المنتدى :
الطفولة
روماتزم الاطفال الأعراض والعلاج
روماتزم الاطفال،،
الأمراض الروماتيزمية أمراض تعددية تصيب مفاصل الجهاز الحركي والأنسجة العضلية وتسبب طفحاً جلدياً، والتهاباً في الأوعية الدموية.
أما أعراضها فهي متشابهة جداً في معظم الحالات، حيث إن الشكوى السائدة للمرضى المراجعين هي آلام في المفاصل أو ارتفاع في درجة الحرارة، علماً أن 50% من المرضى المراجعين قد لا يكون لشكواهم علاقة بأحد الأمراض الروماتيزمية المعروفة.
لذا فمن الأهمية بمكان التمييز بين المشكلات العادية التي قد تصيب الجهاز الحركي وبين المشكلات التي ليس لها علاقة بالأمراض الروماتيزمية، حيث إنه بمعرفة هذا التمييز يمكن تحديد عناصر المرض وتشخيصه ووضع الخطة العلاجية المناسبة.
الأطفال.. والكبار..
ورغم أن الروماتيزم بمعناه المحدود مرض يتعلق بالتهاب المفاصل أو العضلات، إلا أنه أنواع كثيرة ومتعددة. فمنها ما يصيب الأطفال فقط كالتهاب المفصل الرثوي، وهو يختلف عن مثيله عند الكبار، كما أنه قد يكون مشتركاً عند الكبار والصغار معاً كمرض الذئبة الحمراء.
وهناك عدة عوامل تحدد هوية المرض الروماتيزمي، ومن ثم طرق معالجته التي قد لاتختلف كثيراً باختلاف الفئات العمرية، ومن الجدير بالذكر أن بعض الأمراض الروماتيزمية قد تظهر في عمر مبكر ثم تستمر إلى مراحل عمرية متقدمة، مثل الذئبة الحمراء والتهاب المفصل الروماتيزمي.
الــوراثــــة،،،
تبين الدراسات أن العامل الوراثي في هذا المرض له دور واضح جداً، حيث إن دراسة الصبغات الوراثية لدى عدد من مرضى الروماتيزم أكدت انتقال المرض في العائلة الواحدة خاصة عند هؤلاء الذين يعاني فرد أو أكثر من عائلتهم من هذا المرض بحيث يصبح احتمال انتقاله وارداً.
حداثــة الــولادة،،،
هناك متلازمة الذئبة الحمراء الولادي، وهو مرض روماتيزمي يصيب الأطفال حديثي الولادة عن طريق انتقال الأجسام المضادة من الأم المصابة بأحد الأمراض الروماتيزمية (كالذئبة الحمراء) وذلك خلال فترة الحمل متسبباً في التهاب الأنسجة كلياً أو جزئياً أثناء فترة الحمل أو بعد الولادة،
ومن أهمها التهاب الأوعية الدموية للقلب، مؤدية إلى ضعف في عمل كهربائية القلب، وهو ما يظهر جلياً خلال مراقبة ضربات الجنين أثناء فترة الحمل أو بعد الولادة.
ومن أهم أعراضها الطفح الجلدي الذي يظهر على الوجه وجلدة الرأس، كذلك تأثر الكبد والدم الذي يعتبر من الأعراض المواكبة للذئبة الحمراء أيضاً.
والنصيحة هنا للأمهات اللواتي يعانين من مثل هذه الأمراض الروماتيزمية أو الأمهات اللواتي وضعن أطفالاً مصابين بالتهاب الأوعية الدموية للقلب نتيجة لوجود تلك الأجسام المضاده عندهن.
وعلى هؤلاء النساء أن يتابعن الكشف عند طبيب الأمراض الروماتيزمية وطبيب النساء والولادة لتقرير ما مدى إمكانية إصابة الجنين بمرض الذئبة الحمراء ووضع الخطة العلاجية اللازمة سواء للأم أو للجنين.
