لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > روايات احلام المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات احلام المكتوبة روايات احلام المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (3) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-04-09, 05:32 PM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 136138
المشاركات: 117
الجنس أنثى
معدل التقييم: Disckoooooo عضو له عدد لاباس به من النقاطDisckoooooo عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 119

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Disckoooooo غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Disckoooooo المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي الفصل الثالث

 


3-قولي أرجوك!




مر أسبوع قبل ان تلتقي ماندي بإحدى جارتيها اللتين تسكنان في الطابق الأعلى مرة اخرى..منتديات ليلاس



كان أسبوعها غير مستقر وزاد في هذا عودتها مساء الثلاثاء من العمل واكتشافها باقة زنبق عاجية اللون وسوسن أزرق ناعم موضوعة على مغسلة المطبخ.


قالت السيدة موركر:


-لم اعرف أين أضعها لك..بدا من المؤسف تركها في الردهة الخارجية..إنها جميلة جدا..اليست هكذا؟واضح ان لديك معجب سيدة آبكوت.


ابتسمت ماندي لكن افكارها لم تكن هادئة مثل تعابير وجهها..عرفت سلفا ان لابطاقة ترافق الباقة وهناك شخص واحد فقط حسب تقديرها يمكن ان يكون من ارسلها:أليوت فرا يزر!


قالت لزوجة وكيل المنزل:


-أنا.. ممتنة لك جدا سيدة موركير.


-اضطررت إلى وضعها في المغسلة.


وتطلعت إلى ماحولها في غرفة الجلوس:


-لم اشأ ان افتش عن مزهرية..وكان هناك الكثير...


-اجل..شكرا لك..سأجد ما أضعها فيها.


-أستطيع ان أعيرك مزهرية أو ربما اثنتين,إذا احتجت إليهما.


لكن ماندي كانت مصممة على الرفض,وقالت بتأدب:


-أنا واثقة انني سأتدبر الامر بنفسي.


واحست انها شريرة في عدم تركها المجال لارضاء فضول العجوز..لكن كيف تقول لها إن خطيب انجلا هو الذي ارسل لها الزهور؟وكيف يجرؤ أليوت فرا يزر على وضعها في هذا الموقف الحرج؟


اضطرت السيدة موركير إلى التخلىعلى مضض عن اسالتها الفضولية.


-حسنا..إذا كنت واثقة..انت فتاة محظوظة!لابد انها كلفت من اشتراها مبلغا كبيرا.


ابتسمت ماندي مجددا لمجرد تلطيف كلماتها:


-أنا واثقة من هذا..


وأغلقت الباب بحزم قبل ان تطلق المرأة تعليقا آخر.


ومع ذلك وفيما كانت تملأ كل قصعة وإبريق وزجاجة حليب تملكها بالزهور الناعمة الرائحة,لم تستطع ماندي سوى ان تتنشق رائحتها العطرة..لم يكن لديها هذه الكمية من الازهار في حياتها..وكان انطباعها الاول اعادة الباقة إلى مرسلها,الا انها امتنعت عن ذلك حالما قدرة نتيجة مثل هذا العمل,فأولا ليست لديها فكرة عن مكان إقامة أليوت فرا يزر أو عمله,حتى ان اهتدت اليه فليس بامكانها ان تخاطر في احراج انجلا التي قد تكون معه حينها.إضافة إلى هذا هناك امكانيه ولو ضئيلة بالا يكون هو الذي ارسلها..كم ستبدو سخيفة لو اعادت الزهور اليه واتضح انه لايعرف شيئا عنها!


برز امامها حل واحد اخير..لكنها لم تفكر فيه طويلا إذ لم ترق لها ابدا فكرة إعادتها إلى محل الذي ارسلها لانها لايمكنها ارسال مثل هذه الزهور الناعمة إلى الاتلاف الفوري,مع النظر بعين الاعتبار إلى ان أليوت ارسل الازهار من غير اسم لذا لن يعرف ابدا بامر اعادتها.


شعرت بالرضى وهي تقنع نفسها بهذه الفكرة واكتشفت انها تتمتع كثيرا باللون الذي تضيفه الأزهار على غرفة الجلوس المكتئبة,ووجدت نفسها تراقب وجودها الحي كل يوم بعد عودتها من عملها الشاق إلى شقتها,وحين بدأت أخيرا في الذبول اشترت بعض الأزهار لنفسها لتعوض عن خسارتها.


تحدثت مع ساري مرة اخرى عبر الهاتف ووعدتها بان الايام الفاصلة عن يوم مولدها ستمر بسرعة.


-سأصل في قطار السادسة مساء الجمهة القادم.انا اتطلع شوقا إلى حضوري..


كانت نهاية الأسبوع بدون أحداث,واعتقدتان انجلا وصديقتها ليستا في الشقة إذ لم يصدر أي صوت عن شقتيهما طوال يومي السبت والاحد..امضت ماندي الوقت بطلأ مطبخها محاولة بتصميم المقارنة بين هذا الأسبوع والاسبوع المنصرم.


تواجهت مساء الاثنين وجها لوجه مع انجلا في ردهت المنزل..كانت الفتاة في طريقها إلى الخروج عندما وصلت ماندي حاملة باقة أزهار في يدها فقالت انجلا بلهفة:


- ما أجملها! أحب أزهار الربيع كثيرا,الاتحبينها أنت؟بالطبع تحبينها..لقد قالت لي السيدة موركر إن شخصا ارسل لك باقة كبيرة منها!


كتمت ماندي انفاسها..كان يجب ان تدرك ان السيدة موركير تنقل الاقاويل إلى جميع سكان المنزل وليس إليها وحدها وحسب..قالت:


-اوه..اجل.كنت محظوظة..لقد ارسلها صديق لي في العمل ..


سألت نفسها بنفاد صبر:لماذا تقول هذا؟من في المؤسسة قد يرسل لها شيئا؟وكيف تتاكد ان أليوت لم يفض بكرمه إلى انجلا؟


قالت انجلا:


-أحب تلقي الأزهار كثيرا..يرسل أليوت لي الورود ودائما يعرف انني احبها.


رطبت ماندي شفتيها :(أنت محظوظة جدا)


تنهدت انجلا برضى :


-اجل ..انا محظوظة.هل رأيت خاتم الخطوبة؟


مدت لها يدها:(اليس رائعا؟)


وكان رائعا بالفعل..حجر زفير مربع يحيط به حبات من الالماس ويلمع حتى في ضوء الردهة القاتم,وقالت ماندي بتوتر:


-انه جميل..متى..متى ستتزوجان؟ام لم تقررو بعد؟


في شهر كانون الاول..كما اعتقد..اليوت مرتبط بعمل كثير,وآمل ان يكون شهر عسلنا في ليلة رأس السنة.


-ياله من امر رائع!


اصبحت لهجة ماندي زائفة الان لكن انجلا لم تلا حظ,واجا بت ترفع كتفيها:


-أجل..اليس كذلك؟لكن يكفي كلاما عني الان..انا لم ارك منذ الحفلة..هل استمتعت بها؟


ابتلعت ماندي ريقها:


-اوه.. كانت.. ممتعة جدا..انا اسفة,كان يجب ان اتصل بكي..لكن المشاغل كثيرة.


هزت انجلا رأسها:


-لاتفكري في هذا..كل ما املت به الا تكوني غضبت من الطريقة التي تصرفت بها ليلي..إنها احيانا باردة ومتعالية..وكانت ذلك المساء في مثل هذا المزاج, لكنها في الواقع فاتنة حين تتعرفين اليها جيدا.


تنحنحت ماندي:


-أنا واثقة من هذا..حقا..ليس الامر مهما..كانت ليلتك أنت على أي حال.


-ما رأيك بأليوت؟لقد تحدثت معه اليس كذالك؟أوليس رائعا؟


أفلتت الأزهار فجأة من يد ماندي فانحنت بإرتباك لتلتقطها وبقي سؤال انجلا بدون رد إذ قالت:


-يجب ان اذهب الان..سأقابل والدي بعد ربع ساعة..ولن يكون مسرورا أن تأخرت..وداعا.


-وداعا.


ابتسمت ماندي لها, لكن بعد ذهاب انجلا احست بموجة ارهاق تجتاحها وبدت لها الخمس سنوات التي مرت منذ كانت صغيرة حيوية مثل انجلا بعيدة جدا..لكن هل كانت يوما صغيرة مثلها؟


جاء يوم الثلاثاء بسيل من الاحداث في المؤسسة..فقد تعثرت السكرتيرة سيبل لونغمان على السلم ذلك الصباح ولوت معصمها وهذا مامنعها من القيام بأيت طباعة..وارن غراندولف,الناظر,آلم ظهره وهو ينقل بعض الصناديق في المخزن..اما السيد كراون فقد مزق بنطلونه في طريقه إلى العمل,ونتيجة لهذا لم يصل قبل الحادية عشرة.


عند حلول وقت الغذاء أحست ماندي وكأنها قامت بعمل يوم كامل..كان هناك رسائل معينة يجب الاهتمام بها,ونظرا لاعاقة سيبل اضطرت ماندي إلى تولي الطباعة بنفسها,ولم يكن الامر سل عليها..ووجدة ان الة سيبل الحديثة معقدة وغير مألوفة لها.


عند حلول وقت الغداء قررت ماندي الا تتناول السلطة في قاعة الطعام نظرا لاضطرارها إلى الذهاب للتسوق.ارتدت سترة بذلتها الرمادية الداكنة وركضت مسرعة نحو اشعة الشمس الشاحبة التي تغمر (ادجويرود)


كان منظر السيارة الرياضية السوداء المتوقفة دونما اكتراث على الخط الاصفر في الخارج كافيا لان يجفلها قبل ان تتعرف إلى الرجل الواقف مستندا إلى مقدمتها.


قال وهو ينظر اليها:


-مرحبا..كنت انتظرك.


اخذت نفسا عميقا واستدارت تواجهه:(حقا؟لماذا؟).


انقلب تعابير وجهه إلى الاكتآب :(ولماذا في رأيك؟)


لا استطيع أن اتكهن..فعلا..لكنني سأكون ممتنة إن اختصرت الشرح..ليس لدي وقت كثير.


سألها بحدة:


-لكنك تتناولين الغداء..اليس كذالك؟لقد بدأت اتسائل.


-ماذا تعني؟


وأجبرت نفسها على التفكير في انجلا وما قد يعنيه هذا لها.


نظر إلى الشارع متفحصا:


-اعني انني انتظرت يوم امس بدون جدوى.


فغرت فاها بدهشة:


-انتظرت بلامس؟


-هذا ما قلته.


هزت رأسها:


-أنا اتناول الطعام عادة في قاعت الطعام.


قال ساخرا:


-حقا؟ كان يجب ان افكر في هذا.


قاومت لتستعيد عدم اكتراثها:


-لست ارى سببا..اتعرف انك تقف في مكان ممنوع؟


-بما انني حصلت على محضري مخالفة بالأمس,فأنا اعرف هذا,ماندي..


-إذا يجب ان احذرك..هناك دورية شرطة مرور قادمة واظن من الافضل ان تحرك سيارتك سيد فرا يزر..إلا إذا كنت تتمتع بالمساهمة في دعم بلدية لندن الكبرى.


شد أليوت على فمه وقاس بسرعة المسافة التي تفصل الشرطة عن سيارته.


-هل تتناولين الغداء معي؟


لكن ماندي رفضت طلبه:(لااستطيع)


فاستدار وعاد مسرعا إلى الامبرغيني.


كان هناك رواق يحوي عدة متاجر اعتادت ماندي ان تتسوق ماتريده منه,اتجهت اليه وهي تقاوم الاندفاع بأن تنظر خلفها لترى ما إذا كان أليوت قد نجح في تفادي محضر مخالفة أخرى..كان قلبها لازال يخفق بشدة بسبب السرعة التي حاولت فيها اكبر مسافة بينها وبين أليوت..وقفت لعدت دقائق تتفرج على واجهة بائع كتب ومجلات بدون ان ترى شيئا في الواقع.


سألت نفسها اكثر من مرة:لماذا يفعل هذا؟إنه امر غير معقول إذ لديه خطيبة جميلة تهتم به,وإذا كان راغبا في العبث فلا شك ان لديه فرصا عديدة مع الكثيرات من الفتيات,فلماذا يختارها هي ؟إذا كان يسعى للمغامرة فلماذا لايجد لنفسة فتاة من طبقه يرضي بها غروره؟ام ان السبب يتعلق بكونها مختلفة؟ربما يظنها سهلة المنال أو من غير المحتمل ان تعترض كثيرا طالما انه يعوضها بطريقة اخرى مثل...باقة أزهار..كانت ترتجف بشدة وأدركت انها لم تشتر شيئا مما جائت لشرائه,ووجدت صعوبة في دفع قدميها امام الاخرى لذا قررت التخلي عن فكرة التسوق والعودة إلى العمل.


-هل أنت على مايرام؟


اجفلها صوت الرجل اللطيف خلفها ما جعلها تترنح قليلا:


-أنا..اوه..اجل,أنا بخير.


للحظات ظنته أليوت وهي لاتشعر بالقدرة على مواجهته الان.كان من الواضح ان المسن قلق عليها:


-هل أنت واتقة؟


حاولت ماندي انستجماع قواها لتطمئنه وابتسمت:


-لابد انني جائعة.


ثم علقت انفاسها في حلقها وهي ترى طيفا نحيلا أسود يتقدم نحوهما..كان يجب ان تعرف ان أليوت لن يستسلم بسهولة..وتسائلت ما إذا كانت تجرؤ على طلب الحماية من الرجل المسن الواقف إلى جانبها,لكن الظروف لم تكن تسمح لها بتوريط شخص آخر..منتديات ليلاس



وصل أليوت إليهما وراحت عيناه الرماديتلن تتفحصان وجه ماندي بقلق ظاهر..فسألها مابك:(مابك؟)


وقف بجانبها فاستدارالعجوز بارتياح ليقول وكأنه وجد فيه الشخص الذي سيريحه من مسؤوليتها:


-تشعر السيدة الشابة بقليل من الاغماء..تقول إنها جائعة..ويجب ان تتاكد من انها ستتناول غداءها حالا.


-سأفعل هذا..آسف لتاخري ماندي..لاقيت صعوبة في ايقاف السيارة.


ارتجف فك ماندي بمزيج من الاحباط والوهن,لكن حين حثها لتتحرك لم يكن لديها خيار آخر..إنها متعبة جائعة وقدى سلبها الجهد الذي بدلته في مواجهته معظم قدرتها على المقاومة.


صاحت بقلق:


-لماذا تفعل هذا؟أنت تعرف انه قد يرانا احدهم..ثم الا يعني لك شيئا كوني لا اريد تناول الغداء معك؟


رد بعجرفة قاسية:


-لو كنت اعتقد هذا لما جئت إلى هنا.اقترح ان نجد..


قاطعته محتجة:


-لا!لا..لن اذهب معك!لست أدري من أين واتتك فكرة انني ساحب تناول الغداء معك,لكنك مخطئ..صدقني!والان,ارجوك ابتعد عني وتوقف عن ازعاجي!


-ماندي..


-سيدة ابكوت.


حسنا..سيدة ابكوت..هل تنكرين انك لست في حالة مناسبة لان اتركك لوحدك؟


قاطعته:(هذا بسببك)


احنى رأسه بأدب:


-إذا قالت هذا..مع ذلك سأكون نذلا حقيرا إن تركتك الان.لذا اقترح ان نجد مكانا تجلسين فيه وسأشتري لك شرابا وسندويشا أو مايلزم لاعادت بعض اللون إلى وجهك.


تنهدت ماندي:(وإذا رانا احد؟)


التوت شفتا أليوت:


-وهل تخجلين من رؤية احد لك معي؟


-أنت تعرف ما اعني!


-شخص اعرفه؟


-اجل.


-وماذا في هذا..؟أنا سأشتري لك ما تشربينه..فأين الضرر في هذا؟


أين الضرر حقا؟لحقت به على مضض إلى داخل مطعم صغير واتجهت إلى طاولة منزوية آملة الا يعرفها احد,ولكونها قادمة جديدة إلى المطعم فقد لاحظت انها اثارت الكثير من الاهتمام بين الحضور الذكور.


كانت الطاولات محجوزة باجمعها,لكن تلك التي في الزاوية كانت بمقعدين خاليين.جلست ماندي على المقعد البارد مع بعض الارتياح,كانت ممتنة لفرصة الجلوس واستعادة سيطرتها على نفسها..ستكون هذه حتما فرصة لتظهر له انه يضيع وقته في ملاحقتها!


جاء أليوت بكوبين من المرطبات فرفعت يدها لتريه مكان جلوسها..تقدم حاملا الكوبين في احدى يديه وسندويشين من اللحم والسلطة في اليد الاخرى.


كالعادة,بدا مرتاحا وكأنه في بيته حتى وان كان مايحيط به غير مألوف.رشف قليلا من الكوب الذي جاء به لنفسه من دون ان يعي ان هناك فتاة تجلس قبالته نقلت اهتمامها من صديقها إليه.


واجهها قائلا:أنت شاحبة


كنتت انفاسها وشربت من محتويات كوها.اخذت رشفة اخرى قبل ان تتفحص سندويشها فقال أليوت:


-ليس لديهم سوى شرائح اللحم والسلطة..وارجو ان تعجبك.


لم ترد ماندي عليه بل قضمت السندويش وراحت تنظر إلى عيني الشابة قبالتها بثقة اكبر بالنفس..على أي حال لايمكن لومها على تحديقها باليوت..انه جميل الطلعة ولا تلومها ان كانت تتسائل عما يفعله مع امرأة مثلها.


-هل لاباس به؟


ردت ماندي بادب:


-اجل..شكرا لك.


لم تنه ماندي سندويشها,كان هذا مستحيلا امام نظرات أليوت والفتاة الجالسة قبالتهما,وترك أليوت نصف ساندويشه كذالك.وبدون طلب الاذن منها حمل الكوبين وذهب إلى طاولت التقديم ثم عاد بكوبين مماثلين وبعينين تحديانها ان ترفض.


ارتاحت ماندي عند مغادرت الشاب والفتاة قبالتهمابعد دقائق وبقي مكانهما فارغا..ثم اخذ الجمع في المطعم يخف مع عودت الناس إلى اعمالهم..نظرت ماندي إلى ساعتها وراعها ان تكتشف انها تكاد تبلغ الواحدة والنصف.


قالت بعد ان شربت ما تبقى من كوبها:


-يجب ان اذهب.حقا..يجب ان اكون في المكتب الثانية الا ربعا.


-ستكونين هناك..لا اعتقد انه من المجدي طلب ان تغيبي بعد الظهر,اليس كذالك؟أنت صادقة وضميرك حي.


احست بضيق في انفاسها:(سيد فرا يزر..)


-أليوت.


-سيد فرا يزر..اعتقد ان هذا الحديث امتد إلى اكثر مما ينبغي.


التوت شفتاه بسخرية:


-حقا؟حسنا..اعتقد انك قد تكونين محقة..لكن هذا لايحل مشكلتي.


-لا اظن ان لديك مشكلة سيد فرا يزر..ارجوك..اريد الخروج الان.


-واذا لم اسمح لك؟


-سأصرخ.


-وهل تفعلين هذا حقا؟ألن يكون هذا كفعل ما تحاولين تجنبه؟جذب الاهتمام الينا؟


-ارجوك..


-قولي ارجوك أليوت.


ردت بصوت منخفض متوتر:(ارجوك..اليوت!)


-حسن جدا.


خرج بحركة سريعة من على المقعد وتمكنت بدورها من رفع نفسها ثم سارت امامه بسرعة إلى الخارج.


قال أليوت سأرافقك حتى المؤسسة.


