لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > سلاسل روايات احلام المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

سلاسل روايات احلام المكتوبة سلاسل روايات احلام المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18-08-09, 08:33 AM   المشاركة رقم: 86
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2009
العضوية: 148104
المشاركات: 5
الجنس أنثى
معدل التقييم: Emo girl عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 19

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Emo girl غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : تمارااا المنتدى : سلاسل روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

لم يبق إلا الغضب



احتسى لوغان العصير , وهو ينظر إلى الاجتماع العائلى الصاخب بعدوانية . ماذا يفعل هنا ? منتديات ليلاس


إنه سؤال غبي ... فهو يعرف تماما ماذا يفعل هنا ... فقد اقتنع جده بإقامة حفلة خطوبة لميغ ودانيال قبل أسبوعين من زفافهما ... وفى العادة , كان لوغان يتجنب هذا النوع من اللقاءات العائلية .. ويكره أن يحضرها .. ماعدا لسبب واحد ..

لكن يبدو ان هذا السبب الوحيد , ليس هنا حتى الان !

بعد مضى عشرة أيام على رؤية دارسي , ظن لوغان انها ستكون واحدة من الضيوف فى قصر جده فى نهاية هذا الاسبوع .. فمن الطبيعى ان تكون ابنة دانيال ضمن المدعوين .. وكان هو قد وصل منذ وقت قصير , بعد تأخر رحلته . فلم تتح له سوى فرصة قصيرة للاستحمام بسرعة , وتغيير ملابسه قبل النزول الى الطابق الارضى لينضم الى المدعوين فى الصالة الرئيسية .

لكن , سرعان ما سيستعد الجميع للعشاء , ولم يظهر بعد أي أثر لدارسي .

ببساطة لم يخطر له انها لن تحضر حفلة خطوبة والدها . ولو خطر هذا بباله . لما أزعج نفسه مطلقاً بالحضور الى هنا !

نصحه ابن خالته برايس بجفاء وهو يقف الى جانبه : " ابتهج يا لوغان "

كان الاثنان يشكلان ثنائيا رائعا ووسيما . لكن عينى برايس كانتا خضراوين بينما عينا لوغان زرقاوان .

- كان من الممكن الا يحدث هذا .

لم يكن واثقا مما حدث . كان يعرف فقط انه اشتاق الى دارسي فى الايام العشرة الاخيرة , ولكنه كان متأكداً من أنه على الأقل سيراها فى قصر جده فى نهاية هذا الاسبوع .. وراح يلوم نفسه لأنه لم يسأل امه عما إذا كانت دارسي ستحضر . بدلا من ان يكون واثقا من ذلك !

سأل : " باعتقادك , كم من الوقت يلزمني بعد العشاء لأتمكن من الاعتذار والذهاب الى الفراش ؟ "

ضحك برايس للقلق الواضح عليه : " لقد ظننت انك والخالة ميغ توصلتما الى نوع من الهدنة فى الاسابيع الاخيرة ؟ "

ورفع حاجبين ساخرين .

وضع لوغان كأس العصير الفارغ من يده , واكد بحدة : " هذا صحيح .. لكن كما تعرف جيدا , انا اكره هذا النوع من الحفلات . حيث كل أفراد العائلة يحاولون التصالح معا , ويفشلون فشلا ذريعا "

واخذ يراقب جده وهو يلعب دور المضيف العظيم للعائلة والاصدقاء على حد سواء . وكان تصرفه هذا تجاه الاصدقاء زائفا . طبعا . فعشيرة ماك دونالد ليست معروفة بسلوكها الاجتماعى المميز . واضاف متسائلا :

" فى الواقع . انا مندهش لرؤيتك هنا كذلك "

كان برايس يعيش حياة منعزلة . وغالبا ما يختفى عن الساحة الاجتماعية لمدة أشهر . لكن بما انه هنا فى نهاية هذا الاسبوع . فلابد انه جاء فى مهمة ما .

نظر برايس اليه ممازحا : " اتساءل اى من الجميلات العازبات هي دارسي ؟ "

تصلب لوغان مجفلا , واستدار اليه بسرعة : " هل تحدثت الى فيرغوس ؟"

ابتسم ابن خالته بمرح : " يمكنك المراهنة بحياتك على ذلك . لاشئ سوى مقابلة تلك المشاكسة كان سيقنعنى بالمجئ الى هنا !"

ونظر الى الضيوف الضاحكين المثرثرين بالقرف ذاته الذى بدا على لوغان قبل قليل .

رد لوغان ساخطا : " ليست من اللواتي يقبلن بعلاقات عابرة يا برايس "

بدا على ابن خالته تعبير البراءة : "لم اعتقد ولو للحظة انها كذلك . اردت فقط ان التقى بالسيدة الشابة التى تغلبت على ابن خالتى المتعجرف الواثق من نفسه ! "
رد لوغان متعمدا : " تلك العجرفة سمة فى العائلة .. واخشى ان يكون الحظ قد جافاك . لأن دارسى ليست هنا ! "

قال برايس بتأثر : "اه "

سأل لوغان بارتياب : " ماذا تعنى ؟ "

رد برايس ببراءة مصطنعة : "لا شئ "

عبس لوغان مرة اخرة . وقد اصبح العبوس مألوفا لديه مؤخرا . ذلك انه لم يجد ما يبتسم له ! فى الواقع اعماله ما زالت ناجحة , لكنها فقدت على ما يبدو روح التحدى فى الاسبوعين الاخيرين . ولكي يكون صادقا تماما مع نفسه , يجب ان يعترف بأنه اشتاق الى وجود دارسي حوله لتهدده , وترفسه , وترمى الاشياء عليه ..

يجب ان يكون راضـيا لأن حياته عادت الى طبيعتها الهادئة ! لكنه لم يكن كذلك .

وتكور فمه بتجهم : " أنا .. "

قال برايس ببطء , مسلوب اللب ونظره مثبت على مكان ما عبر الغرفة المزدحمة : " عن إذنك يا لوغان , لقد رأيت شخصا يستحق نظرة ثانية "

كان معظم النساء الموجودات هنا هذا المساء , عازبات ام لا , جميلات ويستأهلن نظرة ثانية فى الواقع . وثالثة كذلك . لكن , ما من واحدة منهن لفتت انتباه لوغان . لكنه شكر هذه السيدة بالذات , كائنا من تكون , لإبعاد ابن خالته عن الموضوع الذى يعتبره لوغان شخصيا جدا .

- هيا . اذهب , أى واحدة هي ؟

تمتم برايس : "لقد اختفت لتوها . لكن اه . انها " موناليزا " بشعر احمر .."

وانطلق مصمما عبر الغرفة المزدحمة .

" موناليزا " بشعر احمر ..

هناك امرأة واحدة يمكن للوغان ان يفكر فيها , وهي تتناسب مع هذا الوصف .. دارسي !

او لم يكن يذوب حرارة كلما أطلقت تلك الابتسامة الغامضة ؟ أو لم تكن تلك هى الابتسامة التى تصور من أجلها فى الأيام العشرة الماضية ...؟ رأى برايس ينحنى نحو امرأة قصيرة . لابد أنها دارسى !

إنها هنا ... لا يستطيع الانتظار إلى أن ...

سأل صوت أنثوى : " لوغان ... أليس كذلك ؟ "

استدار بحدة ، وهو يعبس توترا . فرأى شقراء طويلة كانت أمه قد عرفتها عليه فى وقت سابق الليلة ، تقف إلى جانبه وتبتسم له بجاذبية .

عرف لوغان أنه فى أى وقت آخر ، وفى ظروف أخرى ، كان سيستجيب إلى هذه الدعوة .... لكن ليس الآن ، وهو متأكد أن دارسى فى هذه اللحظات برفقة ابن خالته الخطير الفاتن .قال منصرفا بحدة ، واهتمامه متجه عبرالغرفة يحاول أن يلمح المرأة التى يتكلم برايس إليها : " فيونا .... أليس كذلك ؟ "

صححت له الممثلة : " فرانسيسكا داروين "

بدا واضحا أنها لم تنزعج لعدم تذكره اسمها وأكملت كأنها تساعده على التذكر : " أنا ألعب دور شقيقة ميغ فى المسلسل التليفزيونى الذى تصورها الآن ... "

رد بأدب .... وهو لم يكن يعرف حتى اللحظة أن دور أمه يشمل شقيقة :

- إنها رائعة ... أليست كذلك ؟

ونظرت فرانسيسكا بإعجاب إلى حيث كانت ميغ تبتسم بحب لخطيبها وهما يتحدثان معا بصوت منخفض .

