تحكي الأسطورة أنه كان هناك تنين هائل الحجم .. هائل لدرجة أن اسمه مستوحى من كلمة Gory الروسية و التي تعني ( جبل ) مما يمنحكم فكرة عن حجم هذا المخلوق , و لو أضفنا إلى حجمه أنه يمتلك اثنى عشر رأسًا لوجدنا أن كائن مخيف .. مخيف و نهم ..
و هذه هي المشكلة .. أنه نهم .. فوفقًا الأسطورة اعتاد جوريشتشي أن يمر على القرية كل صباح ليصطاد رجال القرية و نساءها , قبل أن يأخذهم معه إلى كهفه وسط الجبال العالية التي تحيط بالقرية , حث يلتهمهم بهدوء هناك ..
كل يوم يتكرر ذات السيناريو حتى أصبح سكان القرية مهددين بالإنقراض , حتى جاء اليوم الذي جاء فيه ( دوبريانا ) و قرر أن يضع حدًا لهذه المهزلة .. و ( دوبريانا ) هذا هو أحد شباب القرية استشعر في نفسه القوة و الحماس , فقرر المخاطرة و التصدي لجوريشتشي مهما كلفه الأمر ..
هكذا بدأت رحلة ( دوبريانا ) التي استغرقت أيامًا وسط الجبال القاحلة , حتى انتهى به الأمر في كهف التنين الرهيب , لكنه لم يجده هناك , بل وجد ما هو أفضل ..
بيض التنين الذي يحوي أطفاله .. أطفاله الذي سيفقسون في يوم من الأيام ليشاركوا في صيد شباب القرية , لذا يمكننا أن نتفهم ما فعله ( دوبريانا ) بسهولة ..
لقد قام بتحطيم البيض كله قاتلاً بهذا أي فرصة لجوريشتشي في ذرية صالحة تحمل اسمه العجيب , ثم غادر الكهف في سرعة و قد قرر أن يكتفي بهذا النشاط ..
و لأن الجبال قاحلة كما أسلفنا الذكر , اتجه ( دوبريانا ) إلى النهر القريب و ألقى بجسده المنهك في مياءه , لكنه و هو أسفل الماء شعر بضجة رهيبة , فرفع رأسه ليجد النيران و بخار الماء يغطي كل شيء من حوله , و فوق هذا كله جوريشتشي الغاضب يستعد للإنتقام لمصرع أطفاله ..
على الفور غاص ( دوبريانا ) في المياه و قد أيقن أنه لن يصعد إلى السطح إلا ليلاقي حتفه , و لكن الأمر انتهى به على الشاطيء حيث عثر على قبعة قسيس عجيبة , ارتداها بدافع خفي , ليجد أنه أصبح ذو قدرات خارقة دفعته لمواجهة التنين الغاضب و رؤوسه الإثنى عشر ..
و كانت حربًا طاحنة .. حرب انتهت بانتصار ( دوبريانا ) بعد أن قطع إدى عشر رأسًا من رؤوس جوريشتشي الذي استسلم على الفور و توسل لـ ( دوبريانا ) ليتركه على قيد الحياة , فوافق ( دوبريانا ) على أن يعده جوريشتشي بعدم الإقتراب من قريته مرة أخرى , ليوافق هذا الأخير على الشرط فورًا و لتبدأ رحلة ( دوبريانا ) إلى منزله ..
لكنه لم يكد يبلغ القرية , حتى عرف أن جوريشتشي لم يف بوعده , بل إنه خطف ابنة زعيم القرية المسكينة , فأسرع ( دوبريانا ) إلى الجبال عائدًا إلى كهف جوريشتشي , ليبدأ بحثه عن ابنة الزعيم , فلم يجدها , بل وجد بيضًا جديدًا يحوي أطفال جوريشتشي ..
بالطبع كرر ( دوبريانا ) نشاطه في تحكيم البيض , لكنه انتظر جوريشتشي هذه المرة , حتى عاد ليواجهه مطالبًا إياه أن يسلم ابنة الوعيم , فنظر جوريشتشي إلى أطفاله و أعلن أنه لن يستسلم هذه المرة ..
و بدأت الحرب الثانية ..
حرب استغرقت ثلاثة أيام متواصلة انتهت بانتصار ( دوبريانا ) بعد أن أكار رأس جوريشتشي الأخير , لكن التنين الرهيب لم يكد يسقط , حتى تفجرت من جثته دماء ملأت بحيرة ضخمة حول ( دوبريانا ) الذي وجد أنه سيغرق , فهوى على ركبتيه و أخذ يتوسل لآلهة الأرض لتمتص الدماء , لتبدأ بحيرة الدماء في الانحسار قبل أن تجف تمامًا ..
و عاد ( دوبريانا ) إلى قريته هذه المرة و معه ابنة الزعيم
تحياتي للجميع