سار معها بالغم من احتجاجها وقال:


-اخبريني ماهو عملك في هذه المؤسسة؟لقد تناولنا الغداء معا ولم اعرف شيئا عنك.


ردت بانزعاج:


-أنا واثقة ان هذا لن يثير اهتمامك.


لو لم اكن مهتما لما سألت..انه ليس من اسرار الدولة,هل هو هكذا؟أنت لست عميلة في مشروع سري؟


احست بدافع للضحك لفكرة ان يكون السيد كراون متورطا في عملية سرية أو جاسوسية.


-إنه امر بعيد الاحتمال..في الواقع أنا اعمل مساعدة لمدير المؤسسة..وهو عمل مثير ويعجبني.


رفع أليوت رأسه:


-لكنك لست من لندن..اليس كذالك؟


-لا..الم تخبرك خطيبتك؟لقد جئت من الشمال,من نيو كاسل ..واعيش في لندن منذ شهرين فقط.


-وهل يعجبك المقام؟


-لقد قلت انني أحب عملي..اما ماتبقى..فأنا اشتاق إلى عائلتي فقط.


وصلا إلى المؤسسة فتوقفت واستدارت تودعه,قالت وكأنها تتلو كلمات حفظتها في الذاكرة:


-شكرا لك على الغداء.


دس يديه في جيب بنطلونه:


-اريد رؤيتك مرة اخرى.


تقدم خطوة فأحست بتوتر.


-لا تقولي لي أي كلام سخيف حول ان هذا ليس فكرة جيدة..او ماذا ستقول انجلا ,قولي فقط (نعم)للمرة الاولى في حياتك من دون موازنت الصواب والخطأ.


-لا استطيع..


-اوه..حبا بالله!


كررت مترددة:(لااستطيع).


كان من الصعب جدا رفض طلبه لكن المنطق انتصر في النهاية..فقالت متصلبة:


-اسمع ..ادرك انك على الارجح معتاد على وقوع النساء تحت قدميك..لكنني لست هكذا..ليس في نيتي ان اوفر لك تجربة من نوع جديد أو لاي شخص آخر..وإذا كنت تريد تجربه عابرة فما عليك سوى التفتيش في مكان آخر!

 
 

 

عرض البوم صور Disckoooooo   رد مع اقتباس
قديم 09-04-09, 05:34 PM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 136138
المشاركات: 117
الجنس أنثى
معدل التقييم: Disckoooooo عضو له عدد لاباس به من النقاطDisckoooooo عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 119

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Disckoooooo غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Disckoooooo المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي الفصل الرابع

 


4-خطأ!


كانت مكاتب اتحاد شركة فرا يزر للتأمينات والاستثمار تقع في سلحة هادئة من شارع ستراند..حين اشترى جد أليوت الشركة عام 1920,كانت عبارة عن طابقين من مبنى سكني قديم قرب(كنغ كروس).وفيما ركز معظم المضاربين على سوق القطاع و الاسهم,انصرف هيللر فرا يزر إلى شراء الاملاك موظفا اموال زبائنه في حجارة صلبة بقية صامدة حتى بعد انهيار(وال ستريت)أو شارع المال وترك أكثر المستثمرين مفلسين..منتديات ليلاس



ونمت اعماله وتوسعت..في الخمسينات تابع والد أليوت مسيرة ابوه وتطلع إلى ماوراء البحار بحثا عن مشاريع يستكشفها..والان يمتلك افراد اسرة فرا يزر أسهما في مناجم الألماس في أفريقيا,ويمتلكون ايضا آبار نفط في الاسكا,مزارع ماشية في امريكا الجنوبية,شركة نقل جوية وأسطول ناقلات نفط..وقد أنتجت وانتجت مصانعهم الكيميائية انواعا جديدة من السماد..في الواقع يشارك اتحاد فرا يزر في معظم التقدم التكنولوجي,ومجلس ادارتهم فريق شامل من المحاسبين,العلماء,المهندسين,والخبراء في علم الاحصاء الذين يصنف أليوت فرا يزر منهم.


عندما تقاعد والده في الستين من عمره منذ ثلاث سنوات مضت اصبح أليوت رئيس مجلس الادارة وكان لايزال شابا في الثلاثين لكن في السنوات الثلاث الماضية اكد أليوت على الثقة التي وضعها واله فيه وهو الان في الثالثة والثلاثين ومعروف بين اكثرية رجال الاعمال والاستثمار..لطالما اهتم أليوت بعلم الحساب ولقد حصل على درجة عالية في الاقتصاد من جامعة اوكسفورد.إضافة إلى هذا,كان يمضي جزئا من كل سنة في زيارة مواقع العمل التا بعة للشركة في الخارج وكانت معرفته الدقيقة بتفاصيل كل مشروع تجعله خصما مهيبا.


مكتب أليوت هو الذي شغله والده وجده من قبل وكان في الطابق الاخير من المبنى ويطل على ارض لمشروع حديقة جديدة..


نظر أليوت بنفاذ صبر إلى ساعته الذهبية في معصمه..كم الساعة الان؟واشتد ضغطه على فمه حين رأى انها لاتزال الرابعة والنصف وان هناك ساعة ونصف قبل ان تصل انجلا كما قالت,كي يذهبا إلى(سوسكس)معا..تسعون دقيقة اخرى قبل الانطلاق لقضاء عطلة الأسبوع وهو يبدي الادب مع انجلا واهلها ملأته بالبؤس.


ترك النافذة وعاد إلى مكتبه يقلب الاوراق التي تتطلب دراسة مركزة منه بدون اكتراث..لديه عمل يقوم به ولكنه يشعر بشكل غريب بنقص في قدرته على التركيز,وللمرة الاولى في حياته يفقد الاهتمام بكل شئ..إنه ضجر ولا يهتم,الطاقة الفكرية التي لا تهدأ لديه أصبحت تفتقد الان إلى التوجيه الطبيعي.


لم يكن هناك سبب منطقي لعدم رضاه وهو يعترف بها الان..واخذ ينقر باصابعه فوق منضدته..ليس هناك أي ازمة في الشركة ولا مشاكل خاصة عليه التعامل معها..حتى ان حياته الخاصة هي كما يتمناها..انجلا فتاة جميلة وعلاقتهما مرضية تماما..فما هو الشيء الخاطئ؟


مع تفكيره في انجلا عاود النظر إلى ساعته فوجد انها لازالت الرابعة والنصف وخمس دقائق..خمس وثمانون دقيقة على الانطلاق..ربما يحتاج إلى ما يشربه..ربما سيساعده قليل من القهوة المرة على رفع الغمامة الكئيبة المسيطرة عليه.


صب لنفسه فنجان قهوة وحمله إلى منضدته ثم جلس متثاقلا على مقعده الجلدي ورفع قدميه فوق المنضدة..احس بدفء القهوة القوية السوداء وهي تجد طريقها إلى معدته..وقرر ان يطلب من كاربنتر ان يوصله إلى(فايفا وكس)فهو يشعر انه متعب,وهناك وقت طويل قبل وصول انجلا.


انجلا..


فكر أليوت بخطيبته وهو يتفرسرفي السائل الاسود في فنجانه..لقد عرف الكثير من النساء قبل ان يتعرف اليها لكنها الاولى التي يطلب يدها فقد بدت له مناسبة تماما لتكون زوجة رجل في مثل مركزه,وبما انه في الثالثة والثلاثين وابواه متشوقان لان ينجب لهما حفيدا,لم يعترض على تشجيعهما الايجابي.


اضافه إلى كل هذا فان انجلا جميلة وهي ترضي غروره بنفسه,ولو انه يجد حديثها احيانا مملا إلا انه لا اختلاف في هذا عن زوجات اصدقائه فهو لايريد الزواج من امرأة اعمال..إذا لماذا يشعر بهذا الاحباط المريع؟


وتوصل إلى الرد الذي تعمد تجنبه حتى الان:ماندي آبكوت!


لم يكن هناك سبب وجيه لانزعاجه من تصرفها نحوه إلى هذا الحد..لكنه منزعج!اصبح منذ يوم الثلاثاء مكتئبا يفكر فيما حدث اثناء الغداء,وفي ردة فعلها العدائية على دعوته الودية وهي ما اصاب فيه وترا حساسا.


في العاده,لم يكن أليوت رجلا عنيفا بل العكس,فهو معروف بمرحه وشخصيته الساحرة وتفكيره الدقيق بوجه عام.إنه رجل هادئ الطباع معتاد على اخفاء مشاعره الداخلية حتى في وجه استفزاز متطرف..لكن ماندي آبكوت اثرت على اعصابه وكان لها قدرة على تحريك المشاعر التي لم يكن يعرف انه يمتلكها,ومن الثير للقلق معرفته انه لايستطيع السيطرة دائما على مشاعره هذه عندما يكون معها.


أراد يومها أن يلحق بها إلى المؤسسة حيث تعمل وكاد الغضب الذي تملكه بسبب ردها المهين يتغلب على تعقله الطبيعي,واثناء عودته إلى الشقه كان يسلي نفسه بتخيل صور زملائها وهم ينظرون بعجز بينما اصابعه تخنق عنقها وتنزع الحياة منها.


منذ ذلك الوقت صمم على ان يبعد كل تفكير فيها من رأسه ونجح في هذا تقريبا..لكن المشكلة الان معرفته انها لازالت موجودة سواء اكان هذا في وعيه الكامل ام في عقله الباطن..صورتها التي تثقل على دماغه وتشله عن التفكير في نهاية الأسبوع القادم.


رشف ماتبقى من قهوة في فنجانه ثم انزل قدميه إلى الأرض ليقف..إنه لايكترث بشئ!سيراها لآخر مره وسيقول لها ما يضنه بها.


إنه يدرك ان عزلتها أثارت تعاطفه وجعلته يشعر بالاسى عليها..وبعيدا عن اعجابه بشكلها,حاول التواصل مع دماغها لمعرفت مايقلقها..وإذا كانت قد اسائت فهم نواياه الطيبة فهو يشفق عليها.


وضع فنجانه الفارغ على الطاولة وتقدم إلى الباب الذي يوصل إلى مكتب سكرتيرته.


-أنا خارج لمدة ساعة سيدة وينسدال وسأعود قبل السادسة.


سألت السيدة وينسدال بدهشة:


-لكن الا تتوقع مجيء الآنسة سيمور؟


-بلى ..لكن ليس قبل السادسة..وكما قلت سأكون هنا قبل هذا..ارتاحي سيدة وينسدال..كل شيء على مايرام.


-هل وقعت تلك الرسائل؟


-لقد وقعت كل ماهو مهم ..وبإمكانك الخروج ما إن تصبحي جاهزة..ستجد انجلا طريقها بنفسها إلى مكتبي .


-اجل.. سيد فرا يزر.


لم يكن لدى أليوت وقت لمراعاة مشاعر السيدة وينسدايل التي كانت اصلا سكرتيرة ابيه فلديه فقط ساعة من الزمن ليقطع شوارع لندن ويكلم ماندي ثم يعود,وهذا لن يكون امرا سهلا في مثل هذه الساعة منزحام بعد ظهر يوم الجمعة.


ساعده الحظ في الوصول إلى كليفتون غايت في وقت قياسي.وكانت الساعة الخامسة والربع عندما سار في الممر الداخلي لبرايتون هاوس..كان يعرف ان المؤسسة التي تعمل ماندي فيها تقفل ابوابها في الرابعة والنصف أيام الجمعة..وأخذ بالحسبان زحام السير,إذا يجب ان تكون في المزل الان.كان بابها اول باب إلى اليسار,وبدون اعطاء نفسه فرصه للتفكير مره اخرى تقدم وقرع عليه بحزم.


كان يشعر بالتوتر وهو يقف بانتظار ان تفتح له وعلى الرغم من ذلك برز إلى رأسه صورة قسماتها الشاحبة وطاف تفكيره فيها وكانه ينظر إلى صورة امامه.استطاع رؤية تفاصيل عينيها اللوزيتين وفمها العنيد كما كانت آخر مره شاهدها فيها..لها فم جميل,وعندما تبتسم ينير وجهها بأكمله ويصبح لون عينيها اخضر بلا من اللون اللوزي.


سأل صوت مألوف من خلفه:


-هل تسأل عن السيدة آبكوت؟


سيطر على نفاذ صبره واستدار ليواجة زوجة الوكيل التي اضافت:


-اوه..سيد فرا يزر..هذا أنت ..الآنسة سيمور ليست هنا.


دس اصابعة في جيبي معطفه:


-اعرف..اريد رؤية السيدة آبكوت..هل هي هنا؟


ردت السيدة موركير بسرعة:


-اوه.. لقد سافرت!


صدمة ردها للحظة ظنا منه انها تعني إلى الابد.


-سافرت؟


هزة المرأة رأسها:


-ستلحق بقطار السادسة..سافرت لقضاء عطلت الأسبوع في بلدتها..في نيو كاسل..قالت انها ستعود ليلة الاحد إذا كان هذا سياعدك.


سحب اصابعه من جيبه وهو يشعر بالراحة الكبيرة والاسترخاء لكلماتها.كانت هذه تجربة غريبة عليه يحتاج إلى استعادت توازنه بعدها..لكنه قبلا يتوجب عليه إقناع السيدة موركير بأنه ممتن لتعاونها.


مررلسانه على شفتيه:


-حسنا..شكرا لك..لم يكن الامر مهما.


-أتريدني ان ابلغها رسالة؟أنا واثقه أنها ستأسف لعدم رؤيتك فهي لاتتلقى الكثير من الزوار..تعرف هذا.


-كما قلت سيدة موركير..ليس الامر مهما.لدي رسالة لها من انجلا..لكن بما انها ليست هنا لم يعد الامر مهما.


-اوه..فهمت.


تسائل ماذا سيقول لانجلا..وهز رأسه مودعا ثم اتجه إلى سيارته..الان وقد برزت السيدة موركير إلى الصورة فمن المحتمل ان تقول شيئا..وراح يقلب افكاره باحثا عما سيقوله وهو يعود إلى مكتبه.


****


جائت السيدة كالدر بساري إلى المحطة لملاقاة القيطار,وبالرغم من الساعة المتأخرة كانت الصغيرة تقفز إثارة حين دخلت امها عبر الحواجز وانحنت لتحتضن ابنتها الصغيرة بين ذراعيها.


دفنت وجهها المبلل بالدموع في كتف ابنتها وقالت بحنان:


-مرحبا ياكنزي..ما اروع العودة!هل كنت فتاة طيبة مع جدتك؟


قالت السيدة كالدر:


-كانت جيدة كالذهب منذ يوم الثلاثاء.


وقبلت ابنتها بدورها وهي تمسح لها الدموع عن وجهها.


-كل ماسمعته منها هو كم يوم بقي حتى يوم الجمعة,وما هي الهديه التي ستشتريها لها يوم مولدها.


سبب ذكر امها العفوي يوم الثلاثاء وخز ضمير مؤقت لماندي لكنها صرفت النظر عنه بسرعة..لن تسمح لاليوت فرا يزر بأن يفسد عطلتها الأسبوعية..وركزت اهتمامها على وصف ساري لكعكت الحفلة.


-سنقيم حفلة..خالي إدغار والخالة مايف وبوب وتيدي قادمون لشرب الشاي غدا..وتقول جدتي انني استطيع دعوة ثلاثة من صديقاتي من المدرسة.


نظرت ماندي إلى امها شاكرة ثم ردت على ابنتها:


-عظيم..هذا كل ما احتاج اليه..أرى انني سأقضي يومين من دون راحة.


لكن في الواقع مرت نهاية الأسبوع بتباطؤ وأحست ماندي أنها في المدة القصيرة التي ابتعدت فيها عن هذا المنزل فقدت التكيف مع حياة امها في(غوزفورس)


صباح السبت بدأت ساري تفتح هداياها وكانت ماندي قد اشترت لها لعبة تقلد معظم حركات الطفل الحقيقي,لكن بالرغم من اهتمام ساري بقدرتها على شرب زجاجة الحليب وتبليل حفاضها,إلاانها امضت وقتا اطول تلعب باللعبة الالكترونية التي اشترتها لها جدتها.


بعد ذلك اختفت ساري في الحديقة لتلهو وخرجت الجدة إلى موعدها عند مصففة الشعر فبقيت ماندي وحدها في المنزل لما تبقى من فترة الصباح.


عندما كانت في شقتها في لندن,كانت تتشوق لان تكون هنا بين الناس والاماكن التي تعرفها جيدا.والآن ورغم وجودها الفعلي هنا إلا انها تشعر بعدم الارتياح في غرفتها القديمة التي كانت دائما ملاذها الامن..ووجدت نفسها تشتاق إلى ضجيج السير المتواصل على الطريق القريب من شقتها والاحساس بمدينة لاتنام ابدا..لكن لاشيء مثير في كل هذا وهي خيالية وسخيفة في ربط قلقها بلندن..كيف تفكر بهذه الطريقة وهي لطالما كرهت الاقامة هناك؟


جلست على حافة سريرها ورفعت ساق نحيلة إلى فوق لتسند ذقنها إلى ركبتها..المشكلة أنها كانت تشعر بقلق شديد منذ يوم الثلاثاء الماضي,ومهما حاولت تبرير تصرفاتها فهي لم تستطع تجاوز واقع أن أليوت اشترى لها الغداء وردت له المعروف بإهانه..اوه..يمكنها ان تجد عشرة اسباب لتبرير فظاظتها فهو لايحق له ان يرسل لها الأزهار,ولا سبب يدعوه لأن يفترض أنها قد ترغب بعد معرفة قصيرة جدا في تناول الغداء أو العشاء معه..لكن لم تنجح كل هذه الاعذار في اراحة ضميرها..لقد تصرفت وكأنها فتاة صغيرة محتشمة تواجه بعدوانية اول موعد لها مع رجل بلا من ان تتصرف كامرأة ناضجة وتتقبل صداقته بطريقة مماثلة.


وصل شقيق ماندي وزوجته بعد الظهر ولكن حفلة الشاي التي تلت لم تترك أي وقت للحديث والسؤال,فقد كان توأما ادغار يتركان اثار الفوضى أينما ذهبا..وأحست ماندي بالإرهاق في الوقت الذي غادروا فيه إلى منزلهم.


لكن مايف زوجة اخيها,وجدت فرصة وهما تغسلان الصحون لتسألها ما إذا كانت تستمتع بالعمل في لندن..وقالت:


-انني احسدك فعلا.اتمنى لو كان لي عذر لترك التوأمين عند امك والرحيل إلى مكان جديد!احيانا اظن انني سأجن إذا لم يجد أدغار طريقة لضبط تصرفات تيدي!


-لكنه مجرد صبي صغير.


ومع ان ماندي لم يرق لها تلميح زوجة شقيقها إلى انها تركت ساري عند امها,الا انها أردفت:


-اعتقد انه سيهدأ وهو يكبر..كان إدغار يتصرف مثله في صغره.


-حقا؟ليس هذا ما يقوله..انه يلوم عائلتي على اندفاع تيدي الفوضوي,لكنني أخبرته ان لا احد في عائلتنا يتصرف كقطاع الطرق عندما يكون عندنا زوار.لكنه لا يصغي إلي..إنه فعلا يكاد يسلبني عقلي!


قررت ماندي ان مثل هذا الحديث سيؤدي إلى مواضيع ليس من حقها ان تخوض فيها فغيرت الموضوع:


-يعجبني فستانك..هل هو جديد؟إنه يناسبك.


ردت بدون حماس:


-اشتريته من البلدة..اعتقد ان ثمة فساتين كثيرة مثله في لندن.