لم تكن الملاحظة بحاجة إلى رد ، حقا ... وبكل صدق ، لم يكن لدى لوغان أى ردا فهو لم يكن راغبا أساسا بأن يجرى هذا الحديث أبدا ....ويفضل أكثر أن ينضم إلى برايس ودارسى ! خاصة وهو يسمع أن هذه المرأة الشابة الجميلة تكن كل الإعجاب لأمه .

من الواضح أن دانيال سيمون ، الرجل الشريف الوقور ، كان يحب ميغ ، ودارسى المتهورة الصادقة بدأت تعجب بها كذلك .وفرانسيسكا هذه المرأة الشابة التى تعمل معها يوميا لاشئ لديها تقوله سوى الاعجاب بها .... هل يمكن أن يكونوا جميعا على خطأ بخصوص ميغ ، وهوعلى حق ؟ أم أنه هو المخطئ ؟

على أى حال ، ليس الوقت مناسبا للتفكير بهذا الأمر الآن .

- أنا آسف آنسة داروين .....

- ردت بحرارة : " فرانسيسكا .... هذا القصر رائع ، أليس كذلك ؟ "

ونظرت حولها بإعجاب ، يبدو أنها لا تعى أن لوغان يحاول أن يعتذر منها .

قال لوغان موافقا : " إنه هكذا فعلا .... لكننى حقا مضطر ... "

- لوغان ...... جئتك بشخص يريد أن يسلم عليك .

قاطعه برايس بخفة .

عرف لوغان قبل أن يستدير أنها دارسى ، فحتى لو لم تكن أحاسيسه قد نبهته لوجودها ، فقد استطاع أن يشتم رائحة عطرها التى يعرفها جيدا .

كانت تبدو رائعة ، فى فستان رمادى لماع يصل إلى الركبتين ، يشع كلون عينيها المليئتين بالألغاز ، ويلتصق بجسمها المتناسق . أما شعرها فبدا كستارة حمراء ناعمة منسدلة على كتفيها . وعيناها كبيرتان مضيئتان وخداها يتألقان بلون أحمر خفيف أما شفتاها فتلمعان بلون قرمزى بديع .

حيته بصوت أجش : " لوغان "

رد بخشونة ونظرته القاتمة تكاد تأكلها .... إن لم يكن شئ آخر فيه ...

- دارسى

كانت تبدو أكثر نحولا مما يذكر ، واستطاع أن يرى ان دارسى لا تشعر بالسعادة .

كانت تنظر متسائلة إلى فرانسيسكا داروين ، وبدا واضحا أنها تتوقع من لوغان أن يعرفهما ببعضهما .... فى حين لم يكن لوغان يرغب سوى بحملها إلى خلوة ليعانقها .

قدمت الممثلة نفسها ، مصافحة دارسى باختصار : " فرانسيسكا ... وأعتقد أنك ابنة دانيال ؟ "

وجهت سؤالها باهتمام ودى .

فأكدت دارسى بتكلف : " أجل "

قال برايس يشرح سبب تأخرها فى الوصول ويده على مرفقها كأنه يحاول مواساتها : " المسكينة دارسى كانت تتجول فى القصر وضاعت بين الأمواج والأقبية وهى تحاول منذ خمس عشرة دقيقة أن تجد طريقها إلى هنا "

إن هذا يفسر بسهولة سبب عدم نزول دارسى إلى هنا عند وصول لوغان . لكن الآن وقد وصلت ، وجد لوغان نفسه يرغب فى إبعاد يد برايس عن ذراعها ...

قالت دارسى بتأنيب ناعم ... بعد أن تذكرت تلك اللوحة فى شقة لوغان والتى رسمها برايس .

- لماذا لم تقل لى إن ابن خالتك هو برايس ماك اليستر ؟

لم يكن قد أخبرها ان ابن خالته هو الرسام العالمى ... لأنه لم يخطر بباله أن يفعل هذا . فقد تربى الرجلان معا ....وهو ببساطة لم يفكر يوما فى أن برايس هو من عائلة ماك اليستر ، كما أنه لم يفكر أبدا بنجاح فيرغوس ككاتب ، أيضا .. لقد كان الرجال الثلاثة ناجحين كل فى الحقل الذى اختاره . لكنهم بالنسبة لبعضهم البعض مجرد أنسباء .... ورفاق عمر .منتديات ليلاس


لكنه استطاع أن يرى من العتب الذى يظهر فى عينى دارسى القائمتين ان التفسير لن يبدل شيئا من الحرج الذى شعرت به ساعة تعرفت إلى برايس ، وعرفت أنه هو رسام اللوحة التى تمثل قصر جده والتى أعجبت بها كثيرا فى شقة لوغان قبل أسبوعين ! ألا يمكن أن يفعل شيئا مناسبا أمام هذه المرأة ؟

كان لوغان يبدو رائعا ! وكانت دارسى تتوقع رؤيته مرة أخرى هذا الأسبوع وتخشاها فى الوقت نفسه.... توقعت رؤيته لأن الأيام العشرة الأخيرة بدت وكأنها دون نهاية ... وخشيت رؤيته ، لأنها كانت واثقة من أنها حين تراه مرة أخرى سيكون برفقة المرأة التى تعنى له الكثير فى حياته كما هو واضح ، إلى درجة أنها تمكنت من التأثير على قراره فيما يتعلق بحضور زفاف أمه .

فرانسيسكا .... طويلة ، شقراء ، مغرية فى فستان أسود ضيق . إنها امرأة تملك كل ما لا تملكه دارسى ، حتى اسمها جميل .

قال لوغان بخشونة : " وهل هذا مهم ؟ "

ما هو المهم ..........؟



ردت وهى تدرك أنه يشير إلى ملاحظتها بخصوص ابن خالته : " حسن جدا .... لقد شعرت بالسخافة لأننى لم اكن أعرف "

هذه العائلة غنية بالمواهب وبشكل كبير ،.ممثلة مشهورة ... رجل أعمال مليونير ...... رسام عالمى متجدد ..... حتى الجد ، هيوغ ماك دونالد بقصره ، ومظهره الجميل المميز الذى يشبه مظهر لوغان ، إنها عائلة مخيفة .وأحست دارسى بأنها خارج مستواها مع مثل هذه الصحبة .

كانت تعرف ان نهاية الاسبوع هذه فى اسكتلندا ستكون صعبة . لكن , من اجل ميغ ووالدها كان عليها المجئ الى هنا .. غير ان رؤية لوغان وجمال طلعته جعلتها تعرف انها ستكون اكثر صعوبة مما تخيلت . لكن الحمد لله ان برايس ماك اليستر موجود هنا لوحده كذلك , وانه ميال الى الصداقة !

طمأنها برايس بسهولة : " لا تفكرى بالامر يا دارسي . بل ركزي على التفكير باقتراحي . هممم ؟ "

قال لوغان بقسوة : "وهل تقدمت باقتراح يا برايس ؟ "

تطلعت دارسي اليه مقطبة , واللون الحار على وجنتيها : " لقد اقترح على ابن خالتك ان يرسمني "

ولم يعجبها ابدا تلميح لوغان . ولول انها لم تأخذ اقتراح برايس ماك اليستر بجدية . بل كانت واثقة انه يحاول ان يبنى علاقة صداقة معها . على اى حال فالرجل مشهور عالميا .

قالت المرأة بإثارة : " كم هذا رائع ! "

رفع لوغان حاجبيه ساخرا : " حقا ؟ هل هذه طريقة جديدة لدعوتها الى محترفك لترى لوحاتك ؟ "

احست دارسى ان غضبها قد بدأ يتصاعد . وهذا شئ لم يحدث معها ابدا فى الايام العشرة الاخيرة . ما الذى يبقيها غاضبة هكذا طوال الوقت عندما تراه ؟

رد برايس بجفاء . وهو يبتسم لها مطمئنا : " بالكاد . لكن اذا كان ذلك يزعجك الى هذا الحد . يمكنك ان تجيء معها ؟ "

رفعت دارسي نظرها نحو برايس متسائلة . لماذا ينزعج لوغان بحق السماء لما تفعل ؟ الا اذا كان برايس ببساطة يسخر من دور لوغان المستقبلي كأخ غير شقيق ؟ حسن جدا . يمكنه ان ينسى هذا . انها اكبر سنا من ان ترحب بحماية اخ على كره منه . خاصة حين يكون هذا الاخ لوغان !

بدا واضحا من تعبير لوغان العابس انه لم يكن معجبا بسخرية ابن خالته.

