8- أب مع وقف التنفيذ
استفاقت ماندي على صوت ابنتها تتحدث في الغرفة المجاورة..للحظة,لم تع مايجري ولم تتمكن منفهم سبب وجود ساري في غرفة إدغار.ثم تذكرت من يوجد في سرير أخيها..فاجتاحتها موجة ارتباك..منتديات ليلاس
بالرغم من ارهاقها بالأمس فهي لم تنم جيدا.لقد استلقت مستيقظة لساعات طويلة بعد نوم الجميع.والآن يبدو ان ساري قد آلت على نفسها ان توقظ الضيف غير المتوقع..وادركت ماندي انه لايجوز ترك ابنتها تزعجه اكثر من هذا..فخرجت منالسرير على مضض وارتدت روبا صوفيا,ثم مررت اصابعها في شعرها تمشطه وسارعت إلى الغرفة المجاورة بدون ان تدري أنها تبدو اصغر عمرا وأكثر جاذبية.
كان باب غرفة إدغار مواربا,فدفعته ماندي:"ساري!"
علا وجه الفتاة الجالسة على حافة السرير تعبير ذنب وامها تتقدم في الغرفة.
-لاباس في هذا ماندي..انا لا امانع.
نظرت إلى الرجل المستند بتكاسل على الوسائد.كانت سمرة بشرته بارزة جدا أمام بياض المفارش..وعلقت أنفاسها في حلقها وقالت:
-أنها..يجب ألا تكون هنا..ساري,أنت تعرفين انه من غير اللائق إزعاج الناس في مثل هذه الساعة من الصباح!انها السابعة والنصف!يا الله!لم تستيقظ الجدة بعد!
احتجت ساري:لكن أليوت كان مستيقظا..اليس كذلك أليوت؟
هز راسه:هذا صحيح..كنت مستيقظا وأنا آسف لأننا ازعجناك..كانت ساري تخبرني كيف وقعت عن دراجة صديقتها.
ضغطت ماندي على شفتيها:"وإن يكن.."
قا طعتها ساري:هل ايقظناك مامي؟لقد استيقظت منذ زمن طويل..وعدني أليوت ان يأخذني في سيارته هذا الصباح..لقد رأيتها من النافذة.انها طويلة جدا..ولماعة..
-ساري..
-اظن انه من الافضل ان تخرجا من هنا لأتمكن من ارتداء ملابسي..نحن لا نريد مضايقة أمك ساري,أليس كذلك؟فقد لاتسمح لك بالخروج معنا إذا غضبت!
نظرت ماندي إليه ساخطة..لكن ساري نزلت عن السرير وتجاوزت امها قائلة:
-سأذهب لارتداء ملابسي.. هل أستطيع ارتداء بنطلوني الجديد؟
ردت ماندي:-شرط ان تنظفي نفسك جيدا,وأسنانك أيضا..اتذكرين؟
-اجل مامي.
خرجت ساري تغمرها السعادة,وحاولت ماندي اللحاق بها لكن أليوت استوقفها قائلا:
-هل قلت لك قبلا انك المرأة الوحيدة التي اعرفها وتبدو رائعة في الصباح؟
ردت بدهشة: -هل لديك الكثير من الخبرة؟
قال بلهجت تواضع:"القليل:
كاد سحره يدمر كل دفاعاتها..ولكنها رفضت الخضوع لتأثيره فيها.
تمتم بخشونة:
-اعرف..اعرف! لا نستطيع..لكن دعيني انظر إليك للحظات..ما كان يجب ان ادعو نفسي وأقبل ضيافة أمك,ولا اريد ان تظني ان هذا سبب مجيئي إلى هنا.
تنفست دونما ثبات: -اوليس هذا هو السبب؟
رفع رأسه:
-اردت فقط ان اقضي عطلت الأسبوع معك.انا استمتع بمجرد ان اكون معك..واردت ان التقي بساري..ولم يكن ذلك مجرد عذر.
- وأنا حاولت رؤيتك طوال الأسبوع,وكرهت نفسي بسبب ماقلته لك ليلة الاحد.