الأدوية،،،
تعمل الأدوية الأساسية المستخدمة في روماتيزم الأطفال على علاج الالتهابات الناتجة عن المرض والاستجابة المناعية:
كأدوية مضادات الالتهابات غير الستيرودية مثل إندوميثاثين، أسبرين، نبركوسين، وكذلك إيبوبروفين، والأدوية الستيرودية مثل الكورتيكوستيرويد (بردنزلون) وأدوية أخرى مثل سلفا سلازين والبلاكونيل.
كما قد تستعمل الأدوية الكيميائية والأدوية المثبطة للجهاز المناعي مثل عقار السايكلوفوسفامايد والسايكلوسبورين وميثوتركسات وغيرها مثل عقار الأنترفيرون، والطبيب المعالج يختار من العلاجات مايناسب حالة الطفل المريض حسب نوع المرض وشدة الحالة، فقد يحتاج علاجا واحدا أو أكثر وفق خطة علاجية مدروسة.
العلاجـات الأخـرى..
علينا أن نعلم أولاً أن أمراض الروماتيزم هي عبارة عن أمراض تعددية مزمنة تصيب الجهاز الحركي، ويتطلب علاجها عدة وسائل، منها صيدلانية أي عن طريق الأدوية، ومنها حركية كالعلاج الطبيعي أو التدخل الجراحي في بعض الأحيان، وأخيراً بعض الجلسات النفسية. ويحتاج المريض إلى عناية خاصة تتوجب وجود فريق عمل متكامل من الاستشاريين كطبيب العيون والأسنان وجراح العظام واختصاصي التغذية وكذلك الاختصاصي الاجتماعي والتأهيلي، إضافة إلى طبيب أمراض نفسية، جميعهم متدربون على كيفية التعامل مع هذا النوع من الأمراض من الناحية الإكلينيكية والنفسية.
وفي هذه الحالة يكون العلاج بإعطاء الدعم المعنوي والطبي للطفل أولاً ثم العائلة، حتى يستطيع الطفل التعايش مع المرض في المدرسة وفي المجتمع حسب قدراته الحركية والصحية.
وللتثقيف الصحي والفريق الطبي المشترك في العلاج دور هام في تعريف العائلة والطفل على هذا المرض المزمن والذي يجب على العائلة تفهمه والتكيف معه.
إن الأطفال المصابين بالروماتيزم هم عرضة للإصابة بمرض هشاشة العظام. وهناك عوامل تزيد من نسبة وخطورة الإصابة بالمرض منها قلة الحركة، وعدم التعرض للشمس بالقدر الكافي، وسوء التغذية الذي يسبب نقص الكالسيوم وفيتامين "د". كذلك نقصان الوزن، كما أن بعض الأدوية وخاصة التي تحتوي على مادة الكورتيزون تخفف من كثافة العظم.
فبالأضافة إلى علاج الالتهابات الروماتيزمية يحتاج هؤلاء الأطفال إلى تزويدهم بالكالسيوم وفيتامين "د" لدعم العظام بالأملاح الطبيعية الملائمة، كما أن فيتامين "الفوليك أسيد" يعطى للمرضى المتعاطين لعقار الميثوتركسيت وذلك لتخفيف الأعراض الجانبية للعقار على الجهاز الهضمي كالغثيان والاستفراغ.
العلاج الطبيعي بالمنزل
يحتاج معظم الأطفال الذين يعانون من الأمراض الروماتيزميـة ـ خصوصاً تلك التي تصيب المفاصل والعضلات ـ إلى علاج طبيعي داخل المنزل. وهو لا يقل أهمية عن العلاج الدوائي بل مكمل له.
لذا يتم وضع برنامج علاجي عملي بحيث لا يتعدى الثلاثين دقيقة في اليوم. ويعتمد البرنامج بالطبع على عمر الطفل ومدى تقبله للعلاج، وللأهل دور هام في دعم الخطة العلاجية ككل، إذ إن نجاح الخطة العلاجية يكتمل بمساعدة الأهل لطفلهم عن طريق مراقبة التطور الحركي ومدى استجابة الطفل للعلاج.
بعدها يصبح دور العيادة دوراً إرشادياً ويتمثل في إعطاء النصح للأهل، وكذلك التعليمات اللازمة لأداء التمارين المطلوبة من قبل اختصاصي العلاج الطبيعي.
