كاتب الموضوع :
تمارااا
المنتدى :
سلاسل روايات احلام المكتوبة
-دارسي.
نظرت اليه من فوق لائحة الطعام:"هل جربت طبق اللازانيا هنا؟اعتقد انه لذيذ".
-دارسي انا احاول ان اتكلم معك.
رفعت حاجبين بنيين :"ظننتك دعوتني للغداء".
رد بحدة:"هذا صحيح..لأننا يجب ان نتكلم".
اغلقت لائحة الطعام ووضعتها على الطاولة..ثم قالت متفهمة:"ولاناكل..هيا..تكلم".
صمت لوغان ثم قال:"تبدين مختلفة اليوم..".
ردت بالصوت المتوتر ذاته:"حقا؟ربما لأنني..متكدرة قليلا..
ولأنني ووالدي قد تخاصمنا بسبب قرار زواجه بأمرأة لست معجبة بها".
وتهدج صوتها واحست بأنزعاج داخلي.
لقد سئمت من ظهورها كأمرأة غير ناضجة ومن انفعالها مام هذا الرجل.
قال لوغان بلطف:"سيجري كل شيء على مايرام دارسي".
ومد يده ليضعها على يدها.
نظرت اليه بعينين رماديتين باردتين:"تبدو واثقا جدا من هذا؟".
-انا واثق
-وكيف ذلك؟
ضغط يده على يدهت قليلا:"لأنني..".
ووقف النادل مترقبا امام الطاولة:"هل لي ان اسجل طلبلتكما الآن؟".
-لا..انت..
وقطع لوغان رده الغاضب واخذ نفسا عميقا مهدئا قبل ان يستدير الى دارسي:"هل انت جاهزة لطلب الطعام؟"
ابتسمت للنادل كي تصلح غلطة لوغان:"لازانيا وسلطة من فضلك".
لكنها لم تكن واثقة من انها ستبقى في المطعم طويلا لكي تأكلها.
قال لوغان:"سأطلب الطبق نفسه".
-هل تريد الماء مع الطعام..؟
قاطعه بخشونه:"لا..لانريد"
ابتسمت دارسي الى الشاب مجددا:"شكرا لك".
وتلقت ابتسامة امتنان ردا عليها قبل ان يتجه نحو المطبخ.
ازاح لوغان يده عن يدها وقال بصوت اجش:"ادرك انك وحتى ساعات مضت كنت نادله..لكن هل يجب ان تكوني لطيفة مع الخدم هنا؟".
لمعت عيناها للنقد اللاذع بحيث بدتا بلون الفضة:"الأخلاق الحميدة لاتكلف شيئا..اضافة الى هذا لماذا افسد عليه يومه،اذا كان يومي سيئا؟".
ثم سألت فجأة:"لوغان..ماذا تريد مني بالضبط؟".
اجفل لوغان للسؤال..ونظر اليها بقلق:"ماذا تعنين؟".
ظهر على وجهها تعبير مرير:"توقف عن معاملتي وكأني حمقاء ..اعنمي ماذا تريد مني ياأبن مارغريت فرايزر؟".
ولمع التحدي في عينيها مرة اخرى.
لم تستطع ان تصدق حين اخبرها والدها هذا الصباح من هو لوغان ماكنزي،وطلب منها معرفة ماذا يخططان معا.
لوغان ماكنزي هو ابن تلك..تلك المرأة؟
وبقدر مابدا الأمر صعب التصديق بالنسبة لها،عرفت انه واقع تمارا لا
يمكن انكاره.لكن الممثلة بالكاد تبدو في الثلاثينات من عمرها ومع ذلك لها ولد في اواسط الثلاثين،وولدها هو لوغان ماكنزي.
لقد ظنته بالأمس متفهما جدا..حتى انها ظنته لطيفا معها!لكنها الىن تدرك ان لوغان لديه اسبابه ليكون لطيفا معها..وهذه الأسباب تشمل امه.