انها فعلا عائلة وسيمة بشكل غير عادي . لوغان .فيرغوس وبرايس , ويبدو ان فيرغوس لن يحضر هذه الحفلة . لكن بالنسبة لها يكفيها ان تتعامل مع لوغان وبرايس فى وقت واحد !

قال لوغان بحدة : "اشك فى ان يكون هذا ضروريا . انت . "

وسكت مع سماعه الدعوة الى العشاء .

تنهدت دارسى بارتياح .هذا اللقاء مع لوغان كان صعبا كما تصورته . فمن الواضح ان ليس هناك ما يقولانه لبعضهما . لكن نظرة واحدة اليه اكدت لها ان مشاعرها نحوه لم تتغير . انها لا تزال تحبه !

لكن ارتياحها كان قصيرا بحيث دام فقط حتى وصولهم الى القاعة الطعام . وما ان جلس هيوغ ماكدونالد وضيفا الشرف , ميغ ودانيال حتى وجد الجميع امكنة لأنفسهم . .ووجدت دارسى نفسها جالسة بين برايس ولوغان وجلست فرانسيسكا الى الجهة الاخرى للوغان .

قال لوغان لدارسي بصوت منخفض : " كيف حالك ؟ "

اكدت له دارسى بارتباك , دون ان تلتقى بنظرته : " جيدة جدا . شكرا لك"

واحست بخجل اذ ادركت مجددا انها لا تزال تحبه .

لم تكن الايام العشرة الاخيرة سهلة عليها . لكن وجودها الان قربه , وفرانسيسكا الى جانبه الاخر كان عذابا لها .

سألت بأدب : "وانت ؟ "

رد بحدة : " بخير . هل ستقبلين عرض برايس ؟ "

هزت رأسها تبتسم بخشونة : " كان فقط يلاطفنى "

ترقق فم لوغان : " برايس لم يكن يوما لطيفا بالنسبة لعمله "

ابتلعت ريقها بقوة , وقالت محتجة : "اعتقد انه فى هذه الحالة كان لطيفا "

قاطعهما برايس باهتمام : " هل ذكر اسمى بغير احترام ؟ "

نظر لوغان الى ابن خالته , وعيناه تبدوان كقطعتى ثلج زرقاوين : " يبدو ان دارسى تعتقد انك لست جادا فى اقتراحك بأن ترسمها "

اكد برايس ماك اليستر لها فورا : "اوه . لكنني جاد . بل جاد جدا ... فى الواقع لدي شعور أن لوحة دارسي ستكون اللوحة الأساسية فى معرضي القادم "

قال لوغان : " لكن لعلها لا تريد ان ترسمها "

واستدار نحوها يسأل : " هل تريدين ؟ "

لم تصدق دارسى ان فنانا مثل برايس ماك اليستر , قد يفكر فيها كموضوع لإحدي لوحاته . لكنها لم تكن متأكدة من انها تريد ان تظهر امام الاف الناس , كما انها لا تريد ان تكون سبب خلاف بين أبناء الخالة . وان تقوم بدورها من اجل والدها , وان تكون داعمة لزواجه المستقبلى , قبل ان تختفى الى عالمها الخاص الغامض . لكن اهتمام برايس ماك اليستر يرسمها , سيجعل هذا امرا صعبا .

قالت بخفة : "انا واثقة من انه يمكن مناقشة هذا الامر فيما بعد , واعتقد ان جدك على وشك ان يقترح نخبا للخطيبين "

واحست بشئ من الارتياح عندما وقف هيوغ ماك دونالد على رأس المائدة.

طال العشاء , وهذا الامر لم يكن ممتعا بالنسبة لدارسي . كان الطعام رائعا , ويليق بكل تأكيد بمستوي الشيف سيمون . لكن الصحبة هي التي جعلته لا يحتمل . وبالرغم مما قاله لوغان عن ابن خالته , فقد كان برايس لطيفا جدا , وتكلم كلاهما فى العديد من المواضيع . لكن حديث لوغان مع فرانسيسكا جعل الامر بمثابة كابوس بالنسبة لدارسي التي بالكاد لمست طعامها .

- هل تتبعين حمية ؟

استدارت بحدة لتنظر الى لوغان , وادركت انه كان يراقبها خلال ذلك الوقت , كي يعي انها لم تأكل كثيرا من الطعام , بالرغم من انها كانت تظنه منغمسا فى جمال فرانسيسكا .

هزت كتفيها : " لست جائعة كثيرا "

سأل : " ستبدأين عملك الجديد قريبا , أليس كذلك ؟ "

أدهشها أنه تذكر ذلك . وهذا صحيح , ستبدأ عملها فى حضانة الاطفال فى الاسبوع القادم .

امتدت يده لتمسك يدها : " متوترة ؟ "

لم تكن متوترة . لكنها اصبحت كذلك الان . ماذا يفعل لوغان ؟ بل وماذا ستظن به فرانسيسكا وهو يلمسها هكذا ؟

تابع لوغان بلطف : " يجب الا تكونى متوترة , اتعرفين هذا ؟ انا واثق ان الاولاد سيحبونك "

كم تتمنى ان يحبها هو ! منتديات ليلاس


كانت قد ذهلت بعد ظهر اليوم حين وصلت الى القصر مع والدها وميغ . اذ اقلتهم خلال الرحلة عبر الريف من المطار سيارة فخمة مناسبة لعظمة منزل ميغ العائلى . بدأت الرحلة صعودا من الطريق العام وبدت طويلة , ورأت خلالها الاف الغزلان ترعى فى الحقول ..

أما القصر بحد ذاته فيبدو كأحد قصور القصص الخرافية !

تبين لدارسى ان هيوغ ماك دونالد صورة عن لوغان . مما اعطاها فكرة عما سيكون عليه لوغان بعد اربعين سنة . مهيب تماما !

خصصت لدارسى احدى غرف النوم فى البرج الشمالى . واختارت القبول باقتراح هيوغ ماكدونالد ان ترتاح حتى موعد العشاء . ليس لأنها فعلا تحتاج الى الراحة , بل لتعطى نفسها فرصة لتستجمع دفاعاتها المشتتة لأنها تتوقع رؤية لوغان ذلك المساء . اما القصة التى اخبرتها لبرايس بأنها ضاعت فى القصر المتسع , فقد كان فيها بعض المبالغة ., فهي ببساطة تأخرت فى النزول الى الطابق الارضى قدر ما استطاعت دون ان يفوتها العشاء . وهكذا تأخرت عن رؤية لوغان مع فرانسيسكا الجميلة , قدر ما استطاعت !

لكن , فى الحقيقة , لم يوفر عليها ذلك الكثير من الالم الذى احست به لرؤيته مع المرأة الاخرى . واضطرارها لتقبل أهمية فرانسيسكا فى حياته.

سحبت دارسى يدها من قبضة لوغان بلطف , واكدت له : "انا اتطلع شوقا لبدء عملي "

اشتد ضغط لوغان على فمه لأنها نزعت يدها , وضاقت نظرته : " إذن . لماذا لا تأكلين ؟ "

وقطب : " هل لأنك ما زلت منزعجة بشأن والدك وامي ؟ "

- لا .. مطلقا .

وبدت ابتسامتها محبة وهي تنظر عبر المائدة الى الخطيبين . لم يكن هناك شك فى مشاعر الحب بينهما . وتمتمت : " انهما زوجان رائعان . اليس كذلك ؟ "

اكد لها بجفاء : "رائعان "

نظرت اليه مقطبة قليلا : " لكن . اما زال لديك شكوك .؟ "

- هذا ليس من شأنى .أليس كذلك ؟

لا . ليس من شأنه . لكن مشاعره نحو الزواج , اى زواج , مازالت تخيفها.

نظرت الى فرانسيسكا الجميلة وهي تتحدث الى الرجل الجالس الى يمينها .هل تعرف هذه المرأة رأى لوغان فى الزواج ؟ واملت دارسى هذا بصدق , والا فالمرأة الاخرى ستتلقى صدمة رهيبة .

مع ان فكرة زواج لوغان من امرأة اخرى كادت تجعل دارسى تحس بالاغماء.

ابتلعت بصعوبة : "انا .. "

قال : "ستقام حفلة راقصة بعد العشاء فى " الصالون " الرئيسي "

وكأنه عرف انها كانت على وشك ان تعتذر وتهرب الى غرفة نومها ..!

