهي..متى عرف ان ما يشعر به نحوها ليس مجرد عاطفة عابرة؟كان مجرد تذكره للألفة والمودة بينهما يثيره بشكل يبعث الاضطراب,حتى وهو بقربها,كان يرغب في امتلاك تفكيرها...والفراغ الذي يشعر به حين كان يبتعد عنها لايمكن ملؤه بسهولة.
كان يعرف أنها تبادله المشاعر أيضا..ولم يعرف من قبل امرأة تتماثل مع مزاجه مثلها..صحيح ان هناك نساء كثيرات مررن في حياته,لكن مامن واحدة منهن وعلى وجه الاخص ليس انجلا,اعطته الرضى فكريا ونفسيا كما تفعل ماندي...إنها رائعة,مبهجة محبوبة ولديها كل مايريدها في امرأة..والغريب انه عندما فكر بالزواج من انجلا,كان يريد تأسيس عائلة لإعطاء والديه الحفيد الذي يتلهفان إليه..لكن حين يفكر في ماندي الآن لايخطر في باله إن كان سينجب منها أم لا,فهو يريدها,يريد أن يكون معها.
وصل إلى برايتون هاوس في بضع دقائق,فأوقف اللامبرغيني في الباحة الداخلية ثم فتح الباب ودخل المبنى..إن حالفه الحظ سيجد ان انجلا لم تغادر الشقة إلى العمل ..لكن لو أنها خرجت فسيضطر إلى ترتيبات أخرى..يمكنه ان يصطحبها إلى الغداء,ولو انه لايرحب بإطالة امد عذابه.إنه يريد انفصالا نظيفا وبقدر مايمكن من الوقار والاحترام..إنه ليس رجلا من النوع الذي يبتهج بما سيفعله..وإذا ارادت ان تقول لاصدقائها إنها هي التي نبذته فهو مستعد للقبول بهذا من اجل استعادت حريته..وهو يتجه إلى السلم نادت السيدة موركير باسمه:
-سيد فرا يزر..انت زائر مبكر.
توقف ثم التفت إليها:
-صباح الخير سيدة موركير..أجل..هل الآنسة سيمور في الشقة؟
-حسبما اعرف,لم تغادر الشقة حتى الان..أنا في العادة اسمعها حين تخرج..وكذلك الآنسة بنتلي.
-أنا واثق بمعرفتكلهذا..آه..ليلي..الآنسة بنتلي ..هل قلت أنها غادرت؟
-اظن أنها سافرت في عطلة الأسبوع..أعتقد أنها كانت ستمضي عطلتها مع اسرة تورنتون,أليس الاسم صحيحا؟
-معلوماتك دقيقة سيدة موركير وشكرا.سأصعد لأرى إذا كانت انجلا قد استعدت للخروج.
اخرج مفاتيحه من جيبه عند وصوله إلى باب شقة انجلا..لكن بعد تفكير متردد,ضغط الجرس..وهو ينتظر,اخرج المفتاح من الحلقة ووضعه في جيبه..سيعيده لها..فلا حاجة له به بعد الان.
بدا له أن دهرا قد مر قبل ان ترد..ودق الجرس عدة مرات قبل ان يسمع صوت إزاحة سلسلة الأمان من مكانها..وهز رأسه..فللمرة الأولى يحس للامتنان للسيدة موركير التي لولا تطفلها لظن ان انجلا خرجت.
انفتح الباب ببطء وتتطلعت انجلا عبر شق الباب..وقالت بدهشة خفيفة:
-أليوت!لقد ..عدت!
استقام من وضعية الاستناد على الجدار:
-كما ترين!عدت يوم الجمعة في الواقع.
-الجمعة؟
لولا انه كان مشغولا بمشاكله لانتبه اكثر إلى نظرة اختلستها بسرعة إلى خلفها.
-احل..الجمعة..ألن تدعيني إلى الداخل؟هناك ما أريد أن اقوله لك على انفراد.
مررت انجلا لسانها حول شفتيها الفاغرتين وتمتمت بارتباك:
-حسنا..أنا..ألا يمكنك العودة فيما بعد؟اتستطيع حبيبي؟اترى..ليلي ليست على مايرام..وكنت مستيقظة معها طوال الليل.وانا ..مرهقة تماما!
كان بإمكان أليوت ان يصدق هذا فقد كانت شاحبة جدا ومنتفخة العينين..لكن بما ان السيدة موركير اكدت له ان ليلي تقضي عطلة الأسبوع في ستوكويل فقد أدرك أن انجلا لاتقول الحقيقة...ضاقت عيناه الرماديتان..وسأل بحدة:
-هل أنت واثقة أن ليلي المريضة؟
دفعها إلى الداخل ورفس الباب بقدمه يغلقه.
-أليوت,أتسمح بالخروج من هنا؟
دس يديه في جيبه:
-بعد ان نناقش الأمور بالكامل..