احست انها غبية جدا حين فكرت بكل ماقاله لها،وكل الأشياء التي اسرت بها له،وتملكتها مشاعر الغضب،ولهذا السبب قررت ان تلتقيه على الغداء اليوم فهي تريد ان تخبره رأيها به بالضبط.اخذ لوغان نفسا متهدجا واعترف:"لست واثقا من انني سأعرف ماذا اقول".
سألت بشموخ:"لما لم تقل الحقيقة منذ البداية؟ لم يكن لدي فكرة اؤكد لك انه مهما كان السبب فقد فشلت فشلا ذريعا..ولاشيء تفعله او تقوله يمكن ان يقنعني ان اتقبل زواج امك من ابي!".
كانت الآن غاضبة من لوغان اكثر من غضبها من والدها فعلى الأقل والدها كان صادقا معها.
قطب لوغان بشدة:"اؤكد لك انني لست راضيا عن زواجهما اكثرمنك..ولم يكن لدي فكرة عن ذلك قبل ان تخبريني عن خطتهما تلك".
لم تصدقه..لابد انه يخوض معركة لصالح امه،ثم لو كان مايدعيه صحيحا،لوجد امامه الكثير من الفرص ليقول لها الحقيقة عن علاقته بمارغريت بعد ان عرف بامر الخطوبة.
ثم تذكرت تأكيده على ان الزواج بين العجوزين لن يتم ابدا.
فردت فجأة:"والدي ليس جيدا بما يكفي لأمك..اليس كذلك؟من تظن نفسك بالضبط؟او بالأحرى من تظن امك؟فهي بالنسبة لي ليست اكثر من.."
قاطعها بصوت بارد كالثلج:"دارسي!ليس هناك ماتقولينه عن امي".
حدقت دارسي فيه:"لابد انك تقضي معظم حياتك تجادل الناس.انا لم التق بشخص واحد لديه شيء لطيف يقوله عن امك!".
التوى فم لوغان:"ماعدا والدك طبعا".
قالت مدافعة:"انه مسلوب اللب..مصروع بالسحر الذي يحيط بها".
وهزت رأسها:"وارجو ان يعود الى عقله قبل ان يفعل شيئا غبيا..كأن يتزوجها!".
قال لوغان متجهما:"أوه..سيعود الى رشده".
لمعت عيناها بغضب:"لا اعرف من الذي اختقره اكثر..انت ام امك!".
ووقفت لتغادر.
امتدت يد لوغان تمسك معصمها بقوة آلمتها وهي تحاول السير مبتعدة،ونظر اليها بعينين زرقاوين قاتمتين.
-دارسي..انا الى جانبك..
امرته ببرود:"دعني اذهب يالوغان".ونظرت الى حيث احاطت اصابعه بمعصمها النحيل.
قال متحديا:"واذا لم ادعك؟".
التفتت الى وجهه المتعجرف الخشن،وارتفع ذقنها تحديا ثم ردت:"اذن سأضطر الى ركلك".
راقبته دارسي وفهمت انه يعتبر هذا تصرفا طفوليا منها.
فوجدت في ذلك تمارا فرصة لتنفذ تهديدها،فأرجعت ساقها الى الخلف ثم ركلت ساقه بكل الغضب المعتمر داخلها.
صاح لوغان بسبب الألم الذي اصابه في ساقه!لكن لتصرفها هذا التأثير المطلوب،فترك معصمها،ليلتمس بيده ساقه المتالمة.
قالت له بأبتسامة وقحة راضية:"وداعا لوغان".
واستدارت على عقبيها لتسير عبر المطعم ،غير مهتمة بالنظرات الفضولية المتجهه نحوها حيث لاحظ جميع من في المطعم تلك المواجهه..
الأمر الذي لم يكن عجيبا،بعد ان صاح لوغان فعلا من الألم!
دام احساسها بالرضى الى ان خرجت وطلبت سيارة اجرة.لكن حين سألها السائق الى اين تريد الذهاب،تلاشى هذا الأحساس.والسبب انها هذا الصباح..وبعد ان قالت لوالدها انها سترحل من منزلهما..لم يكن لديها مكان آخر تذهب اليه..
انتهى الفصل
|