تمتم:
-اتمنى لو كنت اعرف..حينما سافرت من لندن صباح الثلاثاء أحسست بشعور رهيب في اعماقي,ولو كنت اعرف انك لن تقفلي السماعة في وجهي لاتصلت بك ليلا.
- اوه.. أليوت!
- اجل ..اوه أليوت اظن ان من الافضل ان تذهبي الان..
- الن تنهض؟
- هل لديكم دوش؟
- اجل.
-عظيم..هل أستطيع ان استحم؟
كانت ماندي تساعد امها في تحضير الفطور حين دخل أليوت إلى المطبخ يرتدي بنطلون"جينز"بني وقميصا قطنيل,وغاص قلبها في صدرها .يا الله ..كيف ستبقى حية عندما يتزوج انجلا؟
سألت السيدة كالدر:
بيض ولحم أليوت؟
دخلت ساري إلى المطبخ متراقصة وقد سمعت وقع خطواته..وأجاب:
-رائع..شكرا.
امسكت ساري يده ضاحكة وجرته نحو الباب قائلة:
-تعال..اريد ان اريك كيف نلعب لعبة غزو الفضاء..لقد اشترت جدتي اللعبة ليوم مولدي..وأراهن انني قادرة على الحصول على ارقام اعلى من ارقامك.
قال أليوت بمرح:
-وأنا اراهن انك قادرة..حسنا ..حسنا..انا قادم معك.لكن يجب ان تعطيني اكثر من فرصة بسبب قلة خبرتي.
قالت ماندي بارتياب:"ساري.."
لاكن امها لامست ذراعها,تقول بهدوء:
-دعيها وشأنها..اليوت طيب جدا معها.الم تلاحظي هذا؟ظننت ان الحديث الذي تبادلاه باكرا سيوقظ الموتى.
وضعت ماندي ادوات الطعام على الطاولة وتمتمت:
-وهل سمعتهما؟
-وسمعت تدخلك..يجب ألا تلومي ساري.لم يوجد في حياتها رجل يهتم بها من قبل.
-تعنين أب..أليس كذلك؟أمي..أليوت وأنا لسنا..جديين بخصوص علاقتنا ببعضنا.
نظرت إليها امها بارتياب:
-اولستما هكذا؟أتعنين انه جاد..وانت لا؟
شهقا ماندي:
-لست ادري ماذا..
-بلى..تدرين ماندي..لقد رأيت كيف تنظرين إليه..ورأيت كيف ينظر إليك..يا إلهي..إذا كان لرجل ان يصبح مجنونا بامرأة,فأليوت مجنون بك!
اوقعت ماندي علبة الملح وصاحت بارتياع مع تبعثر ذراته على الأرض..ثم تنهدت وهي تنحني لتنظفها قائلة:
-أنت مجنونة!وأتمنى ان تتوقفي عن تخيل الأمور..امي,لا تكادين تعرفين الرجل!
كسرت الأم البيض في المقلاة:
-اعرف ما اعرف..ضعي المزيد من الخبز لتحميصه..أيمكنك عزيزتي؟وتذكري..ليس كل الرجال مثل هايد آبكوت!
بعد الفطور أقل أليوت ماندي وساري إلى نيوكاسيل لشراء بعض الأغراض للسيدة كالدر.أوقف السيارة في المجمع التجاري في"ايدن سكوير" حيث العديد من مخازن البيع..وكان من السهل الحفاظ على نوع من التباعد معه بوجود ساري..وإذا كان قد لاحظ محاولاتها الجاهدة لإبقاء الطفلة بينهما,فقد تجنب بكل أدب ان يعلق..وأعطى وقته بكل كرم لساري يسمح لها ان تملي عليه أين يذهبون وماذا يفعلون.
بينما طافت ماندي في أقسام الطعام,اقترح أليوت ان يأخذ ساري إلى قسم الالعاب,ثم التقيا فيما بعد ليعودوا إلى السيارة.اخذ أليوت اكياس المشتريات من ماندي ولاحظت العلبة التي تخبأها ابنتها وراء ظهرها..لقد اشترى أليوت لها شيئا ولا يمكنها ان تعترض..إنه ماله..وعلى الارجح انه لن يراها مرة اخرىبعد عطلة هذا الأسبوع.
