المنتدى :
القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
ذكرى قمر
اتمنى ينال اعجابكم وياريت اعرف رايكم فيه
ذكرى قمر!
في تلك الليلة لم يكن القمر مختفيا تماما ولكنه كذلك لم يبرز كل مهاراته في التسلل عبرمنتدى ليلاس الثقافي الشقوق والغيوم ....ولم يبد أنه يريد ذلك فقد ظلت الغيوم تغطي وجهه ولم يحاول حتى أن يمسح ظلالها عن وجهه ولو لمرة واحدة في تلك الليلة.
وبينما كان وجه القمر سارحا في أفكاره وراء الغيوم.. كان هناك وجه آخر وجد في البحث عن ذلك الوجه المضيء المتأمل عملا, وكأن ليس له عملا أخر يقوم به..
ظل ذلك الوجه يتابع المعركة التي اعتقد وجودها بين الغيوم والوجه المضيء, وظل يتابع منتظرا نهاية المعركة غير مدرك أن تلك المعركة لم تكن سوى في نفسه الحائرة...ولم يكن يعلم أن بطله كان في تلك الليلة مستمتعا بالخصوصية التي أتاحتها له تلك الغيوم, تلك الغيوم التي اعتقد أنها العدو الذي يحاول سرقة ضوء بطله, بينما الحقيقة غير ذلك تماما.... فإن البطل في تلك الليلة كان يفكر أنه من الجيد أن يسمح للغيوم من وقت لآخر أن تمر من أمامه بشكل طبيعي حيث تتاح له الفرصة كي يبتعد عن أعين الفضوليين من المخلوقات الأرضية من حيوانات وبشر, والذين جعلوا منه مادة غنية لمجموعة كبيرة من القصص والأساطير, وجعلوا منه مجالا للبحث,
فمرة يقولوا عنه إله, ومرة أخرى شيطان الزراعة.... تارة يريدون رؤيته عن قرب, وتارة يتشاءمون منه عندما يكون تعبا أو ليس في كامل طاقته الإيجابية. لقد جعلوا منه ما يريدون, وجعلوا منه في مرات كثيرة انعكاسا لما في أنفسهم من ألم وغضب وحب وجمال وكراهية وخوف.
في الحقيقة لقد ظل يستمتع بهذا الشيء لقرون عدة, وكان في أحيان كثيرة يستدرجهم للاعتقاد بأشياء عدة.
و عندما يسهون عنه لفترة كان يشعر بالملل ويفعل أي شيء ليسترجع اهتمامهم به.
وهكذا بين مد وجزر ظل القمر يشكل علاقته بالمخلوقات الأرضية....ولكنه الآن لم يعد يجد في ذلك تلك المتعة, بل أضحى يشعر بالضيق من اهتمامهم الساذج به, وأضحى يستمتع بالوحدة ويفضل الاختلاء بنفسه أكثر.....
وفكر في نفسه,"ربما هي دورتي المعتادة, فهي في كل مرة تبعث في شعورا غريبا, ورغبة في الاختلاء....ولكنها هذه المرة ليست في نهاية الشهر كالمعتاد؛ بل في منتصفه!؛في الوقت الذي أكون فيه في قمة دلالي وغروري , حينها أتفكه بخداع الغيوم بمحاولة التسلل من خلالها تاركا لها الظن بأنها استطاعت تغطيتي...في الحقيقة لا أدري ما الذي يجري لي هذه الليلة."
وفجأة فيما هو سارح في أفكاره؛ لمح الأرض......... ولمح عليها ذلك الوجه الوحيد الذي كان ينظر إليه.......
وفجأة استطاع أن يفهم ما الذي يجري؛ لقد كان مزاجه هو نفسه انعكاسا لما يراه على الأرض, ولكنه أدرك ذلك الآن........ لم تكن العلاقة كما اعتقد أنه هو المؤثر فيها فقط؛ بل لقد تأثر بدوره بما يجري هناك .......
واستطاع في لحظة صفاء أن يدرك سبب مزاجه الحيادي الليلة......لقد كان ما تقع عليه عيناه- بشكل روتيني- فوق سطح الأرض هو السبب..................................
دمار؛ كره؛ حروب؛ والكثير من الأشياء الباعثة على الحزن والألم الشعور بالإحباط...........أمور تحفز على الهرب والتأمل......
واستطاع أن يفهم سبب تلك النظرة على ذلك الوجه الأرضي, فقد كان ينتظر نهاية الحرب التي تعتمل في نفسه هو.
هل يســــــتـــــــــــــــــســــلـــــم؟؟ أم ينــــــــــــــــــــاضل ليفوز؟؟؟؟؟؟؟؟!
وظلت الإجابة في وجه القمر.................عـــــــــــــــــــــائــــــمـــــــ ــة
تمت
|