كان يوم الاحد هو الاسوء..فمع ان ماندي كانت تعرف انها لن ترغب في الرحيل عندما يحين الوقت,إلا ان الصباح بدا وكانه لن ينتهي ..ذهبت امها إلى البلدة وأخذت ساري معها.وكان على ماندي مرافقتهما إلا انها لم تكن تشعر برغبة في ذلك..إضافة إلى هذا,على احدهم ان يحضر غداء يوم الاحد.


وضبت ماندي حقيبتها بعد الظهر وطلبت سيارة اجرة لتوصلها إلى المحطة لتلحق بقيطار الخامسة..وقالت لامها بلطف:


-أفضل ألا تأتي معي امي..سيكون هذا اسهل بالنسبة لساري..


لكن ساري كانت تنظر إلى الأموربطريقة مختلفة:


-اريد ان اذهب إلى المحطة..احب الذهاب إلى هناك.احب رؤية القيطارات.


قالت ماندي بتعاسة:


-ليست هناك قيطارات كثيرة يوم الاحد.


وضمت الصغيرة إلى حجرها.


-اوه لا تبكي ياحبيبتي..تعرفين ان على أمك ان تعود.


-متى استطيع الذهاب إلى لندن؟أريد ان ارى مكان اقامتك,قلت لى انني استطيع المجئ.


-في العطلة القادمة..ستحضرك جدتك بعد شهر ويمكنكما البقاء هناك حتى نهاية الأسبوع,ولسوف اريك حينها مبنى البرلمان قصر باكنغهام حيث تعيش الملكة.


-حقا؟


دست ساري إصبعها في فمها وهي تنظر إلى امها بارتياب,فأبعدته ماندي عن فمها:


-اجل..حقا..مارأيك بمساعدتي في صنع سندويشات آكلها في القطار؟ لن اتمكن من البقاء حتى وقت الشاي.


فيما بعد واثناء خروج القطار من محطة نيوكاسل اضطرت ماندي إلى اجبار نفسها لئلا تذرف الدموع..لكنها لم تكن دموعا لأجل ساري بل لاجلها هي..فساري لديها جدتها لتعتني بها..اما هي فتشعر انها وحيدة.


كانت الساعة تقارب العاشرة عندما وصل القطار إلى محطة"كنغزكروس"فقد طالت الرحلة التي تستغرق عادة ثلاث ساعات بسبب اصلاحات تجري على الخطوط الحديدية.


إلى ان وصل القطار إلى لندن كانت ماندي تحس ببؤس مرير.سحبت حقيبتها عن الرف متمنية للمرة الاولى لو انها اختارت مشاركة شقة مع امرأة اخرى.


حتى انجلا سيمور كلير تتشارك الشقة مع ليلي بنتلي..وأخذت تفكر لا إراديا بجارتيها وتتسائل عما كانتا تفعلانه في نهاية هذا الأسبوع..بالتاكيد لم تمضبا خمس ساعات من التكاسل في قطار محول عن خطه,فأناس مثل انجلا وليلي وأليوت كذلك يسافرون إلى أي مكان في سيارة أو طائرة.


كان هناك مفتش ينتظر استلام البطاقات اثناء مرور الركاب امام الحاجز..اعطته ماندي تذكرتها ثم وضعت حقيبتها على الأرض لتتمكن من وضع حمالة الحقيبة فوق كتفها وحمل الاخرى الاثقل وزنا بيدها الثانية.


وهي تفعل هذا احست ان شخصا ما يراقبها فرفعت رأسها بإحباط آملة الاتضطر إلى صرف معجب غير مرغوب فيه عنها,فبعد التوتر الذي مرت به خلال الخمس ساعات المنصرمة,كانت تحس بالتعب وبدأت وخزات الصداع تهاجم صدغيها.


-أليوت!


كان استخدامها لاسمه الاول باندفاع من دون وعي.


كان أليوت ينتظرها..وعرفت من وقفته انه موجود هنا منذ مدة طويلة..وتاكد لها هذا من الطريقة المتصلبة التي رافقته وهو يدنو منها..لم يكن مبتسما,قسماته القاتمة متجهمة في قناع مبهم,وعندما انحنى ليحمل حقيبتها عنها كانت مصدومة اكثر من ان تمنعه.


قال وهو يومئ برأسه إلى المخرج الجانبي:


-السيارة متوقفة هناك..تبدين متجمدة بردا..هل هذا صحيح؟ ام ان السبب هو غبطتك لرؤيتي؟


*****


استجمعت ماندي رباطة جأشها وسارعت خلفه وهي تلاحظ كم تناسب السترة الجلدية البنية كتفيه,مع كنزة صوفية ناعمة تحتها بلون بني مناسب وبنطلون جينز..لم تفكر في الجدال معه في تلك اللحظات لانها اعتبرت ان انتظاره لوصولها هو الامر الاهم الان وسيكون لديها الكثير من الوقت فيما بعد للتساؤل.


وضع أليوت حقيبتها في صندوق السيارة وفتح لها الباب:"ادخلي"


اطاعت..أقفل لها الباب ثم استدار حول السيارة ليصعد وراء المقود لكنة لم يشغل محرك السيارة فورا بل التفت اليها:


-لقد تأخر القطار.سألت وقالو إنهم يتوقعون وصوله في التاسعة.


-أجل..تم تحويله عن خطه بسبب تصليحات للخط الحديدي..انا آسفة..هل انتظرت طويلا؟


-منذ التاسعة.لا تبدو عليك الدهشة لرؤيتي؟


هزت راسها:


-اوه بلى..الامر فقط..انت هنا..وانا ممتنة..كنت اشعر بتعب رهيب حين نزلت من القطار.


-والان؟


بدت عيناها سوداوين في الظل ورفعت كتفيها:


-الان..انا..مسرورة لمجيئك.


أدارت وجهها عنه وهي تضيف:


-أنا..اردت الاعتذار منك على أي حال..بسبب..بسبب ماقلته لك يوم الثلاثاء


-حقا..؟


وسمعت صوت تنفسه الحاد ثم:


-حسنا..ما كنت ستشعرين هكذا لو انني وجدتك في المنزل بعد ظهر يوم الجمعة.


-ماذا تعني؟


اندفعت خصلات شعر ماندي إلى الامام وهي تدير رأسها لتنظر إليه.


-جئت إلى الشقة لامزقك اربا.لسوء الحظ قابلتني السيدة موركير واخبرتني انك سافرت لقضاء عطلة الأسبوع فاضطررت إلى ابتداع قصة حول ايصالي رسالة لك من انجلا.


تصلبت ماندي مع اتضاح الامور.


-هكذا اذن..لهذا أنت هنا.


لقد جاء ليس لانه يريد مقابلتها,بل لانه لايريد تركها تكذب ما ستقول لها السيدة موركير.


منعت شهقة بكاء كادت تصل إلى حلقها ومدت يدها إلى مقبض الباب..إنها لاتحتاج إلى تحدير شخصي..يكفيه ان يتصل بها هاتفيا فقط فهي لاتريد جرح مشاعر انجلا..والان تريد الابتعاد عن هذه السيارة وعنه قبل ان تجعل من نفسها حمقاء اكثر من هذا.


قال أليوت بصوت اجش:


-أنت مجنونة!أتظنين انني سأقف هنا في هذا الطقس البارد لمجرد ان اطلب منك التستر على قصتي؟


اندفع متابعا:


-اوه..ماندي..انت لا تعرفينني جيدا حتى الان.اليس كذلك؟لكنك ستعرفينني!


-أنت قلت..قلت إنك تنتظرني منذ التاسعة.


تنهد أليوت قائلا:


-أنا لم اقل انني كنت انتظرك منذ التاسعة فأنا هنا منذ السابعة والنصف لانني لم اكن اعرف في أي قطار أنت..وهكذا انتظرت.


هزت رأسها:


-لكنك..قلت انك..كنت غاضبا مني.


-كان هذا يوم الجمعة وقد غيرت رأيي منذ ذلك الوقت,لقد التقيت يومها بالعجوز المتسلطة وابلغتني انك سافرت.


-السيدة موركير؟


هز راسه ايجابا ثم اكمل:"هي ذاتها"


-الن توصلني إلى البيت؟


-في النهاية اجل.لكننا اولا سنتناول بعض الطعام..تبدين نصف جائعة ونصف متجمدة..


ادار محرك السيارة فقالت:


-لا اظن اننا يجب ان نفعل هذا.


-كنت اتوقع هذا الاحتجاج منك..اسمعي,يمكننا ان نتمتع بما تبقى من الامسية معا.ستتناولين العشاء معي,اقبلي بهذا..سمه..تعويضا اذا احببت,لأجل مثابرتي.


طوال الطريق,ظلت ماندي تكرر لنفسها انها يجب ان تكون متشددة اكثر ويجب ان تطالب أليوت بأخدها إلى منزلها فورا أو ان ينزلها كي تستقل االباص..من الغباء إقناع نفسها بانه يحاول مصادقتها,فالاصدقاء لاينغمسون في لعبة كالتي نفذها أليوت في المحطة وليس لديها طريقه لمعرفة أي نوع من الرجال هو..قد يكون عابثا,فما ادراها؟ثم ان معاملته لأنجلا باحترام لاتعني انه يعامل كل النساء هكذا..وان اختفت من الوجود الان فمن سيعرف ماهو مصيرها؟ستكون مجرد شخص مفقود آخر..واحدة من الئات الذين يختفون في لندن كل سنة.


هزت رأسها إحباطا..لم تكن تؤمن حقا بان أليوت يشكل خطرا من هذا النوع,لكنها تعرف ان مايفعلانه خاطئ اخلاقيا ومعنويا,وهي الملامة على هذا.


كان دخول السيارة المفاجئ إلى كهف مظلم كافيا لدفع كل الافكار من رأسها..وعندما ادركت ان هذا المكان هو موقف سيارات تحت الأرض ارتاحت قليلا,لكن تحية الحارس المهذبة اعادت القلق اليها..اين هما الان؟نظرت إلى أليوت لترى انه اطفأ المحرك وقال:


-حسن جدا..فلنذهب.


فتح بابه فنظرت ماندي اليه باستغراب:


-نذهب؟إلى أين؟


-لتناول العشاء طبعا..هيا..اتريدين التسبب بفضيحة؟يعرفني الحارس جيدا ولا اريد ان اكدره.


ترددت:"سيد فرا يزر.."


-اسمي أليوت,ولقد استخدمته قبل الان.


سمحت له بمساعدتها على الخروج من مقعدها لاقتناعها انه سيكسر الباب إذا لم تستجب له,والسبب الآخر كما قال إن الحارس كان يراقبها.


قالت متصلبة:"لقد احرجتني".


نظر اليها متفحصا:


-لا داعي لقلق,أتسمحين؟لن آخذك إلى غرفة تعذيب!


دخلت معه إلى المصعد ووقفت بعيدا عنه قدر استطاعتها,استخدم أليوت مفتاحا قرب الازرار وسجل الطابق الثاني والعشرين فافترضت انه يأخدها إلى مطعم هناك..لكن حين انفتحت الابواب لم تجد سوى ردهة مفروشة بالسجاد وباب خشبي أبيض في انتظارها..منتديات ليلاس



دفعها لتخرج وأغلق المصعد خلفهما ثم اخرج مفاتيحها فسألت:


-هل ..هذه..


-..شقتي.


دس بطاقة معدنية في ثقب الباب فانزلق المفتاح في مكانه ثم انفتح الباب..سحب أليوت المفتاح قبل ان يحث ماندي على الدخول,ورغم سخطها تغلب الفضول عليها.


كان اول ما لفت نظرها في ضوء المدخل الخفيف ثريا ضخمة معلقة في السقف إنما ليست مضاءة,ولا حظت ماندي ان الاضاءة الموجودة تنبعث من مكان خفي فوق الإفريز الذي يعلو الجدران ليزينها.كانت حبات الكرستال المثلثة الزوايا تتأرجح برقة مصدرة رنينا ناعما مع تدفق الهواء من الخارج.


على أي حال لم يكن لديها وقت لتتفحص ماتبقى من محتويات الردهة..ألقت نظرة على الطاولة اللماعة من الخشب الاسود والمرآة الاثرية فوقها قبل ان يحثها أليوت على المرور بعدة أبواب لتصل في النهاية إلى غرفة مضاءة بعدد من المصابيح..كانت الارائك الضخمة المذهبة المخمل تشكل واحة راحة في غرفة مصممة خصيصا للارتياح,وكان كل مافي الغرفة ينم عن اسلوب وذوق رفيع.


نظرت ماندي إلى الجدار المخصص للكتب التي بدت مرصوفة بدون عناية الىجانب كتب عادية ومجلات,ثم وقع نظرها على رفوف من الزجاج الملون وضعت عليها مجموعة المنحوتات..اما الجدار المقابل فقد كان مؤلفا من ابواب زجاجية ترتفع من الأرض حتى السقف وقد غطيت بستلئر طويلة.


سألها بنعومة:"جائعة؟"


التفتت إليه بارتباك:


-هذه..لك؟أنت..تعيش..هنا؟


-عندما اكون في المدينة.


أخذ منها سترتها يضعها على ظهر كرسي ثم خلع سترته:


-سألتك إذا كنت جائعة.لابد ان تكون تيريسا قد تركت وجبة طعام في غرفة الطعام.


ابتلعت ماندي ريقها:"تيريسا؟"


-مدبرة منزلي..تعالي..دعينا ندخل لنرى ماتركته لنا.


رطبت شفتيها:


-أين..اين تسكن حين لاتكون في المدينة؟


تنهد أليوت:


-لدي منزل في اوكس فورد شاير..سأريك اياه في يوم آخر..والآن..هل سنأكل ام سنبقى واقفين نتكلم؟


احست بوجوده قربها فتحركت بسرعة بعيدا عنه.


-أين..اين هي غرفة الطعام؟


قادها إلى غرفة ذات نوافذ زجاجية تطل على أنوار لندن تحتها فيما الجدران الاخرى مكسوة بخشب مماثل لخشب طاولة مستطيلة لماعة تتسع لاستضافة عشرين شخصا على الاقل بمقاعدها الخشبية.


كانت الوجبةالتي اشار اليها موضوعة على احد اطراف الطاولة,مكونة من "السلمون"المدخن والسلطة,سندويشات شرائح لحم مع الأناناس والزيتون..اطباق من مختلف انواع الجبن والكافيار إضافة إلى طبق من سلطة الفاكهة يحتوي على عدة انواع طازجة.


قال أليوت:


-تفضلي,اخدمي نفسك بنفسك.


وأضاف بعد قليل:


-حسنا..ماذا تحبين؟فأنت كما يبدو لست مستعدة لتخدمي نفسك لذا سأضطر إلى تقديم الطعام لك بيدي.


وضع ملعقة فيها كافيار فوق بسكويتة وقدمها لها:


-تذوقيها..إنها لذيذة..ثم قولي لي ماتفضلين.


كان الكافيار لذيذا مالحا وله طعم غريب..وادركت ماندي ان هذه التجربة الجديدة ستزيد من اتساع الهوة بينها وبين أليوت..هوة لن تستطيع تجاوزها ابدا.


قال:"جربي السلمون المدخن"


وأعطاها ملء شوكة لتتذوقها:


-هل اعجبك؟


احست بضعف في ركبتها عندما استقرت عيناه بثبات على عينيها,فوقفت بحذر:


-يجب ان اذهب..حقا..لست جائعة جدا ثم ان الوقت متأخر جدا.


رد بلهجة إقناع:


-لم تبلغ الساعة الحادية عشرة حتى الان.


-لكنني مضطرة إلى الذهاب إلى العمل غدا.


-وانا كذالك.


هزت رأسها:"وهل لديك عمل؟"


ابتسم:


-أنا لست ذلك الفتى العابث إذا كنت تظنيني هكذا.


أخذت نفسا عميقا:"مع ذلك.."


مع ذلك ..ماذا؟فلنعد إلى غرفة الجلوس..سنتناول المزيد ثم آخذك بعدها إلى منزلك.-


-حقا؟


نظرت اليه بارتياب فتجهم وجهه:


-إذا كان هذا ماتريدينه,هيا..تعالي!ستهتم تيريسا بالمائدة غدا.


-وأين ..هي تيريسا؟


اعتقد انها في سريرها..إنها عادة تدخل إلى غرفتها بعد العاشرة.


عضت على شفتيها:


-اتعني..انها تسكن هنا؟


-غرفتها في الجهة الآخرى من المطبخ..لديها شقة صغيرة تكفيها ومصعد خاص بها..لم لاتجلسين؟


سألت وهي تجلس على حافة الأريكة:


-هل..هي شابة..عجوز..أم ماذا؟


ولفت يديها حول كوبها وكأنها تحميه.


-انها امرأة في الخامسة والخمسين,ألمانية الأصل,جائت إلى ايرلندا بعد الحرب وعملت في منزلنا بدون ان تتقاضى اجرا,ولم تعد ترغب في العودة..وهذه آخر كلمة سأقولها عن تيريسا..هل هذا واضح؟لمآتي بك إلى هنا لإجراء نقاش بخصوص مدبرة منزلي!


ضمت شفتيها:"ولماذا جئت بي إلى هنا؟"


-تعرفين لماذا..لتناول العشاء.


-هذا ..كل شيء؟


-هذا عائد إليك.


-ماذا تعني؟


-وماذا تظنين انني اعني؟


دفع نفسة ليقف ثم وضع كوبه على الطاولة.


-لأجل الله..توقفي عن النظر إلى هكذا وكأنني احاول اغوائك!لن افعل هذا..ليس إلا إذا اردتني ان افعله..بالطبع.


لم تدر ماندي ما الذي جعلها تنطق بسؤالها التالي:


-وهل ترغب في هذا؟


حدجتها عيناه الرماديتان بنظرة أعطت وجهه تعبير ضعيف غريب,وقال صادقا:"أجل"


تحركت مشاعر مماثلة في اعماقها,فهبت واقفة وهي تصيح:"أنت مجنون!"


لكن حين مد يده يأخذ كوبها لم تستطع انكار الإحساس المؤلم الذي سرى في عروقها..وقال:"أجلسي"


أطاعته وجلست فوق الاريكة بثقل هز الوسائد..وكبتت أنفاسها عند رؤية ابتسامته المتكاسلة..ثم سأل:


-ماذا تحاولين ان تفعلي؟أن تكسري الاريكة؟


فتمتمت:


-أشعر انني غبية.


-لا تبدين غبية.


وبمجرد ان جلس بقربها أثار في داخلها أحاسيس جعلتعا متوترة.


همست باحتجاج اخير:


-أليوت..يجب ان اذهب.


تجاهل ما قالته اذ كانت عيناه مسمرتين على وجهها.


كانت نظرات أليوت اليها تحرك في داخلها مشاعر عميقة..وبالرغم من انها إمرأة ناضجة ومطلقة,الا انها احست وكأنها مراهقة برفقة خبير.


لم تستطع فهم مايجري لها..لقد تزوجت هايد وأنجبا طفلة..مع ذلك عرفت الان انه لم يلامس ابدا مشاعرها العميقة..اربكها تذكرها المفاجئ لوجود ابنتها وجعلها تعود إلى الواقع,فمهما كان ماتشعربه الان,الا ان نوايا أليوت لاتختلف عما نواه هايد سابقا نحوها..مع هايد كان كل شئ زائفا,لكن الامر مختلف مع أليوت,فهي لم تعد الفتاة الصغيرة.إنها الان امرأة,وهذا بالظبط السبب الذي يدفعها إلى الابتعاد عنه..على الاقل ,كان هايد راغبا في الزواج بها..اما أليوت فلا يريد سوى التسلية والتغيير.


قالت بشراسة:"دعني اذهب!"


-لا


قالت مكررة بصوت اجش:


-لا..اليوت!أريد الذهاب إلى منزلي.