دخلو إلى المنزل وبدا من الواضح ان ساري تغلي اثارة..وضع أليوت الاكياس على طاولة المطبخ,وفتحت الفتاة علبتها ثم اعطت كيسا منفصلا لأمها وهي تقول باهتمام كبير:
-هذا لك.
وتطلعت إلى أليوت الذي كان يهم بالدخول إلى غرفة المجلوس.
-لابأس في ان اعطيه لأمي الان..اليس كذلك؟قلت انني أستطيع ان افعل حين اعود إلى المنزل.
عضت ماندي على شفتها سخطا:
-أليوت..
-خذيها.. أنها ..سمها عرفان جميل للسماح لي بقضاء عطلة الأسبوع هنا.
كانت ساري تتطلع إليها بعينين متسعتين,وأحست ماندي أنها مضطرة ان تفتح الكيس..وفغرت فمها دهشة وهي تسحب الفستان الحريري منه..كان من الكشمير الرائع,لونه مزيج من الوان الذهب والبرونز يكاد ان يماثل لون شعرها..له فتحت ياقة مثلثة,وتنورته طويلة..كان اجمل فستان رأته في حياتها..رفعت عينيها إلى أليوت بارتباك فقال دونما اكتراث:
-كانت البائعة من قياسك تماما..إذا لم يعجبك يمكنك تبديله.
صاحت ساري: -لكنه يعجبك..اليس كذلك مامي؟
أطرقت ماندي رأسها بحدة.وتمتمت:
-اجل..اجل..إنه جميل..ولا اعرف ماذا أقول لك,أليوت.
وبدا واضحا أنها تقاوم دموعها.
قال بهدوء:"قولي انه اعجبك"
اقتربت منه ورفعت نظرها إليه:"يعجبني.."
ثم ابتعدت عنه فقال بنعومة:
-يمكنك ارتداءه الليلة عندما آخذك إلى العشاء.
سألت ساري: -هل سأذهب معكما؟
رد بابتسامة كسولة محاولا ألا يخيب املها:
-ليس هذه المرة.
وأخذ العلبة منها ليخرج مافي داخلها.
-من سيرشد سكوتر إلى مكان نومه إذا لم تكوني هنا لتعتني به؟
ووضع لعبة القط البرتقالي بين ذراعيها:
-قلت بنفسك انه قد يشعر بالوحدة بسبب تركه القطط الاخرى في المحل..ولن تخرجي لتتركيه.اليس كذلك؟ليس في أول ليلة له في فراش غريب!
كان أليوت قد اشترى هدية للسيدة كالدر كذلك..بروش لؤلؤي صغير سحرها بوضوح وقالت له أثناء الغداء:
-ما كان يجب ان تفعل ..حقا.
وخشيت ماندي ما ستقوله أمها حين ترى الفستان.
كما توقعت ماندي,وصل إدغار ومايف والتوأمان بعد الظهر..وقالت لها مايف:
-لقد اهتمت أمك كثيرا لقدومك بصحبة رجل..ولم تستطع الانتظار لتتصل بنا..لكن يجب ان اعترف انه ليس ما كنت أتوقعه ابدآ..كيف التقيت برجل مثير مثله؟
-وماذا كنت تتوقعين؟إنه ليس كهايد إذا كان هذا ماتعنيه..وإن كانت أمي ألمحت إلى إننا..مغرمان ببعضنا البغض,فانسي الأمر!
سألتها مايف بخبث:
-أتعنين إنكما..لستما على علاقة جدية؟
سيطرت ماندي على احمرار وجهها:
-لا..والآن,إذا كنت لاتمانعين..سأعد الشاي!
كان هناك سبب آخر لمجئ إدغار ومايف بدا واضحا فيما بعد..فقد قالت مايف:
-لقد حصل إدغار على اربع بطاقات لمسرحية فكاهية ستعرض الليلة في مسرح "الرويال",وتساءلنا أنا وإدغار ما إذا كانت ماندي و ..اليوت,قد يرغبان في الذهاب معنا.
