كاتب الموضوع :
passerby_intime
المنتدى :
الادباء والكتاب العرب
شكرا لجميع الذين مروا بالموضوع وساهموا بالتعليقات الكريمة
اقتباس :-
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي المولا |
نعم صديقي مرهف ..
تعتبر واحدة من أفضل مئة رواية عربية في تاريخ الأدب العربي حسب تصنيف اتحاد الكتاب العرب.. مع زميلتها عودة الروح لتوفيق الحكيم ..
ويبدو أنك ستختص بالروائع تماشياً مع تصنيف جيرانك أتحاد الكتاب العرب ..
..
|
تحياتي وعرفاني دائماً لجميل كلامك
في الواقع هناك عدة أعضاء في هذا المنتدى الجميل متخصصين بالروائع لاحظوا أهمية التركيز على نشر المئة رواية الأفضل في تاريخ الأدب العربي حسب تصنيف اتحاد الكتاب العرب.. ونجد أعمالاً كثيرة لهم في صفحات المنتدى..
وقد أدلوت معهم بدلوي للمساهمة بنشر هذه الأعمال الفذة.. وأتمنى الإستمرار للجميع في هذا الصدد.
اقتباس :-
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي المولا |
وباعتبار أننا نحتفي بروايةالأديب توفيق يوسف عواد ، وكلانا سوريين
وحسب ما قرأت بأن أديبنا قد قتل أثناء الحرب الأهلية
في لبنان نتيجة قصف سوري عام 1988 ..
وحتى لا يقال أننا نقتل القتيل ونمشي بجنازته ..
طبعاً لم يكن المقصود بالقصف ، وكان مقتله مصادفة ..
ومع ذلك أعتذر لقرّاءه بالنيابة عن بلدنا سورية ..
..
|
طيب.. أنا في غاية الأسف فعلاً لموت هذا الأديب الكبير..
وأعتقد أن من ساهم بمقتله هو وحده من يستحق عليه الإعتذار.. لأني لا أظن أن البلد بأكمله يستحقون اللوم بسبب خطأ فرد منهم سواء كان خطأه مقصوداً أم غير مقصود!..
هناك مثل صيني يقول " كل المحاربين حمقى ".. وهناك قول شائع جداً للمناضل الفذ الفريد " إرنستو تشي غيفارا " : " لا ينبغي محاربة الناس قبل النقاش معهم.. يمكن الحصول على كل شيء تقريباً بالكلمات " !!
وفي القولين بلاغة تغنيني عن الإستطراد في التعليق.
في الحقيقة لقد نبشت بكلامك هذا ناراً أحاول طمرها تحت الرماد دائماً ولكن قلما أفلح بإخفائها..
مشكلة الإنتماء.. سأحاول تلخيص وجهة نظري بشأنها قدر المستطاع..
أنا أرى شعوب الكرة الأرضية كما لو أني محلقاً في الفضاء الخارجي .. أراها بلا حدود فاصلة بين أرجائها.. وأرى الحدود السياسية ليست موجودة سوى في عقول الناس فقط.. ولذلك لا أشعر بالإنتماء إلى أي حد من تلك الحدود ..
أنا أرى الناس قسمين لا أكثر.. قسم يقوده إبليس الذي يحرض أتباعه على ارتكاب الموبقات .. وقسم آخر في الجبهة المضادة يقاوم الفساد والشرور كلها أينما كانت ومن أية جهة صدرت.. ولا يهمني أبداً أي تقسيم آخر سوى هذا التقسيم..
أنا أنتمي في الواقع إلى جانب الحق والخير والجمال الذي يقارع جنوده شرور الفساد الناجمة عن الطغاة المحتكرين الذين يسعون إلى استغلال الناس وتسخيرهم وسحقهم..
أنا أنظر إلى جميع المتحدثين باللغة العربية على أنهم كتلة واحدة وأتعامل معهم جميعاً على هذا الأساس.. مهما كانت انتماءاتهم المذهبية أو العقائدية أو السياسية..
أنا أرى الوطن العربي كله رقعة واحدة وسأبقى إلى آخر لحظة أراه بهذا الشكل..
أنا أرى كل مكان يتحدث الناس فيه باللغة العربية وطناً لي..
وما عدا ذلك أراه عبث لا يسمن ولا يغني..