أخذ نفسا عميقا,ثم قال يناقشها بلطف:


-أنت تريدينني بقدر ما اريدك..لاتقولي لا..فأنا لن اصدقك.


تنهدت وقالت بشفتين مرتعشتين:


-حسن جدا..انا فعلا..اريدك..لكن..لكن,ليس حسب شروطك.


ضاقت عيناه:


-واية شروط هي؟


-تجاهل وجود خطيبتك!


تراجع أليوت واسند نفسه على يديه فيما اشتد ضغطه على فمه:


-بالنسبة لانجي..فما لاتعرفه لن يؤلمها مطلقا.


انكمشت ماندي لكلماته:


-وهل هذا هو المهم؟الاتعرف انجلا؟


-لا..انا لا اقول ان هذا صواب..


عدلت جلستها لتصبح عيناها بمستوى عينيه:


-ماذا تقول إذن؟إنك لاتستطيع منع نفسك؟


قال يذهلها برده:"شئ من هذا"


ثم اشاح بوجهه:


-حسن جدا..سأعيدك إلى المنزل..أعطني دقيقة لأستجمع شتات نفسي.


ترددت ماندي قليلا,ثم قالت وهي نتظر اليه بارتياب:


-هل أنت بخير؟


ضحك بقسوة:"اوه..تماما!"


هزت رأسها:"أنت لا تفهم"


-بل اظنني افهم.


-أنا لست عابثة.


وهل قلت انك هكذا؟


لا..لكن..


احنت رأسها:


-..ألمحت إلى هذا..ليس ذنبي إن كنت لا اشبه النساء الأخريات اللواتي تعاملت معهن..


-مهلك..!اية نساء اخريات؟


-حسنا..انا افترض..


-افتراضك خاطئ إذن..اليس كذالك؟وعلى عكس ما تعتقدين,لقد احترمت التزاماتي حتى الان.


وقفت ماندي:


-إذن لم..لم أنا؟


وقف وقد تجهم وجهه:


-كنت اسأل نفسي منذ اسبوعين.


مد يده إلى سترته وارتداها,ثم رمى لها سترتها واستدار نحو الباب:


-تعالي..دعينا نذهب قبل ان اغير رأيي!


أطبق الصمت الأليم عليهما اثناء نزولهما في المصعد,وتعمدت ماندي ان تبقي عينيها مشاحتان عنه ليقينها انها ستفضح مشاعرها إن نظرت إليه..إنها خائفة من تأثيره القوي عليها ولن يكون من السهل عليها ابدا ان تبعده عن تفكيرها.


سرعان مما التهمت الامبرغيني المسافة الممتدة بين شقة أليوت والشقة الفكتورية الطراز التي تسكنها.كانت شوارع المدينة خالية تقريبا..طنت ماندي انه سينزلها عند البوابة وامتدت يدها باحتجاج حين استدار إلى الممر الداخلي لبرايتون هاوس,وقالت بلهفة:


-لاتفعل..قد يتعرف احد على سيارتك,انها..ملفتة للنظر..اليست هكذا؟


-لايمكنك السيرالى هناك لوحدك في مثل هذا الوقت.


تنهدت ثم دعته بنعومة:


-سر معي اذا..مع انني لا اعتقد أنه سيهاجمني أحدهم.


لم يرد أليوت بل نظر اليها نظرة غامضة قبل ان يخرج من السيارة ويحظر حقيبتها من الصندوق..


في الواقع,سرت ماندي بقراره مرافقتها.فقد كان منظر المنزل المنزوي والشجيرات الشائكة التي تحيط بطريقه الداخلية مخيفا قليلا في الظلام..كان الباب الخارجي الذي يبقى عادة مفتوحا خلال النهار مقفلا,فاضطرت إلى استخدام مفتاحها ثم استدارت لتاخذ حقيبتها من أليوت متمتمه:"شكرا"


وضع الحقيبة الكبيرة على الأرض ورد بتوتر:


-من دواعي سروري.


-إنه وداع اذن.


هز رأسه ورد عليها:


-تصبحين على خير.


راقب تعابير وجهها المتغيرة..ثم تاوه بنفاد صبر واحنى رأسه:


سأتصل بك..نامي جيدا.


ولوى شفتيه مردفا:


-..إذا استطعت ..فأنا لن انام!

 
 

 

عرض البوم صور Disckoooooo   رد مع اقتباس
قديم 09-04-09, 05:36 PM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 136138
المشاركات: 117
الجنس أنثى
معدل التقييم: Disckoooooo عضو له عدد لاباس به من النقاطDisckoooooo عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 119

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Disckoooooo غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Disckoooooo المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي الفصل الخامس

 

5-ما اصعب الانتظار!
التفت أليوت عند سماعه رنة صوت خطيبته الحاد:
-أليوت..!هل أنت مصغي إلى؟
اكد لها بهدوء وهو يبتعد عن نافذة مكتبه ويجلس على مقعده وراء النضدة:
-اجل..انا اصغي.كنت تقولين ان انيتا لن تستطيع السفر إلى باريس لانها تتوقع طفلا.
صاحت انجلا:
-حسنا..بامكانك التظاهر ببعض التعاطف.
هز كتفيه:
-ارسلي شخصا آخر إلى باريس,ماذا عن ليلي؟
تقدمت انجلا إلى المنضدة ووضعت اطراف اصابعها الحمراء عليها.
-ليلي لن تذهب..تعرف انها تكره الطيران والسفر لوحدها..لا,انها خارج السؤال.
-إذن ماهو البديل؟
-ان اذهب بنفسي كما اعتقد.
-حلت المشكلة إذن.
-لا..لم تحل..هل تاتي معي؟
-لا..سبق وقلت لك..
-اعرف..اعرف..انت ذاهب إلى "ستونور"هذا الأسبوع..لكن ألا يمكن أن تغير رأيك؟
-انجلا.. –اوه..حسن جدا..اعرف انك لاتحب معارض الازياء..لكن على احد منا ان يذهب وأخشى ان اضطر أنا إلى السفر.
-كما قلت..لقد حلت المشكلة بدون تعب..أستطيع الذهاب إلى ستونور لوحدي.
كورت انجلا شفتيها:
-كنت اتطلع إلى الذهاب معك..نحن لوحدنا ليومين كاملين!
-أجل..وانا كذلك..لكن سيكون هناك عطلات أسبوع اخرى.
-اجل..هذا صحيح.اتوقع ان نقضي الكثير من العطلات هناك معا بعد زواجنا.
قال أليوت بحدة:
-سنعيش هناك بعد ان نتزوج..ام نسيت هذا؟
غمزت بانفها:
-حسنا..ليس طوال الوقت..حبيبي.
-ستونور مكان قريب من لندن يسهل التنقل إليه..وانال لا اريد ان يتربى اولادي في جو لندن الملوث.
اولادك؟حبيبي..الست تستبق الامور قليلا؟-
اطلقت ضحكة خفيفة واضافت:
-تتكلم وكأنك تتوقع ان اقضي كل وقتي في الانجاب!
رفع أليوت حاجبيه الاسودين:
-لقد اوضحت لك انني اريد عائلة..انجي.
-اعرف..لكن ليس على الفور..بالتاكيد؟نحن نحتاج إلى بعض الوقت لأنفسنا.
رفع كتفيه بعدم اكتراث:
-كما تريدين..سننتظر سنة.
بدت مرتاعة:
-سنة؟فكرت..في خمس سنوات على الاقل.
-هذا زمن طويل.
أرادت انجلا ان تصرف نظره عن هذا الموضوع فقالت:
-سنتفق..لكن ليس هناك داع لإلزام أنفسنا بسكن الريف لمجرد اننا سننجب عائلة!
-أنا لا اريد ان اترك اولادي بين يدي مربية..متى ستسافريم؟
بدا الغضب على انجلا:
-هل هذا كل مالديك لتقوله؟أنت تفتعل جدالا في وقت غير ملائم ابدا,ثم تسألني متى سأسافر وكأن مشاعري ليس لها أي اهمية؟
وضع أليوت القلم من يده لئلا يكسره ونظر اليها..يا الله..ماذا يحدث له؟هذه انجلا الفتاة التي ينوي الزواج منها..لماذا يدفعها إلى موقع المواجهة معه؟
قال بنعومة وهو يرفع كرسيه إلى الوراء ويستدير حول المنضدة:
-أنا آسف..أعرف أنني متوحش..وأعتقد انني خائب الأمل قليلا..أعني بسبب الغد..لاتهتمي بي,أشعر بكبر سني..هذا كل شئ.
-سنك؟
دنت منه وابتسمت:
-تعرف ان هذا غير صحيح..ما الأمر؟هل إن شركة فرا يزر على وشك الافلاس,أو شيء من هذا؟
-لاتهتمي للامر..اعتبري ان السبب هو مزاج لعين..والان اتريدين ان اقلك المطار؟متى موعد رحلتك؟
-في الحادية عشرة والنصف..واذا ذهبت سأطلب من والدي ان يوصلني فهو سيسافر غدا لحضور مؤتمر السوق المشتركة..ثم انني اعرف انك تكره القيادة عبر المدينة في ساعات الزحام,ألا تذكر؟
اجابها أليوت وهو يبتعد عنها:
أذكر..متى ستعودين؟
ليلة الاحد..لكن صدقا حبيبي..لكم وددت ان ارى وجهك حين ضبطتك السيدة موركير تقرع باب ماندي..أعني انها ظنت بك السوء حتما!
انخفضت روموش أليوت الكثيفة:
-لكنها لم تقل لك هذا.
لا..أخبرتني فقط ما قلته أنت لها من انك توصل لها رسالة مني..ولا ادري لماذا لم تخبرها الحقيقة,وكأنما ماندي تلك المرأة الفاتنة..بالتأكيد لايمكن ان تظن انك مهتم بها.
كان اول اندفاع له رغبته في ان يرد بوحشية على طريقتها المتكبرة.لكنه امسك بلسانه وقال بخفة:
-كان من الاسهل ان اقول لها ماقلته بدلا من اشرح انني نسيت انك لازلت في المتجر..إضافة إلى انها كانت ستتساءل لماذا لم اقرع بابها اولا..لا اعتقد انها ترى نفسها عجوزا مزعجة!
ضحكت محتجة:
-هذا لأنها ليست كذلك..وكان يجب ان تقرع بابها اولا..اعني أنت لاتكاد تعرف ماندي!
-هذا لانني كنت اريد استخدام الحمام!ولم افكر في ان ماندي قد تمانع,بدت لي فتاة طيبة.
سوت ياقة سترتها:
-اوه..انها هكذا..انها طيبة..قديمة الزي في طريقة لبسها لكن هذا على الارجح بسبب قلة المال لديها..اعني..انها تعمل في احدى المؤسسات حيث يعملون الشبان المهارات واشياء كهذه,واعرف انها ليست مجرد موظفة طباعة أو اختزال لكنني اشك في ان يكون راتبها مرتفعا.
عاد أليوت إلى السير حول منضدته:"هل تعجبك؟"
بدت الدهشة على انجلا:
-تعجبني؟حسنا..اجل.اعتقد هذا..انها ليست مثلنا لكن لاباس به..ليس لدينا اشياء مشتركة ولا اعرف كيف يمكنها دفع أجرة الشقة!صحيح انها صغيرة,لكن الايجارات في تلك النطقة...
وتلاشى صوتها بطريقة تعبر فيها عما تريد قوله..ثم احست ان أليوت ينتظر منها المزيد فهزت كتفيها مردفة:
-على أي حال أنا لا اراها كثيرا..ولق دعوتها إلى الحفل لانني شعرت بلاسى عليها!قالت ليلي حينها انني مجنونة لاقدامي على دعوتها..لكنني في الواقع اعتقد ان سبب اعتراضها هو اعجاب بيتر تورنتون الواضح بها,اعني بماندي..مما اغضب ليلي!
دس أليوت يديه في جيبه:
-تورنتون؟ومن هو بيتر تورنتون؟
لامست انجلا شعرها المجعد بأصابعها:
-الا تعرفه؟يعمل والده في صناعة الفولاذ اة الالمنيوم أو شئ من هذا..وبيتر ابنه الاكبر ووريث ثروة العائلة..تقول ليلي انه سيرث لقبا في يوم ما..على أي حال هي تحاول الايقاع به منذ اشهر ولقد اثار حنقها عندما امضى ما يقارب الساعة وهو يتبادل الحديث مع ماندي.
-كما اذكر..كانت تتكلم مع عدة رجال.وليس مع أي شخص منهم بوجه خاص.
مررت انجلا اصبعها على فمها:
-لا..هذا صحيح..وانت بنفسك تحدثت معها.الم تفعل؟اعني قبل ان اعرف انها موجودة.
قال بجفاء:
-لم يكن احد يكلمها في تلك اللحظات.
ارجع كمه إلى الوراء ينظر إلى ساعته:
-يا إلهي!ان الساعة تقارب الخامسة.قد تصاب السيدة وينسدايل بنوبة فأنا لم انظر إلى الرسائل حتى الان.
بدت خيبة الامل على انجلا:
-اوه..الست متفرغا للذهاب الآن؟ظننتك ستوصلني إلى المنزل!
كبت أليوت اندفاعا للرفض بصراحة وقام بحل وسط:
-إذا كنت مستعدة للانتظار نصف ساعة اخرى.الست مضطرة إلى العودة إلى المتجر؟
تنهدت انجلا:
-لا..قلت لليلي انني ساعود إلى المنزل مباشرة.اةه..حسنا..سأذهب إلى المتجر لبضع دقائق وهناك اغراض اريدها من الصيدلية,وهذا ما سيعطيك وقتا لتوقع اوراقك.
لكن بعد ذهابها لم يستدع أليوت سكرتيرته على الفور بل وقف قرب النافذة حيث يبدو انه يقضي وقتا طويلا مؤخرا..واخذ يقلب فكرة خطرت في باله وسيطرت على اهتمامه.
كانت فكرة اخذ ماندي معه إلى "ستونور"فكرة طائشة وهو يعرف هذا..صحيح ان الخدم الموجودين في منزله في "اوكسفوردشاير"موثوق بهم..لكن لايمكن ان يصطحب امراة شابة إلى منزله بدون تعليق,والامر مختلف في الشقة فتريسا لم تكن تعرف لمن طلب تحضير العشاء,وان حدث وعرفت فهي لن تعلق لأنها لاتهتم بامر انجلا.فتصرف خطيبته المتسلط مع الناس الذين لا تعتبرهم من طبقتها لم يكن يروق للمرأة الالمانية,ولقد اوضحت تيريسا انها لن تبقى معهما بعد زواجهما..وهذا امر مؤسف بالنسبة له فهو يعرف تيريسا منذ كان طفلا في موطنه في ايرلندا..
تنهد بمرارة..ليس مستقبل تيريسا ما يشغل تفكيره الان فهي لن ترحل قبل اشهر عديدة..إن ما عليه الاهتمام به هو تعلقه المتزايد بالفتاة التي ليست خطيبته..وحاجته إلى التواجد معها هو أمر يقض عليه مضجعه باستمرار ويجلب الفوضى إلى حياته.
رفع يده يدعك عضلات كتفه بنفاد صبر.لابد انه مجنون..وتذكر كل المكالمات الهاتفية التي أجراها إلى الطابق الأرضي في "برايتون هاوس"..لقد حاول الاتصال بماندي عشر مرات على الأقل خلال الأسبوع الفائت,وإذا لم يكن هاتفها معطلا فليس أمامه سوى الافتراض انها لاتريد ان تكلمه.
ما كان يجب ان يحذرها..وتذكر وعده لها بان يتصل..فلو لم تكن تعرف هذا لما شك أنها تتجنبه.كان يشعر بالإحباط والسخط في كل مرة لايرد فيها احد على مكالماته..منتديات ليلاس