تحمست السيدة كالدر: -ما أروع هذا الأمر.
لكن قبل ان تستطيع ماندي أم تفعل اكثر من تبادل النظرات مع أليوت,كان لدى مايف ماتضيفه.
-المشكلة ان ليس لدينا جليسة للطفلين..ونظرا لأنك تهتمين بساري ,أمي,فهذا مايصعب الأمور قليلا.
لاحظ إدغار تعابير وجه شقيقته,وقال بنبل:
-يمكنكما أخذ تذكرتين على أي حال ماندي..أعني,أذهبت أنا ومايف أم لا..فليس الأمر مهما..حقا.
ردت زوجته بحدة:
-يمكنك التحدث عن نفسك إدغار كالدر! أنا اتطلع شوقا إلى سهرة في الخارج..نحن لانخرج كثيرا..وليس لدينا مربية أطفال!
تمتم إدغار متجهما:
-يكفي هذا مايف..الواقع اننا كنا نتساءل ما إذا كان بالإمكان بقاء التوأمين هنا الليلة..اعرف ان لديك ضيوف,لكن إذا نامت ماندي معك في السرير,يمكن للتوأمين اخذ سريرها.
فكرت ماندي في ذلك المساء وهي تضع ظلال العيون:الموقف في غاية السخرية!إنها لاتريد الذهاب إلى المسرح وتشك في ان أليوت راغبا..لكنهما مضطران إلى الذهاب بسبب مليف والتذاكر.
كان التوأمان مزعجين كالعادة وجعلا ساري تبكي عندما اخفيا لعبتها الجديدة في سلة الثياب المتسخة,ودفعا جدتهما إلى الجنون بركضهما المتوحش في المنزل..في النهاية كان أليوت من سيطر على مشاغباتهما مهددا إياهما بعقاب إذا لم يحسنا التصرف أثناء وجوده وماندي في الخارج..ثم عدل عن التهديد واعدا أن يأخذهما إلى المنزل صباح الأحد بالامبرغيني إذا لم يزعجا أحدا.
قالت ماندي وهما في الطريق:
-ستكون أبا رائعا في يوم من الأيام.
وكادت تعض لسانها لما يتضمنه كلامها من معان..ورد أليوت:
-هذا ما أرجوه..والداي لايطيقان انتظارا للحصول على حفيد,ستناسبهما تماما فتاة مثل ساري.
رطبت ماندي شفتيها وتمتمت:
-اشك في ان يوافقاك الرأي.
-حسنا..أعتقد إنهما سيفضلان ان أكون أنا الأب.وسيتركان اختيار الأم لي.
اشتدت يدا ماندي على حقيبة اليد الصغيرة في حجرها وقالت بمرارة:
-لكن لن يفيدك ان تنجب لهما ولدا بدون رباط زواج..أليس كذلك؟
-ماذا تحاولين القول؟
انفجر كل الإحباط المكبوت فيها:
-أنت لاتهتم أبدا..اعرف ان من غير المتوقع لهم ان تتعلق بامرأتين في الوقت ذاته..لكن الأمر لايهمك لو حدث..صحيح؟
أوقف أليوت السيارة والتفت إليها,يسأل بخشونة:
-لماذا تفعلين هذا؟لماذا تقولين هذه الأشياء؟من تحاولين ان تؤلمي؟أنا؟أم نفسك؟
أخذت ماندي ترتجف بعنف:
-أنا لا أستطيع ان اؤلمك..ايمكن هذا؟لن تسمح لهذا بأن يحدث.
-ماندي..حبا بالله!لانستطيع التحدث عن هذا الان!ماذا تريدينني ان أقول؟
انسحبت إلى زاويتها من السيارة:
-لاشئ..تابع سيرك,سنتأخر.
استدار مجددا إلى المقود يديره وهو يتمتم شاتما..وساد صمت مطبق بينهما لما تبقى من الطريق..
