المنتدى :
المنتدى الطبي - Medical Forum
الرجال أيضاً لهم سن يأس!!
برغم أننى أكره تعبير سن يأس المرأة وأفضل عليه تعبير إنقطاع الطمث، وهو ظاهرة فسيولوجية طبيعية تحدث فى سن معين له بهجته وليس داعياً إلى اليأس كما هو منتشر فى ثقافتنا العربية، ولكننى للأسف مضطر لإستعماله إلى أن يتفق أعضاء المجمع اللغوى على صك تعبير بديل، والأهم من أعضاء المجمع اللغوى أن نتفق نحن على أنه لا يوجد سن يأس ولكنه سن تغيرات فسيولوجية حتمية، ولا بد أن نتقبلها بمرونة ذهنية ونفسية. المدهش أن الرجل أيضاً له سن يأس! بمعنى أنه فى سن معين يتعرض لبعض التغيرات الفسيولوجية مثله مثل المرأة، لكن لماذا هذه التغيرات ليست على نفس درجة الشهرة مثل تغيرات المرأة؟ السبب بسيط وهو أن التغير عند المرأة مرتبط بحدث هام منتظم على مدى عشرات السنوات، يستقبل بطقوس خاصة، الحدث هو الدورة الشهرية، تلك الساعة البيولوجية التى يعنى توقفها حدثاً ضخماً وحاداً وفجائياً، على عكس الرجل الذى تحدث تغيراته على مهل، وفيها أجزاء كثيرة مزاجية أكثر منها عضوية محددة. الترجمات الإنجليزية لسن اليأس عند الرجال كثيرة ومعانيها متعددة، إخترت لكم منها هذه المصطلحات:
Late Onset Hypogonadism (LOH)
Male Climacteric
Andropause
Viropause
ADAM (Androgen Deficiency in the Aging Male) and
PADAM (Partial Androgen Deficiency in the Aging Male)
ما زال الجدل محتدماً بين العلماء على معنى سن اليأس الرجالى، فنحن لا نتحدث فى موضوع محدد وواضح علمياً ومستقر أكاديمياً، ولكننا نتحدث عن أعراض ما زالت تحت مجهر الدراسة، الأسئلة كثيرة ومنها:
هل سن اليأس الرجالى موجود أصلاً؟
فى أى سن يصيب الرجال؟
ما هى أعراضه؟
وهل تختفى تلك الأعراض بالعلاج؟
ماهى الإحتياطات التى لا بد أن يتخذها الرجل لكى يتجنب أعراض سن اليأس؟
وماهى درجة إختلاف تلك الأعراض عن سن اليأس النسائى؟
وأخيراً هل إنتهت أسطورة الرجل الذى لا تشيخ رجولته؟
البداية هى الإعتراف بأنه هناك ثمة تغيير بفعل الزمن وتقدم السن، ولنأخذ الإنتصاب والعلاقة الجنسية كمثال، الرغبة الجنسية تقل، الإنتصاب يأخذ وقتاً أكثر كى يحدث، وأيضاً يحتاج إثارة مباشرة أكثر قوة عن ذى قبل، تنخفض صلابة الإنتصاب ومدة بقائه، ويصبح القذف أضعف، والزمن الفاصل REFRACTORY PERIOD بين الإنتصاب الأول ومعاودة الإنتصاب الثانى يصبح أطول وتتباعد فتراته، ولكن هل كل ما وصفناه يندرج تحت صدمة منتصف العمر أم سن اليأس؟! صدمة ما بعد الأربعينات والشبع من الجنس وفشله فى تحقيق أهدافه وأحلامه ومسئوليات الأولاد وضغوط الحياة والعمل التى تنعكس بالضرورة على مزاج الرجل وصحته ومن الممكن تجنبها ببعض المرونة النفسية، أم أنها أعراض فسيولوجية حتمية لا فرار منها؟
سن يأس الرجل الفسيولوجى شئ مختلف تماماً عن صدمة منتصف العمر وأيضاً عن سن يأس المرأة، فسن يأس المرأة له علاقة بتوقف الطمث وعدم القدرة على الحمل والإنجاب وتوديع الأمومة، ولكن بالنسبة للرجل تحدث ما بين سن الخامسة والأربعين والستين، ويظل الرجل قادراً على الإنجاب، وعلى أن يصبح أباً، ولكن جوهر التغير الفسيولوجى هو فى إنخفاض نسبة التستوستيرون (الهورمون الذكري) عادة بعد سن الأربعين.
هورمون التستوستيرون هو المسئول عن النمو الجنسى فى الأطفال، ونمو العظام والعضلات فى المراهقين، وهو مسئول أيضاً عن الرغبة الجنسية، وفى بعض الرجال تظل نسبته ثابتة حتى الخامسة والخمسين، ولكن معظم الرجال بعد سن الثمانين ينخفض عندهم الهورمون إلى نفس نسبة ما قبل البلوغ!.
منذ أكثر من 150 عاماً أجرى أستاذ ألمانى يدعى Berthold تجارب على نقل خصية الديك وتأثيرها على الخصوبة، وفى عام 1944 كانت أول معرفتنا بتعبير سن اليأس الرجالى على يد أستاذين أمريكيين هما Carl Heller and Gordon Myers وقارنا بين أعراضه وأعراض سن اليأس النسائى، ولكن جهدهما مثل جهود أخرى ضخمة وعظيمة مرت مرور الكرام، ولم يكن السبب فقط هو نقص التغطية العلمية والإعلامية لمثل هذا الإكتشاف، ولكن السبب الرئيسى كان مقاومة الرجال والمجتمع الذكورى لمثل هذا الإكتشاف الذى ينتقص من رجولتهم الخالدة وإمبراطورية فحولتهم التى لا تغرب عنها الشمس!، وكانوا مثل الذين أنكروا أن الضعف الجنسى غالباً ما يكون مرضاً عضوياً ويصرون على أنه مجرد إضطراب مزاج فقط، ويرجع أيضاً إلى السمعة السيئة لهورمون التستستيرون الذى أضر بالرياضيين والرعب من سرطان البروستاتا الذى يتضخم حجمه وتزداد شراسته مع هورمون التستوستيرون، ولذلك نجح هورمون الإستروجين فى الدخول سريعاً إلى عالم علاج سن اليأس النسائى، بينما تأخر دخول هورمون التستوستيرون كعلاج لسن اليأس الرجالى، ولكن ما هى أعراض سن اليأس الرجالى.
التعديل الأخير تم بواسطة فلة ; 15-04-09 الساعة 11:48 PM
سبب آخر: حذف الصور
|