****
دخلت ماندي إلى شقتها واستدارت بارتياح إلى الباب ثم نظرت إلى الساعة الصغيرة الموضوعة فوق رف المدفأة لتجد ان الوقت يقارب الثامنة والنصف..استقامت تسوي ظهرها بتصميم وهي تفكر ان لديها ربع ساعة لتستحم وتغير ملابسها وتعد لنفسها ماتاكله..انها مدينة للسيد كراون وعليها ان تذهب إلى العمل اليوم ولو انه يوم الجمعة.لقد كان لطيفا بإعطائها اجازة من العمل لتذهب إلى نيوكاسل..واقل ما يمكن ان تفعله هو التواجه إلى عملها حالما تعود.
هزت رأسها ودفعت نفسها عن الباب لتسير إلى غرفة نومها..انها متعبة,ولو كان لديها وقت أطول لرحبت بمغطس مياه ساخن بعد جلوسها متكور انيوكاسل لم يحقق شيئا..خلعت كنزتها والجينز وهي تتذكر الذعر الذي اصابها عندما اتصلت بها امها لتقول ان ساري تعرضت لحادثة وانهم نقلوها إلى المستشفى مع شك في وجود كسر في جمجمتها..
ما حصل ان ساري وقعت عن دراجة صديقتها وأمضت ليلة الثلاثاء في المستشفى"تحت المراقبة"ثم عادت إلى المنزل يوم الاربعاء شاحبة لكن بدون كسور,ولقد توسلت الجدة ابنتها ان تبقى ليلة اخرى خوفا من حدوث اية تعقيدات ووافقت ماندي,فساري ابنتها مسؤليتها,وليست مسؤلية امها.
تمكنت من الوصول إلى العمل في الوقت المحدد.وبدا الارتياح على السيد كراون حين دخلت إلى المكتب.
-كنت اخشى الا تاتي قبل يوم الاثنين..سيزورنا بعض الاشخاص من الوزارة اليوم لتقييم العمل.
كانت ماندي قد نسيت زيارة المسؤولين من ادارة التعليم المخطط لها لهذا اليوم.
-اوه ..اجل..انا هنا الان وبإمكانك ان تستريح.
ابتسم السيد كراون:
-اجل..وكيف حال فتاتك الصغيرة؟
-افضل بكثير..تعرف كيف هم الاطفال.لقد ابقوها في المستشفى ليلة واحدة ثم خرجت بعد ان طمأننا الاطباء على حالتها السليمة,شكرا لله..لكن امي هي التي تلقت الصدمة القاسية..وأظنها تلوم نفسها.
قال مقاطعا:
-هذا صحيح..فرعاية فتاة في السادسة من عمرها مسؤولية كبيرة على الجدة.على أي حال,يسعدني ان تكون ساري بخيرفأنا اكره ان اخسرك الان.
ردت بثقة:
-لن تخسرني..والآن ماذا تريدني ان افعل اولا؟هل اهتم بالتقارير ام بجدول اعمال اجتماع الأسبوع القادم؟
تخلت ماندي عن فكرة التسوق وقت الغداء وبلا من هذا اخذت سندويشا من غرفة الطعام واكلته وهي تعمل في مكتبها طوال ساعة الراحة.
وبما أنها امضت الليلة الفائتة في شاحنة جيمي فهذا يعني أنها لم تنم ابدا..وكان من الصعب ان تبقى عينيها مفتوحتين لذا استعانت بعدة فناجين من القهوة السوداء المرة..وحين وصل وفد الوزراء,كانت قد امضت قدما في انجاز الاعمال المتراكمة امامها.
وهي في طريقها إلى المنزل,اشترت بعض الاغراض الضرورية وباقة من الزنبق لفتت انتباهها واعادت افكارها إلى الرجل الذي كانت تبقي صورته بعيدة عن افكارها طوال الأسبوع..وسمحت لنفسها ما اذا كان قد حاول الاتصال بها..لقد بقيت ذكرى امسية الاحد في عقلها الباطن خلال فترة الازمة في الايام الثلاثة الماضية.وبالرغم من خوفها ولهفتها على ابنتها وامها,الا أنها تدرك ان لأليوت دورا اساسيا في قرارها العودة بسرعة إلى لندن..من الحماقة السماح لهذه العلاقة بان تستمر..لكن الواقع أنها تفكر فيه,لذا لن يكون الانكار صادقا.
بدت الشقة كئيبة مغبرة بعد هجرها قرابة أسبوع..في الغد يجب ان تنظفها بالكامل,اما الليلة فهي متعبة كثيرا..تناولت طعامها وقررت ان تخلد إلى النوم باكرا,لكن القرع المفاجئ على الباب قطع عليها افكارها فتنهدت,لابد ان السيدة موركر رأتها تدخل..لقد اضطرت إلى اخبار الوكيل أنها ستغيب بضعت ايام ولا شك ان الفضول ينتاب زوجته الان ويدفعها إلى السؤال عما حدث.
ذهبت لترد وهي تحاول كبت انزعاجها..لكن ماندي ذهلت لرؤية الطارق الذي لم تتوقعه,وفغرت شفتيها ساخطة حين دفع أليوت الباب ودخل بدون ان تدعوه إلى الدخول.
قال متجهما:"اقفليه..اعني الباب"
ولأنها لم تكن ترغب في اجتذاب انتباه السيدة موركير فقد سارعت إلى اقفاله لكنها كانت غاضبة من اعتقاده ان له الحق في اقتحام منزلها..وبا عليها هذا الغضب.
سألت وهو يستند إلى الجدار قرب الباب:
-ماذا تظن انك تفعل..باضبط؟
رد وعيناه الرماديتان الغاضبتان تجولان على وجهها الغاضب:
-هذا ما اريد ان اسأله..هل هاتفك معطل؟
هاتفي!لا افهم ماتعنيه.-
-هاتفك..تلك الآلة التي يستخدمها الناس في اتصالاتهم مع بعضهم.لديك هاتف,أليس كذلك؟
-بالطبع لدي.
-إذن لماذا لم تجيبي عليه؟
كتمت انفاسها:"وهل كنت تتصل بي؟"
فهمت فجأة..ودفع أليوت نفسه عن الجدار والعبوس يجهم قسماته الرقيقة.
-سأعل رأيي بك..أنت حادة الملاحظة!
ردت وهي تشبك اصابعها ثم تحلها:
-اوه..لاتكن ساخرا هكذا!انا لم اجب على الهاتف لأنني لم اكن هنا!
نظر اليها بارتياب:
-لا؟لاتقولي انهم بدأوا دواما ليليا في المؤسسة!
احمر وجه ماندي بسبب لهجته:
-لا..لم اكن في العمل.
زفر انفاسه متثاقلا:"أين كنت اذن؟"
رفعت رأسها:"لست مضطرة إلى اخبارك"
تحرك نحوها فتسارعت انفاسها إضافة إلى ازدياد حدة نبضها,وقال:
-لكنك ستخبرينني.
-ولماذا افعل؟لاشأن لك في هذا؟
أصبح قريبا منها بحيث رأت عضلة صغيرة ترتجف عند زاوية فمه:
-ألا شأن لي؟حتى ولو قلت لك إنني كنت اتصل باستمرار منذ امسية الثلاثاء؟
رطبت شفتيها الجافتين:"لم اطلب منك هذا"
اتسعت فتحتا انفه قليلا وهو يحاول السيطرة على اعصابه:
-لا..لكن اقل مايمكن ان تفعليه هو ان تكوني صادقة معي.
تنهدت ماندي:
-أنا صادقة.في..الواقع..ذهبت إلى بلدتي مره اخرى.
قطب أليوت:"بلدتك؟تعنين إلى نيوكاسل؟"
-أجل.
ارتد إلى الوراء قليلا:
-اوه..هيا الآن..أتحاولين القول انك ذهبت إلى نيوكاسل يوم اثلاثاء,في وقت عدت فيه من هناك ليلة الاحد؟
-ولم لا؟
هز رأسه:
-أنا لم اولد بالأمس..ماندي,فلا تكذبي علي!
-أنا لا اكذب.
-لا؟
رأت تعبيره المحتقر فتوصلت إلى قرار.
-لا..لقد تعرضت ابنتي لحادثة..وأرسلت امي بطلبي.
كان ذهوله ظاهرا بوضوح:"إبنتك؟"
رفعت ظهرها مستقيما:
-أجل..لدي طفلة..والآن إذا لم تكن تمانع..أنا متعبة.
سألها بدهشة:
-مهلك لحظة..أتقولين ان لديك ابنة؟أين تعيش؟مع زوجك السابق؟
ضحكت بمرارة ضحكة قصيرة:
-هايد؟لا..إنها تعيش مع امي..
حاولت ان تبتعد عنه قليلا,لكنه اردف قائلا:
-اهدأي قليلا..أتسمحين؟دعيني استوعب هذا..كم عمرها؟وما اسمها؟
-ساري..وعمرها ست سنوات.
-ستة؟
-لست فتاة مراهقة أليوت.
-ولم اعتقد يوما انك هكذا..اعتقد انه على الاعتذار.
-ليس ضروريا.
تنهد:
بلى..ضروري,ماذا حدث؟قلت أنها تعرضت لحادث..هل هي بخير؟-
-إنها بخير تماما.
كانت لهجتها متصلبة كوقفتها تماما..ورفع كتفيه بخشونه قائلا:
-لاتعرفين ابدا مامربي..ظننتك تتجاهلينني عمدا.
-إنها جريمة حقا!
رد عليها بخشونة:
-لا تسخري مني ماندي!فأنا اعني ما أقول ولا شك في احتياجي إليك الان حتى ولو انك تبدين متعبة لم تنامي منذ أسبوع!
قالت بمرارة وهي تدير رأسها عنه:
-أنا آسفة,لابد أنها صدمة لك ان تراني كما ابدو تماما!بدون ذكر اكتشافك ان لدي ابنة في سن الطفولة!
-ماندي..
كان استخدامه لاسمها إنذارا..لكنها لم تهتم به..وسألت:
ماذا تفعل هنا على أي حال؟الا تخشى ان ترانا انجلا؟اوليس من الحماقة ان تأتي في وضح النهار؟
-انجلا في باريس,سافرت هذا الصباح ولن تعود قبل يوم الاحد..هل يجيب هذا على سؤلك ام ترغبين في المزيد؟
التوت شفتاها:
-اوه..لا..كان يجب ان اعرف..انت لاتخاطر بدون ان تحسب العواقب..اليس كذلك أليوت؟
سأل بصوت منخفض عنيف:
-ماذا تحاولين فعله بي؟ماذا تريدينني ان اقول؟انني كنت سآتي إلى هنا في جميع الاحوال,ولن اهتم بأنجلا وخطوبتنا؟
احمر وجه ماندي:"لا.."
-إذن توقفي عن استفزازي..أتسمحين؟في الواقع,أنا جالس اما المنزل منذ الرابعة..انتظر عودتك..!
رفعت نظرها اليه قليلا:"لا ..لم تفعل هذا؟"
-اوه..لقد فعلت..الم تري السيارة؟أنها متوقفة في الشارع..لا..بالطبع لم تريها..نسيت انك كنت مشغولة بالزنابق التي تحملينها.
هزت رأسها:
-ما كان يجب ان تاتي إلى هنا..يكفي ان تتصل!
-مرة اخرى؟
-أليوت..
-اخبريني ما شئت فيما بعد,وتوقفي عن استفزازي.
-أليوت..لايمكنك البقاء هنا!
مرت بضع لحظات قبل ان يرد,لكن حين فعل هبطت معنوياتها كثيرا.
-لا انوي البقاء..اتذكرين انني اخبرتك انني املك منزلا في الريف؟أنا ذاهب لامضي نهاية الأسبوع هناك.
حاولت الاتظهر خيبتها:"اوه..كم هذا لطيف"
نظر اليها بعينين كسولتين:
-فعلا..انه يقع في قرية تدعى"ستونوراند"وفي مكان هادئ جدا وريفي جدا.
دفعت لهجة حماس إلى صوتها:"يبدو لي جميلا"
جلس بتكاسل على الاريكة وأسند رأسه إلى الخلف:
-اجل..إنه جميل في هذا الوقت من السنة..أرض الغابات مغطاة بلأزهار الربيعية الصفراء والبيضاء,وهناك مئات من تلك الزنابق التي تعجبين بها تنمو قرب البحيرة.
وهل هناك بحيرة؟-
-بحيرة صغيرة فقط..نستخدمها للسباحة صيفا,,صحيح أنها باردة الياه لكننا نستمتع فيها.
زفرت انفاسها:
-نحن؟تعني أنت..وانجلا؟
-احيانا..لكن في معظم الاوقات,تستخدمها لوسي واصدقاؤها..فالمنزل ذاك بيتها الثاني.
-لوسي؟
-لوسيندا فرا يزر..إنها شقيقتي..تدرس في جامعة اوكسفورد.
هزت رأسها:"اوه..فهمت"
-حقا؟وهل ظننت انني احتفظ بالنساء هناك؟
ردت كاذبة:"لم افكر في هذا ابدا.."
-على أي حال,يلزم ساعة ونصف للوصول إلى هناك..الا اذا كان الوقت وقت الزحام الاسبوعي فتستغرق الرحلة عندها وقتا اطول.
-لماذا لاتذهب اذن؟ستكون نهاية أسبوع رائعة..على الأقل هذا ما قالة السيد كراون..وانا واثقة انك ستستمتع هناك.
قال بهدوء:"تعالي معي"
ظنت للحظات أنها تخيلت ماسمعت..واحمر وجهها الشاحب بعدم تصديق فوقف أليوت عن الاريكة ليلتقي بعينيعا القلقتين ويكرر:
-تعالي معي..اقضي نهاية الأسبوع معي..احب ان اريك ستونور,وسأحب صحبتك جدا.
طرفت عينا ماندي:"لايمكن ان تكون جادا!"
تنهد أليوت:
-دعينا لانخوض في نقاش آخر بخصوص ماهو خطأ..كما قلت اريد صحبتك..وهذا كل شيء.انت تعجبينني واظن انك معجبة بي..فلماذا لانقضي بعض الوقت معا؟.منتديات ليلاس

 
 

 

عرض البوم صور Disckoooooo   رد مع اقتباس
قديم 09-04-09, 05:38 PM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 136138
المشاركات: 117
الجنس أنثى
معدل التقييم: Disckoooooo عضو له عدد لاباس به من النقاطDisckoooooo عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 119

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Disckoooooo غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Disckoooooo المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي الفصل السادس

 

6-وحدهما فقط



كانت غرفة ماندي في مؤخرة المنزل تطل على ملعب التنس وتسمح برؤية حافة البحيرة المحاطة بالقصب والمروج العشبية..وكانت الغابة التي تكلم عنها أليوت تشكل ستارة خلفيه من بعيد..منتديات ليلاس




أسندت ماندي مرفقها إلى النافذة المفتوحة غير آبهة ببرودة هواء الصباح الذي اخترق غلالة نومها..المكان كله مختلف عن جو لندن ورائحتها..وتنشقت بعمق تميل لان تصدق أنها لازالت تحلم.



نظرت خلفها إلى السرير الواسع الذي نامت فيه ليلا ملء أجفانها,كان فراشا عصريا,مريحا.السجادة الناعمة بألوانها الزهرية والرمادية تمتزج بجمال مع الحرير الرمادي الذي يزين الجدران,وهناك خزانة طويلة مصقولة ذات أدراج ومرآة,ومقعد طويل.



وتذكرت ماندي كم هي غير مناسبة مع ما يحيط بها وهي ترتدي ثوبا قطنيا عاديا..أنها متأكدة ان انجلا لاترتدي سوى الحرير والدانتيل للنوم..لكن انجلا معتادة على هذا النوع من الفخامة,أما هي فلا.



تنهدت ماندي وابتعدت عن النافذة وهي تنظر إلى الغرفة بشيء من الارتياب..وتساءلت للمرة التي لا تعد عما كان رد الفعل الحقيقي لوصولها بين الخدم..ليلة امس قدمها أليوت إلى مدبرة المنزل التي كانت مؤدبة جدا معها..واسمها ماغي ماكلونغ..لكنها كانت تعرف ان هناك خدم آخرين..وهل يمكن ان يفكرا سوى بالأسوأ؟



بالطبع كان الوقت متأخرا كثيرا عندما وصلا الليلة الفائتة..فبعد زيارته وعودته المفاجئة لها,وافقت ماندي على تناول العشاء معه لأنها لازالت لديها شكوك بالنسبة لمرافقته,لكن بعد الوجبة اللذيذة في مطعم هادئ,استرخت أعصابها وتوقفت عن الاحتجاج..تنعمت بدفء السيارة والموسيقى الناعمة في الراديو وقرب أليوت المريح,واحست أنها قانعة لاتستطيع المقاومة,وعندما فتحت عينيها للمرة التالية كانا على بعد أميال فوق الطريق الرئيسية.



كان منزل أليوت الريفي أكثر ثاثيرا عليها من شقته في لندن:سجاد حريري,جدران مكسوة بالخشب المصقول,نافذة ضخمة من الزجاج الملون,ومكتبة جدرانها مرصوفة من الأرض حتى السقف بكتب ضخمة..



انتشلت نفسها من أفكارها وتساءلت ما إذا كان أليوت قد استيقظ أم لا..إنها الساعة الثامنة وتشك في انه لازال في السرير..أحست بقلق,فدخلت إلى حمامها مسرعة قبل ان تغرق في أفكار مجنونة..



بعد الحمام, جففت شعرها ثم لفت نفسها بروب حمام وجدته خلف الباب وعادت إلى غرفة النوم.



فتحت الخزانة لتأخذ ما ترتديه وتفاجأت بوجود مجموعة ملونة متعددة الإشكال معلقة في الجهة الأخرى,لم تكن ملابسها بالطبع بل كانت ملابس امرأة أخرى فأغلقت الباب بحده.



ارتدت الجنز وقميصا قطنيا طويل الأكمام,وبينما كانت تمشط شعرها أمام المرآة المعلقة فوق الأدراج قرع احدهم الباب.



-نعم؟



انفتح الباب ببطء لتدخل فتاة في سن المراهقة حاملة صينية,ونظرت بارتباك إلى السرير حين رأته فارغا..لكنها سرعان مارأت ماندي تمشط شعرها,فتهللت أساريرها لتكشف عن بسمة ودية وقالت بلهجة ريفية محببة:



-فكرت السيدة موكلونغ انك قد تفضلين تناول الفطور في السرير هذا الصباح..آنستي..لقد اخبرنا السيد أليوت انك متعبة وطلب الا نزعجك..لكن السيد ماكلونغ ظنت انك سترحبين بفنجان شاي بعد ليلة في فراش غريب,وما إلى ذلك.



-اوه..شكرا,هذا لطف من السيدة ماكلونغ.



-الا تفضلين النزول إلى الطابق الاسفل وقد استيقضت الان آنستي؟



هزت ماندي رأسها نافية,فأردفت الفتاة:



-اذن سأضع الصينية هنا..هناك عصير برتقال وبيض مخفوق مقلي في حال كنت جائعة,وإذا كنت تفضلين القهوة,فلا مشكلة.



-شكرا لك,ارجو ان تقولي للسيدة ماكلونغ انني ممتنة لها.



-اجل..آنستي.



ابتسمت الفتاة وخرجت,وتقدمت ماندي إلى الصينية بشئ من الذهول..هزت راسها تعجبا وجلست إلى حافت السرير تصب الشاي لنفسها..لقد مضت سنوات طويلة منذ جاءها احد بفطورها إلى السرير ولم يكن يوما بمثل هذا الترتيب والفخامة.



كانت الساعة قد تجاوزت التاسعة عندما انهت ماندي طعامها ووضعت قليلا من الزينة على وجهها وتفحصت مظهرها قبل ان تترك الغرفة,فارتاحت لرؤية ان الخطوط السوداء التي كانت تحيط بعينيها في اليوم السابق كادت تختفي.وهناك القليل من اللون يغطي وجهها.وبالرغم من أنها ترى قسماته عادية,الا ان الترقب كان يعطي عينيها لمعان غير مألوف.



اقفلت الباب خلفها وسارت فوق السجاد العاجي اللون بمحلذاة عدة ابواب اخرى..وتساءلت ما اذا كان احدها لغرفت أليوت..



كان خشب السياج ينزلق بنعومة تحت اصابعها وهي تنزل السلم إلى الاسفل..وكانت تكتكة"ساعة الجد"القديمة الطراز,الصوت الوحيد المسموع..ثم بعدها يستطيع المرء سماع اصوات العصافير ونباح كلب من بعيد وحتى خوار ابقار ترعى في مكان ما ليس ببعيد.



سألها صوت من خلفها:"اتبحثين عن احد آنسة آبكوت؟"



وادركت أنها كانت تقف عند اسفل السلم كمن يقف في حلم..ووجدت مدبرة المنزل الصغيرة الجسم إلى جانبها فسألت:



-اوه..سيدة ماكلونغ..هل استيقظ السيد فرا يزر؟كنت اتساءل أين يمكن ان اجده.



-بالتاكيد..لقد استيقظ السيد أليوت منذ ساعتين آنسة آبكوت,اخبرنا انك قد تبقين غافية حتى منتصف فترة الصباح وانك ستجدين الجو غريبا هنا بعد ضجيج لندن.



ابتسمت ماندي:



-أنت محقة..يجب ان اشكرك ثانية على الفطور.كان لذيذا جدا..انا..تركت الصينية فوق.



-لاباس في هذا آنسة آبكوت,ستجلبها روز حين تصعد لترتيب السرير.



تمتمت ماندي بشئ من الارتباك:



-..في الواقع,اسمي السيدة آبكوت..اتعرفين أين هو السيد.. أليوت؟



لم ترد المرأة فورا على سؤالها:



-سيدة آبكوت؟وهل سينضم زوجك اليك هنا..سيدة آبكوت؟



-لا..فانا مطلقة..سيدة ماكلونغ,ولا فكرة لدي عن مكان زوجي السابق.



وضعت المراة مرفقها في كف يدها وامسكت اذنها مفكرة:



-اه..انت تبحثين عن زوج آخر سيده آبكوت.



-أنا لاابحث عن زوج آخر سيدة ماكلونغ.اتعرفين أين هو السيد فرا يزر ام ابحث عنه بنفسي؟



-طبعا اعرف,انه مع الجياد منذ السابعة والنصف,وإذا كنت تنوين الذهاب إلى الاسطبل ضعي معطفك قبلا,صحيح ان الشمس اشرقت لكن البرد لازال مسيطرا.



-شكرا لك.



ابتسمت مدبرة المنزل وقالت بخبث:



-أنا افكر فيما هو خير..لكما معا.لفي نفسك بشئ دافئ..انت لن ترغبي في الاصابة بنزلة صدرية..اليس كذلك؟



صعدت ماندي إلى غرفتها لتاخذ سترتها الزرقاء الواقية من الرياح,واعترفت مرغمة ان ماتقوله السيدة ماكلونغ صحيح رغم أنها اشياء مثيرة للسخط..احست ان المراة تفكر فعلا في مصلحت أليوت من كل قلبها..وبما أنها مطلقة فقد يقود هذا الواقع إلى تخمينات واضحة.



نزلت إلى الطابق الاسفل مرة اخرى,خرجت من الباب الامامي تدفع يديها في جيبي سترتها,وتنطلق عبر الفناء..كانت السيدة ماكلونغ محقة,فقد ارجع هواء بارد شعرها إلى الوراء عن وجهها,والطقس ابرد مما كان في الليل الفائت مع ان الشمس مشرقة.