سبب سؤال ماذا يجري بالفرنسية الإجفال لأليوت الذي استدار بسرعة فاتسعت عيناه ذهولاً لرؤية رجل نحيل اسمر ظهر أمامه,فالتفتت انجلا إليه باحتجاج غاضب..وصاحت بالفرنسية:
-اندريه..هل أنت ابله!طلبت منك ان تبقى في الغرفة..
قاطعها أليوت: -أنا اتكلم الفرنسية انجلا..
وارتفعت زاويتا فمه بسخرية..وفكر:لاعجب ان تعترض انجلا على دخوله إلى الشقة..فمع غياب ليلي,كيف يمكن ان يفسر هذا؟
قالت متلعثمة مشوشة:
-أنت لاتفهم أليوت.حبيبي..لقد عرضت على اندريه ان ينام هنا الليلة لأن الوقت كان متأخرا حين أوصلني إلى المنزل..كنا قد خرجنا للعشاء..ظننتك مسافرا..قلت إنك ستغيب طوال عطلة الأسبوع..يا الله..أتظ أن هناك شيئا اكثر من هذا؟صدقا أليوت..ايمكن ان افعل شيئا كهذا؟.منتديات ليلاس
***
إن كانت ماندي قد أملت أن يقابلها أليوت بعد العمل ذلك المساء,فلقد خاب املها إذ لم يكن هناك اثر للامبرغيني وهي تخرج من المؤسسة,وقالت لنفسها إنها مسرورة لهذا وهي تأخذ مكانها في الباص.
ولم يكن هناك اثر للسيارة في برايتون هاوس كذلك..مع أنها فكرت أن بالإمكان ان ينتظرها هناك..على أي حال,يجب ان يأتي ليرى انجلا كما اعترفت بتعاسة..إذا كانت ستتابع حياتها في لندن فعليها أن تتقبل هذا الواقع طالما بقيت خطيبته تسكن في المبنى ذاته.
كانت تصنع لنفسها سندوشا حين سمعت قرعا على بابها فخفق قلبها بجنون..إنه أليوت حتما,فما من أحد غيره يمكن ان يزورها..ومع أنها تتشوق إلى رؤيته,إلا أنها تجاهلت قرع الباب بعناد.
-سيدة آبكوت..ماندي!
كان الصوت المنادي لايخص أليوت..وأطلقت أنفاسها..إنه صوت انجلا.تخلت عن صنع سندويشها واستجمعت شجاعتها قبل ان تتقدم إلى الباب.
ابتسمت انجلا بارتياح:
-اوه..انت هنا..عرفت انني لست مخطئة..لقد لحقت بك من كليفتون غايت.
سيطرت ماندي على احمرارها بصعوبة:
-حقا؟أنا آسفة..لم أرك.
تطلعت انجلا إلى داخل الشقة:
لا..أيمكن ان ادخل؟
-إذا احببت.
خطت انجلا إلى الداخل:
-شكرا..لن آخذ من وقتك أكثر من بضع دقائق.
لم تستطع ماندي أن تتخيل ماذا لدى الفتاة لتقوله لها..وخفق قلبها الما لفكرة أن تكون قد اكتشفت صداقتها مع أليوت..صداقتها؟وتسارعت نبضات ماندي..العلاقة التي تربطها بأليوت لاتحتمل الكثير من التشابه مع وصف الصداقة.
نظرت انجلا إلى ماحولها في الشقة بشيء من الكبرياء:
-الجو حميم هنا.
كبتت ماندي سخطها:
-إنها تناسبني..لماذا اردت رؤيتي؟يجب ان اتصل بإبنتي بعد ربع ساعة.
-ابنتك؟اوه..أجل اخبرني أليوت عنها.إنها تعيش مع أمك..اليس كذلك؟ويعتقد أليوت أنها حلوة.
جمدت قسمات وجه ماندي:"حقا؟"
تقدمت عبر الغرفة,ترد بتكاسل:"أجل.."
وجلست في مواجهة المدفأة الفارغة.
-لقد أمضيت عطلة الأسبوع معه..اليس كذلك؟اوه..لا تخافي..لن اقتلع عينيك..أو أي شيء كهذا..لقد اخبرني أليوت كل شيء,ولقد سامحته..هل تتصورين انك الأولى التي تنجذب إلى عيني خطيبي الساحرتين؟
انفرجت شفتا ماندي:"لا اصدقك.."
قالت انجلا بلهجة سأم:
-لا..إنهن عادة لايصدقن..أعني فساد أليوت.وأعتقد انني لا أستطيع لومهن فهن لا يرغبن في ان يخسرنه..إنه حقا رائع!
أخذت ماندي نفسا عميقا ثم سارت متصلبة إلى الباب,فتحته وقالت بحدة:
-أريد أن تخرجي من هنا آنسة سيمور كلير..الان..في هذه اللحظة..وإلا سأقتلع أنا عينيك..وهذا خيار ربما لم تفكري فيه.
بقيت انجلا جالسة حيث هي لعدة ثوان وكأنها لم تثق باللمعان في عيني ماندي ثم وقفت تقول:
-حسنا جدا..انا ذاهبة..لكن صدقا,عزيزتي,أنت تتصرفين بشكل بدائي.
-اخرجي من هنا!