برز فيما بعد سبب آخر جعل ماندي لاتستمتع بالامسية,فقد اعترف إدغار خلال الاستراحة ان مايف هي التي اصرت ان تحصل على البطاقات..وسألت ماندي:
-اتعني أنها ليست بطاقات دعوة؟
-أرادت مايف ان تسهر في الخارج..وأنت تعرفين كم تكره أمنا المجئ إلى بيتنا لتجالس الطفلين..وبدت هذه الفكرة الحل المثالي.وانت تستمتعين بالمسرحية,أليس كذلك؟أنا واثق ان أليوت يستمتع بها..انه شاب ممتاز وأنا معجب به جدا.
كان المفترض ان يكون كلامه نوعا من الاعتذار..لكن ماندي وجدت من الصعوبة ان تسامحه..لكن بعد ذلك وهما عائدان ان إدغار لايمكن ان يعرف مدى أهمية الوقت الذي تقضيه مع أليوت..
كان المنزل معتم حين دخلا,لكن ماندي عرفت ان أمها لازالت مستيقظة..فهي دائما تحب ان تطمئن بنفسها على عودة جميع من في المنزل سالمين وتتأكد من ان الأبواب موصدة قبل ان تنام..وعندما كبت أليوت تثاؤبه,أدركت أنها نسيت وبكل انانية كم هو متعب.
-أتريد شرابا ساخنا؟
-ليس الليلة..هل تظنين إنني فظ لو صعدت إلى غرفتي؟
كان الوقت متأخرا بعد ظهر الاحد حين تركا نيوكاسيل أخيرا..وبكت ساري كالعادة.وزاد بكائها إفساد التوأمين الصباح عليها,وتعلقت بأمها حين حاولت الصعود في السيارة فضمتها ماندي بلطف وأبعدت ذراعيها الصغيرتين عن عنقها قائلة:
-ستأتين إلى لندن بعد أسبوعين..بل اقل من هذا في الواقع..لأن جدتك ستأتي بك يوم الجمعة وتقول إنها ستبقى إلى يوم الثلاثاء..ما رأيك بهذا؟
سألت ساري ببراءة: -هل سيكون أليوت هناك؟
تمتمت ماندي بغير ارتياح:"سنرى.."
واضطرت ساري إلى الرضى بنصف الوعد.نادت السيدة كالدر عندما أدار المحرك:
-قد السيارة بحذر.
ورفع أليوت يده مودعا وهما يتجهان إلى الطريق العام.
شغل زحام السير في المدينة اهتمام أليوت..واستندت ماندي إلى الوراء في مقعدها تتساءل عما يفكر فيه باضبط,ثم استرقت نظره إلى وجهه المتجهم وخفق قلبها ألما لمعرفتها أنها هي سبب هذا المزاج.
كانت الساعة تقارب الثامنة حين أليوت الإشارة دلالة رغبه في مغادرة الطريق العام,واستدار إلى طريق"ايكسبوري"فالتفتت ماندي تنظر إليه بارتباك:
--أين سنذهب؟
-إلى ستنور..فكرت في ان نقضي الليل هناك وسأوصلك إلى عملك في الصباح.
خفق قلبها: -اتعني ان نقضي الليل في منزلك؟
-إذا لم يكن لديك اعتراض.
كتمت أنفاسها:
-أنا..ظننت انك غاضب مني.
-أنا غاضب..لكنني احبك أيضا.وبطريقة ما يجب ان اقنعك بهذا!
حين دخلت اللامبرغيني بوابة المدخل المرصوف بالحصى الموصل إلى المنزل,كانت ماندي قد اقنعت نفسها بأن ماسمعته كان وليد تخيلاتها حتما..لايمكن ان بكون قد قال إنه يحبها..إنهما متعبان ونتيجة لهذا وقع خطأما.وبخت نفسها,لابد أنها هي المخطئة.انها تخلط مشاعرها بمشاعره..إنه لايحبها,بل يحب انجلا سيمور كيلر..أما بالنسبة لها فهو يشعر بإنجذاب لا أكثر..وستكون انجلا زوجته.
تمتم أليوت عند ظهور ماغي ماكلونغ لاستقبالهما:
-لقد اتصلت هذا الصباح من"تايانماوث".
اقتربت مدبرة المنزل الصغيرة الجسم منهما وقالت بينما كانت ماندي تخرج من السيارة:
-هذه مفاجأة بالتأكيد.لقد اخرت وجبة العشاء كما طلبت مني سيدي..لكنني آسفة ان أقول إن الآنسة لوسيندا وصلت بعد الظهر.
-لوسي!اوه..حسنا..اظن اننا سنكون ثلاثة على العشاء..ولن يسب هذا أي مشكلة لك ماغي,أليس كذلك؟
ردت ماغي بلهجة ذات مغزى:"ليس بالنسبة لي".
أكد لها بخشونة:
-ولا بالنسبة لي كذلك ماغي.
توترت أعصاب ماندي نتيجة لتوقعها لقاء شقيقة أليوت ..وتمتمت بصوت منخفض وهما يسيران إلى المدخل:
-ربما يجب ألا أبقى.
قال بنفاد صبر:
-كنت مهذبا مع شقيقك,أليس كذلك؟بإمكانك الان ان تكوني لطيفة مع شقيقتي.ولو كان هذا سيتطلب جهدا..لكلينا!
قابلتهما لوسيندا فرا يزر في الردهة فلقد سمعت هي أيضا صوت وصول السيارة,لكن ردة فعلها لم تكن لطيفة كردة فعل ماغي..وقالت بصوت ملؤه الارتياب:
-مرحبا أليوت,أرجو ألا تعترض على دعوتي لنفسي بضعة أيام إلى هنا..لم أكن أظنك ستأتي إلى هنا,أليس من المفترض ان تكون في نيويورك؟
-كنت..لكنني عدت في أسرع مما توقعت.
ظهرت ابتسامة خفيفيفة على شفتي لوسي ثم اختفت..وأدركت ماندي ان الفتاة متوتره مثلها..كانت تشبه اخاها كثيرا,سوداء الشعر,رمادية العينين,بجسم طويل نحيل وقسمات انثوية جدا..وكان ثوبها الصوفي يحمل بدون شك علامات الذوق الرفيع.
قال أليوت في محاولة لتخفيف التوتر بين الفتاتين:
-لابد انك خمنت ان هذه شقيقتي,لوسي..إنها تظهر دائما في اوقات غير مناسبة.
مدت لوسي يدها:
-وانت لاشك السيدة آبكوت..لقد أخبرتني ماغي كل شئ عنك.
ونظرت إلى أخيها بارتياك:
-اعتقد..ان انجلا..ليست معك.
صافحت ماندي لوسي وهي تعرف ان وجهها كان مخضبا باللون الاحمر.لكن أليوت لم يتأثر:
-لا..آنجي ليست معي..والآن اقترح ان تتركينا لنستحم قبل العشاء..في اية غرفة أنت؟غرفتك المعتادة,كما اعتقد؟
-لقد أخبرتني ماغي ان السيدة آبكوت استخدمت تلك الغرفة في المرة الماضية..لكنها قالت كذلك إنك لن تمانع ان تحتل الضفية الفرفة الخضراء..اليس كذلك؟
رد بجفاء: -يمكننا تدبر الأمر.
ودخلت ماغي تحمل الحقائب: -سآخذك هذه عنك ماغي.
وترك ماندي ليأخذ الحقائب من مدبرة المنزل.
-سنراكما وقت العشاء..سأرشد..ضيفتي..الى غرفتها.
رافقها أليوت إلى باب غرفة تقع في الجهة المعاكسة للتي شغلتها في زيارتها الأولى,وتركها تفتح الباب وتدخل أمامه إليها.
-تعرفين طريقك إلى الطابق الأسفل..لا تتأخري,سينفذ صبر ماغي.
-أليوت..ليس لدي ما أرتديه.
-ارتدي الفستان الذي اشتريته لك.احضرته معك,أليس كذلك؟سأراك في الأسفل بعد عشرين دقيقة.