قاطعهما برايس : " لقد وعدتنى دارسي بالرقصة الاولى يا صاحبي "

وامسك بيد دارسى بحزم : "لكننى واثق من انها ستخصص لك رقصة , فيما بعد ! "

استدارت دارسى لتنظر الى برايس بحيرة . ولتواجه غمزة منه تنم عن مؤامرة ! برايس ماك اليستر يعرف . بطريقة ما , انها تحب لوغان ! السؤال الان هو . هل سيخبر ابن خالته ؟

تبخر كل تفكير بالهرب السريع الى غرفة نومها بعد ان عرفت انها لن تستطيع السماح لبرايس ماك اليستر ان يفعل هذا . يجب ان تكلم برايس اولا. يجب ان تتوسل اليه لو اضطرت , لكي لا يخبر لوغان عن مشاعرها نحوه , لانها لن تستطيع تحمل اشفاق لوغان المحرج .

ابتسمت لبرايس ابتسامة عريضة فارغة : "يبدو لي هذا رائعا !"

ورأت لمعان الخبث فى عينيه الخضراوين القاتمتين , وهو يتلقى رسالتها .

ردد لوغان ببرود : "رائع . لكن يجب ان تنتبه لقدمي دارسى , برايس " ونظر الى دارسي .

قال ابن خالته مادحا بنعومة : "انا واثق انها ترقص بشكل رائع جدا "

تابع لوغان : "يجب ان تحذر ركلاتها "

وعرفت دارسى الى ماذا يلمح بالضبط . ولون الغضب خديها : "انا واثقة من ان برايس لن يكون قليل التهذيب كي اضطر الى ركله !"

قال برايس ماك اليستر ممازحا : " يجب ان اقول يا لوغان ., اننى اجد صعوبة فى ان اصدق ان هناك مبررا لتصرفك غير المهذب مع شابة جميلة مثل دارسى "

رد لوغان : "الامر سهل جدا .. صدقنى "

استدارت دارسى لئلا يرى الدموع المفاجئة فى عينيها . فالغضب كان اخر ما تريد ان تثيره فى لوغان . لكن , وعلى ما يبدو , الغضب هو كل ما بقى بينهما .

 
 

 

عرض البوم صور Emo girl   رد مع اقتباس
قديم 18-08-09, 08:43 AM   المشاركة رقم: 87
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2009
العضوية: 148104
المشاركات: 5
الجنس أنثى
معدل التقييم: Emo girl عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 19

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Emo girl غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : تمارااا المنتدى : سلاسل روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

لا !



همس برايس من جانب لوغان : "انها فاتنة تماما يا لوغان "

كان الرجلان يقفان فى الصالون الرئيسى , وفيما دارسى ترقص مع ابيها.

لم يزعج لوغان نفسه بالتظاهر بأنه لا يعرف عمن يتكلم ابن خالته : "انها كذلك فعلا "

لقد ادرك ان مجرد المحاولة ستبدو سخيفة , لأن برايس انهى رقصه معه لتوه !

نظر برايس اليه : "اذن , لماذا لا تقول لها هذا ؟ "

- ولماذا أفعل بحق السماء ؟

قال برايس بصراحة : " لأنك تحبها "

كاد لوغان يختنق وهو يشرب جرعة العصير , واخيرا تمكن من ان ينفجر قائلا : " انا . . انا ماذا ؟ "

كرر برايس : " تحب دارسى , يجب ان اقول اننى معجب بذوقك . لقد فكرت دوما انك لو وقعت فى الحب , وقد كنت اشك فى حدوث هذا لسنوات , ستختار امرأة غير مناسبة قطعا . لكن دارسى متواضعة , فاتنة , جميلة , وروحها مرحة "

اخيرا استعاد لوغان وعيه بما يكفي ليحتج : "انا لا احب دارسى . كنت اعرف دائما ان الجانب الفنى منك يجعلك رومانسيا يا برايس .لكنني لم اكن ادرك انه يجعلك تتوهم ايضا !"

رفع ابن خالته حاجبين عاتبين , وقال : " هذا غير صحيح ! "

رد لوغان : " اذن انت فعلا واهم "

رد : " ولا هذا ايضا . لوغان , هل تنوى ان تبقى مغفلا طوال حياتك "

رد لوغان متصلبا : " لم اكن اعرف اننى مغفل "

- ستكون كذلك ، اذا تركت دارسى تخرج من حياتك .

قال بجفاء : "هذا مستحيل . فبعد اسبوعين سيتزوج والدها امي . وهذا بالتالى يجعلنا بطريقة ما شقيقين "

نظر برايس اليه متسائلا : "وانت سعيد لهذا . أليس كذلك ؟ "

ضحك لوغان بسخرية وهو يهز رأسه : "ليس لدى فكرة عما تتكلم يا برايس "

نظر اليه بارتياب وقال : "لا ! لم يعجبك ان امسك ذراع دارسى , وحين كنت ارقص معها منذ دقائق , بدوت على استعداد لكي تخنقني "

اللعنة على برايس . انه مراقب متمرس . ولا . لم يعجبه قرب برايس من دارسي . لكن الوصول الى حد القول انه يحبها امر سخيف . فهما لا يعرفان بعضههما سوى منذ اسبوعين . وقد كانا اسبوعين عاصفين . فالامر بكل بساطة انه يشعر برغبة فى حمايتها , ليس الا .

قال لوغان : " كنت اتساءل فقط فى اى مرحلة من الامسية ستركلك "

ابتسم برايس : " لن تفعل "

دهش لوغان : " اوه .. ؟ وما الذى يجعلك متأكدا ؟ "

حذره برايس بنعومة : " كل ما اتمناه هو الا يكون الوقت متأخرا حين تقرر ان تصحو يا لوغان "

ضاقت عينا لوغان : " متأخر علام يا برايس ؟ "

لم يكن لوغان مسرورا لمناقشة امر دارسى هكذا . ولم يكن يعجبه ان يتكلم برايس عنها ابدا

لكن هذا لا يعنى انه يحبها . كانت ضعيفة جدا يوم التقاها . ولا تزال هكذا فى احيان كثيرة . وهو لا يحب ان يراها تتعرض للأذى

اقترح عليه برايس مع انتهاء عزف الموسيقى وعودة دارسى ووالدها الى ميغ : " لماذا لا تدعوها للرقص ؟ "

- ولماذا لا يفعل ؟

سأله برايس : " خائف يا ابن خالتى ؟ "

رد لوغان بحدة : "هذا تحليل نفسى معكوس . من المفترض الان ان اركض الى دارسى واطلب منها ان ترقص معي لمجرد ان ابرهن لك خطأك . صحيح ؟ "

لم يهتم برايس : " كنت فقط اتساءل لماذا لا ترقص مع اختك المستقبلية "

- ربما لأن ابن خالتى يقف كشوكة فى الخاصرة .

اكد له برايس من دون تراجع : " وسأستمر على هذا الحال الى ان تطلب منها ان ترقص معك "

حدق لوغان به : " لماذا تهتم انت لهذا الامر ؟ "

شجعه برايس : " انها ترقص كالحلم يا لوغان . خفيفة جدا بين ذراعيك ., ومثيرة جدا فى الوقت عينه . انا .."

ونظر الى وسط الصالون : "اوه . تأخرت كثيرا يا لوغان . لقد وصل جدي اليها اولا ! "

استدار لوغان ليرى جده يقود دارسى الخجولة الى حلبة الرقص الكبيرة وسط الغرفة

بدا جده وسيما فى بذلة السهرة السوداء والقميص الابيض . كان اللون الرمادي يغزو شعره أما نحول جسمه , فلا يظهر فيه اى أثر للسن . وكان يقود دارسى مخدرة الاحساس فى رقصة " فالس " .

كان الاثنان يتكلمان بصوت منخفض وهما يرقصان وتمكن لوغان من ان يرى ان دارسى تسترخى ببطء , وتتحرك برشاقة اكثر مع الموسيقى . خطواتها تتوافق بكمال مع خطوات جده .

راح لوغان يتساءل عما كان جده ودارسى يتكلمان الان بالضبط . ومهما كان الموضوع بدا واضحا انهما يستمتعان بصحبة بعضهما . فقد ضحكا معا عدة مرات قبل ان تتوقف الموسيقى , حيث قاد هيوغ دارسى الى والدها وميغ بكل وقار .

قال برايس ضاحكا : " الشيطان العجوز , لابد انه تمتع كثيرا بهذا "

اعترف لوغان بجفاء : "ربما . واعتقد اننا سنعرف فورا كم تمتع "

وتقدم جده يشق طريقه نحوهما مصمما .

