كاتب الموضوع :
تمارااا
المنتدى :
سلاسل روايات احلام المكتوبة
سأله لوغان:"اين انت ؟ لدي بضعة عقود اريدك ان تراها.لم تكن موجودا حين..".
_لوغان..انت تعرف تماما اني لم اعد محاميا مواظبا..انا اعمل فقط في هذا
المجال كخدمة للعائلة .منتديات ليلاس
اكمل فيرغوس بنعومة :"احتاجني جدي في اسكتلندا لمناقشة بضعة
امور.. لكنني عدت إلى لندن الان لذا..".
سأله لوغان بحذر:"أي نوع من الامور؟"
كان من عادة جده تغير وصيته كل شهر تقريبا ، بحسب من يفضله من
ورثته في ذلك الوقت.لكن هذا لم يكن يزعج لوغان على الصعيد الشخصي،
ققد كان ثريآ بما يكفي لكي لا يهتم بملايين ماكدونالد لكن ، امه ، سوف
تغضب اذا ما تم استبعادها عن الوصية .
رد فيرغوس بهدوء :"هذا ما اردت ان اكلمك عنه".
-انا خارج الآن يا فرغوس هل يمكن الانتظار حتى الغد؟
رد فيرغوس ببطء:"هذا ممكن".
وسمع لوغان ذلك التردد فى صوت الرجل:"لكن..؟".
انها تلك الوصية مجددا!
-لكن..الافضل ان اتكلم معك الليلة .
-حسن جدا.
وتنهد لوغان بقلق..لا شك ان الأمر يتعلق بوصية جده.
-لدي حجز في مطعم الشيف سيمون للساعة الثامنة..لاقني هناك.
رد فيرغوس بحدة :"الشيف سيمون لكن..".
سال لوغان:"هل لديك مشكلة ؟".
ولم يكن متأكدآ ماذا كان ابن خالته متورطا مع احد في هذه الاونة .
كان ابناء الخالة الثلاثه فيرغوس وبرايس ولوغان ، معروفين في العائلة
باسم الارهابين الثلاثة خلال سنوات المراهقة في اسكتلندا.اما الآن ،
وقد بلغوا اواسط الثلاثين ، وبقوا من دون زواج ،فقد اصبحوا معروفين فى
الاوساط الاجتماعية بالمرارغين الثلاثة .
لم يكن احدآ منهم قد تزوج بعد ، ا لا ان ذلك لا ينفي وجود علاقات مع
الجنس الأخر في حياة فيرغوس.
رد فيرغوس مفكرآ :"لا..لا مشكلة.. في الواقع ،قد تكون فكرة
جيدة ، بل فكرة جيدة جدا..يجب ان اغير ملابسي اولا واوافيك في اسرع
ما يمكن "
اعاد لوغان السماعة ببطء وهو مقطب بشدة. سيكون من الجيد رؤية فيرغوس
،فقلما يتسنى له الفرصة لذلك.وبالرغم من ان الأمر جاء فى وقت
مناسب ، لكن لا باس.اذا ما حالفه الحظ ستتاح له بضع دقائق لوحده قبل
وصول فيرغوس، ليسوي الأمر مع دارسي بشأن القيص الحريرى .
تجهمت اساريره وراح يضغط على فمه بثشدة وهو يفكر باللقاء القادم..لقد حان الوقت لمفاجاة دارسي!
دخلت كاتى الى المطبخ تحمل اطباقا متسخة وقالت لدارسي بانفاس
مقطوعة:"هناك رجل على الطاولة رقم 11 يريد التحدث اليك دارسي".
رفعت دارسي نظرها:"انا هل انت واثقة انه يعنيني انا؟".
هزت كاتي كتفيها:"لقد قال دارسي".
والتقطت طبقين من القريدس ، واسرعت عائدة الى قاعة المطعم الرئيسية.
احست دارسي وكان يدا قبضت على معدتها .زبون طلب التحدثمعها..لم يعجبها هذا، مطلقا!
نصعحها دانيال سيمونن:"الأفضل ان تذهبي لترى ماذا يريد".