بدا لها ان العشرين دقيقة وقت قصير لتتمكن خلاله من تحضير نفسها لمواجهة الموقف.وأخذ قلبها يخفق بجنون وهي تفكر فيما تظنه شقيقته بها الان.
تذكرت وهي تضع القليل من الزينة على وجهها ما قالته لوسي عن غرفتها..وأدركت ان الملابس التي رأتها هناك كانت تخصها هي.
قدم العشاء في غرفت الطعام الصغيرة التي تنفتح على المكتبة حيث تناولت العشاء مع أليوت عندما كانت هنا..وسألت لوسي:
-هل ذهبت مع أخي إلى نيويورك سيدة آبكوت؟
قاطعها أليوت بإختصار:
-لا..لم تذهب.واظن لك من الافضل ان تناديها ماندي,أليس كذلك؟فعلاقتنا ليست رسمية ابدا.
أمام ارتياح ماندي,وصلت مدبرة المنزل لتعلن جهوز المائدة,وهذا ما انقذ الفتاة من الرد على أخيها..لحقت بمدبرة المنزل إلى غرفت الطعام والتقت عينا ماندي بنظرة أليوت بارتباك متزايد.
همس لها: -تبدين جميلة..
حين عادت ماندي للظهور عند الباب,اغتنمت الفرصة لتبتعد عنه.
اثناء العشاء,لاحظت ماندي ان لدى لوسي شهية كبيرة بالرغم من نحول جسمها,في وقت وجدت هي صعوبة في تناول الطعام..وفرقعت السيدة ماكلونغ بلسانها سخطا وهي تأخذ طبقيهما,بينما لايزال طبق أليوت كما هو.
-ماذا فعلت له سيدة آبكوت؟لابد ان الرجل قلق بخصوص شيئا ما ليفقد شهيته على الطعام!
احترق وجه ماندي خجلا..ونظر أليوت إلى المرأة المسنة بنفاد صبر:
-لسانك حاد جدا وقد يقطع حلقك في يوم ما..
كشرت ماغي وتركت الغرفة فتنهدت لوسي بخشونة:
-إنها فعلا لاتحتمل!
ونظرت إلى ماندي متعاطفة:
-لا تأبهي لها..تظن ان لها الحق في قول ما تشاء!
ابتسمت ماندي ابتسامة ضعيفة..وبعد لحظات دفع أليوت كرسيه إلى الوراء ووقف:
-أظن ان علينا جميعا النوم باكرا,لقد وعدت ان اوصل ماندي إلى عملها في الصباح,وبما أنها تبدأ العمل في التاسعة..فعلينا المغادرة في السابعة على الأقل.
هزت أخته رأسها:
-أنت لازلت تعاني متاعب السفر بالطائرة من قارة إلى أخرى بلا شك..وستجد من الصعوبة فتح عينيك في السابعة.
-اعرف هذا..لذا تصبحين على خير.
-تصبح على خير.
ابتسمت لوسي له من فوق حافة فنجان قهوتها..وقالت ماندي:
-أراك في الصباح.
أحنى رأسه أدبا وذهب إلى غرفته,وبقيت ماندي لوحدها مع لوسي تنتظر بارتباك ما ستقوله الفتاة..لكنها لم تقل شيئا بل عرضت عليها المزيد من القهوة..بعد ملء فنجانيهما قالت بهدوء:
-أنا مسرورة لفرصة مقابلتك..انت مختلفة عما كنت اتوقع.
افترضت ماندي ان السيدة ماكلونغ كانت أكرم في تقييمها لها,وقالت:
-حقا؟أرجو ان يكون هذا للافضل.
-إنه للأفضل..أظننا جميعا كنا تحت سوء فهم.
قطبت ماندي:
-جميعا؟تعنين ماغي؟
-لا..بل اعني والدي..ومن الأفضل ان أكون صادقة..فأنا لست هنا صدفة,ماندي...عندما اتصل أليوت وقال إنكما ستقضيان الليلة هنا..اتصلت ماغي بأمي,وأمي اتصلت بي.