-سأفعل.
توقفت انجلا عند الباب:
-في الواقع..هناك سبب آخر لرغبتي في ان اتكلم معك..أردت تحذيرك..لن يتجدد إيجارك لهذه الشقة في نهاية حزيران كما تتوقعين.يمتلك والدي هذا المبنى..ومع انني سأتركه في نهاية السنة عندما اتزوج أليوت..إلا انني ارفض أن أشعر بعينيك الحاسدتين تراقباننا أثناء دخولنا وخروجنا من هنا!
بعد مضي خمس ساعات على خروج انجلا,كانت ماندي لاتزال تر تجف بسبب ماقالته لها.كان امرا رهيبا..رهيبا جدا..وتعرف أنها لن تنساه ابدا.لقد سمعتها تصرف النظر عن علاقة أليوت بها بدون ان تهتز لها شعرة وهذا امرا مذل..مع ذلك فأنجلا معتادة على هذا بلا شك,وهو التفسير الوحيد للبرودة التي تحدثت فيها عن علاقته..إذا كانت الفتاة غير مكترثة بعلاقات أليوت,فلربما لديها اسبابها الخاصة للتغاضي عن خطاياه.
لكن هذا الاستنتاج لايجعل الموقف اسهل..فلقد احبت ماندي أليوت ولازالت تحبه..إنه الرجل الوحيد الذي تهتم به فعلا..ومهما فعل,سيبقى حبها له ويعيش..لكنه سيكون حبا مؤلما لأنها ستتذكر دائما كيف انه خدعها..وفكرت بمرارة:ليتها لم تأت إلى لندن!
لم تفكر كثيرا في ما قالته انجلا في الشقة,لكن ىشك لديها أنه صحيح..إنها مصدومة جدا,مخدرة الاحاسيس وضعيفة في الوقت الحاضر كي تقرر ما يمكن ان تفعله والى أين يمكن أن تذهب..يجب ان تنظر ريثما تصبح اكثر قدرة على التعامل مع المشاكل.أما الان..فمن الجهد أن تنظر إلى ابعد من الاربع وعشرين ساعة القادمة..منتديات ليلاس
كانت ترتدي روبها وتجلس متكورة على الأريكة تحاول ألا تتذكر أين كانت في الوقت عينه من الامسية الفائتة..فجأة سمعت جرس باب المبنى الخارجي يرن وكانت الساعة قد تجاوزت الحادية عشرة..إلا أنها نزلت عن الأريكة وفتحت الباب لترى السيد موركير فعل مثلها,وقال ما إن رآها:
-أن احدهم نسي مفتاحه حتما..أعتقد ان من الافضل ان ارد..لا أحد يعرف ماذا هناك في مثل هذه الساعة من الليل.
قالت زوجته:"كن حذرا.."
ونظرت إلى ماندي بعينين قلقتين فاضطرت إلى البقاء معها لتتأكد من عدم وجود متاعب.
صاح وكيل المبنى:"اوه..سيد فرا يزر!"
أدارت ماندي عينين مذعورتين نحو الباب..إنه أليوت يمر بنفاذ صبر من أمام الرجل المذهول فيما عيناه مركزتان على وجهها المصدوم..
تراجعت إلى الداخل دون ان تعطي نفسها وقتا للتفكير وأقفلت الباب..ليس لديها اية نية في التحدث إليه الليلة,خاصة وأنه في طريقه لرؤية انجلا,كما هو واضح..فليظن الزوجان موركير مايريدان..لن تلومهما إذا ظناها فظة.
لم تكد تضع سلسلة الامن في مكانها حتى سمعت طرقا عنيفا على الباب..وصاح أليوت بنفاذ صبر واضح:
-ماندي!ما الذي تفعلينه بحق الله؟افتحي!هيا..أريد ان أكلمك.
ضغطت ماندي بظهرها على الباب وقالت:
-اذهب من هنا أليوت..ماذا تظن نفسك تفعل؟ليس من حقك احراجي هكذا!
-احراجك؟وكيف تظنين انني أشعر وأنا اصرخ من خارج الباب؟اوه ..لأجل الله..دعيني ادخل قبل ان يشك موركير بشيء ويتصل بالشرطة.
-لن يفعل هذا.
-لن يفعل؟وهل أنت مستعدة للمخاطرة؟
زفر بقلق وفقد صوته العدوانية:
-اسمعي!يجب ان اراك أماندا..لا تدعيني أقول كل شيء أمام شهود.
زمت شفتيها معا وحاولت مقاومت التوسل في صوته..لكنها لاتستطيع تركه يقول الاكاذيب أمام السيدة موركير..فهي ستبقى تسكن هنا ولو لأشهر قليلة على الأقل لذا رتريد ان تصبح موضوعا للثرثرتها..
أخذت نفسا عميقا وأخرجت السلسلة من مكانها وفتحت الباب فورا..قطع أليوت المسافة التي ابتعدتها لتسمح له بالدخول..ومع ابتسامة ساخرة نحو السيدة موركير التي كانت لاتزال تقف في المدخل,أغلق الباب خلفه.