نظرت دارسي اليه بقسوة ، وهي تملس تنورتها وتسوي بلوزتها بترتيب
على خصرها النحيل ، وردت بسخرية :
-ابقي الزبون راضيا باي ثمن..اليس كذلك؟.
هز كتفيه:"حسن جدا..ما دام اهتمامك بالزبون يرضيه ويحقق بعض
الربح ..فلا باس بذلك ، اجل!".
ازداد وجه دارسي عبوسا، وردت :"مضحك جدا..! هل يمكنك تدبر
امورك لدقيقة من دوني؟".
ابستم لها، وتجعدت عيناه الزرقاوان مرحا: "اعتقد اني استطيع ذلك".
استدارت على عقبيها نحو الباب الذي يقود إلى داخل المطعم فنصحها دانيال
بخشونة:"ابتسمي..فالزبون يفضل الابتسام".
اوشكت ان ترد على ملاحظته بشكل لاذع لكنها لم تفعل..وبدلا من
ذلك التفتت ليه بنظرة مؤنبة اخرى قبل ان تخرج من الباب الذي يقود
مباشرة الى المطعم .
ترنحت خطواتها عند رؤيتها للرجل الجالس على الطاولة رقم ا ا..
انه لوغان ماكنزي!
رؤيته جعلتها تفقد انفاسها لبرهة، فهو يبدو جذابافي البذلة السوداء
التي كان يرتديها.
قد يكون لوغان احد اكثر اللرجال وسامة بين الذبن وقعت عليهم
عيناها ، وهذاعلى الأرجح ليس رايها فقط ..اضافه الى ذلك فهي تشك في
ان يكون قد جاء الى مهنا لمجرد ان يراها. وما اكد ظنونها هو ان الطاولة التي
يجلس عليها محضرة لشخصين.
كان يتطلع الى خارج النافذة فيما هي تتقدم نحوه فمن الواضح انه
بنتظر ضيفا لينضم اليه على العشاء.جيد..هذا يعني ان حديثها معه سيكون
مختصرا.
حيته بخشونه وهي تقف قرب الطاوله:" سيدماكنزي".
استدار بسرعة عند سماع صوتها،وضاقت عيناه الزرقاوان وهو يرفعهما اليها ،ووقف:"دارسي..انضمي الي
لبضع دقائق".
واشار الى الكرسي المقابل :"الا اذا كنت تفضلين ان اعيد اليك هديتك على
مرأى الجميع؟"
جلست بسرعة ودون لباقة .ليس لأنه
هددها بان يحرجها..بل بسبب قوله
الذي اذهلها.
-ستعيدها؟
كرر بخشونه:"سأعيدها.وماذا كنت
تظنين..؟"
وصمت ثم قطب منتقدا:"لايعجبني شعرك
عندما تربطينه الى الخلف هكذا..فهو
يتسبب في شحوب البريق النحاسي لوجهك ويحوله الى لون بني يشبه لون الوحل".
ظهر على وجهها شبح ابتسامه:"ذلك اللون
النحاسي البراق كان لعنة حياتي،
في المدرسة كانو ينادونني الجزرة".
قال موافقا:"يمكن للأولاد ان يكونوا اكثر المخلوقات قسوة..وانا
واثق ان الناس، اعني الرجال
على الأقل كانوا يزدادون اعجابا بلون
وجهك النحاسي مع بلوغك سن الرشد".
لكنها لم تلاحظ هذا!
قالت:"ربما سيد ماكنزي".
صحح لها بحزم:"لوغان..لايمكنك
ان تتحدثي بتكلف الى رجل تربطك
به علاقة سمحت لك بأن تقدمي له قميصا حريريا وبالمقاس الصحيح".
بللت دارسي شفتيها وردت بخشونه:"لقد
حصلت على بعض المساعدة في هذا الأمر".
كانت قد نظرت الى والدها وقدرت انه
ولوغان يملكان البنية الجسدية ذاتها..
لكن تبين لها ان ايجاد المحل المناسب هو
الأكثر صعوبة.
كانت نظرة لوغان باردة تمارااا حين قال بخشونه"لن اسألك من اين او ممن!".
نظرت اليه باستغراب وقالت ببطء:"اذا كان القميص بالمقاس المناسب..