كانت مقدمة المنزل تواجه الطريق الداخلية التي مرا فيها ليلا..ورأت ماندي إلى يمينها سياجا ابيض يحيط بمجموعة من الخيل وصغارها,والى البعيد حقل ترعى فيه الأبقار التي سمعت صوتها في وقت مبكر..كما قال أليوت,المكان هادئ وريفي جدا..وتنشقت الهواء النقي ملء رئتيها وهي تسير بحماس.



لمحت أليوت قبل ان تصل إلى مجموعة ابنية تشكل الاسطبلات,وكان واقفا في الفناء يتحدث إلى رجل مسن,وتسارعت دقات قلبها بشكل مزعج عمد رؤية جسدة النحيل.كان يرتدي سترة قصيرة فوق بنطلون ركوب مخملي يندس تحت حذاء اسود بطول الركبتين..وبد منسجما تماما مع مايحيط به.



كان الرجل المسن السباق في رؤية ماندي.ولاشك انه لفت انتباه أليوت الذي استدار فورا وراح يلوح بيديه.ماذا يظن نفسه يفعل؟



وأبطأت خطواتها بتعاسة.كيف يفسر هذه الزيارة مهما كانت بريئة لانجلا؟وكيف ستكون ردة فعلها ان عرفت ان جارتها تجتذب اهتمام الرجل الذي تنوي الزواج منه؟لو أنها مكان انجلا لكرهت هذا حتما..فهل هي الان تتصرف بطريقة افضل مما تصرف بها هايد معها؟



سألها أليوت وهو يتقدم نحوها متكاسلا:



-لماذا تبدين غاضبة هكذا؟لم اعتقد انك قد تستيقضين الان..الم تنامي جيدا؟



ردت بلهجة رسمية:



-نمت جيدا جدا..وانت؟



-لا..في الواقع كان نومي سيئا..ويعود السبب اليك..هل تناولت الفطور؟



لوحت بيدها:



-أجل..ارسلت السيدة ماكلونغ لي الفطور إلى الغرفة..ولسوء الحظ,كنت قد غادرت السرير عندما وصلت.



-طلبت منها الا...



قاطعته بحدة:



-اجل..هذا ما قالته الخادمة.لكنني لست معتادة على الاستلقاء في السرير إلى ساعة متاخرة من الصباح,فأنا إمرأة عاملة.



-هذا ما تستمرين في تذكيري به..والان هل ترغبين في القاء نظرة على المكان؟لا اعرف ان كنت تهتمين بالجياد..لكنني احتفظ بجوادين للصيد.



-جوادين!لقد رأيت اعدادا مضاعفة في الحقل المسيج.



-كانت اناث للاستيلاد..هذا وليليان لوكا مدرب الخيول.سأريك ما لدينا من خيول اذا احببت..



اطرقت راسها تحاول ايجاد كلمات مناسبة:



-لا..فهذا..اليوت..من الافضل ان اعود.



ضاقت عيناه الرماديتان:



-تعودين إلى أين؟إلى المنزل؟هل هناك شيء خاطئ؟



-اعني إلى لندن..



اطلق سبابا من بين شفتيه ثم قال بصوت منخفض:



بحق الله!طننت اننا سوينا هذه المسألة.



دمدمت بغضب وهي ترفع شعرها بعيدا عن عينيها:



-حسنا..نحن لم نسوي شيئا..اليوت,اشعر انني مخادعة!انا لا انتمي إلى هنا.



-ومن يقول هذا؟هل قالت لك ماغي شيئا؟عل المح احد لك بشيء؟



-لا..على الأقل..ليس مباشرة.



-وماذا يعني هذا؟



-استمرت السيدة ماكلونغ في مناداتي بلآنسة آبكوت,فأخبرتها انني مطلقة.



-و..؟



تنهدت ماندي:"اوه..هل يهم هذا؟".



-يهمني أنا..هل علقت ماغي على كونك مطلقة؟



-حسنا..لقد قالت..انني لازلت شابة لأفتش عن زوج جديد..ولا اظنها صدقتني حين قلت انني لست هكذا.



لانت اسارير أليوت مجددا:



-هل هذا كل شيء؟اوه..لاتهتمي بماغي,إنها فولية هذا كل مافي الامر.



لم تستجب لابتسامته وصاحت:



-الن تشعر أنت بالفضول لو كنت مكانها؟أليوت اتتصور ماقد يظنه هؤلاء؟



اقترب منها وقال لها:



-ان كنت قد وافقت على شروطك فهذا لايعني انني احبها,والان هيا..اوقفي كل هذا الكلام الهراء بخصوص العودة إلى لندن,ودعيني اريك الاراضي..انا اريدك هنا..وهذا هو المهم.



ثم تابع مداعبا:



-سأدعك تقطفين الزهور من الغابة اذا وعدتني ان تكوني فتاة طيبة.



هزت رأسها بضعف ادركه حتما.



-أليوت..وماذا عن انجلا؟ماذا ستقول حين...؟



-دعيني أنا اقلق بخصوص انجلا..وتوقفي عن توقع شئ قد لايحدث ابدا.



ابتسم:



-والان..هل تريدين اصطحاب الكلاب معك؟احذرك,أنها محبة مثل صاحبها.



كان صباحا رائعا بصحبة كلبي صيد رائعين امضيا معظم وقتهما يتشممان العشب,سارت ماندي لأميال وهي ترتدي حذاء من المطاط وجدها لها أليوت في الاسطبل,تماشي خطواته إلى المرعى حيث تنتشر مجموعة من الماشية.لم يكن يهمها أين تظع قدمها وهي في هذا الحذاء المطاطي,وكان أليوت يعود إلى جانبها كلما بعد خطوة خاطئة لتنظف الحذاء من الوحل.



قال ممازحا:



-لا باس في هذا..طالما لاتخطئين تجلسين على الأرض.



تحدثا كثيرا..اشياء عامة في معظمها,اخبرها أليوت القليل عن الشركة والدور الذي يلعبه فيها وكان متكتما فيما يخص مؤهلاته,يقلل من اهمية دراستة في اوكسفورد وذكائه الحاد..مع ذلك فقد احست ماندي بالفخر الذي يحسه..انها شركة توظف مئات الملايين من الدولارات بكل ماتعنيه من مسؤوليات..بينما هي من ناحية اخرى ابنة مراقب منجم من"تاينسايد"قتل داخل المنجم حين كانت ساري لاتزال صغيرة..منتديات ليلاس




تناولا الغداء في غرفة الطعام,غرفة جذابة تطل على المناظر الخارجة..بعد مشوارهما,اصبح خدا ماندي محمرين بلون جميل ولم يحرك أليوت عينه عنها وهي تتناول وجبتها بشهية.



قالت بعد ابتلاعها لقطعة اللحم من الفطيرة التي أحضرتها لهما السيدة ماكلونغ :



جيد أنني لن أبقى هنا إلى أكثرمن الغد..فلسوف أصبح سمينةجدا..مثل لاسي سأل أليوت بكسل: ومن هي لاسي؟



إنها قطة ..قطة أمي في الواقع ،وساري تعذبها بدون رحمة وضع أليوت ذقنه على يده :



أود أن أقابل ساري.. هل أستطيع ؟-



وضعت سكنتها والشوكة من يدها:



-وكيف يمكنك هذا؟قلت لك..إنها تعيش مع أمي



-في نيوكاسل.. أعرف



تابع بتوسل :



لكنك تذهبين إلى هناك دائما ..ألاتفعلين؟في نهايات الأسبوع حاولت ماندي التهرب من الإجابة ، فرفعت نظرها إليه



لماذا تريد مقابلتها؟



لأنها ابنتك .. لأنني أريد أن أعرفها..لأنها جزء من حياتك تنهدت :أوه ..أليوت ..



قال بصوت ناعم :



مار أيك في بنهاية الأسبوع القادم ؟يمكنني أن أوصلك إلى هناك



مساء الجمعة أو صباح السبت ..ولا تقلقي .. أنا لا أدعو نفسي إلى بيت أمك .. بإمكاني الإقامة في فندق . أعتقد أن هناك في نيوكاسل..



أليس كذلك ؟



بالطبع يوجد فنادق .. لكن .. حسنا ، لست أدري ماإذا كان هذا سيعجب أمي .. أعني إقامتك في فندق .. ستظن ..حسنا، بإمكانك التخمين بما ستظنه..أنا واثقة ..



أن منزلها لا يليق بي ؟ حبيبتي ..لو دعوتني لإقامة معكما ، فسأكون أسعد الناس وسأقبل الدعوة حتما



لاتكن سخيفا!



مايقترحة جنون,تهور طائش تماما مثل وجودها هنا 0



ألا تحبين ان تذهبي إلى بلدتك في نهاية الأسبوع القادم ؟



وماذا سأقول لأمي ؟



وهل يجب ان تقولي لها شيئا ؟



هزت رأسها :



وكيف أقدمك لها ؟



كصديق 00وماهو الغريب في هذا ؟صديق غني !



مجرد صديق 00ماندي !توقفي عن وضع العراقيل بيننا لأنني من أسرة فرا يزر!



قال بتوسل :



دعيني أذهب معك 0دعيني أقابل ساري 00وأعدك الاأفعل ما يجرحك 0



أنقذ وصول السيدة ماكلونغ مع الحلوى ماندي من الرد ,لكن عينا أليوت كانتا متوسلتين بطريقه مقنعة 00قال لمدبرة المنزل مشجعا :



لقد أعجبت السيدة آبكوت باختيارك للطعام 0هذا صحيح ماندي ,



أليس كذلك ؟



كانت الفطيرة لذيذة جدا ,ولا أظن إنني قادرة على تناول المزيد0



قالت السيدة ماكلونغ :



أنا واثقة انك قادرة على تذوق القليل من التوت البري الطازج 00



هل ستتناولان القهوة هنا أم في غرفة الجلوس ؟



سنأخذها في غرفة الجلوس0



والتفت إلى ماندي يدفع الفاكهة نحوها :



تفضلي 00فأنا استمتع بمراقبتك 0



احمر وجهها فنظرت إليها السيدة ماكلونغ بشيء من الإشفاق,



وقالت :



لا تهتمي به سيدة آبكوت 0إذا رغبت في القليل منها فتناوليه00فهو لم يتناول وجبه لائقة منذ مجيئه إلى هنا



غادرت المرأة الغرفة فالتفتت ماندي إلى أليوت تسأله:(هل هذا صحيح؟)



نحن هنا منذ ليلة أمس فقط!



أولم تتناول الفطور ؟



رد بهدوء:



لست جائعا 00تناولي التوت البري 00لارضائي فقط0



امضيا فترة بعد الظهر في غرفة الجلوس يصغيان إلى الموسيقى ويراقبان تغير الطقس في الخارج0



بدأ المطر يهطل وهما يتناولان الغداء 00واخذت حباته تضرب زجاج النوافذ الان وتلفهما معا في عالم



معزول عن أية تأثيرات خارجية 0



وهي تجلس متكورة فوق الأرض مرتدية جينزها وكنزه صوفيه بدون



تبرج ,لم تكن تعي أبدا كم كانت تبدو شابه 00لكن ,حين رفعت نظرها ورأت نظرة أليوت المركزة عليها,أدركت



أنها لم تكن حذرة فأبعدت شعرها عن عينيها بحركة دفاعيه0



قال :



استرخي 00انت مرتاحة , أليس كذلك ؟



أنت تعرف هذا0



مدت ذراعيها فوق رأسها تتمطى ,وتحرك أليوت فوق السجادة الناعمة ثم تمدد و قال:



اشعر بالنعاس 00اتمانعين ؟



لكنه كان سؤالا عفويا ,فعيناه كانتا قد أطبقتا قبل ان تجيب 0



نام لفترة كانت ماندي تحس فيها بتوتر بالغ ثم نظرت إلى عينيه المغمضتين اللتين أعطتا وجهه ضعفا يثير الاضطراب 0



ان هذا الرجل يؤثر في مشاعرها كثيرا ويجعلها تتسأل عن كنه هذه المشاعر 0



تحرك ثم فتح عينيه 0بقيت تنظر إليه للحظه ,تحس بشوقها إليه 0



وفجأة وقفت على قدميها ,وذهبت لتجلس على مقعد قرب النافذة 00



وعندما سيطرت على نفسها نظرت خلفها لتجده قد عدل جلسته على الأرض مستندا إلى الاريكه0



دخلت الخادمة التي جاءت لماندي بالفطور حامله صينية شاي في حوالي الساعة الخامسة 0



فتخلت ماندي عن مقعدها بعد ان أمضت نصف الساعة الأخيرة وهي تحدق خارج النافذة وجلست على مقعد قريب



من الطاولة 0ابتسم أليوت للفتاة وهي تضع الصينية قرب ماندي 0



مرحبا روز 00كيف حال أمك ؟هل تحسنت ؟



استقامت الفتاة ونظرت إليه بسعادة ظاهرة :



اوه 00اجل سيداليوت 00لقد أفادتها تلك العطلة كثيرا 00يقول الطبيب إن لا سبب يؤخر شفاءها 0



هذا جيد 00اعلميها إنني سالت عنها,أتسمحين؟



احمر وجه روز فخرا :(شكرا لك00سافعل هذا )



جيد0



نظر أليوت إليها بمرح ,وبانحناءة منها نحو ماندي ,خرجت الفتاة مسرعه 0



سألت ماندي :



أنت تحب الشاي بدون حليب 00اليس كذلك ؟



أرجوك 00انت تذكرين هذا 00وهو شيء مميز 00كما اعتقد0



أليوت00 أرجوك



اعرف 00اعرف 00انا آسف 00لن أتفوه بشيء آخر 0



ولم يقل شيئا 00وخلال ماتبقى من وقت ,كان يتصرف بطريقة مثلى , يحافظ على علاقة ودية غير شخصية



قالت ماندي لنفسها أنها تريدها هكذا ,لكنها وجدت صعوبة في تقبلها 00سيكون أمامها وقت طويل تستسلم فيه لمشاعر الذنب التي



تختبئ قاتمة تحت غلالة تحفظها 00لكن مع حلول الساعة العاشرة واضطرارها إلى النوم 00كانت تحس بالفراغ في داخلها ,إحساس رفض ان يزول 0



*****



أوصل أليوت ماندي إلى لندن مساء الأحد 0



عندما غادر المنزل في (ستو نور اند)



كان الوقت لا زال مبكرا, ونظرت ماندي من فوق كتفها بإحساس بؤس00من المستحيل ان يكون قد مر يومان فقط على مجيئهما إلى هنا 00لقد



أحست بتعلق كبير بهذا المنزل وسيكون من الصعب ان تنساه 0



كانت إحداث اليوم بحد ذاتها غير منطقيه 00فلم يظهر أليوت قبل وقت الغداء 0



وأشفقت السيدة ماكلونغ عليها وهي تراها تتجول في غرف الطابق الأسفل ,فأعلنت ان أليوت بقي مستيقظا طوال الليل مع البيطري ,يحضر ولادة الفرس التي جاء وليدها من قوائمه أولا 00لكن ماندي عرفت ان مدبرة المنزل تشك بشيء ما ,فقدا مضى أليوت كثيرا من وقته الثمين يتحدث إلى



جايمس لايتون ألجنائني الذي رأته ماندي من غرفة نومها عندما صعدت لتوضب حقيبتها 0ووقفت قرب النافذة لعدة دقائق تراقبهما 00



تحس ان قلبها يتمزق000إنها لا تريد الذهاب 00لا تريدا لعودة إلى لندن



فهي تعرف أنها حين ستتركه قد لاتراه مرة أخرى 0



كانت روز ترتب الفراش وعرضت عليها ان تساعدها في توضيب الحقيبة 00لكن ماندي رفضت عرضها بلطف 0



وابتسمت الفتاة شاكرة:



أنت مسافرة اليوم ,أليس كذلك انسة؟هل تحبين العيش في لندن؟



ردت صادقة :



ليس كثيرا00لكن البعض منا لا خيار له 0



لا00احيانا أظن ان هذا ممكن 0



والدتك مريضه ؟أنا اسفه 00هل هو مرض خطير ؟



كشرت روز :انه السرطان00لقد اجريت لها جراحة 00ثم الكثير من العلاج للتأكد من موت كل الخلايا السرطانية 00كانت مريضة جدا,وظن



والدي أنها لن تعيش0



نظرت ماندي إلى الفتاة بلطف :(لكنها عاشت)



اوه 00اجل 00والشكر في هذا للسيد أليوت 0لقد رتب أمر كل شيء!



ثم حين أصبحت حالتها جيدة أرسلها ووالدي إلى باربادوس لقضاء عطلة كي تبتعد عن الطقس البارد0



اخذت ماندي نفسا عميقا :(هذ لطف منه )



اجل 00انه لطيف 00اليس كذلك؟لكنك تعرفين هذا00كونك صديقته 0



علقت ماندي بشيء مالم تعد تذكره 00وسرعان ماانهت روزعملها وتركتها00لكن كلماتها بقيت عالقة في ذهن ماندي0



إن أليوت لطيف ,كريم,وهي لم تعرف ابدآ رجلا مثله من قبل 0



تمت رحلة العودة إلى لندن بدون أي تاخير ,وكانت الساعة تكاد تبلغ التاسعة إلا ربعا عندما توقفت الامبرغيني خارج بوابة المنزل 00



لم يقترح أليوت التوقف للعشاء حتى انه لم يحدثها كثيرا ,وافترضت ماندي انه سيكون مسرورا بتوديعها الان



لكنه فاجاءها بإصراره على حمل حقيبتها إلى الباب صارفا النظر عن مخاوفها من ان تراه السيدة موركير 0وهي تكافح



لدس المفتاح في قفل الباب , تساءلت لماذا لم ينزلها وحقيبتها عند البوابه الخارجيه 00واضح انه كان يتشوق للخلاص منها لذلك لم تعرض



عليه تناول الشاي أو القهوة 00وفتحت فمها لتعبر عن شكرها لضيافته,لكنه اسكتها بالقول:



-اعتقد انك لن توجهي لي دعوة لزيارة نيو كاسل في نهاية الأسبوع القادم..هل ستفعلين؟



-أنا..هل تريد..لازلت تريد الذهاب؟



-لازلت اريد..



تدفقت دموع حمقاء كانت تترقرق في عينيها,فأقفل الباب خلفة وهو يتمتم:



-ياإلهي!ماذا تحاولين ان تفعلي بي!



-ظننتك تريد الرحيل..ظننتك سئمت مني.



تأوه:أنت طلبت ان اظل بعيدا عنك,الاتذكرين؟لو كنت غيرت رأيك,لكان من الواجب ان تبلغيني.



شهقت:هذه طريقه بذيئة لوصف الامور!



-ماذا تتوقعين مني؟لست معتادا على قضاء يومين كاملين في حالة احباط مستمرة!



نظرت الية بمرارة وقد حل الغضب مكان التسامح:



-اوه..لا..بالطبع لا..لقد نسيت..انت معتاد على ردات فعل مختلفة تماما!



رد بوحشية:



-اجل..هذا صحيح.



ثم استدار قائلا:



-من الافضل ان اذهب..علي ان اتمم بعض الاعمال قبل الذهاب إلى النوم.



استدارة ماندي غير راغبة في ان يرى العذاب الذي سببته لها كلماته..وسمعت صوت القفل والباب ينغلق خلفه,فرددت من بين انفاسها:تبا..اوه..تبا!وركضت إلى غرفت نومها ترمي نفسها فوق السرير..الاشياء التي يجب ان تفعلها مثل افراغ الحقيبة والقيام ببعض الاعمال المنزلية التي لم تقم بها منذ ذهابها إلى نيو كاسل,نسيتها تماما واستسلمت لحاجتها إلى التعبير عن الالم في داخلها.



