كاتب الموضوع :
تمارااا
المنتدى :
سلاسل روايات احلام المكتوبة
لذهاب الى شقته..!قالت بحدة:"انا واثقة من انك لن تهتم بسماع كل هذا..
واعتقد انه من الأفضل ان اذهب الى البيت وانام.كانت امي
تقول لي دائما ان الأشياء لاتبدو كئيبة جدا في الصباح.
رد لوغان بجفاء:"ولطالما قالت لي مربيتي ان مشاطرة المشاكل تخفف
من حدتها".
ولاحظت دارسي انه قال"مربيتي" وليس"امي"...لكنه على اية حال
منحدر من عائلة من النوع الذي تعتني المربيات بالأولاد فيها.
مع ذلك كان الأمر حزينا على مايبدو،
اذ كانت علاقة لوغان بمربيته اقرب من علاقته بأمه.فقد كانت دارسي
في طفولتها مدلله ومحبوبة وكانت امها موجودة دائما لأجلها،وماتت منذ اكثر من سنه،ولاتزال دارسي تفتقدها.
قالت بصوت اجش:"ربما..لكن امي حذرتني كذلك ن مخاطر الذهاب مع رجل لا اعرفه حق المعرفة".
رد متشدقا:"ومربيتي حذرتني من اشياء تخص النساء".
وامسك ذراعها بحزم وقادها نحو سيارة اجرة واكمل:"
-لكنني سأخاطر اذا كنت مستعدة للمخاطرة!.
للمرة الثانية في فترة تعارفهما..وبالرغم منها،ضحكت دارسي.
جمد لوغان وهو يساعدها لتدخل سيارة الأجرة.
-اعتقد اني طلبت منك الا تفعلي ذلك.
رمشت بعينيها بذهول،وهزت رأسها:"انالاأفهم..".
رد لوغان بحدة:"لاتهتمي".
وصعد الى السيارة ليجلس بجانبها قبل ان يميل الى الأمام ويعطي العنوان للسائق.
ماذا لوتبين لها ان تحذيرات امها كانت صحيحة؟ماذا لو..؟
فجأة قال لوغان بخشونة وهو يستدير لينظر اليها بعينين زرقاوين باردتين:
-هل ابدو كرجل يجر البريئات الصغيرات الى شقته كي يغويهن؟.
امتلأت عينا دارسي فورا بالدموع تمارا..فقد بدا لطيفا جدا قبل الآن..وهاهو.
استدار نحوها تماما وقال:"انا آسف دارسي..لقد انقلبت هذه الأمسية الى مأساة بالنسبة لي ،لكن هذا ليس سببا يدعوني للأنتقام منك!هل تسامحيني؟".
وامسك احدى يديها بكلتا يديه.
وجدت دارسي نفسها ترتجف، للمرة الأولى في حياتها تجد نفسها منجذبة الى رجل...!انتزعت يدها منه الا ان ذلك الأحساس استمر يدغدغها..
ردت بحدة:"طبعا اسامحك..لكن ربما فكرة ليست جيدة ،وانا واثقة من انني اخذت مايكفي من وقتك لليلة واحدة".
توقفت سيارة الأجرة امام مبنى ضخم.وبعد ان دفع اجرة السائق
امسك ذراعا بحزم وقادها الى الداخل.
لم تكن الفخامة امر غريب عليها،فمنزلها مريح وكذلك المنازل التي تزورها خلال العمل لحساب الشيف سيمون لكن هذا المبنى حيث يعيش لوغان مختلف.
كانت تتوقع رؤية ديكور حديث،الا انها وجدت نفسها في غرفة جلوس مريحة تزين اللوحات جدرانها.
لفتت انتباه دارسي احدى اللوحات التي تجسد غزالا بري في غابة
وقصرا يبدو ضبابيا في الخلف،فتنهدت قائلة:"لوحة لماك اليستر" بعد ان تعرفت الى االفنان..لاداعي لأن تسأل عما اذا كانت اصلية،لأنها لاتشك في ان يتساهل لوغان ماكنزي بمثل هذا الأمر في منزله.