إنّ معظم الشرور التي نعاني منها تنبع من التعصب الأعمى لتلك البدعة اللعينة التي خلفها الإستعمار الكولونيالي في وطننا العربي.. بدعة التفرقة إلى أوطان.. ولذلك أرفض الإنتماء إلى تقسيمات خلفها المستعمر المحتل الذي مزق وطننا الواحد إلى دويلات متناحرة..
إن أوربا توحدت في اتحاد واحد بينما فيها عشرات اللغات المختلفة.. فلماذا علينا إذن أن نبقى متشرذمين في أجزاء عديدة في حين نتكلم لغة واحدة ؟؟؟!!
من نفس المنطلق يرى البعض تناقضاً آخر ما بين معتقداتي وبين تصرفاتي..
أحياناً يلومني بعض القراء بشدة بسبب أفكاري التي يرونها متطرفة وفيها شيء من التجديف! لأنهم يعتقدون أني أتبنى أفكاراً هي من صميم عقائد مناهضة للدين!..ويستنكرون أيضاً استخدامي لأقوال شهيرة لمفكرين اشتراكيين لا بل وأساهم أيضاً بنشر أعمالهم ..ويكاد يكون إعجابي بغيفارا إعجاباً مبالغاً فيه.. ومحط سخط المتدينين دائماً..
قال لي أحدهم: هل أنت أحمق ؟؟ إنك تتمسك بالعقيدة الإسلامية بشكل يكاد يكون مرعباً في حين أنك تساهم في نفس الوقت بنشر كتب أصحابها اشتراكيين وشيوعيين .. ألا تنتبه لما تفعل؟؟
الجواب أراه بسيطاً.. أنا أرى الأدباء والمفكرين والمناضلين كلهم كظلال للأنبياء ..وأتعامل مع صانعي الأفكار والعقائد بمعيار بسيط .. معيار الفائدة والنفعية .. كل ما ينفع البشر فهو خير وما عداه فهو أذى لا يستحق العناء.. وليس علي أبداً رفض أية فكرة مهما كان مصدرها.. لأني أبحث دائماً عن الحقيقة.. والحقيقة حينما تظهر تصير انتصارا لجميع الأطراف.. فكل فكرة إما أنها تصب في جانب الحقيقة أو تكون ضدها..
ولذلك لا أخشى مطلقاً الإطلاع على الأفكار كلها.. من كل الجهات.. لأن نقد الأفكار الخاطئة يساعدني على التقين من موقفي أكثر فأكثر.. وليس علينا كبشر عاقلين رفض الفكرة قبل فهمها ووضعها على محك الحقيقة.. فإذا عجز الفرد عن نقد الفكرة فالعيب فيه وليس فيها.. وإذا عجز عن الوصول إلى الحقيقة فالمشكلة تكمن فيه وليس فيها.
أنا نفسي كدت أعتنق الإشتراكية وأصبح محارباً في سبيلها .. ولم يبق بيني وبين ذلك سوى شعرة أرق من شعرة معاوية.. ولكني حين درست الإعجاز العلمي والعددي في القرآن الكريم صار يقيني به لا يتزعزع .. وأعتقد أن كل من يدرس الإعجاز العلمي والعددي بحيادية تامة سيتبنى نفس الموقف...
ولست وحدي بدعاً بين الخلق ..
فالأديب الكبير توفيق الحكيم معروف عنه أنه ألحد ثم آمن .. ثم عاد فألحد .. ثم آمن من جديد ..والله وحده يعلم كم مرة تأرجح بين الأمرين..
إنّ الإنتماء إلى الإسلام لا يمنع أبداً من تداول كافة الأفكار القديمة والحديثة معاً ومحاولة تفنيد وتمحيص الغث من السمين.. لأن الحقيقة ستبقى ناصعة لا يمكن أبداً تزييفها .. وهي كالألماس يصعب خدشه مهما تعرض لعوامل خارجية..والعقول النيرة قادرة حتماً على الوصول إلى الحقيقة مهما حاول المغرضون التشويش عليها بنظريات وفلسفات معقدة متداخلة .. ولا شيء يجلي الحقيقة أكثر من الإطلاع على الأفكار المتضادة.. حسب قول الشاعر: والضد يظهر حسنه الضد!
ولذلك لا يوجد تناقض أيضاً بين ما أفعله وبين ما أعتقد به ..
وكل ما أفعله يصب في سياق الحقيقة ذاتها..
وأسأل الله دائماً أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه
ولك الشكر أخي علي .. على المرور وعلى التحريض لتداول أفكار مؤرقة مرهقة..
|