من الطبيعي ان تكون ماندي قد امضت ليلة قلقة..ومن الطبيعي ان تغط في النوم صباحا,فعندما فتحت عينيها المرهقتين لتقدر بنعاس كم هي الساعة,وجدتها قد تجاوزت التاسعة صباحا واشعت الشمس تتسلل بقوة عبر شقوق الستائر.



شهقت وهي تكافح لتجلس ثم خرجت من السرير وسمحت لنفسها بإلقاء نظرة سريعة على صورتها المنعكسة في المرآة..كل ما رأته كان هالات سوداء حول عينيها دليل ليلة مضطربة امضتها,ولم تجد شيئا مغريا في نفسها فأجبرت نفسها على التحرك نحو الحمام..عندما خرجت والمنشفة حولها,تمكنت من ارتداء ملابسها بسرعة قياسية..وعندما تركت غرفتها نحو المطبخ لتحظر فطورا سريعا..أحست أنها مستعدة لمواجهة العالم.



*****



رن جرس الهاتف الداخلي لمكتب أليوت في الوقت الذي كان يضع فيه الاوراق التي سيحتاجها داخل حقيبتة اوراقه..للحظة توترت اعصابه من امكانية ان تكون المتصلة ماندي..لكنه تذكر كيف خرج من شقتها ليلة امس,وصرف النظر عن الفكرة..لديه الان رحلة إلى نيويورك يهتم بها في الوقت عينه الذي يحتاج فيه إلى وقت للتفكير.



التقط السماعة يقول بدون حماس:"نعم"



وتنهد لسماع صوت خطيبته:



-حبيبي! أنا في الاسفل.اعرف ان الوقت متأخر..لكن كان علي ان اجيء لاعتذر..اضغط زر باب المصعد حبيبي,فأنا انتظر في الاسفل.



رد أليوت ردا ايجابيا وضغط الزر الذي يسمح للمصعد الخاص بالصعود إلى الطابق الثاني والعشرين..ثم اقفل حقيبة اوراقه وترك مكتبه متجها نحو باب شقته.



برزت انجلا ضمن غمامة من العطر الفرنسي:"حبيبي!"



ثم اردفت:اوه حبيبي..انا آسفة جدا لانني لم اكن في المنزل ليلة امس كما وعدتك..لكنني امضيت وقتا رائعا في باريس!



رسم أليوت ابتسامة باهتة على شفتيه وهي تسير أمامه متهادية بمعطف فرو انيق باتجاه غرفت الجلوس,وهناك وقفت ثم خلعت المعطف ورمته بدون اكتراث إلى الاريكة.



قالت بلهفة:اعرف انك غاضب مني حتما..عندما وصلت منذ ساعة لم تستطع السيدة موركير الانتظار لتخبرني انك اتنظرت في شقتي..لكن..كان من المستحيل ان اصل بالامس..كان هناك حفل استقبال امسية البارحة وان..اعني جميع المشترين بقوا لحضوره.



زفرانفاسه ودس يديه في جيبيه,يلوم نفسه لانه لم يسافر إلى نيويورك في طائرة الليل بعد خروجه من منزل ماندي بالامس,وسأل:



-استمتعت بوقتك كما اعتقد.



-اوه..بشكل رائع..امضيت وقت مرحا جدا!ولست ادري لماذا لم اذهب إلى هناك من قبل.



هز أليوت رأسه:"حسنا..عظيم"



تنهدت انجلا تسأل:



-وماذا عنك أنت؟اعتقد انك امضيت نهاية أسبوع سيئة!هل ذهبت إلى ستونور؟طبعا فعلت!



-اجل..هل تودين شرابا؟



اعطاها كوبا وصب لنفسه فنجان قهوة.



جلس على الاريكة المقابلة,وجاهد ليفكر بشيء له علاقة بهما ليقوله..لكن الصداع الذي لازمه طوال النهار عاد الان ليضرب صدغيه..ووجد صعوبة كبرى في التحدث مع انجلا في وقت تفكيره مشغول في مكان آخر.



أخيرا قالت تحمله على الكلام:



-اذن..كيف كانت عطلتك؟



-اوه عظيمة!



-وامضيت ليلة امس في الشقة؟كنت سأتصل بك لو عرفت..لكنني اتصلت بستنور واتصلت بشقتك هنا ولم اجدك..ونسيت ان ليلي كانت تقضي اجازتها عند امها.



-لايهم.



وتساءل في نفسه كيف كان سيبرر عدم رده على اتصالها لو أنها اتصلت بشقتها..وفكر غاضبا..يجب ان يشعر بالارتياح بدلا من تمزق نفسه لأجل امرأة لاتهتم ما اذا كانت ستشاهده مره أخرى ام لا؟



لاحظت انجلا على غير عادتها دلائل التوتر على وجه أليوت:



-اثمة خطب ما؟



تركت مقعدها لتجلس بقربه وتمتمت:



-حقا أنا آسفة بخصوص ليلة امس..لكن يجب ان تعرف,كان هناك رجل فرنسي رائع,اسمه اندريه,ولقد سمحت له ان يصطحبني إلى العشاء,لكن هذا كل شيء.



ادار أليوت رأسه نحوها:"وهل يروق لك؟"



-اعتقد هذا.



-إلى أي حد؟



-حبيبي..كان مجرد..صديق فقط..اخبرتك بهذا..ولاداعي للقلق..



تمتم شاتما..ووقف ليصب المزيد من القهوة لنفسه..الواقع انه كان يريدها ان تقول أنها خائنة..ربما حينها يستطيع ان يبرر تصرفه..كان انجذابه إلى ماندي يزيد في عذابه وكأنه حمى لايستطيع السيطرة عليها في دمه.



-أليوت حبيبي..انت لا تغار.اليس كذلك؟أنت تعرف انك لست مضطر لهذا.



-أنا لا اغار..!ارجوك انجلا..



ابتعد عنها:



-اسمعي..يجب ان اخبرك انني مسافر إلى نيويورك في الصباح..انا آسف لكن الامر طارئ..ولا اعرف متى اعود.



-نيويورك؟لست جادا!تعرف ان يوم مولد ابي يوم الاربعاء..وماذا عن حفل العشاء؟لقد وعدت بالمجيء!



-أنا آسف..لقد طرأ أمر لم اتوقعه..ويجب ان اذهب بنفسي,وعدت ابي بهذا.



-وعدك لابيك اهم من وعدك لي..



-انجي..إنه يوم مولد والدك فقط..اما سفري فمهم جدا!



نفخت بغضب:-يوم مولد ابي مهم..حبا بالله,الايمكنك إرسال شخص آخر بدلا منك؟كنت تقول دائما انك تستطيع ارسال من ينوب عنك.



-ليس في هذه المسألة بالذات.يجب ان احضر اجتماع الممولين بنفسي..بإمكانك المجئ معي لو احببت.



هزت رأسها بغضب:



-لا.. شكرا لك..انا لا أحب نيويورك في افضل الاوقات,ولا انوي ان اخيب امل والدي.



مال أليوت برأسه عنها,يكره الراحة التي غلفته لكلماتها..لو انه اعتقد أنها ستقبل لما عرض عليها السفر معه..يا الله..ماذا فعلت ماندي به؟لماذا لايستطيع ان يبعدها عن تفكيره؟



كأنما احست انجلا بمزاجه المتقلب..فتنهدت:



-اوه..حسنا..لاداعي للغضب..لديك عملك ولدي عملي.



اخذت نفسا عميقا وتابعت بحذر:



-اذن..لن تمانع اذا لم ابق معك الليلة,أليس كذلك؟أنا..في الواقع متعبة.كانت نهاية أسبوع مرهقة.



كان أليوت يحاول ايجاد عذر ليبعدها,تنفس الصعداء وقال بسرعة:



-اظن ان هذه فكرة جيدة..فأنا مضطر لأن اذهب إلى المطار باكرا في الصباح.



ترددت انجلا..قبوله المفاجئ لم يلق اعجابها,فقالت:



-أنا.. استطيع البقاء.



لكن أليوت كان قد رفع معطفها من على الاريكة ليقول بصراحة:



-ليس الليلة انجي..



وافقت على مضض..فأردف:



-سأتصل بك غدا من نيويورك..وحينما اعود,ربما سيكون لدينا وقت اكثر نقضيه معا.

 
 

 

عرض البوم صور Disckoooooo   رد مع اقتباس
قديم 09-04-09, 05:40 PM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 136138
المشاركات: 117
الجنس أنثى
معدل التقييم: Disckoooooo عضو له عدد لاباس به من النقاطDisckoooooo عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 119

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Disckoooooo غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Disckoooooo المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي الفصل السابع

 

7- صداقة إلى حد الألم



مع انتهاء أيام العمل وحلول يوم الجمعة,كانت أعصاب ماندي في حالة رهيبة..منتديات ليلاس




كان أسبوعا محطما للأعصاب..كانت مجنونة بلا ريب لتوافق على الذهاب مع أليوت إلى منزله في ستونور..ماذا لو أعاد التاريخ نفسه؟ليس هناك فرصة في ان يشعر أليوت بالمسؤولية نحوها,وهي تشك في ان تراه مجددا.



كان كل ماجرى غباء..حماقة! لقد عرفت أي نوع من الرجال هو منذ بدأ في ملاحقتها,وبدلا من الالتزام بمواقفها وإبقائه بعيدا,سمحت له ان يؤثر عليها..لقد استخدم كل خدعة يعرفها لاقناعها بالذهاب إلى شقته الجميلة ومنزله في ستونور حتى انه ادعى انه يهتم بها..في وقت لايريد سوى ان يلهو معها,وهي لاتعرف الان كيف ستتصرف.



ظنت في البدايه أنها تريده..لكن مع مرور يوم الثلاثاء والأربعاء دون أي اتصال منه..تمكنت من إقناع نفسها بأنها سعيدة لانتهاء كل شئ.فعلاقتهما لم يكن لها أي مستقبل,وكانت تعرف هذا.



لكن مع مرور الخميس والجمعة,واضطرارها إلى مواجهة واقع ان علاقتهما القصيرة قد انتهت فعلا,غمرها احباط ويأس كبير..لا فائدة من الادعاء لنفسها اكثر من هذا..انها لم تكن وما كانت يوما ذلك النوع العابث من الفتيات..قد يكون صغر سنها السبب في تعلقها بهايد ثم زواجها منه,ولقد دفعت الثمن غاليا..لكن ما من مبرر لهذا مع أليوت..انها الان امرأة ناضجة ولم تعد طفلة,ولا تستطيع ان تواسي نفسها بالطيش الطفولي..فهي تعرف تماما لماذا تصرفت هكذا معه..وتعرف لماذا انجذبت اليه..وبالرغم من حذرها,وقعت تحت تأثير سحره..ولا يمكن لأي نوع من التبريرات ان يقلب هذا الواقع.



بالطبع كل ماحدث خاطئ وجنوني...فحتى بدون وجود خطيبته المناسبة له جدا,لم يكن أليوت ذلك النوع من الرجال الذي يمكنها ان ترتبط معه بشكل جدي..الهوه بينهما واسعة جدا..كانت بالنسبة له تسلية من نوع جديد ..وهذا كل شيء..والذنب الذي تحسه نحو انجلا لم يكن ليعوضها عن فظاظة هجره لها.



قال السيد كراون بعد ظهر يوم الجمعة,وهو يدخل إلى مكتبها بينما كانت تنظف طاولتها:



-لا تبدين بحالة جيدة..هل ستذهبين شمالا هذا الأسبوع؟إذا لم تذهبي فنصيحتي ان تستريحي في اليومين القادمين.



كانت ابتسامة ماندي ضعيفة وباهتة:



-لن اذهب شمالا..وعلى الارجح سآخذ بنصيحتك.اشعر وكأن الطقس يؤثر علي.



-لقد عرفت هذا..وقلت لسيبل يوم الاربعاء انك تبدين على غير طبيعتك.



-أنا واثقة انني سأتحسن..اذا كان هذا كل شيء اليوم فسأذهب الآن..علي ان اشتري بعض الاغراض من السوق وانا في طريقي إلى المنزل.



-طبعا..طبعا.



تراجع السيد كراون بأدب وارتدت ماندي سترتها ثم قالت بلهجة حاولت ان تجعلها مرحة:



-اراك يوم الاثنين.



هز رئيسها رأسه متفهما وهي تختفي خارج الباب.



لم تكن فكرة شراء الطعام تروق لها,لكن عليها ان تأكل إذا ارادت ان تعيش خلال هذه المحنة الحالية.اشترت بعض اللحم للعشاء ورغيف خبز وبعض الجبن,وقررت تـجيل تسوقها إلى الغد ثم انطلقت إلى موقف الباص..كان يمكنها ان تسير..وتحسست جيبها بحثا عن قطع نقود صغيرة..لم تكن تحس ان لديها االطاقة للسير واسندت نفسها إلى عمود لوحة المحطة آملة الا تضطر إلى الانتضار طويلا.



اجفلتها مقدمة الامبرغيني السوداء اللامعة وهي توقف امامها..وجف فمها حين فتح أليوت النافذة وقال بخشونة:"اصعدي!"



لم يكن لديها الكتير من الوقت لتفكر بتصرفاتها..فتحت الباب وصعدت في المركبة وانطلق أليوت بسرعة من دون قول كلمة.



ظنته سيأخذها إلى المنزل,لكنه تجاوز منعطف"كليفتون غايت"واكمل طريقه ثم اتجه نحو حدائق فندق صغير.



اطفأ المحرك واستدار في مقعده نحوها لكنها بقيت تنظر امامها متعمدة..لم يكن لديها فكرة عن سبب مجيئه ليأخذها..ولن تستطيع فهم دوافعه..وبالرغم من جاذبيته التي لاتقاوم,رفضت ماندي الاستسلام.



سأل: "هل أنت جائعة؟"



هزت كتفيها:



-لدي بعض اللحم والجبن لعشائي.



-هل أنت غاضبة مني؟هل ظننت حقا اننا لن نرى بعضنا مرة اخرى..؟



هزت رأسها:



-لا داعي لان اظن شيئا..اليس كذلك؟على فقط ان اطيع.



-اوه..حبا بالله!



احس بالتوتر ثم سأل بوحشية:



-ماذا تظنين ايتها الحمقاء؟كنت في نيويورك وعدت لتوي من هناك..اعتقدت ان ابتعادي سيعطينا فرصة للتفكير..لكن تبا!انا لم اقصد ان اهين كبرياءك!



نظرت ماندي اليه وردت بضعف:"نيويورك؟"



هز راسه ايجابا:



-كان علي ان احضر مؤتمرا خطط له والدي,ووصلت إلى لندن هذا الصباح..اخذت دوشا وبضع ساعات راحة ثم جئت لأقابلك..ولسوء الحظ,كنت قد غادرت العمل ساعة وصلت.



رطبت ماندي شفتيها:"غادرت مبكرة..."



هذا ما قاله لي رأيسك.



لانت ملا محه,ونظر في عينيها:



-رجل مسن مثقل بالمشاكل؟يا إلهي..كم اشتقت إليك!



دهشت ماندي:"أليوت.."



-اصمتي ..هل تسمحين؟



ولم تستجب لطلبه بل سألت بخشونة:



-ما العذر الذي اعطيته لانجلا بخصوص وجود سيارتك امام برايتون هاوس في غيابها؟



تعمدت ان تثير اسم خطيبته بينهما,ونظر أليوت اليها باكتئاب قبل ان يسوي جلسته في مقعده..ورد بخشونة مماثلة:



-لم اكن مضطرا إلى اعطائها أي عذر..فهي لم تصل من باريس قبل يوم الاثنين,وافترضت السيدة موركير انني كنت انتظر في الشقة العليا.



ابتلعت ماندي ريقها:



-هكذا اذن..إنه لأمر مناسب حقا!



اتسعت فتحتا انفه!



-اجل..اليس كذلك؟أنا محظوظ.



سألت بحذر:



-حسنا..اين ستذهب الان؟ لترى انجلا؟



زفر انفاسه متعبا:



-وهل هذا محتمل؟..في الواقع انجي لاتعرف بعودتي..بالنسبة لها أنا لازلت في نيويورك!هل يرضيك هذا؟



اطرقت ماندي راسها:



-اذن,أين ستذهب؟



-فكرت في ان نذهب شمالا..لكن بما انك اشتريت اللحم والجبن للعشاء,فلا اظن انك خططت لهذا.



شهقت:



-وهل توقعت حقا ان تذهب إلى نيو كاسل؟



-للقاء ساري؟اجل..ولم لا؟



-أنت مجنون!



-مجنون بك..؟اجل..لنذهب إلى نيو كاسل ماندي..دعينا نقضي نهاية الأسبوع معا.وأعدك ان اكون عاقلا إذا توقفت عن استفزازي!



اطرقت رأسها مجددا:"لا نستطيع.."



-لماذا لا نستطيع؟



-لم احضر حقيبتي ولا نستطيع الذهاب إلى الشقة..



-سنشتري فرشاة اسنان..وماذا ايضا؟



-لم اعلم امي.



-اتصلي بها.



-وماذا اقول؟



-قولي لها ان صديقا عرض عليك ان يوصلك بسيارته لقضاء عطلة الأسبوع,وانت لاتريدين ان ترفضي العرض.



ادركت أنها على وشك ان تسمح له بان يقنعها,فهزت رأسها بعناد:



-لا استطيع.



-ولم لا؟



ابتلعت ماندي ريقها:



-لانك لاتهتم..اليس كذلك؟لاتهتم بأحد سوى نفسك..فطالما تحصل على ماتريد,أنت لاتهتم ابدا!



مد يده يدلك عضلات عنقه:



-اجل..أنت محقة..أنا عديم الأخلاق كليا.سآخذك إلى الشقة..وأستطيع القول لأنجي انني التقيتك في الطريق فأوصلتك.



كانت ماندي تتوقع نقاشا آخر لذا أحست بتقلص في معدتها وهو يتكلم هكذا..وترك اعترافه اللامبالي يصدق كلامها إحساسا بفراغ كبير في نفسها..



قالت بمرارة مخنوقة:



-الأمر سهل عليك..اليس كذلك؟توصل البديلة,وتلتقي بالأصلية!ولا تكن خاسرا في كلا الحالتين!



التوت شفتاه وهو يدير المحرك:"اهذا ماتظنينه؟"



-هذه هي الحقيقة..اليس كذلك؟



أطلق أليوت شتيمة بشعة لامجال لان تخطئ ماندي فيها..وأطفأ المحرك مجددا ثم نظر إليها بغضب قائلا:



-أتريدين معرفة الحقيقة؟



ارتجفت بسبب الغضب الظاهر على وجهه:



الحقيقة أنني لم أتمكن من النظر إلى أنجلاء منذ أخذتك إلى شقتي ..وتقولين إن الأمر سهل علي؟حسنا..صدقيني..إنه ليس سهلا!سأعترف لك الآن بأنني كنت أظن أنني أشعر بالإشفاق عليك وخدعت نفسي بإمكانية أن نصبح صديقين!صديقان؟ كلمة لامتلأ رأسك لتشمل كل شي..وكل إنسان أخر!الصديق لايبقيك مستيقظة نصف الليل مع نوع من الألم لم أحس بمثله منذ كنت فتى في المدرسة !لقد تملكتني حاجة ملحة إليك..وهذا تعقيد أخر كنت في غنى عنه..!ارتجفت ماندي:



-أنا لم أطلب منك أن ..



- تبا!أعرف هذا!لكن يجب أن تعرفي ماهية شعوري !



مرر يده في شعره واسودت عيناه:



-والآن ..هل أعيدك إلى الشقة؟



حركت ماندي رأسها بعجز من جانب إلى أخر.