قال الجد مهاجما : " ما بالكما ايها الشابان ؟ "

واخذ كاس عصير ثم تابع قائلا : "

- انتما وسط الكثير من النساء الجميلات , وتجبنان كغبيين !

ضحك برايس : "استثنى نفسى من قولك هذا "

ورد لوغان : " ونحن لا نجبن فى اى مكان يا جدي "

نظر العجوز الى لوغان نظرة ثاقبة :" وانت ألن ترقص ايضا ؟ فى الواقع , لم ارك ترقص اليوم يا لوغان . ماذا دهاك . هل الصحبة ليست من مستواك ؟ "

- لا فمعظم هؤلاء الناس من لندن .

قال هيوغ بإعجاب : " كانت فتاة جميلة "

قال برايس : " من .. دارسى ؟ "

هز هيوغ رأسه : "الاسم غريب قليلا . لكن الفتاة رائعة . اعتقد ان ميغ وسيمون قد يدبران زوجا لها . لقد حان الوقت ليستقر احدكم ويجعلنى " الجد الكبير " .

وثبت نظرته الفولاذية على حفيديه .منتديات ليلاس


احتج لوغان : "اوه . ارجوك . ليس انت ايضا "

ووضع الكأس الفارغة على طاولة جانبية : " لو عذرتماني , كلاكما ! "

استدار هيوغ ليسأل برايس : "ماذا قلت ؟ "

لم يبق لوغان قريبا بما يكفى ليسمع الرد , بل سار عبر الغرفة وصول الى جانب دارسى .

سأل لوغان متصلبا : "هل ترقصين ؟ "

كانت قد استدارت لتبتسم له وهو يقترب . لكن ابتسامتها تلاشت وهى تستوعب تعبيره الغاضب .

وسألت : " هل انت واثق من ان هذا ما تريده ؟ "

لا . فما يريده حقا . هو ما يريد ان يفعله كل مرة يرى فيها دارسى ! ان يحملها الى مكان ما ويعانقها . وفى هذا الظرف , كان الرقص معها هو الاقرب الى ذلك . اذن فليكن الرقص .

لكنه غير رأيه : " ربما رقصت بما يكفى لأمسية واحدة , فهل تفضلين الخروج لنتمشى بدلا من الرقص ؟ "

ربما لن ترغب بذلك . تأوه فى سره وهو يرى الحيرة على وجهها المعبر . هل يرغب حقا فى الخروج ليتمشى مع امرأة تبدو ساخطة اكثر منه ؟ بالتأكيد لا !

اخذ نفسا عميقا مهدئا وقال بخجل : "سأحاول مجددا , دارسى هل يهمك ان نسير فى الخارج لنتنشق الهواء النقي ؟ "

ابتسمت ابتسامتها الخجولة تلك وردت : "شكرا لك لوغان , اجل . اود هذا"

مد ذراعه لها وخرجا من الابواب الزجاجية التى تقود الى الخارج نحو الحديقة المعطرة بالورود .

تمتمت دارسى حالمة وهي تنظر من فوق الجدار : "أي مكان جميل هذا!"

لقد كان القصر والارض التابعة له , يسبحان بضوء القمر . وكأن نوره ينعكس على فستانها الفضي الرمادي , ليعطيها ملامح سماوية . ووجد لوغان نفسه مشلولا فى تلك اللحظة .

استدارت دارسي اليه : " ما الأمر ... لوغان ؟ "

تحركت ذراعاه حول خصرها , وانحنى يضمها اليه .

منتهى السعادة . كانت هذه هى المرة الأولى التي يشعر فيها أنه سعيد . منذ اخر مرة ضمها هكذا .

كانت منسجمة معه تماما . ولم يكن يريد لهذا العناق ان يتوقف . بل اراد ان يستمر فى احتضانها . انتزعت نفسها منه مبتعدة . ووجهها مصدوم تحت نور القمر : " لا ! لا نستطيع فعل هذا يا لوغان "

وترقرقت الدموع فى عينيها .

شعر بالصدمة للحظة . لقد كان ضائعا تماما فى سعادة عناقها وقربها منه.

قالت مختنقة : "أرجوك . دعنى أذهب "

اشتدت ذراعاه كالفولاذ حولها وهي تحاول التملص . فكررت بصوت باك : " أرجوك ! "

ارتخت قبضته , لكنه لم يتركها . وهمس : "لن أؤذيك يا دارسي . كان يجب أن تعرفي هذا . لن أفعل أبدا ! "

كانت دوما تقوم بأشياء تستحق انتقامه منها . الا انه لم يتخذ يوما خطوة غاضبة نحوها . حتى تحت ضغط أقصى الاستفزاز .

أصبحت فجأة جامدة بين ذراعيه , تتعمد ألا تنظر اليه , وقالت بخشونة : " إذن , دعنى أذهب "

تأوه : " لماذا ؟ لا داعى لنعود الى الصالون . يمكن ان ندخل القصر من باب جانبى , ونصعد الى الجناح الخاص بي "

انتزعت نفسها من بين ذراعيه : " لا .. ! ".

واستدارت لتعود الى الداخل واغلقت الباب بهدوء خلفها .

وقف لوغان مذهولا لدقائق طويلة . ماذا فعل ؟ ماذا قال ؟ ماذا .. ؟

استدار بحدة لإحساسه بحركة خلفه , وكانت خيبة أمله قوية لأن برايس وليس دارسي هو من خرج لينضم اليه .

قال له برايس : "لقد عادت دارسي الى الداخل وهي لا تبدو هادئة كعادتها . لذا فكرت ان من الافضل ان اخرج واتأكد من انها لم ترم بك فى البركة"

لا .. لم تفعل هذا . لكن فى الدقائق القليلة الاخيرة , عرف لوغان انها فعلت شيئا أسوا من هذا بكثير . بل أشد سوءا مما يمكنه ان يحتمل !

كيف يفعل هذا ؟ كيف يستطيع ان يضمها ؟ بينما المراة الاخرى فرانسيسكا , موجودة فى الصالون مع كل ضيوف حفلة الخطوبة ؟

لطالما كانت تعرف ان لوغان متعجرف . . وانه لا يؤمن بالحب , هذا عدا الزواج , لكنها , لم تفكر يوما انه قد يتصرف بمثل هذه الطريقة المتعجرفة . وفى منزل جده !

ماذا ستفعل الان ؟ لن تستطيع البقاء هنا فيما قد يعود لوغان الى الحفلة فى اى لحظة , وهذا امر مؤكد ببساطة , لن تستطيع مواجهته بعد وقت قصير مما حدث فى الخارج . لكنها لا تريد ايضا تكدير والدها أو ميغ بالانسحاب باكرا

فجأة , جاء هيوغ ماك دونالد لنجدتها . فقد وقف ليعلن أن الوقت يقترب من منتصف الليل , وانه سيرقص اخر رقصة " فالس" مع اجمل امرأة فى الغرفة قبل أن يحين الوقت لذهاب الجميع الى النوم أو الى منازلهم .

لكن دارسى لم تعد واثقة من انه انقذها ابدا , حين تبين ان خياره وقع عليها كأجمل امراة فى الغرفة . ووجدت نفسها فجأة تتأرجح بين ذراعيه مع بدء الفرقة الموسيقية بالعزف !

تمتم بلطف فى أذنها وهو يديرها على انغام الموسيقى : "ابتسمى , أيتها الفتاة السخيفة . لا تدعى احدا من أسرة ماك دونالد يعرف انه تغلب عليك"

نظرت دارسى اليه مجفلة : " ماك دونالد .. ؟ لكنك .."

قال هيوغ بغمزة شريرة : "لعل والدة لوغان تزوجت من احد افراد أسرة ماكنزى . . لكنه ماك دونالد اكثر من اى شخص اخر . إنه بطئ قليلا مع السيدات . أليس كذلك ؟ "

واطلق ضحكة مرتفعة لتعبيرها المصدوم : "زوجتي رحمها الله , اضطرت لضربي على رأسى بمقلاة لأدرك أننى أحبها ! "

ضحكت دارسي بصوت منخفض : "اعتقد اننى اود سماع هذه القصة فى يوم ما " لكنها كانت تعرف ان مثل هذه الطريقة لن تنفع مع لوغان .