فأنا لاافهم لماذا تريد ان ترده..؟".
تجهمت اساريره وقال من بين
اسنانه:"لاتفهمين!دارسي..لايمكنك توزيع الهدايا للغرباء هكذا".
ضحكت لقوله هذا وكانت هذه المرة الأولى
التي تجد فيها شيئا تبتسم له منذ بعض الوقت.
نظر لوغان اليها بارتياب:"مالذي يضحكك هكذا؟".
قالت تذكره وعيناها تلمعان بلون رمادي
:"لقدقلت لي للتو انك لست غريبا!"
هز رأسه وصاح:"اتمنى الا تفعلي هذا".
سألت بحيرة:"افعل ماذا؟".
نظر اليها مقطبا:"ان تبتسمي".
ياللأمر المحير.لقد طلب منها دانيال ان
تبتسم،لكن يبدو ان هذا الزبون لايفضله
بالتاكيد.
لم تفهم لماذا يفضل لوغان الا تبتسم.
وقالت:"الشيف سيمون يفضل ان نكون مهذبين مع الزبائن".
تفرس لوغان بها:"وهل تأخذين بالحسبان
دائما مايفضله الشيف سيمون؟"
في الحقيقة كانت غاضبة منه ولاتهتم بما يحبه اولا!
لكن لوغان ماكنزي كان لطيفا معها يوم امس..بل اكثر من لطيف.
وهي مدينه له للطريقة التي ساعدها بها.
قال لوغان بأصرار:"هل تظنين مثلا انه
يجب ان تصرفي راتب اسبوع لشراء قميص
لرجل التقيته لتوك؟".
رمشت بعينيها..فهي لم تفكر بمسألة شراء
القميص من هذا المنظار...
لكن الآن وقد فكرت بذلك،لم يتغير في الامر شيء.
فهي قد افسدت قميصه وعليها ان تشتري آخر.
حتى لوكلفها ذلك كثيرا!
تنهد لوغان بثقل :"مااحاول قوله،هو
انني لاانوي اخبار دانيال عما حدث بيننا يوم
امس".
شهقت دارسي غير مصدقة واتسعت عيناها :"لم يحدث بيننا شيء يوم امس".
ذلك العناق كان بريئا وهي تتحداه ان يثبت العكس تمارا.
-اقصد انك ماكنت تتصرفين باحتراف..
احتجت:"بكل تأكيد لم يكن..!"
رد لوغان:"دارسي هلا تخلصت من بلادة الذهن هذه؟انا احاول ان اطمئنك اني لاانوي
اخبار رب عملك انك كنت متكدرة وانك
رحت تبكين.
وفي هذه الحالة لاداعي لشراء القميص لي،
هل فهمتني الآن؟".
ردت:"آه..انت تظن اني اشتريته لئلا تخبر رب عملي انني بكيت على صدر
زبون مميز يوم امس..اليس كذلك؟".
بدا الأرتياح على لوغان لأنه اوصل فكرته
:"بالضبط".
ياللمتعجرف..اللعين..
وصل احدهم وقال بصوت متعب وهو يتقدم الى الطاولة:"آسف لوغان..واجهت
صعوبة في ايجاد سيارة اجرة".
رفعت دارسي نظرها ما ان وجدت القادم يتكلم.
كانت تعتقد انه ينتظر امرأة،لكنها
مخطئة على مايبدو.كان الرجل يشبه لوغان
الى حد كبير وكأنهما توأمان.
الا ان الاخر كان بني العينين وشعره الأسود
اطول بقليل من شعر لوغان.
ضاقت العينان البنيتان حين ادرك القادم
ان لوغان لم يكن وحده.وتحركت تلك النظرة المتسائلة نحو دارسي..الا انه سرعان
مااستنتج انها ليست من الصنف الذي
يفضله لوغان عادة!
فقال بسخرية:"كان علي ان افهم انك لست
وحدك هنا يالوغان".
وقفت دارسي بسرعة:"اوه..لكنه لوحده..على الأقل كان لوحده الى ان وصلت انت..والآن اسمحا لي..سأعود الى المطبخ".
وكادت تضيف:"الى حيث انتمي"لكنها لم تفعل.
وقف لوغان وتحركت يده بسرعة تمسك
ذراعها:"دارسي..!لم ننه حديثنا بعد".
نظرت اليه قائلة بصوت تشوبه المرارة:"اوه..اعتقد اننا انتهينا..انت تلفت
الأنظار".
والتفتت الى حيث كان الناس ينظرون اليهما
بفضول.
قال بحدة:"لااهتم ابدا بماافعله..انني لم
انه حديثي معك..".
ولم يعر بقية الناس اهتماما.
قال الرجل بحذر:"هل تريدني ان اغادر؟
يمكن ان نتحدث في وقت اخر".
صاح لوغان:"اسكت يافيرغوس..انا ودارسي.."
رد الرجل بحدة:"دارسي؟هل قلت دارسي؟"
قال لوغان وهو يصر على اسنانه:"اطلب منك البقاء بعيدا عن هذا فيرغوس..
فهل لك ان تجلس فقط وسأعود بعد لحظة؟"
وتحرك دون ان يتأكد مااذا كان الرجل اطاعه ام لا،فجذب دارسي الى احد جوانب المطعم،
ووقف معها وراء نبته خضراء طويلة.
تطلعت الى الستار قبل ان ترفع نظرها
الى لوغان وقالت:"لم لا تأخذ القميص؟
ثم ننسى كلانا هذه المسألة".
اخذ لوغان نفسا حادا:"ربما لأنني لا اريد
ان انســــ..".
فجأة ظهر الشيف سيمون الى جانبهما:"
هل كل شيء على مايرام يادارسي؟"
قال هذا وجال بنظره بينهما.
-يبدوان كاتي تظن ان هناك مشكله.
واستقرت عيناه بلطف على لوغان.
عظيم ..عظيم جدا..بعد يومين من
الشعور بالغضب من هذا الرجل جاء لوغان
ووضعها في موقف محرج معه!
وهذا آخر ماكانت تريده في الوقت الحاضر!
ردت بحدة:"مامن مشكلة..فالسيد ماكنزي على وشك الجلوس والاستمتاع بوجبته..اليس كذلك؟".
ونظرت الى لوغان محدقة.
رد الشيف فجأة موجها نظره حادة الى الرجل:"ماكنزي؟لوغان ماكنزي؟".
تحداه لوغان:"وان كنت هو؟".
سئمت دارسي من كل هذا.فقد كان الموقف سخيفا بما يكفي حتى الآن.
وهاهو يصبح مضحكا فالرجلان ينظران الى
بعضهما كأنهما ملاكمان في ملاكمة،يفكران بمن سيسدد الضربة الاولى.
تنهدت بثقل:"لوغان..هل لك ان تعود
الى طاولتك وتطلب وجبة؟يمكن ان نتكلم عن
ذلك الموضوع وقت اخر..هذا اذا كنت
تعتقد حقا ان هذا ضروري".
تقدم فيرغوس لينضم اليهم:"تعال والق نظرة على الطعام يالوغان
فأنا اتضور جوعا".
بدا لوغان على استعداد للنقاش لكن نظرة الى قسمات وجه دارسي المتجهمة كانت كافيه
لتجعله يلين قليلا،ولو انه ظل ينظر الى
الشيف سيمون بعدوانيه،حتى وهو يرد على فيرغوس:
-ربما انت على صواب..على اي حال،هذا مطعم.
وبدت عليه السخرية.
رد الشيف سيمون بالجفاء نفسه:"ومن
افضل المطاعم..لوعذرتمانا ايها السيدان
انا ودارسي لدينا طعام نحضره".
وامسك دارسي وجرها نحو المطبخ ولم
ينتظر اقفال الباب وراءه قبل ان يمسك
ذراعها الآخرى بالقوة ذاتها ويديرها لتواجهه
بطريقة تجعلها تقف دون حراك امامه.
-والآن هل قلت لي ماذا تظنين نفسك فاعلة؟
تقفين في زاوية حميمية مع رجل مثل لوغان ماكنزي؟
رفعت راسها تتفرس به...ولم تكن تدري
كيف يمكنها ان ترد على مثل هذا السؤال.
انتهى الفصل
|