-أوه أليوت!ماذا أستطيع أن أقول؟



- بإمكانك قول الحقيقة..أنت لاتريدين تركي بقدر مالا أريد أنا تركك،فهل أنا على حق؟



أغمضت ماندي عينيها أمام نظرة التملك في عينيه..ثم هزت رأسها ببطء:



سأتصل بأمي.



دهشت السيدة كالدر عند سماع أبنتها وسألت باحتجاج:



-لكن من هو هذا الرجل الذي تأتين به لقضاء نهاية الأسبوع معك؟



أنت لم تذكريه من قبل ..هل تعرفينه منذ زمن طويل؟أيعمل في المؤسسة معك؟



-أعرفه منذ شهر تقريبا..ولا..إنه يعمل في الم،يجب أن تكوني أكثر صراحه .. أعني ماذا تعرفين عنه؟وهل أنت واثقة أنك تريدين أن تأتي بهإلى هنا؟ماذا ساري؟



إنه محترم جدا أمي حقا ..سيعجبك



لكن بماذا يعمل؟ترددت ماندي:



-إنه رجل أعمال يملك شركة.



- بدأ التأثر على صوت الأم:



-يملك؟حسنا..يبدو أفضل من هايد آبكوت!



-لاشيء كهذا أمي ..نحن مجرد صديقان ..هذا كل شيء



- سألتها الأم بنفاد صبر:



- لماذا تأتين به إلى هنا؟



-لمقابلة ساري..يجب أن أنهي هذه المكالمة أمي.لقد نفذت مني القطع النقدية.



- انظري لحظة!هل نسيت أن الليلة هي موعد السهرة مع نسوة البلدة..أعني أنني ألغي حينما تأتين إلى المنزل،لكنك لم تعطني أي إنذار هذه المرة



-لابأس في هذا أمي ..ستبقى كوزي مع ساري أليس كذلك؟قولي لها إننا سنصل بعد العاشرة.



كان أليوت ينتظر،وسأل:هل اتصلت؟



هزت رأسها:



إنها ليلة سهرتها مع النسوة..ألا تخشى أن يعرفك أحد؟ أنت شخص معروف!



ردا ساخرا:



شكرا لك..لكنني لا أهتم لهذا الآن ..ماذا ستأكلين؟



سألت مقطوعة الأنفاس:



-ماذا.. ستأكل أنت؟



وتشاورا في لائحة الطعام لبضع لحظات.ثم قال أليوت بهدوء بعد أن دون الساقي طلباتهما:



أخبريني شيئا عن آبكوت ..زوجك السابق.



رفعت كتفيها :لاشيء يقال



-لاتقولي هذا..لماذا تزوجته؟أكان يحبك؟أين هو الآن؟أريد أن أعرف



أطرقت ماندي رأسها:



-تزوجته لأنني كنت صغيره ومفتونة به،كنت في التاسعة عشرة وكان في الواحد والعشرين.



احمر وجهها وهي تشعر بنظرته إليها :تابعي.



ارتجفت ووضعت يديها في حجرها:



-ماذا أقول بعد..كان قد مضى علي سنة في الجامعة,وكانت كل صديقاتي يعتقدن انني متزمتة..ثم بدأ هايد يدعوني إلى الخروج معة في عطلات الصيف..كان شابا شهيرا وأنا ساذجة جدا..فهل يجيب هذا على سؤالك؟



تنهد أليوت:"هل أحببته؟"



-ظننت انني أحببته..لكن..لكنني لم اعد أطيق رؤية وجهه.



-ولم لا؟



-اوه أليوت..هل يجب ان اشرح لك؟



-حسن جدا..ماذا حدث بعد هذا؟



-لم ترض امي بزواجنا..وأصيب أبي بالمرض..كان هذا منذ زمن بعيد.



-وتزوجتما.



-اجل ..تزوجنا..وأعطاني ابواي ما يكفي لدفع الدفعة الأولى لمنزل صغير قرب عمله في مصنع اليكترونيات..



-وماذا حدث؟



-لم..نكن متوافقين.



-أتعنين انه التقى بإمرأه أخرى؟



ردت بتعاسة:



-اكثر من واحدة,واعتقد انني السبب في هذا,فأنا لم أكن في مستوى توقعاته مني.



-وماذا يعني هذا؟



-أليوت..كفى! لا استطيع ان أكلمك عن مثل هذه الأمور.



-لماذا لا؟



-لأنها.. شخصية.



نظر أليوت إلى وجهها المستدير عنه للحظات ثم قال بنعومة:



-أظنه كان يتهمك بالبرودة..هه؟



انفرجت شفتا ماندي وأدارت عينين مرتبكتين إليه.



-وكيف عرفت؟



-انه العذر المعتاد لخيانة الرجل ..حسنا.. سؤال واحد أخير.. أين هو الان؟



-لست متأكدة.. لقد ترك نيو كاسل بعد انفصالنا.. وسمعت انه انضم إلى البحرية..لكنني لست متأكدة..فهو لم يكتب إلينا البتة ولم يتصل..واشك في ان تتذكره ساري.



اطرق رأسه:"لا أستطيع القول انني آسف.



لامست ابتسامة خفيفة شفتيها:"لا..ولا أنا"



عندما صعدت إلى الامبرغيني ثانية,أحست ماندي بوخزت ندم مؤقتة للسهولة التي قبلت فيها ترتيباته. المشكلة أنها كانت تشعر دائما بالراحة معه..وكان هذا بحد ذاته اكثر مايقلقها ويحثها على وجوب الاستمرار في مقاومة جاذبيته..وعليها دائما ان تتذكر انه سيتزوج من اخرى ..وانه مهما انجذب إليها فأنجلا سيمور كلير هي التي ستصبح السيدة أليوت فرا يزر في النهاية..منتديات ليلاس




أيقظها أليوت وهما يدخلان إلى ضواحي مدينة نيوكاسيل.. وسأل مبتسما:



-من أي طريق؟



كانا يقطعان جسر"تابان"وجلست ماندي متثاقلة في مقعدها لتدله على الاتجاه بسرعة..وصلا في الساعة العاشرة إلا ربعا وتوترت أعصاب ماندي وهو يوقف سيارته أمام منزل امها نصف المنعزل.وعت تماما ماقد تكون ردت فعله حول مايحيط به.وكما في المرة الأولى التي دخل فيها شقتها كانت تحس برغبة مؤلمة في ان تدافع عن بيئتها.



سألها وهو ينظر إلى الطريق نحو المرآب.



-أتريدين ان اترك السيارة هنا؟



-ربما..للوقت الحاضر..امي في الخارج الان,وحينما ترجع ستضع سيارتها في الكراج.بعدها يمكنك إيقاف السيارة أينما تشاء.



ابتسم وفتح لها الباب:



-حسن جدا..أنت تعتقدين أنها ستسمح لي بالبقاء إذن؟



-أنت هنا..أليس كذلك؟تعال!تنتظرنا جليست ساري بالداخل.



لم تستطع ماندي لوم كوزي ترافلر على اتساع عينيها المتهمتين الذي تلا فتحها للباب.



-مرحبا ماندي.



وتنحنحت جانبا لتدخلهما إلى الردهة..كانت كوزي في السادسة عشرة وأكثر تجربة مما كانت ماندي في مثل هذا العمر,ولهذا لم تخف نظراتها المعجبة بوضوح بأليوت:



-أخبرتني أمك انك قادمة..هل كانت رحلتكما جيدة؟



قالت كل هذا وعيناها مثبتتان على أليوت.وأحست ماندي ان صبرها بدأ ينفد.



-كانت رحلة لطيفة..شكرا لك..أليوت هذه كوزي..إنها تعيش في الجوار.



كالعادة كان مرتاحا جدا:



-مرحبا كوزي..هل من مانع ان اعلق سترتي هنا؟



وكأنه زائر دائم,علق سترته ولحق بالفتاتين إلى غرفة الجلوس حيث كانت ألسنة نار الحطب المشتعل تتصاعد في المدفأة.قالت ماندي باختصار:



-سأنظف المكان.



أجفلت الصغيرة بسبب الفوضى التي تعم غرفة الجلوس:



-إذا كنت مصرة.



خلعت ماندي سترتها ورمتها إلى المقعد..ثم وقفت تنتظر من كوزي التي تسمرت عيناها بأليوت ان تلملم إغراضها وترحل.



-أنا واثقة..وشكرا ..على مجالستك ساري..



أحست كوزي برغبة ماندي في الخلاص منها.



لابأس في هذا.أراكما غدا..أليوت..



ورفعت له رأسها فأدار اهتمامه عن التلفزيون ليرد بأدب.



أوصلتها إلى الباب وعادت لتجده واقفا..همس لها وهي تنظر إليه بارتباك:



-لا داعي لان تشعري..بالغيرة..لقد أحسست بها..أليس كذلك؟يا إلهي! ماذا تظنينني؟



-يجب ان أنظف المكان..



وتقدمت إلى صينية شاي هناك فلحق بها.كان على وشك ان يهمس لها شيئا مجددا حين سمعت ماندي صوت ابنتها,وابتعد عنها على الفور تقريبا مع دخول ساري إلى الغرفة لتصيح بغبطة غير مصدقة:"مامي!"



سارت حول الأريكة نحوهما,وصاحت مرة أخرى:"مامي!"



ورمت نفسها بين ذراعي امها:



-لم تخبرني جدتي انك قادمة!



-لم تكن جدتك تعرف.. أنا بنفسي ما كنت اعرف حتى بعد الظهر..لقد تلطف السيد فرا يزر بإيصالي.



ابتعدت ساري عن امها لتنظر إلى أليوت الواقف صامتا إلى جانبهما,وقالت بوجه جاد:



-هل أنت السيد..فراز..فرا يزر؟



انحنى أليوت كي تستطيع الصغيرة رؤية وجهه بشكل أفضل وقال بلطف:



-اسمي أليوت..هذا إذا استطعت ان أناديك ستري طبعا.وليس الآنسة آبكوت.



صاحت وهي تنظر إلى امها:



-لا احد يدعوني الآنسة آبكوت..هل أستطيع فعلا أن أناديك أليوت؟



-أتريدين هذا؟



هزت رأسها.



-إذن نادني أليوت.



وأدركت ماندي انه تغلب على دفاعات الفتاة بدون ان تدري هذا.



سألته ساري:"ألديك سيارة؟"



استقامت ماندي محاولة استجماع نفسها..وقالت:



-ليس الليلة ساري..يجب ان تكوني في السرير نائمة,لا ان تتسللي وتنزلي لتطرحي الأسئلة.



-اوه ..لكن أليوت لن يكون هنا غدا.



تنفست ماندي بعمق:



-بلى.. سيكون هنا..سيقضي عطلة الأسبوع معنا.و..سيخبرك كل شئ عن سيارته غدا.



-وسآخذك في نزهة فيها كذلك..أنت ومامي معا.مار أيك؟



بدت الإثارة على الصغيرة:



-حقا؟غدا؟ستنام هنا في منزلنا؟



-إذا استطاعت أمك ان تجد لي فراشا.



تصاعد الاحمرار إلى وجه ماندي مرة أخرى.



صفقت ساري يديها معا:



-أنا لن أنام أبدا.. أتعرف هذا.أنا لا أنام وهناك شيء مثير سيحدث.



قالت ماندي:



-إذن يجب ان تستلقي في السرير مستلقية,الآن قولي تصبح على خير ل..لأليوت..سترينه ثانية في الغد.



كانت ساري كارهة ان تستقر في السرير ,لكن توقع الوعد بالنزهة في اليوم التالي أقنعها كما هو ظاهر بأن تحسن التصرف00



وتمتمت بينما ماندي تشد الغطاء من حولها :



إنه لطيف 00اليس كذلك مامي ؟أعني أليوت 0هل ستتزوجينه؟



أجفلت ماندي :



أتزوجه ؟لاتكوني سخيفة ساري !



ردت بغضب :



لست سخيفة00لقد قالت خالتي مايف إن الوقت حان لتفكري في الزواج ثانية 00قالت إن ليس من العدل ان تتوقعي من جدتي رعايتي طوال الوقت 0



كرهت لسان زوجت أخيها المتهور ,وقالت بحده :



حسنا ,ليس هناك فرصة كي أتزوج السيد فرا يزر 000نامي الان حبيبتي 00يمكننا التحدث في الغد ,ولا تنهضي من السرير حين تعود جدتك, فهي لن تكون مسرورة بهذا00



في الأسفل وجدت ماندي أن أليوت اكتشف مكان المطبخ بنفسه ورمى بقايا ما كانت كوزي تتناوله في صندوق القمامة 00قال مبتسما



عند رؤيته الدهشة على وجهها:



أترين 00انا معتاد على الحياة المنزلية 00وهذا ماتعلمته من التربية الايرلندية حتما00



هزت رأسها :



أنت فاسد ولا سبيل إلى إصلاحك 0



جفف يديه وتقد إليها :



وأنت جميلة 00متى ستعود أمك ؟ردت بغير ثبات :



في أي لحظة 0



وسمعت صوت مفتاح الام في القفل فتحركت مع أليوت ووقفا في باب غرفة الجلوس 00والتقطت السيدة كالدر نظرة ابنتها بسرعة قبل ان تنقل



اهتمامها إلى رفيقها 0



سيد 00فرايزر 00اليس كذلك ؟أنا والدة اماندا 0السيدة كالدر 00ارجو ان تكون قد رحبت بك في منزلنا 0



أنا مبتهج لوجودي هنا ولمقابلتك سيدة كالدر , وأرجوك , اسمي أليوت 00عندما يدعوني احد بالسيد فرا يزر أشعر وكأن أبي هنا 0



ابتسمت السيدة كالدر , لقد أعجبت على مايبدو بمجاملته السهلة وسألت :



هل وصلتما باكرا ؟ أين هي كوزي ؟ أرجو ان تكوني أرسلتها إلى منزلها 0



أخذت ماندي معطف امها بعد ان قبلتها وعلقته في غرفة الملابس :



اجل 00لقد أرسلتها 0هل أمضيت أمسية جيدة ؟



ردت:



كانت أمسية رائعة ,أعدي لنا القهوة ماندي 00انا واثقة ان أليوت سيرحب بفنجان 0



كانت ماندي مترددة في تركها مع أليوت لوحدهما 00لكن لا خيار لها 00فقد أحست ان امها تعمدت هذا الطلب لتتحدث إليه



بدون وجود ابنتها 00كتمت قلقها وأسرعت إلى المطبخ 0



لكن ماكان هناك داع للقلق 00فحين عادت بعد ربع ساعة مع صينية القهوة والبسكويت ,وجدت امها واليوت يتحدثان معا بسهولة 00



وبدت مخاوفها من دون أساس أبدا عندما التقت بنظرة امها البريئة



وقف أليوت عند دخول ماندي ,ووضع طاولة القهوة المنخفضة قرب الأريكة كي تضع ماندي الصينية عليها00



ثم تقبل الفنجان منها بدون ان يبدي ملاحظته للنظرة المتلهفة على وجهها 0



قالت السيدة كالدر :



كان أليوت يخبرني لتوه انه قابل ساري 0المشاغبه الصغيرة !لقد تعمدت ألا أقول لها من اتصل كي تحسن التصرف 0



قال أليوت متكاسلا :



اعتقد أنها سمعت أصواتنا 0



هذا ما اعتقده 00انها تتطلع دائما بشوق إلى زيارات أمها 00من المؤسف ان تضطر ماندي إلى العمل في مكان بعيد 00فالطفلة بحاجة إلى امها 00انا واثقة انك توافق معي 0



نظرت ماندي إلى أمها نظرة تفصح عما تريد قوله :



أمي 00!أليوت ليس مهتما 00بمشاكلنا الشخصية



00لم تتراجع السيدة كالدر0



اوليس مهتما ؟



احترق وجه ماندي وأضافت الأم :



-أنا واثقة ان أليوت يفهم الصعوبات الاقتصادية الحالية أفضل مما نفهمها نحن,وكرب عمل,لا شك انه واجه عشرات المشاكل المماثلة.



قال أليوت:-من المؤسف ان لا تستطيع ساري العيش مع امها..لندن ليست المكان المناسب لتربية الأطفال..ليس وهناك بديل.



أدارت ماندي نظرة إحباط نحوه.. ثم سألته السيدة كالدر:



-أتعيش في لندن أليوت؟



وأرادت ابنتها ان تموت حرجا.



-لدي شقة في المدينة..لكنني املك منزلا في "اوكسفورشاير"وأنا أحاول قضاء قدر ما أستطيع من وقت هناك.



-اوكسفوردشاير؟كم هذا جميل!كنت اقضي وزوجي العطلات هناك.كنا نقيم في "وودستوك"أتعرفها؟



ذهبت إليها ..وآمل ان اقضي وقتا أطول في استكشاف المنطقة في المستقبل.



-أنت إذن لست من تلك المنطقة؟



كتمت ماندي أنفاسها وتنهدت بنفاد صبر:



-أمي..ماهذا؟استجواب؟اعتقد انه على إرشاد ضيفنا إلى غرفته,ألا تظنين هذا؟لقد عاد لتوه من أميركا هذا الصباح وأنا واثقة انه متعب.



قالت السيدة كالدر بدون تأثر:"رحلة عمل؟"



وقفت ماندي متعمدة وابتسم أليوت:"تقريبا"



وفعل كما فعلت ماندي..ثم أضاف بأدب شديد:



-لطف كبير منك سيدة كالدر السماح لي بالإقامة هنا.. أنا فعلا ممتن لك.



-هذا من دواعي سرورنا..لقد جهزت لأليوت غرفة إدغار القديمة ماندي.. أظنه سيشعر بالراحة هناك.



تمتم أليوت وهما يصعدان السلم:



-من هو إدغار؟



-انه أخي ,انه..قد تقابله غدا,فهو يأت أحيانا مع عائلته بعد ظهر السبت لشرب الشاي.



-سأتشوق إلى لقائه..أيتها غرفتك؟



مدت يدها تشير:



-هذه غرفتي,غرفت أمي,وغرفت ساري.



وقادته إلى الباب الأبعد عن السلم..



-وذلك هو الحمام..آسفة,لكنك ستضطر إلى مشاركته معنا إذ لا يوجد سواه.



-اعتقد انني سأعيش.



ولحق بها إلى غرفت أخيها القديمة..كان لايزال فيها ملصقات لكرة القدم على الجدران وصور لادغار وهو لايزال عضوا في فريق المدرسة,لكن الغرفة كانت دافئة ومريحة,وعلى ضوء المصباح الخافت لم تبد مزرية.



قالت ماندي تشير إلى خزانة عند أسفل السرير:



-إذا لم تشعر بالدفء,ستجد بطانيات هنا.أمي لاتحب الأغطية القماشية.



أكد لها أليوت:-بعد قضاء ليلة أمس في مقعد الطائرة,سيكون هذا السرير فخما جدا اماندا,توقفي عن القلق بخصوصي..أستطيع العناية بنفسي..وهذا يشمل التعامل مع أمك أيضا.



أطرقت رأسها:



-أنها ملحاحة بشكل رهيب.



همس لها بحنان بالغ:



-أنها أم..والآن..سأحضر حقيبتي من السيارة قبل ان انهار.

 
 

 

عرض البوم صور Disckoooooo   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أحلام, آن ميثر, الخوف, دار الفرشة, روايات, هي وهو و الخوف, قصة
facebook




جديد مواضيع قسم روايات احلام المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t108842.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 30-04-16 10:18 PM
ظ‡ظٹ ظˆ ظ‡ظˆ ظˆ ط§ظ„ط®ظˆظپ ط¢ظ† ظ…ظٹط«ط± This thread Refback 06-08-14 10:21 PM
Untitled document This thread Refback 25-10-09 10:00 PM


الساعة الآن 12:02 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية