المنتدى :
خواطر بقلم الاعضاء
صيانة فى المنتدى
صيانة فى المنتدى
فجأة أغلق المنتدى أبوابه ، و كتب عليها : مغلق للصيانة . ولولا يقظة بعض الزوار لكانت مأساة حقيقية ، وفى اللحظة الأخيرة كانت فتاة تخلص رقبتها بصعوبة من الأبواب التى كانت تغلق كفك مفترس ، و اضطرت لركل رفيقها فى بطنه ، حتى تتخلص من لزوجته ، وتنجو بنفسها .. متناسية وعودها ، و لياليهما الطويلة فى عالم طائر محلق بأحلام عذبة !
وكان هناك ، لم يغادر بعد ، فهو لا يبتعد ليلا أو نهارا ، كأنه فى بيته تماما .. بل أكثر ، الغريب أن الأبواب أغلقت على أصابع قدميه ، فلم يستطع الانفلات ، و إنقاذ نفسه من حبس انفرادي مفاجىء، لم يكن فى الحسبان ، و فوق هذا ، حين أتى عامل النظافة ، و الصيانة ، لأداء مهمته ، بدأ عمله برش مبيد للبعوض ، و العتة ، و دود الحقل ، قبل عمل الصيانة المطلوبة ، مما أدى إلى فقدانه الوعي تماما ، فارتمى على أرض المنتدى ، وقبل ما يفتح المنتدى أبوابه مرة أخرى ، كانت أسراب من نمل تجر جثته ، و تنطلق بها إلى شفير جحورها ، حيث تمكنت من تفتيتها تماما ، و حشرها فى الجحور استعدادا لشتاء قادم !!
فتح المنتدى أبوابه ، ومر يوم .. يومان .. ثلاثة ، و أحس الزوار بغياب اسمه من قائمة الحضور ، مما أقلقهم ، و أشعرهم بافتقاده ، ومن فورهم بادروا بإرسال رسائلهم ، من خلال المنتدى ، و على الخاص ، و لا حياة فيمن تنادى ، و لعلاقاته المتعددة و المتسعة ، كانت مناشدات ، بل كان حشد و تظاهرة تطالب بعودته على وجه السرعة ، و إلا لن تدخل المنتدى مرة أخرى إكراما له ، و لمكانته بينهم !!
المحير فى الأمر ، وما يضرب كل ما سبق ، و يحدث خلالا فى صحة ما توصلنا إليه ، فى ذات ليلة ، عاد كوحش كاسر ، اسمه متألقا بين القائمة ، و علت ضحكاته الشهيرة ، و رقصاته ، و استلهامته ، و كأن شيئا لم يكن .
و حين دنوت منه لأعرف أصل الحكاية ، و على الوجه الصحيح ، السبب فى اختفائه ، و حكيت له ما تصورته ، و تصوره رواد المنتدى ، قهقه عاليا ، و قال بعد ما جذب نفسا عميقا من سيجارته ، حتى خلت روحه لا بد خارجة بخروج النفس ، أنه ليلتها اضطر لترك حذاء ، و ثيابا ، التهمت الأبواب نصفها ، و القفز على بوابات المنتدى ، والسباحة فى مصرف يحيطه ، و لمسافة كبيرة ، مما أدى إلى إصابته بأنفلونزا حادة ، ألزمته الفراش لأيام !!
ثم توقف ، و هتف :" كان يجب على أصحاب المنتدى تنبيه الرواد بمسألة الصيانة قبل أربع وعشرين ساعة .. لقد اضطروني إلى سرقة ملابس سيدة ،كانت معى فى المنتدى ، وحين أحست بغدر أصحاب المنتدى ، خلفت كل شيء ، و نجت بنفسها، مخلفة ثيابا ، تخلصت منها فى مشهد غرامى ، أثناء محادثتها لرفيق لها؛ فارتديتها ؛ لأستر عريي الاضطراري ؛ حتى لا أكون عرضة لمداهمات الشرطة في الطريق إلى سكنى ".
أمن المعقول أن يخدع النمل .. ؟! ربما ، وهل كانت ملابسه و حذاؤه فى حالة تجعلها تتكهن بأنها تجر جثة ، و ليس ملابسا و حذاء ؟!!
فجأة اكتشفت أنه مازال يرتدى ملابس سيدة ، توقفت تماما ، و أنا لا أصدق ، و حين أتى المهنئون بسلامته ، من أصدقاء و زملاء و زميلات ، فوجئت بسيدة تهاجمه ، و ترفع عنه ثيابه ، وكادت تقول له : هذه لي يا لص "، فسبحان من ألهمها بالتوقف ، و التراجع عن فضح نفسها ، فقط سلخته منها ضاحكة ، وألقت بها جانبا ، فظهرت ملابس أخرى ، لرجل هذه المرة ، فارتفع صوت من بين القوم :" كيف وصلتك هذه الملابس .. وقد كانت للسيد ...... ؟!".
و أيضا أمسك بخناقه ، و لم يفلته ، حتى سحبها من جسده ، هل تتصورون ، أربع أطقم ، مرة لسيدة كما رأينا ، و أخرى لرجل ، و سيدة ، و رجل ، المشكل أنه لم يحس بأية إهانة ، و كان يقهقه مرددا :" إنها أدوار مسرحية لشخصية واحدة .. سوف أبحث عن ثياب أخرى ، فالمسرحية أنا مرغم على التمثيل بها لأسباب عاطفية ".
يالها الصيانة ، و ما تفعل ، ما كنت أتوقع كشفها القناع عن كل هذا ، و فورا تمنيت لو كانت كل يوم ، حتى تسقط كل الأقنعة عمن يختبىء بين هذا الجمع الميمون من زائف رخيص !!
|