من المهم جداً ألا يشعر الطفل أنه مجبر على أداء تلك التمارين وكأنها واجب حتمي، بل يجب أن تكون بالنسبة له عملاً مسلياً يمنحه المرح والمتعة، كأن نجعله يؤدي التمارين بينما يقوم بعمل يحبه أو أن نكافئه بعد انتهائه من التمرين المطلوب، حتى نشجعه على القيام بها مرات ومرات، وعلى الأهل عدم التردد بسؤال اختصاصي العلاج الطبيعي عن أية نقاط غير واضحة في الخطة العلاجية.
ومن أهم التمارين الرياضية لمرضى الروماتيزم السباحة، فهي مفيدة في مساعدة الطفل في السيطرة على الحركة، وكذلك تنشيط العضلات وإعطائها الشكل الصحي. وأيضاً قيادة الدراجة التي تساعد في تحسين حركة المفاصل دون أن تضيف أية ضغوط أو أعباء عليها.
الرجـل الروحــاء..
يعاني معظم الأطفال من الرجل الروحاء التي تسبب الضغط على مفاصل القدم والحوض، الأمر الذي يسبب الألم للطفل. وهذه الأعراض تتشابه كثيراً مع أعراض مرض الروماتيزم، حيث إن الطفل المصاب بالرجل الروحاء يعاني من ألم في الركبة. والكاحل، والحوض وكذلك أسفل الظهر، حيث إن الرجل الروحاء تزيد من الضغط المركز على قصبة القدم ومن ثم قد يصاب الطفل بانحناء في مفصل الركبة ومفصل الورك الذي يتسبب في زيادة انحناء العمود الفقري. ويتم علاج الرجل الروحاء بواسطة حذاء طبي خاص فيه دعائم خاصة لتصحيح وضع القدم.
العلاج الكيميائي
يعمل على منع انقسام الخلايا وكذلك موت الخلية في الوقت نفسه، وله تأثير مباشر على الخلايا التي تنقسم بسرعة عالية كالتي توجد في الجهاز المناعي. لذلك يمكن تسميتها مثبطات المناعة. فللعلاج الكيميائي تأثير فوري على الالتهابات، لذا يعد كمضاد لها.
وقد بات الأطباء يستخدمونه حديثاً لعلاج الأطفال الذين يعانون من أمراض الروماتيزم المتقدمة وخاصة عندما تفشل طرق العلاج الأخرى. ويعطى العلاج الكيميائي إما عن طريق الفم وإما الحقن بشكل يومي أو أسبوعي، أو قد يعطى كل شهر أو ثلاثة أشهر وذلك حسب شدة المرض والعضو المصاب.
هذه الأدوية لايمكن أخذها دون استشارة طبية، كما أنها تتطلب متابعة من قبل الفريق المعالج حتى يتم ضبط الجرعة المناسبة حسب استجابة المريض.
ولهذه الأدوية بعض الأعراض الجانبية كالدوخة والغثيان وارتفاع ضغط الدم وسقوط الشعر وارتفاع إنزيمات الكبد وتأثر الجهاز البولي. وإن كانت أغلب هذه الأعراض بسيطة في الأطفال عنها لدى الكبار.
يتم إيضاح هذه الأعراض للوالدين قبل البدء بالعلاج حتى يتم التعامل والتكيف معها، وذلك ليتسنى لنا جميعاً مساعدة الطفل. بعدها تتم المتابعة بصفة دورية في العيادة وعمل الفحوصات المخبرية اللازمة.
وعادة ننصح الوالدين بإخبار الطبيب المعالج حال احتكاك الطفل الذي يخضع للعلاج الكيميائي مع طفل آخر يعاني من العنكز "الجدري المائي" خاصة إذا لم يكن الطفل المعالج قد أصيب بهذا المرض من قبل أن يبدأ العلاج الكيميائي. والحقيقة فإن معظم المرضى يستطيعون التكيف مع الجرعات الموصوفة مع القليل من المضاعفات الجانبية.
|