وعرفت كذلك ان هيوغ طيب النية فى مزاحه . لكنها سبق وفعلت اشياء فظيعة للوغان . وكل ما نجحت فى فعله , انه دعاها للصعود معه الى جناحه . وهذا بالكاد يكون إعلانا للحب !منتديات ليلاس


قال هيوغ مفكرا : "اوه .. لقد جربت هذا . أليس كذلك ؟ لطالما كان غبيا مع النساء "

وتنهد : " لو كنت أصغر سنا بأربعين سنة لطلبت يدك ! "

ضحكت دارسى مرة أخرى : "لو كنت أصغر بأربعين سنة , لقبلت ! "


ابتسم هيوغ لها بإعجاب مع توقف الموسيقى عند منتصف الليل تماما . وبدا فى تلك اللحظة شبيها بحفيده الى حد بعيد .

وانحنى يقبل خدها بحرارة .

- سأتطلع شوقا لرؤيتك مجددا وفى وقت قريب .

فى حفل الزفاف طبعا . بعد أسبوعين . ولكنها لا تتطلع الى الموعد بشوق على اى حال . خاصة بعد المسار الذى اتخذته الامور بينها وبين لوغان . فبعد هذه الليلة ! لن تكون المناسبة مشوقة قطعا !

لسوء الحظ , كان لوغان أول شخص رأته وهي تستدير لتغادر حلبة الرقص . كان واقفا يحدق فيها بعينين زرقاوين لامعتين , غاضبتين .

قالت ميغ تسترعي انتباه دارسي وهي تمد يدها لتضغط على ذراعها بمحبة :

- أليس أبي رائعا ؟

رددت دارسي : "رائع "

قالت ميغ بحرارة : "دانيال وانا سنتناول شرابا ساخنا فى المكتبة قبل النوم . . هل تنضمين الينا ؟ "

هزت دارسي رأسها : "لقد كانت أمسية رائعة , لكنى أشعر بالتعب قليلا "

وتحركت لتقبلهما بحرارة : " لماذا لا تسألين لوغان ! يبدو انه بحاجة الى شراب ساخن مهدئ "

ولم تنتظر لترى ما إذا كانا قد قبل اقتراحها واسرعت تخرج من الغرفة . لقد كانت امسية رائعة . بل فظيعة . مثيرة . محطمة للقلب ! أمسية أملت ألا تتكرر.

ترددت قليلا بعد خروجها الى الردهة الرئيسية . وقد واجهها أربعة سلالم . كل منها يقود الى برج , فأى واحد هو الذى يقود الى البرج الشمالى ؟ هذا هو السؤال .

سمعت صوتا ساخرا خلفها : " هل تتأخرين هنا , على أمل ان يظهر برايس ويرافقك الى غرفة نومك ؟ "

اجفلت دارسى , وقوت نفسها قبل أن تستدير لتواجه لوغان بوجه متحجر . وعينين جافيتين !

ماذا يريد هذا الرجل منها ؟ ماذا يظنها ؟ هل يظن فعلا انها قادرة على التسلل معه الى غرفته فيما صديقته تنتظره ؟

هزت رأسها بحزن : "انا فقط احاول اكتشاف اى سلم يقود الى البرج الشمالى "

وكان التعب قد نال منها فلم تحاول انكار التهمة الاخرى فى سؤاله . لقد كان برايس لطيفا معها , لا شئ اكثر , ولن تهين ذلك اللطف بمحاولة الدفاع عن برايس , او عن نفسها .

بدا ان لوغان لم يتأثر .

- فكرى باتجاهات البوصلة دارسى . الشرق , الغرب , الجنوب ..

واخذ يشير الى الاتجاهات .. فقاطعته : " حسن جدا لوغان . لقد فهمت . اعذرنى ان لم اكن كشافة بارعة "

واستدارت بسرعة قبل أن يرى لوغان الدموع فى عينيها واتجهت الى السلم المقابل .

- دارسى ...

- لوغان .. انا مسرورة لاننى وجدتك .. كنت ابحث عنك فى كل مكان !

كان من السهل على دارسي ان تتعرف على صوت فرانسيسكا داروبن , وهي تسرع نحو السلم العريض , وساقاها ترتجفان بحيث لم تعد واثقة من انها ستصل الى غرفتها .

رد لوغان على المراة الاخرى : " كنت هنا "

وصلت دارسى الى اعلى السلم قبل أن تخذلها ساقاها , واستدارت الى الزاوية لتستند بضعف الى الجدار . . وبدأت دموعها تنهمر .

يجب ان تتحرك . عليها ان تتحرك قبل أن يصعد السلم ويراها .لكن ساقيها ما عادتا قادرتين على التحرك . لوغان يكرهها !

عادت فرانسيسكا للكلام مجددا : " اردت فقط ان اقول لك ان الامسية كانت رائعة , وامل ان نتقابل مرة اخرى "

رد لوغان بنفاد صبر واضح : "ربما "

لم تتوقف دارسى لتسمع المزيد من الحديث , وابتعدت عن الجدار لتسير باضطراب عبر الممر نحو غرفة النوم التي خصصت لها . أضاءت النور ثم اقفلت الباب وراءها .

لم تفهم . لقد ظنت ان فرانسيسكا داروين جاءت الى هنا مع لوغان . فقد رأتهما معا حين دخلت الصالون , وفهمت ان هذه المرأة هي صديقة لوغان . لكن , بعد الحديث الذى سمعته لتوها , يبدو جليا انها كانت مخطئة . واذا لم يأت مع فرانسيسكا . فهو لم يأت الى هنا مع احد

إذن . أين هى تلك المرأة , صديقته ؟

لكن , إذا لم يكن هناك امرأة اخرى .. . ماذا او من جعله يغير رأيه ؟

 
 

 

عرض البوم صور Emo girl   رد مع اقتباس
قديم 18-08-09, 08:56 AM   المشاركة رقم: 88
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2009
العضوية: 148104
المشاركات: 5
الجنس أنثى
معدل التقييم: Emo girl عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 19

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Emo girl غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : تمارااا المنتدى : سلاسل روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 


13- الحب يصنع المعجزات




لماذا لاتكف هذه المراة عن الثرثرة وتذهب ؟ .فكر لوغان فى سره مع استمرار فرانسيسكا داروين فى الكلام . ألم تدرك بعد أنه غير مهتم بها ?
الشئ الوحيد الذى يهتم به هو أن دارسى بدت متكدرة حين تركته منذ دقائق . . وعرف انها تكدرت بسبب لؤمه معها , لكن يبدو انه لم يكن قادرا على منع نفسه . لأنه يحبها ..منتديات ليلاس


الحب . لقد أدرك لحظة ابتعدت عنه فى الحديقة , انه وقع فى حبها .. وان حبه لها كان سببا فى تلاشئ كل المعاني من حياته . وهو الذى كان يظن انه لن يشعر بهذا الاحساس نحو أى امرأة .. وهذا ما أرعبه !

فالحب , كما كان يعتقد , امر مخيف , لأن سعادة الحياة كلها تنحصر فى شخص واحد .. لكنه يدرك الان ان الحب يشمل كذلك البهجة , والاحساس بالسرور فى وجود الشخص الاخر , والسعادة فى كل حركة , فى كل كلمة تقال , والحاجة لحماية الاخر . وللمرة الاولى فى حياته , أحس لوغان بالكمال . وكأنه وجد نصفه الاخر , ودارسي هي ذلك النصف الاخر .

لم يعرف لوغان شعورا كهذا من قبل . الشوق اليها , ولتلك الابتسامة التي توقف القلب . كم كان يرغب في أن يعبر لدارسي عن مشاعره . لكن إحساسه بالرعب منعه . لأنها لا تحبه .

لقد عرف هذا عندما كانا فى الخارج , فقد أرادت الابتعاد عنه .. ولم تستطع الانتظار لتهرب . فماذا سيفعل الان ؟

تقدم برايس ليتدخل بلباقة فى الحديث .

- سأرافقك حتى الباب فرانسيسكا .

ونظر الى لوغان نظرة قلق قبل ان يمسك بحزم ذراع فرانسيسكا , .ويتحدث اليها وهما يبتعدان .

- لوغان .. ؟

استدار مذهولا لينظر الى امه . هل أحبت والده بهذه الطريقة التي يحب بها دارسي ؟. وهل تحب الان دانيال بالطريقة نفسها ؟ اذا كان الامر كذلك فأقل ما يدين به لها هو الاعتذار عن الطريقة التى عاملها بها , ليس لأشهر فقط بل لسنوات .

ابتسمت له ميغ بلطف : " دانيال وانا سنشرب شرابا ساخنا فى المكتبة , تعال وانضم الينا " ولم تنتظر رده , بل دست يدها تحت ذراعه وسار الثلاثة نحو المكتبة .

كانت النار المشتعلة تعطي وهجا دافئا , لكنها حرارة لم تكن تلامس لوغان.