هز رأسه موافقا:"هذا منزل جدي..هل احضر لك شرابا؟".
كانت لاتزال مذهولة لمعرفتها ان هذا القصر هو لجد هذا الرجل..
قالت:"عصير لوسمحت!".
ابتسم لوغان وهو يصب السائل في كأس.
- طلبك سيعجب جدي كثيرا.فهو يؤمن ان المرء لايمكنه ان يثق بامرأة تشرب غير العصير!
واعطاها الكأس.
-دعنينا نجلس.
كانا لوحدهما في خلوة منزله..واذا مااضطرت لطلب النجدة او الصراخ فلن ييمعها احد.
قال لوغان :"والآن هل تشعرين برغبة في اخباري ماذا جرى قبل قليل؟"
اخذت رشفة من العصير،وردت بغضب:"تلك المرأة!".
-مارغريبت فرايزر؟
رفعت راسها بحدة:"اجل..هل رأيتها؟".
رفع حاجبيه السوداوين:"وهل يستطيع المرء الا يلاحظ وجود الممثلة
مارغريت الشهيرة.
ردت:"انها القصة كلها!".هز لوغان راسه قليلا وابتسم:"لم افهم".
تنهدت دارسي بعمق:"الأمر بسيط جدا..في الواقع..دانيال..الشيف سيمون..".
-اعرف من هو الشيف سيمون يادارسي.
-سيتزوجها.
لقد اعترفت بهذا حقا لكنها مازالت ترفض الفكر اكثر مما كانت
بالأمس حين عرفت بالخطوبة.
سألهل لوغان وهو يميل في مقعده الى الأمام:"يتزوج من؟".
ردت بازدراء:"مارغريت فرايزر بالطبع!".
قال لوغان غير مصدق:"لايمكن ان تكوني جادة؟".
-هذا بالضبط ماقلته حين اخبرني..لكن يبدو انه جاد.
-لكنني..انها..
تابعت دارسي وهي تقف وتذرع الغرفة:"امر لايصدق..اليس كذلك؟لقد التقى بها منذ ثلاثة اسابيع فقط ومع ذلك قرر ان يتزوجها".
رد لوغان مفكرا:"ثلاثة اساببيع..".
اكملت دارسي:"سخيف اليس كذلك؟كيف يمكن للمرء ان يقرر بعد ثلاثة اسابيع فقط من تعرفه على الشخص الآخر انه يريد قضاء ماتبقى من حياته معه؟".
-اعتقد ان هذا يحدث احيانا..مع اني مندهش قليلا..دارسي،هل
انت واثقة تماما ممن هذه الوقائع؟
وراقبها بعينين ضيقتين:"بالتأكيد..والا لماذا تظن انها جاءت الى المطعم هذا المساء؟".
-للسبب الذي يأتي لأجله الجميع..
-وهذا امر آخر،فما تأكله هذه المرأة بالكاد يكفي لأشباع عصفور..
وهذه دعاية جيدة لزوجة طاه مشهور!
التوى فم لوغان:"اعتقد انها مضطرة للحفاظ على شكلها الرائع بطريقة ما؟".
نظرت اليه بحدة:"لاتقل لي انك تجدها جذابة؟".
رد لوغان:"لا..لكن قلة من الرجال لاتتأثر بسحرها".
ووقف ليصب لنفسه كاس عصير اخر ثم قال بحذر:"اخبريني دارسي،
اذا كان دانيال سيمون سيتزوج مارغريت فرايزر ماذا سيحل بك؟".
تنهدت بثقل:"سأضطر الى ترك المنزل بالطبع.."
قاطعها بصوت اجش:"وهل كنت تعيشين معه؟".
-منذ شهرين فقط.منذ ان انهيت الجامعة..ولم اكن انوي البقاء بصورة دائمة..مجرد مكان لأقيم فيه
حتى استلم مركزا ثابتا في شهر ايلول.
قطب لوغان:"لكنني اعتقد انك تعملين لحساب الشيف".
-بشكل مؤقت..فأنا معلمة اطفال.
صمت لوغان قليلا ثم اعترف:"اجد صعوبة في فهم هذا كله..".
ابتسمت بأشفاق"اعمل مع الشيف سيمون في العطلة فقط..لاتقلق،لقد تدربت كطاهية اولا،قبل ان ادرك اني احب العمل مع الاولاد اكثر من اطعام الكبار.فعدت الى الجامعة لأحصل على المؤهلات المناسبة".
زاد عبوس لوغان:"كم عمرك..؟"
-خمسة وعشرون عاما.
وعرفت ان لوغان ظنها اصغر سنا بكثير كما يظنها الآخرون،كانت واثقة من ان هذا سيكون ميزة لها حين تكبر،لكنه يمنع الناس الآن من النظر لها بجدية.
بدا حزينا:"اذن دارسي انت كبيرة بما يكفي لتكوني اكثر حكمة،اعرف ان هذا ليس سهلا بالنسبة لك،لكن ماذا تفعلين مع رجل اذا كان قد قال لك انه سيتزوج غيرك؟".
قالت دارسي بارتباك"لكنه لم يتزوجها بعد..".
اتهمها بغضب:"وانت تنوين البقاء قربه الى ان يتزوجها؟".
ووضع الكأس من يده ثم سار الى حيث تقف وامسك كتفيها.
اكدت له بعناد:"طبعا..لن يكون العرس قريبا،وقد اتمكن من اقناعه بأن يتعقل".
تأوه لوغان:"دارسي انت شابة جذابة و..".
عارضته:"لكنني لست من مستوى مارغريت فرايزر".
-اوه..اللعنة على مارغريت فرايزر.
احمرت عيناها الرماديتان:"هذه هي مشاعري بالضبط!".
تمتم:"اوه..دارسي".
وانحنى يعانقها.
وكان آخر ماتوقعته دارسي..هو ان تقف مذعنة بين ذراعيه.
وتصاعدت المشاعر،وتحول غضب دارسي الى حرارة لم تكن تعرف انها تمتلكها،ووضعت يديها على كتفيه لتغرق في دفئه.
لكن كل ذلك توقف فجأة عندما ابتعد لوغان عنها..ونظر اليها،
وكأنه مشوش:"ماذا افعل؟آسف دارسي".
وابتعدت ذراعاه عنها وراح يمرر اصابعه في شعره،وبدت كتفاه مقوستين
تحت السترة.
-لم اكن اقصد ان افعل هذا.
واستدار بعيدا:"جئت بك الى هنا لمحاولة مساعدتك...وبدلا من
ذلك كاد الأمر ينتهي بي الى اغوائك..انا فقط..هذا الرجل يكاد يكون في سن والدك بحق الله..!"
اخذت دارسي نفسا عميقا وقطبت بحيرة:"اي رجل؟".
قال بعدوانية :"دانيال سيمون".
ابتلعت ريقها بقسوة:"انا..".
وحاولت ان تفكر،وان تتذكر ماسبق وقيل:"لوغان..لست ادري..يبدو انني لم اشرح..دانيال سيمون هو"والدي".
قبل وفاة امها جراء مرض عضال كانت تربط والديها علاقة حب متينة.
ولهذا السبب كانت دارسي متكدرة جدا.كيف ينوي والدها الزواج من الممثلة الشهيرة الفاتنة من بين كل الناس،فهذه المرأة معروفة بعلاقاتها السرية التي تثير الأهتمام اكثر من مهنتها كممثلة.
ابتلعت دارسي ريقها مرة اخرى وهي ترى ان لوغان يحدق بها دون حراك،وقد بدا انه اضاع الكلمات،ولم يكن من الصعب تخمين السبب..
فهو على الأرجح يعتقد ان تصرفها اناني متطرف.وقد يكون كذلك..
وتقبلته دارسي.لكنها لم تستطع مقاومة ماتشعر به.منتديات ليلاس
انتهى الفصل
|