المنتدى :
الارشيف
شرف المقاومة رسالة
شرف المقاومة
رسالة من عمر المختار إلى الزرقاوى
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
والصلاة والسلام على اشرف الخلق محمد ابا القاسم النبى الامين
وعلى اله وصحبه الاخيار المنتجبين ؛
اما بعد :
لقد قررت قوى الشر والتدمير سحق ارادة البشر وبسمات الاطفال باقدامها الغليظة وسولت لها نفسها المريضة بالهجوم على ارضنا الطيبه لاستعباداهلها وتحقيق نصر فى قصب السبق لحيازة المستعمرات بين الدول العسكرية فقد قامت القوات الايطاليه بحتلال الاراضى الطيبه من وطننا العربى الغالى ليبيا الحبيبه ونتيجة لظروف اقليمية ودوليه فى تلك الاثناء فقد نجحت فى احتلال الارض التى ارتوت من دماء ابنائها الذين ابو الا الدفاع عنها الى اخر رمق وان يزودو عن حياضها بالغالى والرخيص
مات المئات من ابناء شعبى وهم يدافعون عن ارضهم ماتوا مرفوعين الهامه وهنا ادركت انهم وان نجحوا فى كسر عظامنا وتقطيع اوصالنا الا انهم لم يفلحوا فى كسرارادتنا فى الحياة ومن تلك اللحظة اخذنا على عاتقنا مهمة تحرير الارض وتطهيرها من دنس الاعداء فقمنا انا ورفاقى بعمليات نوعيه شاب لها راس حكام روما طوال عشرين عاما كن خلالها مثالا للنضال الحقيقى
نساك عباد بالليل ووحوش فى النهار لم يكن بيننا من يطلب
الدنيا او يبحث عن منصب فلم يكن احد من رفاقى ينادومى بزعيم
المقاومة او اميرها بل اكتفيت بلقب الشيخ عمر عرض علينا خلالها من وسائل الترغيب مايسيل لها لعابكم اليوم لاكننا رجال بعنا الدنيا وشرينا الاخرة كنا من كل مكان من ارض الوطن
لم يكن هناك فرق بيننا للم يفرقنا اللون ولا النوع نسائنا كن اكثر قوة منا حاربوا معنا تحملوا معسكرات العزل والقتل والتنكيل فما وهن عزمهن وكن يشددن ازرنا ونتقوى بهن ككانت اعيننا ونحن فوق صهوة خيولنا ننظر الى الوطن كل الوطن وطن واحد والى عدو عدو واحد لم نفرق اهلنا شيعا لم نميز بن بعضنا البعض الا بالعمل فى الميدان لم ولن تجد بيننا من يقتل اخيه او يؤذى اهله ويضطهدهم علةى الهويه او المذهب او يشق عصا الجماعة
او يمنع شربه الماء عن اخيه لمذهبه كنا فخر بلادنا وفخر العروبه
لم نبحث عن مجد شخصى فسجل التاريخ اسمائنا بحروف وكان موتنا رمز التحرير وشرارة الثوره فماذا فعلت انت ومن معك
هل سرتم على درب الاحرار درب الجهاد ام غرتكم الدنيا
هل وضعتم الله بين اعينكم ام نسيتم الله فانساكم انفسكم
اذكر ايها الفتى انى اسرت ايطاليا كان شاب صغير وجدته يستسلم
وقتها اراد بعض اصحابى قتله بحجة اننا لو كنا مكانه فذكرتهم بوصايا الرسول فى معملة الاسرى وعاملته معملة الاسير واطعمناه من طعامنا وهو محارب فى ملابس عسكريه ولو قتلناه ما لامتنا قوانينكم الحاليه اتدرى ان هذالشاب بكى على وانا معلق على المشنقة ربما لاتشعر بذلك الا اذا وضعت الله بين اعينك
ترى كيف سيذكركم التاريخ وماذا ستقولون لله وانتم بين يديه
اان المقاومة والجهاد شرف لايناله الا الرجال فما هى الا كلمه وانها لا النصيحة من قبل ان ياتى يوم لامرد له من الله
والسلام على من اتبع الهدى
وما النصر الا من عند الله العزيز الجبار والسلام على القائد المختار
شيخ الشهداء
عمر المختار
|