اكتشافه انه يحب دارسى , وان الحب ليس متبادلا , كان سيئا بما يكفى .. فكيف له ان يبدأ بالاعتذار من أمه بعد رفضه هذا مرارا عبر السنوات ؟

نظرت اليه بقلق : " لوغان .. ؟ "

لم تكن أمه قد رأته بهذه الحالة من قبل , وبدت مترددة . فراحت تنظر بقلق الى دانيال وكلاهما ينظر الى لوغان بارتياب .

كانا على الارجح يتوقعان منه قول شئ او فعل شئ قد يفسد عليهما سعادتهما بهذه الأمسية , ومن يستطيع لومهما ؟ لقد كان غبيا .. أنانيا وغبيا . وليس له اى حق بأن يملى على هذين الشخصين ما يجب أو ما لا يجب أن يفعلاه فى حياتهما .

خرجت أنفاسه متحشرجة قبل أن يضع فنجان الشراب الساخن على الطاولة , ويسير ليمد يده الى دانيال .. . ويقول بهدوء : "أود أن أقدم لكما , ولو متأخرا , احر التهاني "

ولم يتأخر الرجل المسن لحظة فى قبول تلك المصالحة الحارة .

استدار لوغان الى امه : " أتمنى ان تكونا سعيدين معا .. أمي "

تقدم لوغان ليحتضن أمه . واحس بارتجاف جسمها وهي تبكي بصوت منخفض . فمرات ومرات, تقربت أمه منه خلال السنوات العشرين الماضية .. وقد صدها مرات ومرات . لكن حبه لدارسي الان , سمح للحب أن يعود الى قلبه , وعرف انه لم يتوقف أبدا عن حب امه . وانه لن يستطيع ابدا ان يفعل .

قالت الأم مختنقة : " لقد جعلتنى سعيدة يا لوغان "

واحاطت وجهه بيدها وهي ترفع نفسها لتقبل خديه .

وشجعها بصوت أجش : ." كونا سعيدين معا .. همم ؟ "

رفعت الام نظرها اليه متفحصة : " وأنت .. ؟ هل انت سعيد ؟ "

رد بخشونة : " إذا لم أكن سعيدا , فلا ألوم سوي نفسى "

لقد أختار ان يعيش بالطريقة التي عاشها ,. وقسي قلبه ضد الحب . ولن يلوم احدا سواه إذا ما وجد نفسه الان وحيدا

- دارسي ...

قاطع لوغان ملاحظة دانيال المترددة : " شابة جميلة وفاتنة "

والتقى بنظرة الرجل المسن مباشرة

هل يعرف دانيال ؟ هل فضح لوغان نفسه بطريقة ما ؟ هل كانت مشاعره نحو دارسي واضحة للجميع ما عداه ؟هل تعرف دارسي ؟

أضاف بصراحة : " انها موضع فخر لك دانيال "

وأحس بالخوف لفكرة ان تعرف دارسي كيف يشعر نحوها . هل كان هذا هو سبب هروبها منه ؟

وضع دانيال ذراعه حول كتفي ميغ وقال بمحبة : " لم أكن واثقا من هذا حين رمت عليك البيض المخفوق "

هز لوغان كتفيه : " كنت استحق هذا على الارجح . على الأقل كانت هي صادقة فى مشاعرها "

وهذا أمر لم يكنه منذ وقت طويل .. أو لم يحن الوقت ليكون صادقا تماما فى مشاعره . مهما كانت الكلفة علي كبرياؤه ؟

استقام فى وقفته قائلا : "إذا كنتما لا تمانعان , سأترككما لوحدكما الان . ما هذه السخافة . طبعا لن تمانعا "

وهز رأسه لسخافته , وأضاف : " اعتن بامي يا دانيال "

اشتدت ذراع دانيال حول كتفي ميغ :."اعتمد علي في هذا "

لزمه بضع دقائق فقط ليعرف ما أراد أن يقوله , فراح يشق طريقه الى الطابق العلوى . لكنه لم يتلق ردا حين طرق باب غرفة دارسي . لابد أنها نامت .

عليه أن ينتظر حتى الصباح ليتمكن من قول ما يريده , لم لا ؟ لقد انتظر خمس وثلاثون سنة . وليلة سهاد اخرى لن تقتله ! او على الأقل هذا ما أمله ! ليلة دون نوم هي على الأقل ما يجب أن يتوقعه .. وكل ما أمله هو ألا يفقد أعصابه فى ليلة واحدة !

تلقى صدمة حياته حين رأى دارسي تسير فى الممر باتجاهه . لم تكن مستكينة فى الفراش أبدا . بل لاتزال مرتدية ذلك الفستان الرمادي الضيق.

وبدت مصدومة حين رفعت نظرها ورأته ! لو تجرأ .. لو قام بتعليق واحد عن سبب وجودهما هنا

حياها بخفة : " دارسي . . هل ضعت مجددا ؟ "

ولم يبد فظا او ساخرا .

لكن هذا لا يضمن لها , .انه لن يكون فظا ساخرا .. أنه .

عرض عليها بلطف : " هل ترغبين فى أن أرشدك الى غرفة نومك ؟"

تابعت دارسي النظر اليه بحذر : " آه . فى الواقع . انا .. ابى وامك دعياني لشرب شراب ساخن معهما فى المكتبة . وعندما لم أتمكن من النوم , فكرت فى أن أنضم اليهما على اي حال "

هز لوغان رأسه : " لقد تركتهما لتوي . انا . .. أعتقد , انهما على الارجح يودان البقاء لوحدهما قليلا "

وتصاعد احمرار الحرج الى خديها : "بالطبع .. هذا سخف مني "

قال متفرسا : " ما رأيك بالانضمام الى في غرفة الجلوس لشراب ساخن ؟ ارغب فى الكلام معك علي أي حال "

عاد اليها تشوشها مضاعفا .. كانت تشعر أنها مدينة للوغان بتفسير لتصرفها فى الحديقة بعد أن ادركت سوء فهمها فيما يتعلق بفرانسيسكا . فراحت تبحث عنه لتعتذر وهي تعرف انها لن تستطيع النوم اذا لم تفعل .. وبعد أن سألت احدي الخادمات عن غرفته . كان ارتياحها كبيرا حين دقت على الباب . ولم يرد عليها , وقد عرفت انه كان فى الطابق الارضى مع ابيها وميغ .منتديات ليلاس


لكن , ألم تزل مدينه له بالتفسير ؟

تقبلت دعوته بارتباك : "شكرا لك "

ورافقته نزولا على السلم .

كانت غرفة جلوس العائلة أقل رسمية من الغرف التى رأتها حتى الان, نار دافئة فى الموقد , وأثاث قديم مريح . وكتب ومجلات متروكة هنا وهناك , وصورعائلية فى كل مكان . ما من شك أن بعضها للوغان حين كان صبيا , وتمنت دارسي بشوق أن تتقدم وتنظر إليها .

مد لوغان كوب كاكاو ساخن : " هاك "

أخذت منه الكوب , واحتست الشراب الساخن , لتستمد الشجاعة من حرارته ..

- لوغان .

- دعينا نجلس ..

وأشار الى كنبة خلفهما . وانتظر الى ان جلست قبل أن يجلس إلى جانبها .

على الفور ارتبكت دارسي مجددا . .قربها من لوغان فى اى وقت كان بمثابة عذاب لها . لكن وجوده فى هذا المزاج الغريب أصعب من أن تحتمله .

أخذ ينظر إلى السائل الحار بين يديه . وقال بصوت منخفض : " أعتقد أنك ستسرين إذا علمت أننى تصالحت مع أمي "

سألت بتأثر : " حقا ؟ "

وقفزت الدموع إلى عينيها : " اوه ... لوغان .. هذا رائع ! "

وكانت تعنى ما تقول . مع أن لوغان لن يقدر لها هذا . لكنها تعرف انه من الافضل له الا يكون هناك أي ارتباط فى حياته .

هز رأسه ونظر اليها بعينين ملتهبتين : " والان ارغب في ان أتصالح معك "

تراجعت دارسي فى المقعد قليلا : " معى .. ؟ "

هز رأسه ثانية وتنهد : " اذا كنت قد اخفتك او كدرتك سابقا حين كنا فى الخارج "

احتجت : " اوه .. لكنك لم تفعل هذا "

اخر ما احست به بين ذراعيه هو الخوف !

بدا مرتبكا : " حقا , على اى حال ,واضح اننى فعلت شيئا خاطئا . واعتذر لهذا . اخر ما يمكن ان افكر فيه هو اخافتك او تكديرك "

فجأة سمعت دارسي صوت الساعة الكبيرة القديمة خلفهما , واحست بصمت القصر بعد ضجة الحفلة الصاخبة . وادركت كذلك ان اي كلام مهما يكن , يجب أن يأتى الان منها

عضت على شفتها من الداخل : " انت لم تفعل اي شئ لوغان .. انا .. انا ظننت ان فرانسيسكا داروين كانت . اعتقدت انها ستبقى هنا فى القصر .. معك ! "

نظر لوغان اليها بتساؤل ثم قال ببطء : " ولماذا بحق الله تظنين هذا ؟ "

وقفت دارسى , وتحركت مبتعدة عنه . لم تكن قادرة على التفكير وهي جالسة إلى جانبه !

- كانت معك حين انضممت انا وبرايس اليكما . وجلست الى جوارك للعشاء وجعلتك تغير رأيك حول ان تكون شاهدا على الزواج بعد الغداء ذلك اليوم !

بدا لوغان وكأنه يحاول فهم ما تقوله .

وتابعت دارسي بإحباط : ." كان واضحا لي ان من تناولت الغداء معه منذ عشرة أيام قد دفعك الى تغيير رأيك "

مط شفتيه : " انت محقة . لقد فعل . واعتقدت انه امرأة ؟ "

- بالطبع كانت ..

ونظرت اليه مترددة : " ألم تكن امرأة ؟ "

هز لوغان رأسه , وقال معترفا : " كان فيرغوس . ولو ان من غير رأيى فعلا هو امرأة "

تنهدت دارسي بثقل : " هذا ما ظننته "

وضع لوغان كوبه من يده ووقف على بعد خطوات منها وقال لها بصوت اجش : " تلك المراة كانت انت .. دارسي "

اتسعت عيناها : " انا ؟ لكن .. "

تنهد : " فيرغوس وبرايس سيحضران العرس . وكلاهما جذاب وعابث من الطراز الاول .. وانت .. "

كتمت أنفاسها , راغبة فى ان يكمل , وحين لم يفعل , حثته : " وماذا لوغان ؟ "

اخذ نفسا عميقا : " دارسي . ماذا كنت تفعلين حقا وانت تتجولين فى البرج الان ؟ "

اعترفت : " ابحث عنك . لقد سمعت فرانسيسكا تتحدث اليك وهي تغادر , وادركت اي غلطة فظيعة ارتكبتها ...وانا .. احتجت ان اقول لك هذا "

- أنا أخطي معك دائما

- لماذا ؟

- لانك ..

قالت : "لأننى ! لأننى ماذا لوغان ؟ "

بدا أنه يعيش معركة داخلية مع نفسه .. اخيرا تنهد بعمق قبل أن يبتسم لها : " انت ذكية , مرحة , جميلة , فاتنة , مثيرة. ."

- لوغان ..

أنهى كلامه : " لقد قررت ان احضر الزواج . كي لا يأخذ مني أحد هذين النذلين الجذابين المرأة التى أحبها ! "

حدقت دارسي فيه , وهي تبتلع ريقها بتشنج , واثقة من انها لا يمكن ان تكون قد سمعته بشكل صحيح . لوغان يحبها ؟ لكنه لا يؤمن بالحب .. لقد سبق ان قال لها هذا

استدرك بألم : " انا صدمتك فعلا"

ترددت : " لم أصدم . أنا .. أنت حقا تحبنى ؟ "

وشعرت أن قلبها يكاد ينفجر داخل صدرها .

اكد لها : " انا احبك حقا . ولا استطيع تصور أي شئ أكثر روعة من السير . وانت الى جانبى لما تبقى من حياتى , وان تكوني معي لنتحدث , لنضحك , لنبكي معا , .اذا كان هذا ضروريا .. ولن امانع ابدا لو احسست أحيانا برغبة فى رمي البيض علي "

كانت دارسي لا تزال تحملق فيه غير مصدقة : " أنا .. هل تعرف ان جدتك ضربت جدك على رأسه بمقلاة لتجعله يدرك أنه يحبها ؟ "

بدا مذهولا : "جدتي الحلوة المهذبة , فعلت هذا ؟ "

هزت دارسي رأسها : " على ما يبدو "

- وهل نجحت .. ؟ واضح أنها نجحت . لقد بقيا سعيدين معا لأكثر من خمسين سنة .

ورفع نظره اليها بحدة : " دارسي .. اتحاولين ان تقولي لي ., وبأسلوبك الفريد من نوعه , .إنك فعلت تلك الاشياء لأنك تحبيننى ؟ "

خطت الى الامام نحوه , واصبحت على بعد إنشات منه .. وقالت بصوت مرتجف : "لوغان ماكنزي .. . أنا أحبك كثيرا "

رد بخجل وهو يمد يده ليمسك كتفيها : " دارسي سيمون .. وانا أحبك كثيرا كذلك .. هل تتزوجيني ؟ "

اخذت نفسا عميقا : " الزواج لوغان ؟ الا تريد ان تعتاد على فكرة الحب اولا ؟ "

وكانت محاولة للمزاح , ولو ان صوتها تكسر لشدة العاطفة .

قال بتأكيد : " لا .. لا أريد أبدا ان اعتاد على هذا الشعور . انه رائع .. مبهج "

واشتدت يداه على ذراعيها وهو ينحني ليعانقها بلطف .. ومن ثم بشوق شديد .

لم يعد لدي دارسي فكرة كم من الوقت بقيا بين ذراعي بعضهما .. وكان هذا رائعا !

أخيرا اعترف لوغان : " اعتقد اننى وقعت فى حبك منذ اليوم الأول "

ردت دارسي وهي تريح رأسها علي صدره : " لا أصدق هذا . لقد بكيت على قميصك وبدوت من دون ترتيب "

ضحك لوغان : " دموعك هى التى جعلتنى اشعر بك كإنسانة دارسي , اما ابتسامتك .. فقد خطفت أنفاسي .. هل تتزوجينني ؟ "

أجابت : " اجل "

ولم تعد قادرة على تصور اى شئ اكثر روعة من ان تكون مع لوغان لبقية حياتهما .

حثها متشوقا : " قريبا ؟ "

ردت : " قريبا جدا "

وعرفت انها لا ترغب في اي شئ اكثر من ان تكون لهذا الرجل لما تبقى من حياتها , وقالت بصوت منخفض : " ما زلت لا أصدق هذا يا لوغان "

دفنت وجهها فى قميصه : " أعدك بألا أركلك ابدا أو أرمي البيض المخفوق عليك ثانية "

ضحك لوغان : " لا تعدي بأشياء لن تتمكنى من الوفاء بها يا حبي , فأنا واثق من أننى سأفعل احيانا أشياء تزعجك .. أنا أحب غموضك دارسي . فى الواقع . أنا أتوقع ان تمنحينى توأما . أو حتى ثلاثة , فى يوم ما كنوع من المقاومة ! "

يا لها من فكرة رائعة !

فى الواقع . يعد المستقبل مع لوغان بأن يكون مليئا بالأحداث الرائعة !


( تمت )





 
 

 

عرض البوم صور Emo girl   رد مع اقتباس
قديم 19-08-09, 04:40 AM   المشاركة رقم: 89
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Mar 2008
العضوية: 68262
المشاركات: 42
الجنس أنثى
معدل التقييم: ro0ro0-cute عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 11

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ro0ro0-cute غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : تمارااا المنتدى : سلاسل روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

 
 

 

عرض البوم صور ro0ro0-cute   رد مع اقتباس
قديم 19-08-09, 10:37 AM   المشاركة رقم: 90
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو راقي


البيانات
التسجيل: May 2007
العضوية: 29773
المشاركات: 8,676
الجنس أنثى
معدل التقييم: نور عضو ماسينور عضو ماسينور عضو ماسينور عضو ماسينور عضو ماسينور عضو ماسينور عضو ماسينور عضو ماسينور عضو ماسينور عضو ماسينور عضو ماسي
نقاط التقييم: 5206

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نور غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : تمارااا المنتدى : سلاسل روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

الله يعطيك العافية حبيبتي

 
 

 

عرض البوم صور نور   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لاتبتسمي, bachelor cousins, carole mortimer, احلام, دار الفراشة, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات احلام, روايات احلام المكتوبة, روايات رومنسية, سلاسل روايات احلام, to marry mckenzie, كارول مورتيمر
facebook




جديد مواضيع قسم سلاسل روايات احلام المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 11:58 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية